الحمدُ للهِ والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ ...
لا شك أن الرسائل الجامعية التي يقضي الباحث فيها جُلّ وقته ، وسنوات من عمره ، مع الواصل مع مشرف الرسالة ، والتصحيح والتنقيح ، والتقديم والتأخير ، والحذف والإضافة ، ثم بعد ذلك مناقشتها من أكاديميين يصلون إلى أعلى المراتب الأكاديمية ، والحكم عليها في نهاية المناقشة بنيل الباحث درجة الشرف العالية ، ويصل ببعضها الوصاية بطبعها .. كل هذا الجهد يخرج لك رسالة علمية بُذل فيها وقت وجهد ليس بالسهل ، وهي عصارة أفكار وبحوث ، ويزيدها قوة عندما تطبع وتنشر .
ولا يعني أن كل الرسائل الجامعية على درجة واحدة من القوة والرصانة ، بل هناك التفاوت البين .
وقد اهتمت الجامعات بالأطروحات الفكرية التي تخرج وتتجدد بسبب الأحداث ، وتغير معادلات القوى في العالم ، والربط بالأحداث السياسية ، وحثت طلابها على مناقشة هذه الأطروحات ، وكلنا يتذكر رسالة الشيخ سفر الحوالي - شفاه الله وعافاه - عن " العلمانية " في حينها ، وكيف كشفت كثيرا من الأمور عن العلمانية ؟
في زمننا وبعد أحداث 11 سبتمبر خرجت علينا بما يسمى بـ" الليبرالية " مع وجودها قديما ، وتردد اسمها في وسائل الإعلام ، والبحوث الغربية ، والدول العربية ، وأصبح الناس يسمعون بها وقد لا يعرفون حقيقتها ، وإلى ماذا تدعو ؟ ، ويراد فرضها قسرا عن طريق المندوبين من أبناء جلدة المسلمين .
وقبل أشهر طُبع كتاب "حقيقة الليبرالية وموقف الإسلام منها " للدكتور عبدالرحيم بن صمايل السلمي ، وأصل الكتاب رسالة جامعية لنيل درجة الدكتوراه من جامعة أم القرى ، أتى على الليبرالية من مصطلحها إلى حكم الإسلام فيها .
وقبل أسابيع أقام مركز التأصيل للدراسات والبحوث مدارسة ثقافية وذلك في يوم الثلاثاء 10 / 7 / 1431 هـ ضمن برنامج مدارسات فكرية وهو برنامج ثقافي يقدمه المركز لنخبة من المهتمين بالشأن الفكري والثقافي العام .
وكانت المدارسة بحضور نخبة من طلبة العلم وألقاها د. عبدالرحيم بن صمايل السلمي وقدمت بعنوان : إشكاليات الليبرالية .
حقيقة الليبرالية وموقف الإسلام منها
التعريف بموضوع الكتاب:
كثيرة هي تلك المذاهب الفكرية التي فرضت على الأمة الإسلامية, وأجبرت الأمة على تبنيها إما بالاحتلال المباشر وإما بالضغوط السياسية والاقتصادية, وإما بالإعلام الموجَّه والهزيمة النفسية والفراغ العقدي, والأدهى من ذلك والأمر أن تجد هذه المذاهب من يتبناها من أبناء الأمة ويدافع عنها ويدَّعي أنها لا تتنافى مع الإسلام ولا تضاده. ومن هذه المذاهب الفكرية الدخيلة علينا (الليبرالية) والذي تمثل الجاهلية الغربية في أقبح صورها, وقد أجاد الدكتورعبد الرحيم السلمي في كتابه (الليبرالية وموقف الإسلام منها) في توضيح حقيقة الليبرالية وربط الجانب الفكري والشرعي حولها.
والكتاب مؤلف من خمسة أبواب تكلم المؤلف في بابه الأول عن نشأة هذا المذهب وتطوره من خلال أربعة فصول أوضح من خلالها عن حالة أوربا قبل ظهور هذه الفكرة وكيف كانت تتأرجح بين الانحراف الديني والاستبداد السياسي إلى أن بدأت التحولات الفكرية تتجه صوب (الليبرالية) عن طريق الحركة الأدبية ذات النزعة الإنسانية وحركة الإصلاح الديني والفكر التجريبي المادي, مبيناً دور الطبقة الوسطى في ظهور هذا المذهب, وكيف مرت (الليبرالية) بمراحل عدة من التكون ثم صعود (الليبرالية) الكلاسيكية ثم هبوط الليبرالية الاجتماعية إلى ظهور (الليبرالية) الجديدة.
ثم تعرض في الباب الثاني لمفهوم مصطلح (الليبرالية) والأسس الفكرية لها واتجاهاتها وما ينضوي تحت هذه الاتجاهات من مدارس.
ثم أشار المؤلف في الباب الثالث عن مجالات الليبرالية فتكلم عن الليبرالية السياسية و الليبرالية الاقتصادية مبيناً أن لكل جانب من هذه الجوانب أزمة من الناحية التطبيقية العملية.
أما الباب الرابع فكان الحديث فيه عن نفوذ الليبرالية في العالم الإسلامي كوجودها في الحكم والسياسة وفي المال والاقتصاد, ثم ظهور (الإسلام الليبرالي) ووجود التيارات الليبرالية كالليبرالية الإسلامية والقومية وتيار الليبرالين الجدد.
وفي الباب الخامس والأخير شرع المؤلف في بيان موقف الإسلام من الليبرالية في فصلين, موضحاً موقف الإسلام من الحريات والفرق بين مفهوم الحرية من المنظور الإسلامي ومفهومه من المنظور الليبرالي, ليوضح بعد ذلك حكم الشرع في هذا المذهب عارضا حقيقته على أصول الإسلام.
الموضوع للشيخ عبدالله زقيل ...!!
19-08-10, 07:59 PM
العرض العادي
