العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الحوار مع الأباضية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-10-10, 03:23 PM   رقم المشاركة : 1
مرابط من تونس
عضو ذهبي






مرابط من تونس غير متصل

مرابط من تونس is on a distinguished road


عماني معتدل: هل تتبرأ ممن كفر عثمان وعمر رضي تالله عنهما؟

عماني معتدل

صدعتم رؤوسنا بالتقية واللف والدوران والإدعاء الكاذب أنكم تحبون عثمان وعليا رضي الله عنهما وان ما نقوله عنكم باطل

أليس كذلك؟
صوبني إن أخطأت

سؤالي بسيط

هل تتبؤون ممن كفرهما ؟

نعم

لا

إجابتك سألحقها بسؤال ثان وربما ثابث

انتظر صدق إدعائكم

سنرى من الجبان







 
قديم 30-10-10, 10:57 AM   رقم المشاركة : 2
الف بين قلوبهم
عضو نشيط






الف بين قلوبهم غير متصل

الف بين قلوبهم is on a distinguished road


متابع يا اخى







 
قديم 30-10-10, 01:16 PM   رقم المشاركة : 3
ياقوته
عضو نشيط







ياقوته غير متصل

ياقوته is on a distinguished road


للرفع وبعيد عن اللف والدوران







 
قديم 30-10-10, 01:55 PM   رقم المشاركة : 4
عــــ(شافعي)ـمـاني
مشترك جديد







عــــ(شافعي)ـمـاني غير متصل

عــــ(شافعي)ـمـاني is on a distinguished road


لله درك مرابط من تونس...

منتظرين الإجابة من أي أباضي خارجي







 
قديم 31-10-10, 11:15 PM   رقم المشاركة : 5
الف بين قلوبهم
عضو نشيط






الف بين قلوبهم غير متصل

الف بين قلوبهم is on a distinguished road


اين هؤلاء لم نسمع صراخهم







 
قديم 09-11-10, 06:38 PM   رقم المشاركة : 6
مناصرة الدعوة
مشرف سابق








مناصرة الدعوة غير متصل

مناصرة الدعوة is on a distinguished road


ننتظر الإجابة ؟







التوقيع :

قضتِ الحياةُ أنْ يكونَ النّصرُ لمن يحتملُ الضّربات لا لمنْ يضربُها !
~
ستنصرون .. ستنصرون .. أهل الشام الطيبون .

العلم مقبرة التصوف
من مواضيعي في المنتدى
»» من سيادة الأمة إلى هيمنة الشريعة.
»» الرفضي اذا اراد ان ينسى فعليه ان يتبع الخطوات التالية مهازل كالعادة
»» مِن بدعِ الأضاحي
»» الليبراليون الخُدَّجْ ولوازم القول بأن سيادة الأمة قبل تطبيق الشريعة !
»» حَدك هُنا
 
قديم 09-11-10, 07:43 PM   رقم المشاركة : 7
مسقط
اباضي







مسقط غير متصل

مسقط is on a distinguished road


سوف أجيبكم
لو كان معاوية هو السبب في قتل سيدنا علي هل تتبرؤن من معاويه؟
عبدالرحمن بن ملجم قتل علي رضي الله عنه بأمر من معاويه هل تتبرؤن من معاوية؟







 
قديم 09-11-10, 08:18 PM   رقم المشاركة : 8
مرابط من تونس
عضو ذهبي






مرابط من تونس غير متصل

مرابط من تونس is on a distinguished road


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مسقط مشاهدة المشاركة
   سوف أجيبكم
لو كان معاوية هو السبب في قتل سيدنا علي هل تتبرؤن من معاويه؟
عبدالرحمن بن ملجم قتل علي رضي الله عنه بأمر من معاويه هل تتبرؤن من معاوية؟

يا خارجي ( أباضي)
لا تهرب من السؤال وتكذب
1 - اجب عن السؤال أولا ولا تسلك سلوك أهلكم الرافضة
2 - اثبت بدليل وليس بلطم ومناحة أن معاوية رضي الله عنه هو من أمر عبدالرحمان بن ملجم بذلك
3 - جدك عبدالحمان بن ملجم تترضون عليه وتعتبرونه وليا .
كيف تحلون هذه الإشكالية: معاوية رضي الله عنه يسير ابن ملجم حسب هواه
هل نفهم من هذا أن عبدالرحمان بن ملجما لم يكن إلا كلبا نجسا وضع نفسه في خدمة عدوه
3 - هل تعرف اسم المرأة التي دفعت ابن ملجم ( الولي التقي ) لقتل أمير المؤمنين رضي الله عنه
الولي التقي ( نفذ أمرا فظيعا من أجل شهوة جنسية) عليه لعنة الله وعلى كل من دافعوا عنه إلى يوم الدين
4 - سنجاريك في جهلك
وهل تتبرأ ممن كفروا الحسن والحسين وطلحة والزبير وكفروا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها

ورطتك كبيرة ولا مخرج لك إلا أن تفر






 
قديم 01-12-10, 10:34 AM   رقم المشاركة : 9
مسقط
اباضي







مسقط غير متصل

مسقط is on a distinguished road


: مقتل الإمام علي بن أبي طالب:

