الحمدُ لله رب العالمين
هل يفرقُ الرافضة بين هذين اللفظين , وهل بإمكانهم الجمع بينهما .
يستدل الرافضة بالحديث ( الضعيف ) .
( تركتُ فيكم ما إن تمسكتم بهِ لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وعترتي ) .
واللفظُ للإمام ( مسلم ) من حديث ( زيد بن الأرقم ) .
أخرجه مسلم ( 7 / 122 - 123 )
و أنا تارك فيكم ثقلين , أولهما كتاب الله , فيه الهدى و النور
( من استمسك به و أخذ به كان على الهدى , و من أخطأه ضل )
, فخذوا بكتاب الله , و استمسكوا به - فحث على كتاب الله و رغب فيه ,
ثم قال : - و أهل بيتي , أذكركم الله في أهل بيتي ,
أذكركم الله في أهل بيتي , أذكركم الله في أهل بيتي “ .
فهل يمكنُ الجمعُ بين ( اللفظين ) وما دلالةُ الحديث ( الاول ) و ( الثاني ) .
يرى ( أهلُ البدع ) أن لفظ الحديث ( الاول ) دلالة على التمسك بالعترة الطاهرة .
ولكن هنا لنا أن نسأل .
ما هي القرينةُ على أنهُ امر التمسك بأهل البيت في الحديث .
فالأولُ ( ضعيف ) لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم البتة .
واللفظُ ( منكراً ) من ناحيةِ ( السند ) ومن ناحيةِ ( المتن ) .
لفظ ( كتاب الله وعترتي ) في ميزان الجرح والتعديل.</STRONG>
فالأولُ كما في ( الرابط ) ضعيف لا يصح عن النبي أبداً .
أما الثاني وهو ( الأصح ) عن النبي .
فيه قولهِ صلى الله عليه وسلم ( أذكركم الله في أهل بيتي ) .
فهل هذه دلالة على التمسك أم على ( الوصيةِ بهم ) أم ماذا يا رافضة . ؟؟
فالحديث الأول يقول ( كتاب الله وعترتي ) .
يقول أهل البدع أن الحديث ( للتمسك ) قلنا ما هي القرينة على ذلك . ؟؟
ما هي القرينة على الامرِ بالتمسك في حديث النبي . ؟؟
وهل هناك آية في كتاب الله تبارك وتعالى تعضدُ هذا الحديث أيها الرافضة . ؟؟
فرواية ( كتاب الله وعترتي ) .
يقولُ أهلُ البدع ربط النبي ( الكتاب مع العترة ) وهذه دعوى تحتاج لدليل .
كذلك أن العترة لا خلاف في أنها تتمسك بالكتاب ولكن لماذا تمسك الرافضة .
بالعترة وتركوا كتاب الله تبارك وتعالى وقالوا ( بتحريفهِ ) . ؟؟
قلنا هذا الحديث ( منكر ) .
لأنهُ خالف ما هو أرجحُ منهُ وأصحُ منه عند أهل العلم .
وهو ما أخرجهُ الإمام مسلم في الصحيح من حديث زيدٍ بن الأرقم .
وبداية الكلام أن النبي أمر ( بالكتاب ) وحض على التمسكِ بكتاب الله تعالى .
ثم نرى أن النبي صلوات ربي وسلامهُ عليه يقول :
( من استمسك به و أخذ به كان على الهدى , و من أخطأه ضل )
أي أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرَ بماذا . ؟؟
أمرنا ( بالتمسك ) بكتاب الله تبارك وتعالى وهذا الحديث محكم .
كما يرى العاقلُ فلا يخالفُ ما نقول إلا جاهل .
فقولهِ ( من إستمسكَ بهِ وأخذ بهِ كان على هدى ) ما دلالة هذا القول .
هل يوافق هذا اللفظ وهو الاصح قول النبي ( كتابُ الله وعترتي ) هل يوافق .
إن قال قائل نعم يوافق .
نقول ما القرينة على أن أمر التمسك بالكتاب .
في الحديث الثاني , يوافق ويجمعُ مع الحديث الأول بلفظ ( وعترتي ) .
ثم في حديث ( مسلم ) يقول صلى الله عليه وسلم .
( من أخطأه ضل ) .
أي من حاد عن كتاب الله تبارك وتعالى ( ضل ) .
فالحديث الأول ( يخالف ) الأرجح في اللفظ فلا يصحُ البتة .
قال شيخنا عبد الرحمن الفقيه :
هذا الحديث بهذا اللفظ لايصح
وقد خرجه الترمذي (3786) وغيره
من حديث جابر بن عبدالله
وفي سنده زيد بن الحسن وفيه كلام
وقد رواه الإمام مسلم في صحيحه(1218)
ضمن حديث جابر الطويل في صفة الحج
وليس فيه هذه اللفظة الشاذة
وإنما فيه :
( وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به ، كتاب الله)
فهذا هو اللفظ الصحيح للحديث
وليس فيه هذه اللفظة المنكرة (وعترتي).
وفي صحيح مسلم ج4/ص1873
حدثني زهير بن حرب وشجاع بن مخلد جميعا عن بن علية
قال زهير حدثنا إسماعيل بن إبراهيم حدثني أبو حيان حدثني يزيد بن حيان
قال انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم
فلما جلسنا إليه قال له حصين لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
وسمعت حديثه وغزوت معه وصليت خلفه
لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال يا بن أخي والله لقد كبرت سني وقدم عهدي ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله صلى الله عليه وسلم
فما حدثتكم فاقبلوا وما لا فلا تكلفونيه ثم قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فينا خطيبا بماء يدعى خماً
بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال أما بعد:
ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب وأنا تارك فيكم ثقلين
أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به فحث على كتاب الله ورغب فيه
ثم قال وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي
فقال له حصين ومن أهل بيته يا زيد أليس نساؤه من أهل بيته قال نساؤه من أهل بيته
ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده
قال ومن هم
قال هم آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس
قال كل هؤلاء حرم الصدقة قال نعم.
فهذا الحديث فيه الوصاية بكتاب الله تعالى والتمسك به
وفيه تذكير النبي صلى الله عليه وسلم ووصيته بأهل بيته في رعاية حقوقهم وعدم ظلمهم ونحو ذلك , وهذا اللفظُ أصحُ من الاول عند أهل العلم والدراية بالحديث .
فكيف يمكن الجمعُ بين ( الحديثين ) وما هي القرينة على ذلك .
فالأول يخالف الثاني .
والثاني أرجحُ في اللفظ من الاول وهو يأمر بحفظ حق أهل البيت .
لا يأمرُ بالتمسك بهم , فهذا يخالف الراجح والراجح ما أخرجهُ مسلم .
فسقط الحديث الأول لأنهُ يخالف الثقات فضلا عن ضعف أسانيدهِ كلها .
حديث الثقلين .
فالراجحُ أنه لا دليل على أمر التمسك باهل البيت .
إلا هذا الحديث ويتضح لنا أنهُ ضعيف وعلى القوم لا لهم .
فكيف يمكن الجمعُ بين اللفظين وهذا ما نريدُ الوصولَ إليه يا قوم .
والله أعلم .
كتبهُ /
تقي الدين السني