بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أستعجمت عن وصف آلآئه بلاغات كل فصيح، وعجزت دون إدراك كبريائه نهايات الاشارات والتلويح، وقصرت عن نعت بهائه غايات البيان والتصريح، لا اله إلا هو الممجد بالتقديس والتسبيح، وصلى الله على رسوله ذى الوجه البهي الصبيح، والخلق المرضي السجيح، والدين الحنفي الصحيح الحال من صميم العرب في أعلى المجد الصريح، وعلى وصيّه علي بن أبي طالب الذي ما اتبع منهزما ولا أجهز على جريح، المدعى فيه غلوا ما أدعى في المسيح، وعلى الائمة من ذريتهما أعلام الهدى ومن هم للدين المصابيح، وعلى دعاتهم الميامين من مولانا الذؤيب بن موسى إلى سيدنا و مولانا الحسين بن إسماعيل المدعى عليه ظلما و زورا أنه ترك دعوته بدون نص صريح، وهو من علمنا القول المعزي العلوي أنه لالن يكون المؤمن مؤمنا حتى يوجد مؤمنا مثله، فكذبوا عليه وقالوا أن مثله الذي أوجده هو ضده وعضيد ضده من تبرأ منهم بنفسه بالصريح والتصريح لا التلويح، وقبل برآءلت المؤمنين منهم و سره ذلك فدعاء لهم وكال لمن تبرأ منهم وافر المديح، أما بعد:
قال الله عز وجل: كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ – البقرة 180
وقال مولانا جعفربن محمد عليه السلام أنه قال:
الوصية حق على كل مسلم ( الحديث 1292 من كتاب الوصايا في دعائم الاسلام ج 2 ص 345)
أبناء الدعوة الهادية السليمانية ثبتنا الله وإياكم على الحق ، أنبذوا الفرقة والاختلاف ففيها الضعف والهوان، و أتركوا المجادلة والنزاع فقد كفوكم أولياء الله مؤنة ذلك ومشقته فجزاهم الله عنا خير الجزاء، أنتم تعلمون أن لا إجتهاد ولا قياس نعتد به في مذهبنا، شرعنا هو كتاب الله، و نهجنا هو السنة المحمدية، و أئمتنا هم العترة الطاهرة ، وفي كل ذلك لا ريب النجاة من المهالك، وقد شرعت الشياطين أبوابها، و ألبت على نفوس المؤمنين خيلها ورجالها، فأولياء الله هم المفزع إذا أدلهمت دياجيرها، و تاهت سبلها، ونعقت غربانها، وخفافيش ظلامها ، فتمسكوا بحبل الله المتين، وعروته الوثقى التي لا إنفصام لها، فإن ذلك أولى لكم وأنتم جند الله و أتباع رسله وأوليائه فلا تتركوا الشياطين تلعب بكم وطلاّب الدنيا تمتطيكم وتسلب عقولكم.
واليكم نصوص الله وأوليائه نصوصا ليس لنا فيها أجتهاد ولا قياس ولا حتى جرة قلم فتمعنوها ففيها عين الرشد والصواب هدانا الله وإياكم اليه إنه سميع مجيب:
لمن يقول أن الوصية شفوية وليس كتابية:
قال رسول الله صلوات الله عليه واله: ليس ينبغي للمسلم أن يبيت ليلتين إلا و وصيته مكتوبة عند رأسه ( الحديث 1291 من كتاب الوصايا في دعائم الاسلام ج 2 ص 345)
لمن يقولون أن سيدنا أوصى لثلاثه هم محمد الجمالي والعديني وأحمد الجمالي مما جعل الناس في شك وحيرة وأنقسام:
قال رسول الله : من لم يحسن وصيته عند الموت كان ذلك نقصا من مروءته و عقله (الحديث 1294 من دعائم الاسلام ج 2 ص 346) وحاشا أن ينطبق ذلك على سيدنا.
لمن يقول أن سيدنا أوصى للجمالي ثم لم يستطع بعدها أن يوصي للعديني معللين ذلك بمرضه:
قال مولانا علي: ينبغي لمن أحس بالموت أن يعهد عهده و يجدد وصيته ، حديث 1295من كتاب الوصايا في دعائم الاسلام ج 2 ص 346)
لمن يقول إن سيدنا مرض فلم يستطع أن يكتب وصيته:
وعنه عليه السلام أنه قيل له: أن مولى له أسمه "أعين" لما أحتضر أشتد نزاعه ثم أفاق حتى ظننا أنه قد أستراح ثم مات بعد ذلك، فقال مولانا جعفر سلام الله عليه: تلك راحة الموت، أما إنه ما من ميت يموت حتى يرد الله عز وجل عليه عقله وسمعه وبصره وعدد أشياء، و ذلك للوصية، أخذ أو ترك. فكيف يقول علي ابن حسين إن سيدنا مازاد أجهد يكتب وصيته. (الحديث 1293 من كتاب الوصايا في دعائم الاسلام ج 2 ص 345)
لمن قد يقول لنا ليس الوصية بنص، أو قد يقول أن النص ممكن أن يكون شفويا و ليس بالضرورة أن يكون مكتوبا :
عن علي بن الحسين ومحمد بن علي (ع) أنهما ذكرا وصية علي بن ابي طالب فقالا: أوصى إلى إبنه الحسن وأشهد الحسين ومحمد وجميع ولده ورؤوساء شيعته وأهل بيته، ثم دفع الكتب اليه والسلاح ثم قال، أمرني رسول الله صلوات الله وسلامه عليه أن آمرك إذا حضرك الموت أن تدفع ذلك إلى أخيك الحسين ثم أقبل على الحسين فقال وأمرك رسول الله أن تدفع ألى ابنك هذ ، ثم أخذ بيد ابنه علي بن الحسين فضمه اليه فقال يابني وامرك رسول الله ان تدفعه الى ابنك الباقر فأقرئه من رسول الله صلوات الله عليه ومني السلام.....إلىآخر الوصية، وكان قبل هذا قد خص الحسن والحسين عليهما السلام بوصية أسرها اليهما كتب لهما فيها أسماء الملوك في هذه الدنيا ومدة الدنيا وأسماء الدعاة إلى يوم القيامة، ودفع اليهما كتاب القرآن وكتاب العلم، ثم جمع الناس لهما وقال لهما ماقال ثم كتب كتاب الوصية وهو: ص 349 دعائم الاسلام ج2
ولمن يقول أن سيدنا وصى للجمالي بوصية – هذا أن ثبت ذلك - ولن يثبت لانه محض أدعى وأولياء الله لن يخالفوا الشريعة:
عن علي (ع) و أبي جعفر(صلع) أنهما قالا في رجل أوصى لرجل غائب بوصية ، ومات على وصيته فنظر بعد ذلك، فوجد الموصى له قد مات قبل الموصّي، قالا عليهما السلام: بطلت الوصية. ص 360 حديث 1310 من دعائم الاسلام الثاني
ثبتنا الله وأياكم وأنار طريقنا وطريقكم إنه القادر على ذلك سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا
والسؤال:
أين النص أو الوصية سموها ما شئتم؟
لماذا يقبلها الحاج عبدالله محمد بدون نص عليه من سيدنا؟
كيف يشترك في هذه المؤآمرة الدنيئة ويخالف شرع آل محمد وهو من يقال عنه إنه بحر علوم وصاحب هجرة وقد تاب وأناب ورجع خالي الوفاض؟ كيف ينصاع لعلي بن الحسين وقد أكتوى بناره؟