أيُها الداعاة الى الله (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ )

[حـوريه البدر]

إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ
لم يكن النسب يوماً مقياس تقرب العبد لربه ولم يكن من شريعة محمد
عليه الصلاة والسلام أن يتفاخر أحداً بنسبه وحسبه وابن من هو والى قبيلة من ينتمي...
والتقي هو من يجعل بينه وبين غضب الله وقايه يتجنب معصيته ويُقبل على رضاه
محتسباً الأجر من الله وحده لاينتظر مكافئة قائد ولا قصيدة شاعر ولاثناء قومــــه..
وإذا ماكان الحديث عن الدعوه الى الله فلامجال لذكر الحسب والنسب فبلال الحبشي داعياً الى الجنه وأبولهب داعياً الى النار<< وشتان...
وهذا من عدل الله عزوجل أنه لم يرفع أقوام بحسبهم ولم يُحِط من شأن آخرين بنسبهم....
كما لم يكن الغني أقرب الى الله من الفقير ولاالصحيح أحب الى الله من السقيم وهكــــذا
ميزان التفاوت عندالله عزوجل بالتقوى ....
وفي هذا المنتدى المبارك من ينتسب لمذهب الإعتدال منهج أهل السنه والجماعه لايتفاخر بنسبه ولايحط من نسب غيره, فالرساله الدعويه أكبر من أن نحصرها بنسب أقوام أوأشخاص بعينهم
فمن أحسن فلنفســــه ومن أساء فعليـــها.
وكذلك الداعي الى الله يبذل جهده في إخلاص العمل لله عزوجل ويُحسن نيته للتبليغ والمحافظه على سلامة العقيده من البدع والضلال والإنحراف وكذلك من الشركيات والخرافات التي إمتلئت بها كُتب المخالفين وصُحف الليبراليين ..لهــــذا كان على الموحديــــن أن يبذلوا جهدهم في التبليغ بينما الهدايه بيد المولى عزوجل
فلست بها مكلف ولايُكلف الله نفساً إلاوسعها...
في هذا المنتدى الطيب هنالك أقسام فُتحت للحوار مع عقائد خالفت منهج أهل السنه والجماعه ليست موجهه لفئات معينه ولالقبائل محدده ولالأشخاص بعينهم..
إنما هي تعُـــم ولاتخــــص..
مثلاً قسم الحوار مع الإثنى عشريه ليس موجه لشيعة إيران أو العراق أو الخليج إنما هو قسم شامل وعام لكل من يعتنق المذهب الإثنى عشري
وكذلك قسم الحوار مع الإسماعيليه لاينحصر هذا القسم على قبيله بعينها ولادوله ولاجماعه إنما كُل مكن يعتنق المذهب الإسماعيلي يشمله القسم فلو تحاور معنا شخص من الهند أواليمن لحاورناه...
ولايحق لمن يدعوا الى الله بصدق وأمانه وإخلاص أن يتحدث فيه عن قبيله مخصصه أو أن يوجه رسالته لقومه على وجه التخصيص فهو بذلك يحصر العقيده الإسماعيليه بقبيلته وهو بهذا الأسلوب يفتح بنفسه باب الفتنه والخوض في أمور قبليه والأولى منه أن يتجنب ذكر قبيلته ويتحدث بإسم الداعيه الغيور على سلامة سنة المصطفى من الغلو أو القدح في آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم
والتنبيه يشمل الحوار مع الصوفيه والحوار مع الأباضيه وباقي الفرق...
عليك أيُها الداعي الغيور أن يكون كلامك موثق بالدليل فلسنا نحن من يبهت الفرق الأخرى لمجرد المخالفه معهم كما هو سلوك البعض منهم تجاهنا...
كما ينبغي على الداعي الغيور أن يُحسن سلوكه ولا يقع في الأعراض ولا يقدح في العُلماء ولايتعمد الإستفزاز والسخريه فليست هذه أخلاق قدوتنا عليه الصلاة والسلام..
ولأن التنبيه بدأ بالتحذير من التفاخر بالأنساب فبه نختم ببعض ماجاء في النهي والتحذير من دعوى الجاهليه...
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (ثلاث من فعل الجاهلية لا يدعهن أهل الإسلام: استسقاء بالكواكب، وطعن في النسب، والنياحة على الميت).
يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه
«تعلموا من الأنساب ما تصلون به أرحامكم، وتعرفون به ما يحل لكم وما حرم عليكم من النساء ثم انتهوا» وقوله ثم انتهوا أي انتهوا عن التفاخر المؤدي إلى العصبية.
هــــــذا وصلى الله وسلم على نبينا وحبيبنا وقدوتنا محمد الصادق الأمين وآل بيته الطيبين الطاهرين وصحابته الغُر الميامين ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين
.........................