أحسن الله إليك
تضمنت الخطبة أبياتا للشاعر عبد الرحمن العشماوي حفظه الله
منها ..
مَـنْ لَــمْ يَـكـنْ بالحـادثـاتِ بَصِـيـرَا** فلـسـوفَ يَلـقـى الـوَيـلَ والتَتْـبِـيـرا
مَـــا ضَـيّــع الـبَـاغِـيـنَ إلا غَـفـلــةٌ ** أَمسـى بِهَـا الإثــمُ الكبـيـرُصغـيـرَا
تتَكـلـمُ الأحـــداثُ وهْـــيَ فَصِـيـحـةٌ **ونَــرَى المُكـابـرَ يُخْـطِـئُ التَّقْـدِيـرَا
كَـمْ نَـامَ عَـن جيـشِ الحـوادثِ ظَالـمٌ فَــأَتَــى** يُـعـفِّــرُ وجــهَــهُ تَـعـفـيـرَا
للظُّـلـمِ مَهْـمَـا طـــالَ عـاقـبـةٌ بِـهَــا ** يـغــدُو جـلـيـلُ الظَّالـمـيـنَ حَـقِـيـرَا
لا تَغـبِـطِ القـصـرَ المَنِـيـفَ وأهـلَــهُ ** فلقـدْ مضَـى مَـنْ يَملـكـونَ قُـصُـورَا
كُــلُّ الَّـذيــنَ تَـطَـاولُـوا** وتَنـافـسـوا فـي الأرضِ باتُـوا يَسكنـونَ قُـبـورَا
رَحلُـوا بِأكفـانٍ هِـيَ الـثَّـوبُ الَّــذِي ** يَـطــوي غَـنـيـاً مُـتـرَفــاً وفَـقِـيــرا
إسـأَلْ عَـنِ الأَحـداثِ تُـونـسَ إِنَّـهـا ** خَلَـعـتْ رَئِـيـسـاً جَـاثِـمـاً وَوَزِيـــرَا
مـرَّتْ بـهِ السَّنـواتُ لَـمْ يفـهـمْ كـمَـا ** مَـــرَّت بِسَـائِـمَـةٍ تَـلُــوكُ شَـعِـيــرَا
حـتَّــى إِذَا فــــاتَ الأوانُ وأقـبَـلَــتْ ** ريــحُ الـحـوادثِ جـمـرةً وسـعـيـرَا
فَــهِــمَ الـحِـكـايــةَ كُـلَّــهَــا لـكــنَّــهُ ** فَـهـمُ الغَـريـقِ بِمَـوجِـهَـا مـغـمـورا
واسْـألْ بِــلادَ النِّـيـلِ مِـصْـرَ فِإِنَّـهَـا ** صَنَـعـتْ لَـنَـا حَـدَثَـاً هُـنـاكَ مُـثِـيـرَا
حَـفَــرَ المُـكَـابِـرُ حـفــرةً مَـشـؤُمَـةً ** فَـرمَـتْـهُ فـــي أعمـاقِـهـا مَـطـمُـورَا
هِيَ حفرةُ السُّوءِ الشهيرةُ أصبَحَـتْ مَـثَــلاً ** لـكــلِّ الـعَـارفـيـنَ شَـهِـيــرَا
وانْظُرْ إِلَى الشَّعبِ الجَريـحِ مُجاهـداً فِــي ** لِيْبِـيَـا يَلـقـى البُـغـاةَ صَـبــورَا
وَتـأمَّـلِ الـذِّئـبَ الَّــذِي لـــمَ يَنـتَـبِـهْ ** إِلا عَــلـــى مَـأسَــاتِــهِ مَــبْــهُــورَا
فَضَحَـتْـهُ بَـــلْ أَلـقَـتْـهُ دونَ ثِـيـابِـهِ ** مُـتَـرَنِّـحــاً مُتـلـعـثِـمـاً مَـحــصــورَا
مُـتـخـفـيـاً إلا عــلـــى شَــاشــاتِــه ** يَـهـذي ويـشـتُـم تَـائـهـا مَـذعُــورا
ما بين ( زنقتِه ) و ( زنقةِ ) جنـدِه ** تـجـري دمـــاءُ الأبـريــاءِ بـحــورا
وانظرْ إلى اليمنِ السعيـدِ وقـد أَبَـى ** إلا وقــوفــاً صــامــداً وحــضـــورا
سالـت عـلـى أرض الإبــاء دمــاؤه ** فمضى يحطم فـي الطريـق صخـورا
كــان الأسـيـرَ فـهـزَّ رايــة عـزمِـهِ ** فــــإذا بــآســرهِ يــعــودُ أســيـــرا
وكـذلــكَ الـعــدلُ الإلــهــيُّ الــــذي ** يُرضي الحزينَ ويُحـزنُ المسـرورا
عَــدْلٌ تـقـوم بــه الـحـيـاة كـريـمـةً ** ويـحــطِّــم الـمـتـكـبِّـرَ الـمــغــرورا
هــذا هــو اليـمـنُ الـغـنـيُّ بـأهـلِـه ** مـهـمـا بــــدا للـنَّـاظـريـن فـقـيــرا
إنَّ الفـقـيـرَ هـــو الفـقـيـرُ فـــؤادُه ** مهـمـا بــدا فــي عيـشـه مـيـسـورا
انـظُـرْ إلــى هــذي الـنَّـوازلِ إنـهــا ** حمـلـت إليـنـا الـوعــظَ والتَّـذكـيـرا
وانـظُـرْ إلــى الـقـرآنِ فـــي آيـاتِــه ** مــتــدبــراً وتـــأمَّـــلِ الـتَّـفـسـيــرا
فلـسـوفَ تبـصـرُ سـنَّـةَ اللهِ الَّـتــي ** لا تـقــبــلُ الـتَّـبـديــلَ والـتَّـغـيـيـرا
مَـنْ حـارب الرَّحمـنَ أهـلـك نفـسـه ** ودَعــا ثُـبـورَاً فــي الحـيـاةِ كثـيـرا
وجميعُ من سَلبوا الحقوقَ وأسرفوا ** سَـيَـروْنَ يـومـاً للـعـقـابِ عـسـيـرا
إنـــي أقـــول ورُبَّ قـــولٍ صـــادقٍ ** يُـحـيـي فـــؤاداً غـافــلاً وضـمـيـرا
طوبـى لمـن قَـرأ الـحـوادثَ واعـيـاً ** وَجَـثَـا عـلـى بــابِ الإلــه كَـسـيـرا
فـــاللهُ يـرفــعُ مـــن يـلــوذُ بـبـابـهِ ** واللهُ يـبــقــى لـلـتَّـقــيِّ نَــصِــيــرا
شكري وتقديري
***
**
*