السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أطلت علينا الفتنة برأسها يسيرها اعداء للامة تلبسوا بلباس الناصحين المصلحين بزعم رفع الظلم والخراب عن البلاد والعباد وهم والله أهل لهذا الظلم والخراب .
سايرهم في هذا قوم تلبسوا بالدين وهم مرقوا منه كما يمرق السهم من الرمية وان هم الا عملاء اما للغرب او الرافضة وبينهما قوم سلبت عقولهم واصبحوا مثل الدمى في يد هؤلاء يسيرونهم كيف ما يشاؤون وكل يغني على ليلاه !
وانا هنا ابين رأي العلماء الافذاذ في هذه الفتنة وحكمها الشرعي ليعرف كل من يشارك بلسانه قبل شخصه في هذه الفتنة حكمها ليحيى من حي على بينة وانه كما اخبر صلى الله عليه وسلم انه تكون فتنة قول اللسان فيها اشد من السيف !!
فضيلة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله تعالى -
في مجموع فتاويه [18/379]:
(.. كما أوصي العلماء وجميع الدعاة وأنصار الحق أن يتجنبوا المسيرات والمظاهرات التي تضر الدعوة ولا تنفعها، وتسبب الفرقة بين المسلمين، والفتنة بين الحكام والمحكومين.
وإنما الواجب سلوك السبيل الموصل إلى الحق، واستعمال الوسائل التي تنفع ولا تضر، وتجمّع ولا تفَرّق، وتنشر الدعوة بين المسلمين، وتبين لهم ما يجب عليهم بالكتابات والأشرطة المفيدة، والمحاضرات النافعة، وخطبِ الجمَعِ الهادفة، التي توضــّح الحقّ وتدعو إليه، وتبين الباطل وتحذر منه، مع الزيارات المفيدة للحكام والمسلمين، والمناصحة كتابةً ومشافهةً بالرفقِ والحكمةِ والأسلوبِ الحسن ...).
[نقلاً عن فتاوى الأئمة 144].
**********************
وقال فضيلة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله تعالى - وجعل الفردوس الأعلى مأواه في معرض رده على فضيلة الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق
كما في مجموع فتاوى ومقالات متنوعة 8 / 245 :
سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز
-رحمهُ اللهُ-
السؤال: هل المُظاهَرات الرِّجاليَّة والنِّسائيَّة ضدَّ الحُكَّام والوُلاة تعتبروسيلةً من وسائل الدَّعوة؟ وهل مَن يموت فيها يُعتبر شهيدًا؟
الجواب: لا أرى المُظاهَرات الرِّجاليَّة والنِّسائيَّة من العلاج.
ولكنِّي: أرى أنَّها من أسباب الفِتن، ومِن أسباب الشَّرِّ، ومِن أسباب ظلم بعضِ النَّاس، والتعدِّي على بعض النَّاس بغير حقٍّ.
ولكن الأسباب الشَّرعيَّة: المكاتبة،والنَّصيحة، والدَّعوة إلى الخيرِ بالطُّرق السليمة، الطُّرق التي سلكهاأهلُ العلم، وسلكها أصحابُ النَّبي -صلى اللهُ عليهِ وسلَّم- وأتباعُهمبإحسان؛ بالمُكاتبة والمشافهة مع الأمير، ومع السُّلطان، والاتِّصال به،ومُناصحته، والمكاتبة له، دون التَّشهير في المنابِر وغيرها بأنَّه فعلكذا وصار منه كذا. والله المستعان(1).
وقال -أيضًا-رحمهُ اللهُ-:والأسلوب السيئ العنيف مِن أخطر الوسائل في ردِّ الحقِّ، وعدم قبوله، أو إثارة القلاقل، والظُّلم، والعدوان، والمضارَبات..ويلحق بهذا الباب: ما يفعلُه بعضُ النَّاس من المظاهَرات التي تُسبِّب شرًّا عظيمًا على الدُّعاة.فالمسيرات في الشَّوارع، والهتافات ليست هي الطَّريق الصَّحيح للإصلاح والدَّعوة!فالطَّريق الصَّحيح: بالزِّيارة والمُكاتَبات بالتي هي أحسن
**********************
الشيخ محمد بن عثيمين -رحمهُ الله-
السؤال: ما مدى شرعيَّة ما يُسمُّونه بالاعتصام في المساجد، وهم -كما يزعمون- يعتمدون على فتوى لكم في أحوال الجزائر -سابقًا- أنها تَجوز؛ إن لم يكن فيها شغب، ولا معارضة بسلاحٍ أو شِبهه؛ فما الحكمُ في نظركم؟ وما توجيهكم لنا؟
الجواب: أمَّا أنا: فما أكثر ما يُكذَب عليَّ!! وأسأل الله أن يهدي من كذَب عليَّ، وألا يعودَ لمثلِها.
