العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-11-10, 11:13 AM   رقم المشاركة : 1
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


Thumbs up من لطائف العلامة السعدي في الدعوة والأخلاق

بسم الله الرحمن الرحيم

{ وإنكَ لعلى خُلُقٍ عظيم }


قال العلامة السعدي رحمه الله تعالى في تفسيرها:



{ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ } أي: عاليًا به، مستعليًا بخلقك الذي من الله عليك به، وحاصل خلقه العظيم، ما فسرته به أم المؤمنين، [عائشة -رضي الله عنها-] لمن سألها عنه، فقالت: "كان خلقه القرآن"،


وذلك نحو قوله تعالى له:

{ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ }


{ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ } [الآية]،

{ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيُصُ عَلَيْكُم بِالمْؤُمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }


وما أشبه ذلك من الآيات الدالات على اتصافه صلى الله عليه وسلم بمكارم الأخلاق،

[والآيات] الحاثات على الخلق العظيم فكان له منها أكملها وأجلها، وهو في كل خصلة منها، في الذروة العليا،

فكان صلى الله عليه وسلم سهلًا لينا،

قريبًا من الناس، مجيبًا لدعوة من دعاه،

قاضيًا لحاجة من استقضاه،

جابرًا لقلب من سأله،

لا يحرمه، ولا يرده خائبًا،


وإذا أراد أصحابه منه أمرًا وافقهم عليه،

وتابعهم فيه إذا لم يكن فيه محذور،

وإن عزم على أمر لم يستبد به دونهم،

بل يشاورهم ويؤامرهم،

وكان يقبل من محسنهم، ويعفو عن مسيئهم،


ولم يكن يعاشر جليسًا له إلا أتم عشرة وأحسنها،

فكان لا يعبس في وجهه،

ولا يغلظ عليه في مقاله، ولا يطوي عنه بشره،

ولا يمسك عليه فلتات لسانه،

ولا يؤاخذه بما يصدر منه من جفوة،

بل يحسن إلي عشيره غاية الإحسان،

ويحتمله غاية الاحتمال صلى الله عليه وسلم.









من مواضيعي في المنتدى
»» لماذا الحديث عن المد الشيعي ؟
»» لماذا لا تحيي طهران ذكرى الفتح الإسلامي لإيران ؟
»» نور التوحيد وظلمات الشرك في ضوء الكتاب والسنة
»» إعذار إلى السيستاني / قصيدة
»» { كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا }
 
قديم 24-11-10, 11:15 AM   رقم المشاركة : 2
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


قال الحق عز وجل:

{ ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ


وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ

إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }

{125} سورة النحل





قال العلامة السعدي رحمه الله تعالى في تفسيره:

[ أي: ليكن دعاؤك للخلق مسلمهم وكافرهم إلى سبيل ربك المستقيم المشتمل على العلم النافع والعمل الصالح { بِالْحِكْمَةِ } أي: كل أحد على حسب حاله وفهمه وقوله وانقياده.


ومن الحكمة الدعوة بالعلم لا بالجهل والبداءة بالأهم فالأهم، وبالأقرب إلى الأذهان والفهم، وبما يكون قبوله أتم، وبالرفق واللين، فإن انقاد بالحكمة، وإلا فينتقل معه بالدعوة بالموعظة الحسنة، وهو الأمر والنهي المقرون بالترغيب والترهيب.



إما بما تشتمل عليه الأوامر من المصالح وتعدادها،

والنواهي من المضار وتعدادها،

وإما بذكر إكرام من قام بدين الله وإهانة من لم يقم به.

وإما بذكر ما أعد الله للطائعين من الثواب العاجل والآجل وما أعد للعاصين من العقاب العاجل والآجل،

فإن كان [المدعو] يرى أن ما هو عليه حق. أو كان داعية إلى الباطل، فيجادل بالتي هي أحسن،

وهي الطرق التي تكون أدعى لاستجابته عقلا ونقلا.


