كانت هناك قرية جميلة هادئة وأهلها طيبون يعيشون في سلام وفي وئام وفي يوم من الأيام أتاهم رجل ذو هيئة غريبة تبدو على محياه علامات الصدق والغربة،
....
....
....
اتى هذا الرجل سوق المدينة مغطيا يده بقطعة قماش ومدعيا بأنه يحمل سلاحا فتاكا لو انطلقت منه رصاصة واحدة فسيفقد جميع الرجال فحولتهم وتضع كل ذات حمل حملها وسترى الناس سكارى وما هم بسكارى!!
قال هذا الكلام من باب المزاح لكنه لاحظ في وجوه القوم الخوف والتصديق فأراد أن يكمل لعبته.
قال هذا الرجل للناس : يجب على الجميع أن لا يقتربوا مني أو من سلاحي وإلا سأطلق منه طلقة لن يقدر الناس تحملها وسيجني أي شخص عابث على نفسه وعلى غيره، وأنا لا أريد منكم سوى أن تعيشوا بسلام وتدعوني في حالي وأنا سأدعكم في حالكم.
دب في الناس ذعر شديد وانتشر خبره في القرية كلها وكل يزيد وينقص مما قاله هذا الرجل الغريب، حتى أن بعضهم قال لأبنائه من باب تحذيرهم من الاقتراب منه ومن باب "ابعد عن الشر وغني له" : أن هناك ثلاثة شبان أرادوا أن يتأكدوا من وجود هذا السلاح في يد الغريب ويتأكدوا من شكله فنفخ في وجوههم نفخه فخروا صرعى أجمعين، فإياكم يا أبنائي أن تسيئوا لهذا الشخص والا سينالكم منه غضب.
ترك الناس هذا الرجل الغريب الذي يدعوهم أن يدعوه في حاله وهو سيتركهم في حالهم يسرح ويمرح في القرية،
ولكنه بعد عدة أسابيع بدأ هذا الرجل يمر على دكاكين السوق دكانا دكانا ويأمرهم أن يعطوه حصيلتهم وما جمعوه طيلة يومهم والا سيطلق على من يخالفه منهم رصاصه من سلاحه الفتاك فتجعل رأسه في مكان بطنه.
ثم جمع الناس في السوق وقال لهم إنني ما فعلت هذا إلا للمصلحة العامة أريد أن آخذ من أغنيائكم بعض أموالهم وأردها إلى فقرائكم، فأعجب هذا القول الفقراء ولم يكن سيئا جدا على الأغنياء لأنهم فعلا يحبون مساعدة الآخرين.
وعاش الجميع في سلام مع قليل من الامتعاض عند بعض العقلاء والشجعان.
في يوم من الأيام طلب أهل القرية من هذا الرجل الغريب أن يريهم هذا السلاح أو أن يطلقه على حيوان من حيوانات الغابة المجاورة كي تطمئن نفوسهم وترتاح قلوبهم وتشفي حرارة تطفلهم، استشاط الرجل الغريب غضبا واحمرت عيناه وانتفخت اوداجه وقال لهم ثائرا:
أنا لا أحب أن أؤذي أي كائن حي ( انسان أو حيوان أو حتى جماد)!!!!! أنا شخص لي مبادئ وأحب الجميع وكل ما فعلته فقط لأجعلكم تعيشون الحياة التي يأمرنا بها الخالق.
إن هذا السلاح لا يجب أن تطلق منه أي طلقة لأنه سيحل خراب تام في القرية والقرى المجاورة ولتشكروا ربكم أنني من يحمل هذا السلاح وأحفظه لي ولكم والا لعبث فيه العابثون فدمروا ما يعلمون وما لا يعلمون.
----------------- انتهى الجزء الأول من القصة -------------------