العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الحــوار مع الــصـوفــيـــة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-08-11, 05:38 AM   رقم المشاركة : 1
شعيب الاشباني
صوفي






شعيب الاشباني غير متصل

شعيب الاشباني is on a distinguished road


التصوف الإسلامي بين العقل و النقل

بالنسبة للعنوان فإسلامية التصوف هنا ليس بمعنى واحد لا يتعدد.
عندما نتكلم عن كلام، فلسفة، جمال، أدب، ثقافة، حضارة و عقلانية إسلام(ية) فنقصد كلام و أدب إسلامي .. إلى آخره .. بمعنى الادب الذي يتلزم الإسلام -في قليل أو كثير أو حسب الإستطاعة و الفهم- لأن هناك أدبيات كثيرة من حيث الإنتساب إلى التاريخ، الدين و الجغرافيا. كذلك التصوف.

التصوف الإسلامي إما تصوف ملتزم بتعاليم الإسلام (القابل للتأويل أيضا في المعرفة و السلوك) و إما متأثر بتعاليم الإسلام إلى جانب أجنبيته (عن الاسلام) حيث أن تعاليم الإسلام هي القاعدة و التأثير خارجي و إما العكس أي القاعدة في الإنطلاق (حكمة ألاهية "ثيوصوفيا"، هندوسية، ثقافات فارسية، وحدة الوجود الفلسفية .. الخ) و التعاليم الإسلامية خارجية أي أثرت في ذلك تأثر السياسة و الإدارة الإسلامية في الحركة الإصلاحية المسيحية الغربية، تأثر القانون الإسلامي في قوانين نابليون و عصر التنوير، تأثر المشاريع الفلسفية الاسلامية السياسية الانسانية في النهضة و التنوير الغربيين الخ، و إما مجال التداول يكون إجتماعيا و تاريخيا و سياسيا و ثقافيا و تعليميا مجال إسلامي كما نعتبر الفلاسفة و المحدثين و اللغويين الفارسيين و الأفغانيين و الهنديين و غيرهم فلاسفة و علماء عرب من حيث أن مجال تداولهم كان عربيا أي أن البيئة التي ظهرت فيه بيئة إسلامية أي دولة إسلامية مثلا أو مجتمع إسلامي إلى غير ذلك.

إذن كما تلاحظ هذه تعريفات أربعة للتصوف الإسلامي و سأتكلم في هذا الموضوع عن التصوف بشكل عام و ليس بشكل خاص. هذا المنهج في التعريف قابل للتطبيق أيضا على الفلسفة و الأدب و الفن و غير ذلك.

إنما فكرت في هذا الموضوع منذ أيام معدودات و أنا أقرأ في كتاب لمستشرق عن الفلسفة الإسلامية فذكر إبن عربي و السهروردي لكنه آدعى أن فلسفة الثاني فلسفة عقلانية المنهج و غنوصية التأسيس بينما تصوف إبن عربي فلسفة باطنية غنوصية مثلها مثل تصوف أصحاب الصفاء. في كتاب آخر له أضعه إلى جانب هذا الإدعاء أراه يناقض نفسه لأنه تكلم ضمن الفلسفة العقلانية عن دافيد هيوم، كانت و فريدريك نيتشه على أنهم فلاسفة بالمعنى الغربي الخالص للفلسفة و هي فلسفة نقدية عقلانية غير غموضية و لا دوغمائية و لا و لا و لا. إن الحقيقة التي نستخلصها من فلسفة هؤلاء الفلاسفة الثلاثة في مشروعهم هو في جملة بكلمتين "ضعف العقل" حيث يتم وضع الحس مكان العقل فلا معرفة عقلية خالصة، و هو إدعاء دوغمائي كما عبر عنه الللغوي و الفيلسوف الأمريكي نعوم تشومسكي، و الآخر عدمي بحت.

