العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديات العلمية > منتدى عقيدة أهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-02-03, 07:41 AM   رقم المشاركة : 1
فاضح الشيعة
لااله الا الله
 
الصورة الرمزية فاضح الشيعة





فاضح الشيعة غير متصل

فاضح الشيعة is on a distinguished road


Arrow الشرك بالله

[ALIGN=CENTER]تعريف الشرك : [/ALIGN]

الشرك هو أن تجعل لله نداً وشريك له سبحانه يعبده أو يحبه كما يحب الله أو يعتقد في أنه يخلق أو يرزق أو له الملك والتدبير غير الله أو انه يعلم الغيب وينفع ويضر من دون الله وذلك من حجر أو شجر أو شمس أو قمر أو نبى أو شيخ أو ملك أو مال أو منصب أو غيره من الطواغيت. ويمكن تعريفه أيضاً بأنه صرف ما لا يكون إلا لله لغيره من عبادة وقصد وخلق وتحاكم وطاعة وغيره وهو ما يقابل التوحيد الذي هو دعوة جميع الرسل وهو إفراد الله بالعبادة قولاً وفعلاً وقصداً والبراءة من كل معبود من دونه واعتقاد تفرده بالربوبية وتوحيده بأسمائه وصفاته ، قال تعالى : ( وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحى إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون ) ( الأنبياء 25) . وحقيقة الشرك تبنى على سوء الظن بالله وهو تنقيص بالرب جل في علاه وذلك لأن المشرك إما أن يستعين بواسطة لدعائه الله وبذلك يظن أن الله بعيد لا يسمعه أو لا يجيب دعاءه أو أنه لا يكفي عبده ، أو أن المشرك يعتقد بوجود مدبر أخر فينتقص الرب باعتقاده أنه يحتاج من يساعده ويدبر معه أو إنما تتم قدرته بقدرة الواسطة ولهذا الله لا يغفر الشرك من بين سائر الذنوب .أنظر أصول الإيمان وإغاثة اللهفان .

[ALIGN=CENTER]أنواع الشرك :[/ALIGN]



أنواع الشرك كثيرة تدور على ثلاث محاور :شرك في الربوبية ، شرك في الألوهية ويتضمن الشرك في القصد والتألّه والمحبة والتعظيم ، شرك في الأسماء والصفات.

1- شرك الربوبية
هو إعتقاد وجود إله غير الله أو وجود شريك لله في الخلق أو الأمر أو الملك أو التدبير أو الرزق أو الإحياء أو الإماتة أو التصرف كاعتقاد أن هناك في الكون شئ لم يخلقه الله تعالى أو أن هناك متصرف في الكون غير الله أو أن هناك من رازق غير الله أو نافع أو ضار من دون الله ، قال تعالى : ( أمن خلق السماوات والأرض وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أن تنبتوا شجرها أءله مع الله بل هم قوم يعدلون ) ( النمل 60-64 ) وقال أيضاً : ( أيشركون ما لا يخلق وهم يخلقون ، ولا يستطيعون لهم نصراً ولا أنفسهم ينصرون وإن تدعوهم إلى الهدى لا يتبعوكم سواء عليكم أدعوتموهم أم أنتم صامتون )( الأعراف 191 - 193 ) وقال تعالى : ( ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين ) ( الأعراف 54 ) ، وهذا النوع من الشرك لم يقع كثيراً فتوحيده تعالى فطرة جعلها الله تعالى في خلقه وقد أخذ عليهم الميثاق وهم في ظهور أباءهم بأنه ربهم حيث قال تعالى : ( وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين * أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون ) ( الأعراف 172 - 173 ) وقال : ( ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ) ( متفق عليه ) ، حتى أن مشركي قريش كانوا يقرون بأن الله تعالى هو الخالق والرازق ، وقد بين القرآن بطلان شرك الربوبية ببرهان باهر ولفظ وجيز ظاهر في قوله تعالى : ( ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذاً لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض ) ( المؤمنون 91 ) فبين أنه لو كان هناك من إلهين لحدث أحد ثلاث أمور : إما ن يذهب كل إله بما خلق ، وإما أن يعلو بعضهم على بعض ، وإما أن يكونوا تحت قهر ملك واحد يتصرف فيهم ولا يتصرفون فيه فهو وحده الإله.انظر أصول الإيمان للصاوي .

2- شرك الالوهية :


شرك في الألوهية وهو صرف شئ من العبادة لغير الله ويدخل فيها أعمال القلوب كالخوف والرجاء والرغبة والرهبة والدعاء والإستغاثة والإستعاذة والنذر والمحبة والتعظيم والتأله والتذلل وأيضاً في الطاعة والإنقياد والتسليم كما يدخل فيها أعمال الجوارح كالصلاة والزكاة والذبح والحج وغيرها. ومنه شرك في النيات كالرياء والعمل لأجل الدنيا وغيرها قال تعالى : ( واتخذوا من دونه آلهة لا يخلقون شيئاً وهم يخلقون ، ولا يملكون لأنفسهم موتاً ولا حياة ولا نشوراً ، إن الذين تدعون من دون الله عباداً أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين ) ( الفرقان 3 - 4 ) .

شرك في الاسماء والصفات :




شرك وإلحاد في الأسماء والصفات كالتشبيه والتمثيل والتعطيل والتحريف والتأويل . قال تعالى ( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه ) ( الأعراف 180 ) وقال : ( ليس كمثله شئ وهو السميع البصير ) ( الشورى 11 ) وقال : ( قل هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ) ( الإخلاص ) وقال : ( رب السماوات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا ) ( مريم 65 ).

ومنه :
أ- الشرك الأكبر :

الشرك الأكبر هو صرف شئ من أنواع العبادة لغير الله - كدعاء غير الله والتقرب بالذبائح والنذور لغير الله من القبور والجن والشياطين ، والخوف من الموتى أو الجن أو الشياطين أن يضروه أو يمرضوه ورجاء غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله من قضاء الحوائج وتفريج الكربات مما يمارس الآن حول الأضرحة المبنية على قبور الأولياء والصالحين ، قال تعالى : ( ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله ) . . ومن شرك الأفعال الداخل تحت الشرك الأكبر السجود لغير الله والطواف بغير بيته وتقبيل القبور . ومنه التوكل على غير الله والتوبة والإنابة لغيره والإستعانة بغيره والذل والخضوع والتعظيم والخشية لغير الله . قال تعالى عن مشركي قريش الذين توارثوا عبادة الأصنام من أسلافهم وعبدوها لتقربهم من الله زلفى : ( والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى إنَّ الله يحكم بينهم فيما هم فيه مختلفون ) ثم شهد عليهم بالكفر والكذب فقال : ( إنَّ الله لا يهدي من هو كاذبٌ كفَّار ) فهذا حال من اتخذ من دون الله ولياً يزعم أنه يقربه إلى الله فكيف من عبد غير الله تقرّباً له أو اعتقد بتصرفه في الكون أو انه ينفعه أو يضره من دون الله .

ب- الشرك الأصغر:
الشرك الأصغر لا يخرج من الملة ولكنه ينقص التوحيد وهو أكبر الكبائر بعد الشرك الأكبر ووسيلة إلى الشرك الأكبر وهو قسمان :

شرك ظاهر وهو ألفاظ وأفعال :فالألفاظ كالحلف بغير الله ، قال صلى الله عليه وسلم : ( من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك ) ( الترمذي ) ، ومثله قول : ما شاء الله وشئت ، قال صلى الله عليه وسلم : لما قال له رجل ما شاء الله وشئت فقال : ( أجعلتني لله نداً قل ما شاء الله وحده ) ، ومثل قول أنا متوكل عليك وعلى لله ، وقول :أنا في حسب الله حسبك ، وقول : وما لي إلا الله وأنت ، وقول : وهذا من الله ومنك ، وقول : هذا من بركات الله وبركاتك ، وقول : الله لي في السماء وأنت لي في الأرض ، وقول : نذراً لله ولفلان ، وأنا تائب لله ولفلان ، أو أنا ارجو الله وفلاناً ونحو ذلك . ومنه تعليق التمائم خوفاً من عين ونحوها والتبرك بشجرة وحجر ونحوه - أنظر الداء والدواء .

شرك خفي وهو الشرك في الإرادات والنيات كالرياء والسمعة ، قال تعالى : ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ) ( البينة 5 ) وقال : ( قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً ) (الكهف 110) وقال : ( الذين هم يراؤون ويمنعون الماعون ) ( الماعون ) فمن الناس من يعتقد أنه لا إله إلا الله ، وأنه يضر ولا ينفع ولا يعطي ولا يمنع إلا الله ، ولكنه لا يخلص في معاملته وعبوديته لله ، فتارة يعمل لحظ نفسه ولطلب الدنيا تارة ولطلب الرفعة والجاه المنزلة عند الخلق ، فلله من عمله وسعيه نصيب ، ولنفسه وحظه وهواه نصيب وللشيطان نصيب وللخلق نصيب ، وهذا حال أكثر الناس : وهو الشرك الذي قال فيه صلى الله عليه وسلم فيما رواه ابن حبان في صحيحه الشرك في هذه الأمة أخف من دبيب النمل ) قالوا : كيف ننجو منه يا رسول الله ؟ قال : ( قل : اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم ، وأستغفرك لما لا أعلم ) - أنظر الداء والدواء . وقال صلى الله عليه وسلم فيما رواه أحمد : ( إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر الرياء يقول الله يوم القيامة إذا جزى الناس بأعمالهم اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا انظروا هل تجدون عندهم جزاء ) وروى الحاكم : ( أول الناس يدخل النار يوم القيامة ثلاثة نفر ، يؤتى بالرجل فيقول رب علمتني الكتاب فقرأته آناء الليل والنهار أي ساعاتهما رجاء ثوابك ، فيقول كذبت إنما كنت تصلي ليقال إنك قارئ مصل وقد قيل اذهبوا به إلى النار ، ثم يؤتى بآخر فيقول رب رزقتني مالاً فوصلت به الرحم وتصَّدقت به على المساكين وحملت به ابن السبيل رجاء ثوابك وجنتك ، فيقال كذبت إنما كنت تتصَّدق وتصل ليقال إنه سمح جواد فقد قيل اذهبوا به إلى النار ، ثم يجاء بالثالث فيقول رب خرجت في سبيلك فقاتلت فيك غير مدبر رجاء ثوابك وجنتك فيقال كذبت إنما كنت تقاتل ليقال إنك جرئ وشجاع فقد قيل اذهبوا به إلى النار ) أنظر الزواجر عن إقتراف الكبائر .



من صور الشرك في الربوبية :

من صور الشرك في الربوبية إعتقاد أن هناك خالق مع الله تعالى كالثنوية من المجوس والمانوية القائلين بأن العالم صدر عن الأصلين النور والظلمة حيث لنور مصدر الخير والظلمة مصدر الشر، ومنه شرك النصارى القائلين بالتثليث الأب والابن وروح القدس . ومنه أيضاً شرك القدرية نفاة القدر وأن الله تعالى خالق لأعمال العباد وقولهم أن الإنسان هو الذي يخلق أفعال نفسه ، وأنها تحدث بدون مشيئة الله وقدرته وإرادته ولهذا كانوا أشباه المجوس وأيضاَ إعتقاد أن هناك شئ لم يخلقه الله تعالى ومنه أيضاً شرك الذي حاج إبراهيم في ربه وجعل نفسه نداً لله بذعمه قال تعالى : ( إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيى ويميت قال أنا أحيى وأميت ) . ومنه أيضاً شرك الصابئة الذين يعتقدون تدبير الكواكب في لأمر العالم ، ومنه أيضاً عباد الشمس وعباد النار .* أنظر الداء والدواء .

من صور الشرك في الالوهيه :


وشرك الألوهية هو أن يصرف لغير الله أمر شرعه الله للناس عبادة له ، وهو أهم وأكثر أنواع الشرك وقوعاً خاصة في عصرنا الحالي ومن صوره في مختلف العبادات والطاعات :

الدعاء إن صُرِف لغير الله كان شركاً ، وهو نوعان دعاء مسألة وهو طلب ما ينفع الداعي من جلب نفع أو كشف ضر ، وقد أنكر القرآن على من يدعو من دون الله ، قال تعالى : ( ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذاً من الظالمين ) ( يونس 106 ) وهذا الدعاء من أفضل العبادات ، قال تعالى : ( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ) ( غافر 60 ) وقال : ( ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون * وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين ) ( الأحقاف 65 ) وقالe : ( إن الدعاء هو العبادة ) ، وأما دعاء العبادة فهو سائر القربات من ذكر وتلاوة وصلاة ونسك وسميت دعاء لإستجلاب ثواب الله بها ولإحتوائها على دعاء . وكل من دعاء المسألة ودعاء العبادة من العبادات التي لا يجوز صرفها لغير الله فإن صُرِفت لغيره كان شرك أكبر .انظر أصول الإيمان .

الاستغاثة بغير الله ، والإستغاثة هي طلب الغوث وهو إزالة الشدة والفرق بينها وبين الدعاء أنها لا تكون إلا من مكروب بخلاف الدعاء فإنه أعم فكل إستغاثة دعاء وليس كل دعاء إستغاثة . والإستغاثة لا تُطلب من مخلوق إلا فيما يقدر عليه . وقد أمرنا الله بدعائه وحده وحذرنا من أن ندعو معه أو من دونه آلهة أخرى ، قال تعالى : ( وأن المساجد لله فلا تدعو من دون الله أحداً ) وقال : ( قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا ، أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذوراً ) ( الإسراء 56 - 57 ) وقال صلى الله عليه وسلم : ( إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ) . انظر أصول الإيمان وكتاب التوحيد .

ومن الأدعية البدعية دعاء غير الله من الموتى أو الغائبين لقضاء الحوائج والكروب لأن الميت قد انقطع عمله فلا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً ومنها قول العوام يا سيدي فلان أغثني فهذا شرك أكبر ، وأيضاً طلب الدعاء من الميت أو الغائب من الأنبياء والصالحين كأن يقول ادعو الله لي أو كما تقول النصارى لمريم ولا يجوز أن يشتكى إليهم فهو من البدع .

التوسل إلى الله بذات أحد الصالحين أو بجاهه غير مشروع وهو من البدع ورده الجمهور ، وأما التوسل المشروع فهو التوسل إلى الله بأسمائه وصفاته العلى : ( ولله السماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه ) ، والتوسل إلى الله تعالى بدعاء الأحياء الصالحين من عباده : ( ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيماً ) . والتوسل إلى الله تعالى بالعمل الصالح : كما حدث في قصة أصحاب الكهف . أنظر أصول الإيمان.

الإستعاذة بغير الله والإستغاثة هي الإلتجاء إلى الله والإعتصام به لدفع شر وهي من العبادات التي أمر الله بها عباده ، قال تعالى : ( وإما ينزغنك من الشيطان نزغاً فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم ) وقوله تعالى : ( قل أعوذ برب الفلق * من شر ما خلق ) يدل على أن الإستعاذة من العبادات التي لا تصرف إلا لله . واتفق العلماء أن من استعاذ بغير الله فقد أشرك ولا يجوز الإستعاذة بمخلوق ولذا نهى العلماء عن التعازيم والتعاويذ التي لا يعرف معناها خشية أن يكون فيها شرك . أنظر أصول الإيمان .

الخوف إذا صُرف لغير الله كان شرك والخوف من الله من أفضل المقامات وأجمع أنواع العبادة التي أمر الله بإخلاصها له قال تعالى : ( إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياؤه فلا تخافوهم أتخافون إن كنتم مؤمنين ) وقد أخبر الله تعال أن من يخافه في الدنيا أمنه في الآخرة فقال تعالى عن عباده الصالحين : ( آنا نخاف من ربنا يوماً عبوسا قمطريراً * فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقّاهم نضرة وسروراً ) . وللخوف ثلاثة أنواع :خوف السر أو الخشية بالغيب وهذا عبودية القلب فيجب إخلاصه لله ولذا فإن صرفه لغير الله شرك كمن يخاف طاغوت أو وثن أو كخوف القبوريين من أولياءهم ، ترك بعض الواجبات خوفاً من الناس : وهذا محرم وهو نوع من الشرك ، قال تعالى : ( فلا تخشوا الناس واخشونِ ولا تشتروا بآياتي ثمناً قليلاً ) ، الخوف الطبيعي وهو كالخوف من سبع أو عدو وغيره وهو أمر جبلي يتفاوت فيه الناس وهذا لا يُذم . انظر أصول الإيمان .

المحبة بتألَّه وذلة لغير الله من الشرك الأكبر حيث أن العبادة هي كمال المحبة وكمال الخضوع فمحبته عز وجل بتأله وذلة هي أصل دين الإسلام وهذه تستلزم الخوف والتعظيم والإجلال وهي على هذا النحو لا تصلح إلا لله فمن أحب من دونه شيئاً كما يحب الله تعالى فقد اتخذ من دونه نداً ، قال تعالى : ( ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حباً لله ) ( البقرة 165 ) فهذا ند في المحبة لا في الخلق والربوبية وأكثر أهل الأرض اتخذوا من دون الله أنداداً في الحب والتعظيم مع الذل والتقديس وهذه هي المحبة الشركية وهي الحب مع الله لما فيها من التأله لغير الله والتعلق به والرغبة إليه من دون الله وهي تتعلق في قلوب المشركين وتسوية آلهتهم برب العالمين ولهذا قالوا لها في النار : ( تالله إن كنا لفي ضلال مبين ، إذ نسويكم برب العالمين ) ( الشعراء 97 _ 98 ) مع إقرارهم بأنها لا تخلق ولا ترزق ولا تحي ولا تميت وإنما كانت التسوية في المحبة والتعظيم والعبادة وهي تختلف عن المحبة في الله التي ليس فيها شئ من شوائب الشرك كالاعتماد عليه ورجائه في حصول مرغوب أو دفع مرهوب وهي واجبة تابعة لمحبة الله وتزداد بزيادة محبة الله وتنقص بنقصها ومنها محبة الرسول صلى الله عليه وسلم والصالحين والأعمال الصالحة وكراهية المنكر والفحشاء وهي من كمال التوحيد .وأما المحبة الطبيعية كمحبة المال ولولد فهي من المباحات إن لم تستلزم ترك واجب أو فعل معصية . أنظر أصول الإيمان ومدارج السالكين .

النذر لغير الله شرك والنذر الوفاء به عبادة مدح الله من فعلها طاعة وتقرباً له ، قال تعالى : ( يوفون بالنذر ويخافون يوماً كان شره مستطيراً ) ( الإنسان 7) وقالصلى الله عليه وسلم : ( من نذر أن يطيع الله فليطعه ومن نذر أن يعص الله فلا يعصه ) ( رواه البخاري ) ، وأما النذر لغير الله كنذور القبوريين تقرباً ولقضاء الحاجات والشفاعة لهم عند الله فهو من الشرك لأنه عبادة والعبادة لا تصرف لغير الله وإن ظن أنه يتقرب للميت بهذا النذر لجلب نفع أو للخوف من بطشه فهذا كفر ، وقد لعن النبى (ص) المتخذين على القبور المساجد والسرج . انظر أصول الإيمان .

الذبح لغير الله شرك والذبح من أجَّل العبادات المالية التي يتقرب بها إلى الله عند ذكر اسمه عليها ، قال تعالى : ( فصل لربك وانحر ) ( الكوثر 3 ) ولذ كان صلى الله عليه وسلم كثير النحر وقد أمره الله تعالى بإخلاصه لله حيث قال: ( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ) ( الأنعام 192 ) وعن علي (ض) قال : ( حدثني رسول اللهصلى الله عليه وسلم بأربع كلمات : لعن الله من ذبح لغير الله ، لعن الله من لعن والديه ، لعن الله من آوى محدثاً ، لعن الله من غير منار الأرض ) ( رواه مسلم ) . والذبح لغير الله من الأنبياء والأولياء رجاء بركتهم والذبح للجن خوفاً منهم أو إرضاء لهم أو رجاء قضاء الحوائج فإن ذلك شرك أكبر مخرج من الملة ، عن طريق بن شعبان t أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( دخل الجنة رجل في ذباب ودخل النار رجل في ذباب ، قالوا وكيف ذلك يا رسول الله ؟ قال : مر رجلان على قوم لهم صنم ، لا يجوزه أحد حتى يقرّب له شيئاً ، فقالوا لأحدهما : قرّب . قال ليس عندي شئ أقربه ، فقالوا له ولو ذباباً ، فقرب ذباباً فخلوا سبيله ، فدخل النار ، وقالوا لآخر : قرب فقال : ما كنت لأقرّب لأحد شيئاً دون الله عز وجل ، فضربوا عنقه فدخل الجنة ) ( رواه أحمد ) ، ويحرم أن يهل ذبيحته بغير اسم الله دون قصد التقرب لأحد وأما الذبح للحم بعد ذكر اسم الله عليه فهو مباح . انظر أصول الإيمان وكتاب التوحيد .

السحر وهو عزائم ورقى وعقد تؤثر في القلوب والأبدان ، فتمرض وتقتل وتفرق بين المرء وزوجه وكله بإذن الله وخلقه ولا يرجع تأثيره إلى الفلك و النجوم ، قال تعالى : ( واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أُنزِل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون ) ( البقرة 102 ) وقد قالصلى الله عليه وسلم : ( اجتنبوا السبع الموبقات ) وعد منها الشرك بالله والسحر. ونذكر السحر مع الشرك هنا لأن حقيقة السحر هو تعلق بغير الله إستعانة ولياذاً وتضرعاً وتقرَّباً وقصداً وهذا شرك وكفر كما أن الساحر غالباً ما يأتي بمكفر ليحصل على السحر بمعاونة الشياطين وذلك كالسجود لهم أو كتابة حروف القرآن بالنجاسة وغيره مما يسخط الله عز وجل إرضاء للشياطين هذا فضلاً عن تعظميهم والإستغاثة بهم والتذلل لهم وكل هذا من جنس الشرك ، ومن السحر ما هو من جنس عبادة الفلك والنجوم الكواكب كسحر من كانوا يعبدون الكواكب السبعة المتحيرة ويعتقدون أنها مدبرة للعالم وأنها تأتي بالخير والشر . ومنه أيضاً النشرة بالسحر وهي حل السحر بالسحر وهي حرام لأنها من جنس لسحر .

التنجيم وهو الإستدلال بالأحوال الفلكية على الحوادث الأرضية فالشرك فيه ما يكون فيه الإستدلال بحركات النجوم على الحوادث المستقبلية وهو من جنس الإستسقام بالأزلام فهو تحكم لعلم الغيب الذي إستأثر الله به ومعظمه كذب من المنجمون ، روى مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم ( من أتى عرَّافاً فسأله عن شئ لم تُقبل له صلاة أربعين يوماً ) كما أن القول بتأثير الكواكب في الأمور وهو كفر بالإجماع ويزيده كفراً دعاؤها والإستعانة بها ومنه مثلا قول من أعرس بنجم كذا كان كذا .. وهذا تكهن فلا يعلم الغيب إلا الله لا نجم ولا طائر ولا دابة ولا إنسان ، قال ابن تيمية : ( وإعتقاد المعتقد أن نجماً من النجوم السبعة هو المتولي لسعده ونحسه اعتقاد فاسد وإن اعتقد أنه هو المدّبر له فهو كافر ، وكذلك إذا انضم إلى ذلك دعاؤه والإستعانة به كان كفراً وشركاً محضاً) ، ومن هذا العلم ما هو جائز كعلم الحساب المدرك بالمشاهدة والخبر كمعرفة حركات النجوم والكواكب ومنازلها لمعرفة الكسوف والخسوف والزوال وجهة القبلة ونحوه قال تعالى : ( الشمس والقمر بحسبان ) ( الرحمان 5 ) وقال : ( هو الذي جعل الشمس ضياءً والقمر نوراً وقدره لتعلموا عدد السنين والحساب ) ( يونس 5 ) انظر أصول الإيمان .

الرقى التي استعين فيها بغير الله أو كانت بغير اللسان العربي لأنه ربما كانت كلمات كفر وشرك أو اعتقد أن الرقية تؤثر بذاتها لا بتقدير الله ،فقد قال صلى الله عليه وسلم : ( إن الرقى والتمائم والتولة شرك ) ، وتجوز الرقى بثلاث شروط كما ذكه السيوطي : أن تكون بكلام الله أو بأسمائه وصفاته ، وباللسان العربي وما يعرف معناه ، وأن يعتقد أن الرقية لا تؤثر بذاتها بل بتقدير الله تعالى ففي الصحيحين حديث رقيا سيد الحي بالفاتحة وإقرار النبي صلى الله عليه وسلم لذلك وفي صحيح مسلم عن عوف بن مالك t : كنا نرقي في الجاهلية فقلنا يا رسول الله : كيف ترى ذلك ؟ فقال : ( أعرضوا عليَّ رقاكم ، لا بأس بالرقى ما لم تكن شرك ) . انظر أصول الإيمان .

التمائم الشركية وهي ما يُعَّلق بأعناق الصبيان من خرزات وعظام ونحوه لدفع العين وقد ورد النهي عنها وتسميتها شركاً لأنه لما فيها من إلتفات القلب عن الله عز وجل ولأنه لا يدفع السوء إلا الله فهي لا ترد من أمر الله شيئاً ، عن ابن عباس قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن الرقى والتمائم والتولة شرك ) وروى أحمد عن عقبة بن عمار الجهني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل إليه رهط فبايع تسعة وأمسك عن واحد فقالوا : يا رسول الله ، بايعت تسعة وأمسكت عن هذا ؟ فقال : ( إن عليه تميمة ) فأدخل يده فقطعها فبايعه وقال : ( من تعلق تميمة فقد أشرك ) ويمنع تعليق التمائم إذا كانت من القرآن وأسماء الله وصفاته سداً للذرائع لأنه قد يفضي إلى تعليق التمائم الشركية وربما تتعرض للإمتهان مثلاً عند قضاء الحاجة . انظر أصول الإيمان .

الحلف بغير الله من الشرك الأصغر وقد يكون من الشرك الأكبر إذا كان يحب المحلوف به كما يحب الله أو يعظمه كما يعظم الله أو يخشاه كما يخشى الله . عن عمر بن الخطاب t قال : ( من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك ) وعن ابن عمر (ض) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الله تعالى ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم فمن كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت ) وعن بريدة (ض) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من حلف بالأمانة فليس منا ) واتفق على أنه لا يحلف بشئ من المخلوقات المعظمة كالعرش والكرسي والكعبة والملائكة وذهب أحمد إلى جواز الحلف بالنبي ولكن الجمهور على منعه وأنه لا يحلف بمخلوق ولا نبي ولا ملك ولا شيخ ولا غيره ، وأما الحلف بالمصحف أو بصفة من صفات الله فيجوز إن قصد الحلف بكلام الله ، أما إذا قصد الحلف بورق المصحف ومداده لا يجوز لأنها مخلوقة ولقوله e : ( من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت ) . وكذلك من لم يقنع بالحلف بالله . انظر أصول الإيمان .

ومنه التبرك بشجرة أو حجر ونحوها فهي من الشرك الأصغر ، فعن أبي واقد الليثي t قال : ( خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين ونحن حدثاء عهد بكفر ، وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينطون بها أسلحتهم يقال لها ذات أنواط ، فمررنا بسدرة ، فقلنا : يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الله أكبر ، إنها السنن ، قلتم ، والذي نفسي بيده ، كما قالت بنو إسرائيل لموسى { اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة قال إنكم قوماً تجهلون } لتركبن سنن من قبلكم ) ( رواه الترمذي وصححه ) انظر كتاب التوحيد .

ومنه التطير فعن عقبة بن عامر قال : ( ذكرت الطيرة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أحسنها الفال ولا ترد مسلما ً، فإذا رأى أحدكم ما يكره فليقل : اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت ولا يدفع السيئات إلا أنت ، ولا حول ولا قوة إلا بك ) ( رواه ابو داوود بسند صحيح ) وقد استنتج الإمام محمد عبد الوهاب من ذلك مسائل هي : نفي العدوى والطيرة والهامة وأما الواقع في القلوب من ذلك فلا يضر بل يذهبه الله بالتوكل .

ومنه الاستسقاء بالأنواء فعن أبي مالك الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( أربع من أمر الجاهلية لا يتركونهن : الفخر بالأحساب ، والطعن في بالأنساب ، والإستسقاء بالنجوم ، والنياحة ) وعن زيد بن خالدt قال : ( صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية على أثر سماء كانت من الليل ، فلما انصرف أقبل الناس فقال : هل تدرون ماذا قال ربكم ؟ قالوا الله ورسوله أعلم ، قال : أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر ، فأما المؤمن من قال : مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب ، وأما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب ) ومنه سب الدهر وسب الريح وعدم الرضاء بالقدر وقول لو انظر كتاب التوحيد .

من أبين شرك الألوهية في واقعنا المعاصر شرك القبوريين حيث أنهم اتخذوا من قبور الأولياء والصالحين أنداداً يحبونهم كحب الله أو أشد حباً وتوجهوا إليهم بأنواع العبادات كالدعاء والإستغاثة والذبح والنذر . وكان الغلو في الصاحين أساس الشرك في بني آدم كما حدث في قوم نوح من عبادة الأصنام وكانت في الأصل صور رجال صالحين فزين لهم الشيطان عبادتها ولذا حذر النبي صلى الله عليه وسلم أمته من الغلو في الصالحين لأنه يصيرها أوثاناً تعبد من دون الله فقال صلى الله عليه وسلم : ( لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم ، إنما أنا عبد ، فقولوا : عبد الله ورسوله ) وقال : ( إياكم والغلو فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين ) ولذا جاء التغليظ على من عبد الله عند قبر رجل صالح . ففي الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لعن الله اليهود والنصارى ، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ) وفي الصحيحين عنه : ( إن من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء والذين يتخذون القبور مساجد ) وفي مسند أحمد وصحيح ابن حبان عنه صلى الله عليه وسلم قال : ( لعن الله زوارات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج ) وفي صحيح البخاري : ( إن من كان قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد ، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد ، فإني أنهاكم عن ذلك ) - أنظر الداء والدواء .

ومن واقعنا المعاصر أيضاً نجد الشرك في الطاعة والإنقياد ومنه العلمانية والتحاكم إلى الطواغيت من دون الله كالتحاكم إلى القانون الفرنسي أو الإنجليزي أو الألماني وشرك من يظنون أن التحاكم إلى لشريعة الإسلامية رجعية أو أنها لا تتماشى مع العصر أو أن تطبيق الحدود به ظلم أو قسوة . قال تعالى : ( ألم ترى إلى الذين يزعمون أنهم ءامنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالاً بعيداً ) . ومن أطاع العلماء والأمراء في تحريم ما أحل الله أو تحليل ما حرم الله فقد اتخذهم رهباناً من دون الله ، عن عدى بن حاتم أنه سمع النبىصلى الله عليه وسلم يقرأ : ( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله ..) ( التوبة 31 ) فقلت : إنا لسنا نعبدهم . قال : ( أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه ، ويحلون ما حرم الله فتحلونه ؟ ) فقلت : بلى . قال : ( فتلك عبادتهم ) رواه أحمد والترمذي . انظر أصول الإيمان .

ومن صور الشرك والإلحاد في الأسماء والصفات تمثيل الله بمخلوقاته وتمثيل صفاته بصفات المخلوقين أوتأويل صفاته كتأويل اليد بالقوة وغيرها كما يفعل الأشاعرة اليوم وغيرهم من المعطلة كالمعتزلة والجهمية والقرامطة والفلاسفة ، وأيضا جحد شئ من صفاته وأسمائه الواردة من الكتاب والسنة كنفي الاستواء أو تأويله أو تأويل كيفيته أوتسمية الله بما لم يسم به نفسه ، ومنه اشتقاق أسماء للأنداد من أسمائه كما فعل المشركون في اشتقاق العزى من العزيز واللات من الإله وكإلحاد العلمانيين في إسم الحكم والتسمي بقاضي القضاة ونحوه وأيضاً نكران القدر كما يفعل القدرية مجوس هذه الأمة .

