أختي الغاليه فاطمه:
أتمنى أن أوضح لك ماالتبس عليك في الحديثين السابقين
وأقول بسم الله أبدا
أولا حديث إن أبغض الحلال الى الله الطلاق هذا حديث ضعيف
وبالنسبه لحديث لعن الملائكه للمرأه التي يناديها زوجها لفراشه وتمتنع فهذا حديث صحيح ونصه
عن أبي هريره رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا باتت المرأه مهاجرة فراش زوجها لعنتها الملائكه حتى ترجع. أخرجه البخاري -كتاب النكاح:85_باب إذا باتت المرأه مهاجرة فراش زوجها
أما بالنسبه للحديث الآخر الذي ذكرتيه فأقول مستعينة بالله
لقد بحثت في كتب السنه التسع لرواة الحديث الصحيح وسوف أختصر كثيرا ولكن احاول ايضاح مايلتبس عليك فقط وإذا شئتي أي سؤال أو استفسار آخر فبمشيئة الله لن أتأخر عليك
جاء في صحيح البخاري:
حدثنا أزهر بن جميل حدثنا عبد الوهاب الثقفي حدثنا خالد عن عكرمة عن ابن عباس
أن امرأة ثابت بن قيس أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله ثابت بن قيس ما أعتب عليه في خلق ولا دين ولكني أكره الكفر في الإسلام وفي روايه ولكني لا أطيقه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتردين عليه حديقته قالت نعم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقبل الحديقة وطلقها تطليقة
وشرح الحديث باختصار أن إمرأة ثابت بن قيس أتت النبي صلى الله عليه وسلم وقالت أنها لا تعيب على زوجها شئ الا أنها لا تطيق العيش معه وتبغضه
وقولها ( ولكني أكره الكفر في الإسلام )
أي أكره إن أقمت عنده أن أقع فيما يقتضي الكفر , وانتفى أنها أرادت أن يحملها على الكفر ويأمرها به نفاقا بقولها " لا أعتب عليه في دين " فتعين الحمل على ما قلناه . ورواية جرير بن حازم في أواخر الباب تؤيد ذلك حيث جاء فيها " إلا أني أخاف الكفر " وكأنها أشارت إلى أنها قد تحملها شدة كراهتها له على إظهار الكفر لينفسخ نكاحها منه , وهي كانت تعرف أن ذلك حرام لكن خشيت أن تحملها شدة البغض على الوقوع فيه , ويحتمل أن تريد بالكفر كفران العشير إذ هو تقصير المرأة في حق الزوج . وقال الطيبي : المعنى أخاف على نفسي في الإسلام ما ينافي حكمه من نشوز وفرك وغيره مما يتوقع من الشابة الجميلة المبغضة لزوجها إذا كان بالضد منها , فأطلقت على ما ينافي مقتضى الإسلام الكفر . ويحتمل أن يكون في كلامها إضمار , أي إكراه لوازم الكفر من المعاداة والشقاق والخصومة . ووقع في رواية إبراهيم بن طهمان " ولكني لا أطيقه " وفي رواية المستملي " ولكن " وقد تقدم ما فيه
وما يهمنا أن النبي صلى الله عليه وسلم طلقها منه بعد ماقال لها ردي اليه حديقته اي بستانه التي كانت قد قدمها لها صداقا لها فردتها فوقع الطلاق
وهذا مايسمى الخلع
أما سؤال عن الحديث الآخر فنصه عند الترمذي:
أنبأنا بذلك بندار أنبأنا عبد الوهاب أنبأنا أيوب عن أبي قلابة عمن حدثه عن ثوبان
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أيما امرأة سألت زوجها طلاقا من غير بأس فحرام عليها رائحة الجنة
قال أبو عيسى هذا حديث حسن ويروى هذا الحديث عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان ورواه بعضهم عن أيوب بهذا الإسناد ولم يرفعه
ويتضح أن الحديث حسن
وجاء في روايه أخرى:
حدثنا أبو كريب حدثنا مزاحم بن ذواد بن علبة عن أبيه عن ليث عن أبي الخطاب عن أبي زرعة عن أبي إدريس عن ثوبان
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال المختلعات هن المنافقات
قال أبو عيسى هذا حديث غريب من هذا الوجه وليس إسناده بالقوي وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال أيما امرأة اختلعت من زوجها من غير بأس لم ترح رائحة الجنة
قوله : ( هذا حديث غريب من هذا الوجه وليس إسناده بالقوي )
لأن في بعض رجاله جهالة , وفي بعضهم ضعفا كما عرفت . وفي الباب عن أبي هريرة مرفوعا : المنتزعات والمختلعات هن المنافقات . أخرجه أحمد والنسائي من طريق أيوب عن الحسن عن أبي هريرة , قال الحافظ في الفتح : وفي صحته نظر لأن الحسن عند الأكثر لم يسمع من أبي هريرة . لكن وقع في رواية النسائي : قال الحسن لم أسمع من أبي هريرة غير هذا الحديث . وقد تأوله بعضهم على أنه أراد لم يسمع هذا إلا من حديث أبي هريرة وهو تكلف , وما المانع أن يكون سمع هذا منه فقط وصار يرسل عنه غير ذلك . فتكون قصته في ذلك كقصته مع سمرة في حديث العقيقة . انتهى كلام الحافظ . وفي الباب أيضا عن ابن مسعود مرفوعا : المختلعات والمتبرجات هن المنافقات . أخرجه أبو نعيم في الحلية . قوله : ( من غير بأس )
أي من غير شدة تلجئها إلى سؤال المفارقة
وقد ذكر الحديث في سنن النسائي ونصه:
أخبرنا إسحق بن إبراهيم قال أنبأنا المخزومي وهو المغيرة بن سلمة قال حدثنا وهيب عن أيوب عن الحسن عن أبي هريرة
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال المنتزعات والمختلعات هن المنافقات
قال الحسن لم أسمعه من غير أبي هريرة قال أبو عبد الرحمن الحسن لم يسمع من أبي هريرة شيئا وإختصار ماقلنا أن الحديث لم أجده في صحيح البخاري ومسلم ولكنه ذكر في سنن النسائي والترمذي وأبي داوود رواه عن الترمذي وسنن ابن ماجه ويقال أن المقصود من الحديث هو الكراهيه الشديده لمن تطلب الطلاق من زوجها بدون بأس أصابها وذهب بعضهم الى تحريمه مثل ماجاء في سنن ابن ماجه وقال البعض أن تفسير لم تجد رائحة الجنه أي دليل على شدة التهديد والتغليظ في من طلبت الطلاق بدون بأس ومعناه أنها حتى لو دخلت الجنه فانها لا تتلذذ برائحتها وهذا لزيادة تبيان أن الرسول صلى الله عليه وسلم كره هذا الفعل بالرغم من أنه أباحه
والله أعلم
وأما للحالات التي يجوز فيها الطلاق فهي كثيره ولا نستطيع جمعها في مقاله واحده ولكن أي حاله تريدين معرفتها وتريدين معرفة كيفيتها و حكمها وشرحها فتأكدي أني لن اتأخر ان شاء الله عليك وسأوافيك بالرد الكامل
وأتمنى أن أكون قد وضحت لك اختي ماتريدنه وان كان لديك أي استفسار فلا تتأخري في طرحه
وجزاك الله خيرا وثبتني واياك على الدين الحق وعلى سنة رسولنا الحبيب صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وجمعني بك في جنات النعيم