على أساس ذلك يظهر إبن عربي أكثر عقلانية منهم فإدعاءه على الأقل لا يناقض نفسه و قد يدافع عنه بمصدر آخر للمعرفة (وجداني عرفاني) فهو من قال : "و ممّا يدلك على ضعف النظر العقلي، من حيث فكره، كون العقل يحكم على العلة أنها لا تكون معلولة لمن هي علة له". و بهذا يستحق إبن عربي الإنتساب إلى الفلسفة بالمعنى الذي يفرضه الكاتب أكثر من إنتساب التجريبي هيوم و العدمي نيتشه إليها. إذا واجهنا هيوم في إدعائه "إن الحس هو المصدر الوحيد للمعرفة" سألناه و ما مصدر هذا الإدعاء، توقف الحمار عندها في العقبة، و ليس هذا هو الحال مع إبن عربي في "تضعيفه للعقل". بل هيوم (الشكوكية الحسية تجاه الحقائق) و نيتشه (مركزية الإنسان كمقياس الحقائق) لم يفعلوا إلا ما يتطلب بروز سقراط جديد و نشوء بذرة الفلسفة من جديد، خصوصا و أن الممارسة الفلسفية عند اليونانيين في تلك المرحلة بالذات كانت رد فعل على أهل السفسطة.

يتبع بتقديم لعلاقة العقل بالنقل عند المتصوفة ثم معالجة الإشكاليات فيه.

..







التوقيع :
الناس رجلان: رجل نام في النور، ورجل إستيقظ في الظلام! .
من مواضيعي في المنتدى
»» فلسفة الجمال في الاسلام .. التصوف يرد على المستشرقين
»» ماذا إذا ظهر المهدي عليه السلام؟
»» طلب خاص من جميع المسلمين في هذا الملتقى المبارك
»» الإمام الشعرواي يُعرِّف الصوفية بقصة
»» المسائل العقدية التي تعددت فيها آراء أهل السنة والجماعة
 
قديم 14-08-11, 05:53 AM   رقم المشاركة : 2
شعيب الاشباني
صوفي






شعيب الاشباني غير متصل

شعيب الاشباني is on a distinguished road


يطرح التصوف من حيث هو سلوك يعتمد على الزهد في متع الحياة الحسية، و من حيث هو نظرية تزيل الواسطة بين الحق (الله) و الواقع (العالم) عدة اشكالات ضمن منظمومة الفكر الاسلامي منها المعرفي والوجودي و المرجعي.
1) على خلاف المتكلمين الذين وظفوا العقل للدفاع عن النقل أو وظفوا النقل للتوفيق بينه و بين العقل، و على خلاف المتفلسفة الذين انطلقوا من العقل لبناء التصور حول العالم و الانس و المجتمع أو أولوا النقل للتوفيق بينه و بين العقل المرجعي (أصول خارج دائرة الاسلام)، سلك المتصوفة طريق آخر يختلف بين متصوف و آخر لكنه ليس بطريق العقل المجرد لا العقل المرجعي و لا النقل الظاهري، حين تحل الذات في العالم تحيط بجوهره و تغض البصر عن مظاهره و ذلك بطريقة مباشرة دون وسائط إيمانا منه أن مصدر المعرفة الحقيقة واحد و هو الله، و هذا الطريق لا يمكن أن نقول أنه موفق بين العقل و النقل، ولا محايدا، بل متجاوزا لهما.
* العقل محدود واسطة و بالتالي لا يحيط بالحق و لا هو صورة مطابقة و موحدة مع الواقع. الذي يقوم على العقل لمعرفة الحق كمن يطلب الشمس من السراج.
* النص ظاهر و باطن فالأول للعوام و الثاني للأنبياء بواسطة الوحى و هو إدراك مباشر، و الثاني للمتصوفة بواسطه السلوك حتى يحصل الحدس بالتأويل أو الالهام بجهاد النفس أو الكشف بالتأويل أو الذوق بالتعايش معه أو المشاهدة بالذكر و التذاكر المستمر. ظاهر النص طريق اللغة و اللغة نطق أي فكر أي عقل كذلك، و اللغة بطبعها عاجزة لأن الحقيقة الشاملة أكبر من أن تحيط بها الالفاظ و العبر، بل الأخير تصنع الحواجز بيننا و بين الحقيقة، بيننا و بين الواقع أيضا.
الإشكال أنهم، و إن وصلوا لتلك الحقيقة بتلك الطريقة، إلا أنهم عاجزون عن التعبير عنها بنفس الألفاظ و هذا ما يفسر الغموضية في طرحهم حيث تجد الواحد منهم يركب شعرا بابه الأول معارض للباب الثاني لا يبالون بقاعدة عدم التناقض إن كانت هذه القاعدة لها أي معنى لدى أصحابنا المتصوفة العرفانيون، وهذه الحقيقة إن وصلوا اليها تبقى خاصة و الراغب في معرفتها عليه أن يسلك، أو يبقى عاميا لا يخرج من دائرة ظاهر النص، إذا طبق النص فلا ينطبق لا مع ظاهره و لا مع حقيقته (باطنه) و يستطيع خلق التوازن بـ "النية" فقط.
هذه إشكاليتهم هم أما النص المرجعي (دين، فلسفة فلان أو كليهما بتوافق أو تأويل) فقابل للانتقال و التداول بين الناس من الناحية المبدئية و إن كان إبن رشد قد وضع شروطا للتأويل و فرق بين الحقيقة و الشريعة حيث يتفق مع المتصوفة في عنوان هذا التمييز، و إن كانا الاثنان ينطلقان من منطلقات مختلفة.