وقد توسع بعض العلماء في أنواع الشرك والكفر فذكروا منها : الأستهزاء بشئ من الدين ، أو نفي ما هو ثابت لله تعالى بالإجماع المعلوم من الدين بالضرورة كإنكار أصل نحو علمه أو قدرته أو كونه يعلم الجزئي ، أو إثبات ما هو منفي عنه كذلك ، أو نفي ما هو معلوم من الدين بالضرورة يسجد لمخلوق كالشمس ، وكل من أتى فعلاً أجمع المسلمون على أنه لا يصدر إلا من كافر وإن كان مصرحاً بالاسلام كالمشي إلى الكنائس مع أهلها بزيِّهم من الزنانير وغيرها ، أو يلقى ورقة فيها شئ من قرآن أو علم شرعي أو فيها اسم الله تعالى بل أو اسم نبي أو ملك في نجاسة أو يلطخ ذلك أو مسجداً بنجس ولو معفوً عنه أو يشك في نبوة نبي أجمع عليها لا كالخضر وخالد بن سنان أو في إنزال كتاب كذلك : كالتوراة أو زبور داوود أو صحف إبراهيم ( س ) وغيرها كثير . انظر الزواجر .



خطورة الشرك:

خطورة الشرك أنه أكبر الكبائر وأعظم الذنوب وأظلم الظلم وأقبح القبائح وصاحبه مخلد في النار وحرّم الله عليه الجنة ومنع أهله من قربان حرمه ، وحرم ذبائحهم ومناكحتهم ، وقطع الموالاة بينهم وبين المؤمنين وجعلهم أعداء له سبحانه ولملائكته ورسله للمؤمنين وأباح لأهل التوحيد أموالهم ونساءهم وأبناءهم ، وأن يتخذوهم عبيداً ، وهذا لأن الشرك هضم لحق الربوبية ، وتنقيص لعظمة الألهية ، وسوء ظن برب العالمين - أنظر إغاثة اللهفان لإبن القيم ، قال تعالى في سورة النساء : ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) وقال في سورة لقمان : ( إن الشرك لظلم عظيم ) وقال أيضاً : ( إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار ) و قال: ( ومن يشرك بالله فقد افترى إثماً عظيماً ) وروى الشيخان : ( أي الذنب أعظم ؟ قال : أن تجعل لله نداً وهو خلقك ، قلت : إن ذلك لعظيم ، ثم أي ؟ قال : وأن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك ، قلت : ثم أيّ ؟ قال : أن تزاني حليلة جار ) وعن ابن مسعود t أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من مات وهو يدعو من دون الله نداً دخل النار ) ( رواه البخاري ) ، كما أن الشرك يحبط جميع العمل ويلزمه قضاؤه عند بعض الأئمة كأبي حنيفة مع الحكم بردة صاحبه وتبين منه زوجته وقال الشافعي أن الردة وإن لم تحبط العمل لكنها تحبط ثوابه وأما حكمه في الدنيا أن يستتاب فإن تاب وإلا قُتِل فهو يبيح الدم والمال وأُحِل لأهل التوحيد أن يتخذوهم عبيداً ولا يقبل الله تعالى من المشرك عملاً ولا يقبل فيه شفاعة أو يستجيب له دعوة ، روى أبو نعيم : ( أيما رجل ارتد عن الإسلام فادعه إليه تاب فاقبل منه وإن لم يتب فاضرب عنقه ، وأيما امرأة ارتدت عن الإسلام فادعها فإن تابت فاقبل منها وإن أبت فاسبها ) رواه الطبراني . وقد وصف الله المشركون بالنجاسة فقال : ( يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس ) . انظر الداء والدواء الزواجر من اقتراف الكبائر للهيتمي .

وفي الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ؟ الإشراك بالله وعقوق الوالدين وكان متكئاً فجلس فقال : ألا وقول الزور ألا وشهادة الزور ، فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت ) وقال أيضاً : ( اجتنبوا السبع الموبقات ) وذكر أولها ( الإشراك بالله ) وروى أحمد والبخاري والنسائي ( الكبائر الإشراك بالله وعقوق الوالدين وقتل النفس ) . انظر الكبائر للذهبي . يقول ابن القيم رحمه الله في قوله تعالى : ( لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط ) اخبر سبحانه أنه أرسل الرسل رسله وأنزل كتبه ليقوم الناس بالقسط وهو العدل ، ومن أعظم القسط التوحيد ، وهو رأس العدل وقوامه ، وإن الشرك لظلم عظيم ، فالشرك أظلم الظلم ، والتوحيد أعدل العدل فما كان أشد منافاة لهذا المقصود فهو أكبر الكبائر ، وتفاوتها في درجاتها بحسب منافاتها له ، وما كان أشد موافقة لهذا المقصود فهو أوجب الواجبات وأفرض الطاعات ) .

والخلاصة هي أن الشرك وهو جعل ند لله ويكون في الربوبية أو الألوهية أو الأسماء والصفات وقد يكون شرك أكبر أو أصغر وهو الرياء . ومن صور شرك الربوبية شرك النصارى والمجوس والقدرية والقبوريين والخرافيين بإعتقادهم في طواغيتهم من الموتى والجن . ومن صور شرك الألوهية الشرك في العبادات القلبية كالخوف والرجاء والمحبة والتوكل ، وفي أعمال الجوارح كالدعاء والذبح والنذر والإستغاثة والتوسل والإستعاذة وغيره . ومنه السحر والحلف بغير الله والتنجيم وغيره . وإلحاد وشرك في أسمائه وصفاته كالتمثيل والتشبيه والتأويل والتعطيل . والشرك ظلم عظيم والمشرك أجهل الخلق بمقام الله وحقوقه علينا وبعظمته جل في علاه وهو سبيل الهلاك والعذاب المهين لأبد الآبدين وقد حذرنا الله منه وأرسل الرسل منذرين وقد أُعذِر من أُنذِر والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله .







التوقيع :
اللهم أنصر أهل السنة في العراق وسوريا واليمن
من مواضيعي في المنتدى
»» مداخلة الدكتور عوض القرني في محاضرة الدكتور تركي الحمد
»» فنادق تايلاند والله انهم سنافين
»» من فتاوى ابن ابراهيم رحمه الله منع الشيعة من التدريس
»» حملها بين ذراعيه طوال الوقت فمن منا يفعل مثله ؟
»» قلة أدب
 
قديم 23-02-03, 11:54 AM   رقم المشاركة : 2
السعدي 2
( مؤسس شبكة الدفاع عن السنة )







السعدي 2 غير متصل

السعدي 2 is on a distinguished road


جزك الله خيراً وبارك فيك أخي الحبيب .







 
قديم 13-03-03, 03:25 AM   رقم المشاركة : 4
الموحد 2








الموحد 2 غير متصل

الموحد 2 is on a distinguished road


اخونا فاضح الشيعة بارك الله فيك على هذا الكلام النفيس .

وجزى الله المشرف خيرا على الحرص وتثبيته .







 
قديم 12-04-03, 07:54 AM   رقم المشاركة : 5
لن يخفى صوت الحق
مشترك جديد





لن يخفى صوت الحق غير متصل

لن يخفى صوت الحق



[ALIGN=CENTER]

السلام عليك ورحمة الله وبركاتة

جزاك الله كل خير
وعم به نفعاً الى كل المسلمين
وكتبه الله في ميزان حسناتك
واثابك عليه بالدنيا والاخره
ان شاء الله
[/ALIGN]







 
قديم 18-04-03, 01:38 PM   رقم المشاركة : 6
محمد الغامدي
مشترك جديد






محمد الغامدي غير متصل

محمد الغامدي


جزاك الله خيرا أخي فاضح الشيعه على هذا الجهد الطيب

أسأل ان ينفع به ويجعله في ميزان حسناتك

وفعلا يستاهل التثبيت وأن يكتب بماء الذهب







 
قديم 15-05-03, 02:49 PM   رقم المشاركة : 7
حسبي الله
عضو ماسي





حسبي الله غير متصل

حسبي الله


اقتباس:
كاتب الرسالة الأصلية : السعدي 2
جزك الله خيراً وبارك فيك أخي الحبيب .







التوقيع :
رحم الله أبي الإسلام
من مواضيعي في المنتدى
»» استمعوا الشيخ ابن باز وهو يتلو القرآن بقراءة مؤثرة خاشعة
»» صور كفرية
»» الله أكبر بيل جيتس يعلن أسلامه
»» هل رجعت لهم عقولهم بعد فتوى التبريزي بأن قاتل الكيماوي يدخل الجنة ؟
»» الحق وخذ لك رقم مميز ببرنامج يغنيك عن الجوال
 
قديم 11-06-03, 04:01 PM   رقم المشاركة : 8
الشيعي التائب
مشترك جديد





الشيعي التائب غير متصل

الشيعي التائب


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خير وبارك الله فيك يا اخي الكريم فاضح الشيعة
المحب في الله الشيعي التائب







التوقيع :
كنت ادرس في الحوزة العلمية ومن الله علي بالهداية واسأل الله ان يثبتني على ذلك .

[FLASH=http://www.geocities.com/almrsal2003/mrsal2.swf ]WIDTH=400 HEIGHT=350[/FLASH]
من مواضيعي في المنتدى
»» السلام عليكم ورحمة الله وبركاته عضو جديد ينظم اليكم
»» الشيعي التائب
»» قصة انتقالي وتحولي من دين الامامية الاثنا عشرية إلى دين الحق ودين الفطره
»» لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
»» اخواني الكرام هل تعلمون
 
قديم 12-06-03, 05:39 PM   رقم المشاركة : 9
سنن محمديه
مشترك جديد






سنن محمديه غير متصل

سنن محمديه


بارك الله فيك

والسؤال هل الشيعة مشركون أو كافرون







 
قديم 07-07-03, 02:56 AM   رقم المشاركة : 10
ابنة الإسلام
مشترك جديد






ابنة الإسلام غير متصل

ابنة الإسلام


جزاك الله خيراً يا فاضح الشيعة

وسؤالك يا سنن محمدية يذكرني بقول الشيخ ابن باز رحمه الله
ذكر أن الشيعة أشد عداوة من اليهود والنصارى ..
فهم بذلك مشركون وكافرون ..
ونسأل الله أن يبيدهم جميعاً .. فهم يحاولون القضاء على الإسلام ..
ولكنه سيبقى ديناَ إسلامياً إلى قيـــــــام الساعة..







التوقيع :
http://www.almosamem.com/msm/msm/m0/given5.JPG

أنـــا ابنة الإسلام ..
فلن أرضى بالـذل والهـوان..
من مواضيعي في المنتدى
»» مسابقة الأنبياء أجب وشارك
»» قصة حصلت من مسلمة مع شيعية
»» ما أجمل هذا الدعاء
»» دعوة عن الروافض والشيعة أبادهم الله
»» آية الكرسي
 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:11 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "