ناشدت والدة المدوِّنة السورية "طل الملوحي" الرئيس السوري بشار الأسد بإطلاق سراح ابنتها، قائلة عنها إنها "لا تفقه شيئاً" في السياسة. وأوضحت والدة الملوحي في الرسالة التي وجهتها إلى الأسد أنها "طرقت كل الأبواب دون جدوى" للحصول على معلومات عن ابنتها أو معرفة سبب اعتقالها.
وكانت أجهزة الأمن السورية قد اعتقلت المدونة طل الملوحي (19 عاماً) في 27 ديسمبر 2009، ثم أعقب اعتقالها قيام أجهزة الأمن بتفتيش منزلها والاستيلاء على جهاز الحاسب الآلي الخاص بها، ومنذ ذلك التاريخ انقطعت وسائل الاتصال بها، فضلاً عن عدم إجراء أي تحقيق رسمي معها، إذ لم تتمكن أسرتها من زيارتها أو معرفة مكان احتجازها.
وقالت والدة "طل" في الرسالة التي نشرها المرصد السوري المستقل لحقوق الانسان يوم الأربعاء 1-9-2010، "لا أستطيع أن أصف لكم أثر هذه الكارثة على عائلتنا بأكملها، وحجم المعاناة التي لحقت بنا جميعا. إنها في مقتبل العمر ولا تفقه في السياسة شيئاً". وأضافت: "تلقيت وعداً من إحدى الجهات الأمنية بأن ابنتي سيفرج عنها قبل شهر رمضان المبارك".
عمرها 19 عاماً
من جهة ثانية، قالت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان إن استمرار اعتقال أجهزة أمن الدولة السورية للمدونة الشابة طل الملوحي، 19عاماً، في مكان مجهول بسبب قصيدة شعر نشرتها على مدونتها؛ بات يثير العديد من المخاوف سواء على سلامتها أو مستقبلها الدراسي، حيث تدرس المدونة الشابة في إحدى المدارس الثانوية في مدينة حمص السورية.
وتضمنت مدونة الملوحي قصائد ومقالات تؤيد القضية الفلسطينية، وتنتقد الاتحاد من أجل المتوسط، وهي مبادرة دبلوماسية فرنسية تجمع دولاً عربية وأوروبية بالإضافة إلى إسرائيل.
وتضيف الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان: "إن القبض على مدونة شابة لم تنه دراستها الثانوية بسبب قصيدة شعر لا تتضمن أي إساءة أو مخالفة للقانون، هو نهج شديد القسوة وينم عن استبداد وعداء شديد لحرية التعبير، وفي دولة مثل سورية حيث بات السجن أقرب لأصحاب الرأي من حبل الوريد".
أنباء عن وفاتها
وقد أثار اعتقال المدوِّنة "طل" عاصفة من التنديدات في المدونات العربية، حيث شن العديد منها هجوماً على ما اعتبرته اعتقالاً لمدوِّنة لم ترتكب جُرماً. فيما تتداول الشبكات الاجتماعية حالياً خبراً لم يتم تأكيده بعد عن وفاة المدوِّنة الملوحي في السجن بسبب التعذيب.
وفي هذا الصدد يقول المدوِّن توفيق التلمساني: "حتى الآن لم يُعرف مصير (طل)، ووردت إلينا مؤخراً أنباء متواترة من داخل سورية أنها فارقت الحياة تحت وطأة التعذيب الشديد".
ويواصل التلمساني: "اشتهرت (طل) بكتاباتها لأمتها العربية ومنها القضية الفلسطينية، لا سيما مناصرة غزة في ظل الحصار الجائر. لقد استنكرت بشدة لجان الدفاع عن الحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان في سورية استمرار اعتقال الآنسة طل بنت دوسر الملوحي بهذه الطريقة التعسفية بدون أي مبرر قانوني، ودون إعلام ذويها عن مصيرها، وتحمل النظام السوري المسؤولية الكاملة على مصيرها".
وعلى صفحته في موقع "فيسبوك" نشر المركز الديمقراطي العربي للدراسات الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية خبر وفاة "طل"، وتفاعل الكثير من الأعضاء مع الخبر الذي لم تنفه أو تؤكده السلطات السورية. فيما تفاعل مجتمع موقع "تويتر" مع خبر وفاة "طل" عبر عدة قنوات، مُطالبين السلطات السورية بتوضيحات.
أعداء الإنترنت
وفي غياب وسائل إعلام مطبوعة لا تسيطر عليها الحكومة، أصبح الإنترنت المنفذ الرئيسي للتعبير عن الآراء المستقلة في سورية، حيث تم حظر المعارضة السياسية وفرض قانون الطوارئ منذ تولي حزب البعث السلطة في 1963. وأغلقت أيضاً مواقع رئيسية على الإنترنت مثل يوتيوب وفيسبوك رغم أن الأسد لديه صفحة على فيسبوك، وقام بجهود لإدخال الإنترنت إلى سورية قبل أن يخلف والده الرئيس الراحل حافظ الأسد في العام 2000.
وكانت منظمة مراسلون بلا حدود العالمية قد صنفت سورية ضمن "أعداء الإنترنت" في العالم، قائلة في بيانها لعام 2010: "تعد سورية من الدول الأكثر قمعية في العالم حيال متصفّحي الإنترنت".
يُذكر أن المدوِّنة السورية طل الملوحي ولدت في الرابع من نوفمبر 1991 في حمص بسورية، وهي طالبة فى مرحلة الثالث الثانوي، وكان آخر ما كتبته في مدونتها بتاريخ 6-9-2009:
"ولا صدى..
ننادي فيرتد الصدى
شظايا كؤوس
والقدس، هديل حمام
تسبيحة في الصدور
أصوات دوران النجوم
حلم على أعناقنا
استغاثات أهلنا
بل قل... بقايا الروح".
_______
شبكة الدفاع عن السنة /ذكرت لجنة حقوقية سورية أن السلطات الأمنية في بلادها صعّدت حملتها ضد المتدينين في ضواحي مدينة حمص واعتقلت مجموعة منهم قبل أيام.
وقالت اللجنة السورية لحقوق الإنسان ومقرها بريطانيا في بيان الاثنين: إن المخابرات العسكرية اعتقلت كلاً من غسان الكردي بطريقة مهينة أمام زملائه بالعمل في مصفاة البترول بحمص والذي كان اعتُقل من قبل بتهمة حمل الأفكار السلفية، ومهند غنوم شقيق جمال غنوم المعتقل منذ العام 2007 في سجن صيدنايا بالتهمة نفسها.
وأضافت أن دورية تابعة للمخابرات العسكرية اعتقلت أيضًا الشيخ زيدان الطالب إمام وخطيب جامعة أبي بكر الصديق في قرية جوبر، واقتادته إلى جهة مجهولة.
واستنكرت اللجنة هذه الاعتقالات غير المبررة، وطالبت السلطات السورية بالإفراج عن المعتقلين فورًا، ووقف العمل بالإجراءات التعسفية بالاعتقال على خلفية الانتماء العقدي والفكري والمذهبي، وتقديم المعتقلين للمحاكمة وهم طلقاء يتمتعون بحريتهم وحقهم في الدفاع عن أنفسهم، في حال كانت لديهم مخالفات قانونية.
إبعاد مئات المنتقبات عن التدريس:
من جانب آخر نقلت وزارة التربية السورية نحو 1200 مدرسة منتقبة إلى وزارة الإدارة المحلية، في إجراء يهدف، على ما يبدو، إلى وقف نمو التيار الديني في البلاد.
وقالت صحيفة "الرأي" الكويتية، أن القرار طال مئات المدرسات في بعض المحافظات مثل ريف دمشق وحلب وريفها حيث وصل الرقم إلى نحو 300 مدرسة في كل منها.
ويتزامن القرار السوري مع مخاوف من تأثير المد الشيعي والعلاقة مع إيران على الحالة الدينية في سوريا, التي أكثر من 95 من سكانها من السنة, حيث سمحت دمشق للمرجعيات الشيعية بافتتاح الحسينيات على نطاق واسع خاصة في ريف دمشق والقيام بحملة تستهدف تشييع الشباب السوري.
مفكرة الاسلام
_____
رسالة الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى الى حافظ الاسد بعد المجازر التي ارتكبها بحق المسلمين في سوريا.