العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-03-03, 03:24 AM   رقم المشاركة : 1
المرسال
مشرف






المرسال غير متصل

المرسال is on a distinguished road


موضوع هام تعالوا يا روافض

فضائل أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم:

لا جدال في أن الله قد ختم بعثة رسله وأنبيائه بمحمد ، ولا شك في أن من ختمت به رسالات السماء يجب أن يكون افضل الأنبياء والرسل عليهم السلام .

ومن هنا فلا بد أن يكون من بعث فيهم وإليهم افضل الأمم وأعظمها ، وقد قال رسول الله : وفيتم سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله[1] .

والروايات من طرق القوم في إثبات هذا كثيرة ، نورد بعضها :

فعن علي رضي الله عنه قال: لما خلق الله محمدا نورا قبل خلق الماء والعرش والكرسي والسماوات والأرض واللوح والقلم والجنة والنار والملائكة وآدم وحواء قال: أنت صفيي وأنت حبيبي وخير خلقي ، أمتك خير أمة أخرجت للناس [2] .

وعنه أيضا قال: إن الله تعالى بعث جبرئيل إلى النبي أن بشر أمتك بالزين والسناء والرفعة والكرامة والنصر والتمكين في الأرض [3] .

وروى القوم عن رسول الله أنه قال: أهل الجنة عشرون ومائة صف ، هذه الأمة ثمانون صفا ، وفي رواية: عشرون ومائة ألف صف ، ثمانون ألف صف أمة محمد وأربعون ألف صف من سائر الأمم [4] .

وقال : يدخل من أمتي سبعون ألف الجنة بغير حساب ، وفي بعض الروايات: ومع كل واحد سبعون ألفا [5] .

وقال : أنا أكثر النبيين تبعا يوم القيامة [6] .

وقال رضوان خازن الجنة: إن الله قسم الجنة لامة محمد أثلاثا فثلث يدخلون الجنة بغير حساب ، وثلث يحاسبون حسابا يسيرا ، وثلث تشفع لهم فتشفع فيهم [7] .

وقد كان لإظهار الله لفضل ومنزلة هذه الأمة سببا في أن يتمني الأنبياء والرسل عليهم السلام أن يكونوا أمتهم أو أن يكونوا منهم ، فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: إن الله تعالى جل ثناؤه أرى إبراهيم صورة محمد وأمته فقال: يا رب ما رأيت من أمم الأنبياء أنور ولا أزهر من هذه الأمة فمن هذا ؟ فنودي هذا محمد [8] .

وهذا موسى عليه السلام يخبره ربه : إن فضل أمة محمد على جميع الأمم كفضله – وفي بعض المصادر: كفضلي – على جميع خلقي ؟ فقال موسى: يا رب ليتني كنت أراهم فأوحى الله إليه: يا موسى إنك لن تراهم ، فليس هذا أوان ظهورهم ولكن سوف تراهم في الجنات: جنات عدن والفردوس بحضرة محمد في نعيمها يتقلبون وفي خيراتها يتبحبحون[9] .

ولما سأله أن يكون منهم أبى الله عليه ذلك .

فعن الرضا قال: إن موسى عليه السلام سال ربه : يا رب اجعلني من أمة محمد ؟ فأوحى الله تعالى إليه: يا موسى إنك لا تصل إلى ذلك [10] .

وفي رواية: يا رب إني أجد في الألواح أمة هي خير أمة أخرجت للناس يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر فاجعلهم أمتي ؟ قال: تلك أمة أحمد ، قال: رب إني أجد في الألواح أمة هم الآخرون في الخلق السابقون في دخول الجنة فاجعلهم أمتي ، ؟ قال: تلك أمة أحمد ، قال: رب إني أجد في الألواح أمة يؤمنون بالكتاب الأول والكتاب الآخر ويقاتلون الأعور الكذاب فاجعلهم أمتي ؟ قال: تلك أمة أحمد ، قال: رب إني أجد في الألواح أمة إذا هم أحدهم بحسنة ثم لم يعملها كتبت له حسنة ، وان عملها كتبت له عشر أمثالها وان هم بسيئة ولم يعملها لم تكتب وان عملها كتبت عليه سيئة واحدة فاجعلهم أمتي ؟ قال: تلك أمة أحمد ، قال: رب إني أجد في الألواح أمة هم السابقون وهم المشفوع لهم فاجعلهم أمتي ؟ قال: تلك أمة أحمد ، قال موسى عليه السلام: رب اجعلني من أمة أحمد [11] .

وهذا عيسى عليه السلام سأل ربه عن عين طوبى في الجنة ؟ فقال له: حرام يا عيسى على الأمم أن يشربوا منها حتى يشرب منها أمة ذلك النبي ، وفي رواية: وتلك الجنة محرمة على الأمم حتى يدخلها أمة ذلك النبي [12] .

وعندما يمر الأنبياء على فقراء أمة محمد يقولون: هؤلاء من الملائكة ، وتقول الملائكة: هؤلاء من الأنبياء ، فيقولون: نحن لا ملائكة ولا أنبياء ، بل نفر من فقراء أمة محمد ، فيقولون: بم نلتم هذه الكرامة ؟ فيقولون: لم يكن أعمالنا شديدا ولم نصم الدهر ، ولم نقم الليل ، ولكن أقمنا الصلوات الخمس ، وإذا سمعنا ذكر محمد فاضت دموعنا علي خدودنا[13] .

حتى الأبالسة ، وكما ذكرنا لم يخف عليهم منزلة هذه الأمة ، فهاهم يقولون لإبليس: إن هذه أمة مرحومة معصومة ومالنا ولا لك عليهم سبيل [14] .

وذلك لقول الله بأنهم أمة مرحومة ، وقول الرسول : إن أمتي أمة مرحومة [15] .

فلا غرابة إذن أن نرى الملائكة يوم القيامة يدعون ربهم أن يسلم هذه الأمة وييسر عليهم الحساب ، فقد روى القوم إن رسول الله لما نعي إليه نفسه قال وسألته الزهراء رضي الله عنها: أين ألقاك قال: عند الصراط جبرئيل عن يميني وميكائيل عن يساري والملائكة من خلفي وقدامي ينادون: رب سلم أمة محمد من النار ويسر عليهم الحساب [16] .

وقد ذكر صاحب روضة الواعظين إن الله سبحانه أعطى هذه الأمة مرتبة الخليل ، ومرتبة الكليم ، ومرتبة الحبيب :

فأما مرتبة الخليل فإن إبراهيم عليه السلام سأل ربه خمس حاجات فأعطاها إياه بسؤاله ، وأعطى ذلك هذه الأمة بلا سؤال :

سأل الخليل المغفرة بالتعريض فقال في سورة الشعراء: والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين .

وأعطى هذه الأمة بلا سؤال ، فقال: يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله أن الله يغفر الذنوب جميعا - الزمر 53 .

والثاني سأل الخليل فقال في الشعراء: ولا تخزني يوم يبعثون .

وقال لهذه الأمة: يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه - التحريم 8 .

والثالث: سأل الخليل الوراثة قال في الشعراء: واجعلني من ورثة جنة النعيم .

وقال لهذه الأمة: أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون - المؤمنون 10-11 .

والرابع سأل الخليل القبول فقال: ربنا تقبل منا - البقرة 127 .

وقال لهذه الأمة: وهو الذي يقبل التوبة عن عباده - الشورى 25 .

والخامس سأل الخليل الأعقاب فقال: رب هب لي من الصالحين - الصافات 100 .

وقال لهذه الأمة: وهو الذي جعلكم خلائف الأرض - الأنعام 165 .

ثم أعطى الخليل ست مراتب بلا سؤال ، وأعطى هذه الأمة جميع ذلك بلا سؤال:

الأول قال للخليل: ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما - آل عمران - 67 .

وقال لهذه الأمة: هو سماكم المسلمين - الحج 78 .

والثاني قال للخليل: يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم - الأنبياء 69 .

وقال لهذه الأمة: وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها - آل عمران 103 .

والثالث قال للخليل: فبشرناه بغلام حليم - الصافات 101 .

وقال لهذه الأمة وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا - الأحزاب 47 .

والرابع قال للخليل: سلام على إبراهيم - الصافات 109 .

وقال لهذه الأمة: قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى - النحل 59 .

والخامس قال للخليل: وأذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق - ص 45 .

وقال لامة الحبيب: وعباد الرحمن - الفرقان 63 .

والسادس قال للخليل: شاكرا لأنعمه اجتباه - النحل 121 .

وقال لهذه الأمة: هو اجتباكم - الحج 78 .

وأما مرتبة الكليم فإن الله تعالى أعطى الكليم عشر مراتب ، وأعطى أمة محمد عشر أمثالها:

الأول قال للكليم: وأنجينا موسى - الشعراء 65 .

وقال لامة محمد: كذلك حقا علينا ننج المؤمنين - يونس 103 .

والثاني: أعطى الكليم النصرة فقال: إنني معكما أسمع وأرى - طه 46 .

وقال لامة محمد: إن الله مع الذين اتقوا - النحل 128 .

والثالث: القربة قال: وقربناه نجيا - مريم 52 ، .

وقال لهذه الأمة: ونحن أقرب إليه منكم - الواقعة 85 .

والرابع المنة قال تعالى: ولقد مننا على موسى وهارون - الصافات 114 .

وقال لهذه الأمة: بل الله يمن عليكم - الحجرات 17 .

والخامس الأمن والرفعة قال الله تعالى: لا تخف إنك أنت الأعلى - طه 68 .

وقال لهذه الأمة: ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين - آل عمران 139 .

والسادس المعرفة والشرح في الصدر فقال الكليم: رب اشرح لي صدري-طه 25 .

فأعطاه ذلك بقوله: قد أوتيت سؤلك - طه 26 .

وقال لامة محمد: أفمن شرح الله صدره للإسلام - الزمر 22 .

والسابع التيسير قال: ويسر لي أمري - طه 36 .

وقال لهذه الأمة: يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر - البقرة 185 .

والثامن الإجابة قال تعالى: قد أجيبت دعوتكما - يونس 79 .

وقال لهذه الأمة: ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله - الشورى26 .

والتاسع المغفرة ، قال الكليم: رب إني ظلمت نفسي فغفر لي فغفر له - القصص 16 .

وقال لامة محمد : يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم - إبراهيم 10 .

والعاشر النجاح قال: قد أوتيت سؤلك يا موسى - طه 25 .

وقال لهذه الأمة: وآتاكم من كل ما سألتموه - إبراهيم 34 .

وفي ضمنها وما لم تسألوه كقوله: سواء للسائلين - فصلت 10 أي لمن سأل ولمن لم يسأل .

وأما مرتبة الحبيب فإن الله سبحانه أعطى حبيبه تسع مراتب وأعطى أمته مثلها تسعا:

الأول التوبة قال للحبيب: لقد تاب الله على النبي - التوبة 117 .

وقال لأمته: والله يريد أن يتوب عليكم - النساء 27 . وقال: ثم تاب عليهم ليتوبوا - التوبة 118 .

والثاني المغفرة قال تعالى: ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك - الفتح 2 .

وقال لامته: إن الله يغفر الذنوب جميعا - الزمر 53 .

والثالث النعمة قال له: ويتم نعمته عليك - الفتح 3 .

وقال لامته: وأتممت عليكم نعمتي - المائدة 3 .

والرابع النصرة قوله تعالى: وينصرك الله نصرا عزيزا - الفتح 4 .

وقال لأمته: وكان حقا علينا نصر المؤمنين - الروم 47 .

والخامس الصلوات ، قال له: إن الله وملائكته يصلون على النبي - الأحزاب 46 .

وقال لأمته: هو الذي يصلي عليكم وملائكته - الأحزاب 43 .

والسادس الصفوة ، قال للحبيب: الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس - الحج 75 يعني محمدا .

وقال لأمته: ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا - فاطر 32 .

والسابع الهداية ، قال للحبيب: ويهديك صراطا مستقيما - الفتح 2 .

وقال لأمته: وإن الله لهاد الذين آمنوا إلى صراط مستقيم – الحج 54 .

والثامن السلام ، قال للحبيب في ليلة المعراج: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته .

وقال لأمته: وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة - الأنعام 54 ؟ .

والتاسع الرضا: قال للحبيب: ولسوف يعطيك ربك فترضى – الضحى 5 .

وقال لأمته: ليدخلنهم مدخلا يرضونه – الحج 59 ، يعني الجنة .

وعن الصادق عن أبيه قال: قال النبي : مما أعطى الله به أمتي وفضلهم به على سائر الأمم ثلاث خصال لم يعطها إلا نبي .

وذلك إن الله تبارك وتعالى كان إذا بعث نبيا قال له: اجتهد في دينك ولا حرج عليك ، وان الله تبارك وتعالى أعطى ذلك لأمتي حيث يقول: وما جعل عليكم في الدين حرج – الحج 78 . يقول: من ضيق .

وكان إذا بعث نبيا قال له: إذا أحزنك أمر تكرهه فادعني استجب لك ، وان الله أعطى أمتي ذلك حيث يقول: أدعوني أستجب لكم – غافر 60 .

وكان إذا بعث نبيا جعله شهيدا على قومه ، وان الله تبارك وتعالى جعل أمتي شهداء على الخلق ، حيث يقول: ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس [17] .

ومن رحمة الله سبحانه على هذه الأمة وتخصيصه إياهم دون الأمم ما خص به شريعتهم من التخفيف والتيسير فقال سبحانه: يريد الله أن يخفف عنكم – النساء 28

وقال: ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج – المائدة 6 .

وقال: وما جعل عليكم في الدين من حرج – الحج 78 .

وقال: يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر – البقرة 185 .

وقال: ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم - الأعراف 157 .

وكان مما انعم الله تعالى على هذه الأمة إن الأمم الماضية كانوا إذا أصابهم بول أو غائط أو شيء من النجاسات كان تكليفهم قطعة وإبانته من أجسادهم ، وخفف عن هذه الأمة بأن جعل الماء طهورا لما يصيب أبدانهم وأثوابهم قال الله تعالى: وأنزلنا من السماء ماء طهورا - الأنفال 11 .

ومنها أنهم كانوا يعتزلون النساء في حال الحيض فلم يكونوا يؤكلونهن ولا يجالسوهن ، وما أصاب الحائض من الثياب والفرش والأواني وغير ذلك نجس حتى لا يجوز الانتفاع به وأباح لنا جميع ذلك إلا المجامعة .

ومنها أن صلاتهم كانت خمسين ، وصلاتنا خمس وفيها ثواب الخمسين وزكاتهم ربع المال ، وزكاتنا ربع العشر وثوابه ربع المال .

ومنها أنهم كانوا إذا فرغوا من الطعام ليلة صيامهم حرم عليهم الطعام والشراب والجماع إلى مثلها من الغد ، واحل الله لنا التسحر والوطء في ليالي الصوم ، فقال: وكلوا وأشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر - البقرة 187 يعني بياض النهار من سواد الليل ، وقال: أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نساؤكم - البقرة 187 ، يعني الجماع .

ومنها كانت الأمم السالفة تجعل قربانها على أعناقها إلى بيت المقدس فمن قبلت ذلك منه أرسلت عليه نار فأكلته ، ومن لم يقبل منه رجع مثبورا ، وقد جعل الله قربان أمة محمد في بطون فقرائها ومساكينها ، فمن قبل ذلك منه ضعف له أضعافا مضاعفة ، ومن لم يقبل منه رفعت عنه عقوبات الدنيا .

ومنها إن الله تعالى كتب عليهم القصاص في التوراة والدية في القتل والجراح ولم يرخص لهم في العفو واخذ الدية ، ولم يفرق بين الخطأ والعمد في وجوب القصاص ، فقال: وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس - المائدة 45 .

ثم خفف عنا في ذلك فخير بين القصاص والدية والعفو ، وفرق بين الخطأ والعمد ، فقال تعالى: يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى - إلى قوله - فمن عفى له من أخيه شيء فإتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان ذلك تخفيف من ربكم ورحمة - البقرة 178 .

ومن ذلك تخفيف الله عنهم في أمر التوبة فقال لبني إسرائيل: وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم بإتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فأقتلوا أنفسكم - البقرة 54 ، فكانت توبتهم أن يقتل بعضهم بعضا ، الأب ابنه ، والابن أباه ، والأخ أخاه ، والام ولدها ، ومن فر من القتل او دفع عن نفسه او اتقى السيف بيده او ترحم على ذي رحمة لم تقبل توبته ، ثم أمرهم الله بالكف عن القتل بعد ان قتلوا سبعين الفا في مكان واحد ، فهذا توبتهم .

وجعل توبتنا الاستغفار باللسان ، والندم بالجنان ، وترك العود بالابدان ، فقال : والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فأستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على مافعلوا وهم يعلمون - آل عمران 135 .

وقال: أفلا يتوبون إلى الله - المائدة 74 .

وقال: ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله - الحديد 16 .

ومن الامم السالفة من ينظر إلى إمرأة بريبة يؤمر بقلع العين لتقبل عنه التوبة ، وكفارتنا فيه غض البصر ، والتوبة بالقلب ، والعزم على ترك العود إليه .

وكان منهم من يلاقي بدنه إمرأة حرام فيكون التوبة منه ابانة ذلك العضو من نفسه ، وتوبتنا فيه الندم وترك العود إليه .