ومن ذلك الاحتجاج عليه بالأدلة التي كان يعتقدها، فإنه أقرب إلى حصول المقصود،

وأن لا تؤدي المجادلة إلى خصام أو مشاتمة تذهب بمقصودها،

ولا تحصل الفائدة منها

بل يكون القصد منها هداية الخلق إلى الحق لا المغالبة ونحوها
.




وقوله: { إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ } علم السبب الذي أداه إلى الضلال، وعلم أعماله المترتبة على ضلالته وسيجازيه عليها.

{ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ } علم أنهم يصلحون للهداية فهداهم ثم منَّ عليهم فاجتباهم.]








من مواضيعي في المنتدى
»» الحلف الصليبي الصفوي من غزل التقية إلى المجون المعلن د. ناصر العمر
»» الإصلاحي كروبي الملالي يذبحون الأبرياء في عاشوراء
»» برلماني شيعي إيران تدير حكومتنا بالريموت كونترول
»» بناء أضخم مسجد في أوروبا
»» أطفال السنة يتعرضون للاغتصاب
 
قديم 24-11-10, 11:15 AM   رقم المشاركة : 3
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


قال الحق عز وجل:


{ وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ

فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ

كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ

ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ

فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }

سورة الأنعام { 108 }





قال العلامة السعدي رحمه الله تعالى في تفسيره:




[ ينهى الله المؤمنين عن أمر كان جائزا،

بل مشروعا في الأصل، وهو سب آلهة المشركين،

التي اتخذت أوثانا وآلهة مع الله،

التي يتقرب إلى الله بإهانتها وسبها.


ولكن لما كان هذا السب طريقا إلى سب المشركين لرب العالمين،


الذي يجب تنـزيه جنابه العظيم عن كل عيب، وآفة، وسب، وقدح -

نهى الله عن سب آلهة المشركين،


لأنهم يحمون لدينهم، ويتعصبون له.


لأن كل أمة، زين الله لهم عملهم، فرأوه حسنا،


وذبوا عنه، ودافعوا بكل طريق،

حتى إنهم ليسبون الله رب العالمين،

الذي رسخت عظمته في قلوب الأبرار والفجار،

إذا سب المسلمون آلهتهم.


ولكن الخلق كلهم، مرجعهم ومآلهم، إلى الله يوم القيامة، يعرضون عليه، وتعرض أعمالهم، فينبئهم بما كانوا يعملون، من خير وشر.




وفي هذه الآية الكريمة، دليل للقاعدة الشرعية

وهو أن الوسائل تعتبر بالأمور التي توصل إليها،

وأن وسائل المحرم، ولو كانت جائزة تكون محرمة،

إذا كانت تفضي
إلى الشر.]








من مواضيعي في المنتدى
»» إخلاء مدرسة صالح آباد السنية بإيران
»» سعودي في قم: سافر لدراسة الفقه فوجد نفسه عضواً في جبهة تحرير البحرين
»» من هو أتاتورك؟
»» أنصفوا حزب الله والمقاومة السنية يا قوم
»» التوحيد أولاً للعلامة عبد الله بن حميد رحمه الله تعالى
 
قديم 24-11-10, 11:16 AM   رقم المشاركة : 4
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road



قال الحق عز وجل :

{ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا }
سورة البقرة {83}


قال العلامة السعدي رحمه الله تعالى في تفسيره:


ومن القول الحسن أمرهم بالمعروف, ونهيهم عن المنكر,

وتعليمهم العلم, وبذل السلام, والبشاشة وغير ذلك من كل كلام طيب.

ولما كان الإنسان لا يسع الناس بماله,

أمر بأمر يقدر به على الإحسان إلى كل مخلوق, وهو الإحسان بالقول,

فيكون في ضمن ذلك النهي عن الكلام القبيح للناس حتى للكفار,



ولهذا قال تعالى: { وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ }


ومن أدب الإنسان الذي أدب الله به عباده, أن يكون الإنسان نزيها في أقواله وأفعاله,

غير فاحش ولا بذيء, ولا شاتم, ولا مخاصم،

بل يكون حسن الخلق, واسع الحلم,

مجاملا لكل أحد, صبورا على ما يناله من أذى الخلق,

امتثالا لأمر الله, ورجاء لثوابه.








من مواضيعي في المنتدى
»» نيل السول في تاريخ الأمم وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم
»» قصيدة التلبية في الحج / لأبي نواس
»» مشائي يقر بتزوير انتخابات الرئاسة الإيرانية لصالح نجاد
»» بروتوكولات ملالي إيران
»» ذراعٌ جديد للمد الصفوي
 
قديم 24-11-10, 11:17 AM   رقم المشاركة : 5
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


قال الحق عز وجل:


{ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ

وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ

لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ

فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ ...... }


{ 159 } آل عمران



قال العلامة السعدي رحمه الله تعالى في تفسيره:


أي: برحمة الله لك ولأصحابك، منَّ الله عليك أن ألنت لهم جانبك، وخفضت لهم جناحك، وترققت عليهم، وحسنت لهم خلقك، فاجتمعوا عليك وأحبوك، وامتثلوا أمرك.

{ ولو كنت فظا } أي: سيئ الخلق { غليظ القلب } أي: قاسيه، { لانفضوا من حولك } لأن هذا ينفرهم ويبغضهم لمن قام به هذا الخلق السيئ.



فالأخلاق الحسنة من الرئيس في الدين، تجذب الناس إلى دين الله،

وترغبهم فيه، مع ما لصاحبه من المدح والثواب الخاص،

والأخلاق السيئة من الرئيس في الدين تنفر الناس عن الدين، وتبغضهم إليه،

مع ما لصاحبها من الذم والعقاب الخاص،



فهذا الرسول المعصوم يقول الله له ما يقول، فكيف بغيره؟!


أليس من أوجب الواجبات، وأهم المهمات، الاقتداء بأخلاقه الكريمة،

ومعاملة الناس بما يعاملهم به صلى الله عليه وسلم،

من اللين وحسن الخلق والتأليف،

امتثالا لأمر الله، وجذبا لعباد الله لدين الله.

ثم أمره الله تعالى بأن يعفو عنهم ما صدر منهم من التقصير في حقه صلى الله عليه وسلم،

ويستغفر لهم في التقصير في حق الله، فيجمع بين العفو والإحسان.








من مواضيعي في المنتدى
»» المحاضرة الشاملة نهاية الصوفية
»» رحم الله أبا حفص عمر / قصيدة رائعة
»» كتاب: عقيدة الصوفية وحدة الوجود الخفية
»» أغزوت الروم
»» لماذا تمنع الحكومة الإيرانية مواطنيها من السفر إلى العمرة ؟
 
قديم 24-11-10, 11:17 AM   رقم المشاركة : 6
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


قال الحق عز وجل:


{اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى *

فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى}

(43-44) سورة طه




قال العلامة السعدي رحمه الله تعالى في تفسيره:



{ اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى } أي: جاوز الحد، في كفره وطغيانه، وظلمه وعدوانه.

{ فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا } أي: سهلا لطيفا، برفق ولين وأدب في اللفظ من دون فحش ولا صلف،

ولا غلظة في المقال، أو فظاظة في الأفعال،

{ لَعَلَّهُ } بسبب القول اللين { يَتَذَكَّرُ } ما ينفعه فيأتيه، { أَوْ يَخْشَى } ما يضره فيتركه،

فإن القول اللين داع لذلك، والقول الغليظ منفر عن صاحبه،



وقد فسر القول اللين في قوله:
{ فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى* وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى }

فإن في هذا الكلام، من لطف القول وسهولته، وعدم بشاعته ما لا يخفى على المتأمل،

فإنه أتى بـ " هل " الدالة على العرض والمشاورة، التي لا يشمئز منها أحد،

ودعاه إلى التزكي والتطهر من الأدناس، التي أصلها، التطهر من الشرك،

الذي يقبله كل عقل سليم، ولم يقل " أزكيك " بل قال: " تزكى " أنت بنفسك،

ثم دعاه إلى سبيل ربه، الذي رباه، وأنعم عليه بالنعم الظاهرة والباطنة،

التي ينبغي مقابلتها بشكرها، وذكرها فقال:

{ وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى }

فلما لم يقبل هذا الكلام اللين الذي يأخذ حسنه بالقلوب،

علم أنه لا ينجع فيه تذكير، فأخذه الله أخذ عزيز مقتدر.








من مواضيعي في المنتدى
»» علماء إيرانيون يطالبون بتعيين قائد بديل لأن خامنئي معزول تلقائياً
»» الابتلاع الإيراني للكويت وأثره الكارثي على عمقها العربي والإسلامي
»» الإصلاحي كروبي الملالي يذبحون الأبرياء في عاشوراء
»» إيران تدين التدخل في الشؤون الداخلية للدول !
»» قصيدة التلبية في الحج / لأبي نواس
 
قديم 24-11-10, 11:18 AM   رقم المشاركة : 7
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


قال العلامة عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى


[ حسن الخلق نوعان:

الأول: حسن الخلق مع الله،

وهو أن تتلقى أحكامه الشرعية والقدرية بالرضى والتسليم لحكمه،

والانقياد لشرعه، بطمأنينة ورضى،

وشكر لله على ما أنعم به: من الأمر والتوفيق،

والصبر على أقداره المؤلمة والرضى بها.



الثاني: حسن الخلق مع الخلق،

وهو بذل الندَى، واحتمال الأذى، وكف الأذى،



كما قال تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}(1)،

{وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ ولا السَّيِّئَةُ

ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ

فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ،

وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}(2).



فمن قام بحسن الخلق مع الله ومع الخلق:

فقد نال الخير والفلاح. والله أعلم.] ( 3 )

=============


( 1 ) سورة الأعراف – آية 199 .

( 2 ) سورة فصلت – الآيتان 34 ، 35 .

( 3 ) في كتابه: بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار

شرح الحديث السبعين








من مواضيعي في المنتدى
»» العرب وإيران حقائق الجغرافيا والتاريخ
»» الثورة تأكل أبناءها
»» سلسلة العقيدة الصحيحة / للشيخ محمد بن صالح المنجد
»» خامنئي أم نجاد ... من سوف يسقط الآخر؟ / صباح الموسوي
»» أطفال السنة يتعرضون للاغتصاب
 
قديم 24-11-10, 11:19 AM   رقم المشاركة : 8
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


من خطب العلامة عبد الرحمن السعدي
رحمه الله تعالى:




خطبة في حسن الخلق



الحمد لله الرؤوف الرحيم ، البر الجواد الكريم ،
وأشهد أن لا إله إلا الله الملك العظيم ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الهادي إلى صراط مستقيم ،
اللهم صل وسلم وبارك على محمد وعلى آله وأصحابه
ومن تبعهم في كل أمر قويم .

أما بعد : أيها الناس ، اتقوا الله تعالى بالقيام بحقوقه وحقوق العباد ، وبكمال المتابعة للرسول وقوة الإخلاص للرب الجواد ، قال صلى الله عليه وسلم : « أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا » ( 1 )،





فعاشروا رحمكم الله الخلق بالخلق الجميل ، وبالتواضع لهم في كل كثير وقليل ،
واعقدوا قلوبكم عقدا جازما على محبة جميع المسلمين
والتقرب بذلك إلى رب العالمين ،
واجتهدوا في تحقيقها ودفع ما ينافيها ، واعملوا على كل ما يحققها ويكملها وينميها ،
واتخذوا المؤمنين إخوانا ، وعلى الخير مساعدين وأعوانا ،
ومتى رأيتم قلوبكم منطوية على خلاف ذلك فبادروا إلى زواله ،
وسلوا ربكم أن لا يجعل فيها غلا للذين آمنوا تحظوا بنواله ،
وميزوا في هذه المحبة من لهم في الإسلام مقام جليل ، كعلمائهم وولاتهم العادلين وعبادهم ،
فتمام محبة الله محبة أوليائه ، بحسب مقاماتهم وعملهم واجتهادهم ،






ووطنوا نفوسكم على ما ينالكم من الناس من الأذى ، وقابلوه بالإحسان ،
وتقربوا بذلك إلى الله راجين فضل الكريم المنان ،


فمن كمال حسن الخلق أن تعطي من حرمك ،
وتعفو عمن ظلمك ،
وتحسن الخلق لمن أبغضك وهجرك ،



فإن الجزاء من جنس العمل ،
فمن عفى عن عباد الله عفى الله عنه
، ومن سامحهم سامحه الله ،
ومن أغضى [ عن ] معائبهم ومساويهم ستر الله عليه ،




فاجعل كبير المسلمين بمنزلة أبيك
وصغيرهم بمنزلة ابنك ونظيرهم محل أخيك ،

وتكلم مع كل أحد منهم بما يناسب الحال؛
فمع العلماء بالتعلم ،
وبالتعليم مع الجهال ،
ومع الصغار باللطف ،
ومع الفقراء بالرحمة والعطف ،
ومع النظراء بالآداب والظرف.



{ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ
وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ
فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ
فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ } .
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم .( 2 )



=========================


( 1 ) حديث صحيح رواه أحمد في المسند ( 6/47 ) وأبو داود رقم ( 4682 ).
( 2 ) الفواكه الشهية في الخطب المنبرية، رقم الخطبة [ 42 ].








من مواضيعي في المنتدى
»» لعبتا المال والجنس عند الشيعة
»» تقرير الأموال التي تنفقها حركة التشيع في العراق ميزانيات عملاقة ورائها دولة
»» هل تقود إيران المنطقة إلى الفوضى أحداث البقيع أنموذجًا ؟
»» في إيران المرشد يزرع والنظام يحرق
»» أسئلة قادت شباب الشيعة إلى الحق
 
قديم 24-11-10, 11:19 AM   رقم المشاركة : 9
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


قال العلامة عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى:
في الرياض الناضرة والحدائق النيرة الزاهرة ( 1 ):



[ .... ولما بال الأعرابي الجاهل في المسجد، وانتهره الناس، زجرهم صلى الله عليه وسلم،
وتركه حتى قضى بوله، ثم دعاه وعلمه بلطف ورفق، وقال:
( إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا القذر،
إنما بنيت للصلاة والقراءة، والذكر والعبادة )

ولما أغلظ له بعض الأعراب الجافين بالقول، وهم َّ به الصحابة رضي الله عنهم
قال صلى الله عليه وسلم: ( دعوه ) ( 2 )
ثم ألانَ له القول ، وبذل له شيئا من المعروف؛
فانقاد إلى الحق، وحصل منه المقصود.



وقال صلى الله عليه وسلم للناس : ( إنما مثلي ومثلكم:
كمثل رجل له راحلة انفلتت منه ،
فذهب الناس في طلبها سراعا من كل جانب،
فلم يزدها ذلك إلا نفوراً،
فقال صاحبها للناس: دعوني وراحلتي،
فلم يزل يناديها، ويأخذ من نبات الأرض ليعطيها،
فلم يزل كذلك، حتى أخذ بزمامها ) ( 3 )




وكان صلى الله عليه وسلم في دعوته للخلق يدعو كل أحد بما يناسب حاله،
وبالطريق التي يعلم حصول المقصود منه بها.
وأمر أصحابه أن يدعو الناس بذلك.
وهكذا شريعته كلها:

مبنية على السهولة واليسر في ذاتها، وأحكامها،وشرائعها،
وفي دعوتها للخلق، والأمر والنهي.



ومن النصوص الجامعة في هذا النوع، قوله تعالى :
{ ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ }

[ النحل : 125 ].
{ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً }

[ البقرة : 83 ] ...] ا.هـ مختصرا

=======================

1/ الفصل الثلاثون : في الصحيحين مرفوعاً:
( يسَّروا ولا تعسروا، وبشِّروا ولا تنفروا ) ص 187- 188
2/ أخرجه البخاري ( 1/278 )، ومسلم ( 284 ) ، والنسائي ( 1/ 48 ).
3/ أخرجه الإمام أحمد في المسند ( 1/ 467 )،
والحاكم في المستدرك ( 4/ 397 )،وصححه ووافقه الذهبي،
والبزار ( 2407 ) ، وأبو الشيخ في الأمثال ( 75 )
بأسانيد حسنة.








من مواضيعي في المنتدى
»» كتاب: منهج الأشاعرة في العقيدة - د.سفر الحوالي
»» متى كان سكان المغرب العربي شيعة؟
»» صرخة من شام الأمويين
»» الابتلاع الإيراني للكويت وأثره الكارثي على عمقها العربي والإسلامي
»» حوزة دينية أم مدرسة شعوبية ؟
 
قديم 24-11-10, 11:20 AM   رقم المشاركة : 10
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


قال العلامة عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى

في كتابه فتح الرحيم الملك العلام
في علم العقائد والتوحيد والأخلاق والأحكام ( 1 ) :



[ الإحسان والعفو

كم في كتاب الله من الحث على الإحسان إلى الخَلْق، وأن الله يحب المحسنين ويجزيهم الحسنى على إحسانهم، ويأمر بالعفو والصفح عن الزلات والإساءات، وأن ذلك من أعظم الحسنات.

فالإحسان هو بذل المعروف القولي والفعلي والمالي إلى الخلق.

فأعظم الإحسان تعليم الجاهلين، وإرشاد الضالين، والنصيحة لجميع العاملين.

ومن أعظم أنواع الإحسان: العفو عن المخطئين المسيئين، والإغضاء عن زلاتهم، والعفو عن هفواتهم.



وللإحسان بوجوهه كلها فوائد لاتحصى

منها: حصول محبة الله للمحسنين التي هي أعلى ما يناله العبد.

ومنها: حصول الجزاء الكامل .

قال تعالى : { للذين أحسنوا الحسنى }
( يونس: 26 )

وقال: { هل جزاء الإحسان إلا الإحسان }

( الرحمن : 60 )

فالجزاء من جنس العمل فكما أحسنوا إلى عباد الله أحسن الله إليهم
وأعطاهم أفضل ما يعطي أولياءه من الجزاء الأوفى الأكمل.



ومنها: أن هذا من أكبر أسباب محبة الخلق له، من وصل إليه إحسانه ومن لم يصل إليه ،
وثنائهم عليه وكثرة أدعيتهم له، وذلك من الأمور المتنافس فيها.

ومنها: أنه يستفيد بذلك سرور القلب وراحته وطمأنينته،
ولا سيما إحسان العفو،
فإنه إذا عفى عمن ظلمه وأساء إليه، زال أثر ذلك من قلبه،
وعلم أنه اكتسب عن ذلك من ربه أفضل جزاء وأعظم ثواب.

وأيضا: فمن عفى عن عباد الله عفى الله عنه،
ومن سمح عنهم سامحه الله.] ا هـ مختصرا

يتبع.......
==============

( 1 ) ص 129 - 130








من مواضيعي في المنتدى
»» نجاد يعزل 40 سفيراً ساندوا المعارضة
»» محاضرة منظار التوحيد / للشيخ محمد المنجد
»» قناة رافضية كفانا الله تعالى شرها
»» سوريا تسلم زوجة سياسي احوازي معارض لإيران
»» في حق الله تعالى، هل يصح العشق؟ / الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك
 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:50 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2023, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "