[هذا كسلسلة الفوائد العلمية من كلام محدث الديار الشامية[/
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلله فلا هادي له ، وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله . أما بعد : فهذه فوائد وقواعد علميه للشيخ الإمام محدث ديار الشام محمد ناصر الدين الالباني ـ تغمده الله برحمته ، وأجزل له المثوبة ــ قال ـ رحمه الله تعالى ـ : قاعدة مهمة جدا : أرجو من اخواننا وبخاصة من كان منهم طلاب العلم أن يعوها وأن يحفوظها جيدا لأنها ستساعدهم على فهم كثير من المسائل الفقهية التي قد يختلف فيها العلماء حديثا وربما قديما ، وقد يحتج بها أهل البدعة لتســليك بدعهم : (( كـل نص عــام يدخـل تحته جزئيات كثيرة وكثيرة جدا ، ونعـلم أن جـزءا من هذا النص العـام لـم يجـري عليه عـمل الرسول عليه السلام فالعمل بهذا الجزء مع دخوله في النص العـام يكون بدعـة )) . مسألة فيها دقـة ولكن لعل بعض الأمثلة توضحها : قبل هذه الأمثلة نقول : أصل كل بدعة على وجه الأرض هو التمسك بالعمومات التي لم يجري العمل بعمومها في العهد الأول . مثلا : الأذان ، فالأذان في كثير من البلاد الإسلامية له مقدمه وله مؤخره ، عندنا بالشام يسمون المقـــدمة بالتذكير ـ ويقلبوا الذال إلى دال بيقولوا التدكير ـ المؤخرة هو الصلاة على الرسول عليه السلام ، وفي هذه الصلاة زيادات من أبطل الباطل كمناداتهم بقولهم : يا أول خلق اللهله معمول في سوريا وربما في مصر ، ولعل هذا قد نسخ والحمد لله . المهم لنأخذ المسألة الحساسة : الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم عقب الأذان ، هذا يدخل في العموم في القرآن وفي حـــديث الرسول عليه السلام ،{ قال تعالى} (( إن الله وملائكته يصلون على النبي ، يا أيها الذين أمنوا صــلوا عليه وسلموا تسليما )) . في أحد من المسلمين ينكر هذه الآية ، من أنكرها فقد كـفر ، لا أحد إذا ينكرها . ماذا نقول في هؤلاء الذين يحتجون بهذه الآية ، ويقولوا : ليش أنتم بـتنكروا الصلاة على الرسول من المؤذن بعد الأذان ، والله بيقول كذا وكذا . وليس هذا فقط وإنما هناك أحاديث منها قوله عليه السلام ( من صلى عليّ مرة واحدة صلى الله عليه بها عشرة ) فأنا المؤذن بحب أصلى على الرسول ليش أنتم بـتمنعونـا ، وعلى ذلك فقس أشياء كثيرة وكثيرة جدا. وأيضا الصلاة على الرسول بـعد الفرائض كلها هذه أشياء لم تكن في عهد الرسول عليه السلام ، فهنا أحد شيئـين : # إما أن يكون فهم هؤلاء المبتدعة في تطبيقهم لهذه النصوص إتكاءا على عموماتها إما أن يكونوا مصيبين ، فماذا يكون السلف وعلى رأسهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إما أن يكونوا مخطئين ومن قال هذا خرج من الإسلام كما تخرج الشعرة من العجين ، ولا أحد يقول هذا . إذاً بقى شيء أخر وأيضا لا يمكن لأحد أن يقوله ـ نحن أرغب في الطاعة من السلف الصالح ، وهـذا أيضا إن لم يكن كفر فهو شبيه بالكفر . نحن أرغب في الطاعة من السلف الصالح وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في أحاديث كثيرة ، منها أنه كما جاء في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : ما بال أقوام يتنزهون من فعل أفـعله والذي نفس محمد بيده إني أخشاكم لله وأتقاكم لله . وهناك حديث في الصحيحين يتعلق بالرهط الثلاثة الذين جاءوا إلى أزواج النبي ، أو إلى بيت النبي فلم يجـدوه فسألوا نسائه عن صيامه عليه السلام ، وقيامه في الليل ، وزواجه بالنساء ، فأخبرنهم بما يعلمن ، قلـن : أنه يقوم الليل ، وينام ، ويصوم ويفطر ، ويتزوج النساء . فقالوا : ـ وهنـا الخطأ الكمين في لفظهم ـ هـذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ،أما نحن فمن أين لنا أن يغفـر الله ، إذا يجب أن نبالغ في طاعة الله عز وجل ، فتعاهدوا بينهم ، ونساء النبي يسمعن قال : أحدهم أما أنا فلا أتزوج النساء ، وقال الثاني : أما أنا فأصوم الدهر . قال الثالث : أما أنا فأقوم الليل ولا أنام ، وانصرفوا فجاء الرسول عليه السلام ، فأخبر خبر الرهط فدخل المسجد وجمع الناس وقال : ـ وهنا الشاهد ـ مابـال أقوام يقولون كذا وكذا : أما أني أخشاكم لله وأتقاكم لله أما أني أصوم وأفطر وأقوم الليل وأنام وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني . إذًاً من المهم جدا في تفسير النصوص العامة أن نعرف سنته عليه السلام العملية .....أ. هـ من شريط سلسلة الهدى والنور رقم 684 أبو حفصة