ومن يرتكب منهم الخطيئة في خفية وخلوة يخرج وخطيئته مصورة على باب داره: الا ان فلان بن فلان ارتكب البارحة خطيئة كذا وكذا ، وكان ينادى عليه من السماء بذلك فيفتضح ويبنتهك سترة ، ومن يرتكب منا الخطيئة ويخفيها عن الابصار فيطلع عليه ربه يقول للملائكة: عبدي قد ستر منا الخطيئة ويخفيها عن الابصار فيطلع عليه ربه فيقول للملائكة: عبدي قد ستر ذنبه عن إبناء جنسه لقلة ثقته بهم ، والتجأ إلي لعله يتبعه رحمتي ، اشهدوا إني قد غفرتها له لثقته برحمتي . فإذا كان يوم القيامة واوقف للعرض والحساب يقول: عبدي أنا الذي سترتها عليك في الدنيا ، وانا الذي استرها عليك اليوم .

ومما فضل الله به هذه الأمة ان قيض لهم الاكرمين من الملائكة يستغفرون لهم ويسترحمون لهم من الرحمة ، فقال سبحانه: الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا - غافر 7 ، قال : المؤمنون شهداء في الأرض وما رأوه حسنا فهو عند الله حسن ، وما رأوه قبيحا فهو عند الله قبيح .

وقال : يا ليتني قد لقيت اخواني ، فقيل: يا رسول الله او لسنا اخوانك آمنا بك وهاجرنا معك واتبعناك ونصرناك ؟ قال: بلي: ولكن اخواني الذين ياتون من بعدكم ، يؤمنون بي كإيمانكم ، ويحبوني كحبكم ، وينصروني كنصركم ويصدقوني كتصديقكم ، ياليتني قد لقيت اخواني [18] .

ولا يسعنا هنا حصر كل مأورد في بيان فضائل أمة الرسول ، ففيما أوردناه كفاية .

فإذا علمت هذا فيقينا ان الرعيل الأول من هذه الأمه الذين بعث فيهم الرسول افضل هذه الأمه وأعظمها ، وقد بين الرسول هذا حيث قال: ان الله اخرجني في خير قرن من امتي [19] .

وعن الكاظم ، عن آبائه قال: قال رسول الله : القرون أربعة ، أنا في افضلها قرنا [20] .

وهذا أبو الانبياء إبراهيم عليه السلام يقول لنبينا : ليلة الإسراء: مرحبا بالنبي الصالح والإبن الصالح والمبعوث الصالح في الزمان الصالح[21] .

وغيرها من روايات تظهر فضل اناس ذلك الزمان الصالح ، والقرن المفضل ، وهم جيل الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين .

وقد ذكر القوم عن العسكري رحمه الله ان آدم عليه السلام سأل الله ان يعرفه بفضل صحابة نبيه فقال : ان رجلا من خيار اصحاب محمد لو وزن به جميع اصحاب المرسلين لرجح عليهم ، يا ادم: لو أحب رجل من الكفار او جميعهم رجلا من آل محمد واصحابه الخيرين لكافأه الله عن ذلك بأن يختم له بالتوبة والإيمان ثم يدخله الله الجنة ، ان الله ليفيض على كل واحد من محبي محمد وال محمد واصحابه من الرحمة ما لو قسمت على عدد كعدد كل ماخلق الله من أول الدهر إلى آخره وكانوا كفارا لكفاهم ولاداهم إلى عاقبة محمودة الإيمان بالله حتى يستحقوا به الجنة ، ولو ان رجلا ممن يبغض آل محمد واصحابه الخيرين او واحدا منهم لعذبه الله عذابا لو قسم على مثل عدد ما خلق الله لاهلكهم الله أجمعين[22] .

وروى القوم عن الرضا ان موسى عليه السلام سال ربه: هل في اصحاب الانبياء اكرم عندك من صحابتي ؟ فقال : يا موسى اما علمت ان فضل صحابة محمد على جميع صحابة الانبياء المرسلين كفضل آل محمد على جميع آل النبيين ، وفضل محمد على جميع المرسلين ؟ [23] .

الفضل والخيرية هذه والتي من مستلزماتها الوسطية ، اكدها الله في ايات عدة ، كقوله: وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس – البقرة 143 .

ولا يخفى أن أول من خوطب بهذه الآية هم الصحابة رضوان الله عليهم ، تماما كما كانوا أول من خاطب الله في قوله تعالى: كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله – آل عمران ، 110 .

ويقول الطبرسي في تفسير الآية: معناه انتم خير أمة وانما قال كنتم لتقدم البشارة لهم في الكتب الماضية [24] . وقد ذكرنا بعضا من ذلك .

ويقول الطباطبائى في ميزانه: الآية تمدح حال المؤمنين في أول ظهور الإسلام من السابقين الاولين من المهاجرين والأنصار [25] .

وفيهم قال : طوبى لمن رآني وطوبى لمن رآى من رآني ، وطوبى لمن رآى من رآى من رآني ، وفي رواية: إلى السابع ثم سكت [26] .



فضائل الصحابة من القرآن و السنة و أقوال أئمة الشيعة:

والقرآن مليء بعشرات النصوص الدالة على إيمان وفضل هؤلاء الصحابة رضوان الله عليهم ، كقوله تعالى وإن يريدوا إن يخدعوك فإن حسبك الله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين * والف بين قلوبهم لو انفقت ما في الأرض جميعا ما الفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم * يا أيها النبي حسبك الله ومن إتبعك من المؤمنين - الانفال 62-64 0

وقوله والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين أووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقا لهم مغفرة ورزق كريم * والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتب الله إن الله بكل شىء عليم - الانفال 74-75 .

وقوله تعالى والسابقون الاولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم باحسان ورضوا عنه واعد لهم جنات تجري تحتها الانهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم - التوبة 100 .

قال الطبرسي: وفي هذه الآية دلالة على فضل السابقين ومزيتهم على غيرهم لما لحقهم من انواع المشقة في نصرة الدين فمنها مفارقة العشائر والاقربين ومنها مباينة المألوف من الدين ومنها نصرة الإسلام وقلة العدد وكثرة العدو ومنها السبق إلى الإيمان والدعاء إليه [27] .

ويقول الطباطبائي: المراد بالسابقين هم الذين اسسوا اساس الدين ورفعوا قواعده قبل ان يشيد بنيانه ويهتز راياته صنف منهم بالإيمان واللحوق بالنبي والصبر على الفتنة والتعذيب ، والخروج من ديارهم واموالهم بالهجرة إلى الحبشة والمدينة ، وصنف بالإيمان ونصرة الرسول وايوائه وايواء من اجر إليهم من المؤمنين والدفاع عن الدين قبل وقوع الوقائع [28] .



وكذلك لا تكاد تخلو سورة من سور القرآن الكريم الا وتحدثت عن جهادهم في سبيل الله ، اقرأ مثلا:

قوله تعالى وقوله الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفانزون * يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم * خالدين فيها أبدا إن الله عنده أجر عظيم – التوبة 20-22 .

وقوله لكن الرسول والذين آمنوا معه جاهدوا بأموالهم وأنفسهم وأولئك لهم الخيرات وأولئك هم المفلحون* أعد الله لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك الفوز العظيم - التوبة 88-89 .

وقوله ومالكم لا تنفقوا في سبيل الله ولله ميراث السموات والأرض لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى والله بما تعلمون خبير - الحديد 10 .

وقوله تعالى الذين إستجابوا لله والرسول من بعدما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم وأتقوا أجر عظيم * الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فأخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل * فإنقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء وأتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم - آل عمران 172-174 .

وقوله تعالى إذ يغشيكم النعاس أمنة منه وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت الأقدام - الانفال 11 .

وهذه الايه نزلت في غزوة بدر ، وقد ثبت عن رسول الله أنه قال لعمر بن الخطاب رضي الله عنه في قصة حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه لما سأله ان يدعه يضرب عنقه ، قال: وما يدريك يا عمر لعل الله اطلع على اهل بدر فغفر لهم ، فقال لهم: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم [29] .

وقال تعالى: أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب - البقرة 214 .

قال الطبرسي: قيل نزلت في المهاجرين من اصحاب النبي إلى المدينة اذ تركوا ديارهم واموالهم ومسهم الضر [30] .



وفيهم يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه:

فجاء بقرقان من الله منزل مبينة آياته لذوي العقل

فآمن أقوام كرام وأيقنوا وأمسوا بحمد الله مجتمعي الشمل

وأنكر أقوام فزاغت قلوبهم فزادهم الرحمن خيلا على خيل

وأمكن منهم يوم بدر رسوله وقوما غضابا فعلهم أحسن الفعل

بأيديهم بيض خفاف قواطع وقد حادثوها بالجلاء وبالصقل[31]

وقد وصف الله تعالى اصحاب نبيه بالصدق والتقوى ووعدهم بالفلاح في مواطن كثيرة منها:

قوله تعالى ياأيها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين – التوبة 119 ، ذكر بعض المفسرين انها نزلت في محمد واصحابه رضوان الله عليهم[32] .

ولا تخفى منزلة من أمرنا بالإقتداء بهم وهذا الأمر باق إلى يوم القيامة ولا يحتج هنا بأن هذا إنما كان في حال الصلاح قبل الردة كما يدعي القوم ، فإن ذلك مقياس البشر ، لا علام الغيوب الذي لا تخفي عنه خافية في السماء او الأرض فضلا عن سرائر النفوس .

ويقول تعالى وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين * وما لنا لا نؤمن بالله وما جاءنا من الحق ونطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين * فأثابهم الله بما قالوا جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء المحسنين - المائدة 83-85 .

وفيهم يقول محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من اثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطئه فآزره فإستغلظ فإستوى على سوقه يعجب الزراع ليغظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما - الفتح 29 .

ففي هذه الآية مع غيرها من الدلائل ، دليل على أن الله يغيظ بالصحابة رضوان الله عليهم من ينتقص من حقهم ومنزلتهم التي أنزلهم الله .

وعلى صلة بالآية السابقة ، روى القوم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سال قوم النبي فيمن نزلت هذه الآية وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما قال: إذا كان يوم القيامة عقد لواء من نور ابيض ونادى مناد: ليقم سيد المؤمنين ومعه الذين امنوا فقد بعث محمد ، فيقوم علي بن أبي طالب فيعطي الله اللواء من النور الابيض بيده ، تحته جميع السابقين الاولين من المهاجرين والأنصار ، لا يخالطهم غيرهم حتى يجلس على منبر من نور رب العزة ، ويعرض الجميع عليه رجلا رجلا فيعطي اجره ونوره ، فإذا اتي على اخرهم قيل لهم: قد عرفتم موضعكم ومنازلكم من الجنة ان ربكم يقول لكم: عندي لكم مغفرة واجر عظيم – يعني الجنة – فيقوم علي بن طالب والقوم تحت لوائه معهم حتى يدخل الجنة [33]

نعود إلى ما كنا فيه من ذكر فضائل الصحابة من القرآن ، يقول الله لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا * ومغانم كثيرة يأخذونها وكان الله عزيزا حكيما * وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها فعجل لكم هذه وكف أيدي الناس عنكم ولتكون آية للمؤمنين ويهديكم صراطا مستقيما - الفتح 18-20 .

يقول الطبرسي: يعني بيعة الحديبية وتسمى بيعة الرضوان لهذه الآية ورضا الله سبحانه عنهم وارادته تعظيمهم واثابتهم وهذا اخبار منه سبحانه أنه رضي عن المؤمنين اذ بايعوا النبي في الحديبية تحت الشجرة المعروفة وهي شجرة السمرة [34] ، وكان عدد الصحابة رضوان الله عليهم يوم بيعة الرضوان الفا ومائتين ، وقيل وأربعمائة ، وقيل وخمسائة ، وقيل وثمانمائة [35] .

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أخبرنا الله أنه رضي عنهم: عن اصحاب الشجرة فعلم ما في قلوبهم ، هل حدثنا أحد أنه سخط عليهم بعد ؟ [36] .

وعلى اي حال ، لا يسعنا هنا حصر جميع الآيات الدالة على فضائل الصحابة خشية خروجنا عما التزمنا به من الايجاز في كل موضوع ، لذا فاننا نختم هذا بايراد التالي ففيما أوردناه آنفا غنى لمن كان له قلب او ألقى السمع وهو شهيد .

يقول الله للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون * والذين تبوءو الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون * والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا إغفر لنا ولإخواننا الذين سبقوها بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم - الحشر 8-10 0 روى القوم ان نفرا من اهل العراق وفد على الإمام زين العابدين رحمه الله فقالوا في أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم ، فلما فرغوا من كلامهم ، قال لهم: الا تخبروني انتم المهاجرون الأولون الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون ؟ قالوا: لا ، قال: فانتم الذين تبوءو الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ؟ قالوا: لا ، قال: اما انتم قد تبرأتم ان تكونوا من أحد هذين الفريقين وانا اشهد انكم لستم من الذين قال الله فيهم: والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا اخرجوا عني فعل الله بكم [37] .

ولم يزل وهو يرى نفسه من الفريق الثالث يدعوا الله لهم بالمغفرة يقول في أحد ادعيته:

اللهم واصحاب محمد خاصة الذين احسنوا الصحابة والذين ابلوا البلاء الحسن في نصره وكانفوه واسرعوا إلى وفادته وسابقوا إلى دعوته واستجابوا له حيث اسمعهم حجة رسالاته وفارقوا الازواج والاولاد في اظهار كلمته وقاتلوا الاباء والأبناء في تثبيت نبوته وانتصروا به ومن كانوا منطوين على محبته يرجون تجارة لن تبور في مودته والذين هجرتهم العشائر اذ تعلقوا بعروته وانتفت منهم القرابات اذ سكنوا في ظل قرابته فلا تنس لهم اللهم ما تركوا لك وفيك وارضهم من رضوانك وبما حاشوا الخلق عليك وكانوا مع رسولك دعاة لك إليك واشكرهم على هجرهم فيك ديار قومهم وخروجهم من سعة المعاش إلى ضيقة ومن كثرت في اعزاز دينك من مظلومهم اللهم واوصل الي التابعين لهم باحسان الذين يقولون ربنا أغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان خير جزائك الذين قصدوا سمتهم وتحروا وجهتهم في بصيرتهم ولم يختلجهم شك في قفو اثارهم والائتمام لهم يدينون بدينهم ويهتدون بهديهم يتفقون عليهم ولا يتهمونهم فيما ادوا إليهم اللهم [38] .

ولا عجب في ان ينتهج الإمام السجاد نهج جده أمير المؤمنين رضي الله عنه في بيان فضائلهم لاهل العراق .

فعن الباقر قال: صلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بالناس الصبح بالعراق فلما انصرف وعظهم فبكى وابكاهم من خوف الله تعالى ، ثم قال: اما والله لقد عهدت اقواما على عهد خليلي رسول الله وانهم ليصبحون ويمسون شعثا غبرا خمصا بين اعينهم كركب المعزى ، يبيتون لربهم سجدا وقياما ، يراوحون بين اقدامهم وجباههم يناجون ربهم ، ويسألونه فكاك رقابهم من النار ، والله لقد رايتهم مع ذلك وهم جميع مشفقون منه خائفون [39] .

وعن زين العابدين قال: صلى أمير المؤمنين الفجر ثم لم يزل في موضعه حتى صارت الشمس على قيد رمح واقبل على الناس بوجهه فقال: والله لقد أدركت اقواما يبيتون لربهم سجدا وقياما يخالفون بين جباههم وركبهم كان زفير النار في اذانهم إذا ذكر الله عندهم مادوا كما يميد الشجر [40] .

وكان رضي الله عنه يقول لمعاوية: اما بعد : فإن لله عبادا امنوا بالتزيل وعرفوا التاويل وفقهوا في الدين وبين الله فضلهم في القرآن الكريم وانتم في ذلك الزمان اعداء للرسول ، فكنتم فيمن دخل هذا الدين اما رغبة واما رهبة على حين فاز اهل السبق بسبقهم وفاز المهاجرون والأنصار بفضلهم ولا ينبغي لمن ليست لهم مثل سوابقهم في الدين ولا فضائلهم في الإسلام ان ينازعهم الأمر الذي هم اهله وأولى به فيجور ويظلم [41] .

وقال فيهم الإمام الصادق: كان اصحاب رسول الله اثني عشر الفا ثمانية الاف من المدينة ، والفان من مكة ، والفان من الطلقاء ، ولم ير فيهم قدري ولا مرجيء ولا حروري ولا معتزلي ولا صاحب راي ، كانوا يبكون الليل والنهار ويقولون: اقبض ارواحنا من قبل ان ناكل خبر الخمير [42] .

وقال أيضا: وكان بعض اصحاب رسول الله يضع حصاة في فمه فإذا أراد ان يتكلم بما علم أنه لله وفي الله ولوجه له اخرجها ، وان كثيرا من الصحابة كانوا يتنفسون تنفس الغرقى ، ويتكلمون شبه المرضى [43] .

لذا صلح أمرهم ، كما قال علي رضي الله عنه عن الرسول : ان صلاح أول هذه الأمة بالزهد واليقين وهلاك اخرها بالشح والامل [44] .

وكان من عظمة هذا الجيل المثالي ، ان نهى رسول الله من يأتي من بعده ان يذكرهم بسوء او ينتقصهم ، وكأن الله اطلعه على الغيب ليرى ما سيؤول إليه الأمر ، فقال: إذا ذكر أصحابي فامسكوا [45] .

وعن الصادق ، عن ابائه ، عن علي رضي الله عنه قال: اوصيكم باصحاب نبيكم لا تسبوهم وهم الذين لم يحدثوا بعده ولم يؤوا محدثا ، فإن رسول الله اوصي بهم [46] .

ولا يسعف القوم حمل قوله هذا على من لم يحدث بعده ، فإن عليا رضي الله عنه وهو راوي الحديث لم ير ذلك في اهل الشام الذين رأوا الخروج عليه واستحلوا حربه حيث قال فيهم:

أن ربنا واحد ونبينا واحد ودعوتنا في الإسلام واحدة لا نستزيدهم في الإيمان بالله والتصديق لرسوله ولا يستزيدونا: الأمر واحد الا ما إختلفنا فيه من دم عثمان ونحن منه براء[47] . فتدبر في هذا .

ولا زال يوصي من سيأتي بعدهم بالتمسك بكتاب الله وسنته وهديهم رضي الله عنهم ، ويؤكد ان ظهور هذا الدين إنما بمن بقي منهم رضي الله عنهم .

فعن الصادق قال: قال رسول الله : ما وجدتم في كتاب الله فالعمل به لا عذر لكم في تركه ، وما لم يكن في كتاب الله وكانت فيه سنة مني فلا عذر لكم في ترك سنتي ، وما لم يكن فيه سنة مني فما قال أصحابي فقولوا به ، فانما مثل أصحابي فيكم كمثل النجوم بأيما اخذ اهتدى ، وبأي اقاويل أصحابي اخذتم اهتديتم ، واختلاف أصحابي لكم رحمة[48] .

وعن الكاظم عن ابائه: قال رسول الله : أنا امنة لأصحابي ، فإذا قبضت دنا من أصحابي ما يوعدون ، وأصحابي امنة لامتي فإذا قبض أصحابي دنا من امتي ما يوعدون ، ولا يزال هذا الدين ظاهرا على الاديان كلها ما دام فيكم من قد رآني [49] .

ولقد كان صحابة رسول الله على درجة عالية من الاخلاق في تعاملهم مع رسول الله وطاعتهم وحبهم واخلاصهم له ، فهذا انس رضي الله عنه يقول: لم يكن شخص أحب إليهم من رسول الله وكانوا إذا راوه لم يقوموا إليه لما يعرفون من كراهيته [50] .

وعن البراء بن عازب قال: لقد كنت اريد ان اسال رسول الله عن الأمر فأؤخره سنتين من هيبته [51] .

وعن جابر رضي الله عنه قال: كان رسول الله في قبة من آدم وقد رايت بلالا الحبشي وقد خرج من عنده ومعه فضل وضوء رسول الله فإبتدره الناس فمن اصاب منه شيئا تمسح به وجهه ومن لم يصب منه شيئا اخذ من يدي صاحبه فمسح وجهه وكذلك فعل بفضل وضوء أمير المؤمنين[52] .

وعن ابن شريك قال: أتيت النبي واصحابه حوله كأنما على رؤوسهم الطير ، وعن عروة بن مسعود حين وجهته قريش عام القضية إلى رسول الله ورأي من تعظيم اصحابه له وانه لا يتوضأ الا ابتدروا وضوءه وكادوا يقتتلون عليه ولا يبصق بصاقا ولا يتنخم نخامة الا تلقوها بأكفهم فدلكوا بها وجوههم واجسادهم ولا تسقط منه شعرة الا ابتدروها ، واذا أمرهم بأمر ابتدروا أمره ، واذا تكلم خفضوا اصواتهم عنده ، وما يحدون النظر إليه تعظيما له ، فلما رجع إلى قريش قال: يا معشر قريش إني أتيت كسرى في ملكه وقيصر في ملكه والنجاشي في ملكه واني والله ما رايت ملكا في قوم مثل محمد في اصحابه ، وعن انس قال: لقد رأيت رسول الله والحلاق يحلقه وأطاف به اصحابه ، فما يريدون ان يقع شعرة الا في يد رجل ، [53] .

ولما أراد المشركون قتل زيد بن الدثنة قالوا له: اتحب إنك الآن في اهلك وان محمدا مكانك ؟ قال: والله ما أحب ان محمدا يشاك بشوكة واني جالس في أهلي ، فقال أبوسفيان: والله ما رايت من قوم قط اشد حبا لصاحبهم من اصحاب محمد[54] .

وكشأن اصحابه رضوان الله عليهم معه كان هو في محبته وتعامله معهم ، من ذلك ما رواه عنه ابن مسعود رضي الله قال: لا يبلغني أحد منكم عن أصحابي شيئا فاني أحب ان اخرج إليكم وانا سليم الصدر [55] .

وعن انس رضي الله عنه قال: كان رسول الله إذا فقد الرجل من اخوانه ثلاثة ايام سأل عنه ، فإن كان غائباً دعا له ، وان كان شاهداً زاره ، وان كان مريضاً عاده [56] .

وكان يقول : لا عيش الا عيش الآخرة ، اللهم ارحم الأنصار والمهاجرة [57] .

ولم يقتصر بيانه لفضائلهم في حياته ، كما يزعم القوم من ان ذلك إنما في حال صلاحهم ، بل كأنه أراد إثبات فساد قولهم هذا ، بأن بين فضلهم في حال وفاته وذلك باستغفاره لما قد يبدر منهم من ذنوب ، فعن الباقر قال: قال رسول الله ان مقامي بين اظهركم خير لكم وان مفارقتي اياكم خير لكم ، اما مقامي فلقول الله : وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهو يستغفرون ، اما مفارقتي لأن اعمالكم تعرض علي كل اثنين وخميس فما كان حسنا حمدت الله تعالى عليه وما كان سيئا استغفرت لكم[58] .

وجعل ثبات المؤمنين على الصراط بسبب شدة حبهم لاصحابه رضي الله عنهم ، فعن الباقر عن ابائه قال: قال رسول الله : اثبتكم على الصراط اشدكم حبا لاهل بيتي ولأصحابي [59] .

وقد كان الاصحاب من مهاجرين وانصار وكذا أهل البيت رضي الله عنهم أجمعين يختصمون لا في حب رسول الله لهم فحسب ، فإن ذلك من المسلمات ، ولكن في ايهم أولى بذلك الحب ، وايهم أحب إليه ، فعن كعب بن عجرة ان المهاجرين والأنصار وبني هاشم اختصموا في رسول الله أينا أولى به واحب إليه ؟ فقال رسول الله : اما انتم يا معشر الأنصار فانما أنا اخوكم ، فقالوا: الله اكبر ذهبنا به ورب الكعبة ، واما انتم يا معشر المهاجرين فانما أنا منكم ، فقالوا: الله اكبر ذهبنا به ورب الكعبة ، واما انتم يا بني هاشم فانتم مني والي ، فقمنا وكلنا راض مغتبط برسول الله [60] .

وعلى ذكر الأنصار ، روى القوم عن الصادق أنه قال: ما سلت السيوف ولا اقيمت الصفوف في صلاة ولا زحوف ولا جهر باذان ولا أنزل الله يا أيها الذين آمنوا حتى اسلم إبناء القيلة: الاوس والخزرج [61] .

وما دمنا في ذكرهم ، فلا بأس في ايراد شيئ من فضائلهم ، قال رسول الله : اللهم اغفر للأنصار ولأبناء الأنصار ولأبناء إبناء الأنصار ، يا معشر الأنصار اما ترضون ان يرجع غيركم بالشاء والنعم وترجعون انتم وفي سهمكم رسول الله ؟ قالوا: بلى رضينا ، قال النبي حينئذ: الأنصار كرشي وعيبتي ، لو سلك الناس واديا وسلكت الأنصار شعبا لسلكت شعب الأنصار ، اللهم اغفر للأنصار [62] .

وزاد الطبرسي رحمه الله بعد قوله: لسلكت شعب الأنصار: ولولا الهجرة لكنت إمرا من الأنصار [63] .

الصادق قال: جاءت فخذ من الأنصار إلى رسول الله فسلموا عليه فرد عليهم السلام ، فقالوا: يا رسول الله لنا إليك حاجة ؟ فقال: هاتوا حاجتكم ، قالوا: إنها عظيمة ، فقال: هاتوها ما هي ؟ قالوا: ان تضمن لنا على ربك الجنة ؟ قال: فنكس رسول الله رأسه ثم نكت في الأرض ثم رفع رأسه فقال: افعل ذلك بكم على أن لا تسألوا احدا شيئا ، قال: فكان الرجل منهم يكون في السفر فيسقط سوطه فيكره ان يقول لإنسان: ناولنيه ، فرارا من المسألة ، فينزل فيأخذه ويكون على المائدة فيكون بعض الجلساء اقرب إلى الماء منه فلا يقول: ناولنيه حتى يقوم فيشرب [64] .

وقال لإمرأة أنصارية وهبت نفسها له : رحمك الله ورحمكم يا معشر الأنصار ، نصرني رجالكم ، ورغبت في نساؤكم [65] .

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ان علي بن أبي طالب والعباس بن عبدالمطلب والفضل بن العباس رضي الله عنهم دخلوا على رسول الله في مرضه الذي قبض فيه ، فقالوا: يا رسول الله هذه الأنصار في المسجد تبكي رجالها ونساؤها عليك ، فقال: وما يبكيهم ؟ قالوا: يخافون ان تموت ، فقال: اعطوني ايديكم فخرج في ملحفة وعصابة حتى جلس على المنبر فحمد الله واثنى عليه ، ثم قال فيما قاله: اوصيكم بهذا الحي من الأنصار ، فقد عرفتم بلاءهم عند الله وعند رسوله وعند المؤمنين ، الم يوسعوا في الديار ، ويشاطروا الثمار ، ويؤثروا وبهم الخصاصة ؟ فمن ولي منكم أمرا يضر فيه احدا او ينفعه فليقبل من محسن الأنصار ، وليتجاوز عن مسيئهم ، وكان آخر مجلس جلسه حتى لقى الله [66] .

وقال : الا وان الأنصار ترسي فأعفوا عن مسيئهم واعينوا محسنهم [67] .

وعن الكاظم قال: لما حضرت رسول الله الوفاة دعا الأنصار وقال: يا معشر الأنصار قد حان الفراق ، وقد دعيت وانا مجيب الداعي ، وقد جاورتم فأحسنتم الجوار ونصرتم فأحسنتم النصرة وواسيتم في الأموال ووسعتم في المسلمين وبذلتم لله مهج النفوس والله يجزيكم بما فعلتم الجزاء الاوفى [68] .

وقال علي رضي الله عنه في مدحهم: هم والله ربوا الإسلام كما يربي مع عنائهم بأيديهم السياط والسنتهم السلاط [69] .

وليس بعزيز على الله بعد كل هذا ان يجعلهم ائمة ويجعلهم وارثين وان يستخلفهم في الأرض ، كما قال في محكم كتابه: وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا – النور 55 ، فالله وعد في هذه الآيات من المؤمنين بالاستخلاف وتمكين الدين والأمن العظيم من الأعداء ولا بد من وقوع ما وعد به ضرورة امتناع الخلف في وعده تعالى ووقع ذلك في عهد الخلفاء الراشدين الذين كانوا حاضرين وقت نزول هذه الآيات ، كما ذكر ذلك بعض المفسرين .



بشارات الرسول التي تحققت في عهد الخلفاء الثلاثة رضي الله عنهم:

وعلى ذكر هذه الآيات ، ووقوع ما وعد الله به المؤمنين من الاستخلاف في الأرض والحاصل في حق الثلاثة رضي الله عنهم الأمر الذي لا يراه القوم ، نورد هنا بعضا من البشارات النبوية على صاحبها وآله افضل الصلاة وازكى التسليم ، والتي وعد بها اصحابه ووقعت في عهد أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم :

منها ما كان يوم حفر الخندق عندما اعترضت المسلمين صخرة فاستعصت عليهم فأتى النبي واخذ المعول وضرب به ضربة فلمعت منها برقة كأنها مصباح في جوف ليل مظلم فكبر رسول الله تكبيرة فتح فكبر المسلمون ثم ضرب ضربة أخرى فلمعت برقة أخرى ثم ضرب به الثالثة فلمعت برقة أخرى ، فقال عن الأولى: أضاءت لي منها قصور الحيرة ومدائن كسرى ، وأخبرني جبرئيل ان امتي ظاهرة عليها ، ثم ضريت الضربة الثانية فبرق الذي رأيتم أضاءت لي منها قصور الحمر من ارض الروم ، فأخبرني جبرئيل ان امتي ظاهرة عليها فأبشروا ، فأستبشر المسلمون وقالوا: الحمد لله موعد صدق وعدنا النصر بعد الحصر ، فقال المنافقون: الا تعجبون ي****************م ويعدكم الباطل ويعلمكم أنه يبصر من يثرب قصور الحيرة ومدائن كسرى وإنها تفتح لكم وأنتم تحفرون الخندق من الفرق - أي الخوف - ولا تستطيعون ان تبرزوا ، فنزل القرآن إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا [70] .

فمتى تحققت هذه البشارات ، وهل تجد هنا مكانا لما نسب إليه من قوله: وانصر من نصره واخذل من خذله0 ومنها قوله : انكم ستفتحون مصر ، فإذا فتحتموها فإستوصوا بالقبط خيرا ، كان لهم رحم وذمة - يعني ان ام إبراهيم منهم اي مارية القبطية [71] .

وفي رواية: الله الله في القبط فإنكم ستظهرون عليهم ويكونون لكم عدة واعوانا في سبيل الله [72] .

ومن البشارات التي تدل على عدالة الصحابة وإيمانهم قوله : ان ابني هذا - يعني الحسن بن علي رضي الله عنهما - سيد وسيصلح الله به بين فئتين من المسلمين ، وكان كما قال [73] .

ومنها قوله : يقتل بهذه الحرة خيار امتي بعد أصحابي ، قال انس بن مالك رضي الله عنه: قتل يوم الحرة سبع مائة رجل من حملة القرآن ، فيهم ثلاثة من اصحاب النبي [74] .

وبهذا يظهر فساد القول بخلاف الصحابة رضوان الله عليهم لأمر الله ورسوله ، واغتصاب الخلفاء الثلاثة لحق علي رضي الله عنهم أجمعين وتصرفهم في الأرض بغير وجه حق ، وقد رأيت ان ظاهر احوالهم معه واحواله معهم رضي الله عنهم أجمعين تنبئ بخلاف ذلك ، فلم يكن يجمعهم سوى المحبة والاحترام واقرار كل واحد منهم لفضيلة الاخر .



إقرار الصحابة بفضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين:

ولعل في انتقالنا للحديث عن علاقتهم رضي الله عنهم مع علي رضي الله عنه وذكر نصوص في هذا المقام ما يزيل شبهة إختلافهم المزعوم ، فإن ذلك أبلغ في المراد في بيان ما كانوا عليه من الفة حميمة ومحبة خالصة لا تشوبها تلك الترهات التي أراد من أراد ان يصور بها ذلك المجتمع العظيم من مجتمع مليىء بالاحقاد والضغائن والمؤامرات والاغتيالات والعدواة إلى اخر ما ذكروه ، وحيث اننا لا يسعنا ذكر موقف كل صحابي على حده مع الامير رضي الله عنه وموقفه معه ، فاننا نذكر موقفا عاما لهؤلاء الصحابة رضوان الله عليهم ، وحبهم له وذلك على كل حال من طرق القوم: فعن جابر بن عبدالله الأنصاري رضي الله عنه قال: كان اصحاب محمد إذا اقبل علي قالوا: قد جاء خير البرية [75] .

وكانوا يعملون على إرضائه والإقتداء بهديه رضي الله عنه فلما ورد بسبي الفرس إلى المدينة في عهد الفاروق رضي الله عنه اعتق الامير رضي الله عنه لوجه الله حقه وحق بني هاشم ، فقالت المهاجرون والأتصار: قد وهبنا حقنا لك يا اخا رسول الله ، فقال: اللهم فأشهد أنهم قد وهبوا وقبلت واعتقت ، ولم يخالفه عمر رضي الله عنه في ذلك وقال: سبق إليها علي بن أبي طالب ونقض عزمتي في الاعاجم [76] .

وفي رواية: قد وهبت لله ولك يا أباالحسن ما يخصني وسائر ما لم يوهب لك [77] .

وكانوا يحفظون له قدره في ادق المسائل ، فانظر مثلا ما ذكره القوم عن أبي رافع رضي الله عنه قال: ان رسول الله إذا جلس ثم أراد ان يقوم لا يأخذ بيده غير علي ، وان اصحاب النبي كانوا يعرفون ذلك له ، فلا ياخذ بيد رسول الله غيره[78] .




--------------------------------------------------------------------------------

[1] - مجمع البيان ، 1/810

[2] - البحار ، 15/29

[3] - إرشاد القلوب ، 2/217- 226 إعلام الورى ، 20 البحار ، 16/342 ،347 ،349 ، 18/122 إثبات الهداة ، 1/363

[4] - الخصال ، 150 الإحتجاج ، 192 الكافي ، 2/596 البحار ، 7/130 ،131 نور الثقلين ، 3/469 ، 5/219 الصافي ، 5/125

[5] - مجمع البيان ، 9/331 نور الثقلين ، 3/469 ، 5/220

[6] - أمالي الصدوق ، 179 البحار ، 8/22

[7] - البحار ، 17/298 الخرائج ، 183

[8] - إرشاد القلوب ، 2/217 البحار ، 16/347

[9] - علل الشرايع ، 416 عيون الأخبار ، 1/220 تفسير العسكري ، 31 البحار ، 13/341 ، 26/275 ، 92/224 ، 99/185 تأويل الآيات ، 1/418 البرهان ، 3/228 نور الثقلين ، 4/130

[10] - عيون الأخبار ، 200 صحيفة الرضا ، 29 كتاب ابي الجعد ، 10 البحار ، 13/344 ، 16/354 ، 17/32 ، 26/268 تفسير الكاشف ، 7/88 مجمع البيان ، 5/178

[11] - إثبات الهداة ، 1/191 البحار ، 57/317

[12] - أمالي الصدوق ، 164 البحار ، 14/286 إثبات الهداة ، 1/171 ،197 أنظر روايات أخرى في تحريم دخول الامم السابقة الجنة قبل أمة r: البحار ، 8/5 ، 16/326 ، 26/318 ، 27/129 ، 36/64 ، 39/214 ،218 ، 45/403 تأويل الآيات ، 2/629 البرهان ، 4/262 كشف الغمة ، 1/321 المحتضر ، 97

[13] - جامع الأخبار ، 129 البحار ، 72/48

[14] - إثبات الهداة ، 2/21 البحار ، 28/261

[15] - نور الثقلين ، 3/523 البحار ، 14/286 ، 16/145 ، 52/181 أمالي الصدوق ، 164 كمال الدين ، 96

[16] - أمالي الصدوق ، 507 ،508 البحار ، 22/509

[17] - قرب الإسناد ، 56 البحار ، 22/443 ، 23/340 ، 93/290

[18] - روضة الواعظين ، 255 البحار ، 22/444 أنظر ايضا: إرشاد القلوب ، 2/217 البحار ، 16/341

[19] - علل الشرايع ، 45 الخصال ، 2/47 معاني الأخبار ، 19 البحار ، 16/92

[20] - نوادر الراوندي ، 16 البحار ، 22/309

[21] - سعد السعود ، 101 البحار ، 18/318 المستدرك ، 1/250 تأويل الآيات ، 1/266 تفسير القمي ، 1/397 ،400 ،401

[22] - تفسير العسكري ، 157 البحار ، 26/331

[23] - علل الشرايع ، 416 عيون الأخبار ، 1/220 تفسير العسكري ، 31 البحار ، 13/341 ، 26/275 ، 92/224 ، 99/185 تأويل الآيات ، 1/418 البرهان ، 3/228 نور الثقلين ، 4/130

[24] - مجمع البيان ، 1/810

[25] - تفسير الميزان ، 3/376

[26] - أمالي الصدوق ، 327 أمالي الطوسي ، 454 البحار ، 22/305 ،313 ، 70/12

[27] - مجمع البيان ، 5/98 البحار ، 22/302 ، 69/59

[28] - تفسير الميزان ، 9/373

[29] - مجمع البيان ، 9/270 الإرشاد ، 34 إعلام الورى ، 66 البحار ، 21/94 ،121 ،125 نور الثقلين ، 5/301 فرات ، 2/421

[30] - مجمع البيان ، 1/546 البحار ، 20/188

[31] ديوان أمير المؤمنين رضي الله عنه ، 107 البحار ، 19/316

[32] - أنظر مثلا: مجمع البيان ، 3/122

[33] - أمالي الطوسي ، 387 البحار ، 8/4 ، 23/388 ، 39/213 كنز جامع الفوائد ، 345 البرهان ، 4/202 المناقب ، 3/27 نور الثقلين ، 5/79 ،245

[34] - مجمع البيان ، 5/176

[35] - مجمع البيان ، 5/167 البحار ، 20/346 ،365 ، 24/93 ، 36/55 ،121 روضة الكافي ، 322 تأويل الايات ، 2/595 البرهان ، 4/196 المناقب ، 2/22

[36] - الإرشاد ، 13 روضة الواعظين ، 75 البحار ، 38/243 ، 40/51 فرات ، 2/421

[37] - كشف الغمة ، 2/291

[38] - الصحيفة السجادية ، من دعائه في الصلاة على اتباع الرسل ومصدقيهم0

[39] - أمالي الطوسي ، 62 البحار ، 22/306 وقال في بيانه: جميع اي مجتمعون على الحق لم يتفرقوا كتفرقكم

[40] - الكافي ، 2/236 البحار ، 41/24 ، 42/247 ، 67/360

[41] - البحار ، 32/429

[42] - الخصال ، 640 البحار ، 22/305 حدائق الانس ، 200

[43] - مصباح الشريعة ، 20 البحار ، 71/284

[44] - أمالي الصدوق ، 189 البحار ، 70/173 ،311 ، 73/164 ،300

[45] - نور الثقلين ، 4/407 البحار ، 58/276

[46] - أمالي الطوسي ، 332 البحار ، 22/306 حياة القلوب ، 2/621

[47] - البحار ، 33/306 ، نهج البلاغة ، 141

[48] - معاني الأخبار ، 50 البحار ، 22/307

[49] - نوادر الراوندي ، 23 البحار ، 22/309

[50] - مكارم الاخلاق ، 16 البحار ، 16/229

[51] - المصادر السابقة

[52] - البحار ، 17/33

[53] - البحار ، 17/32 ، 20/332 ،343 شرح الشفاء ، 1/67 مجمع البيان ، 9/117 المناقب ، 1/203

[54] - المنتقى في مولود المصطفى ، فيما كان سنة اربع من الهجرة البحار ، 20/152

[55] - مكارم الاخلاق ، 21 البحار ، 16/236

[56] - مكارم الاخلاق ، 17 البحار ، 16/233

[57] - المناقب ، 1/185 البحار ، 19/124 ، 22/354 نور الثقلين ، 4/244 القمي ، 2/153

[58] - البصاير ، 131 العياشي ، 2/59 البحار ، 17/149 ، 23/338 ،349 أمالي الطوسي ، 421 نور الثقلين ، 2/151 ،153 ،264 البرهان ، 2/79 الصافي ، 2/300 القمي ، 1/276 معاني الأخبار ، 113

[59] - البحار ، 27/133

[60] - البحار ، 22/312

[61] - البحار ، 22/312

[62] - الإرشاد ، 75 إعلام الورى ، 126 البحار ، 21/159 ،172

[63] - مجمع البيان ، 5/19 البحار ، 21/162 ، 22/137 التفسير الكاشف ، 7/290

[64] - الكافي ، 3/127 البحار ، 22/129 ،142 أمالي الطوسي ، 675

[65] - تفسير القمي ، 2/169 البحار ، 22/196 ،211 الكافي ، 4/79 نور الثقلين ، 4/292 ،293 الصافي ، 4/196

[66] - أمالي المفيد ، 28 البحار ، 22/475 ، 28/177

[67] - أمالي الطوسي ، 261 البحار ، 22/312 ، 23/146 البرهان ، 1/11

[68] - البحار ، 22/476

[69] - نهج البلاغة ، 184 البحار ، 22/312

[70] - مجمع البيان ، 2/428 ، 4/534 الخصال ، 1/77 أمالي الصدوق ، 188 إعلام الورى ، 100 البحار ، 17/169 ،171 ، 20/190 ،219 ،241 أنظر ايضا: نور الثقلين ، 4/245 إثبات الهداة ، 1/239 ،284 ،345 أمالي الصدوق ، 258 القمي ، 2/154

[71] - المناقب ، 1/109 البحار ، 18/131

[72] - أمالي الطوسي ، 258 البحار ، 18/144

[73] - إعلام الورى ، 45 المناقب ، 1/140 البحار ، 18/142 ، 43/298 ،299 ،305 ،317

[74] - إعلام الورى ، 210 البحار ، 18/125 إثبات الهداة ، 1/365

[75] - أمالي الطوسي ، 213 البحار ، 38/5 نور الثقلين ، 5/644 الصافي ، 5/355 البرهان ، 4/491

[76] - المناقب ، 4/48 البحار ، 45/330

[77] - دلائل الإمامة ، 81 البحار ، 46/15 ، 100/56 ، 104/199

[78] - البحار ، 38/297







التوقيع :
استودعكم الله اخواني واخواتي
من مواضيعي في المنتدى
»» اسمع ما قاله الغرب عن نبينا محمد صلِّ الله عليه وسلم
»» تم افتتاح قسم أرشيف لمنتديات الموقع
»» اختراق 1200 موقع صفوي والله أكبــر
»» وسلاحة الكذب مطلوووووووووووب
»» اول من سمى حزب الله بحزب الشيطان حزب امل الشيعيه
 
قديم 04-03-03, 03:40 AM   رقم المشاركة : 2
المرسال
مشرف






المرسال غير متصل

المرسال is on a distinguished road


إقرار أهل البيت بفضائل الصديق والفاروق وذي النورين رضي الله عنهم:


وننتقل الآن إلى ذكر موقف علي من الشيخين رضي الله عنهم ، وموقفهما معه ، دون التطرق إلى ذكر بقيه الصحابة رضوان الله عليهم ، لأسباب لا يجهلها أحد إذا علم ان النصيب الاكبر من عداوة القوم إلى الصحابة إنما متوجة إليهما ، ثم قس على هذا اعتقادهم فيمن دونهما .

فنقول: ان تلك المسألة لم تكد تغادر حتى ادق المسائل مما لها دلالة لا تخفى على المنصف المتجرد من الاهواء المسبقة ، في اظهار العلاقة الحميمة التي تربطهم ببعض:

فمنها مثلا: ان عليا رضي الله عنه لم يفته ان يسمي أحد إبنائه بابي بكر [1] ، وآخر بعمر [2] ، وثالث بعثمان [3] .

وهؤلاء الثلاثة ولدوا في عهد الخلفاء الثلاثة كما لا يخفى ، وكأن الأمير رضي الله عنه قد علم بما سيقوله من يدعي أنه شيعته في هؤلاء الخلفاء رضي الله عنهم ، فأراد ان يحرجهم ويكشفهم .

وكذلك كان شأن ابنه الحسن رضي الله عنه حيث سمى أحد أبنائه بأبي بكر [4] ، وآخر ، بل واثنين آخرين بعمر [5] .

وستقف بعد قليل على علة تسميته أسماء أبنائه بعمر مرارا .

ولم يخالفهم في ذلك الحسين رضي الله عنه فقد سمى أحد إبناءه بابي بكر [6] ، وآخر بعمر[7] .

وكذلك شأن ابنه زين العابدين رحمه الله ، حيث سمى أحد أولاده بإسم الخليفة الثاني عمر رضي الله عنه [8] ، وآخر بعثمان [9] ، اما هو فقد أحب ان يكنى بابي بكر [10] .

وكذا حال بقية أهل البيت ، فهاهو الكاظم يسمي أحد إبناءه بابي بكر [11] ، وآخر بعمر [12] ، وكان ابنه الرضا يكنى بأبي بكر [13] .

ولعل في سرد بعض من هذه الأسماء أيضا ما يؤيد ان حب آل البيت لهم ممتدة في إبناءهم وأبناء إبنائهم:

ابوبكر بن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب [14]

عمر بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب [15]

عمر بن علي بن الحسين بن علي بن عمر بن علي [16]

عمر بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب [17]

عمر بن الحسن بن علي بن الحسن [18]

عمر بن الحسين بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب [19]

عمر بن الحسن بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب [20]

ولا شك ان لعامل الإسم دلالة نفسية لا تخفى ، ولعل على من يزعم أنه من شيعة الامير وأهل بيته رضي الله عنهم ان يسأل نفسه ان كان يستطيع ان يسمي أحد إبنائه بإسم من اغتصب حق الامير ، والرواية الآتية تدل على اهمية عامل الإسم هذا .

روى القوم ان معاوية استعمل مروان بن الحكم على المدينة وأمره ان يفرض لشباب قريش ، ففرض لهم ، فقال علي بن الحسين فأتيته فقال: ما اسمك ؟ فقلت: علي بن الحسين ، فقال: ما اسم اخيك ؟ فقلت: علي ، فقال: علي وعلي ؟ مايريد أبوك ان يدع احدا من ولده الا سماه عليا ، ثم فرض لي فرجعت إلى أبي فأخبرته ، فقال: لو ولد لي مائة لاحببت ان لا اسمي أحد منهم الا عليا [21] .

وفي رواية ان يزيد قال له: واعجبا لابيك سمى عليا وعليا ؟ فقال: ان أبي أحب أباه فسمى باسمه مرارا [22] .



فضائل الصديق وعائشة رضي الله عنهما وروايتهما فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه :


ولاشك ان عليا وكذا أهل بيته رضي الله عنهم يعرفون قدر هؤلاء ومنزلتهم ، وصحبتهم من رسول الله وبلاءهم لنصرة الإسلام بما لا يخفى على العدو فضلا عن الصديق .

فهاهو أبوجهل يقول: من جاء بمحمد او دل عليه فله مائة بعير ، او جاء بابن أبي قحافة او دل عليه فله مائة بعير[23] .

فجعل مكافأة النبي وصاحبه الصديق ورفيقه في الغار رضي الله عنه سواء .

فلا غرابة ان يشبه الرسول ابابكر رضي الله عنه بنبيين من أولي العزم وهما إبراهيم وعيسى عليهما السلام [24] .

كيف لا يقولها في صاحب الموقف العظيم يوم حروب الردة حيث قال: لا احل عقدة عقدها رسول الله ، ولا انقصكم شيئا مما اخذ منكم نبي الله ، ولاجاهدنكم ولو منعتموني عقالا مما اخذ منكم نبي الله لجاهدتكم عليه [25] .

ولشدة حب رسول الله له وتدليلا على عظمة الموالاة بينهما صاهره وتزوج إبنته عائشة رضي الله عنها ولها من العمر ست او سبع سنوات على خلاف[26] .

الصديقة المبرأة من فوق سبع سموات كما في حادثة الافك ، الغائبة الحاضرة في قلبه .

فعن علي رضي الله عنه قال: دخلت السوق فابتعت لحما بدرهم وذرة بدرهم فأتيت بهما فاطمة حتى إذا فرغت من الخبز والطبخ قالت: لو أتيت أبي فدعوته ، فخرجت وهو مضطجع يقول: اعوذ بالله من الجوع ضجيعا ، فقلت: يا رسول الله عندنا طعام فاتكأ علي ومضينا نحو فاطمة فلما دخلنا قال: هلمي من طعامنا ثم قال: اغرفي لعائشة فغرفت [27] .

وكن ازواجه يعلمن من شدة حبه لها رضي الله عنهن ، فكن يهبن لياليهن لها كما فعلت سودة بنت زمعة بعد نزول آية التخيير [28] .

وعن الصادق قال: إنما خير رسول الله لمكان عائشة ، فاخترن الله ورسوله ، ولم يكن لهن ان يخترن غير رسول الله [29] .

وقد سمى بعض الائمة بناتهم بعائشة ، كالكاظم [30] ، والرضا [31] ، والهادي [32] .

وقد كانت الصديقة رضي الله عنها تحفظ قدر الامير رضي الله عنه وتذكر فضائله ولا تكتمها رغم كل ما حصل وقيل ، وهذه الروايات التي أوردها القوم من طرقهم ترد عليهم :

فعن عائشة رضي الله عنها قالت: ما رأيت رجلا كان أحب إلى رسول الله منه وما رأيت إمرأة كانت أحب إلى رسول الله من امراته [33] .

وعنها رضي الله عنها قالت: كنت عند رسول الله فاقبل علي بن أبي طالب فقال: هذا سيد العرب [34].

وعنها رضي الله عنها قالت: قال رسول الله : ذكر علي عبادة [35] .

وعنها رضي الله عنها قالت: زينوا مجالسكم بذكر علي [36] .

وقالت رضي الله عنها وقد سئلت من كان أحب الناس إلى رسول الله قالت: فاطمة ، فقلت: إنما سألتك عن الرجال ، قالت: زوجها ، والله أنه كان صواما قواما ولقد سالت نفس رسول الله في يده فردها إلى فيه [37] .

وعنها رضي الله عنها قالت وقد ذكر عندها علي بن أبي طالب: كان من اكرم رجالنا على رسول الله [38] .

وعن جميع بن عمير قال: قالت عمتي لعائشة وانا اسمع له: أنت مسيرك إلى علي ما كان ؟ قالت: دعينا منك أنه ماكان من الرجال أحب إلى رسول الله من علي ، ولا من النساء أحب إليه من فاطمة [39] .

وكانت تتذكر هذا المسير فتقول رضي الله عنها: والله لو كان لي من رسول الله عشرون كلهم ذكر مثل عبدالرحمن بن الحارث بن هشام فثكلتهم بموت او قتل كان أيسر علي من خروجي على علي [40] .

وسألت رضي الله عنها عنه فقالت: ذاك خير البشر ولا يشك فيه الا كافر [41] .

وفي رواية: ذاك من خير البرية ولا يشك فيه الا كافر [42] .

وقالت لاخيها محمد بن أبي بكر رضي الله عنهم: الزم علي بن ابي طالب ، فإني سمعت رسول الله يقول: الحق مع علي وعلي مع الحق لا يفترقان حتى يردا على الحوض [43] .

ولما بلغها قتله رضي الله عنه للخوارج قالت رضي الله عنها: سمعت رسول الله يقول: يقتلهم خير امتي بعدي ، وفي رواية: هم شر الخلق والخليقة يقتلهم خير الخلق والخليقة واعظمهم عند الله تعالى يوم القيامة وسيلة ، وفي أخرى: اللهم أنهم شرار امتي يقتلهم خيار امتي ، وماكان بيني وبينه الا مايكون بين المراة واحمائها [44] .

والحق ان الروايات التي ذكرها القوم من طرقهم عن الصديقة رضي الله عنها في بيان فضائله رضي الله عنه كثيرة ، وانما أوردناها لنتسائل عن سر ذكر القوم للروايات الموضوعة في العداء الموهوم بينهما رضي الله عنهم ، والتكتم عن ذكر الروايات السابقة وكلها من طرق القوم .

وعلى اي حال نعود إلى ماكنا فيه من ذكر الصديق رضي الله عنه ونورد هنا ما أورده القوم من طرقهم في بيان ذكر الصديق رضي الله عنه لفضائل علي رضي الله عنه والحال هنا كالحال فيما مر من شأن إبنته رضي الله عنها :

فعن عائشة رضي الله عنها انها قالت: رأيت ابابكر يكثر النظر إلى وجه علي فقلت له: يا أبه اراك تكثر النظر إلى وجه علي ؟ فقال: يا بنية سمعت رسول الله يقول: النظر إلى وجه علي عبادة [45] .

وعن الشعبي قال: مر علي بن أبي طالب على أبي بكر ومعه اصحابه فسلم عليهم ومضى ، فقال أبوبكر: من سره ان ينظر إلى أول الناس في الإسلام سبقا واقرب الناس برسول الله قرابة فلينظر إلى علي بن أبي طالب [46] .

وعن عثمان بن عفان عن عمر بن الخطاب عن أبي بكر بن أبي قحافة قال: سمعت رسول الله يقول: ان الله تبارك وتعالى خلق من نور وجه علي بن أبي طالب ملائكة يسبحون ويقدسون ويكتبون ثواب ذلك لمحبيه ومحبي ولده [47] .

ولا يفوتك سند الرواية هذه .

ومثلها عن عمر بن الخطاب قال سمعت ابابكر بن أبي قحافة رضي الله عنهما يقول: سمعت رسول الله يقول: ان الله تعالى خلق من نور وجه علي بن أبي طالب سبعين الف الف ملك يسبحون ويقدسون ويكتبون ذلك لمحبيه ومحبي ولده [48] .

وفي رواية ان ابابكر رضي الله عنه صلى العصر ثم خرج يمشي ومعه علي فرأى الحسن يلعب بين الصبيان فحمله أبوبكر على عاتقه وقال: بأبي شبية بالنبي ليس شبيها بعلي وعلي يضحك[49] .

ولما قتل رضي الله عنه عمرو بن ود ، قام أبوبكر رضي الله عنه وقبل رأسه ، وفي رواية: أبوبكر وعمر رضي الله عنهما [50] .

ودوره وكذا صاحبيه رضي الله عنهم في قصة زواجه من الزهراء رضي الله عنهما لا يخفى ، فقد ذكرت الروايات عنه أنه قال: اتاني أبوبكر وعمر فقالا: لو أتيت رسول الله فذكرت له فاطمة [51] .

وروى القوم ان ابابكر وعمر كانا ذات يوم جالسين في مسجد رسول الله ومعهما سعد بن معاذ الأنصاري فتذاكروا من فاطمة بنت رسول الله فقال أبوبكر: قد خطبها الاشراف من رسول الله فقال: ان أمرها إلى ربها ان شاء ان يزوجها زوجها ، وان علي بن أبي طالب لم يخطبها من رسول الله ولم يذكرها له ، ولا اراه يمنعه من ذلك الا قلة ذات اليد ، وانه ليقع في نفسي ان الله ورسوله إنما يحبسانها عليه ، قال: ثم اقبل أبوبكر على عمر بن الخطاب وعلى سعد بن معاذ فقال: هل لكما في القيام إلى علي بن أبي طالب حتى نذكر له هذا ، فإن منعه قلة ذات اليد واسيناه واسعفناه ، فقال له سعد بن معاذ: وفقك الله يا ابابكر فما زلت موفقا ، قوموا بنا على بركة الله ويمنه ، قال سلمان الفارسي: فخرجوا من المسجد والتمسوا عليا ، فقال له ابابكر: يا أباالحسن أنه لم يبق خصلة من خصال الخير الا ولك فيها سابقة وأنت من رسول الله بالمكان الذي عرفت من القرابة والصحبة والسابقة وقد خطب الاشراف من قريش إلى رسول الله إبنته فاطمة فردهم ، وقال: ان أمرها إلى ربها ان شاء ان يزوجها زوجها ، فما يمنعك ان تذكرها لرسول الله وتخطبها منه ، فاني ارجو ان يكون الله ورسوله إنما يحبسانها عليك ، قال: فتغرغرت عينا علي بالدموع ، وقال: يا ابابكر لقد هيجت مني ساكنا وايقظتني لأمر كنت عنه غافلا ، والله ان فاطمة لموضع رغبة ، ومامثلي قعد عن مثلها غير أنه يمنعني من ذلك قلة ذات اليد ، فقال أبوبكر: لا تقل هذا يا اباالحسن فإن الدنيا وما فيها عند الله تعالى ورسوله كهباء منثور ... الرواية [52] .

وقال رضي الله عنه ذاكرا لذلك: فخرجت من عند رسول الله مسرعا وانا لا اعقل فرحا وسرورا ، فاستقبلني أبوبكر وعمر فقالا: ما وراءك ؟ فقلت: زوجني رسول الله إبنته فاطمة ، وأخبرني ان الله زوجنيها من السماء ، وهذا رسول الله خارج في اثري ليظهر ذلك بحضرة الناس ، ففرحا بذلك فرحا شديدا ، ورجعا إلى المسجد [53] .

رغم أنهما رضي الله عنهما قد طلبا الزهراء رضي الله عنها من ابيها مرارا [54] .

وفضائل الصديق رضي الله عنه كثيرة ، وحسبنا قول الامير رضي الله عنه مرارا وتكرارا على منبر الكوفة: لا أوتى برجل يفضلني على أبي بكر وعمر الا جلدته حد المفتري [55] .

وهكذا شأن إبنائه واحفاده ، فهذا الصادق يفتخر ويقول: ولدني أبوبكر مرتين [56] .

وذلك ان أمه هي ام فروة بنت القاسم بنت أبي بكر ، وامها أسماء بنت عبدالرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهم .

وهذا الإمام الجواد يقول في معرض كلامه عن بعض المرويات في الفضائل: لست بمنكر فضائل عمر ، ولكن ابابكر افضل من عمر [57] .

ونجتزئ بهذه الروايات في فضائل أبي بكر رضي الله عنه والذي سماه الرسول بالصديق ، والذي يروي القوم ان عروة بن عبدالله سأل الباقر عن حلية السيوف ؟ فقال: لابأس به ، قد حلى أبوبكر الصديق رضي الله عنه سيفه ، فقال: فتقول الصديق ؟ قال: فوثب وثبة واستقبل القبلة وقال: نعم الصديق ، نعم الصديق ، نعم الصديق فمن لم يقل له الصديق فلا صدق الله له قولا في الدنيا ولا في الآخرة [58] .



فضائل الفاروق عمر رضي الله عنه من طرق الشيعة:

اما الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه فاقرأ ما أورده القوم في كتبهم لتقف على فضله ومنزلته:

فكما شبه رسول الله ابابكر رضي الله عنه بإبراهيم وعيسى عليهما السلام ، فقد شبه عمر بنوح وموسى عليهما السلام [59] .

وكان يعرف قدره ، ويقدر رأيه ، فقد روي ان المسلمين لما كانوا بازاء الروم اذ اصاب الناس جوع فجاءت الأنصار إلى رسول الله فاستأذنوه في نحر الابل فأرسل رسول الله إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: ما ترى ؟ فإن الأنصار جاءونى يستأذنونى في نحر الابل ؟ فقال: يا نبي الله فكيف لنا إذا لقينا العدو غدا رجالا جياعا ؟ فقال: ما ترى ؟ قال: مر أباطلحة فليناد في الناس بعزمة منك: لا يبقى أحد عنده طعام الا جاء به ، وبسط الانطاع فجعل الرجل يجيء بالمد ونصف المد فكان جميع ماجاؤوا به سبعة وعشرون صاعا او ثمانية وعشرون صاعا لا يجاوز الثلاثين ، واجتمع الناس يومئذ إلى رسول الله وهم يومئذ أربعة آلاف رجل فدعا رسول الله ثم ادخل يده في الطعام فأكلوا جميعا وبقي كثير من الطعام [60] .

فأسال نفسك عن علة استشارته لعمر رضي الله عنه من دون هؤلاء الأربعة آلاف .

وكان يذكره إذا ما اهدي شيئا ، فعن تميم الداري قال: اهدي رسول الله فرسا يقال له: الورد ، فأعطاه عمر [61] .

وكان كثيرا ما يبشره بالآخرة ، فعندما قال له الفاروق رضي الله عنه: لأنت اكرم على الله من قيصر وكسري ، وهما فيه من الدنيا ، وانت على الحصير قد أثر في جنبك ، فقال النبي : اما ترضى ان يكون لهم الدنيا ولنا الآخرة [62] .

وفي أخرى قال رضي الله عنه لرسول الله : يا رسول الله أنت نبي الله وصفوته وخيرته من خلقه ، وكسري وقيصر على سرر الذهب وفرش الديباج والحرير ، فقال رسول الله : أولئك قوم عجلت طيباتهم وهي وشيكة الانقطاع ، وانما أخرت لنا طيباتنا [63] .



إقرار أهل البيت عليهم السلام بفضائل الفاروق رضي الله عنه:
وكذا كان حب علي لعمر رضي الله عنهم ا ، اقرأ معي هذه الروايات:

روى صاحب نهج البلاغة ان عليا قال لعمر بن الخطاب رضي الله عنهما لما شاوره في الخروج إلى غزو الروم: إنك متى تسر إلى هذا العدو بنفسك فتلقهم فتنكب ، لا تكن للمسلمين كانفة دون اقصى بلادهم ، ليس بعدك مرجع يرجعون إليه ، فابعث إليهم رجلا محربا ، واحفز معه اهل البلاء والنصيحة ، فإن ظهر الله فذاك ما تحب ، وان تكن الأخرى ، كنت ردا للناس ومثابة للمسلمين [64] .

وعندما استشاره لقتال الفرس بنفسه قال له: ان هذا الأمر لم يكن نصره ولا خذلانه بكثرة ولا بقلة ، وهو دين الله الذي اظهره ، وجنده الذي اعده وامده ، حتى بلغ ما بلغ ، وطلع حيث طلع ، ونحن على موعود من الله ، والله منجز وعده وناصر جنده ، ومكان القيم بالأمر مكان النظام من الخرز يجمعه ولا يضمه ، فإن انقطع النظام تفرق الخرز وذهب ثم لم يجتمع بحذافيره ابدا ، والعرب اليوم وان كانوا قليلا فهم كثيرون بالاسلام ، عزيزون بالاجتماع ، فكن قطبا واستدر الرحى بالعرب واصلهم دونك نار الحرب فاإك ان شخصت من هذه الأرض انتقضت عليك العرب من اطرافها واقطارها حتى يكن ما تدع وراءك من العورات اهم إليك مما بين يديك ، ان الاعاجم ان ينظروا إليك غدا يقولوا: هذا اصل العرب ، فإذا قطعتموه استرحتم ، فيكون ذلك اشد لكلبهم عليك ، وطمعهم فيك [65] .

فلا عجب اذن ان سأل رسول الله ربه ان يعز الإسلام بعمر بن الخطاب رضي الله عنه [66] .



روايات عمر في فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنهما:

وكان رضي الله عنه وزيره ومستشاره ، ولم يكن بينهم سوى المودة والاحترام ، فعندما يكون علي رضي الله عنه بحضرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه يستأذنه في حل بعض المشكلات فيقول: اتأذن لي ان اقضي بينهم ؟ فيرد عمر: سبحان الله وكيف لا وقد سمعت رسول الله يقول: اعلمكم علي بن أبي طالب ، كما يروي القوم [67] .

وعندما يكون علي غائبا ويريده الفاروق رضي الله عنه في شييء يذهب إليه بنفسه وهو الخليفة فليقاه علي رضي الله عنه في الطريق فيقول له: هلا ارسلت الينا فنأتيك ؟ فيقول عمر رضي الله عنه: الحكم يؤتى إليه في بيته [68] .

وقد زوج علي رضي الله عنه إبنته ام كلثوم للفاروق عمر رضي الله عنه [69] .

وعندما توفي عمر رضي الله عنه قال فيه علي رضي الله عنه: لله بلاء فلان فلقد قوم الاود وداوى العمد واقام السنة وخلف الفتنة ، ذهب نقي الثوب ، قليل العيب ، اصاب خيرها وسبق شرها ، أدى إلى الله طاعته ، واتقاه بحقه ، رحل وتركهم في طرق متشعبة ، لا يهتدي بها الضال ، ولا يستقين المهتدي [70] .

وقال فيه وفي صاحبه الصديق رضي الله عنهما: لعمري إن مكانهما في الإسلام لعظيم و إن المصاب بهما لجرح في الإسلام شديد فرحمهما الله و جزاهما أحسن ما عملا [71]



فلا غرابة اذن ان نرى الامير رضي الله عنه وقد دخل على الفاروق رضي الله عنه بعد وفاته وهو مسجى فيقول: لوددت ان القى الله تعالى بصحيفة هذا المسجى ، وفي رواية: إني لأرجو الله ان القى الله تعالى بصحيفة هذا المسجى [72] .

وقد ملأ القوم مصنفاتهم من روايات مدح الفاروق رضي الله عنه لعلي رضي الله عنه فمثلا لما قيل لعمر: نراك تصنع بعلي شيئا لا تصنعه باحد من اصحاب النبي ، قال: أنه مولاي [73] .

فالقوم بهذه الرواية يؤكدون بأن معني الموالاة والولاية بعيدة جدا عما حملت عليه من كونها الخلافة العامة للمؤمنين ، والا ما ذكرها الفاروق رضي الله عنه وهو يرى أنها قد اغتصبها .

ويؤكد هذا أيضا هذه الرواية التي ذكرها القوم عن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله : معاشر المسلمين انصتوا يرحمكم الله واعلموا ان في جهنم واديا يعرف بوادي الضباع وفي ذلك الوادي بئر وفي ذلك البئر حية ، فشكت جهنم من ذلك إلى الله ، وشكا الوادي من تلك البئر وشكا تلك البئر من تلك الحية إلى الله تعالى في كل يوم سبعين مرة ، فقيل: يارسول الله ولمن هذا العذاب المضاعف الذي يشكو بعضه من بعض ؟ قال: هو لمن يأتي يوم القيامة وهو غير ملتزم بولاية علي بن أبي طالب [74] .

ورواية: هذا مشكل لا يحله الا نبي او وصي نبي فقوموا بنا إلى أبي الحسن [75] .

وعن الاعمش قال: جاء رجل مشجوج الرأس يستعدي عمر على علي فقال علي: مررت بهذا وهو يقاوم إمرأة فسمعت ما كرهت ، فقال عمر: ان لله عيونا وان عليا من عيون الله في الأرض ، وفي رواية للاصمعي: أنه قال: رأيته ينظر إلى حريم الله ، فقال عمر: اذهب وقعت عليك عين من عيون الله ، وحجاب من حجب الله ، تلك يد الله اليمني يضعها حيث يشاء [76] .

وعن عروة بن الزبير قال: ان رجلا وقع في علي بن أبي طالب بمحضر من عمر ، فقال له عمر: تعرف صاحب هذا القبر ؟ هو محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب وعلي بن أبي طالب بن عبدالمطلب ، فلا تذكر عليا الا بخير ، فانك ان ابغضته آذيت هذا في قبره [77] .

وعن ابن عمر قال: سألني عمر بن الخطاب فقال لي: يا بني من اخير الناس بعد رسول الله ؟ فقلت له: من احل الله له ما حرم على الناس وحرم عليه ما احل للناس ، فقال: والله لقد قلت وصدقت ، حرمت على علي بن أبي طالب الصدقة واحلت للناس ، وحرم عليهم ان يدخلوا المسجد جنبا واحل له [78] .

وسأل رجل عمر بن الخطاب فقال: يا أمير المؤمنين ما تفسير سبحان الله ؟ فقال: ان في هذا الحائط رجلا كان إذا سئل انبأ واذا سكت ابتدأ ، فدخل الرجل فإذا هو علي بن أبي طالب[79] .

وكان رضي الله عنه يأمر اصحابه ويقول: لا تعصوا لعلي أمرا [80] .

وروى القوم ان اسقفا من نجران سأله مسألة فلم يجد له جوابا ، وبينما هو كذلك فإذا بباب المسجد علي بن أبي طالب ، فقام عمر بن الخطاب رضي الله عنه والجماعة على اقدامهم وقال: يا مولاي أين أنت عن هذا الاسقف الذي قد علا منه الكلام ؟ أخبره يا مولاي بالعجل أنه يريد الإسلام فانت البدر التمام ومصباح الظلام وابن عم رسول الانام [81] .

ورووا أنه رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله يقول: لو ان السموات والأرض وضعتا في كفة ووضع إيمان علي في كفة لرجح إيمان علي[82] .

وعن الحسن بن علي رضي الله عنه قال: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: سمعت رسول الله : ان في علي خصالا لأن يكون في احداهن أحب الي من الدنيا وما فيها ، سمعت رسول الله يقول: اللهم ارحمه وترحم عليه ، وانصر وانتصر به ، واعنه واستعن به ، فانه عبدك وكتيبة رسولك [83] .

وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله : حب علي براءة من النار [84] .

وعن علي بن الحسين عن أبيه رضي الله عنهم قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: عيادة بني هاشم سنة وزيارتهم نافلة [85] .

ولا يفوتك السند .

وكثيرا ما كان يردد رضي الله عنه: اللهم إني اعوذ بك من معضلة ليس لها أبوالحسن ، و: لا ابقاني الله لمعضلة ليس لها أبوالحسن ، و: لا ابقاني الله بعدك ، و: لو لا علي لهلك عمر ، و: لا عشت في أمة لست فيها يا أباالحسن ، و: يا أباالحسن منكم اخذنا العلم وإليكم يعود ، بعد ان قبل ما بين عينيه ، و: لايفتين أحد في المسجد وعلي حاضر [86] .

ولما دون الدواوين بدا بالحسن والحسين فملأ حجرهما من المال ، فقال ابن عمر: تقدمهما علي ولي صحبة وهجرة دونهما ؟ فقال عمر: اسكت لا ام لك ، أبوهما خير من ابيك وامهما خير من أمك [87] .



أهل البيت عليهم السلام وفضائل الصحابة:

ولم يكن حال بقية الائمة خلاف حال الامير رضي الله عنه في حب الصحابة ومعرفة قدرهم وصدقهم كما مر بك من روايات .

فهذا الحسين رضي الله عنه يحتج على اعدائه يوم كربلاء ويأمرهم بسؤال من بقي من الصحابة رضوان الله عليهم ليخبروهم بفضله حيث ققال: وان كذبتموني فإن فيكم من ان سألتموه عن ذلك أخبركم ، اسألوا جابر بن عبدالله الأنصاري ، وابا سعيد الخدري ، وسهل بن سعد الساعدي ، وزيد بن ارقم ، وانس بن مالك يخبروكم أنهم سمعوا هذه المقالة – أي قول الرسول في السبطين رضي الله عنها: هذان سيدا شباب اهل الجنة – من رسول الله لي ولاخي [88] .

فهل رأى في هؤلاء كاتمين لفضائل أهل البيت رضي الله عنهم وهو يأمر اعداءه بسؤالهم .

وهذا الصادق وقد سأله ابن حازم عن اصحاب رسول الله صدقوا على محمد ام كذبوا ؟ فيقول: بل صدقوا ، قلت: فما بالهم إختلفوا ؟ فقال: اما تعلم ان الرجل كان يأتي رسول الله فيسأله عن المسألة فيجيبه فيها بالجواب ، ثم يجيبه بعد ذلك بما ينسخ ذلك الجواب ، فنسخت الأحاديث بعضها البعض [89] .

ولعمري ما حدا أهل البيت رضي الله عنهم عن قول جدهم في خطبة الوداع في هذه الألوف المؤلفة من اصحابه رضوان الله عليهم: أيها الناس ليبلغ الشاهد الغائب ، وكذا قال في مرض موته [90] .

فلم يكن يراهم كذابين ويأمرهم بالتبليغ .

وعندما كان من يدعي أنه من شيعة أهل البيت في الكوفة يشتمون اصحاب النبي محمد ، سأله أبوحنيفة رحمه الله وقال: يا ابن رسول الله ، لو ارسلت إلى اهل الكوفة فنهيتهم ان يشتموا اصحاب محمد فإني تركت بها أكثر من عشرة الاف يشتمونهم ؟ فقال: لا يقبلون مني [91] .

ولعمري فقد صدق الصادق رحمه الله فلا يزال اهل الكوفة هم اهل الكوفة إلى يومنا هذا .

وكيف يرضى بشتمهم وقد علم ان جده نهى اصحابه عن سب أبي جهل وهو من هو فقال: يأتيكم عكرمة مؤمنا مهاجرا فلا تسبوا أباه فإن سب الميت يؤذي الحي ولا يبلغ [92] .

وقال لابيه: ان الله يا اباجهل إنما دفع عنك العذاب لعلمه بانه سيخرج من صلبك ذرية طيبة عكرمة إبنك [93] .

وعكرمة رضي الله عنه اسلم بعد فتح مكه ، فهل كان أبوجهل رأس الكفر كالصديق والفاروق وذي النورين وبقية المهاجرين والأنصار والاصحاب رضي الله عنهم .

وكيف يرضى بلعنهم وقد علم ان جده أمير المؤمنين رضي الله عنه قال: قال رسول الله : إذا لعن آخر هذه الأمة أولها فليرتقب عند ذلك ثلاثة: الريح الحمراء ، والخسف ، والمسخ ... الحديث [94] .

والحق ان هذه المسألة يطول فيها الكلام ، ولو ذهبنا إلى ايراد كل ما ورد في فضل الصحابة رضي الله عنه - من كتب القوم بطبيعة الحال- لطال بنا المقام وخرجنا عن موضوع الكتاب ، ولكن فيما أوردناه في هذه العجالة كفاية لمن شرح الله صدره .

مما سبق تبين لك لم أثنى الله على ذلك الجيل .. ، وهو أعلم بهم حين أثنى عليهم ، فهل يصح بعد ذلك لمن يدعي حب آل البيت أن ينقل الروايات المكذوبة عنهم والتي تخالف القرآن ، ويردها العقل .. ويترك تلك الروايات الصحيحة المنقولة عنهم الأئمة والتي هي موافقة لكتاب الله تعالى ؟!!



عقيدة الشيعة في الصحابة:

ولكن السؤال الجدير بالطرح هنا ما موقف القوم من تلك الروايات وكلها من طرق الائمة وثابته في مصنفاتهم وقد رأيت انها تخالف عقيدتهم في الصحابة ؟ .

قبل ان نجيب على ذلك نبين بايجاز نتفا من هذه العقيدة حتى تتضح الصورة ، وندع الروايات هي التي تتكلم:

أولى هذه الروايات تذكر ان الصحابة رضوان الله عليهم قد ارتدوا بعد رسول الله ، فلم يبق الا علي وبنو هاشم وابو ذر وسلمان في اناس يسير [95] .

إضطرابهم في تعيين العدد


ثم جاءت روايات أخرى استثنت الكثير ممن في الرواية السابقة ، فرووا عن الصادق أنه قال: الولاية للمؤمنين الذين لم يغيروا ولم يبدلوا بعد نبيهم واجبة ، مثل سلمان الفارسي وابي ذر الغفاري والمقداد بن الاسود الكندي وعمار بن ياسر وجابر بن عبدالله الأنصاري وحذيفة بن اليمان وابي الهيثم بن التيهان وسهل بن حنيف وابي ايوب الأنصاري وعبدالله بن الصامت وعبادة بن الصامت وخزيمة بن ثابت ذي الشهادتين وابي سعيد الخدري ومن نحا نحوهم وفعل مثل فعلهم[96] .

وعز على آخرين ان يجدوا هذا العدد من الصحابة رضي الله عنهم لم يرتدوا ، فجعلوا من لم يرتد بعد قبض رسول الله أربعة ، وحددوا هؤلاء الأربعة بالمقداد بن الاسود ، وابي ذر الغفاري ، وسلمان الفارسي ، وعمار بن ياسر رضي الله عنهم [97] .

ثم اسقط عمار بن ياسر رضي الله عنه فرووا عن الباقر أنه قال: كان الناس اهل ردة - وفي رواية: ارتد الناس بعد رسول الله الا ثلاثة ، فقال الراوي: ومن الثلاثة ؟ قال: المقداد وأبو ذر وسلمان الفارسي [98] .

وعن المفضل قال: عرضت علي أبي عبدالله اصحاب الردة ، فكلما سميت انسانا قال: اعزب ، حتى قلت: حذيفة ؟ قال: اعزب ، قلت: ابن مسعود ؟ قال: اعزب ، ثم قال: ان كنت تريد الذين لم يدخلهم شيء فعليك بهؤلاء الثلاثة: أبو ذر وسلمان والمقداد [99] .

وعن حمران بن اعين قال: قلت لابي جعفر: جعلت فداك ما اقلنا ، لو اجتمعنا على شاة ما افنيناها ، فقال: الا احدثك باعجب من ذلك ؟ المهاجرين والأنصار ذهبوا ، الا – واشار بيده ثلاثة ، فقلت: جعلت فداك ما حال عمار ؟ قال: رحم الله عمارا أبااليقظان بايع وقتل شهيدا ، فقلت في نفسي: ما شيء افضل من الشهادة ؟ فنظر الي فقال: لعلك ترى أنه مثل الثلاثة ، هيهات ، هيهات [100] .

اقول: لعل سبب ذلك أنه رضي الله عنه كثيرا ما كان يردد: غدا القىالاحبة ، محمدا وصحبة ، وفي لفظ وحزبه [101] . فشطب اسمه من قائمة غير المرتدين .

ثم اسقط الجميع سوى المقداد ، فرووا عن الباقر أنه قال: ان اردت الذي لم يشك ولم يدخله شييء فالمقداد ، وفي رواية: ما بقى أحد الا وقد جال جولة الا المقداد بن الاسود فإن قلبه كان مثل زبر الحديد [102] .

ولعل سبب اسقاطهم لسلمان الفارسي وابي ذر الغفاري رضي الله عنهما ، أنهما كانا يتوليان الشيخين رضي الله عنهما فحسب الأول أنه كان واليا للفاروق رضي الله عنه على المدائن [103] ، وكان يردد كشأن عمار: غدا القى الأحبة محمدا وصحبه .

اما الآخر فقد مر بك طرف من قوله لعثمان رضي الله عنه: اتبع سنة صاحبيك لا يكن لاحد عليك كلام ، وفي رواية: اما رأيت رسول الله ورأيت ابابكر وعمر ، هل هديك كهديهم ؟ ، فدفعا ثمن ذلك .

اما القوم فيذكرون ان سبب ذلك ما رووه عن الصادق أنه قال: ان سلمان كان منه إلى ارتفاع النهار فعاقبه الله ان وجيء في عنقه حتى صيرت كهيئة السلعة حمراء ، وابو ذر كان منه إلى وقت الظهر ، فعاقبه الله إلى ان سلط عليه عثمان حتى حمله على قتب واكل لحمه أليتة وطرده عن جوار رسول الله ، فاما الذي لم يتغير منذ قبض رسول الله حتى فارق الدنيا طرفة عين ، فالمقداد بن الاسود [104] .

ولعل ان تكون هناك رواية اسقطته أيضا ولم اقف عليها .

روايات من طرق الشيعة تعارض عقيدة الردة


والطريف ان من تناقضات القوم التي لا تنتهي ، أنهم أوردوا روايات تناقض روايات الارتداد ، كرواية الكافي: عن الباقر قال: ان الناس لما صنعوا ما صنعوا اذ بايعوا ابابكر لم يمنع أمير المؤمنين من ان يدعوا إلى نفسه الا نظره للناس ، وتخوفا عليهم ان يرتدوا عن الإسلام ، فيعبدوا الاوثان ، ولا يشهدوا ان لا إله الله وان محمدا رسول الله ، وكان أحب إليه ان يقرهم على ما صنعوا من ان يرتدوا عن الإسلام [105] .

وقول الامير في شأن الخلافة: وأيم والله لولا مخافة الفرقة بين المسلمين وان يعود الكفر ويبور الدين لكنا على غير ماكنا لهم عليه ، فولي الأمر ولاة لم يألوا الناس خيرا [106] .

وعن الصادق وقد سئل: ما منع أمير المؤمنين ان يدعو الناس إلى نفسه ويجرد في عدوه سيفه ؟ فقال: تخوف ان يرتدوا ولا يشهدوا ان محمدا رسول الله [107] .

موقف الشيعة من عشرات الآيات والروايات المادحة في الصحابة رضي الله عنهم وجهل الكثير من عوام الشيعة بورود أمثال هذه الروايات من طرقهم

نعود إلى تساؤلنا السابق ، وهو ان ما أوردناه يتعارض مع دعوى القوم ومعتقدهم في صحابة رسول الله ، فهل وقف القوم إمام هذه الروايات وعشرات أمثالها موقف المتفرج ؟

فلا شك ان الكثير من بسطاء الشيعة قد يدهشوا من وجود أمثال هذه الروايات وهي صريحة الدلالة على إيمان الصحابة رضوان الله عليهم وفضلهم ، وقد كان لي بعض المواقف مع بعضهم ممن استغرب وجود أمثال تلك المرويات في بطون كتبهم مما يتعارض مع الصورة المشوهة التي رسمها لهم علماؤهم حتى يتسنى لهم اظهار مذهبهم بالصورة التي يريدونها حتى بلغ بهم الأمر ان خشي هؤلاء العلماء مع تعاقب الازمنة ان يذكروا كل تلك الفضائل او يتعرضوا لها .


المنهج الإنتقائي عند أكثر علماء الشيعة أشبه ما يكون بالذباب الذي يدع مواطن البرء ويقع على الجرح

بل كان العكس فلا يزال الكثير من علماء الشيعة ان لم نقل أكثرهم صار اشبه بالذباب الذي يتتبع مواطن الجرح ويدع مواطن البرء .

فلا يزال الكثير منهم يبحث في مزابل التاريخ عن روايات موضوعة واهية لمن له أدنى دراية بعلم الحديث ليظهرها للغافلين او المغفلين من بني جلدته ، او ينتقي من تلك الروايات التي تتحدث عما شجر من خلاف محمود بين الصحابة ليظهرها بالشكل الذي يريد وهي ابعد ما تكون عن حقيقتها .

ولكن لن تسمع منهم أبدا من يملك الجرأة وهو على المنبر ليذكر شيئا مما ذكرناه لا أقل من ذكرهم للمصيبة ايام عاشوراء من ان ممن قتل مع الحسين رضي الله عنه ابابكر بن علي وعمر بن علي وعثمان بن علي وأبي بكر بن الحسن وعمر بن الحسن ... وهكذا .

لأنه يعرف تماما ما ستثيره هذه الأسماء لو ذكرت مثلا عند ذاك الجالس تحت منبره وقد رضع الحقد لهؤلاء العظماء .



وعلى اي حال لسنا بصدد تحليل هذه المسائل ، وانما كنا في ذكر موقف القوم من هذه الفضائل ، اقول:

لم يقف القوم مكتوفي الايدي إمام كل هذا بل كانت لهم ردود وتأويلات .

موقف الشيعة من آيات المدح في القرآن الكريم



اما ما كان من فضائلهم في القرآن الكريم فقد علمت قولهم في ذلك من ادعاء التحريف والتغيير فيه او صرف آياته إلى ما يخدم غرضهم بما لا داعى لتكراره .

اما ما كان من شأن الروايات فقد اضطرب القوم اضطرابا شديدا في صرف هذه الروايات عن ظاهرها حتى فتحوا الباب على أنفسهم ليواجهوا بمثله ، وسنذكر بعض هذه التأويلات لتقف عليها، ففيها طرافة وفضائل لم نذكرها .

فضائل الصديق في آية { ثاني إثنين إذ هما في الغار }


من ذلك قولهم في آية الغار ، وهو قول الله تعالى: الا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم - التوبة 40 .

فقد إتفق المسلمون شيعة وسنة في نزول هذه الآية في قصة هجرة النبي وصاحبه الصديق رضي الله عنه ونزولها في غار ثور في طريقهما إلى المدينة .

وفي الآية فضائل جمه للصديق رضي الله عنه :

منها عتاب الله للمسلمين جميعا وخروج الصديق منها .

ومنها النص على صحبته لرسول الله ولم يثبت ذلك لغيره من اصحابه ، حتى قالوا في ذلك: ان انكار صحبته كفر .

ومنها ما تضمنته من تسلية النبي له بقوله: لا تحزن ، وتعليل ذلك بمعية الله سبحانه الخاصة المفادة بقوله: ان الله معنا ، وهي كقوله تعالى لموسى وهارون عليهما السلام: إنني معكما أسمع وأرى - طة 46 ، ولم يثبت مثل ذلك في غيره ، بل لم يثبت لنبي معية الله سبحانه له ولآخر من اصحابه وكان في ذلك اشارة إلى أنه ليس فيهم كالصديق رضي الله عنه .

ومنها نزول السكينة على الصديق على خلاف في المسألة .


أقوال الشيعة في فضيلة الصديق رضي الله عنه في آية الغار



وعلى اي حال لا نطيل المقام في المسالة وانما مرادنا ايقافك على تاويلات القوم للفضائل وصرفها عن ظاهرها ، وإليك اقوالهم في آية الغار:

أول ذلك قولهم بالتحريف وان هذه الآية حذف منها كلمة رسوله .

فعن بن الحجال قال: كنت عند أبي الحسن الثاني ومعي الحسن بن الجهم ، فقال له الحسن: أنهم يحتجون علينا بقول الله تبارك وتعالى: ثاني اثنين إذ هما في الغار قال: وما لهم في ذلك ؟ فوالله لقد قال الله: فانزل الله سكينته على رسوله ، وما ذكره فيها بخير ، قال: قلت له انا: جعلت فداك وهكذا تقرؤونها ؟ قال: هكذا قرأتها ، وفي رواية عن زرارة قال: قال أبو جعفر: فانزل الله سكينته على رسوله الا ترى أن السكينة إنما نزلت على رسوله[108] .

وذكر البحراني: ان الصحابة تصرفوا في هذه الآية لدفع العار عن شيخ الفجار - يعني الصديق رضي الله عنه - حيث الوارد في أخبارنا انها نزلت: فانزل الله سكينته على رسوله وايده بجنود لم تروها ، فحذفوا لفظ رسوله وجعلوا محله الضمير 2 .

ثم تفننوا في صرف جميع وجوه الفضيلة في الآية إلى ضدها ، نذكر منها:

ان وصفهما بالاجتماع في مكان واحد ليس فيه فضيلة ، لأن المكان يجمع المؤمن والكافر ، ومثلوا لذلك بأمثلة كسفينة نوح حيث جمعت النبي والشيطان والبهيمة .

ومنها ان ذكر الصحبة يجمع المؤمن والكافر ، والدليل على ذلك قول الله تعالى: قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ... الآية .

وأيضا اسم الصحبة يطلق بين العاقل والبهيمة ، والدليل على ذلك من كلام العرب أنهم سموا الحمار صاحبا ، فقالوا:

ان الحمار مع الحمار مطية فإذا خلوت به فبئس الصاحب

ومنها ان قوله لا تحزن فانه وبال عليه ومنقصة له ، ودليل على خطئه ، لأن قوله لا تحزن نهي ، وصورة النهي قول القائل: لا تفعل ، فلا يخلو ان يكون الحزن وقع من أبي بكر طاعة او معصية ، فإن كان طاعة فإن النبي لا ينهى عن الطاعات بل يأمر بها ويدعوا إليها ، وان كان معصية فقد نهاه النبي عنها ، وقد شهدت الآية بعصيانه بدليل أنه نهاه ، اما قوله ان الله معنا فإن النبي قد أخبر ان الله معه وعبر عن نفسه بلفظ الجمع كقوله: إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون - الحجر 9 .

وقد قيل أيضا في هذا: ان ابابكر قال: يا رسول الله حزني على اخيك علي بن أبي طالب ما كان فيه ، فقال له النبي : لا تحزن إن الله معنا اي معي ومع أخي علي بن أبي طالب .

اما نزول السكينة فانما كان ذلك على الرسول ، فدل اخراجه من السكينة على اخراجه من الإيمان .

واضافوا ان رسول الله لما أراد الهجرة فوجئ بابي بكر في الطريق فخاف ان يدل كفار قريش عليه فاضطر إلى اخذه معه ، لأن أبابكر أراد الهرب من مكة ومفارقة النبي قبل هجرته ، ومنها التكدير على النبي بجزعه في الغار ، وقد كان يكفي النبي تعلق خاطره المقدس بالسلامة من الكفار ، فزاده جزع صاحبه شغلا في خاطره ، ولو لم يصحبه لاستراح من كدر جزعه واشتغال سرائره ، وكان الخوف على النبي لو لا ان اوحى إليه ، من ان يبلغ الجزع بابي بكر ان يخرج من الغار ويخبر به الطالبين له من الاشرار ، فصار معه كالمشغول بحفظ نفسه من ذل صاحبه وضعفه ، زيادة على ما كان مشغولا بحفظ نفسه ، وغيرها .

ومن الطرائف ان علماء القوم تسابقوا إلى ادعاء هذه الكشوفات العظيمة ونسبتها إلى انفسهم ، فمنهم من نسب هذه الاكاذيب إلى الائمة ، ومنهم من نسبها إلى نفسه ؟ ، وهكذا[109] .


رواية من طرق القوم تدل على معرفة الزنادقة بفضيلة آية الغار للصديق



واطرف منه ذكرهم رغم كل هذا ان الزنادقة كانوا يعرفون فضيلة الغار حيث يروون مثلا:

ان ابن الكواء قال لعلي: أين كنت حيث ذكر الله ابابكر فقال: ثاني اثنين اذ هما في الغار[110] .

والكلام في شأن ملاقاة النبي للصديق رضي الله عنه في الطريق واخذه معه مخافة ان يشي به إلى الكفار ، ترده رواية عند القوم تقول:

ان رسول الله بعد ان خرج من بين القوم ليلة الهجرة مضى حتى أتى إلى أبي بكر فنهض معه وذهبا إلى الغار [111] .

بل وأوردوا قول الصديق رضي الله عنه لرسول الله في شأن ابتياع الرواحل: قد كنت اعددت لي ولك يا نبي الله راحلتين نرتحلهما إلى يثرب[112] .

بعض الردود على شبهات الشيعة في آية الغار




والواقع ان الردود على هذه الحماقات وعلى ما يأتي كثيرة ، ولا يسعنا ايرادها ، بل ليس ذلك غايتنا هنا اصلا ، ويمكن لمن أرادها ان يطلبها من مظانها [113] .

ولكن لا بأس من ان نورد هنا بعضا منها ليتبين القارئ فساد ما مر:

قال تعالى مخاطبا موسى وهارون عليهما السلام: لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى - طة 46 .

وقال تعالى مخاطبا النبي : ولا يحزنك قولهم إن العزة لله جميعا هو السميع العليم - يونس 65 .

وقال مخاطبا نبيه : ولا تحزن عليهم وأخفض جناحك للمؤمنين - الحجر 88 .

وقال تعالى: وأصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون - النحل 127 .

وكرر ذلك فقال تعالى: ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون - النمل 70 .

وقال تعالى: ولما أن جاءت رسلنا لوطا سيئ بهم وضاق بهم ذرعا وقالوا لا تخف ولا تحزن - العنكبوت 33 .

وقال تعالى: قال خذها ولا تخف سنعيدها سيرتها الأولى - طة 21 .

وقال تعالى: وقلنا لاتخف إنك أنت الاعلى - طة 68 .

وقال تعالى: وألق عصاك فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا ولم يعقب يا موسى لا تخف إني لا يخاف لدي المرسلون - النمل 10 .

وقال تعالى: وأن ألق عصاك فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا ولم يعقب يا موسى أقبل ولا تخف إنك من الآمنين - القصص 31 .

والآيات في الباب كثيرة ، فأسال القوم هل ان قوله لا تخافا - لا يحزنك - ولا تحزن - لا تخف وبال على الانبياء عليهم السلام ومنقصة لهم ، ودليل على خطئهم ، لأن قوله: لا تخافا - لا يحزنك - ولا تحزن - لا تخف نهي ، وصورة النهي قول القائل: لا تفعل ، فلا يخلوا ان يكون الحزن والخوف وقع من هؤلاء الانبياء عليهم السلام طاعة او معصية ، فإن كان طاعة فإن الله لا ينهى عن الطاعات بل يأمر بها ويدعوا إليها ، وان كان معصية فقد نهاهم عنها ، وقد شهدت الآيات بعصيانهم بدليل ان الله نهاهم .

فتدبر ما سيؤول إليه منطق القوم .

ولم يشأ القوم ان يتركوا القصة تنتهي إلى هنا ، بل جعلوا نهاية رحلة الهجرة بالصورة التي توضحها هذه الرواية .

تقول الرواية: ان ابابكر لما قدم رسول الله إلى قباء فنزل بهم ينتظر قدوم علي ، قال أبوبكر: انهض بنا إلى المدينة فإن القوم قد فرحوا بقدومك ، وهم يتريثون اقبالك إليهم فانطلق بنا ولا تقيم هاهنا تنتظر عليا ، فما اظنه يقدم إليك إلى شهر ، فقال رسول الله كلا ما اسرعه ، ولست أريم حتى يقدم ابن عمي واخي في الله ، واحب اهل بيتي الي ، فقد وقاني بنفسه من المشركين ، قال: فغضب عند ذلك أبو بكر واشمأز وداخله من ذلك حسد لعلي وكان ذلك أول عداوة بدت منه لرسول الله في علي ، واول خلاف على رسول الله ، فانطلق حتى دخل المدينة وتخلف رسول الله بقباء حتى ينتظر عليا [114] .

موقف الشيعة من تلقيب النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأبي بكر رضي الله عنه بالصديق



وعلى ذكر لقب الصديق ، فقد قلب القوم هذه المنقبة إلى مثلبة ، فقد أنكر بعضهم كليا ان يكون رسول الله لقب ابابكر بالصديق ، وأقر آخرون بذلك ولكن جعلوها هكذا كما تقول رواية عن خالد بن نجيح قال: قلت لابي عبدالله: جعلت فداك سمي رسول الله ابابكر بالصديق ؟ قال: نعم ، قال: فكيف قال: حين كان معه في الغار ، قال رسول الله : إني لارى سفينة جعفر بن أبي طالب تضطرب في البحر ضالة ، قال: يا رسول الله وانك لتراها ؟ قال: نعم ، قال: فتقدر ان ترينيها ؟ قال: ادن مني ، قال: فدنا منه ، فمسح على عينيه ، ثم قال: أنظر ، فنظر أبوبكر فرأى السفينة وهي تضطرب في البحر ثم نظر إلى قصور اهل المدينة ، فقال في نفسه: الآن صدقت إنك ساحر ، فقال رسول الله: أنت الصديق [115] .

نماذج لما سيؤول إليه الأمر لو حملت فضائل علي رضي الله عنه على منهج الشيعة


وهكذا ، وكأنهم بهذا يفتحون الباب لمبغضي الامير رضي الله عنه لأن يقولوا: ان النبي لم يأمره بالمبيت على فراشه ليلة الهجرة الا ليقتله المشركون ظنا منهم أنه النبي ، فيستريح منه ، ولو علم فيه خيرا لاصطحبه معه .

ولو قيل بأن العبرة في ذلك أنه رضي الله عنه قد افتدى الرسول بنفسه ، فيقال ليس في الأمر افتداء وذلك ان الامير كما يرى القوم سيكون خليفة لرسول الله فأمر موته مستبعد هنا فتنتفي الفضيلة المنسوبة إليه ، وان كان احتمال الموت قائما فقد ابطلوا القول بإمامته .

وهكذا تؤول سائر فضائله رضي الله عنه فيقال مثلا في قوله له: أنت مني بمنزلة هارون من موسى الا أنه لا نبي بعدي: لو علم النبي في صحبته خيرا او لرأيه ومشورته منفعة لاصطحبه معه في تلك الغزوة - اي غزوة تبوك - ففي هذه الغزوة لم ياذن لاحد بالتخلف عنها وهي آخر مغازيه ولم يجتمع معه أحد كما اجتمع له فيها ، فلم يتخلف عنه الا النساء والصبيان او من هو معذور لعجزه عن الخروج او من هو منافق ، ولم يكن في المدينة رجال من المؤمنين يستخلف عليهم كما كان يستخلف في كل مرة بل كان هذا الاستخلاف اضعف من الاستخلافات المعتادة لأنه لم يبق في المدينة رجال من المؤمنين اقوياء يستخلف عليهم أحد كما كان يبقي في جميع مغازيه ، واقد اصطحب النبي من يعظم انتفاعه به ومعاونته له ويحتاج إلى مشاورته والانتفاع برايه ولسانه ويده وسيفه والمتخلف إذا لم يكن له في المدينة سياسة كثيرة لا يحتاج إلى هذا كله .

وقد أدرك علي رضي الله عنه ذلك ، اي أنه لا فائدة ترجى من ورائه ان بقى ، فأخذ على الرسول ذلك ، وتواتر قوله للنبي : يا رسول الله تخلفني مع النساء والصبيان ؟ ، وفي بعض الروايات أنه لحق به فقال : يا علي الم اخلفك على المدينة ؟ ، فلا زال يعارض ذلك حتى استرضاه النبي حيث قال له: اما ترضي ان تكون مني بمنزلة هارون من موسى .

وهذه أيضا لا تخلو من معارضتها لعقيدة العصمة ، فلا بد ان يكون ما اتخذه النبي صوابا وذلك لعصمته ، او خلاف ذلك بدلالة اعتراض الامير على ذلك .

والقول كثير في المسألة .

وكذا شجاعته يمكن ان تؤول بأن ذلك إنما كان ملك على صورته ، وليس هو رضي الله عنه وقد روى القوم ان الملائكة كانت تقاتل في صورته [116] .

اذ ربما يكون ما ظهر منه هنا او هناك من شجاعة وبطولة إنما كان من هذا الملك او ذاك .

وان رد على ذلك بانه نزول الملائكة على صورته في ذاته فضيلة له ، رد على ذلك بأن الملائكة ، بل وجبرئيل اعظم الملائكة كان ينزل على رسول الله احيانا على صورة دحية الكلبي رضي الله عنه [117] ، وهكذا .




--------------------------------------------------------------------------------

[1] - الإرشاد ، 167 المناقب ، 4/107 ،112 مقاتل الطالبيين ، 91 أمالي الصدوق ، 131 إعلام الورى ،203 ،250 البحار ، 42/74 ،90 ،92 ، 45/36 ،63 ، 44/313 الإختصاص ، 82 معجم الخوئي ، 21/66 الأنوار النعمانية ، 3/263

[2] - الإرشاد ، 167 المناقب ، 4/112 مقاتل الطالبيين ، 89 معاني الأخبار ، 356 الكافي ، 1/286 ،309 ،411 ،442 إعلام الورى ، 203 البحار ، 1/172 ، 15/23 ، 16/291 ، 19/75 ، 24/213 ، 25/214 ،253 ، 26/262 ، 27/297 ،305 ، 36/388 ، 37/102 ، 38/332 ، 42/74 ،75 ،89 ،90 ،91 ،92 ،93 ، 43/159 ، 45/38 ،62 ، 46/181 ، 48/16 ، 60/200 ، 61/158 إثبات الهداة ، 3/156 علل الشرايع ، 183 البصائر ، 50 ،286 أمالي الطوسي ، 54 ،426 ،439 ،467 ،475 ،507 ،556 الإختصاص ، 128 كمال الدين ، 328 نور الثقلين ، 1/65 ،76 الإمامة والتبصره ، 171 غيبة الطوسي ، 187 غيبة النعماني ، 102 معجم الخوئي ، 13/45

[3] - الإرشاد ، 167 المناقب ، 2/109 ، 4/112 مقاتل الطالبيين ، 89 إعلام الورى ، 203 ،243 ،250 البحار ، 42/74 ،74 ،89 ،91 ، 43/291 ، 44/313 ،391 ، 45/37 ،63 ،67 الأنوار النعمانبة ، 3/263 أنظر ايضا: أمالي الصدوق ، 131 معجم الخوئي ، 11/116

[4] - مقاتل الطالبيين ، 92 المناقب ، 4/112 إعلام الورى ، 212 ،243 البحار ، 44/163 ،168 ،169 ، 45/36 ،63 ،67 معجم الخوئي ، 21/66 الإرشاد ، 240 الأنوار النعمانية ، 3/263

[5] - المناقب ، 4/112 البحار ، 44/168 ، 45/63 معجم الخوئي ، 13/25 إعلام الورى ، 212 دلائل الإمامة ، 63

[6] - التنبيه والاشراق ، 263

[7] - المناقب ، 4/113 البحار ، 45/63 معجم الخوئي ، 13/25

[8] - المناقب ، 4/176 الإرشاد ، 277 ،278 كفاية الأثر ، 319 الكافي ، 1/358 ،361 إعلام الورى ، 257 ،258 معجم الخوئي ، 13/47 البحار ، 10/249 ،250 ، 36/388 ، 40/68 ، 43/243 ، 44/151 ، 46/122 ،155 ،156 ،157 ،166 ،167 ،230 ، 47/279 ،283 أمالي الطوسي ، 2 كفاية الأثر ، 31 نور الثقلين ، 2/87 إثبات الهداة ، 1/281 ،600 ، 3/34 غيبة النعماني ، 125 منتخب الأثر ، 248 مفاتل الطالبيين ، 464 ،490 ،525

[9] - البحار ، 10/250

[10] - المناقب ، 4/175 كشف الغمة ، 2/260 البحار ، 46/4 ،5

[11] - كشف الغمه ، 2/217

[12] - كشف الغمة ، 3/41 البحار ، 48/282

[13] - مقاتل الطالبيين ، 453

[14] - مقاتل الطالبيين ، 122

[15] - مقاتل الطالبيين ، 506

[16] - مقاتل الطالبيين ، 537

[17] - مقاتل الطالبيين ، 556

[18] - مقاتل الطالبيين ، 443 البحار ، 48/163

[19] - عيون الأخبار ، 2/208 البحار ، 49/33 المناقب ، 4/335

[20] - عيون الأخبار ، 2/209 البحار ، 49/221

[21] - الكافي ، 6/19 البحار ، 44/211

[22] - المناقب ، 4/174 البحار ، 45/175 ،329

[23] - البحار ، 19/40 المنتقى في مولود المصطفى ، في خروجه وخروج ابي بكر إلى الغار

[24] - أمالي الطوسي ، 274 البحار ، 19/272

[25] - أمالي الطوسي ، 268 البحار ، 28/11 أنظر ايضا: البحار ، 10/436

[26] - المناقب ، 1/173 إعلام الورى ، 86 البحار ، 19/23 ، 22/191 ،202 ،235 المنتقى في مولود المصطفى ، حوادث السنة العاشرة

[27] - قرب الإسناد ، 137 البحار ، 17/232 ، 18/30

[28] - إعلام الورى ، 88 مجمع البيان ، 8/366 البحار ، 22/182 ،205

[29] - الكافي ، 4/123 البحار ، 22/213

[30] - الإرشاد ، 323 البحار ، 48/287 ،303 ،320 إعلام الورى ، 301

[31] - كشف الغمة ، 3/113 البحار ، 49/222

[32] - إعلام الورى ، 349 الإرشاد ، 314 البحار ، 50/231

[33] - أمالي الطوسي ، 254 البحار ، 37/40

[34] - معاني الأخبار ، 103 أمالي الصدوق ، 42 البحار ، 38/93 ،150

[35] - العمدة ، 191 البحار ، 38/199 ،200

[36] - العمدة ، 192 البحار ، 38/201

[37] - الطرائف ، 38 كشف الغمة ، 1/244 البحار ، 32/272 ، 38/313 ، 40/152 ، 43/53

[38] - كشف الغمة ، 1/376 البحار ، 40/51

[39] - أمالي الطوسي ، 341 الطرائف ، 30 البحار ، 35/222 ، 40/120 ، 43/23 ،38

[40] - البحار ، 44/34

[41] - أمالي الصدوق ، 71 ايضاح دفائن النواصب ، 43 البحار ، 26/306 ، 38/5 ،7 مذهب أهل البيت ، 18 إثبات الهداة ، 2/52 المناقب ، 4/67

[42] - البحار ، 38/13

[43] - البحار ، 38/28 أنظر ايضا: ص 33 ،38 ،39

[44] - أنظر هذه الروايات: البحار ، 33/332 ،333 ،340 كشف الغمة ، 1/158

[45] - العمدة ، 192 البحار ، 26/229 ، 38/201 أنظر ايضا: البحار ، 38/198 المناقب ، 2/5

[46] - الفصول المختارة ، 207 ،214 البحار ، 38/272

[47] - جامع الأخبار ، 208 البحار ، 40/125

[48] - ايضاح دفائن النواصب ، 48 البحار ، 27/118

[49] - البحار ، 43/287 ،301

[50] - الإرشاد ، 55 مجمع البيان ، 8/343 البحار ، 20/206 ،258 ، 39/4 ، 41/91

[51] - أمالي الطوسي ، 38 البحار ، 43/93

[52] - البحار ، 43/125

[53] - البحار ، 43/129

[54] - المنقب ، 3/345 إعلام الورى ، 47 البحار ، 19/112 ، 43/107 ،108 ،124

[55] - الفصول المختارة ، 167 الصراط المستقيم ، 3/152 البحار ، 10/417 الإختصاص ، 128

[56] - عمدة الطالب ، 195

[57] - الإحتجاج ، 229 ،230 البحار ، 50/80 ،81

[58] - كشف الغمة ، 2/360

[59] - أمالي الطوسي ، 274 البحار ، 19/271

[60] - أمالي الطوسي ، 266 البحار ، 18/23 المناقب ، 1/89 إثبات الهداة ، 1/304

[61] - البحار ، 16/127 المنتقي ، الفصل الرابع في جامع اوصافه

[62] - مكارم الاخلاق ، 150 البحار ، 16/257 ،385

[63] - مجمع البيان ، 5/87 البحار ، 66/320 نور الثقلين ، 5/16

[64] - نهج البلاغة ، 247

[65] - نهج البلاغة ، 257 الميزان ، 15/160 البحار ، 40/193

[66] - نور الثقلين ، 3/267 ا البحار ، 75/12 العياشي ، 2/355 البرهان ، 2/472 الصافي ، 3/246

[67] - الكافي ، 7/424 التهذيب ، 2/93 المناقب ، 1/494 البحار ، 40/305

[68] - المناقب ، 1/492 البحار ، 40/231 أنظر ايضا: الكافي ، 7/216 ،249 البحار ، 40/298 ،299

[69] - الطرائف ، 19 كنزالكراجكي ، 166 ،167 إعلام الورى ، 204 الكافي ، 5/346 ، 6/115 ،116 الشافي ، 215 الصراط المستقيم ، 3/130 العمدة ، 150 ،157 البحار ، 10/373 ، 25/247 ،248 ،249 ، 42/91 ،93 ،97 ،108 الخرائج ، 825

[70] - نهج البلاغة ، 430

[71] - شرح نهج البلاغة، 15/67 ، وقعة صفين ، 88

[72] - الفصول المختارة ، 58 إرشاد القلوب ، 336 معاني الأخبار ، 412 البحار ، 10/296 ، 28/105 ،117

[73] - البحار ، 40/124

[74][74] - الروضة ، 9 البحار ، 39/250

[75] - الفضائل ، 110 الروضة ، 6 البحار ، 40/269

[76] - البحار ، 39/88

[77] - أمالي الطوسي ، 443 أمالي الصدوق ، 234 العمدة ، 111 البحار ، 39/303 ، 40/117

[78] - أمالي الطوسي ، 297 البحار ، 40/120

[79] - التوحيد ، للصدوق ، 328 البحار ، 40/121

[80] - الكافي ، 7/324 التهذيب ، 2/92 البحار ، 40/305

[81] - الفضائل ، 202 الروضة ، 145 البحار ، 10/58

[82] - أمالي الطوسي ، 243 البحار ، 38/208 ،249 ، 40/119 ،236

[83] - أمالي الطوسي ، 372 ،586 البحار ، 40/71

[84] - البحار ، 39/285

[85] - أمالي الطوسي ، 345 البحار ، 40/121

[86] - تأويل الآيات ، 2/582 البرهان ، 4/174 البحار ، 23/163 ، 40/104 ،148 ،180 ،196 ،227 ،228 ،229 ،233 ،234 ،235 ،236 ،274 ،277 ،286 ،306 ، 41/141 ، 79/52 ،53 ،89 ، 99/219 ، 104/66 ،386 المناقب ، 2/31 الكافي ، 7/265 الإختصاص ، 111 الأنوار النعمانية ، 1/39 أمالي الطوسي ، 490 نور الثقلين ، 1/155 ، 2/304

[87] - البحار ، 38/9

[88] - البحار ، 45/7

[89] - الكافي ، 1/65 البحار ، 2/228

[90] - الكافي ، 1/403 الخصال ، 2/84 الطرف ، 19 ،33 ،34 الشافي ، 177 البحار ، 21/138 ،381 ، 22/478 ،486 ، 23/165 ، ، 27/69 ، 27/69 ، 52/262 ، 77/119

[91] - البحار ، 10/220

[92] - البحار ، 21/144 المنتقى ، فيما كان سنة ثمان من الهجرة

[93] - تفسير الإمام العسكري ، 212 الإحتجاج ، 18 البحار ، 17/352

[94] - الخصال ، 2/91 البحار ، 6/304 ،305 ، 52/193 ، 77/157 كمال الدين ، 477 أمالي الطوسي ، 528

[95] - سليم بن قيس ، 249 البحار ، 28/297

[96] - عيون الأخبار ، 269 الخصال ، 2/153 البحار ، 10/227 ،358 ، 22/325 ، 27/52 ، 68/263 نور الثقلين ، 4/258

[97] - سليم بن قيس ، 92 البحار ، 22/28/282

[98] - العياشي ، 1/223 البحار ، 22/333 ،351 ،352 ،440 ، 28/236 ،238 ،239 ،255 ،259 ، 42/181 ، 67/164 الكشي ، 4 ،5 ،8 ،9 ،11 تاريخ اليعقوبي ، 2/116 الكافي ، 8/245 الإختصاص ، 6 ،10 ،70 قاموس الرجال ، 3/350 البرهان ، 1/319 الصافي ، 1/389 تأويل الآيات ، 1/123 نور الثقلين ، 1/396 الصافي ، 1/389

[99] - السرائر ، 468 روضة الواعظين ، 242 البحار ، 22/114 ،332 ،342

[100] - الكافي ، 2/244 البحار ، 22/345 ، 33/11 رجال الكشي ، 31

[101] - الخصال ، 158 البحار ، 22/360 ، 33/11 ،14 ،20 ،21 رجال الكشي ، 31 كشف الغمة ، 1/261 كفاية الأثر ، 120 الإختصاص ، 10

[102] - الكشي ، 7 ،8 ،11 الإختصاص ، 9 ،10 ،11 البحار ، 22/342 ،440 ، 28/28/239 ،260

[103] - الإختصاص ، 9 البحار ، 28/260

[104] - البحار ، 22/360 ،374 الإحتجاج ، 41 الفضائل ، 113

[105] - الكافي ، 8/295 البحار ، 28/255

[106] - البحار ، 32/61 ،111 الإرشاد ، 131 أمالي المفيد ، 155

[107] - أمالي الطوسي ، 234 أنظر ايضا: البحار 49/192 عيون الأخبار ، 2/188

[108] - العياشي ، 2/94 البحار ، 19/80 الصافي ، 2/344 الكافي ، 8/378 البرهان ، 2/128 ،129 نور الثقلين ، 2/220

[109] - أنظر تفاصيل ذلك في: الفصول المختارة ، 20 الإحتجاج ، 279 البحار ، 10/297 ، 19/95 ، 27/321 ،327 ، 72/143 الاقبال ، 593 تفسير الإمام العسكري ، 466 ( الحاشية ) عيون الأخبار ، 2/186 الأنوار النعمانية ، 1/84

[110]- البرهان ، 2/126 البحار ، 33/430 ، 36/43

[111] - أمالي الطوسي ، 479 البحار ، 19/61 أنظر ايضا: البحار ، 40/50 كشف الغمة ، 1/85

[112] - أمالي الطوسي ، 480 البحار ، 19/62

[113] - أنظر مثلا: روح المعاني ، 10/100 منهاج السنة ، 4/239 وما بعدها

[114] - الروضة ، 281 البحار ، 19/116

[115] - تفسير القمي ، 1/289 البرهان ، 2/125 البصائر ، 422 البحار ، 18/109 ، 19/53 ،71 ، 53/75 نور الثقلين ، 2/220 أنظر ايضا: إثبات الهداة ، 1/241 ،315 ،317 الروضة ، 218 الإختصاص ، 19 البرهان ، 2/125 الصافي ، 2/344 البرهان ، /125 ،128

[116] - البحار ، 41/100 الفصول المختارة ، 81

[117] - المناقب ، 1/199 ، 2/253 ، 3/353 البحار ، 18/268 ، 22/332 ،400 ،401 ، 37/307 ، 45/91 ، 52/306 ، 59/192 ،209 ،210 الكافي ، 2/597 أمالي الصدوق ، 283 اليقين ، 18 أمالي الطوسي ، 40 ،615 إثبات الهداة ، 2/42 ،43 ،90 ،159 ،180 تأويل الآيات ، 1/185 نور الثقلين ، 2/173 العياشي ، 2/74 البرهان ، 2/98

[118] - البحار ، 38/298 ،316 ، 76/56 المناقب ، 1/389 فقة الرضا ، 53

[119] - تفسير القمي ، 1/156 البرهان ، 1/406 الصافي ، 1/485 البحار ، 21/11 ، 65 ، 22/93 نور الثقلين ، 1/535

[120] - تفسير القمي ، 1/267 نور الثقلين ، 2/134 البحار ، 19/258 البرهان ، 2/67

[121] - البحار ، 82/60 ،61

[122]- تفسير العسكري ، 465 البحار ، 19/80 مدينة المعاجز ، 75 إثبات الهداة ، 3/596







التوقيع :
استودعكم الله اخواني واخواتي
من مواضيعي في المنتدى
»» نقول لللرافضه المتعه زنا يا بهائم (( وثيقه ))
»» الهاشميه (( بنت السيد ))
»» العبيدي تعال اريدك في موضوع
»» السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
»» للشيعه والشيعيات فقط
 
قديم 21-05-03, 09:49 PM   رقم المشاركة : 3
المرسال
مشرف






المرسال غير متصل

المرسال is on a distinguished road


يرفع

وعاوز من الرافضه التفكير بعقله مش بقفاه في الموضوع ده







 
قديم 22-05-03, 01:38 PM   رقم المشاركة : 4
تان تان
عضو فعال







تان تان غير متصل

تان تان


للرفع .................................. ورفع الضغط ............. والسكر ............ واي حاجة عند الرافضة .............

بس انا عتبان عليك يا عم المرسال .. بالزمة في رافضي بيفكر بعقله ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ انت بتطلب المستحيل ... دورلك على حاكة سهلة كدا كدا كدا خالص ......... انت خشيت في الغويط ..... دول ما يشاركوش الا بمواضيع المتعة واتيان النساء بالدبر واللواطة في الاطفال .. وتقبيلهم واللعب بالعورات .......................الخ .

تحياتي يا سبع ..







من مواضيعي في المنتدى
»» شهادة رافضية : أحاديثنا بطيخ مبسمر!!
»» رافضيان في المنتخب الايراني يستعجلان ظهور فأرالسرداب فيلم فيديو
»» مساكين اصحاب البشرة السمراء !!! خش يا جدع ..
»» من هم البهرة ؟
»» آخر الإكتشافات ! قيصر الروم يعالج بالقرآن الكريم !!! ويعالج من ؟؟؟؟ خليفة المسلمين!
 
قديم 22-05-03, 07:28 PM   رقم المشاركة : 5
المرسال
مشرف






المرسال غير متصل

المرسال is on a distinguished road


Talking يا راجل سيبهم يفكروا بجزمهم اللى هي عقولهم



ايه دا يا خويا تان تان ح ترفع ضغط ولاد المتعه ع ماهم مضغوطين !!

دا الشيرازي رفع ضغطهم بفتواه المهببه وكتم ع انفاسهم باللى لزقها بقفاهم!!

والا الخوئي اللى عملهم ميزانجيه راخر

والا الخميني اللى فضائحه ع قفا من يشيل

وماذا تريدهم أن يقولوا وهم يعرفون بأن تسعة أعشار الدين هي التقية كما ذكرت..

والتُسع الباقي جعلوه أشركوا به مع الله علي ابن أبي طالب !!

بالله عليك هل تتوقع أن يصدقونك القول ؟

لو فعلوا ذلك لهدموا مذهبهم على الفور ..

ألم نرى كيف ينكرون مسلمات بديهية عندهم مثل ابن سبأ ، وتحريف القرآن وشركهم بالله ..

الخميني الذي تطفح كتبه بشتم المسلمين

إن بطلان مذهبهم واضح وضوح الشمس في وسط النهار ..

ولكن التعصب للمذهب ، والعزة بالإثم ، وصعوبة قبول الحقيقة أنهم على ضلال تجعل الواحد فيهم يحاول أن يقنع نفسه أنه على الحق ..

يا ولاد المتعه ح نعمل ايه بعد ان اعمى الله بصائركم

ومش ح استغرب ابداً لدعائهم عليكم يا معشر المجوس

وقال الإمام الحسين عليه السلام في دعائه على شيعته:
(اللهم إن مَتَّعْتَهم إلى حين فَفَرِّقْهم فِرَقاً، واجعلهم طرائق قدَداً، ولا تُرْضِ الوُلاةَ عنهم أبداً، فإنهم دَعَوْنا لِينصرونا، ثم عَدَوا علينا فقتلونا)

الإرشاد للمفيد ص 241.

وقال الإمام زين العابدين عليه السلام لأهل الكوفة:
(هل تعلمون أنكم كتبتم إلى أبي وخَدَعْتُموه وأعطيتموه من أنفسكم العهد والميثاق، ثم قاتلتموه وخَذَلْتموه؟ بأي عين تنظرون إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، يقول لكم: قاتلتُم عِتْرَتي، وانتهكتُم حُرْمَتي، فلستم من أمتي)

الاحتجاج وقال أيضاً عنهم:
(إن هؤلاء يبكون علينا، فَمَنْ قَتَلَنا غيرُهم؟)

الاحتجاج 2/29.

يا باحثين عن الحقيقه والحق !!

حد من ولاد المتعه يرد ؟؟؟؟؟















التوقيع :
استودعكم الله اخواني واخواتي
من مواضيعي في المنتدى
»» التجسس على ويندوز 7 من قبل وكاله الامن القومي الامريكيه
»» حقائق تكشف لأول مرة الثروة الحقيقية للخامنئي
»» انواااااااااااااااااار الغري لماذا هذا التدليس والكذب
»» علاج ا نفلونزا الخنازير عند الرافضه
»» لغززززز عاوز تحلوه يا ولاد المتعه ((( دا سهل خالص خالص ))))
 
قديم 09-07-10, 01:13 AM   رقم المشاركة : 6
أسماء حسين
أَوْجَاع أُمَّة







أسماء حسين غير متصل

أسماء حسين is on a distinguished road








التوقيع :
[ أطوع الناس لله أشدهُم بغضًا لمَعصيته ] ..أبو بكر الصديق
[ ليس لأحد عذرا في تعمّد ضلالة حسبها هدى ، و لا ترك حقٍّ حسبه ضلالة ] ..عُمَر بنْ الخطاب
من مواضيعي في المنتدى
»» تصريح واضح من الشيعة بقتل الملك عبد الله / وثائقي
»» ياشيعة : أشهد الله أني لكم من الناصحين
»» عاجل المهدي يخرج من الكعبة
»» أخيراً / الكونجرس يقول كلمة حق
»» كيْ لاَ ننْسَاهُمْ
 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:35 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "