بسم الله و كفى و الصلاة و السلام على المصطفى
.
أمّا بعد.
الحديث رواه البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرةرضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى."
قال الحافظ ابن حجر في الفتح في شرح هذا الحديث 3/65: "في هذا الحديث فضيلة هذه المساجد ومزيتها على غيرها لكونها مساجد الأنبياء ولأن الأول قبلة الناس وإليه حجهم، والثاني كان قبلة الأمم السالفة، والثالث أسس على التقوى".
فمن كان يؤمن بالله و رسوله
لا ينكر عروبة و لا إسلاميّة فلسطين و عاصمتها القدس - إن شاء الله عن قريب- .
لا يتّسع الأمر إلاّ إذا ضاق.
فصبرا أهلنا في فلسطين ... ليس في أيدينا حيلة في الوقت الرّاهن إلاّ أضعف الإيمان
و لكن الثقة بالله و في عدالته قد تخفّف عنّا وطأة ما نحن فيه من ذل و هوان ... فالله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم ... فها هم إخوة يتناحرون على من يقود بالرغم من أنّ الغاية واحدة - من المفروض - و ها هم إخوة يطبّلون و يرقصون مع أنّهم يعرفون تمام المعرفة بأن الثور الأحمر أكل يوم أكل الأبيض - و الله المستعان - ... و ها هم إخوة يؤأزرون الكيان الصهيوني في حربه ضد أحد جنود الله - حريق الكرمل - ... و ها هم إخوة يضيّقون الحصار على سجن غزّة بدعوى إجبار الإخوة الفرقاء على الرجوع لجادّة الصواب - التخاذل و العياد بالله - ... و ها هم إخوة يطبّعون مع الكيان الغاشم إقتصاديّا , ثقافيّا , سياسيّا و حتى فكريّا و عسكريّا - حسبنا الله و نعم الوكيل - ...
فيا إخوتنا في فلسطين - هداكم الله - خلاصكم بأيديكم تبنوه ... بوحدتكم تتوحّد الأقطار العربيّة و الإسلاميّة من خلفكم.
ففرقتكم ذريعة للمتخاذلين على التخاذل و للجبناء على دس الرؤوس في التراب.
حتّى أن فرقتكم تقوية لجنود الظلام - الشيعة الروافض الأقزام - بأن امتطو حمارة سمّوها الجهاد ضد إسرائيل و هم منه بعيدون و ما هذه التسميّة و المباهات الإعلاميّة إلاّ ذرّ للغبار في أعين البسطاء و تجنيد للفكروراء التشيّع على أنّه حامي حمى الإسلام.
و في الختام؛ ما كان في الحياة الدنيا, ما كان لأن يكون لولا إذن الواحد الديّان فالرضى و التسليم بما كان من رافع السماء بلا عمد مع البحث في أسباب الخذلان و محاولة الضفر برضى الرحمن بالجهاد في سبيله على ما يحبّ و يرضى ... و أولى الخطواة لا محال هي بتوحيد الصفّ الفلسطيني.
حيّاكم الله إخواننا في فلسطين و قوّى شوكتكم على أعدائكم و أعداء الإسلام.