نجاة المضاحكة - الوطن
3 يوليو 2010
حين يقول الأمين العام لجمعية الوفاق: ''لا نسمح لأحد أياً كان، ومهما كان منصبه، أن يشير للوفاق بغير البعد الوطني، لأنه كاذب أياً كان منصبه، لا أستثني أحداً، ولا أقبل من أحد التشكيك في وطنية الوفاق''.
هذا القول يناقض ما يتبناه الأمين العام وجمعيته لشعار ''حرية التعبير''، وذلك حين يصف أياً كان أنه كاذب لمجرد الحديث في وطنية الوفاق، كما يصف الإنسان نفسه بصفات يفرض قبولها على الناس، وإن لم يقبلوها فهم كاذبون، هذا أمر ينافي الشريعة الإسلامية خاصة عندما يقول الأمين العام ''إن الوفاق ستدخل العملية الانتخابية وفق رؤية إسلامية والتزام''، فأين هذا الالتزام إذا بدأها بنعت الناس بالكذابين، وذلك عندما يقولون في نواب الوفاق أن مواقف البعض منهم ليس فيها من الوطنية شيء، ومثال ذلك موقف أحد النواب حين ذهب واجتمع مع الكونجرس في بحث قضايا داخلية للبحرين، أليست هذه دعوة لتدخل أجنبي؟ وهل هذا موقف وطني؟ كذلك موقف النائب نفسه عندما أساء إلى رئيس دولة شقيقة وكبيرة لموقفه المساند للبحرين بعد أن زعمت إيران أن البحرين تابعة لها. فأين هذا الموقف الوطني؟ أليس هذا إحراج للشعب البحريني وحكومته أمام دولة عربية وقفت معها؟ وهل هذا يندرج تحت بند الوطنية؟ كما إن التخابر بين بعض النواب ووكالات الأنباء الإيرانية والموالية لها، والحديث عن شأن سياسي بحريني، والخروج على شاشاتها، فهل هذا من المواقف الوطنية؟ كما نذكر أيضاً بإساءة أحد النواب للبحرين في محفل دولي بكلام يسيء إلى سمعتها بين العالم.
السؤال هنا نوجهه للأمين العام؛ ماذا تسمي عضواً في الوفاق يأخذ ملفات جمعيته، ويذهب يشتكي عليها عند جمعية الأصالة، بدعوى أن الجمعية تمارس معه العنف وتضيق عليه، وغيرها من ادعاءات تظهر جمعيته جمعية ظالمة؟ وهل تستطيع بعدها أن تأتمنه على سر، أو تعتمد عليه، أو تستند عليه في الدفاع عن مواقف الجمعية، وهل تعتبره موالياً لها؟
السؤال هنا؛ كيف تقوم الوفاق بتسمية قائمتها بالقائمة الإيمانية؟ أليس هذا تشكيك في إيمان الآخرين وصدقهم؟ ولماذا تحتكر الوفاق الترشيح على أعضائها، أليس هذا تشكيك في ولاء الآخرين لها؟
أما قول الأمين العام إن ''الوفاق لم تتبن أي طرح طائفي، وأتحدى من يتهمها بالطرح الطائفي، أن يؤشر على أي حالة طائفية في الملفات التي طرحتها الوفاق وتبنتها''، هنا نقول؛ ماذا عن مطالبتها بالاطلاع على أسماء المبتعثين، ومن تم توظيفهم في وزارات الدولة، وعن قوائم المتدربين بمعهد البحرين للإدارة؟ وماذا عن مطالبة الحكومة بحصر التوظيف في قوائمها؟ وماذا عن ترصدها لوزارات وهيئات معينة في الاستجواب، بينما تتغاضى عن وزارات أخرى؟ وماذا عن وقوفها ضد تجنيس القبائل العربية، في الوقت الذي ينادي نوابها بتجنيس أهل إيران والقطيف؟ وماذا عن تصنيفها المواطنين بين بحريني أصلي وبحريني مجنس؟ وماذا عن وقوفها ضد أهل الرفاع والمدينة في مشروع هورة سند؟ وماذا عن وقوفها المساند والمؤيد في الدفاع عن حقوق طائفة دون أخرى؟ فهل هذه أطروحات وطنية تخدم المواطنين كافة، أليس هذا تمييزاً من قبل الوفاق بين الشعب، والفصل بين طوائفه ومذاهبه، رغبة منها أن تكون المدارس والمستشفيات والوزارات والمشاريع الإسكانية والجنسيات والشعائر الدينية جميعها حصراً على طائفة واحدة.
أما قول الأمين العام في مجرى حديثه ''إن هناك مطبخاً سرياً يستهدف الإطاحة ببعض المرشحين الوفاقيين خاصة، وأنه قد يحدد هوية رئيس المطبخ الذي يتحرك الموضوع من عنده في يوم من الأيام، ولكنه يكتفي بهذه الإشارة الآن''، نقول إن كل مواطن بحريني مخلص لوطنه هو طباخ ورئيس مطبخ، وذلك حين يعمل على توصيل الرجل الذي يستطيع أن يمثل الشعب، وأن يقف بكل ما أوتي من قوة ضد أي مرشح سيدخل البرلمان ليحمل معه ملفات المظلومية، ويسافر بها من مطار إلى مطار، من أجل مساندة الدول الاستعمارية لتوصيله إلى السلطة، ونرفض أن يوصل كل مرشح يراسل القنوات الأجنبية ويوافيها بأخبار البحرين السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ونرفض كل مرشح يقف ضد تطبيق القانون، ونكره أن يصل مرشح يكون أول المتقدمين في المسيرات التي تطالب الدولة بإسقاط الأحكام عمن يقوم بالحرق والتدمير، فجميع المواطنين المخلصين طباخين ورؤساء مطابخ، كي تكون مصلحة البحرين قبل مصلحة المذهب والطائفة، وتعود البحرين إلى الماضي الجميل الذي لم يدنس ترابها مخابر ولا عميل.
http://www.alwatannews.net/index.php...&columnID=7690