2)إزالة الواسطة في الإشكالية المعرفية دون مناقشة الوجود يخل بميزان التناسق و الجمال فيما يسلكه الصوفي، خاصة عند القائلين بالحلول و الفناء أو وحدة الوجود حيث تزيل المسافات بين الحق و الواقع و يصبح التعدد في الوجود مجرد مظاهر مرآة تعكس حقيقة وجود واحد إذ الموجود إما ضمن الوجود فموجود و إما خارج الوجود فلا يوجد إو يوجد في ذهن الانسان و وعي الواقع فقط.
يقترب المتصوفة من الفقهاء في إزالة الوسائط بين المعبود و العابد حيث ان العلاقة، في العبادات، مباشرة بين الطرفين على خلاف السلطات الكهنوتية و الكسروية و الفرعونية التي جسدت تمثيلا للوجود الإلهي في الأجهزة السياسية المؤسساتية، إلا أن سلوك المتصوفة متجاوز لهذا و لذلك لاقى إعتراضات كثيرة أدت إلى نتيجتين: تصوف مغال و تصوف اسلامي أو سني. أي في طرق المتصوفة أشياء جميلة عبروا عنها بأحسن تعبير الأجدر أن تكون إسلامية و أخرى خارجية متعارضة مع ظواهر النصوص و نظريات العقول.

3) الاشكال الثالث متفرع عن الاشكال الثاني في مصادر التصوف أهي مصادر خارجية أم داخلية أم مختلطة أم ماذا؟ للأجابة على السؤال هذا يجب التفكير في تعريف التصوف من أربعة أوجه كما تقدم في الموضوع.7

و لإثارة هذه الإشكاليات بقالب فكري رأيت وضع خاطرة حول إبن عربي.
و قراءة إبن عربي بطريق الحكم عليه على طريقة القدماء في البحيث عن ما يتفق مع ظاهر النص أو مع نظر العقل أو مع كلاهما يؤدي إلى الإنغلاق و التخلف الفكري يجعلنا غير قادرين على محاولة الإحاطة بمشروع إبن عربي في جميع القضايا و التي تطرح غالبا ضمن واقع ثقافي و فكري و سياسي معاش.
التركيز على محاولة التوفيق، التركيز على التصويب و الحكم، و التركيز على التقييم مناهج القرون الوسطى التي خلقت التخلف في الابداع الفكري و أدت إلى إنحطاط دراسات مقارنة الاديان التي اكتفت بالوصف لا بالتحليل و بالتحكيم و التقييم لا التنظير و الإثارة الاستشكالية، كما أدى إلى غلق أبواب الإجتهاد في المجالات المعرفية كلها ثم إندثارها نهائيا، و الإنغلاق في المذهبية التي صنعت ثقافة سلطوية ما زال المسلم يعاني منها اليوم.







التوقيع :
الناس رجلان: رجل نام في النور، ورجل إستيقظ في الظلام! .
من مواضيعي في المنتدى
»» الشيعة عند أهل البيت و أحفادهم
»» حوار حول التكفير: تكفير فرعون، وكل غير المسلمين!
»» في (صوفية) الحوار
»» مدارسة السيرة النبوية
»» الجوهر و العرض في فلسفة المتكلمين
 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:11 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "