العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-04-03, 04:17 PM   رقم المشاركة : 1
مسلم غيور
لا إله إلا الله






مسلم غيور غير متصل

مسلم غيور is on a distinguished road


الصدع بالحقّ المبين في الردّ على بعض الكويتييّن المبيحين إعانة الكفار على غزو بلاد ال

الصدع بالحقّ المبين في الردّ على بعض الكويتييّن المبيحين إعانة الكفار على غزو بلاد المسلميـــــــن !

للشيخ : حامد العلي

--------------------الحمد لله الذي أنزل في محكم التنزيل : ( يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردُّوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين ) .

وأنزل : ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين ) .

وأنزل : ( ولاتركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لاتنصرون ) .

وقال ( فلا تطع الكافرين و جاهدهم به جهادا كبيرا ) .

والصلاة والسلام على خاتم النبيين وإمام المرسلين ، المأمور بجهاد المغضوب عليهم والضالين ، من اليهود الصهاينة ، والنصارى الصليبيين ، ومن والاهم ، ونصرهم ، وأعانهم على إرادتهم إطفاء نور هذا الدين ، كما ذكر الله تعالى عنهم في كتابه المبين .

وبعــــــد :

فإننا معشــر المسلمين اليوم نواجـــه غزوا عامـــا من أمّــة على أمــّة ، وليس اغتصابا لسلطة على قطر من أقطار المسلمين فحسب .

ونتعرض لموجة جديــدة من موجات الصليبيين ، لا لتغيير لنظام في بلد سيأتي به الخصب بعـــد الجدب .

وتغشانا حملة يهودية المكر ، صليبية المادة والعنصر ، إلى زوال الإسلام ترنو ، وفي هذا الهدف تصــب .

ولن يبصر الحقيقة في هذه النازلة إلا من تيقن أمرين :

أحدهما : أن التهديد العام على أهل الإسلام أشـد خطورة من الخاص على طائفة من المسلمين .

الثاني : أن دفع الخطر العام عن دين المسلمين ، أولى من حماية ما بأيديهم من الدنيا الفانية ، فالدنيـا عرض زائل ، يأكل منه البر والفاجر ، أما الخطر على الدين ، فبه يحصل الهلاك المبين .

هذا ، ورغم وضوح راية هذه الحرب الصليبيّة ، وتصريح قادتها بهدفها ومرامها ، وعظم مصاب المسلمين في كل الأرض بها ، رغم ذلك فقد انتشرت بعض الفتاوى هنا في الكويت ، تحاول توجيه الحملة الصليبيّة الصهيونيّة على بلاد الإسلام ، والتي انطلقت بغزو العراق والعدوان على الشعب المسلم فيه ، توجيهــــا شرعيا ، يلبسها لباس الشريعة الإسلاميّة ، والشريعة المطهّرة من ذلك بـراء ، براءة المرسلين من الطواغيت أجمعين ، و براءة ابراهيم عليه السلام ومن معه من قومهم الكافرين .

وقد هاجت بسبب ـ غلبة الجهل في الناس ـ بعض الشبهات التي أثارتها هذه الفتاوى ، فالتبست الأمور على بعض ضعاف العقول ، وظنوا أن هذه الحرب ليست على الإسلام في شيء ، بل هي عزمة من عزمات أمريكا النبيلة لتخليص الشعوب من الاستبداد !!!

وقال بعضهم : وهو يحرك يده في استخفاف ، ما هي سوى حرب خاطفة ، تستبدل نظام حكـم بآخر ، ويحصل بها تقاطع مصالح بين كفار لهم مقاصدهم الماديــّة الخاصّة ، وبين مصالح المسلمين ، سيعقبها الخير والبركات على البلاد والعباد !!

وقال بعضهم ـ متحذلقا ـ بل أقول : أن ما سيحصل بسبب هذه الحرب من مصالح للمسلمين ، ارجح مما يقابلها من مفاسد استحواذ الكفار على مطامعهم في العراق ، فوجب المصير إلى الراجح من الأمرين !!

هذا وإن المرء ليعجب حقا من أن ينطق عاقل بمثل هذا الهذيان ، وقد كان في سعة من أمره ، أن يتأدب بأدب النبوة : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ) ، ثم لا يكتفي بذلك ، بل يقتحم إسرافــا على نفسه ، فيفتي المسلمين أن يقتلوا أهل العراق ـ في حال لا يقدرون على التمييز بين مسلم وكافر ومنافق ـ تحت رايات الصلبان ، ضاربا عرض الحائط بفتيا عامة علماء الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها من أهل العلم والعرفان !!.

لكن يبدو أن الأمر كما قيل :
يُقضى على المرء في أيام محنته *** حتى يرى حسنا ما ليس بالحسن

***سبب التخبط في الفتوى في هذه القضية في الكويت خاصة ، دون سائر بلاد الإسلام :
ــــــــــ

ولهذا التخبط في الفتوى في هذه النازلة هنا في الكويت أسباب :

@@@أولا : ظنون باطلة أدت إلى فهم الواقع فهما خاطئا
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
وهي أربعة ظنون :

***أحدها : الظن بأن هذه الحملة الأمريكية هدفها تغيير النظام في العراق فحسب ولا شيء وراء ذلك .

*** الثاني : الظن بان هذا يمكن أن يتم باقتلاع أركان النظام وجنوده دون اقتحام مفسدة سفك دماء المسلمين ، أو أن هذه المفسدة ستكون يسيرة ، يغتفر مثلها في سبيل تحقيق مصلحة عظمى !!

*** الثالث : الظن بأن الشعب العراقي لن يقاتل الغزاة ، بل سيفرح بتغيير النظام ، فنأمــن بذلك أهراق الدماء الكثيرة في طريق التغيير .

*** الرابع : أن خطر الحزب الحاكم في العراق ، أهون من خطر هيمنة الأمريكيين على هذا القطر الإسلامي ،وتفكيكهم جيشه ، وتحكمهم في مكتسباته ، وهجومهم على ثقافته ، وتحويله إلى مرتع للثقافة الغربية ، وملاذ لخونة العرب الذين ارتضوا أن يكونوا في حضن الغرب ، أعوانا للصليبيين والصهاينة على أهل ملتهم ، وجعله منطلقا جديدا ، للتهديد العسكري ، ومزيد من الغزو الثقافي والأخلاقي والاجتماعي على الأمة .

وهذه ظنون خاطئة ، كاذبة ، باطلة ، وسنأتي في هذا الرد على نقضها كلها بالتفصيل إن شاء الله تعالى وبعونه .

@@@ثانيا :
ـــــــ
طغيان دافــــع العداوة ، وعاطفة الانتقام العمياء ، وقديما قيل : الهوى ليس له دوا .

لهذا صار كلام من هم خارج الكويت ـ أو من تجرد فيها ـ اعدل وأسلم وأحكم وأعلم ، واتفقت كلمتهم ، على تجريم المشاركة في هذه الحرب مع الأمريكيين ، ثم من زاده الله علما ، وهدى ، وتوفيقا أفتى بوجوب جهادهم أيضا .

@@@ثالثا :
ــــــــ
الخلط والارتباك بين معطيات هذه الحرب ، والحرب السابقة ، إذ قد أفتى بعض أجلة العلماء آنذاك بجواز الاستعانة بالكفار لطرد الجيش العراقي من الكويت .


*** ولنبدأ بتفنيد هذه الشبهة :
ـــــــــــــــــ

إذ يتعلق بعض هؤلاء المفتين ، بفتيا من أفتى بجواز الاستعانة بالكفار في حرب الخليج الماضية عام 1990م ، لطرد العراق من الكويت ، وظنوا أنها تتنزل أيضا على جواز معاونة هذه الحملة الصليبية لطرد النظام العراقي من حكم العراق أيضا ، وللرد على هذه الشبهة ، نبيّن الفرق بين الحالين .

@@@الفرق بين الاستعانة بأمريكا في طرد العراق من الكويت في الحرب الماضية ، وبين معاونتها اليوم على غزو العراق واستبدال نظام علماني موال له ، بنظامه العلماني الحالـــي :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

*** أولا : من ناحية اختلاف النازلتين في واقع الأمر اختلافا بيّنـا .

*** وثانيا : من ناحية اختلاف التنزيل الفقهي بين الواقعتين ، ثم إنه أيضا بين هذه الناحية ، والسابقه علاقة لاتخفى .

********************

أما من ناحية اختلاف النازلتين في واقع الأمـر فمن وجوه :

@@@أحدها :
ـــــــ

في المعطيات الدولية ، فالحرب السابقة كانت في فترة الحرب الباردة ، وكان النظام العالمي يختلف اختلافا كبيراعما هو عليه الآن ، وكان الهدف المعلن لتلك الحرب إعادة ما كان في الكويت ، إلى وضعه الأساسي قبل الثاني من أغسطس 1990م فحسب.


فقد كانت تلك الحرب ، مجرد إعادة ما كان إلى ما كان ، والمقصود أن أمريكاـ وإن كان لها أهداف خفية أيضا ـ غير أنها لم تستطع أن تعلــن غير هذا الهدف ، لان العالم قد كان في وضع دولي مختلف تماما .

ومن شدة محافظة أمريكا على بقاء الحرب في ضمن هذا الهدف ، أنها وقفت بعد تحرير الكويت ، ولم تتقدم لتغيير نظام الحكم في العراق ، واكتفت بأنها حققت الهدف المعلن للأمم المتحدة ، بإعادة كل شيء إلى نصابه .

ولعل الدول الكبرى المنافسة لأمريكا في النظام الدولي آنذاك ، وعلى رأسها الاتحاد السوفيتي لم تكن لترضى أن تتفرد أمريكا بإحداث تغيير لصالحها داخل العراق ، ولهذا كانت تصر على بقاء الحرب تحت مظلة الأمم المتحدة إلى آخر لحظة .

أما هذه الحرب فتأتي بعدما وضعت أمريكا نفسها ، في زعامة العالم ، الذي أصبح يُحكم بنظام أحادي القطبية تستوى أمريكا على عرشه بلا منافس ، وهي تريد أن تخضع العالم لزعامتها المطلقة ، ولهذا فإن لها في هذه الحرب ، أهدافا جديدة تماما ، وهذا الاختلاف وحده، يجب أن ينظر إليه المفتي بعين الاعتبار ، فكيف إذا أضيف إليه ما سيأتي من الاختلافات والفروق ؟؟ !! .

ولو كانت أمريكا قد قالت آنذاك ـ كما تقول اليوم وهي تزحف لنصب نظام كرزاي العراق ـ إنها لن تطرد العراق من الكويت إلا إن أعطيت الحق في أن تعيد تشكيل المنطقة بما يضمن تحقيق أطماعها ونشر ثقافتها ، وتنفيذ مخططات الصهاينة ، وتضع في الكويت حكومة جديدة ، تجعلها منطلق أطماعها ، ويسمح لها بأن تسعى في محاربة الجهاد ، وتغيير المناهج ، ويكون لها اليد الطولى على من شاءت ، لكان من يفتي بجواز الاستعانة بها مخطئا خطأ واضحا ، بل ضالا ضلالا مبينا !!

@@@الوجه الثاني :
ـــــــــــ

كما تأتي هذه الحرب ـ خلافا لسابقتها ـ في إطار ما يسمــى ( الحرب الدولية على الإرهاب ) ولم تكن هذه الحملة أصلا موجودة في عام 91 بل كانت تلك الحرب ، حربا طارئة ، لهدف مخصوص ، في ظاهر الأمر الذي بنيت عليه الفتوى السابقة على الأقل ، وهو طرد العراق من الكويت .

وأما هذه الحرب التي تسمى ( الحملة الدولية على الإرهاب ) فهي في الحقيقة على الإسلام ، وليس هدفها إزالته من الوجود ، فهم يعلمون أن هذا ليس بمقدورهم ، بل هدفها تجفيف منابعه ، وتقويض قدرته التغييرية الجهادية ، وتحويله إلى دين جامد ، أشبه بالعلمنة منه إلى منهـــج : ( وأنتم الاعلون إن كنتم مؤمنين ) .

ولهذا كان من أهم أهداف هذه الحرب ، القضاء على الحركة الجهادية في شمال العراق أيضا ، ولهذا قلنا إن من يقف معها أو يعينها ، إنما يسعى في سفك دماء المجاهدين ، وهو شريك في الإثم مع الصليبيين .

@@@الوجه الثالث :
ـــــــــــ

كما أن هذه الحرب تأتي ـ خلافا لسابقتها ـ بعدما ضاقت السبل بالكيان الصهيوني ، بالجهاد المسلح ، واثخنت فيه العمليات الاستشهادية جدا ، حتى إنــه يكاد ينهار اقتصاده .

ولهذا فمن أهدافها أن تقضي على الحركات الجهادية في فلسطين ، ولهذا فقد أدرجت حماس والجهاد في فلسطين في ضمن الحركات الإرهابية .

ومن هنا فإن من أخطر ثمار هذه الحرب ، إنقاذ الكيان الصهيوني من الخطر المحدق به ، وفيها إنقاذ لاشد الناس عداوة للذين آمنوا ، من بأس المؤمنين ، ولهذا صار من يعين على هذه الحرب على العراق ، إنما يعين العدو اليهودي على إخوانه المجاهدين في فلسطين ولا مفــــــرّ له من هذا الأمر .

@@@الوجه الرابع :
ــــــــــــ

كما تأتي هذه الحرب ـ خلافا لسابقتها ـ في إطار إطلاق مشروع ( نظرية الدومينو ) التي تطمع إلى تغيير شامل في الشرق الأوسط ، يؤدي إلى أوضاع جديدة ، تلائم هيمنة النظام الصهيوأمريكي على المنطقة.

وقد كثرة تصريحات زعماء هذه الحرب الفاجرة ، والتي يصرحون فيها بهذا الهدف ، بما أغنى عن الاستشهاد بها هنا لكثرتها واستفاضتها .


@@@الوجه الخامس :
ـــــــــــــ

كما تأتي هذه الحرب ـ خلافا لسابقتها ـ في إطار إطلاق مشروع صهيو أمريكي جديد، قد أعدت له دراسة في البنتاغون ، لإيجاد نظام عالمي جديد ، أكثر ملائمة لفترة الهيمنة الأمريكية فيما بعد الحرب الباردة ، وهذا لايعني أن هذا النظام الجديد ـ الذي قد يكون على أنقاض الأمم المتحدة أو بتغيير فيهــــا ـ سوف ينجح ، ولا سائر ما ذكرناه من الأهداف .

لكن يكفي في النظر الفقهي ، أن يبني الفقيه نظره على أن الكافر، يعزم استثمار هذه الحرب ، لتحقيق هذه الأهداف المتقدمة ، ومنها هذا المشروع العالمي الذي يكرس بصورة أكثر ، وأشد خطورة ، وأطول مدى ، سبيل الكافرين على المؤمنين في العالم أجمع .

@@@الوجه السادس :
ـــــــــــــ

كما تأتي هذه الحرب ـ خلافــا لسابقتهـــا ـ في إطار هيمنة المحافظين الجدد ـ بصورة أكبر ممّا مضى ـ المتحالفين مع الصهاينـــــة ـ بصور أشــــدّ وأخطــر ممّا مضى في تاريخ أمريكا كله ـ وإمعان الإدارة الأمريكية في إلباس اللباس الديني الصليبيّ على هذه الإدارة ، في ظل تورط بوش في معتقدات دينيّة متطرّفة ، ولهذا فهذه الحرب أيضا تسعى لتحقيق أهداف دينيّة صليبيّة في غاية الخطورة على العالم الإسلامــــي .

@@@الوجه السابع :
ــــــــــــ

كما أن هذه الحرب ـ خلافا لسابقتهـــا ـ تأتي في إطار معارضة دولية واسعة لها ، ولهذا خاضتها أمريكا مستقلة عن الأمم المتحدة ، ولهذا فهي معرضة ومتوقع لها الفشل .

فتركيا امتنعت عن السماح للأمريكيين بحشد قواتهم ، واتهمت أمريكا سوريا بمساعدة العراق عسكريا ، وهاهي السعودية تشن هجوما إعلاميا شرسا على الإدارة الأمريكية بسبب هذه الحرب ، وكثير من بلاد العالم وجهت انتقادات شديدة اللهجة لأمريكا بسبب هذه الحرب .

وقد لوحظ بجلاء إن فرص نجاح أمريكا في هذه الحرب ، تتضاءل مع مرور الأيام ، ولهذا تغيّرت وتيرة التصريحات من التفاؤل بحرب سريعة وخاطفة ، إلى توقع حرب طويلة وخسائر جسيمة !!

بينما كانت الحرب السابقة ، تحت مظلة شبه إجماع دولي ، وتقديم الدول كلها ، تسهيلات عسكرية ، ومادية ، ومعنوية ، وإعلامية ، ولوجستية لطرد العراق من الكويت .

وتمت في تعاون تام من جميع دول الجوار ، ولهذا نجحت بسرعة ، بينما تدخل هذه الحرب في متاهة ومن المتوقع أن تغرق في المستنقع العراقي !!

وهذا يفيد الفقيه ، عند النظر في الترجيح بين المفاسد .

@@@الخلاصة :
ــــــــــ

والخلاصة أن هذه الحرب تختلف جميع معطياتها الدولية عن الحرب السابقة ، وتأتي تحت مظلة مختلفة ، وأحوال جديدة طارئة ، وفي سياق مباين تماما للحرب السابقة ، فتلك كانت ذات هدف محدد هو تحرير الكويت وعودة المنطقة إلى ما كانت عليه قبل الغزو العراقي لدولة الكويت ، لا أكثر .

أما هذه الحرب ، فهي حرب ذات أهداف شاملة ، شديدة الخطورة ، عظيمة التأثير على العالم الإسلامي بأسره ، واسعة الخطر ، جميع معطياتها ، و الأحوال المكتنفة لها ، تختلف اختلافا جذريا.

فكيف ـ ليت شعري ـ يجوز للفقيه ، أن يستصحب تلك النازلة في حرب 91 ، فيلحق هذه بها ، وبينهما من البون الشاسع ما تقدم بعضه ، وما خفي علينا قد يكون أعظم ؟!!

******************************

@@@أما الفرق في تنزّل الحكم الشرعي .
ـــــــــــــــــــــــ

*** فهذه الحرب تشتمل على أمور مستجدة كثيرة ، تجعل مناط الحكم فيها مختلفا تماما عن الحرب الماضية .

وإن نتائج الفتوى الشــاذّة ، بتسهيل مهمّة الحملة الصليبية في هذه الحرب ـ خلافا لما عليه عامّة علماء الإسلام ـ في غاية السوء والشر على الأمة الإسلامية بعامّــة .

*** ونوضّح هذه الجملة بعدّة وجــوه :
ــــــــــــــــــــــــ

@@@أحدها :
ــــــــ

أن تلك الحرب تنزلت على جواز الاستعانة بالكافر على دفع الصائل .

وكانت جميع المعطيات ـ كما بينا آنفا ـ تؤدي إلى تحصيل غلبة الظن بتحقق دفع الصائل ، وعودة الأمور إلى ما كانت عليه .

وللفقيه أن يفتي بجواز اعتماد غلبة الظن هنا لدفع الصائل بالكافر ، وأن الاستعانة به لن يأتي بما هو أشد ضررا من بقاء ضرر الصائل ، في ظاهر الأمر ، لان الظن هنا يكفي لبناء الفتوى ، إذ لاسبيل إلى العلم القطعي بما هو آت .

وأما هذه الحرب فهي تتنزل ـ ولامناط لها أصلا سوى هذا ـ على جلب الكافر وتمكينه وإعانته على إزالة نظام مستبد على شعب مسلم ، وهذا الكافر المجلوب معلن لعداوته وعزمـــه إحداث تغيير خبيث وخطير ومدمــر ، ليس في العراق وحدها ، بل المنطقة بأسرها .

سواء بالقوة العسكرية ـ التي هو على استعداد أن يستعملها مرة أخرى ، فيما لو نجح في احتلال العراق ـ ضـد أي دولة أخرى تعارض خططه ، أو بالاكتفاء بالتلويح بغزوها ، كما غزيت العراق .

وكل عاقل يرى أن أمريكا لو احتلت العراق ، فستخضع جميع الدول الأخرى لمطامعها بمجرد التلويح بالعصـــا وفي ذلك من الفساد العريض مافيه .

ثم مع ذلك ، فلا سبيل إلى تحصيل غلبة الظن بأن في العراق نفسه ، سيخلف النظام الحاكم الحالي فيه ، نظام أقل ظلما :

***بل الأمر دائـــر بين هذه الإحتمـــالات :
ــــــــــــــــــــــــــــ

* أولا :
ـــ
أن يفشل الكافر في مهمته ، ويبوء بالخسران في عزمه وهمته ، فيرتد على عقبه بعدما يقتل ويأسر ويهريق من دماء المسلمين ، ويفسد في أرضهم .

*ثانـيا :
ـــــ
أن تتعثر خطته ، فيلجأ إلى إلحاق تخريب في العراق كبير ، يفوق ما يحصل بسبب استبداد النظام بكثير ، وقد يلجأ إلى استعمال أسلحة التدمير ، ومعلوم أنه عدو خطير ، خبيث التدبير ، له سوابق كثيرة في إبادة البشر ، كما فعل في اليابان ، وفي فيتنام ، هذا فضلا عما يفعل في حروب الوكالة ، التي يدعم فيها الطواغيت المهلكة للناس ، كما يفعل في فلسطين ، ومعلوم أن أمريكا صاحبة أسوء سجل في استعمال أسلحة الدمار الشامل في العالم .

*ثالثــا :
ــــــ
أن ينجح في خطط الحرب ، ولكن يأتي بنظام جائر آخر ، وهذا غير مستبعد فكثير من الأنظمة المستبدة ترعاها أمريكا ، بل نفس النظام الحاكم الحالي في العراق ، كانت أمريكا تدعمه في حربه التي استعمل فيها الأسلحة الكيماوية ، أو على الأقل تغض الطرف عنه ، بل كانت دول الخليج تدعمه ، فكان يستعمل هذه الأسلحة بمال ودعم وتأييد الدول الخليجية أيضا !!

ولهذا قيل إن الله تعالى سلط الحزب العراقي الحاكم عليها ، لأنها سبق أن أعانته على الظلم ، وفي حكمة السلف : من أعان ظالما عذّب به ، كما أن أمريكا الآن تعذب به ، ويعذب بها ، ولله تعالى في ذلك كله حكم ، وتجري فيه نسـق سننه ، وقد قال تعالى (وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون ) .

*رابعا :
ــــ
أن يحصل بعد زوال هذا النظام فتن واضطراب في الأحوال ، ومقتلة بين الشعب نفسه ، وتدخل الحالة العامّة في فوضى عارمة ، وهذه ليست من مصلحة المسلمين في شيء ، بل هو أعظم الفساد ، والله لا يحب الفساد .

*خامســا :
ـــــــ
أن يأتي بعد زوال هذا النظام ، نظام آخر موال لأمريكا يكون مرتكز تنفيذ خططها المستقبلية في المنطقة ، وهي خطط تتفق مع خطط اليهود الصهاينة ، وضررها عام على الأمة الإسلامية ، لا يقارن بضرر نظام في قطر واحد على شعبه .

كما أن ضرر اليهود والنصارى أشد بلا ريب ، ولهذا فإن حجم التحذير في النصوص الشرعية من هذا الخطر ، أكثر ، وأوسع ، وأشد ، من أي ضرر آخر يصيب المسلمين ، كما سيأتي إيضاح ذلك أكثــر .

*سادســا :
ــــــــ
وهو أضعف الاحتمالات ، بل مجرد تصوره هو في غاية السذاجة ، وهو أن يأتي بعد الغزو الأمريكي ، نظام آخر أخف ضررا على شعب العراق ، ومع ذلك يتبرأ من الخطط الصهيوأمريكية ، ويحافظ على الانتماء العربي والإسلامي ، ويقف حجر عثرة أمام أي تغيير لصالح تلك الخطط في المنطقة .

وإذا كانت هذه الاحتمالات كلها واردة ، ونتائج هذه الحرب على العراق ، لاتعرف ولاسبيل البتة إلى تحصيل غلبة الظن برجحان المصالح فيها ، على المفاسد ، فكيف ليت شعري يصح لفقيه أن يفتي بإعانة الصليبيين عليها ، وأن يجعل هذه النازلة في هذه الحرب ، كسابقتها تلـك ، أو يفتي بقرنهما في سلك ، والحال أن بينهما كما بين المشرقين ؟!!

@@@الوجه الثاني :
ــــــــــــ
أن دفع الصائل إن لم يمكن إلا بالقتال ، فإن القتل إنما يقع فيه على الصائل في الغالب ، لان المقصود منعه من الصيال ، أما قلب نظام الحكم ، فإن انتشار القتل ، وعدم القدرة على ضبطه ـ كما يضبط نسبيا في دفع الصايل المعين حتى لو كان جيشا يقصد إخراجه من بلـد ـ هو الاحتمال الأكبر ، كما هو مشاهد وواقع ، حيث يسقط القتلى من الأبرياء ، في سبيل الوصول إلى تغيير نظام الحكم ، بأعداد أكثـر كل يوم .

ومعلوم أن العلماء حرموا أن يخرج المصلحون على أئمة الجور ، درءا لفتنة الهرج ، وحقنا لدماء المسلمين ، فكيف يحل للمسلمين أن يجلبوا جيوش الكفار ، لتسفك دماء المسلمين ، بقصد إسقاط أئمة الجـور ؟؟!!

ومعلوم أن ما في الكفار من توفر الدافع ، وانعدام المانع ، من قتل المسلمين أضعاف ما في الخارجين على أئمة الجور من المصلحين .

بل ليس في المصلحين أصلا رغبة في قتل الناس ، وإنما يقومون بقصد منع الظلم والجور ، ومع ذلك حرم عليهم الخروج على السلطان الجائر ، خوفا من مفسدة إهراق الدماء ، فكيف يصح أن تجلب الجيوش الكافرة التي لا تتورع أصلا عن سفك الدماء ، لتغير نظام حاكم جائر .

ولعمرى لا أحسب أن فقيها يفقه حقا مقاصد هذه الشريعة ، لو عرضت عليه هذه المسألة ، وهي أن يجلب المسلمون عدوا لاطاقة لهم بقتاله لو استقر في بلادهم ، ولا إخراجه منها ، ويمنحوه أرضهم ، ويمكنوه أن يعلو عليهم ظاهرا بقوته ، عاليا بجبروته ، ليزيل حاكما مستبدا جائرا على شعب مسلم ، ثم يسعى المسلمون مع هذا العدو الكافر ، في سفك دماء المسلمين ، وتدمير بلادهم ، ثم يتمكن بعد ذلك أن يفعل ما يشاء ، له اليد الطولى في بلاد الإسلام ، قابضا على صولجان السلطة ، متمكنا من رقاب المسلمين .

ما أحسب أن فقيها ، يرى أن المؤمن الذي استقر الإيمان بهذا الدين في قلبه ، يستسيغ أن يسأل هذا السؤال أصلا ، بلـــه أن يجيب سائلا ، بتكفير من يفتي بإباحة مثل هذا العبث في دين الله تعالى .!!!

@@@الوجه الثالث :
ــــــــــــ
أن دلائل الشريعة القاطعة دلت على أنه يحرم على المسلم قتل المسلم ، أو إعانة من يقتله بالقول أو الفعل أو الإشارة ، أو أي نوع من أنواع الإعانة ، ومنها أن يكون جزءا من حملــة لقتل المسلمين .

ولم ترفع الشريعة العصمة عن الدم إلا أن يُقتل التارك لدينه ، أو الثيب الزاني ، أو النفس بالنفس ، أودفع الصائل على النفس ، أو العرض ، أو المال ، إن لم يندفع بالأخف من القتل .

ومعلوم أن النظام العراقي قبل هذه الحرب ، كان محاصرا وممنوعا من التصرف حتى في أجزاء من سلطانه في الشمال والجنوب ، وكانت الدول المحيطة به ، في مأمن منه ، إما باستعانتها بمن هو أقوى منه ، أو بقوتها الذاتية .

فلم يحصل منه صيال على أحد ، فبأي كتاب أم بأي سنة ، يجوز للمسلمين أن يجلبوا أشد ، واعتى ، وأخطر جيوش العالم على الإسلام والمسلمين ، إلى بلادهم ، ويطلقونه لإزالة هذا الظالم ، ويعينونه على سفك دماء المسلمين ليصل إلى مقصوده ، وذلك قبل أن يقع من ذلك النظام ما يستوجب ذلك .

فإن قيل : فهذا النظام قد وقع منه العدوان على شعبه ، وهو الصيال الذي يبيح الاستعانة بالكافر عليه ؟

فالجواب : وأي نظام فيماهـاهنا ـ ليت شعري ـ لم يقع منه عدوان على شعبه ، إن عارض معارض أهواء الزعماء ، أفيحل للمسلمين أن يجلبوا جيوش الكفر ، كلما بدا لهم أن يدرءوا عدوان أنظمة الجور عليهم .

وهل يقتضي هذا أنه يباح للشعوب الدول العربية الأخرى التي تعاني من استبداد زعماءها ، أن تجلب الدول الكافرة الكبرى وتحلها في عقر دارها ، وتسن هذه السنة السيئة الكافرة ، بفتوى المفتين ، فتصبح بلاد المسلمين ، مباحة لجيوش الكفر ، تعيث فيها فسادا ، وتعلو فيها بكفرها ، وشركها ، وإفسادها ؟؟!! .

@@@الوجه الرابع :
ــــــــــــ
أن الحال المتحققة قبل هذه الحرب كانت السلامة من سفك الدماء ، والعافية من جلب جيوش الكفر إلى بلاد الإسلام ، وحتى داخل العراق ، لم يكن النظام يطلــب ـ كعادة المستبدين ـ سوى عدم معارضة الدولة في شيء ، فمن فعل ذلك أمن ، ومن عصاهم ، عوقب ، إما بالقتل أو دونه ، وهذا هو حال عامة البلاد العربية ، أو أكثرها .

وكذا كان المسلمون بجوار سلطان هذا النظام في أمن منه إلى أن قامت الحرب .

وأما بعد إطلاق هذه الحرب ، فقد تحقق الآن سفك دماء المسلمين ، سواء من كان مع النظام أو ضده ، ويغلب على الظن أن هذه الجرائم ، ستستمر ، ولا يعلم إلى أي مدى ستستقــر .

فقد انتقلنا بهذه الحرب إلى ما هو أسوء مما كان ، ومعلوم أن الأمور تتبين بعواقبها ، وأن الشريعة تطلب تخفيف الأضرار ، إن لم يمكن إزالتها ، وتحقيق أكبر قدر من المنافع ، إن لم يمكن تحصيلها كلها .

وقد تبين حتى الآن أن هذه الحرب ، قد بقي فيه سفك الدم الذي لدفعه زعموا جواز جلب الكفار ، بل زاد ، وأتت بما هو أشد على العباد ، وهو انقطاع الكهرباء و الماء ، وقلة المؤن ، والخوف العام في الناس من الصواريخ الصليبية ، وذهاب الأمن ، وانتشار اللصوص ، وانتشار الأوبئة .. إلخ

وبهذا يعلم أن هذه الحرب إنما جلبت عواقب سيئة ، وما كان موافقا للشريعة ، لا يأت بمثل هذا ، بل لا يأت إلا بالخير والصلاح والرشاد .

فكل شيء يفضي إلى صلاح العباد ، فهو موافق الشريعة ، وكل ما يفضي إلى فسادهم ، وسوء حالهم فهو مناقض لها ، وهي منه بريئة .

وذلك كما روى البخاري وغيره ن سهل بن حنيف ـ وهو ممن قاتل مع علي في صفين ـ ( يا أيها الناس اتهموا الرأي في الدين ، لقد رأيتني يوم أبي جندل ، ولو أستطيع أن ارد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم لرددته ، وما أردت بذلك إلا الخير ، وما رفعنا سيوفنا على عواتقنا إلا أسلمنا بها إلى أمر نعرفه ، غير أمركم هذا ، ما سددنا خصما إلا انفجر لنا خصم آخر ) وقال شيخ الإسلام ابن تيميه : ( وذلك لان هذا القتال لم يحصل به مصلحة للمسلمين ، لافي دينهم ، ولا في دنياهم ، بل أريقت به دماء ألوف مؤلف من المسلمين ، ونقص الخير عما كان ، وزاد الشر على ما كان ) نقلا الرسائل النجدية 4/219

وهكذا هذه الحرب الصليبية ، زاد الشر على ما كان ، ونقص الخير عما كان ، فكيف يجوز لمسلم أن يقتحم الفتوى بإباحة إعانة الكفار عليها ، ويعرض نفسه لآثام عظيمة ، آثام سفك دماء المسلمين .

@@@الوجه الخامس :
ـــــــــــــ
أن الفقهاء قسموا البلاد إلى دار كفر ودار إسلام ، فإن كانت العراق دار إسلام فيكف يحل أن يجلب الكفار ليقاتلوا أهلها ، وينصبوا حاكما وليا لهم ، هذا لم يقل به أحد من أهل الإسلام .

وإن كانت العراق دار كفر ، فكيف يحل أن يستبدل بها دار كفر أخرى بجلب الكفار إليها ، مع زيادة سفك الدماء ، وخراب الديار ، هذا لم يقل به أحد أيضا من العلماء ، فدار الأمر إلى أنها في كل الأحوال لا يجوز جلب الكفار للقتال فيها .

@@@الوجه السادس :
ـــــــــــــ
أن هؤلاء الكفار الذين يزعمون أنهم جاءوا لتحرير هذا الشعب المسلم من نظام مستبد ، فمن يأمن أن يأتوا بمستبد آخر ، مادامت بيضة البلد ستكون بعد انتصارهم بأيديهم ؟!، أو أن يجلبوا فسادا أعظم ، أو يخلفوا وعودهم ، وهل هم مأمونون على بلاد المسلمين ، وشعوب المسلمين ، كيف وقد قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم بعد إيمانكم فتنقلبوا خاسرين ) ، وقال ( ودوا ما عنتم ) وقال ( قد بدت البغضاء من أفواههــم وما تخفي صدورهم أكبر ).

وكيف وهم يكيدون للإسلام في كل الأرض ، ويسعون لإطفاء نوره ، ويقاتلون أولياءه ، فحبلهم في ذلك ممدود ، ويدهــم مع اليهود على المجاهدين منذ عقود ؟؟!!

وكيف يحل لعالم مسلم أن يغر المسلمين فيفتي بأن يقاتل المسلمون مع الصليبيين ، ثقة فيهم ، وأمنا من مكرهم ، ورجاء تحقق موعودهم ، بأنهم سيجلبون الخيرات والمسرات للشعب المسلم ، والحال أنهم أشد الناس عداوة لللاسلام ، وقد قال الله تعالى فيهـــم ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ) ؟؟

@@@الوجه السابع :
ــــــــــــ

أن حال الشعب العراقي عند غزو الصليبين لهم ، لا يخلو :

إما أن يتنازع الشعب العراقي المسلم إلى طائفتين ، طائفة تقاتل الكفار ، لان علماءهم أفتوهم بأنهم غازون لبلد إسلامي فوجب دفعهم ، أو لأنهم جنود النظام فيقاتلون معه .

وطائفة تقاتل مع الكفار ، فعاد القتل إلى أن يقع بين المسلمين ، وقد كانوا قبل مجيء الكافر ، في أمن من هذه الحرب الأهلية ، التي فسادها أعظم من فساد استبداد النظام .

وإما أن يقف عامة الشعب في مواجهة الغزو الصليبي ـ كما هو الظاهر الآن مما ورط الغزاة ورطة عظيمة والحمد لله ـ فحينئذ تبيــّن كذب زعم من زعم أن الاستعانة بالكافر ، لإزاحة نظام مستبد عن شعب لا يريده ، بل عاد الأمر إلى أن صار حد الكافر وبأســه ضد الشعب نفسه ، وهذا يعني إبادة هذه الشعب المسلم ، بأكثر مما فعله به حاكمه المستبد !!!

@@@الوجه الثامــن :
ــــــــــــــ

أن المعلوم كونه صائلا معتديا سافكا للدماء هو العدو الامريكي نفسه ، كما هو ظاهر للعيان ، فكل ما يحتج به في أحكام الصائل ، يكون حجة للعراقيين أصلا ، وليس حجة للأمريكيين ، وهذا واضح لا خفاء فيه .

@@@ الوجه التاسع وهو في غاية الأهمية :
ــــــــــــــــــــــــ

أن نصوص الكتاب والسنة لم تحذر أمة الإسلام من عدو ، كما حذرت من خطر اليهود والنصارى ، فالقرآن طافح بهذا الأمر وكذا السنة .

والمسلم يذكر هذا في كل صلاة ، عند قراء الفاتحة ، فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه سلم قال في تفسير المغضوب عليهم والضالين ، أن المغضوب عليهم هم اليهود ، والنصارى هم الضالون ، كما روى الترمذي وأحمد عن عدي بن حاتم رضي الله عنه ، وقال ابن أبي حاتم لا أعلم بين المفسرين في ذلك اختلافا .

والنبي صلى الله عليه وسلم قد عاش حياته ، وختمها ، وهو يحذر هذه الأمة من خطر اليهود والنصارى ، يُبدِىء في ذلك ويعيد .

وقد ذكر أن ملاحم آخر الزمان ، ستكون بين المسلمين وبين اليهود والنصارى ، وأن كيدهم باق ، ومكرهم متلاق ، متوجه إلى إطفاء نور الله تعالى في كل مقام ، وهدم الإسلام ، فهم والإسلام في أعظــم شقاق .

ويكفي في ذلك قوله تعالى ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ، اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ، يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ، هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ، يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَـذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ ) .

وليتأمل المسلم الذي نور الله قلبه ، وطهره من عمى الهوى ، كيف أن الله تعالى قرن السعي لإطفاء نور الله تعالى ، باليهود والنصارى ، ثم عقب ذلك بالتحذير من خُلَّـة سيئة فيهم ، وهي حبُّهم للمال أيضا ، وكنزهم الذهب والفضة ، وقارن بين ما وصفته الآية ، وحالهم اليوم ، حيث يقودهم الحقد الصليبي ، ويحدوهم ليطفئوا نور الإسلام ـ وهيهات ـ ، مع الطمع في ثروات المسلمين أيضا .


وقد صح من وجوه قول النبي صلى الله عليه وسلم : أخرجوا اليهود والنصارى من جزيرة العرب .

وروى ابن حبيب عن مالك رضي الله عنه : جزيرة العرب من أقصى عدن أبين وما والاها من أرض اليمن كلها إلى ريف العراق في الطول , وأما العرض فمن جدة وما والاها من ساحل البحر إلى أطوار الشام ومصر في الغرب , وفي الشرق ما بين يثرب إلى منقطع السماوة , وقال مالك : جزيرة العرب منبت العرب قيل لها جزيرة العرب لإحاطة البحر والأنهار بها .

وصح أنه صلى الله عليه وسلم ، قد ذكر ملاحم آخر الزمان وان الأمة تبتلى باجتماع الروم الصليبيين لغزوها .

كما روى أحمد وأبو داود والبيهقي وابن حبان من حديث ذي مخمر : قال صلى الله عليه وسلم : ( ستصالحون الروم صلحا أمنا، فتغزون أنتم وهم عدوا من ورائهم، فتسلمون وتغنمون، ثم تنزلون بمرج ذي تلول فيقوم رجل من الروم فيرفع الصليب، ويقول: غلب الصليب! فيقوم إليه رجل من المسلمين فيقتله، فيغدر القوم، وتكون الملاحم، فيجتمعون لكم فيأتوكم في ثمانين غاية مع كل غاية عشرة آلاف ) .

وروى أحمد ، والضياء المقدسي في فضائل الشام ، عن معاذ بن جبل رضي الله عنه ، قال صلى الله عليه وسلم : ( ست من أشراط الساعة: موتي، و فتح بيت المقدس، و موت يأخذ في الناس كقعاص الغنم، و فتنة يدخل حرها بيت كل مسلم، و أن يعطى الرجل ألف دينار فيتسخطها، و أن تغدر الروم فيسيرون في ثمانين بندا، تحت كل بند اثنا عشر ألفا ) .

واوضح النبي صلى الله عليه وسلم ، أن حربهم لهذه الأمة ، سيستمر ، إلى آخر الزمان ، حتى ينزل عيسى بن مريم عليه السلام .

كما روى مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم : ( لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق، فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ، فإذا تصافوا، قالت الروم: خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم، فيقول المسلمون: لا والله لا نخلي بينكم وبين إخواننا، فيقاتلونهم، فيهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبدا، ويقتل ثلث هم أفضل الشهداء عند الله، ويفتح الثلث، لا يفتنون أبدا، فيفتحون القسطنطينية، فبينما هم يقتسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون، إذ صاح فيهم الشيطان: إن المسيح قد خلفكم في أهليكم، فيخرجون وذلك باطل، فإذا جاؤوا الشام خرج، فبينما هم يعدون للقتال، يسوون الصفوف، إذ أقيمت الصلاة، فينزل عيسى ابن مريم، فأمهم، فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء، فلو تركه لانذاب حتى يهلك، ولكن يقتله الله بيده، فيريهم دمه في حربته ) .

وقد كانت الروم قد همّت بقتل النبي صلى الله عليه وسلم ، قبل البعثة ، لما خرج به أبو طالب عمه ، إلى الشام في أشياخ من قريش ، فلما رآهم بحيرا الراهب ، هبط إليهم ، وجعل يتخللهم ، حتى جاء فأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : هذا سيد العالمين ، هذا رسول رب العالمين ، يبعثه الله رحمة للعالمين … ثم إن كوكبة من فرسان الروم أقبلت على بحيرا كأنها تبحث عن شيء.

فلما سألها: ما جاء بكم؟ قالوا جئنا لأن نبيا يخرج هذا الشهر. فلم يبق طريق إلا بعث إليها الناس – للقبض عليه فجادلهم بحيرا حتى أقنعهم بترك ما يطلبون ، وقد روى هذا الخبر الترمذي في المناقب ، وابن أبى شيبة في مصنفه ، وأبو نعيم في الدلائل ، والطبري في تاريخه ، والبيهقي في الدلائل والحاكم في المستدرك .

والمقصود أن حجم التحذير الهائل في النصوص النبوية من خطر الروم الصليبيين .

وشهادة التاريخ على ذلك .

وما ستستقبله الأمة بخبر النبي الصادق ـ صلى الله عليه وسلم ـ من مواجهة بل ملاحــم عظيمة معهم.

وكون خطرهم شاملا يعـمُّ الأمة ليس مخصوصا بزمن ، ولا قطر ، ولا شعب ، وهو مع ذلك باق مدى الدهــر ، إلى آخر الدهـــر .

وكون خطرهم أيضا ، يُبنى على سياسات استراتيجية ، كلما هلك زعيم ، خلفه زعيم ، فحمل معه ، ما تحمَّل سابقه من العداء للإسلام ، وليس مثل حاكم مستبد ، يزول ملكه بهلاكه .

وكونه أيضا مبينا على ثقافة بينها وبين ثقافتنا تناقضات موضوعية ، في الصميم .

كل ذلك يؤكد بما لا مجال فيه للشك أن خطرهم أشد من أي خطــر حاكم مستبد ، لم يذكر في النصوص النبوية قط ، لانه حدث مقطوع ، بالنظر إلى تاريخ الأمة ، وحاضرها ومستقبلها ، فلم يذكر .

------
يتبع







 
قديم 03-04-03, 04:21 PM   رقم المشاركة : 2
مسلم غيور
لا إله إلا الله






مسلم غيور غير متصل

مسلم غيور is on a distinguished road


@@@الوجه العاشر :
ـــــــــــــ
أن خطر هذه الحملة الصليبية ، متحالف مع خطر اليهود ، الذي وصفه الله تعالى قائلا ( لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ) .

ولسنا في حاجة إلى ذكر النصوص من القرآن والسنة التي تبين عداوة اليهود للمسلمين ، وأن ترجيح أي خطر على خطرهم ، لاسيما في هذا الزمان ، جهل وضلال مبين .

وحينئذ فهذه الحملة الصليبية إنما هي ـ في حقيقتها ـ تمكين لأشد الناس عداوة للمؤمنين في بلاد المسلمين ، ومن يفتي بالتعاون معها ، يمهد لهذا التمكين ، بلا مراء ، وسيتحمل آثام كل ما سيأتي من مكرهم وكيدهم لهذا الدين ، وهذا أمر واضح لاريب فيه ولكن الهوى يحمل صاحبه على المكابرة والعناد والعياذ بالله .

والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

*********************
ملحق (1)
مختصر من دراسة عالم عراقي من أهل العرفان ، طويل الباع في هذا الشأن :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هذا وقد رأيت أنه يستحسن أن أستشهد هنا بمقال رجل خبير ، وقد اخترت أن أنقل من كلامه هنا جانبا كبيرا لسببين :

أحدهما : أنه عالم ومفكــر عراقي وأهل مكة أدرى بشعابها .

ثانيا : أن له على أهل الكويت فضل ، فقد لبث فيهم عمرا ، وتخرج على يده كثير من قادة الحركة الإسلامية في الكويت ، فلعلهم ينصتوا لأستاذهم .

كما أن له في معرفة الحالة العراقية معرفة تفصيلية ، وهو الأستاذ محمد أحمد الراشـد، فقد نشر دراسة شرعية سياسية للمسألة العراقية في موقعه على الشبكة : www.almasar.net

ـ حكاية الإجماع على تحريم المشاركة في هذه الحرب :
ــــــــــــــــــــــــــــــ
وقد قال بعدما قدم بمقدمة بعض منها ما يلي :

( وهذه الدراسة الشرعية السياسية لا تحاول أن تضيف جديداً إلى الفتاوى الصريحة المتكاملة لكبار علماء الإسلام في العصر الحاضر ، أصحاب الفضيلة الشيوخ الأساتذة : عبد الكريم زيدان ، ويوسف القرضاوي ، وعبد الله قادري الأهدل ، وفيصل مولوي ، ومَن جرى مجراهم وأفتى بمثل ما أفتوا به من حرمة التعاون مع الحملة الأمريكية ، وإنما تحاول تقريب فتواهم من نيل الإجماع بإضافة صوت آخر ، وحث مَن لم ينطق بعد من علماء الشرع على إفتاء مثيل يحصل به الإجماع ، فيتأكد المعنى ، ثم تجديد إسماع قول الشرع لجمهور المسلمين مرة بعد مرة ، وبصيغات عديدة ، ليرسخ في القلوب ، والاستشهاد بشواهد واقعية طرأت على القضية خلال الشهور الثلاثة الأخيرة بعد صدور الفتاوى المذكورة ، ورد شبهات المتأولين الذين يجوزون لأنفسهم التعاون ، مع إضافة لمسة عراقية خاصة إلى المنطق الفقهي والسياسي المتداول ، مستمدة مما نعلم من طبيعة العراقي وخصوصية بعض جوانب القضية العراقية ، ربما تغيب عن غير العراقي ) .

عدوان أمة على أمة وليس إزالة نظام :
ــــــــــــــــــــــ
ثم قال :

( وواضح أن السبب الذي تتستر وراءه أمريكا من زعمها إزالة صدام يختلط بالمصالح الأمريكية المحضة الهادفة إلى فرض هيمنتها وسيطرتها العسكرية والأمنية والسياسية والثقافية والاقتصادية على المنطقة العربية كلها وبقية العالم الإسلامي ، تبعاً لخططها الاستراتيجية التي حددت مفهومها للنظام العالمي الجديد والعولمة ذات القطب الواحد ، وبذلك تظهر خطورة الأمر في الميزان الشرعي ، بل وفي الميزان الإنساني العام ، وموازين القانون الدولي : أنه عدوان ُأمة على ُأمة ، وقوي على ضعيف ، ويزيد الوصف الشرعي على ذلك أنه عدوان بلد كافر على بلاد إسلامية ، وفيه تحريض لدول كافرة أخرى على فرض هيمنتها الاستعمارية بدورها على شعوب إسلامية ترزح تحت سطوتها ، فقد سارعت روسيا إلى الإعلان عن تدابير قمعية جديدة في الشيشان ، وبدأت الهند التحرش بباكستان وبالمسلمين وقادتهم في كشمير وغيرها ، كل ذلك تحت غطاء التحرش الأمريكي ، مما يجعل الفتوى ظاهرة الأدلة وتامة المنطق في حِل وتسويغ دفاع دولة العراق عن نفسها ، ووجوب مساعدة دول العالم الإسلامي لها بحدود الاستطاعة ، وتحريم تعاون أي دولة إسلامية أو فرد مسلم مع أمريكا في حربها هذه . ويزيد الأمر وضوحاً أن هدف أمريكا المعلن هو إزالة الأسلحة العراقية الهجومية المتقدمة ، والتي تشكل تهديداً لإسرائيل ، مما يكشف عن قيام أمريكا بهذا الحرب ، في جانب منها ، وكالة عن إسرائيل ، خوفاً من احتمالات المستقبل . والذي نفهمه أن امتلاك هذه الأسلحة إنما هو حق من حقوق أمة الإسلام مثلما هو حق الأمم الأخرى ، وارتباطها بالمصالح الشخصية لحاكم يصنعها هو ارتباط وقتي لا يلغي ملكية الأمة لها ، كما أن سوء استعمال الحاكم لها إنما هو سوء قليل في مقابل فوائد جزيلة يمكن أن تجنيها الأمة في صراعها مع إسرائيل ) .

حكم الجهاد ضد هذا الغزو :
ــــــــــــــــ
ثم قال : (أرى تجويز مشاركة المسلم متطوعاً في هذه الحرب في الصف العراقي ، من دون إيجاب ذلك ، وتسويغ تأخر مَن يتأخر ، والاستسلام للقدر الرباني إذ هو يجري في مجاريه ، أينما ستستقر ، لانعدام " الأمن الجهادي " ، ثم يكون لواذ الخطباء والوعاظ والكتّاب السياسيين بالإنكار القولي إذا استطاعوا ، واعتصام سواد المسلمين المستضعفين بالإنكار القلبي على أمريكا ونظامها العالمي ومَن يحالفها ويعينها ، وليس ذلك مما نزهد فيه أبداً ).

وقد اختار أن الجهاد يكون فرض عين على كل مسلم ، إن انتصرت أمريكا واحتلت العراق ، وأما الآن فلعدم وجود الأمن الجهادي ، هو تطوع كما ذكر هنا.

خفايا من أهداف الغزو الأمريكي :
ـــــــــــــــــــ
ثم ذكر أن من خفايا أهداف هذه الحرب كسر معنويات الشعب العراقي :

( لكن التأمل يدلنا على أن هذه الأهداف النفطية والسياسية التي تريد أمريكا الوصول إليها عبر الحرب تعتبر ثانوية بالنسبة إلى الهدف الرئيس الأهم المتمثل في محاولة تحطيم العراق وجيشه وتدمير البنية الصحية والنفسية المعنوية للشعب العراقي بحيث يعجز عن دخول حرب مع إسرائيل ، فأمريكا تقوم بهذه المهمة نيابة عن إسرائيل ، إذ اليهود يجدون في التلمود أن خراب دولتهم الثانية هذه سيكون على أيادي جند ُأولي بأس شديد يخرجون من أرض بابل كما خرج نبوخذ نُصّر الذي خرب دولتهم الأولى قبل آلاف السنين وساقهم أسرى ، وإنما صممت أمريكا مواصفات حصار العراق وامتداد وقته بحيث تحصل حالة سوء تغذية في عموم الشعب طويلة الأمد تؤدي إلى وهن عام وإحداث طفرة وراثية تنتج المرض المنغولي وأنواع الإعاقة والتخلف إلى درجة يضمر معها الذكاء وعموم مستلزمات الأداء الحربي لشعب العراق وتحصل حالة انكفاء عام واهتمام بالآلام ، فينام اليهود عندئذ بأمان ، ولكن الله سلـّم ، وشاءت حكمته أن يكون التمر الكثير في العراق أفضل غذاء غني بأنواع المعادن والفيتامينات ، فأنجد أهل العراق ، وفشل الحصار في تحقيق هدفه ، وصار تحطيم هذا الشعب الجسور من مهمات الحرب الاستعمارية الأمريكية الجديدة ) .

ما الذي ستفعله الحكومة الأمريكية الجديدة في بغداد :
ـــــــــــــــــــــــــــــ

ثم ذكر أن الحكومة الجديدة التي سوف ـ لاقدر الله ـ ينصبها الأمريكيون سوف تحقــــق ما يلي :

( أولها : الاعتراف الرسمي بإسرائيل ، وعقد معاهدة على غرار معاهدات السلام التي وقعها السادات وغيره ، والقبول بالتطبيع السياسي والاقتصادي والاجتماعي مع اليهود ، وبذلك تتوفر حماية دائمة لإسرائيل وفق القانون الدولي وأنظمة الأمم المتحدة وحلف الناتو تمنع العراق من شن حرب في المستقبل على إسرائيل أو ألحاق أي نوع من الأذى بها مهما صغر ، وذلك يعني تعطيل فريضة الجهاد والمفاصلة الإيمانية الواجبة تجاه أخبث الكفار . ويتضمن هذا الحال نزع الهوية الإسلامية للشعب العراقي عبر المناهج الدراسية والتلقين الإعلامي الكثيف ، وغرس تربية غربية جاهلية بديلة أمريكية الأنماط والأذواق ، وفرض هزيمة معنوية وفرض شعور يأس واستسلام للعدو . والجدير بالذكر أن رسائل كونداليزا رايس مستشارة الأمن القومي الأمريكي إلى أقطاب المعارضة العراقية اشترطت عليهم صراحة وجوب الاعتراف بإسرائيل ، وقبلت المعارضة ذلك .
ثم ثانياً : تسريح الجيش العراقي ، وبعثرة خبرته القتالية التي تراكمت عبر حربه مع إيران بخاصة ، وتشتيت معادنه القيادية ، ونزع أسلحته ، ومنع احتمالات تطويرها . وهذا شرط واضح أيضاً في رسائل مستشارة الأمن القومي قبلته المعارضة ، وفيه ما فيه من توفير الأمن لإسرائيل ، بل جميع حكام العرب بلا استثناء يلوكون نصيحة للعراق تحثه على التنفيذ الكامل لقرار الأمم المتحدة رقم 1441 ونزع أسلحة الدمار الشامل ، وكأنهم يخاطبون إسرائيل ، وكان المستشار الألماني شرويدر أحرص منهم على قول الحق ، فأوجب في خطابه أمام البرلمان الألماني نزع أسلحة الدمار من جميع الشرق الأوسط ، ويعني بذلك القدرات النووية الإسرائيلية .

وحيث يرد ذكر كونداليزا هذه : يتذكر كل عراقي مثقف رسائل مس بيل ، الجاسوسة الشهيرة التي رافقت حملة الجنرال مود لفتح العراق وأشرفت على تكوين الحكومة العراقية الأولى من عناصر مثيلة لعناصر المعارضة الحالية ، فالتاريخ يعيد نفسه ) .

أخطر ما سيثمر عنه الاحتلال الأمريكي للعراق :
ــــــــــــــــــــــــــ

ثم ذكر ما هو من أخطر ما سيثمــر عن الاحتلال الأمريكي للعراق :

فقال : ( ثم البعد الثقافي ، بإشاعة النموذج الأمريكي والفلسفة المادية التي ابتنى عليها المجتمع الأمريكي الحاضر ، وستلغى المدارس الإسلامية ، وتبدل مناهج التربية المدرسية كلها ، وكانت معاهدة كامب ديفيد قد أتاحت تخريج ثلاثة آلاف طالب دكتوراه مصري بمنح دراسية من جمعيات صهيونية أمريكية تركتهم يؤمنون بالسلام والتطبيع ، وتحقق بذلك اختراق يهودي كبير لفئة المثقفين المصريين الذين وقفوا مواقف بطولية واعية ضد التطبيع بقيادة الإسلاميين ، وهؤلاء الذين خرجتهم المنح الدراسية الصهيونية مدخرون لأحداث هذه النقلة الثقافية التي تريد أمريكا تطبيقها بعد الحرب في العراق وعموم العالم العربي ، والمخفي أعظم من المعروف ، والمظنون أن قمعاً لكل الحركات الإسلامية ستمارسه المخابرات الأمريكية ضمن ترويج هذا النموذج الثقافي الكفري ، وتتم محاصرة كل داعية وعالم ومفكر وباحث وأديب ، ويسود زمن النكِرات والخونة والمهازيل ) .


ثم قال قولة الحق المبين :
ــــــــــــــ
( ومن خلال سرد الحقائق وانكشاف الخطط الأمريكية يصبح من الواضح جداً أن تعاون أي مسلم مع هذه الحملة الاستعمارية هو من الحرام القطعي الذي لا مجال للتأول فيه ، سواء كان ذلك بالقتال مع الأمريكان …. أو كان بنوع من أنواع الخدمات اللوجستية أو المحلية التي تقدمها الكويت وبعض البلاد العربية وتركيا ، بل حتى الميل القلبي وتمني انتصار أمريكا : كل ذلك يدخل في دائرة الحرام ، كما هي فتوى العلماء ، وبقولهم أقول ) .

الرد على من زعم أن الوجود الأمريكي أهون خطرا من الحزب الحاكم :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ثم رد على زعم من يزعم أن الوجود الأمريكي أهون خطرا من الحزب الحاكم في العراق فقال :
(ومن منطق بعض أطراف المعارضة أنها تدعو إلى إنقاذ العراق من صدام بأي ثمن ، وليأت بعده من يأت !! وهذه صيحة مظلوم ناله الإحباط ونفذ صبره ، وهو قول يرده الفقه وتنكره موازين الشرع ، لأن الموازنة تبدي أن الظالم صدام مهما بلغ أقل ضرراً من جنرال أمريكي يحكم العراق وينفذ أوامر بوش ويمتص رحيقنا ويسرح جيشنا ويقسرنا على الصلح مع إسرائيل ويطبّع حياتنا مع يهود وينشر الفساد ويبدل مناهج المدارس إلى ما يوافق مصالحه ويجعل العراق منطلقاً لتغيير الحكومات العربية والمجاورة إلى حكومات أكثر تبعية لأمريكا وأعتى في محاربة الدعوة الإسلامية ) .

محمد أحمد الراشد 28/2/2003م نقلا عن موقع المسار

*********************************
محلق ( 2)
فتوى علماء العراق في الموضوع :
ـــــــــــــــــــ


كما رأيت أنه من المناسب أن أنقل فيما يلي ، فتوى جماعية ، أصدرها مجموعة من علماء العراق السنة في الخارج ، دعوا فيها إلى مقاومة الغزو الأمريكي ، وهذا نصهــا :

بسم الله الرحمن الرحيم

بيان للناس


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد،،،

فإنه بالإضافة إلى النوازل الخطيرة والكوارث العظيمة التي لا تزال تغشى المسلمين في ديارهم وفي مقدمتها كارثة الاحتلال الصهيوني لفلسطين فإن هناك كارثة عظيمة ونازلة خطيرة أُخرى توشك أن تقع على المسلمين في ديارهم وهي ما تهدد به أمريكا من عدوان واضح على العراق واحتلال كامل لأرضه، وقد حشدت له قوة هائلة في البرّ والبحر والجو مع إعلان صريح واضح بعزمها على ما تريد فعله من غزو للعراق وحكم مباشر له. فما حكم الإسلام في هذه النازلة العظيمة والكارثة الخطيرة التي توشك أن تحلّ في العراق وشعبه المسلم؟ هذا ما نريد بيانه للناس وللمسلمين على وجه الخصوص ليحيا من يحي عن بينة ويهلك من يهلك عن بينة، والله تعالى هو حسبنا ونعم الوكيل .

أولاُ / من كتاب الله العزيز :
ــــــــــــــ

1ـ قال ربنا تبارك وتعالى: " وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين ".ووجه الدلالة بهذه الآية الكريمة أنها توجب على المسلمين قتال من يقاتلهم من الكفار، والأمريكان جاؤا بجنودهم من وراء البحار وحشدوا قواتهم ليقاتلونا في ديارنا فواجب علينا قتالهم استجابة لأمر الله الصريح بهذا الوجوب لأنه جاء بصيغة الأمر الدالة على الوجوب من غير قرينة تصرفه عن هذا الوجوب.

2ـ وقال ربنا جلّ جلاله " يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة …. إلخ " وهذه الآية نزلت في حاطب بن أبي بلتعة حيث كتب إلى أناس من المشركين في مكة يخبرهم بعزم رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوهم وفتح مكة لما نقضوا العهد.. ووجه الدلالة بهذه الآية أنها تنهى عن مناصرة أعداء الإسلام ولو بإخبارهم عما يعزم عليه المسلمون، فيكون نهي المسلمين عن مناصرتهم بما هو أخطر من مجرد الأخبار أولى بالمنع والتحريم كتقديم المعونة الفعلية المادية لهم. ولا يقال ان هذه الآية تتعلق بتلك الحادثة فقط لأن القاعدة الأصولية تقول " العبرة بعموم اللفظ وليس بخصوص السبب ".

3ـ - وقال ربنا تعالى:" لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة … " وقد جاء في تفسير هذه الآية الكريمة: " الولي هو المحب المناصر … " وعلى هذا لا يجوز للمسلم أن ينصر الأمريكان المعتدين على إخوانهم المسلمين في العراق.

ثانياً / من السنة النبوية المطهرة :
ـــــــــــــــــــ

1ـ جاء في حديث أخرجه الإمام الجليل شيخ المحدثين البخاري يرحمه الله " … المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه … " ومعنى لا يسلمه: " أي يحميه من عدوه ولا يتركه مع من يؤذيه ولا فيما يؤذيه، بل ينصره ويدافع عنه " فواجب على كل مسلم أن ينصر شعب العراق المسلم في محنته وفي الكارثة التي ستحلّ فيه بكل ما يستطيع من وسائل النصرة حتى يندفع شر الأمريكان المعتدين ومن يواليهم عن العراق وأهله.

2ـ وفي الحديث النبوي الشريف " انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً قيل:يا رسول الله ننصره مظلوما فكيف ننصره ظالماً؟ قال تمنعه من الظلم " أو كما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه فعلى المسلمين واجبان " ( الأول) منع الظالم من ظلمه بما يمنعه من الظلم بكل وسيلة ممكنة ومن ذلك عدم معاونته على ظلمه وهذا أقل أنواع منعه من الظلم (الثاني) أن يقف المسلمون بجانب المظلوم يدافعون معه ضد الظالم. وعلى هذا يجب على المسلمين نصرة شعب العراق المسلم في دفع عدوان الأمريكان عليه بكل وسيلة ممكنة، والامتناع التام من نصرة الأمريكان المعتدين.

ثالثاً: من أقوال الفقهاء :
ــــــــــــــ

1ـ قال فقهاءنا يرحمهم الله تعالى: إن جهاد (الدفع) هو قتال الكفار المعتدين إذا احتلوا بلدا ً من دار الإسلام أو عزموا على ذلك وباشروا مقدماته، ففي هذه الحالة يجب هذا الجهاد – جهاد الدفع – على كل مسلم قادر على قتال الكفار لأن قتالهم في هذه الحالة فرض عيني قال الفقهاء فيه: " تخرج المرأة القادرة على القتال بدون إذن زوجها، ويخرج الولد بدون إذن والديه، ويخرج العبد بدون إذن سيده " وحيث أن الأمريكان قد عزموا على احتلال العراق المسلم وباشروا مقدماته فعلى جميع المسلمين في العراق قتالهم والاستعداد لهذا القتال، لأن قتالهم صار فرض عين على المسلمين في العراق.

2ـ وقال فقهاؤنا يرحمهم الله تعالى، وإذا لم تحصل الكفاية بأهل البلد المسلم المحتل من قبل الكفار، في دفعهم وإخراجهم من هذا البلد فإن الوجوب الشرعي العيني ينتقل إلى الأقربين فالأقربين من هذا البلد. وحيث أن أهل العراق لا يقدرون وحدهم على دفع عدوان الأمريكيين المعتدين ولا يقدرون على إخراجهم من العراق إذا دخلوه نظراً للقوة المادية الهائلة عند الأمريكيين المعتدين، فإن الواجب الشرعي العيني ينتقل إلى المسلمين في البلاد المجاورة للعراق وعلى المسلمين من هذه البلاد المجاورة ان يقوموا بواجبهم الشرعي في قتال الأمريكيين المعتدين نصرة لإخوانهم في العراق، وعلى حكام هذه البلاد المجاورة تمكينهم من ذلك. وأن يمتنعوا امتناعاً تاماً من معاونة الأمريكيين المعتدين.

3ـ - قال بعض الفقهاء كما جاء في تفسير القاسمي المسمى محاسن التأويل " إن مناصرة الكفار على المسلمين توجب الكفر " فليحذر المسلمون من هذه المناصرة للأمريكيين المعتدين.

رابعاً / النصيحة لعموم المسلمين :
ــــــــــــــــــ

ومن باب النصيحة للمسلمين أن نبين لهم أنه يحرم على المسلم أن يحب بقلبه مجيء الأمريكيين واحتلالهم للعراق مهما كان الدافع لحبه الخبيث هذا لأن الحب في الله والبغض في الله من أوثق عرى الإيمان ومعنى الحب في الله والبغض في الله أن يكون حب المسلم لما يحبه وبغضه لما يبغضه تبعاً لما يحبه الله أو يبغضه ولا شك أن الله تعالى لا يحب تسلط الكفرة على بلد مسلم أو على شعب مسلم فعلى المسلم أيضاً أن لا يحب تسلط الأمريكيين على العراق وشعبه المسلم وأن كل مسلم يحس بميلٍ أو محبة لمجيء الأمريكيين إلى العراق واحتلاله، نذكره بما جاء في أول سورة (الروم) وفيها أخبر الله تعالى المؤمنين بنصر الروم على الفرس في بضع سنين، وأن المسلمين سيفرحون بهذا النصر فقال تعالى " الم، غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين، لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله. " وقال المفسرون في قوله تعالى" ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله " " أي يفرح المؤمنون بتغليب الله تعالى من له كتاب وهم الروم على من لا كتاب لهم وهم أهل فارس " .

فإذا كان شأن المسلم أنه يفرح بنصر من هو أقرب للإسلام لمعنى من المعاني على الأبعد عن الإسلام، فهذا يعني أيضاً حسب مفهوم المخالفة أن لا يفرح المؤمن بنصر الأبعد عن الإسلام على الأقرب من الإسلام. وبناء على ذلك فإن فرح المسلم ينبغي أن يكون بانتصار أهل العراق على الكفرة الأمريكيين المعتدين وأن المسلم لا يفرح أبداً بانتصار الأمريكيين الكفرة على أهل العراق المسلمين.
ومن البديهي أن الفرح بالشيء وحصوله يتضمن محبة ذلك الشيء وحصوله. فعلى المسلم أن يلاحظ هذه المعاني وخلاصتها أن لا يحب غلبة الأمريكيين على شعب العراق لأن هذا حرام.

خامساً: الالتزام بأحكام الإسلام مقدم على ما سواه
ـــــــــــــــــــــــــــ

ونود أن نذكر إخواننا الحكام المسلمين في سائر البلاد الإسلامية أنه لا يجوز مطلقاً معاونة الأمريكيين في عدوانهم على العراق بحجة أن أقطارهم أعضاء في هيئة الأمم المتحدة وهذه العضوية تلزمهم بما يقرره مجلس الأمن، فإذا أذن هذا المجلس لأمريكا شن عدوانها على العراق وأن على جميع الدول المشاركة في عضوية هيئة الأمم المتحدة معاونة أمريكا في عدوانها على العراق فإن هذه المعاونة لا تجوز شرعاً لأن التزام المسلم بأحكام الإسلام مقدم على ما سواه من الالتزامات لا فرق في ذلك بين حاكم ومحكوم ونذكر إخواننا الحكام المسلمين بموقف ألمانيا وهي دولة غير مسلمة فقد قررت وصرحت بأنها لن تشارك أمريكا في حربها ضد العراق ولو صدر لها الإذن بذلك من مجلس الأمن، فهل تبقى بعد ذلك حجة لأي حاكم مسلم بالتعاون مع أمريكا في عدوانها على العراق بحجة أن مجلس الأمن أذن لها بذلك وأن على كل دولة المعاونة لأمريكا في تنفيذ هذا الإذن ؟.

سادساً / أمل ورجاء :
ـــــــــــ

وإننا نأمل ونرجو من إخواننا علماء الإسلام أن يقوموا بواجبهم الشرعي في هذا النازلة العظيمة التي توشك أن تقع على العراق وما سيعقبها من كوارث ومصائب، فيقوم سادتنا العلماء بتوعية الأمة وتبصيرها بالواجب الشرعي عليها إزاء هذه الهجمة الشرسة التي تعد لها أمريكا لضرب العراق واحتلال أرضه، وأن يتصل سادتنا العلماء بالحكام المسلمين ويذكرون بواجبهم الشرعي نحو العراق ونصرته باعتبارهم حكاماً وبأيديهم الأمر والنهي وأن يكون هذا التذكير بالبلاغ الواضح الصريح وهو المطلوب في كل تبليغ لشرع الله، وهو ما أمر الله به رسله فقال تعالى " وما على الرسول إلا البلاغ المبين " أي البلاغ الواضح الصريح، وبهذا يخرجون من العهدة ويوفون بما الزمهم الله به من بيان وتبيين وتبصير للأمة بما يجب عليها شرعاً. وفق الله تعالى علماءنا وحكامنا وجميع المسلمين لما يحبه ويرضى وأن يرينا الحق حقاً ويوفقنا إلى اتباعه وأن يرينا الباطل باطلاً ويوفقنا إلى اجتنابه وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

جمع من أهل العلم الشرعي العراقيين المقيمين في الخارج عنهم:

د. عبد الكريم زيدان
د. احمد عبيد الكبيسي
د. هاشم جميل
د. حارث سليمان الضاري
د. علي محي الدين القرداغي
د. مصطفى البنجويني
د. أكرم ضياء العمري
الشيخ احمد حسن الطه
د. عبد القهار العاني
د.مساعد مسلم آل جعفر
د. طايس الجميلي
د. عبد القادر السعدي
د. محمد عياش الكبيسي
نأمل من كل من قرأ أو وصل إليه هذا البيان في أن يتبناه ويتعهده بالتنفيذ والنشر ووضعه في كل بيت من بيوت الله وفي كل بيت عراقي أو مسلم. وأن يقوم بإيصاله إلى المواقع الإعلامية وإلى المنظمات واللجان والاتحادات العالمية. ومن الممكن الاتصال بنا على عنواننا البريدي .
[email protected]
www.iraqirabita.net

***************************

الجهات الإسلامية اتفقت على تحريم المشاركة في العدوان على العراق : ـ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذا وقد صدرت فتوى من لجنة البحوث في الأزهر ، ومن هيئة كبار العلماء في السعودية ، ومن كثير من علماءها ، اختلفت في صياغاتها ، ولكنها اتفقت على شيء واحد ، هو أن هذه الحرب عدوان لا يجوز دعمه وتأييده في حال من الأحوال .

ملحق ( 3)
روابط مهمة تعين على فهم واقع الحال :
ــــــــــــــــــــ

الخلفية الدينية لبوش :

http://www.h-alali.net/show_mejhar.php?id=243

المسيطرون على قرار الحرب في أمريكا يهود :

http://www.h-alali.net/show_mejhar.php?id=215

أمن اسرائيل أهم عند صقور بوش :

http://www.h-alali.net/show_mejhar.php?id=206

بوش ضحية التأثير الصهيوني :

http://www.h-alali.net/show_mejhar.php?id=175



والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .

---------------

المصدر : موقع الشيخ حامد العلي

http://www.h-alali.net/show_fatwa.php?id=3240







 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:50 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "