اعتذر عن التاخر في تلبية الدعوه لانني لم اشاهدها الا اليوم .
واود في البدايه ان اجد رد للاخ سلمان على ما ورد في رد الاخ مسلم وهذا جزء منه :
(( و ارجو الرجوع الى تفاسير المسلمين عامة ، ذلك ان هناك اجماع على ان الله سبحانه و تعالى قد يغير مصير شخص او امة باعتبار الدعاء و العمل الصالح و قد يمحي امة يأسرها بكفرها.
هذا لا يعني ان الله سبحانه و تعالى لا يعلم بما في العباد و لكنه قد قدر الله القدر الى قسمين...
.. فقسم مقدر محتوم قد حفظ في اللوح المحفوظ لا يتغبر و إرادة الله فوق كل شيء كما قال تعالى ( يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ) (الرعد 39).
.. وقسم نستطيع القول فيه بأنه متعلق بأمر مشروط او انه ( قدر غير محتوم) و هو موجود في لوح المحو و الاثبات ذلك نستطيع استيحائه من الاية المباركة في سورة الرعد 39 ( يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ). و عندما نقول كالامر المشروق كقولنا ان الله يأمرنا ان ندعوه فبيده ان يطيل اعمارنا شريطة دعائه جل وعلى. ارجو ايضا مراجعة التفاسير عند جميع علماء المسلمين اذكر بعضها (الدر المنثور 4 / 660) (الرازي 10 / 64) (ابن كثير 2 / 520) (المراغي 5 / 155)
نستوحى مما سبق ان الله سبحانه و تعالى قد يغير ما بقوم ذلك اعتمادا على اعمالهم و صلاحهم .. و ذلك ما لا يخالف المفهوم عند كل المسلمين. و هو ايضا ما لا يمكن للعقل ان يجهله ذلك انه سبحانه و تعالى امرنا بصالح الدعاء و الابتهال به و الدعاء للمريض بالشفاء أو اطالة العمر لأخ لنا. فإذا كان القدر لا يتغير و انه من الله فما الداعي للدعاء اذا...؟؟؟؟؟ )).
-------------------------
وبالذات ان يشرح لنا الاية المباركة :
( يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ) (الرعد 39).
اذ لو يرجع الاخ سلمان الى تفاسير ( الطبري والقرطبي وابن كثير ) في تفسير هذه الاية سيجد ما موجزه :
(( ان الخليفه عمر بن الخطاب كان يطوف بالبيت ويقول : اللهم ان كنت كتبتني في اهل السعادة فاثبتني فيها , وان كنت كتبتني في اهل الشقاوة والذنب فامحني واثبتني في اهل السعادة والمغفرة , فانك تمحو ما تشاء وتثبت , وعندك ام الكتاب ))
وهنا ايضا تركيز على ما معنى ( ام الكتاب ) .
واسـتدل القرطبي ـ ايضا ـ على هذا التاويل بما روى عن صحيحي البخاري ومسلم ان رسول اللّه (ص ) قال :.
(من سره ان يبسط له في رزقه وينساله في اثره ـ اجله ـ فليصل رحمه ).
وفي رواية : (من احب ان يمد اللّه في عمره ويبسط له رزقه فليتق اللّه وليصل رحمه ) ((1)) .
ونـقـل عـن ابن عباس انه قال في جواب من ساله وقال : كيف يزاد في العمر والاجل ؟ قال اللّه عز وجل : (هو الذي خلقكم من طين ثم قضى اجلا واجل مسمى عنده ) فالاجل الاول اجل العبد من حين ولادته الى حين موته , والاجل الثاني ـ يعني المسمى عنده ـ من حين وفاته الى يوم يلقاه في البرزخ لا يعلمه الا اللّه , فاذا اتقى العبد ربه ووصل رحمه , زاده اللّه في اجل عمره الاول من اجل البرزخ ما شاء, واذا عصى وقطع رحمه , نقصه اللّه من اجل عمره في الدنيا ما شاء, فيزيده من اجل البرزخ الحديث ((2)) .
واضاف ابن كثير على هذا الاستدلال وقال ما موجزه :.
وقد يستانس لهذا القول ما رواه احمد والنسائي وابن ماجة عن النبي (ص ) انه قال :.
(انـ الـرجـل لـيـحـرم الـرزق بـالـذنب يصيبه ولا يرد القدر الا الدعاء ولا يزيد في العمر الا البر) ((3)) .
وقال : وفي حديث آخر:.
(ان الدعاء والقضاء ليعتلجان بين السماء والارض ) ((4)) .
كـان مـا ذكـرناه وجها واحدا مما ذكروه في تاويل هذه الاية وذكروا معها وجوها اخر في تاويل الاية مثل قولهم :.
ان الـمـراد محو حكم واثبات آخر, اي نسخ الاحكام , والصواب في القول , انه يعم الجميع وهذا ما اختاره القرطبي ـ ايضا ـ وقال :.
( الاية عامة في جميع الاشياء وهو الا ظهر واللّه اعلم ) ((5)) .
-------------------------
1- صحيح البخاري (3 / 34) كتاب الادب , باب 12 و13, وصحيح مسلم ص 1982 الحديث 20 و21 من باب صلة الرحم , ومسند احمد 3 / 156 و247 و266 و5 / 76.
3- تفسير القرطبي (9 / 329 ـ 331).
4- والرواية في سنن ابن ماجة , المقدمة , باب 10, الحديث 90.
5- تفسير ابن كثير (2 / 519).
6- تفسير القرطبي (9 / 329).
---------------------------------
على ان لدينا روايات عن ائمة اهل البيت عليهم السلام تؤكد على انهم يسمون المحو والاثبات ( البداء ) فلماذا كل هذه الجعجعه والجدال , والبداء موجود ايضا في روايات مدرسة الخلفاء ؟؟؟؟
وان شئت اتيتك بالمزيد .على انك لو دققت في حديث صحيح البخاري ستجد الخلاصه التاليه :
اطالة العمر مرهون بصلة الرحم , وهناك روايات في كتبكم تثبت ذلك !!!!!!!غير ما ذكرناه