العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الحوار مع الأباضية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-05-11, 11:46 AM   رقم المشاركة : 1
أبو حفصة المديني
عضو نشيط






أبو حفصة المديني غير متصل

أبو حفصة المديني is on a distinguished road


نونية رد البهتان فيمن قال بخلق القرآن

هذه نونية جميلة فيها رد على المبتدعة الذين اتوا ببهتان و قالوا بخلق القرآن لعل متدبرا أو متفكرا ينظر بعين فطرته و عين توحيده فيرى الحق حقا و الباطل باطلا
يقول صاحب النونية :

يامن يقول بفطرة القرآن جهلا و يثبت خلقه بلسان

لا تنحل القرآن منك تكلفا ببدائع التكليف و البرهان

هل في الكتاب دلالة من خلقه أو في الرواية؟ فاتنا ببيان

الله سماه كلاما فادعه بدعائه في السر و الإعلان

إلا فهات و ما أظنك واجدا في خلقه، يا غر من برهان

إن كان من (إنا جعلناه) فما في الجعل إن أنصفت من تبيان

قد قال إبراهيم : رب اجعل لنا بلدا بفضلك افضل البلدان

و كذاك فاجعلني مقيما مخلصا حق الصلاة لوجهك المنان

فانظر أكان و قد دعاه لجعله أم لم يكن خلقا من الرحمن

فأربع هنا بتفكر يا ذا النهى و اكدح لشأنك قد كدحت لشاني

فباي هذا الجعل قلت بأنه خلق تبارك منزل القرآن

فإن احتججت و قلت (ذكر محدث) و جهلت حق تأول القرآن

أعظمت افكارا و ادعيت خطيئة و الله أحدثه على الإنسان

شاهت وجوه اولى الضلال لقد عموا و تعلقوا بمدارج العميان

ارعوا عقولهم رياض تشدق فرعى حماها طائف الشيطان

ألا تزغ عنهم عنانك مقصرا تصبح عميد البغي و الطغيان

و لئن سأل طريق رشدك تلقه يا غر إن لم تعد في العدوان

ما باله أضحى بزعمك محدثا ما محدث إلا وشيكا فاني

و لديه انباء لما هو كائن أو كان أو سيكون في الأزمان

إن كان مخلوقا بزعمك محدثا فمن المنادي (أيها الثقلان)

و من الذي فرض الفرائض آمرا بحدودها و نهى عن العصيان

و من المخاطب خلقه بثوابهم و عقابهم في الخلد و النيران

و لئن رجعت لإبن مريم سائلا عن خبر كلمته بلا أكنان

أمهدت لبك علم ذلك أنه من كن مشيئته قاهر سلطان

و لئن نكصت و قلت شيء محدث و الله أحدث كل شيء فاني

يكفيك إلا أن تكون بهيمة جثمانها خال بغير جنان

ما المرء إلا صورة مخبوة تحت اللسان و مرآة لجثمان

عز المهيمن عن دراك مكيف أو أن ينال دراكه بمكان

لو أن تحيط به صفات معبر أو تعتريه همائم الوسنان

أو أن تخالجه لغوب سآمة أو خطرة من خطرة النسيان

أو أن يقال الله خالق نفسه و كلامه كالخلق للابدان

مازال ربك عالما و مهيمنا رب الصراط الحق و الميزان

يدري بمعتلج الصدور و كل ما أعلنت أو أكننت من كتمان
فاقنع بهذا أو فبن متفردا و أنا فكن حيث التقى البحران

أصبحت كالظمآن يتبع عسقلا يبغي شفاء حرارة الظمآن

أنى تحاول بالنهاية دائبا تستنه دينا من الأديان

سميته ما لم يسم تقحما هانت عليك عقوبة الديان

جئناك برفق بأيسر حجة بالشيء مختصا من القرآن

في ملك بلقيس و ما قد أوتيت من كل شيء نازح أو داني

لم تؤت مما قبلها أو بعدها شيئا فكن ذا خبرة و بيان

و لئن نزعت إلى ضلالك طامحا كبرا و كنت كطامح سكران

لما طما بك بحر كبرك لم تجد يا غر معتقلا سوى البهتان

و زعمت جهلا أنه من خلقه فغدوت في شرك من الخذلان

لم يعد أن يك بين خلق سمائه و الأرض مخلوقا بلا نقصان

ما باله إذ قال لم أخلقهما إلا بحق ثابت الأركان

فالحق لم يخلقه قل لي أم له معنى ثبوت عند ربك ثان

ماذا تقول إذا وقفت محاسبا و سئلت عن لقلاقك الفتان

إذ كل نفس عند ذاك رهينة يوم الحساب و كل وجه عان

بجراءة بارزته متعرضا للقاء من يلقاك بالنيران

لما تشققت السماء فأقبلت بدخانها فأتتك بالدخان

إذ اشتدت الشفتان ثم استنطقت و تكلمت بذنوبك الرجلان

فهناك لا وزر سوى ما قدمت عند الحساب يداك من قربان

و هناك ليس سوى الذي قدمته عصرا من الرجحان و النقصان

في موقف عكفت به أهواله ضنك يشيب ذوائب الولدان

و تطايرت فيه الصحائف كلها بشمائل الايدي و بالأيمان

هذا كتابك يا شقي بكل ما آتيت من قبح و من إحسان

فيه الصغائر و الكبائر احصيت ما غاب عن إحصائها الملكان

أما تجر إلى الجحيم مكبلا و مسربلا بسرابل القطران

فخسرت نفسك خالدا في قعرها هذا وجدك أخسر الخسران

أو أن يزورك بالسلام ملائك تسليمهم بالروح و الريحان

في جنة الفردوس جار محمد و رفيق خازن بابها رضوان






 
قديم 19-05-11, 11:50 AM   رقم المشاركة : 2
أبو حفصة المديني
عضو نشيط






أبو حفصة المديني غير متصل

أبو حفصة المديني is on a distinguished road


ملاحظة : ربما لو بحث القارئ عن صاحب النونية لعلم جديدا حول هذه البدعة
و معرفة قائلها معلومة جد مفيدة أظنها كذلك







 
قديم 19-05-11, 01:50 PM   رقم المشاركة : 3
أبو حفصة المديني
عضو نشيط






أبو حفصة المديني غير متصل

أبو حفصة المديني is on a distinguished road


نرفعه للقراء

يامن يقول بفطرة القرآن جهلا و يثبت خلقه بلسان

لا تنحل القرآن منك تكلفا ببدائع التكليف و البرهان

هل في الكتاب دلالة من خلقه أو في الرواية؟ فاتنا ببيان

الله سماه كلاما فادعه بدعائه في السر و الإعلان

إلا فهات و ما أظنك واجدا في خلقه، يا غر من برهان

إن كان من (إنا جعلناه) فما في الجعل إن أنصفت من تبيان

قد قال إبراهيم : رب اجعل لنا بلدا بفضلك افضل البلدان

و كذاك فاجعلني مقيما مخلصا حق الصلاة لوجهك المنان

فانظر أكان و قد دعاه لجعله أم لم يكن خلقا من الرحمن

فأربع هنا بتفكر يا ذا النهى و اكدح لشأنك قد كدحت لشاني

فباي هذا الجعل قلت بأنه خلق تبارك منزل القرآن

فإن احتججت و قلت (ذكر محدث) و جهلت حق تأول القرآن

أعظمت افكارا و ادعيت خطيئة و الله أحدثه على الإنسان

شاهت وجوه اولى الضلال لقد عموا و تعلقوا بمدارج العميان

ارعوا عقولهم رياض تشدق فرعى حماها طائف الشيطان

ألا تزغ عنهم عنانك مقصرا تصبح عميد البغي و الطغيان

و لئن سأل طريق رشدك تلقه يا غر إن لم تعد في العدوان

ما باله أضحى بزعمك محدثا ما محدث إلا وشيكا فاني

و لديه انباء لما هو كائن أو كان أو سيكون في الأزمان

إن كان مخلوقا بزعمك محدثا فمن المنادي (أيها الثقلان)

و من الذي فرض الفرائض آمرا بحدودها و نهى عن العصيان

و من المخاطب خلقه بثوابهم و عقابهم في الخلد و النيران

و لئن رجعت لإبن مريم سائلا عن خبر كلمته بلا أكنان

أمهدت لبك علم ذلك أنه من كن مشيئته قاهر سلطان

و لئن نكصت و قلت شيء محدث و الله أحدث كل شيء فاني

يكفيك إلا أن تكون بهيمة جثمانها خال بغير جنان

ما المرء إلا صورة مخبوة تحت اللسان و مرآة لجثمان

عز المهيمن عن دراك مكيف أو أن ينال دراكه بمكان

لو أن تحيط به صفات معبر أو تعتريه همائم الوسنان

أو أن تخالجه لغوب سآمة أو خطرة من خطرة النسيان

أو أن يقال الله خالق نفسه و كلامه كالخلق للابدان

مازال ربك عالما و مهيمنا رب الصراط الحق و الميزان

يدري بمعتلج الصدور و كل ما أعلنت أو أكننت من كتمان
فاقنع بهذا أو فبن متفردا و أنا فكن حيث التقى البحران

أصبحت كالظمآن يتبع عسقلا يبغي شفاء حرارة الظمآن

أنى تحاول بالنهاية دائبا تستنه دينا من الأديان

سميته ما لم يسم تقحما هانت عليك عقوبة الديان

جئناك برفق بأيسر حجة بالشيء مختصا من القرآن

في ملك بلقيس و ما قد أوتيت من كل شيء نازح أو داني

لم تؤت مما قبلها أو بعدها شيئا فكن ذا خبرة و بيان

و لئن نزعت إلى ضلالك طامحا كبرا و كنت كطامح سكران

لما طما بك بحر كبرك لم تجد يا غر معتقلا سوى البهتان

و زعمت جهلا أنه من خلقه فغدوت في شرك من الخذلان

لم يعد أن يك بين خلق سمائه و الأرض مخلوقا بلا نقصان

ما باله إذ قال لم أخلقهما إلا بحق ثابت الأركان

فالحق لم يخلقه قل لي أم له معنى ثبوت عند ربك ثان

ماذا تقول إذا وقفت محاسبا و سئلت عن لقلاقك الفتان

إذ كل نفس عند ذاك رهينة يوم الحساب و كل وجه عان

بجراءة بارزته متعرضا للقاء من يلقاك بالنيران

لما تشققت السماء فأقبلت بدخانها فأتتك بالدخان

إذ اشتدت الشفتان ثم استنطقت و تكلمت بذنوبك الرجلان

فهناك لا وزر سوى ما قدمت عند الحساب يداك من قربان

و هناك ليس سوى الذي قدمته عصرا من الرجحان و النقصان

في موقف عكفت به أهواله ضنك يشيب ذوائب الولدان

و تطايرت فيه الصحائف كلها بشمائل الايدي و بالأيمان

هذا كتابك يا شقي بكل ما آتيت من قبح و من إحسان

فيه الصغائر و الكبائر احصيت ما غاب عن إحصائها الملكان

أما تجر إلى الجحيم مكبلا و مسربلا بسرابل القطران

فخسرت نفسك خالدا في قعرها هذا وجدك أخسر الخسران

أو أن يزورك بالسلام ملائك تسليمهم بالروح و الريحان

في جنة الفردوس جار محمد و رفيق خازن بابها رضوان






 
قديم 19-05-11, 01:57 PM   رقم المشاركة : 4
سني من السلطنة
(محب الكتاب والسنة)






سني من السلطنة غير متصل

سني من السلطنة is on a distinguished road


جزاك الله خيراً أخي العزيز ... وبارك فيك ...







التوقيع :
من مواضيعي في المنتدى
»» بحث في كتب الأباضية عن تكفيرهم صحابة رسول الله
»» فسر لي أيها الأباضي
»» لغز طريف واقعي للأباضية
»» من هنا يا برهان
»» ما هي تآويل الأباضيه
 
قديم 19-05-11, 05:44 PM   رقم المشاركة : 5
أبو حفصة المديني
عضو نشيط






أبو حفصة المديني غير متصل

أبو حفصة المديني is on a distinguished road


بوركت اخي با شعيب
و سأكفي الإباضية السؤال عن قائلها و هي عندهم مطبوعة في سلطنة عمان و الخليلي يعرف صاحبها و اثنى عليه و هي مشروحة من شيخ إباضي أيضا
إنها :
ديوان ابن النضر
أحمد بن النضر السموئلي العماني المحبوبي الإباضي
فليسألوا عنه من شاؤوا

و قد سمى من يقول بخلق القرآن غرا و جاحدا جريئا على الله و ذكره بعذاب الله و عقابه

فالحمد لله رب العالمين






 
قديم 19-05-11, 06:31 PM   رقم المشاركة : 6
سني من السلطنة
(محب الكتاب والسنة)






سني من السلطنة غير متصل

سني من السلطنة is on a distinguished road


إرررررررررفع .... رفع الله قدرك في الدارين ...







التوقيع :
من مواضيعي في المنتدى
»» ما هذا التناقض ؟
»» يا أهل الحق والإستقامة ..
»» نهاية البحث في كتب أبي سعيد الكدمي (3)
»» الشيعة وقولهم لا إله إلا الزهراء ..
»» الجفري يسلك منهج الروافض
 
قديم 19-05-11, 06:35 PM   رقم المشاركة : 7
أبو حفصة المديني
عضو نشيط






أبو حفصة المديني غير متصل

أبو حفصة المديني is on a distinguished road


بارك الله في عمرك و جعله كله طاعة و لله وحده خالصا
و عسى أن يتدبر القوم قول أحد شيوخهم فيتبعوه فيما اصاب فيه







 
قديم 20-05-11, 11:18 PM   رقم المشاركة : 8
albrhan
موقوف






albrhan غير متصل

albrhan is on a distinguished road


هنا الرد على خزعبلاتك

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بني همدان مشاهدة المشاركة
   بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله المنفرد بالوحدانية ، والصلاة والسلام على من هتكت به حجب الشرك الظلمانية، وعلى آله وصحبه ذوي الحجج النورانية ، صلاة وسلاما دائمين ما رسخت في قل مسلم عقيدة إيمانية .
أما بعد : فقد نظرت في النونية المنسوبة إلى الإمام ابن النظر المعلنة بقدم القرآن فرأيتها مناقضة لكلامه في ميميته ورائيته ، فإنه قال في ميميته :
وأما كلام الله فهو كتابه ... كذلك قال الله لطاهر الشيم
ووجه مناقضتها لما هنا هو أنه حصر كلام الله عز وجل على كتابه ، والمراد به جنس الكتب المنزلة ، لأن الإضافة من صيغ العموم وآلة الحصر ضمير الفصل ، فعلم من هنا أن الإمام ابن النظر - رحمه الله تعالى - ينفي الكلام الذاتي أصلا ، إذ لو كان ممن يقول به لما صح له قصر كلام الله على كتبه .
وشبه القائلين بقدم القرآن إنما هي عدم الفرق بين الكلام الذاتي والفعلي حيث قالوا : القرآن كلام الله وكلام الله قديم ، فينتج القرآن قديم .
ونحن نقول : كلام الله نوعان ذاتي وفعلي ، والمراد بالكلام الذاتي نفي الخرس عنه تعالى ، والقرآن ليس من هذا الباب فعلم أنه من الكلام الفعلي ، وبعض أئمتنا أنكروا أن يكون الكلام صفة ذات واغتنوا عنه بصفة القدرة ، فالقول بقدم القرآن ممن أنكر الكلام الذاتي لا يصدر من أدنى جاهل فضلا عن هذا الإمام ، وقال في رائيته :
قال فالجعل هو الخلق أم ... الجعل شيء غيره فيما ذكر
قلت جعل الله خلق كله ... ومن الناس مقال مشتهر
قال قال الله لم أجعل لكم ... من بحير ووصيل في البقر
قلت قال الله لم أجعل لكم ... فاعلموا التبحير دينا يحتجر
وفي النونية :
إن كان من أنا جعلناه فما ... في الجعل إن أنصفت من تبيان
قد قال إبراهيم رب اجعل لنا ... بلدا بفضلك أفضل البلدان ...
وكذاك فاجعلي مقيما مخلصا ... حق الصلاة لوجهك المنان
فانظر أكان وقد دعاه لجعله ... ... أم لم يكن خلقا من الرحمن
أم لم يكن لما دعاه بمكة ... حتى دعا بالأمن والإيمان

وجه المناقضة هنا ظاهر وهو أنه أسس في الرائية قاعدة حاصلها ، أن جعل الله كله خلق ، والمراد أنه إن نسب الجعل إليه تعالى فهو بمعنى الخلق الذي هو الإيجاد بعد عدم ، سواء كان صريحا في معنى الخلق نحو {ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين } أو راجعا إليه نحو {فجعلنا عاليها سافلها } فإن الجعل في الآية بمعنى التصيير ، أي صيرنا عاليها سافلها والتصيير راجع إلى معنى الخلق فإن تصيير عاليها سافلها إيجاد الشيء بعد عدمه ، ومن هذا القبيل قوله تعالى { ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام } ومنه قوله تعالى حكاية عن خليله عليه السلام { رب اجعلني مقيم الصلاة} و { رب اجعل هذا البلد آمنا } وهذا الجواب هو الذي أراد الشيخ الإمام ابن النظر - رحمه الله تعالى - بقوله :
قلت : قال الله لم أجعل لكم ... فاعلموا التبحير دينا يحتجر
وحاصل جوابه أن معنى قوله تعالى { ما جعل الله من بحيرة} أي لم يصيّر الله التبحير دينا لكم يمنعكم عن أكل البحيرة فاعلموا ، وفي النونية نقض لهذا كله فإن فيها :
إن كان من إنا جعلناه فما ... في الجعل إن أنصفت من تبيان

ثم ذكر بعده أمثلة تناقض كلامه في الرائية ورأيت فيها أيضا ما يدل على أن القرآن المتلو بالألسن هو غير مخلوق ، وذلك كما في قوله :
إن كان من إنا جعلناه فما ... في الجعل إن أنصفت من تبيان

فإنه يسلم في هذا البيت أن قوله تعالى { إنا جعلناه قرآنا عربيا} راجع إلى القرآن الذي يدعى أنه غير مخلوق وهو نعت للقرآن المتلو بالألسن وكما في قوله :
وإن اتججت وقلت ذكر محدث ... وجهلت حق تأول القرآن
أعظمت إفكا وادعيت خطيئة ... والله أحدثه إلى الإنسان

فإنه سلم في هذين البيتين أن القرآن الذي هو غير مخلوق هو المشار إليه بقوله تعالى { ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون } ولا شك أن الذكر المحدث المستمع هو الكلام المتلو بالألسن ، ولم يقل أحد من الأمة أن القرآن المتلو بالألسن المسموع بالأذان غير مخلوق إلا الحنابلة قالوا ذلك مكابرة بغير دليل حتى أن بعضهم غلا جهلا وقال : إن الجلد والغلافة قديمان ، ولا شك أن القول بقدم القرآن المتلو بالألسن المسموع بالآذان شرك ، لأن القائل جعل مع الله شريكا في القدم هذا حكمه إذا كان منه بغير تأويل .
أما إذا كان متأولا فهو من المشبهة بالتأويل وفي حكمهم قولان قيل هم مشركون ،وقيل منافقون ، وإنما قلنا أنه لم يقل أحد من الأمة أن القرآن المتلو بالألسن المسموع بالآذان غير مخلوق لأن القائل منهم بقدم القرآن إنما يريد به الكلام الذاتي لا المنزل المحدث من نحو {إنا جعلناه قرآنا عربيا} ونحو {وما يأتيهم من ذكر من الرحمن محدث } إلى القرآن المتلو بالألسن المسموع بالآذان ، وعلى هذا التأويل فالإختلاف بينهم لفظي حاصله : هل يسمى الكلام الذاتي قرآنا أم لا ؟ والصحيح لا يسمى بذلك ومن هنا كانت المسألة من باب الرأي ولم يخط فيها بعض الأصحاب بعضا .
وبيان ذلك أن القائلين منهم بقدم القرآن إنما يعنون الكلام الذاتي لا الكلام المنزل ، والقائلون بخلق القرآن إنما يعنون الكلام المنزل ، فمقصد هؤلاء غير مقصد هؤلاء ، والخلاف في العبارة ، ورأيت فيها أيضا التصريح بتفسيق من قال أن القرآن مخلوق ، فمن ذلك قوله :
لا تنحل القرآن منك تكلفا ... ببدائع التكليف والبهتان

فقد جعل القول بأن القرآن مخلوق من التكليف والبدعة والبهتان ومن ذلك قوله :

أعظمت إفكا وادعيت خطيئة ... والله أحدثه إلى الإنسان
ومن ذلك قوله :
شاهت وجوه أولي الضلال لقد عمـ ... ـوا وتعلقوا بمدارج العميان
أرعوا عقولهم رياض تشدق ... فرعى حماها طايف الشيطان
ألا تزغ عنهم عنانك مقصرا ... تصبح عميد البغي والطغيان
ولئن سألت طريق رشدك تلقه ... يا غر إن لم تعد في العدوان
ولئن نزعت إلى ضلالك طامحا ... كبرا وكنت كطامح سكران
لما طما بك بحر كبرك لم تجد ... يا غر معتقلا سوى البهتان
وزعمت جهلك أنه من خلقه ... فغدوت في شرك من الخذلان
فاقنع بهذا أو فبن متفردا ... ... وانأى فكن حيث التقى البحران
أصبحت كالضمآن يتبع عسقلا ... يبغي شفاء حرارة الظمآن
أنى تحاول بالنهاية دائبا ... ... تستنه دينا من الأديان
سميته ما لم يسم تقحما ... ... ... هانت عليك عقوبة الديان
ماذا تقول إذا وقعت محاسبا ... ... وسئلت عن لقلاقك الفتان
إذ كل نفس عند ذاك رهينة ... ... يوم الحساب وكل وجه عان
بجراءة بارزته متعرضا ... ... للقاء من يلقاك بالنيران
ورأيت تشبثات لا يتعلق بها من كان له قليل من علم ولا يفوه بها إلا بليد جاهل ، فمن ذلك قوله :
ما باله أضحى بزعمك محدثا ... ... ما محدث إلا وشيكا فان

وحاصله : أنه يلزم من قال أن القرآن مخلوقا القول بفناء القرآن لأن كل شيء محدث فهو فان .
وجوابه : أن الفناء جائز عليه سواء وقع أو لم يقع ، وكل ما جاز عليه عدمه استحال قدمه ، ومن ذلك قوله :
ولديه أنباء لما هو كائن ... أو كان أو سيكون في الأزمان

وحاصله : أن في القرآن أخبار المغيبات الواقعة في الزمان الماضي ، والتي تقع في الحال والتي ستكون في الاستقبال ، ومن كان كذلك فليس بمحدث وجوابه من وجوه :
أحدها : أنه ليس في القرآن جميع ذلك بل بعضه .
ثانيها : أن كون القرآن فيه إخبار المغيبات لا ينافي كونه مخلوقا ، ولا يستلزم قدمه ، ولو استلزم الإخبار بالمغيبات قد المخبر بها للزم قدم كثير من الرسل { لا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول } .
ثالثها : إن كون القرآن فيه علوم الغيب دليل على خلقه لا على قدمه فإنه ظرف للإخبار بها ولا شك أن كل ما كان ظرفا فهو مخلوق ومن ذلك قوله :
لم يعد إن يك بين خلق سمائه ... ... والأرض مخلوقا بلا نقصان
ما باله إذ قال لم أخلقهما ... ... إلا بحق ثابت الأركان
فالحق لم يخلقه قل لي أم له ... معنى ثبوت عند ربك ثان

وحاصله : إن كان القرآن مخلوقا فلا يخلوا إما أن يكون محل خلقه السموات أو الأرض أو بينهما والكل باطل ، لأن الله قال {وما خلقنا السموات والأرض وما بينهما إلا بالحق } (1) والحق هو القرآن وهو مخلوق به لا مخلوق بنفسه .
وجوابه : أما (أولا): فلا يلزمنا تعيين محل خلقه ، ولا يلزم من الجهل بمحل خلقه قدمه ، فكثير من خلق الله تعالى لا ندري أين خلقوا ، فلا يلزمنا قدمهم .
وأما (ثانيا) : فإن قوله تعالى {وما خلقنا السموات والأرض وما بينهما إلا بالحق} ليس فيه دليل على أن الحق المخلوق به هو القرآن ، ولو سلمنا ذلك لما دل على قدم القرآن ، وإنما يدل على أن القرآن مخلوق به يستلزم أن يكون إله للخلق يفعل بها غيرها ويتصرف بها كيف شاء ، ومن كان شأنه كذلك فهو مخلوق .
ومن ذلك قوله في أبيات حاصلها التشبث بقوله تعالى { ألا له الخق والأمر } ووجه تشبثه أنه تعالى عطف الأمر على الخلق ، والأمر هو قوله ، فلو كان الأمر مخلوقا لما ميزه بالذكرى عن الخلق ولكان مكتفيا عن ذكره بعموم الخلق .
وجوابه : أما(أولا) فليس في الآية دليل على المراد بالأمر القول ، بل يحتمل أن يكون غير القول من معاني الأمر ، فإنه يطلق على الفعل ، وعلى الشأن ، وعلى الصفة .
وأما (ثانيا) : فإن عطف الأمر على الخلق ليس في دليل على أن الأمر غير مخلوق ، كيف والخاص يعطف على العام لنكتة كالإعتناء به ، وبيان علو شأنه {من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال} (2) ولا نزاع أن جبريل وميكال من جملة الملائكة ومن ذلك ما استدل به وهو ليس بمحل النزاع في قوله :
إن كان مخلوقا بزعمك محدثا ... ... فمن المنادي أيها الثقلان
ومن المخاطب خلقه بثوابهم ... وعقابهم في الخلد والنيران
ومن الذي فرض الفرائض آمرا ... بحدودهخا ونهى عن العقيان

وحاصله : إن كان القرآن مخلوقا محدثا فمن المنادي يا معشر الجن والإنس ؟ ومن المخاطب خلقه بثوابهم في الجنان وعقابهم في النيران ؟ ومن الذي أمر بالفرائض ونهى عن المعاصي ؟
وجوابه : أما (أولا) فإن فاعل جميع ذلك هو الله لا القرآن والقرآن آلة لذلك الندا وما بعده .
وأما (ثانيا) فإنه لو قلنا أن فاعل جميع ذلك هو القرآن لما لزم منه قدم القرآن ، كيف والرسل آمرون بالفرائض ناهون عن المعاصي فاعلون لجميع ما ذكر هنا ، فيلزم قدمهم أيضا .
فلما رأيت جميع ذلك عرفت والحمد لله أن هذه النونية ليست عن ذلك الإمام ، وان اشتهرت عنه فتلك الشهرة إنما هي شهرة دعوى لا شهرة حق ، لأن منشأها أحادي ، وذلك أن في ترجمة ذلك الإما - رحمه الله تعالى - أنه أنشأ الدعائم آخر عمره وأن الجبار - خدلة بن سماعة بن محسن - قتله .
والدعائم قصائد متفرقة في أيدي الناس فاعتنى بجمعها الشيخ ابن وصاف البزار النزوي ، وعلق عليها شرحه المعروف (الحل والإصابة) سماه بذلك ليطابق اسمه مسماه في حل النظم والإصابة فيه ، فهذا دليل على أن شهرة النونية عن ذلك الإمام إنما هي شهرة دعوى ، إذ لا يجوز أن ينسب مثلها لولي إلا بعد الصحة أنها منه بإقرار أو شهود أو شهرة حق ، فإن كان ابن وصاف صح معه أنها عن ذلك الإمام بوجه من وجوه الصحة فعلمه خاص به لا يجوز له أن يبديه مع من يتول الإما ابن النظر .
وإنما قلنا : أنه لا يجوز ذلك لما فيها من الكبائر التي منها دعوى أن هذا القرآن المتلو بالألسن المسموع بالآذان هو غير مخلوق ، وقد عرفت أنه لا قائل به إلا الحنابلة ، وأن القائل به مدعي قديما عند الله تعالى في الأزل وقد تقدم حكم القائل به .
ومنها : تفسيق من قال أن القرآن مخلوق ، وقد ثبت بالدليل القاطع أن القائل بذلك محق ، فالمفسق للمحق فاسق بلا مرية . دع ما ينضم إلى ذلك من تجهيل المنسوبة إليه وتنزيله في منزلة لا تليق بضعيف من ضعفاء المسلمين ، فكيف بذلك الإمام ! وإنما قلنا إنه ينضم إليه تجهيل المنسوبة إليه لما فيها من التشبثات التي لا يتمسك بها أدنى عالم ، فلو نسبت إلى الإمام ابن النظر للزم مع هذا أيضا تجهيله من جهة أخرى ، وتلك الجهة هي مناقضة كلامه بكلامه مناقضة بينة لا تخفى على ضعيف جاهل .
لا يقال أن الشهرة التي نسبت النونية إليه هي الشهرة التي نسبت سائر الديوان إليه ، فيلزم من إنكاره . لأنه نقول لا نسلم ذلك اللزوم فإن نسبة سائر الديوان إليه لم تستلزم نسبة كبيرة إليه . فيصبح قبولها منواحد ، ونسبة النونية إليه تستلزم الكبائر التي ذكرناها ، فلا يصح قبولها إلا بصحة توجب التطفير .
ولقد أحسن شيخنا الراشدي قبل الله سعيه وأعلى عنده درجته ، في تنبيهه على بطلان هذه النونية ، حيث معارضها بنونية أخرى سماها بـ"فيض المنان في الرد على من ادعى قدم القرآن" ، ولئن يسر الله لي لأعلقن عليها شرحا يبين مقاصدها ويكشف للرائد مواردها ، وفقني الله وإياه وجميع المسلمين لما يرضاه من العمل الصالح وعفى عن شيخنا سعيد بن ناصر الكندي فإنه قد رفع لي عنه أنه في نفسه شيئا من إبداء نونية شيخنا الراشدي ولا يقول ذلك إلا لحرصه على الدين واجتهاده في إصابة الحق ، فبالله عليك أيها الواقف على ما كتبته هنا أن تنظره نظرة منصف ، , وأن تتأمله تأمل مسترشد ، فأنا والله ما أردت إلا الإصلاح ، وما أبديت هذا إلا لحرصي على سلامة المسلمين لئلا يتعجل متعجل فيفسق قائلا بحق أو يصوب قائلا بباطل ، أو ينسب إلى ابن النظر كبيرة لم تصح عنه معولا على شهرة دعوى .
هذا غاية مرادي ، والله شاهد علي وحسبنا الله ونعم الوكيل ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العي العظيم ، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه الكاملين .

المصدر






 
قديم 21-05-11, 01:39 PM   رقم المشاركة : 9
أبو حفصة المديني
عضو نشيط






أبو حفصة المديني غير متصل

أبو حفصة المديني is on a distinguished road


1- من هو بني همدان هذا؟؟؟
2- لو نظرت فقط يا هذا لأول ما أوردته علمت تدليسه و تلبيسه على القراء فقد جعل أول رد على النسبة بذكره للقدم و هذا عين التلبيس إذ لا محل له في النونية
3- أظن أن الشيخ محمد بن وصاف الفقيه العماني قد شرح النونية فانظر فيها عسى أن تستفيد
4- إذا كان قوله يخالف قول شيخك ترده فهذا في ميزان الإنصاف مردود







 
قديم 21-05-11, 01:52 PM   رقم المشاركة : 10
فتى محايل التهامي
عضو ذهبي






فتى محايل التهامي غير متصل

فتى محايل التهامي is on a distinguished road


ان الكرم
هو الكرم الرباني
ويكفينا
اننا عزيزين
وعزتنا مع محمد الحبيب فديته بدمي ورب محمد

والاسلام
جعل الرسول يسمع قرقعه نعيل بلال الحبشي في جنت الفردوس
والكفر
جعل ابو لهب متبوبت يداه ومن اهل السعير


واشكركم جميعا
واسال الله العالم مافي السدور
ان يهدي اخواننا البياضيه للاسلام

قال الله
ياعبادي كلكم ضالن الا من هديتوه
شكرالكم







التوقيع :
الخميني و الخوئي و تكفيرهم للمؤمنيين السنه و الزيدية و الاسماعيلية و الاباضية

من مواضيعي في المنتدى
»» ياا اخواني هذه صوره ؟؟ لمن وليه ؟؟ ومن يكون
»» ما الحكمة من تغيير المكان لأداء السنة ؟
»» صور كفر واعتراف خطير لاتباع عبدالله بن سيأ شيعة الشيطان
»» الله اكبر كبروا انفجار في جحور حزب الشيطان
»» تحدي للسنه ان يجدوا مايجده ابناء الاسماعيليه الكرام بمنتدانا
 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:10 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "