ما هكذا يُحتفلُ بشهداء الإسلام .... حوار بين شيعة

[المنهج]

ما هكذا يحتفل بشهداء الإسلام .. حوار بين شيعة

كُنا نُتابع أخبار الساعة السادسة خلال إحدى محطات التلفزيون الأمريكية فإذا بالمذيع يقرأ خبراً مضمونه: "يحتفل العالم الإسلامي بمنـاسبة دينية هذه الأيام ومع أن طريقة الاحتفال تختلف من بلد إلى آخر إلا أن ما تشاهدونه الآن هو عرض لطريقة احتفال إحدى الطوائف الإسلامية".

وبدأت المحطة بعرض مشــاهد يبدوا أنها التقطت في لبنان،أثنـاء احتفال إحدى الطوائف هناك بذكرى مقتَلِ الحسين رضي الله عنه في العاشـر من مُحرم .. كانت اللقطـات تُظهِرُ القوم وهم يضربون ظهورهم بسلاسل قصيرة .. وانتهت بإظهــار أحدهم وهو يضربُ رأسهُ بما يُشبهُ السيف ليسيلَ الدم من رأسِهِ ..






..................................................

بدت على شقيقي الأكبر علامات الضيق والضجر،وقال:
لعنة الله على اليهود والنصــارى .. إنهم لا يكادون يتركون فرصة أو مناسبة إلا وسعوا إلى تشويه الإسلام ولإظهار المسلمين على غير صورتهم الحقيقة.

أدرتُ زر التحكم بالصوتِ وقلت له:
لقد أخبر الله في كتــابه عن موقف اليهود والنصارى منا فقال في سورة البقرة: {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ}.
فقضية عدائهم للإسلام قضية قديمة وستبقى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .. ولذلك نهانا الله أن نتولاهم .. أي نعتبرهم أصدقـاء نثق بهم ونلجأ إليهم وننصرهم .. فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} "المائدة:51".
وهذا تحذير شديد ووعيد كير .. ولكن اللقطــات التي عرضت عن الذي يفعله بعض المسلمين في عاشوراء صحيحة .. وتحدث في كثير من بلاد المسلمين.

أظهر أخي غضبه ورفع صوته مُحتجاً:
أمرُكَ عجيب يا هذا .. أُناس يُحبون نبي الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وتَمرُ عليهم ذكرى مذبحة أبنائه وأهله حيث حاصرهم أعداؤهم ومنعوا عنهم المــاء حتى أصابهم ما أصابهم ثم قتلوا النسـاء والأطفال عطشى .. والله لا أدري كيف تَمرُ هذه الذكرى على قلبِ مُسلمٍ دون أن يتفطر حزنا ..

يقول الدكتور أميرا:
هل تريد أن ندخل في نقــاش موضوعي علمي هادئ للقضية .. أم تراك تنهي النقــاش مثلما تفعل كل مرة؟

قال باستكبار الأخ الأكبر:
هات ما عندك .. ولكني لا أعدك بأني أقبل منك كل شيء ..

اعترضت على كلامه .. ولكني رأيت الاستمرار في النقاش لعل وعسى أن يشرح الله صدره .. قلتُ له:
متى حصلت هذه المعركة .. معركة كربلاء – حيث استشهد سيد شباب أهل الجنة- الحُسين رضي الله عنه؟

قال:
لا أذكر التاريخ بالضبط ولكن في عهد الدولة الأموية حين كان يزيد في الحكم ..

فسـألته:
هل كان هناك صحـابة من الذين كانوا مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم؟!

أجــاب:
هل تريد اختبار معلوماتي .. وما يدريني؟

اعتدلت في جلستي وقُلت له:
لقد كان في ذلك الوقت الكثير من الصحابة رضي الله عنه كابن عباس وابن عمر وغيرهم من الذين لا يشك المسلم في إخلاصهم وصدقهم وعدلهم .. وغض النظر عن صحة الروايات التي تحكي ما حدث في تلك الفترة وخاصة في معركة كربلاء .. إلا أن قضية البكاء ولبس السواد وضرب الوجه وشق الثياب وتعذيب النفوس في ذكر هذه المعركة لم يحدث إلا في عهد الدولة الفاطمية .. وأحاديث الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم صريحة في النهي عن هذه الأمور حتى في ذكرى وفاته صلى الله عليه وعلى آله وسلم .. وإن كان البعض يضفي على المعركة ما يجعل الناس لا يكرهون الصحــابة فقط؛بل يسبونهم ويلعنونهم،فما ذاك إلا هدم الإســلام من الداخل وتمزيق المسلمين وإبطال الحق وإظهــار الباطل .. فلو تعقلنا قللاً وفكرنا بعقول صحيحة لا بعاطفة جياشة فقط .. لعلمنا أن كثيراً من الروايات باطلة ولا أصل لها .. ولكان موقفنا هو كما قال أحد السلف رضوان الله عليهم: "تلك فتنة عصم الله منها سيوفنا؛فلنعصم ألسنتنا".

قال مُعترضاً على كلامي:
ولكن هؤلاء الذين سميتهم –صحابة- هم الذين تآمروا على علي رضي الله عنه ومنعوه من الخلافة التي أوصى بها الرسـول صلى الله عليه وعلى آله وسلم .. وهم الذين حرموا فاطمة رضي الله عنها نصيبها من إرث أبيها صلى الله عليه وعلى آله وسلم .. وهم الذين قاتلوا علياً رضي الله عنه بعد أن آلت إليه الخلافة.

توقف قليلا .. ثم قلت:
هل انتهيت؟!!

قال:
تفضل .. هات ما عندك ..

قلتُ:
لعلك لن تفهم ما سأقوله لك لو طلبت منك أن تسرد لي سند كل رواية من الروايات التي تدل على كل إدعــاء وزعم ذكرته .. لأثبت ك أن مُعظم الروايات التي تستند عليها مدسوسة ولا أصل لها .. ولكن تعال إلى كتاب اله .. ألم يمدح الصحابة بقوله: {[COLOR=crimson]رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ[/COLOR]} .. { لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} .. {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً} .. {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} ..
أم ترى هذه الآيــات نزلت في المقداد بن الأسود وعمــار بن ياسر وسلمان الفارسي رضي الله عنهم فقط!!وكيف بأبي بكرٍ رض الله عنه الذي وصفه الله بالصحبة الخيرة .. بقوله .. {إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا} .. وتزوج الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم من ابنتيه واختاره لصحبته في الهجرة وأنابه لإمامة المسلمين .. ؟!
وكيف بعمر رضي الله عنه الذي تزوج الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم بابنته ..

إن أحدنا هذه الأيام –على ما فينا بعد عن الإسلام- إذا علم أن رجلاً ما فيه بعض الأخـلاق السيئة أو بعض الفسوق يبتعد عنه ولا يخطب منه بناته .. فكيف ترضى ذلك لرسول اللله صلى الله عليه وعلى آله وسلم؟؟!!

فخُلاصــة ما يجب أن يعتقدهُ المسلم في الصحــابة هو أنهم عدول ثقات لم يكونوا ليفضلوا دينا على آخره .. وهم بشر معرضون للخطأ .. ولكننا نعتقد أنهم خير البشر عموماً .. وندعو لهم كما قال الله .. {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا} وعلى أقل احتمال نقول كما قال الله تعالى: {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ} ..

قال أخي:
ولكن كيف نحيي ذكرى معركة كربلاء؟

أجبته:
دعني أكمل لك مُجمل ما يجب أن نعتقده في الصحـابة .. وذلك لأن الطعن بالصحــابة رضوان الله عليهم إنما هو هدم للدين لأنهم هم الذين نقلوا لنا القرآن والسنة،فإن كانوا غير ثقات وعدول فكل الدين الذي بين أيدينا ليس بشيء!!.
وأخيراً ..
لم نؤمر بحديث أو آية أن نحي ذكرى شُهدائنا في الإسلام ونهيج العواطف ونشحن القلوب بالكره لبعضنا البعض .. ولكن كانت سنة الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه كان يصوم عاشوراء .. ويقول: ((هو كفارة لسنة ماضية)) أو كما قال .. وقد قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (( لئن بقيت إلى قادم لأصومنَّ التاسع والعاشـر)) هذا ما يجب أن تفعله في عاشوراء ..

قال أخي:
والله إني لأحــــب أن أقبل ما تقول .. ولكن ما زال في قلبي شيء ..

وضعت يدي على كتفه قائلاً .. ولكن إياك أن تعتقد بشيء لمُجرد أنك سمعته من فُلان .. إقرأ وابحث واسأل أهل العلم من أصحــاب العقيدة الصحيحة.
.................................................. ....
من كتــاب كلمات في العقيدة (1/172) للدكتور أمير بن علي الحداد
.................................................. .....
روعة هذا الحوار أنه دار بين أخوة شيعة تربوا في بيت واحد وتلقوا من مصدرٍ واحد .. كتب الله للدكتور أمير أن يرى الحق ويناقش حتى رَحَلَ من التشيع الوهم إلى التشيع الحقيقي .. ونبذ عقائد الضلال إلى العقيدة الصحيحة المستنيرة بكلام الله وكلام نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم .. وأنتقل من الرفض إلى السنة .. وكل ما يُطالب به أهله أن يروا الحقيقة بعيداً عن أقوال أئمة الإثنا عشرية .. قريباً من كتاب الله وسنة نبيه .. كل ما يُطالب به أن نرفع غشاوة الكذب الذي صنعه وروج له أعداء الملة فتلقفه أهل الأهواء وأفسدوا فضلوا وأضلوا .. أن كلماته لتجلي لك الحب الحقيقي .. ولسان حاله بعد أن يسر الله له الهُدى "يــا ليت قومي يعلمون" ..

وأرى بأن من الواجب أن نقف مع هذا الحوار وقفات مهمة،منها:
1- حال أخ الدكتور منذ البداية وأنه مهما حاور لن يعمل بما يُريد .. حتى المطالبة بما عليه الآباء والأجداد من حفلات أقامتها الدولة العُبيدية الفاطمية البعيدة عن الإسلام .. إلى نهاية المطــاف وقوله بأن يُريدُ الحق ولكن (!!!) ما زال يُفكر بصعوبة التخلي عن معتقد تربى وتعلم وعاش أكثر من أربعين سنة يتعبد به إلى معتقد يُخالفه ..
2- أن هذه البدعة لم توضع إلا لتهييج السياسي والتحرك العاطفي لخدمة أهداف أئمة المذهب .. وهي بدعة لم يعمل بها أهل المصيبة آل البيت عليهم السلام .. ولكن كما قيل يُرادُ منها أمراً .. أتقنته وأجادت اللعب به أئمة المعتقد الإمامي وتلك الدولة العُبيدية ..
3- واقع عامة الشيعة الذي يُحزنُ والله من إحالة للعقل الذي خلقه الله وأمر بتحريكه بقوله {أفلا يعقلون} .. وتسليمهم لكذب أئمتهم ورفع العقل ووضعه مع أحذيتهم قبل دخول الحسينية ... وإلا من يُصدق ذلك الكذب والكُفر-والعياذ بالله- منها قول أحد أئمتهم (أتسب علي وهو خلقك) والآخر ينشد فيقول (يا علي أنت إلي علمت آدم يتوب شلون .. يا علي أنت وجه رب الكون) وغيره بإدعاء أنها كرمات لآل البيت عليهم السلام .. آل البيت عليهم السلام هم أشرف وأرفع من أن يكب عليهم .. وهم أرفع وأشرف من أن يعطوا ما ليس لهم وموازاتهم بالخالق .. هذا يخلق وهذا يرزق وهذا يُدير الكون وذاك إلى أن قال أحدهم كفر يعجز لساني أن أذكره-ولو كان ناقل الكفر لا يكفر- .. فهو والله واقعٌ يُرثى له من تماسيح الإمامية التي عطلت عقول الرافضة .. (وما تصير شيعي حتى تُسلم بكرمات آل البيت .. آل البيت فوق فوق عقلك ما يتصور هاي الكرمات) ..
4- لما يُغيب الشيعة عن القرآن؟؟! وخاصة عوامهم .. فالواجب تعليقهم بالقرآن .. وأن يتدبروه بلسانٍ عربي مبين .. بعيد عن تفسيرات الرافضة الباطني .. فالله أنزل هذا الكتاب بلسانٍ عربي مبين .. يفهمه العربي ... فأفهمه يا مسلم باللغة التي نزل بها .. لا بتقريرات أئمة الفُرس ..
5- ويجب أن ينظر الشيعة العوام إلى كُتبهم ليروا المخازي التي نسبوها لآل البيت .. وليروا التناقض .. فيقولون بأن علياً عليه السلام هو أشجع الناس .. ثم هم في كتهبم يذكرون بأن اختبأ خوفاً من عمر بن الخطاب رضي الله عنه .. أقول من كبرها تعرف كذبها .. فأين الشجاعة .. وليروا هذا المهدي المزعوم كيف هو مُختلف في كُتبهم .. لا في من هو؟؟!! لا بل في ولادتهم ووجوده ..
6- وغيرها من الأمور أدع ذو العقل الصافي أن يفكر ويتدبر ويُعلق ..

أخيراً هذه بعض الروابط المفيدة والتي تتعلق بالموضوع:
الأول:
يوم عاشوراء بين مراسم الفرح ومراسم العزاء
http://www.albrhan.com/arabic/mqal/ashoraday.html

الثاني:
من قتل الحُسين عليه السلام؟
http://www.albrhan.com/arabic/books/hussain_kill/

الثالث:
صيام يوم عاشوراء بين مؤيديه ومعارضيه
http://www.albrhan.com/arabic/mqal/ashora.html

الرابع:
فضل أهل البيت وعلو مكانتهم عند أهل السنة والجمــاعة
http://www.albrhan.com/arabic/books/bayt/

الخامس:
رحمــــــــاء بينهم ... التراحم بين أهل بيت النبي وبقية الصحابة
http://www.albrhan.com/arabic/books/rohma/index.html

السادس:
الأجوبة النورانية في مســــــائل الشعائر الحسينية
http://www.albrhan.com/arabic/mqal/sh3er.html

واسأل الله أن يتقبل منا ومن الدكتور أمير ويثبتنا على الحق حتى نلقاه..

أُذكر الشيعة بقوله تعالى {وأن المســــــــــــــــــاجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً} حيث يُكثر الشيعة الإمامية من دعا غير الله (الحسين وعلي) وخاصة هذه الأيام .. فما دام أن الحُسين لم يُنقذ نفسه من القتل فمنذ سيجيب دعائك .. إذ لو كان يستطيع أن ينفع لنفع نفسه ..

[النعمان]

حياك الله أخي الحبيب

[فاضح الشيعة]

فشلونا الروافض وشوهوا صورة الاسلام باعمال المجوس والهندوس حسبي الله عليهم

[المنهج]

الله يحيك مشرفنا العزيز.....

[المنهج]

للرفع....

[المنهج]

بمنـــــــــاسبة عيد الأضحى ..

يتم رفع هذه الأضاحي التي ستنحر في محرم .. ولكن أضاحي على السنة وأضاحيهم على البدعة ..
وأضاحينا على ملة إبراهيم وأضاحيهم على ملة المجوس ..

[المنهج]

يرفع بمناسبة عاشوراء!!

[النظير]

موضوع جيد وحوار رائع بارك الله فيك أخي المنهج

[AntiShea]

بارك الله فيك أخي المنهج.

[بلال]

ان تاجيل الاعراس في بعض البلاد الاسلامية الى يوم العاشر من المحرم ومنها ابناء السنة في لبنان لايسمح حتى للساذج ان يصدق مبرراتكم ولفكم ودورانكم و لم يبقى لكم إلا ان تدعوا ان الامام الحسين واهل بيتة ماتوا في صاعقة كهربائية او مواد مشعة القاها عليهم السبئية
ان طرقكم في البحث و الاستدلال خدمة الشيعة كثيرا لانها اماطة الثام عنكم امام كثير من المثقفين والمتنورين من ابناء اهل السنة فنبارك لكم الاستمرارفما كان لله ينمو