بسم الله الرحمن الرحيم
الليبراليون يعلمون جيدا أن المجتمع المسلم يلفظهم ولايمكن أن يأخذ عنهم شيئا يتعلق بالدين , فلذلك سعوا منذ قرن تقريبا إلى امتطاء فئة سمي أصحابها قديما : ( العمائم الليبرالية ) وسماها بعض الباحثين السعوديين حاليا : ( اللحى الليبرالية ) لأنهم أفضل وسيلة تعينهم على نشر مشاريعهم الإفسادية بين المسلمين .
يقول الدكتور (رفعت السعيد) –الشيوعي المصري المعروف في كتاب له - بعنوان "عمائم ليبرالية" ! في (ص157) بأنه أراد بهذا الكتاب أن يُسهم –كما يقول- ( في المعركة الدائرة ، والتي من فرط الظلام الفكري الذي فرضه المتأسلمون فرضت علينا أن نخوضها متراجعين ومتحصنين بآراء عمائم هي بالضرورة أعمق مرجعية وأكثر دراية بالشأن الديني) !!
وللأسف فقد نجح أعداء المسلمين في إيجاد هذا النوع من الوسائط التي تخدمهم بدءا بالطهطاوي ومحمد عبده في مصر .
فمن هم أصحاب اللحى الليبرالية ؟ وهل يوجد في السعودية أحد منهم ؟
جواب الشق الأول :
هم أشخاص ينتسبون إلى العلم الشرعي وتظهر عليهم علامات الصلاح ومنها اللحية , ولكنهم يحملون نفس أفكار العلمانيين الليبراليين ويسعون للترويج لها بين المسلمين ويلبسونها اللباس الشرعي المزور فيفتنون الجهلة وأصحاب الأهواء لانهم محل ثقة الناس واطمئنانهم !
كيف تعرفهم ؟
لهم علامات لا تخطئها عين وبصيرة صاحب القلب الحي ومنها :
أولا : ثناء اللييبراليين عليهم ووصفهم بأنهم وسطيون معتدلون عقلانيون والاستشهاد بمقالاتهم وآرائهم .
ثانيا : فتح القنوات الفاسدة أبوابها أمامهم و إعطائهم مساحات واسعة لا يعطون ربعها لمن لايكون على منهجهم !
رابعا : إعطاؤهم مجالا للكتابة في الصحف المنحرفة سواء كانت ورقية أو الكترونية في الوقت الذي تضيق فيه تلك الصحف ذرعا بمقالات أهل العلم والصلاح .
خامسا : تهوينهم من شأن أهل البدع والضلالات , والزعم بإمكان الالتقاء معهم على أصول مشتركة .
سادسا : الاكثار من ذكر الخلاف في المسائل الفقهية , وعدم توعية الناس بوجوب الأخذ بما وافق الدليل .
سابعا : يسارعون إلى تأييد أهل الفساد في أي باب شر يفتحونه على الناس بزعم وضع ضوابط شرعية ! ( مثال : قيادة السيارة , والرياضة النسائية ) بل وأجاز أحد أشهر شيوخهم غناء المرأة أمام الرجال بضوابط !!!!!!
ثامنا : يهونون من شأن قاعدة ( سد الذرائع ) ويزعمون أن العلماء بالغوا في استعمالها , وضيقوا المباحات على الناس !
تاسعا : الكلام المستمر عن التيسير في الإسلام دون ذكر الضوابط المعروفة عند العلماء للتيسير .
عاشرا : يتهمون العلماء الكبار بالتشدد وأنهم لا يفهمون الواقع ! وأنهم متاثرون في فتاواهم ببيئاتهم ! وليس بالأدلة الشرعية .
حادي عشر : يسهلون للناس مسألة : ( تتبع الرخص ), بمعنى أخذ الفتوى السهلة في كل باب ولو خالفت الدليل .
ثاني عشر : يكررون على أسماع الناس كلمة: ( تغير الفتوى بتغير الزمان ) دون أن يبينوا لهم معناها الصحيح عند العلماء .
ثالث عشر : يطلقون جملة:( لا إنكار في مسائل الخلاف ) بدون قيد ولا شرط , مع إن إطلاقها هكذا يؤدي إلى ضياع الشريعة .
رابع عشر :ومما يمتاز به فكرهم وكتاباتهم أحيانا : العموميات ,. والغموض بل والتلبيس والتدليس على الناس إذا لزم الأمر! . ومن ذلك أن أحدهم خرج في مقطع يوتيوب زاعما أن وجوب تغطية وجه المرأة لم يقل به إلا الحنابلة ! وأن المذاهب الثلاثة الأخرى تجيز كشفه ! مع أن القول بالوجوب موجود في المذاهب الأربعة !
خامس عشر : الطعن في حد ( قتل المرتد ) والزعم بأن الكفر حرية شخصية .
سادس عشر : من النادر أن يرد في كلامهم ذكر قوله تعالى : ( ..... فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول .. ) لأن هذه الآية تهدم معظم فتاويهم .
جواب الشق الثاني من السؤال :
نعم , يوجد عندنا في السعودية من هذه الفئة , منهم من هو من المشاهير ! ومنهم من هو في بداية الطريق ! أصلحهم الله وكفانا شرهم .
ن/ق