التغريب وجامعة الدمام
الخميس 02, يونيو 2011
ماجد بن محمد الجهني
لجينيات ـ طالعتنا صحيفة اليوم في عددها الصادر يوم الخميس الموافق 23/6/1432هـ بتقرير عن اللقاء الذي أقامته جامعة الدمام عن الرعاية التنفسية ، وقد ذهلت من حجم المخالفة الشرعية والنظامية الصريحة وغير المقبولة من مؤسسة من مؤسسات التعليم العالي نفترض فيها سعيها لغرس القيم الإسلامية وتعزيز المبادئ التربوية بدلاً من المساهمة عملياً في تأنيس الاختلاط المحرم شرعاً وبمثل هذه الصورة المؤلمة لكل غيور والتي ظهرت في صحيفة اليوم حيث ظهرت صور الطلاب والطالبات والرجال والنساء جنباً إلى جنب دون حواجز.
إن هذه المخالفة الشرعية جعلتنا نراجع كثيراً فيما كنا نتشكك فيه من بعض الأخبار التي نسمعها من هنا وهناك عن صور الاختلاط في بعض الملتقيات والدورات التي تقيمها الجامعة ، وكذلك عدم التزام بعض المنسوبات والطالبات باللباس المحتشم ، وكذلك الرقص في بعض المناسبات وإقامة المناسبات الرياضية للفتيات ، وإنشاء قاعات بحواجز زجاجية بدلاً من الشبكة التلفازية ، فضلاً عما تم في حفل التخرج الأخير للبنين من إحضار فرقة موسيقية الأمر الذي ضايق الكثيرين من أولياء الأمور والطلاب والطالبات والأساتذة ، وكذلك ما حصل في حفل البنات من وجود فرق موسيقية ، وكل ذلك تم مع ما وصل للمسؤولين عن الجامعة من نصح دون استماعٍ لنصح الناصحين الذين ما بذلوا نصيحتهم إلا سعياً لحفظ سفينة المجتمع من محاولات الاختراق المتعددة التي تريد الوصول إلى زعزعة ثوابته وهدم أخلاقه وقيمه وتوطين مظاهر التغريب والتبرج والسفور.
الذي حدث من الجامعة هو مخالفةٌ شرعية ونظاميةٌ نربأ بالجامعة أن تقع في مثله مع ما نسمعه عن مديرها من سيرة طيبة وغيرةٍ ، ومع ما نسمعه ونعرفه عن الكثيرين من أساتذتها من ذوي الفضل والمروءة ونحسب أن وجود مثل هذه النوعية من التربويين في هذه الجامعة حري بألا تكون معه هذه المؤسسة التربوية المهمة بوابةً للتغريب.
لقد أصبح الكثيرون من أولياء أمور الطلاب والطالبات يخافون على أبنائهم من مثل هذه المسالك المستغربة ، وحق لهم أن يصابوا بذلك وهم يشاهدون صوراً للقاءات مختلطة بين الأساتذة والطلاب والطالبات في بلاد العلم والدعوة ، وإن فجيعتهم لتكبر إذا وصلت مثل هذه التصرفات والخروقات السيئة إلى مؤسساتنا التربوية في ظل ما أفتى به علماؤنا الأجلاء من تحريم الاختلاط ، وما نصت عليه أنظمة الدولة الصريحة والمكتوبة من منع الاختلاط في جميع مؤسسات الدولة .
إن بلادنا اليوم أحوج ما تكون إلى بذل كل أسباب حفظ وحدتها وأمنها ، وتعزيز قيم الدين والأخلاق في نفوس أجيالها الصاعدة في ظل ما تواجهه من هجمة شرسة ، وتحالف قوي بين المفسدين في الأرض والعديد من المؤسسات الدولية المشبوهة ، وإنه لا عاصم لنا اليوم بعد الله عزوجل إلا بالتمسك بديننا والعض بالنواجذ على قيمنا والرجوع إلى أهل العلم الراسخين في العلم والاستماع لنصحهم وتوجيههم.
وختاماً فإنني أذكر كل من له سلطة في هذه الجامعة وفي غيرها من المؤسسات بأن يتقوا الله جل وعلا وأن يعلموا أن كل راعٍ سيسأل عما استرعاه الله عزوجل عليه وسيذهب بهرج المنصب وأبهته ، وسيبقى السؤال الذي يحتاج إلى إجابةٍ لا بد من الأعداد لها قبل يوم التناد.
ماجد بن محمد الجهني-الظهران