والعجبُ من قومٍ يفعلون هذا ولم يتفطَّنوا لما حصل في البلاد الأخرى التي سار شبابُها على مثل هذا المنوال! ماذا حصل؟!! هل أنتجوا شيئًا؟!!!
بالأمس تقول إذاعة لندن: إن الذين قُتلوا من الجزائريين في خلال ثلاث سنوات بلغوا أربعين ألفًا!!! أربعون ألفًا!! عدد كبير! خسرَهم المسلمون من أجل إحداث مثل هذه الفوضى!!
والنَّار -كما تعلمون- أوَّلها شرارة، ثم تكون جحيمًا!
لأن النَّاس إذا كرِه بعضُهم بعضًا، وكرهوا ولاة أمورِهم؛ حملوا السلاح! ما الذي يمنعهم!
فيحصل الشَّر والفوضى!!
وقد أمر النَّبي -عليهِ الصَّلاة والسلام- مَن رأى مِن أميرِه شيئًا يكرهُه: أن يصبر(3). وقال: «مَن مات على غيرِ إمامٍ؛ ماتَ ميتةً جاهليَّة»(4).
الواجبُ علينا: أن ننصح بقدر المستطاع.
أمَّا أن نُظهر المبارزةَ والاحتِجاجات علنًا؛ فهذا خِلاف هَدي السَّلف، وقد علمتُم -الآن- أن هذه الأمور لا تمت إلى الشَّريعة بصِلةٍ، ولا إلى الإصلاح بصِلة.
ما هي إلا مضرة...!!
الخليفة المأمون قَتَل من العلماء الذين لم يقولوا بقَولِه في خلْق القرآن، قتل جمعًا من العلماء، وأجبر النَّاس على أن يقولوا بهذا القول الباطِل!!
ما سمعنا عن الإمام أحمد وغيره من الأئمة أن أحدًا منهم اعتصَم في أي مسجدٍ -أبدًا-، ولا سمعنا أنَّهم كانوا يَنشرون معايبَه من أجلِ أن يَحمل النَّاس عليه الحقدَ والبغضاء والكراهية!!
ولا نؤيِّد المظاهَرات، ولا الاعتصامات، أو ما أشبه، لا نؤيِّدها -إطلاقًا-، ويمكن الإصلاح بدونها؛ لكن: لا بُد أن هناك أصابع خفيَّة داخليَّة، أو خارجيَّة تُحاوِل بثَّ مثل هذه الأمور(5).
**********************
الشيخ صالح الفوزان -حفظهُ اللهُ-
السؤال: هل مِن وسائل الدَّعوة القيام بالمُظاهَرات لحلِّ مشاكل الأمَّة الإسلاميَّة؟الجواب: دينُنا ليس دين فوضى!!دينُنا دينُ انضِباطٍ، ودين نِظامٍ وهُدوء وسكينة.والمُظاهَرات ليست من أعمال المسلمين، وما كان المسلمون يَعرِفونها.ودينُ الإسلامِ دينُ هدوءٍ، ودين رحمةٍ، ودين انضِباط..لا فوضى.. ولا تشويش.. ولا إثارة فتن..هذا هو دِين الإسلام.والحقوق يُتوصَّل إليها بالمُطالَبة الشَّرعيَّة، والطُّرق الشَّرعيَّة؛ والمظاهَرات تُحدِث سفك دماء، وتُحدِث تخريبَ أموال!فلا تجوزُ هذه الأمور(6).
_____________
(1) من شريط: «فتاوى العلماء في طاعة ولاة الأمر».
(2) «مجلة البحوث الإسلامية»، (38/210). ومن هنا للمزيد.
(3) رواه البخاري برقم (7054)، ومسلم برقم (1849)، عن ابن عباس -رضيَ الله عنهُما-.
(4) رواه أحمد برقم (16876)، وأبو يعلَى برقم (7357)، وابن حبان برقم (4573)، عن معاوية -رضيَ اللهُ عنه-، وهو حديثٌ صحيح.
(5) «فتاوى العلماء الأكابر فيما أهدر من دماء في الجزائر»
(6) من شريط: «فتاوى العلماء في حكم التفجيرات والمظاهَرات والاغتِيالات».
[نقلتُه بحواشيه من: «الفتاوى الشَّرعيَّة في القضايا العصريَّة»، ص181-184].
وقد صحَّ من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه ما يؤيد ذلك، حيث يقول فيه: «دَعَانَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم فَبَايَعْنَاهُ فَكَانَ فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا أَنْ بَايَعَنَا عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي مَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا وَعُسْرِنَا وَيُسْرِنَا وَأَثَرَةٍ عَلَيْنَا وَأَنْ لاَ نُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلَهُ، إِلاَّ أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَكُمْ مِنَ اللَّهِ فِيهِ بُرْهَانٌ»(1) وزاد أحمد: «وَإِنْ رَأَيْتَ أَنَّ لَكَ»(2) أي: "وإن اعتقدت أنّ لك في الأمر حقًّا، فلا تعمل بذلك الظن، بل اسمع وأطع إلى أن يصل إليك بغير خروج عن الطاعة"(3) وفي رواية ابن حبان وأحمد: «وَإِنْ أَكَلُوا مَالَكَ، وَضَرَبُوا ظَهْرَكَ»(4)،
وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال؟: «إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً وَأُمُورًا تُنْكِرُونَهَا، قَالُوا: فَمَا تَأْمُرُنَا يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: أَدُّوا إِلَيْهِمْ حَقَّهُمْ، وَسَلُوا اللهَ حَقَّكُمْ»(5).
الجزائر في: 16 ذي الحجة 1426ه
الموافق لـ: 16 جانفي 2006م
------------------------
1- أخرجه البخاري في الفتن 7056، ومسلم في الإمارة 4877، وأحمد 23347، والبيهقي 16994، من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه.
2- أخرجه أحمد برقم (23405). وصححه الألباني في "ظلال الجنة": (1028)، وروى هذه الزيادة البيهقي في سننه كتاب القسم والنشوز من حديث أم أيمن رضي الله عنها (15174)
3- فتح الباري لابن حجر: (13/10).
4- أخرجه ابن حبان (4645)، كتاب السير باب طاعة الأئمة، وابن أبي عاصم في السنة (857)، وصححه الألباني في تخريج السنة (1026). أمّا رواية أحمد (24140) فهي بلفظ: "وإن نهك ظهرك وأخذ مالك" من حديث حذيفة رضي الله عنه.
5- أخرجه البخاري في الفتن (7052)، والترمذي في الفتن (2349)، وأحمد (3713)، من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
**********************
وُجّهَ لفضيلة الشيخ صالح اللحيدان - حفظه الله تعالى - هذا السؤال : -
هل من الوسائل المشروعه إقامة الإعتصامات والمظاهرات بحجة أنها مظاهرات سِلمِيّــة لا يوجد فيها عنف ولا تخريب؟؟.
الجواب :- هذه من البدع، لو كان ذلك خيراً لسبقناإليه الصّحابة - رضي الله عنهم -، بل هذه المظاهرات إنما هي أعمالُجاهليةٍ ما أنزل الله بها من سلطان.
بل نصرةُ الحقّ بالدّعْوَةِ إليه، وَتَأييدِ مَنْ قامَ بما لا يَتَرَتّبُعليهِ مُنكَرٌ أكبر، وبيان أنّ أجلّ الأمور وأعلاها قدراً : الاكتفاءُبسنةِ المختار - صلى الله عليه وسلم - بكل أمر.
ثم إن المظاهرات لا عَقلَ لها، يَحصُلُ بها تدميرٌ وإفساد، رُبما جَرّتإلى القمعَ مِن الجهاتِ الأخرى وإذلال ، وَرُبّما إلى سفكِ دماءٍ وإنتهاكِحُرُمات.
وهكذا كل طريقةٍ تُسلك لم تكن مِمّا سَنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - والخلفاءُ الراشدون، وخير الهدي ما سرت عليه الامة، ولن يصلح آخر الأمةإلى ما أصلح أولها]. (انتهى كلامه).
جزى الله أئمتنا الأعلام .... أئمة السلف الكرام عنأمة الإسلام خير الجزاء، فهم أعلم الناس بالحق وأرأفهم بالخلق، وهم مناراتالهدى في الأيام الحالكات.
المصدر :- شريط (( هذه سبيلي )) في الملتقى المؤمل في اتباع الصدر الاول
اذكر هنا مقولة احمد بن حنبل رحمه الله:
(لان اعيش 100 عام تحت حاكم ظالم خير لي من ان اعيش يوم واحد بدون حاكم)
اتقوا الله وارجعوا إلى شرع الله ونهج النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه ففيه الحل لكل الكروب والمحن
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)
كتب الشيخ / ياسر برهامي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فما حدث بمصر أمس فاق كل التوقعات، وتجاوز طاقة الأحزاب السياسية والحركات المطالبة بالتغيير والتي يعلم الجميع محدودية حجمها وتأثيرها -وإن حاول بعضها التسلق على أكتاف الجمهور- ولعل الرسالة التي أرسل بها الشباب الغاضب ورجل الشارع العادي قد وصلت، وأنه لم ولن يستجيب لأحد حتى يحدث تغيير حقيقي نحو الإصلاح، ومحاربة الظلم والفساد.
لابد من توبة صادقة منا جميعًا إلى الله -سبحانه- قبل أن تحرقنا كلنا نار الفتنة.
إن الاكتفاء بالحلول الأمنية تكليف بما لا يُطاق، وبما لا يجدي؛ خصوصًا إذا تطور الأمر إلى سفك الدماء التي هي من أعظم الأمور عند الله -تعالى-، وكما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ) (رواه الترمذي والنسائي، وصححه الألباني).
بالإضافة إلى أنها في الحقيقة الوقود الذي يُصب على نار الغضب، فيزيدها اشتعالاً حتى تأكل الأخضر واليابس، خصوصًا مع غياب أي قيادة حقيقية واعية لها، وأما محاولة السيطرة بالإعلام العديم المصداقية فمحاولة فات أوانها..
يا عقلاء الأمة.. أدركوا البلاد بتغيير صادق، وتوبة صادقة، فلابد من تحكيم الشرع، ورفع الظلم، وإقامة العدل بشرع الله -عز وجل- ومحاربة الفساد الأخلاقي والإعلامي والمالي وغير ذلك، ولنضع أيدينا في أيدي بعض لاحتواء الموقف.
لابد أن نقدم مصلحة البلاد والعباد على المصالح الشخصية، والرغبات الدنيوية؛ فواللهِ لن تُجدي عن أحد شيئًا.
وأقول للجميع:
نناشدكم عدم التسبب في إراقة الدماء، والحفاظ على الأمن العام والخاص، والأموال والممتلكات العامة والخاصة، والأعراض، وفوِّتوا الفرصة على الأعداء المتربصين.
ولا أقول هذا إلا موالاة لله ولرسوله -صلى الله عليه وسلم-، وللمؤمنين، ورعاية لمصالح العباد والبلاد.
فلنغير جميعًا من أنفسنا؛ فيغير الله ما بنا، (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) (الرعد:11).
(وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) (الأعراف:96)
كلام الشيخ أيمن سامي
الحمد لله كما ينبغي أن يحمد و أصلي و أسلم على النبي أحمد ,
صل الله عليه و على آله و صحبه و من تعبد .
أما بعد :
أحبتي في الله :
ما يتداعى الكبار و الصغار بفعله ببلادنا يوم الثلاثاء القادم ,
أقول لهم :
اتقوا الله ,
اتقوا الله في مصرنا الحبيبة .
مصرنا تمر بمنعطف تاريخي ,و بجوارنا عدو صهيوني متربص ,
و عندنا من المشاكل ما يكفينا !!
فاتقوا الله يا عباد الله
و حافظوا على مصر .
مصر إن بقت عزيزة , كريمة , حرة
فإنها تبقى لنا جميعًا .
و مثيروا الفوضى , و من يثير الفوضى ,
لا يدركون أن هذه الفوضى ستطالهم و تطال أهليهم ..
آباء لهم , أو أمهات أو أخوال , أو أعمام , أو أجداد أو أحفاد .
اتقوا الله يا عباد الله
فإن اشتعلت النار فإنها ستقضي على الأخضر و اليابس .
هل أحتاج إلا أن أكرر أني لا أقول هذا خوفًا من أحد ؟!!
أو تلبية لرغبة أحد ؟!!
أو خوفًا على شئ من حطام الدنيا ؟!!
و الله ما أقول هذا إلا ابتغاء مرضاة الله عزوجل .
و من أراد التغيير :
فآية التغيير في كتاب الله عزوجل , كلنا جميعًا تقريبًا نحفظها .
قال الله تعالى :
إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ( الرعد : 11 )
يستحيل .. أن تذهب إلى البائع فيغشك في الميزان , و أنت تغشه في المال .
و تذهب إلى الطبيب فيرفع عليك الأسعار انتقامًا , و تذهب إلى الصانع فيغشك في الصنعة .
و تذهب إلى من يبيع سلعة و ليس ببائع و لكن سلعة عنده يريد التخلص منها
فيغشك و يخدعك و فيها عيب يريد أن يستره عنك !!!
و يغرر عليك في البيع .
مستحيل أن يكون هذا الحال ..
ثم نطلب حاكمًا كأبي بكر و عمر ؟!!!
مستحيل .
التغيير من النفس أولاً ,
و الله إن هذا منهج كامل , و ليست عبارة تقال .
و قد نقل الإمام أبي العز الحنفي , في شرحه للعقيدة الطحاوية عن أبي بكر الطحاوي رحم الله الجميع :
نقل عن أحد التابعين :
قال : جاء في بعض كتب الله المنزلة , و أنا بدأت بالقرآن
إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ
قال الله تعالى :
أنا الملك .. قلوب الملوك بين أصبعي أقلبها كيف أشاء !!
فلا تشغلوا أنفسكم بسبّ الحكام , و لكن توبوا إليّ .. أعطف قلوبهم عليكم !!
والله إن هذا هو الطريق الحقيقي .
و أنا قلت قبل ذلك :
عندما نتحدث عن الظلم , يذهب كثير من الناس إلى نتنياهو ’ أو جورج بوش ,
و ينسى نفسه , ينسى أنه قد يكون هو غارقًا في الظلم ,
ثم ينادي برفع الظلم !!
يا عبد الله ,
أصلح نفسك ,
أصلح نفسك أولاً ,
ثم زوجك و أولادك و من تحت يدك ,
من لك عليهم يد .
و الله لو كل واحد فعل هذا , لانصلح حال المجتمع , و ما الحاكم إلا واحد منا .
و الإمام بن القيم عليه رحمة الله يقول في كلام نفيس له :
و انظروا كم بيننا و بين الإمام بن القيم من قرون , سنوات طوال :
يقول : فحكمة الله تأبى أن يولى علينا أمثال الحجاج ,
( الحجاج الذي كان ظالم , بن القيم يقول نحن لا نستحق حتى الحجاج )
يقول : فحكمة الله تأبى أن يولى علينا أمثال الحجاج ,
فضلاً عن أبي بكر و عمر ,
فولاتنا على قدرنا وولاتهم على قدرهم !!
نعم يا أحبتي في الله :
كما تكونوا , يولى عليكم .
فإلى من يدعونا إلى إشعال نار الفتنة في مصرنا الحبيبة :
اتقوا الله ,
حافظوا على البلد ,
أمن البلد هو أمننا جميعًا ,
أمن أبي , أمن أمي , أمني أنا , أنا الذي أتحكم به .
إما أن أجعله أمنًا و استقرارًا ,
و إما أن أجعله خوفًا و دمارًا .
فاتقوا الله يا عباد الله .
و ليس معنى هذا أن الناس لا تطالب ,
بل .. تطالب بوسيلة مشروعة .
فالغاية و إن كانت نبيلة , ينبغي أن تكون الوسيلة نبيلة كذلك .
أتمنى أن هذا الدرس قد فُهم و استوعب , حتى يضيء لنا في حياتنا .
أسأل الله أن يحفظ بلادنا و بلاد المسلمين جميعًا من كل شر .