ولخبر مقتله قصة ملخصها أن ثلاثة من "الخوارج" - حسب زعم الرواية - وهم عبدالرحمن بن ملجم والبرك بن عبدالله وعمرو بن بكر التميمي اجتمعوا فاتعدوا على قتل علي ومعاوية وعمرو بن العاص، فكان ابن ملجم لعلي والبرك لمعاوية وعمرو لعمرو، فتعاهدوا على ذلك. ولقي ابن ملجم في الكوفة امرأة تدعى قطام بنت الشجنة قتل أبوها وأخوها يوم النهر وكانت فائقة الجمال فسبت عقله ونسي حاجته التي جاء لأجلها، ثمّ خطبها فاشترطت عليه ثلاثة آلاف وعبداً وقينة وقتل علي فوافق، ثمّ استعان ابن ملجم برجل يدعى وردان بن مجمع العكلي، وآخر هو شبيب بن بجرة الأشجعي، فلما كانت الليلة التي واعد فيها ابن ملجم صاحبيه على أن يقتل كل منهم صاحبه كمنوا للإمام علي صبيحة إحدى الليالي فضربه شبيب فأصاب سيفه عضادة الباب فهرب وردان فلحقه رجل فقتله، وضرب عبدالرحمن علياً في قرنه بالسيف، فتوفي الإمام علي -كرّم الله وجهه- بعد ذلك من أثر تلك الضربة(1).
ومهما قيل من التشكيك في بعض أحداث القصة – مثل انبهار ابن ملجم بجمال قطام - فإن الإجماع حاصل على أن ابن ملجم هو الذي قتل الإمام علياً كرّم الله وجهه.
وبعد هذه الحقيقة التاريخية يتساءل الأستاذ أحمد سليمان معروف قائلاً: "هل كان السيف الذي قتل علياً سيفاً خارجياً حقاً؟ أم هل كان خنجر ثأر شخصي لبعض قتلى أهل النهروان لا يد لعامة الخوارج فيه ؟ أم كان رسول غرام لامرأة خارجية اسمها قطام؟ أم هل كان طعنة اغتيال سياسي نفذتها - عبر الخوارج - يد داهية الشام ومستشاره النابغة عمرو بن العاص؟"(2).
إن اتهام المحكّمة بمقتل الإمام علي يعتوره شكوك جمة ويحيط به إشكالات عديدة نتبينها من خلال طرح الأمور التالية.


المراجع

1) ابن سعد (الطبقات) جـ3 ص35-37/ البلاذري (الأنساب) جـ3 ص248-253/ الطبري (التاريخ) جـ3 ص155-157.
(2) معروف، أحمد (قراءة جديدة في مواقف الخوارج) ص59.

_________________________________________
لقد كان البرك وشبيب ووردان في الحقيقة مع أهل النهروان(1)، وأما ابن ملجم وعمرو بن بكر فلم يرد أنهما اشتركا معهم. ويبدو على فرض ثبوت صلة عبدالرحمن بأهل النهروان أن عمله هذا عمل مستقل محتاج إلى قرينة قوية تثبت تواطؤهم عليه. ومن المريب أن نجد موقفين لمن ينسب إلى الخوارج نسبة تاريخية يفيدان قطع حبل الوصل بينهم وبين ما فعله عبدالرحمن بن ملجم. أما الموقف الأول فكلام المسعودي: "وكثير من الخوارج لا يتولى ابن ملجم لقتله إياه غيلة"(2) يعني لقتله علياً. وهذا يعني أن قتل الإمام علي غير مرضي عند كثير من المحكّمة، ولئن جاز أن تعني هذه العبارة رضا المحكّمة أو الخوارج عن قتل ابن ملجم الإمام علياً أن لو لم يقتله غيلة فإن الموقف الثاني لا يؤيد ذلك وهو مقولة أبي سفيان محبوب بن الرحيل القرشي - من كبار علماء الإباضية في أواخر القرن الثاني الهجري - حين سئل عن عبدالرحمن بن ملجم قال: "ما سمعت أحداً يمدحه ولا يذمه وما بلغني فيه شيء" قيل: ولعل ذلك من قبل الغيلة؟ قال: لا(3).
يقول الأستاذ أحمد السيابي: "عبدالرحمن بن ملجم شخص أقحم في المحكّمة أو أهل النهروان إقحاماً وزج به في أوساطهم زجّاً مع أنه مجهول في صفوفهم… وقول هذا الإمام الجليل (لم أجد من أصحابنا من يمدحه) لأنه ليس منهم ولا متصل بهم (ولا من يذمه) لترفعهم وتنزههم عن السب والشتم"(4).


المراجع

(1) ابن خياط (التاريخ) ص119.
(2) المسعودي (التنبيه والإشراف) ص273.
(3) البرّادي (الجواهر) ص145.
(4) الشماخي (السير) جـ1 ص54، تعليق السيابي هامش (1).

__________________________________________________ ________
ولا ريب أن أبا سفيان لا يعني بقوله: "ما سمعت أحداً" كل من ينسب إلى الخوارج، لما جاء عن عمران بن حطان الصفري من مدح ابن ملجم كما سيأتي، ولكن بناءً على اعتبار الإباضية الخط المعتدل الذي يمثل كل المحكّمة قبل الافتراق –كما سيأتي في المبحث الآتي - فيمكن أن يحمل كلام أبي سفيان على أنه يريد كل تيار المحكّمة وكل الإباضية. والخلاصة من هذا أن المحكّمة قبل الافتراق عام أربعة وستين من الهجرة بالإضافة إلى الإباضية الممثلين للثبات على تيار المحكّمة وكثيراً من غيرهم ممن ينسب إلى الخوارج غير راضين عن مقتل الإمام علي.
إن ذينك النصين وهذه الملاحظات تدعو إلى التحقق من كون ابن ملجم مدفوعاً من قبل بقايا أهل النهروان إلى قتل علي، وفي أحداث القصة ما لا يسعف على كونه كذلك، فإن الواضح أن ذلك اختيار ثلاثة أشخاص، واحد منهم فقط كان من أهل النهروان، وهو البرك بن عبدالله(1)، وسياق الرواية يؤكد ذلك: "كان من حديث ابن ملجم وأصحابه أن ابن ملجم والبرك بن عبدالله وعمرو بن بكر التميمي اجتمعوا فتذاكروا أمر الناس وعابوا على ولاتهم ثمّ ذكروا أهل النهر فترحموا عليهم، وقالوا ما نصنع بالبقاء بعدهم شيئاً، إخواننا الذين كانوا دعاة الناس لعبادة ربهم... فقال ابن ملجم: أنا أكفيكم علي بن أبي طالب - وكان من أهل مصر- وقال البرك بن عبدالله: أنا أكفيكم معاوية بن أبي سفيان، وقال عمرو: أنا أكفيكم عمرو بن العاص"(2).
فهذه الرواية صريحة في أن هؤلاء الثلاثة هم الذين دبروا هذه المؤامرة، غير أن ابن ملجم استعان بعد ذلك باثنين ينسب إليهما أنهما كانا في أهل النهر وهما شبيب بن بجرة ووردان بن مجمع العكلي(3).


المراجع
(1) ابن خياط (التاريخ) ص119.
(2) الطبري (التاريخ) جـ3 ص155،156.
(3) ابن خياط (التاريخ) ص119.

________________________________________
ولعل وصف هؤلاء الثلاثة الذين اتعدوا على تنفيذ مؤامرة قتل الثلاثة بأنهم من الخوارج وأنهم ذكروا إخوانهم من أهل النهر فترحموا عليهم هو الذي سحب التهمة على جميع المحكّمة الذين حُمِّلوا وزرها، وإلا فإن ثمة من الروايات ما لا يجعل لهؤلاء الثلاثة الذين دبروا المؤامرة صلة بالمحكّمة، بل تعبر عنهم بأن "نفراً اجتمعوا"(1).
ويزيد هذا الأمر شكّاً ما تقوله رواية أخرى من أن القتلة كانوا ثلاثة من بني ملجم عبدالرحمن وقيساً ويزيد، فكان القاصد إلى معاوية قيس بن ملجم والقاصد إلى عمرو بن العاص يزيد بن ملجم وأن أباهم نهاهم، وأن أمهم قد حضتهم على ذلك(2). ولهذا يروى أن رجلاً من مراد جاء إلى علي وهو في المسجد فقال: احترس فإن ها هنا قوماً من مراد يريدون قتلك(3).
وقد حكم البلاذري على كون القتلة كلهم من بني ملجم بأنه "خبر شاذ" لأنه "لا يرويه إلا قوم من الخوارج"(4)، ولكن رواية الذين سموا بالخوارج هذا الخبر تفيد تبرؤهم من التواطؤ على قتل الإمام علي.
يضاف إلى ذلك ما في بعض الروايات أن ابن ملجم أتى الكوفة "فكان يكتم أمره ولا يظهر الذي قصد له، وهو في ذلك يزور أصحابه الخوارج فلا يطلعهم على إرادته"(5).
والمثير للانتباه أن يكون اجتماع أولئك الثلاثة سرّاً واتعادهم على المؤامرة في الخفاء ثمّ يتحول ذلك إلى رواية على كل لسان.
ولا يؤثر في هذه التخريجات ما يروى عن ابن ميّاس المرادي من قوله:
ونحن ضربنا يالك الخير حيدراً
ونحن خلعنا ملكه من نظامه
ونحن كرام في الصباح أعزّة ... أبا حسن مأمومة فتفطّرا
بضربة سيف إذ علا وتجبرا

المراجع

(1) البلاذري (الأنساب) جـ3 ص250.
(2) البلاذري (الأنساب) جـ3 ص264/ المبرد (الكامل) جـ3ص1116،وفيه أن القاصد إلى معاوية يزيد لا قيس.
(3) البلاذري (الأنساب) جـ3 ص260.
(4) البلاذري (الأنساب) جـ3 ص264.
(5) البلاذري (الأنساب) جـ3 ص249، 253

__________________________________________________ _____________
إذا الموت بالموت ارتدى وتأزّرا(1)
فإنه افتخار قبلي - كما هو جلي- لا يمت بصلة إلى فكر المحكّمة، فكل من عبدالرحمن ابن ملجم وابن مياس من مراد. على أن هذه الأبيات نفسها تروى لابن ملجم نفسه إثر ضربه الإمام علياً(2).
وأما ما نسب إلى بعض الخوارج - دون أن يذكر من هو - من قوله:
دسسنا له تحت الظلام ابن ملجم
أبا حسن خذها على الرأس ضربة ... جزاءً إذا ما جاء نفساً كتابها
بكف كريم بعد موت ثوابها(3)
فيخالفه ما في البلاذري(4) من أن قائلها هو النجاشي الشاعر(5)، قال عنه ابن قتيبة: "كان فاسقاً رقيق الإسلام"، وذكر أنه كان يشرب الخمر حده الإمام علي عليها ثم وقفه للناس ليروه فهجا أهل الكوفة(6).
ويبدو أنه كان مولعاً بالهجاء، فقد هجا كلاًّ من: بني العجلان(7)، ومعاوية(8)، وقريشٍ(9)، ولا يبعد بمثل هذه الشخصية أن تكون ممن أضمرت البغضاء للإمام علي بسبب أنه حده في الخمر فقال تلك الأبيات من باب العداوة المشتركة بينه وبين ابن ملجم ضد الإمام علي، وإلا فما له ولابن ملجم يمدحه من دون أية صلة بينهما ؟!
ومع هذا فلا يمكن تبرئة ساحة جميع المنسوبين إلى الخوارج من الرضا بمقتل الإمام علي على يد عبدالرحمن بن ملجم، فهذا عمران بن حطان الصفري يقول في عبدالرحمن ابن ملجم:
يا ضربة من تقي ما أراد بها
إني لأذكره يوماً فأحسبه ... إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا


المراجع

(1) البلاذري (الأنساب) جـ3 ص265،266/ الطبري (التاريخ) جـ3 ص159،160.
(2) ابن أبي الحديد (شرح النهج) المجلد 3 جـ6 ص119.
(3) إحسان عباس (ديوان شعر الخوارج) ص52
(4) البلاذري (الأنساب) جـ3 ص266.
(5) اسمه قيس بن عمرو بن مالك من بني الحارث بن كعب: ابن قتيبة (الشعر والشعراء) ص204.
(6) ابن قتيبة (الشعر والشعراء) ص204.
(7) المصدر السابق ص205.
(8) المصدر السابق ص205.
(9) المصدر السابق ص206.

__________________________________________________ ___________
أوفى البرية عند الله ميزانا(1)
على أنه ينبغي استشعار كون عمران بن حطان من الصفرية الذين كانوا ضمن المنشقين عن التيار المعتدل للمحكمة إلى التطرف والغلو، وذلك في حادثة الانقسام التي سيأتي بيانها إن شاء الله تعالى.
ولئن اتهمت المحكّمة بمقتل الإمام علي فإن الأيادي تشير كذلك إلى معاوية بن أبي سفيان بالتهمة نفسها. فقد روي أن عبدالرحمن بن ملجم بات ليلة مقتل الإمام علي عند الأشعث بن قيس الكندي يناجيه حتى كاد أن يطلع الفجر، فقال له الأشعث: فضحك الصبح، وبعث الأشعث لما أصبح ابنه قيساً قائلاً له: أي بني، انظر كيف أصبح أمير المؤمنين، فذهب فنظر إليه ثم رجع فقال: رأيت عينيه داخلتين في رأسه، فقال الأشعث: عينا دميغ ورب الكعبة(2). ويروى أن حجر بن عدي الكندي سمع الأشعث يقول لابن ملجم: فضحك الصبح، فلما قتل علي قال له حجر: يا أعور أنت قتلته(3). كما يروى أن الذي سمع ذلك أخو الأشعث بن قيس وأنه قال لأخيه: عن أمرك كان هذا يا أعور(4). ويروى أيضاً أن الذي سمعه عم الأشعث عفيف فلما قتل علي قال عفيف: هذا من عملك وكيدك يا أعور(5). وتضيف رواية أن حجراً خرج مبادراً إلى علي وأسرج دابته وسبق ابن ملجم فضرب علياً وأقبل حجر والناس يقولون: قتل أمير المؤمنين(6).



المراجع
(1) المبرد (الكامل) جـ3 ص1085/ البغدادي (الفرق) ص93.
(2) ابن سعد (الطبقات) جـ3 ص37.
(3) البلاذري (الأنساب) جـ3 ص254/ المبرد (الكامل) جـ3 ص1169/ أبو الفرج (مقاتل الطالبيين) ص47.
(4) المبرد (الكامل) جـ3 ص1169/ أبو الفرج (مقاتل الطالبيين) ص47.
(5) البلاذري (الأنساب) جـ3 ص254.
(6) أبو الفرج (مقاتل الطالبيين) ص47.

__________________________________________________ _____________والحقيقة أن دور الأشعث مع الإمام علي دور مشبوه كما سيأتي. ويبدو أن العلاقة قد ساءت جداً بينهما في آخر حياة الإمام علي، فقد روي أن الأشعث دخل على علي فأغلظ له علي فعرض له الأشعث بأن يفتك به، فقال له الإمام علي: "أبالموت تهددني؟ فوالله ما أبالي وقعت على الموت أو وقع الموت علي"(1). وهذا - إذن - يقدح في صحة ما روي من أن الأشعث نظر إلى عبدالرحمن متقلداً سيفاً وليس بأوان حرب، فقال: إني أردت أن أغربه جزور القرية، فركب الأشعث بغلته وأتى علياً فخبره فقال له: قد عرفت بسالة ابن ملجم وفتكه فقال علي: ما قتلني بعد(2).
والسؤال الآن: ما علاقة معاوية بالأشعث في أمر قتل علي ؟!
ربط عدد من الباحثين(3) بين الأشعث ومعاوية في هذا الفعل، يقول الأستاذ السيابي: "وإنما ابن ملجم دبر من قبل الأشعث بن قيس، وطبيعي أن يتم ذلك بإيعاز من معاوية أو علم منه.."(4).


المراجع
(1) المصدر السابق ص47.
(2) المبرد (الكامل) جـ3 ص1117.
(3) العقاد (عبقرية الإمام) ص135/ حسين، طه (الفتنة الكبرى) جـ2 ص81،82/ إسماعيل (قضايا في التاريخ) ص55-60/ جعيط (الفتنة) ص208-210/ معروف، أحمد (قراءة جديدة في مواقف الخوارج) ص64-73، وذكر منهم فلهوزن: فيل ودوزي وبرنوف وملر: (الخوارج والشيعة) ص29.
(4) الشماخي (السير) جـ1 ص54 تعليق الأستاذ السيابي هامش (1).

________________________________________
وهذا الكلام له ما يسيغه، فقد كان لمعاوية رجال دسهم في جيش علي، إذ يروي ابن شهاب الزهري – في أحداث ما قبل صفين – عن معاوية قوله: "… وطفقت أكتب بذلك إلى شيعتي من أهل العراق، فسمع بذلك مني جواسيس علي الذين عندي من أهل العراق…"(1)، كما يروي البرّادي أن معاوية جعل يرسل إلى وجوه أصحاب علي يعدهم ويمنّيهم، وذلك بعد دخول أهل حروراء الكوفة(2)، بينما يجعل البلاذري ذلك بعد معركة النهروان(3). ومع أن تلك العلاقة غير صريحة من خلال هذه الرواية فهل ثمة ما يؤكد أن هذا العرض لاقى في نفس الأشعث هوى وقبولاً ؟
إن استعراض تاريخ الأشعث بن قيس الكندي يبرهن على أنه لم يكن مخلصاً لعلي وأن شكوكاً كثيرة تحوم حول صدق نواياه تجاهه، بل "إن ماضيه لم يكن مشرّفاً"(4)، فقد ارتد مع من ارتد في خلافة أبي بكر الصديق ثم عاود الإسلام(5). ورغم ذلك فقد ندم أبو بكر – بعد حين- على أنه لم يقتل الأشعث فقال: "وددت يوم أتيت بالأشعث بن قيس ضربت عنقه، فإنه يخيل إلي أنه لا يرى شرّاً إلا سعى فيه وأعان عليه"(6). ولعل مما أثار حفيظة الأشعث على علي أنه عزله عن أذربيجان بعدما ولاه إياها عثمان بن عفان(7)، وقد جاء أن علياً قال له في كتاب عزله: "إنما غرك من نفسك إملاء الله لك، فما زلت تأكل من رزقه وتستمتع بنعمه وتذهب طيباتك في أيام حياتك، فأقبل واحمل ما قبلك من الفيء ولا تجعل على نفسك سبيلاً(8).

المراجع
(1) الزهري (المغازي النبوية) ص 156.
(2) البرّادي (الجواهر) ص125، 126.
(3) البلاذري (الأنساب) جـ 3 ص156.
(4) معروف، أحمد (قراءة جديدة في مواقف الخوارج) ص71.
(5) الطبري (التاريخ) جـ2 ص 301-304.
(6) البلاذري (فتوح البلدان) ص112.
(7) البلاذري (الأنساب) جـ3 ص80.
(8) البلاذري (الأنساب) جـ3 ص388.

__________________________________________
وهذا الذي دفع بالأشعث -كما يروى- أن يكاتب معاوية(1). "وبذلك يكون الأشعث قد بدأ حياته مع علي بداية غير ودية ولا مخلصة فكان يتربص به الدوائر ويتحين الفرص لينتقم منه وقد فعل"(2).
ومنذ صفين نشاهد للأشعث دوراً فعالاً ووجوداً ملحوظاً، ومن ذلك:
1- إصراره على وقف القتال.
2- إصراره على اختيار أبي موسى.
3- عرضه صحيفة التحكيم على القبائل في جيش علي.
4- إلحاحه على علي بالتراجع عن وعده أهل حروراء بعدم إنفاذ أبي موسى إلى أذرح.
5- إلحاحه على علي في النخيلة بالانعطاف إلى أهل النهروان بدلاً من أهل الشام وذلك بعد ظهور نتيجة التحكيم.
6- تخذيله أصحاب علي بعد النهروان عن نصرته لحرب أهل الشام.
وإذن لا غرابة في أن يقول ابن أبي الحديد: "كل فساد كان في خلافة علي عليه السلام وكل اضطراب حدث فأصله الأشعث"(3)، وأن يعد الشهرستاني الأشعث "من أشدهم خروجاً عليه ومروقاً من الدين"(4).

المراجع

(1) البلاذري (الأنساب) جـ3 ص80.
(2) معروف، أحمد (قراءة جديدة في مواقف الخوارج) ص70.
(3) ابن أبي الحديد (شرح نهج البلاغة) جـ2 ص279.
(4) الشهرستاني (الملل والنحل) جـ1 ص114

__________________________________________________ ___________
إن هذه الأحداث متسقة تماماً مع ما سبق ذكره من توعد الأشعث عليّاً بقتله ثمّ علمه بتبييت ابن ملجم نية مقتل الإمام علي وتشجيعه إياه على ذلك، وإن كان لا يمكن الجزم بأن كل مواقف الأشعث تفسر هذا التفسير. وما يراه فلهوزن من أن موقف الأشعث حتى عرض الصحيفة لا يعد خيانة أمر له وجاهته، إذ من الممكن تفسير ذلك أنه "سعى جاهداً ليبرز سيداً"(1)، وهو ما يحاوله الهلابي أيضاً(2). ولهذا ما يؤيده تاريخيّاً، فإن من الروايات ما يفيد أن الأشعث لم يكن منقاداً لمعاوية حتى رفع المصاحف، فقد بعث معاوية أثناء معركة صفين عتبة بن أبي سفيان إلى الأشعث قائلاً له: "أَلِنْ إلى الأشعث كلاماً فإنه إن رضي بالصلح رضيت به العامة" فلما كلمه كان جواب الأشعث: "يا عتبة، أما قولك إن معاوية لا يلقى إلا عليّاً فلو لقيني ما زاد ولا عظم في عيني ولا صغرت عنه، ولئن أحب أن أجمع بينه وبين علي لأفعلن، وأما قولك: إني رأس أهل العراق وسيد أهل اليمن، فالرأس الأمير والسيد المطاع، وهاتان لعلي، وأما ما سلف إلي من عثمان فوالله ما زادني صهره شرفاً ولا عمله غنى، وأما عيبك أصحابي فإن هذا الأمر لا يقربك مني، وأما محاماتي عن العراق فمن نزل بيننا حميناه وأما البقية فلسنا بأحوج إليها منكم"(3).
والظاهر أن معاوية كان يلاحق الأشعث ابتداءً من عزله عن أذربيجان، ونجاحه متوقع، لكن ليس قبل ظهور ضعف جانب الإمام علي الذي بدأ بانفصال أهل حروراء عنه أو بقضاء علي على أهل النهروان أخلص أصحابه لقضيته، هنالك تكون الصلة أكثر احتمالية ومعقولية.


المراجع

(1) فلهوزن (الخوارج والشيعة) ص30.
(2) الهلابي (إلقاء الضوء على الدور المزعوم للقرار في صفين) مجلة كلية الآداب ص28-30.
(3) ابن قتيبة (الإمامة والسياسة) (منسوب) ص102،103.

__________________________________________________ _____________

وأما نفي فلهوزن هذه الصلة - مطلقاً - اعتماداً على أن الأشعث لم ينل مالاً(1) - حسبما فهم - فكلام لا وزن له، إذ إن السيادة عند مثل هذه الشخصيات لا تقدر بمال، ولذا فإن الأشعث كان يستعمل سلطته أحياناً على الإمام علي، فقد هدده - مثلاً- بالانسحاب عنه في صفين إن لم يقبل مطالب أهل الشام(2).
وإذن فمن الطبيعي أن ينصرف الأشعث عن علي بعد النهروان حين يرى ضعف علي ويقبل بوجهه على من يرى أن المستقبل لأجله.
ولا يستلزم الأمر عناءً عند البحث عن المستفيد الحقيقي من إزاحة علي عن ساحة الحكم، وإلا فلأي شيء جرد معاوية ومعه جموع أهل الشام سيوفهم في صفين. ويبدو أن الإمام عليّاً – كرم الله وجهه – كان ضمن قائمة من الأشخاص الذين خطط لاغتيالهم، وإذا كان كل من محمد بن أبي بكر والأشتر النخعي – وهما من أعوان علي- أول أهداف تلك المؤامرة، إذ قتل عمرو بن العاص محمداً(3) ودُس السم للأشتر حتى قال معاوية: "فإنه كانت لعلي بن أبي طالب يدان يمينان قطعت إحداهما يوم صفين – يعني عمار بن ياسر - وقطعت الأخرى اليوم -يعني الأشتر"(4)، فإن من المنطقي جدّاً أن يكون علي هو المستهدف الحقيقي، وكيف يترك معاوية خصماً ظل يحرض الناس على قتاله سنتين(5) دون أن يقصده بقتل أو مكيدة.
والغريب أن تكون وفاة الحسن بن علي أيضاً بدس السم له من قبل زوجته جعدة بنت الأشعث بن قيس(6).


المراجع

(1) فلهوزن (الخوارج والشيعة) ص30.
(2) ابن قتيبة (الإمامة والسياسة) (منسوب) ص111.
(3) الطبري (التاريخ) جـ3 ص132.
(4) الطبري (التاريخ) جـ3 ص133.
(5) ابن حجر (الإصابة) جـ4 ص570.
(6) ابن حجر (التهذيب) جـ23 ص274 رقم 1331.

__________________________________________________ ____________
وعليه فمن الطبيعي أن نجد من أصحاب الإمام علي من يتهم معاوية صراحة بقتل الإمام علي، يقول أبو الأسود الدؤلي(1):
ألا أبلغ معاوية بن حرب
أفي شهر الصيأم فجعتمونا ... فلا قرت عيون الشامتينا
بخير الناس طرّاً أجمعينا(2)
المراجع

(1) ظالم بن عمرو الدؤلي الكناني، واضع علم النحو وأول من نقط المصحف، كان معدوداً من الفقهاء والأعيان والأمراء والشعراء والفرسان والحاضري الجواب من التابعين. سكن البصرة في خلافة عمر، وولي إمارتها في أيام علي ثمّ كان مع معاوية في أيامه (ت69هـ/688م): ابن خلكان (وفيات الأعيان) جـ1 ص530 /الزركلي (الأعلام) جـ3 ص236، 237.
(2) البلاذري (الأنساب) جـ3 ص625/ الطبري (التاريخ) جـ3 ص160/ المبرد (الكامل) جـ3 ص1169، وينسبها لامرأة تكنى أم العريان/ المسعودي (مروج الذهب) جـ2 ص428/ المقدسي (البدء والتاريخ) جـ5 ص233. والظاهر في أمر نسبة هذه الأبيات أنها لأبي الأسود، فإن البلاذري يجعل أبيات أم العريان بنت الهيثم (الأنساب) جـ3 ص264 غير هذه الأبيات التي نسبها لأبي الأسود. هذا ويتفرد ابن عبد البر (الاستيعاب) جـ3 ص1132 بإيراد صدر البيت الأول هكذا: (ألا قل للخوارج حيث كانوا) وينسبها لأم الهيثم. ولست أدري من أين أخذ ابن عبد البر هذه الأبيات بهذه الصيغة. والغريب أن ابن الأثير يتابع الطبري في (الكامل) جـ3 ص395 فتصبح الأبيات موجهة إلى معاوية، بينما يتابع في (أسد الغابة)جـ3 ص621 ما في (الاستيعاب)لابن عبد البر فيكون البيت عندهما واحداً.

___________________________________________
وسواء كان قتل عبد الرحمن بن ملجم للإمام علي بتدبير من معاوية، أو الأشعث بن قيس، أو استجابة لرغبة امرأة جميلة، أو كان ثأراً شخصياً لبعض قتلى أهل النهروان، فإن الخلاصة من كل ذلك أن "الخوارج أبرياء من دم علي وأيديهم نظيفة من اغتياله" كما يقول الأستاذ أحمد سليمان معروف (1). والمراد أنه مع انتساب عبدالرحمن ابن ملجم إلى المحكّمة فإن فعله لا تلقى عهدته عليهم ما داموا لم يتظاهروا معه على قتل الإمام علي.
وعلى كل حال فمثل هذه الحادثة مثل حادثة مقتل عبدالله بن خباب، فإن ما فعله عبد الرحمن بن ملجم من قتل الإمام علي كمثل ما فعله مسعر بن فدكي من قتل عبدالله ابن خباب. وإذا كانت هذه هي السبب في القضاء على أكثر أهل النهروان، فإن تلك كافية في تشويه سمعة المحكّمة وتأليب خصومهم عليهم، مع أن المحكّمة لا يتحملون تبعة ما فعله ابن ملجم على افتراض أنه يرى رأيهم، فكيف إن لم يكن كذلك.
ثانياً: حادثة قريب وزحاف عام خمسين من الهجرة، وقد مر ذكرها في المبحث الرابع من الفصل الأول، كما سبق ذكر قول أبي بلال فيهما: "قريب لا قربه الله من كل خير، وزحاف لا عفا الله عنه لقد ركباها عشواء مظلمة".
ثالثاً: أمر شبيب بن بجرة الأشجعي، يقول البلاذري: "وكان شبيب إذا جن عليه الليل خرج فلم يلق صبياً ولا رجلاً ولا امرأة إلا قتله"(2).
__________
(1) معروف، أحمد (قراء جديدة في مواقف الخوارج) ص76.
(2) البلاذري (الأنساب) جـ5 ص172.

________________________________________
أما حادثة سهم بن غالب الهجيمي والخطيم يزيد بن مالك أحد بني وائل وعباد بن حصين حين قتلوا عبادة بن قرص الليثي - أحد الصحابة- ومعه ابنه وابن اخته، التي حدها البلاذري بعام واحد وأربعين من الهجرة(1) ففيها نظر، فإن الضياء المقدسي يروي أن عبادة بن قرص وقعت له هذه الحادثة مع الأزارقة(2)، وقد ظهر الأزارقة عام أربعة وستين كما سيأتي.
هذه حوادث الاستعراض والقتل بغير نفس أو وجه شرعي من قبل المحكّمة في فترة ما قبل الانقسام، ويبدو أن في الإضافة عليها صعوبة، وهي - بلا شك - أمور منكرة لا يرضاها عقل ولا خلق ولا دين، ولكن ينبغي ألا تحمل على أنها منهج لعامة من سموا بالخوارج، إذ ليس فيها ما يدل على ذلك.
والحقيقة أن من سموا بالخوارج لا يتفردون بحوادث الغشم والاستعراض، ولا تخلو حركة معارضة أو تيار أو سلطة معينة في تلك الفترة من بعض مثل هذه الحالات على تفاوت فيما بينها. وهذا هو الذي يغفل عنه كثير من الباحثين، إذ يصورون المسمين بالخوارج أصحاب الاختصاص في موضوع الاستعراض.
4- الخروج على الإمام الجائر(3):
ومبدأ الخروج على الجورة ليس منحصراً فيمن ذكروا في التاريخ في عداد الخوارج، فإنه سمة عامة للقرن الهجري الأول، كخروج الحسين بن علي ومن معه بالكوفة، وخروج أهل الحرة بالمدينة وخروج عبدالله بن الزبير في مكة كلهم على يزيد بن معاوية، وثورة التوابين وخروج القراء والفقهاء على عبد الملك بن مروان.
واتفاق المحكّمة أو الخوارج مع غيرهم في مبدأ الخروج وتطبيقه يدعو إلى البحث عن أسباب الخروج، فإن الخروج نفسه في هذه الحال لا يختلف من شخص إلى آخر أو من فرقة إلى أخرى.
__________
(1) البلاذري (الأنساب) ص179.
(2) الضياء (الأحاديث المختارة) جـ8 مسند أنس بن مالك ص370.
(3) الأشعري (المقالات) جـ1 ص204/ البغدادي (الفرق) ص173/ الشهرستاني (الملل) جـ1 ص115.
__________________________________________________ ________________
وفي الحوادث التي ارتكبها بنو أمية وولاتهم سبب مقنع وكافٍ لثورة جميع التيارات عليهم، وأقرب مثال لسبب يجمع بين التيارات المختلفة في التصدي لبني أمية هو الدفاع عن الكعبة المشرفة حين توجه جيش يزيد بن معاوية إليها بعد موقعة الحرة لقتال ابن الزبير بمكة، فقد اشترك معه كل من المحكّمة(1)، والمختار بن عبيد الثقفي (2)، كما يروى أن النجاشي أرسل مائتي رجل من الحبشة إلى ابن الزبير للدفاع عن الكعبة (3).
وأفعال بني أمية وولاتهم تفسير لبعض ما يروى عن (الخوارج) "أنهم خرجوا منكرين للجور والظلم"(4)، ولذلك كان من السهل أن ينضم إليهم عدد من الناس كما فعل الأزد عندما مالوا إلى نجدة بن عامر الحنفي في البحرين، قائلين: "نجدة أحب إلينا من ولاتنا؛ لأنه ينكر الجور وولاتنا جائرون".
وهذه النتيجة منطقية من خلال مثل هذه المقارنة، فقد بُعث إبراهيم التيمي إلى الخوارج يدعوهم، فقال له إبراهيم النخعي: إلى من تدعوهم ؟ إلى الحجاج ؟!(5).
وإذا كان التطرف إزاء سياسات القمع أمراً محتمل الوقوع، فلا علاقة للخروج بما يحدث فيه أحياناً من الاستعراض، فإن شرعية الخروج لا تعني شرعية الاستعراض والتطرف.
5- التكفير:
__________
(1) البلاذري (الأنساب) جـ5 ص 333،358،360،366،373،423/ الطبري (التاريخ) جـ 3 ص397.
(2) البلاذري (الأنساب) جـ5 ص340،352.
(3) البلاذري (الأنساب) جـ5 ص 362،372.
(4) المصدر السابق جـ 5 ص 175،178.
(5) المصدر السابق جـ 5 ص 175،178.

__________________________________________________ ____________________
ويندرج تحته كل ما ورد من إطلاق الذين ينسبون إلى الخوارج الكفر على مرتكب الكبيرة أو المخالف أو على بعض الصحابة الذين يقف بعضهم منهم موقفاً ما(1). إلا أن من الأهمية القصوى تحديد معنى الكفر، فإنه -كما سبق- يشمل كفر النعمة وكفر الملة. أما الكفر الذي يراد به كفر النعمة فإنه لا يعدو المعصية التي هي دون الشرك، أي التي لا يخرج مرتكبها عن نطاق الإسلام. وقد سبق القول بأن إطلاق الكفر على مطلق المعصية اصطلاح شرعي دل عليه الكتاب العزيز والسنة النبوية، وبناءً على هذا فإن مجرد استعمال الكفر لا ينبغي أن يفسر على أنه كفر الملة المقتضي لخروج الموصوف به من الإسلام حتى يدل على تخصيصه أمر صريح.
هذا وقد تكرر القول بأن أول من حكم بالشرك أو الكفر الملي هو نافع بن الأزرق، وهذا الرأي هو الذي أحدث في صفوف المحكّمة شرخاً وأوجد فيما بينهم فرقاً. أما قبل نافع فلا يتعين حمل الكفر في نصوص المحكّمة على كفر الشرك ما دام الأمر محتملاً، وإلا لساغ أن تحمل عليه كل النصوص الشرعية وهذا ما لا يتأتى. وفي الحقيقة من الممكن أن نعد القول بتشريك المخالفين أو التكفير الملّي ميزة للخوارج. وأما ما يوجد عن كثير من المؤرخين من تسمية أهل النهروان ومن انتسب إليهم بالخوارج فبالنظر إلى عزو هذا الأمر إليهم، وإذ قد ثبت نفيه عنهم فإن من المعقول أن يحصر الخوارج فيمن تحققت فيه تلك الصفة وهو التشريك أو التكفير المخرج من الملة.
__________
(1) الأشعري (المقالات) جـ1 ص167/ البغدادي (الفرق) ص74/ الشهرستاني (الملل) جـ1 ص115،120،121.

__________________________________________
منقول من كتاب الخوارج والحقيقة الغائبه






 
قديم 01-12-10, 10:37 AM   رقم المشاركة : 10
مسقط
اباضي







مسقط غير متصل

مسقط is on a distinguished road


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مرابط من تونس مشاهدة المشاركة
   يا خارجي ( أباضي)
لا تهرب من السؤال وتكذب
1 - اجب عن السؤال أولا ولا تسلك سلوك أهلكم الرافضة
2 - اثبت بدليل وليس بلطم ومناحة أن معاوية رضي الله عنه هو من أمر عبدالرحمان بن ملجم بذلك
3 - جدك عبدالحمان بن ملجم تترضون عليه وتعتبرونه وليا .
كيف تحلون هذه الإشكالية: معاوية رضي الله عنه يسير ابن ملجم حسب هواه
هل نفهم من هذا أن عبدالرحمان بن ملجما لم يكن إلا كلبا نجسا وضع نفسه في خدمة عدوه
3 - هل تعرف اسم المرأة التي دفعت ابن ملجم ( الولي التقي ) لقتل أمير المؤمنين رضي الله عنه
الولي التقي ( نفذ أمرا فظيعا من أجل شهوة جنسية) عليه لعنة الله وعلى كل من دافعوا عنه إلى يوم الدين
4 - سنجاريك في جهلك
وهل تتبرأ ممن كفروا الحسن والحسين وطلحة والزبير وكفروا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها

ورطتك كبيرة ولا مخرج لك إلا أن تفر

إقراء الموضوع المنقول من كتاب الخوارج والحقيقة الغائبه مع المراجع وأتمنى أن تجد ضالتك






 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:37 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "