العودة   شبكة الدفاع عن السنة > منتدى الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم > الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-06-10, 03:24 AM   رقم المشاركة : 1
أسماء حسين
أَوْجَاع أُمَّة







أسماء حسين غير متصل

أسماء حسين is on a distinguished road


Lightbulb فِي ظِلاَلِ آيَة








[يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ] الحَج (1)


يَقُول تَعَالَى آمِرًا عِبَاده بِتَقْوَاهُ
وَمُخْبِرًا لَهُمْ بِمَا يَسْتَقْبِلُونَ مِنْ أَهْوَال يَوْم الْقِيَامَة
وَزَلَازِلهَا وَأَحْوَالهَا وَقَدْ اِخْتَلَفَ الْمُفَسِّرُونَ
فِي زَلْزَلَة السَّاعَة هَلْ هِيَ بَعْد قِيَام النَّاس
مِنْ قُبُورهمْ يَوْم نُشُورهمْ إِلَى عَرَصَات الْقِيَامَة
أَوْ ذَلِكَ عِبَارَة عَنْ زَلْزَلَة الْأَرْض
قَبْل قِيَام النَّاس مِنْ أَجْدَاثهمْ كَمَا قَالَ تَعَالَى
" إِذَا زُلْزِلَتْ الْأَرْض زِلْزَالهَا وَأَخْرَجَتْ الْأَرْض أَثْقَالهَا "
وَقَالَ تَعَالَى " وَحُمِلَتْ الْأَرْض وَالْجِبَال فَدُكَّتَا دَكَّة وَاحِدَة
فَيَوْمئِذٍ وَقَعَتْ الْوَاقِعَة " الْآيَة
وَقَالَ تَعَالَى " إِذَا رُجَّتْ الْأَرْض رَجًّا وَبُسَّتْ الْجِبَال بَسًّا " الْآيَة
فَقَالَ قَائِلُونَ هَذِهِ الزَّلْزَلَة كَائِنَة فِي آخِر عُمْر الدُّنْيَا
وَأَوَّل أَحْوَال السَّاعَة وَقَالَ اِبْن جَرِير حَدَّثَنَا اِبْن بَشَّار
حَدَّثَنَا يَحْيَى حَدَّثَنَا سُفْيَان عَنْ الْأَعْمَش عَنْ إِبْرَاهِيم
عَنْ عَلْقَمَة فِي قَوْله " إِنَّ زَلْزَلَة السَّاعَة شَيْء عَظِيم "
قَالَ قَبْل السَّاعَة وَرَوَاهُ اِبْن أَبِي حَاتِم
مِنْ حَدِيث الثَّوْرِيّ عَنْ مَنْصُور وَالْأَعْمَش عَنْ إِبْرَاهِيم
عَنْ عَلْقَمَة فَذَكَرَهُ قَالَ وَرُوِيَ عَنْ الشَّعْبِيّ وَإِبْرَاهِيم
وَعُبَيْد بْن عُمَيْر نَحْو ذَلِكَ وَقَالَ أَبُو كُدَيْنَة عَنْ عَطَاء
عَنْ عَامِر الشَّعْبِيّ " يَا آيهَا النَّاس اِتَّقُوا رَبّكُمْ
إِنَّ زَلْزَلَة السَّاعَة شَيْء عَظِيم " قَالَ هَذَا فِي الدُّنْيَا
قَبْل يَوْم الْقِيَامَة
وَقَدْ أَوْرَدَ الْإِمَام أَبُو جَعْفَر بْن جَرِير مُسْتَنَد
مَنْ قَالَ ذَلِكَ فِي حَدِيث الصُّور مِنْ رِوَايَة
إِسْمَاعِيل بْن رَافِع قَاضِي أَهْل الْمَدِينَة عَنْ يَزِيد بْن أَبِي زِيَاد
عَنْ رَجُل مِنْ الْأَنْصَار عَنْ مُحَمَّد بْن كَعْب الْقُرَظِيّ
عَنْ رَجُل عَنْ أَبِي هُرَيْرَة قَالَ :
قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
" إِنَّ اللَّه لَمَّا فَرَغَ مِنْ خَلْق السَّمَوَات وَالْأَرْض
خَلَقَ الصُّور فَأَعْطَاهُ إِسْرَافِيل فَهُوَ وَاضِعه عَلَى فِيهِ
شَاخِص بِبَصَرِهِ إِلَى الْعَرْش يَنْتَظِر مَتَى يُؤْمَر "
قَالَ أَبُو هُرَيْرَة يَا رَسُول اللَّه وَمَا الصُّور ؟
قَالَ قَرْن قَالَ فَكَيْف هُوَ ؟ قَالَ "
قَرْن عَظِيم يَنْفُخ فِيهِ ثَلَاث نَفَخَات الْأُولَى نَفْخَة الْفَزَع
وَالثَّانِيَة نَفْخَة الصَّعْق
وَالثَّالِثَة نَفْخَة الْقِيَام لِرَبِّ الْعَالَمِينَ
يَأْمُر اللَّه إِسْرَافِيل بِالنَّفْخَةِ الْأُولَى فَيَقُول
اُنْفُخْ نَفْخَة الْفَزَع فَيَفْزَع أَهْل السَّمَوَات وَأَهْل الْأَرْض
إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّه وَيَأْمُرهُ فَيَمُدّهَا وَيُطَوِّلهَا
وَلَا يَفْتُر وَهِيَ الَّتِي يَقُول اللَّه تَعَالَى "
وَمَا يَنْظُر هَؤُلَاءِ إِلَّا صَيْحَة وَاحِدَة مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ "
فَتُسَيَّر الْجِبَال فَتَكُون تُرَابًا وَتُرَجّ الْأَرْض بِأَهْلِهَا رَجًّا
وَهِيَ الَّتِي يَقُول اللَّه تَعَالَى
" يَوْم تَرْجُف الرَّاجِفَة تَتْبَعهَا الرَّادِفَة قُلُوب يَوْمئِذٍ وَاجِفَة "
فَتَكُون الْأَرْض كَالسَّفِينَةِ الْمُوبَقَة فِي الْبَحْر تَضْرِبهَا
الْأَمْوَاج تَكْفَؤُهَا بِأَهْلِهَا وَكَالْقِنْدِيلِ الْمُعَلَّق بِالْعَرْشِ
تُرَجِّحهُ الْأَرْوَاح فَيَمْتَدّ النَّاس عَلَى ظَهْرهَا فَتَذْهَل الْمَرَاضِع
وَتَضَع الْحَوَامِل وَيَشِيب الْوِلْدَان وَتَطِير الشَّيَاطِين هَارِبَة
حَتَّى تَأْتِي الْأَقْطَار فَتَلْقَاهَا الْمَلَائِكَة فَتَضْرِب وُجُوههَا
فَتَرْجِع وَيُوَلِّي النَّاس مُدْبِرِينَ يُنَادِي بَعْضهمْ بَعْضًا
وَهِيَ الَّتِي يَقُول اللَّه تَعَالَى " يَوْم التَّنَاد
يَوْم تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُمْ مِنْ اللَّه مِنْ عَاصِم
وَمَنْ يُضْلِلْ اللَّه فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ "
فَبَيْنَمَا هُمْ عَلَى ذَلِكَ إِذْ تَصَدَّعَتْ الْأَرْض مِنْ قُطْر إِلَى قُطْر
وَرَأَوْا أَمْرًا عَظِيمًا فَأَخَذَهُمْ لِذَلِكَ مِنْ الْكَرْب
مَا اللَّه أَعْلَم بِهِ ثُمَّ نَظَرُوا إِلَى السَّمَاء
فَإِذَا هِيَ كَالْمُهْلِ ثُمَّ خُسِفَ شَمْسهَا وَقَمَرهَا وَانْتَثَرَتْ نُجُومهَا
ثُمَّ كُشِطَتْ عَنْهُمْ قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
" وَالْأَمْوَات لَا يَعْلَمُونَ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ "
قَالَ أَبُو هُرَيْرَة فَمَنْ اِسْتَثْنَى اللَّه حِين يَقُول "
فَزِعَ مَنْ فِي السَّمَوَات وَمَنْ فِي الْأَرْض إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّه
" قَالَ " أُولَئِكَ الشُّهَدَاء وَإِنَّمَا يَصِل الْفَزَع إِلَى الْأَحْيَاء
أُولَئِكَ أَحْيَاء عِنْد رَبّهمْ يُرْزَقُونَ وَوَقَاهُمْ اللَّه شَرّ ذَلِكَ
الْيَوْم وَآمَنَهُمْ وَهُوَ عَذَاب اللَّه يَبْعَثهُ عَلَى شِرَار خَلْقه
وَهُوَ الَّذِي يَقُول اللَّه
" يَا أَيّهَا النَّاس اِتَّقُوا رَبّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَة السَّاعَة
شَيْء عَظِيم يَوْم تَرَوْنَهَا تَذْهَل كُلّ مُرْضِعَة عَمَّا أَرْضَعَتْ
وَتَضَع كُلّ ذَات حَمْل حَمْلهَا
وَتَرَى النَّاس سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى
وَلَكِنَّ عَذَاب اللَّه شَدِيد "
وَهَذَا الْحَدِيث قَدْ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ وَابْن جَرِير
وَابْن أَبِي حَاتِم وَغَيْر وَاحِد مُطَوَّلًا جِدًّا وَالْغَرَض مِنْهُ
أَنَّهُ دَلَّ عَلَى أَنَّ هَذِهِ الزَّلْزَلَة كَائِنَة قَبْل يَوْم السَّاعَة
أُضِيفَتْ إِلَى السَّاعَة لِقُرْبِهَا مِنْهَا كَمَا يُقَال
أَشْرَاط السَّاعَة وَنَحْو ذَلِكَ وَاَللَّه أَعْلَم
وَقَالَ آخَرُونَ بَلْ ذَلِكَ هَوْل وَفَزَع وَزِلْزَال وَبِلْبَال
كَائِن يَوْم الْقِيَامَة فِي الْعَرَصَات بَعْد الْقِيَامَة
مِنْ الْقُبُور وَاخْتَارَ ذَلِكَ اِبْن جَرِير وَاحْتَجُّوا بِأَحَادِيث :
" الْأَوَّل " قَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ هِشَام
حَدَّثَنَا قَتَادَة عَنْ الْحَسَن عَنْ عِمْرَان بْن حُصَيْن
أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
وَهُوَ فِي بَعْض أَسْفَاره وَقَدْ تَقَارَبَ مِنْ أَصْحَاب السَّيْر
رَفَعَ بِهَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ صَوْته :
" يَا أَيّهَا النَّاس اِتَّقُوا رَبّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَة
السَّاعَة شَيْء عَظِيم يَوْم تَرَوْنَهَا تَذْهَل كُلّ مُرْضِعَة
عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَع كُلّ ذَات حَمْل حَمْلهَا
وَتَرَى النَّاس سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى
وَلَكِنَّ عَذَاب اللَّه شَدِيد "
فَلَمَّا سَمِعَ أَصْحَابه بِذَلِكَ حَثُّوا الْمَطِيّ
وَعَرَفُوا أَنَّهُ عِنْد قَوْل يَقُولهُ فَلَمَّا دَنَوْا حَوْله قَالَ
" أَتَدْرُونَ أَيّ يَوْم ذَلِكَ ذَاكَ يَوْم يُنَادَى آدَم عَلَيْهِ
السَّلَام فَيُنَادِيه رَبّه عَزَّ وَجَلَّ فَيَقُول يَا آدَم
اِبْعَثْ بَعْثك إِلَى النَّار فَيَقُول يَا رَبّ وَمَا بَعْث النَّار ؟
فَيَقُول : مِنْ كُلّ أَلْف تِسْعمِائَةٍ وَتِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ فِي النَّار
وَوَاحِد فِي الْجَنَّة " قَالَ فَأُبْلِسَ أَصْحَابه
حَتَّى مَا أَوْضَحُوا أَيْضًا حُكْمه فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ قَالَ
" أَبْشِرُوا وَاعْمَلُوا فَوَاَلَّذِي نَفْس مُحَمَّد بِيَدِهِ
إِنَّكُمْ لَمَعَ خِلْقَتَيْنِ مَا كَانَتَا مَعَ شَيْء قَطُّ
إِلَّا كَثَّرَتَاهُ يَأْجُوج وَمَأْجُوج وَمَنْ هَلَكَ مِنْ بَنِي آدَم وَبَنِي إِبْلِيس "
قَالَ فَسُرِّيَ عَنْهُمْ ثُمَّ قَالَ " اِعْمَلُوا وَأَبْشِرُوا
فَوَاَلَّذِي نَفْس مُحَمَّد بِيَدِهِ مَا أَنْتُمْ فِي النَّاس إِلَّا كَالشَّامَةِ
فِي جَنْب الْبَعِير أَوْ الرَّقْمَة فِي ذِرَاع الدَّابَّة "
وَهَكَذَا رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ فِي - كِتَاب التَّفْسِير -
مِنْ سُنَنَيْهِمَا عَنْ مُحَمَّد بْن بَشَّار عَنْ يَحْيَى وَهُوَ الْقَطَّان
عَنْ هِشَام وَهُوَ الدَّسْتُوَائِيّ عَنْ قَتَادَة بِهِ بِنَحْوِهِ
وَقَالَ التِّرْمِذِيّ حَسَن صَحِيح . " طَرِيق آخَر "
لِهَذَا الْحَدِيث : قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدَّثَنَا اِبْن أَبِي عُمَر
حَدَّثَنَا سُفْيَان بْن عُيَيْنَة حَدَّثَنَا اِبْن جُدْعَان
عَنْ الْحَسَن عَنْ عِمْرَان بْن حُصَيْن أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ " يَا أَيّهَا النَّاس اِتَّقُوا رَبّكُمْ - إِلَى قَوْله -
وَلَكِنَّ عَذَاب اللَّه شَدِيد " قَالَ نَزَلَتْ عَلَيْهِ هَذِهِ الْآيَة
وَهُوَ فِي سَفَر فَقَالَ
" أَتَدْرُونَ أَيّ يَوْم ذَلِكَ ؟ قَالُوا اللَّه وَرَسُوله أَعْلَم قَالَ
ذَلِكَ يَوْم يَقُول اللَّه لِآدَم اِبْعَثْ بَعْث النَّار
قَالَ يَا رَبّ وَمَا بَعْث النَّار ؟ قَالَ تِسْعمِائَةٍ وَتِسْعَة وَتِسْعُونَ إِلَى النَّار
وَوَاحِد إِلَى الْجَنَّة "
فَأَنْشَأَ الْمُسْلِمُونَ يَبْكُونَ فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
" قَارِبُوا وَسَدِّدُوا فَإِنَّهَا لَمْ تَكُنْ نُبُوَّة قَطُّ
إِلَّا كَانَ بَيْن يَدَيْهَا جَاهِلِيَّة قَالَ فَيُؤْخَذ الْعَدَد
مِنْ الْجَاهِلِيَّة فَإِنْ تَمَّتْ وَإِلَّا كَمُلَتْ مِنْ الْمُنَافِقِينَ
وَمَا مَثَلكُمْ وَمَثَل الْأُمَم إِلَّا كَمَثَلِ الرَّقْمَة فِي ذِرَاع الدَّابَّة
أَوْ كَالشَّامَةِ فِي جَنْب الْبَعِير - ثُمَّ قَالَ - إِنِّي لَأَرْجُو
أَنْ تَكُونُوا رُبْع أَهْل الْجَنَّة - فَكَبَّرُوا ثُمَّ قَالَ -
إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا ثُلُث أَهْل الْجَنَّة - فَكَبَّرُوا ثُمَّ قَالَ :
إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا نِصْف أَهْل الْجَنَّة " فَكَبَّرُوا
ثُمَّ قَالَ وَلَا أَدْرِي أَقَالَ الثُّلُثَيْنِ أَمْ لَا
وَكَذَا رَوَاهُ الْإِمَام أَحْمَد عَنْ سُفْيَان بْن عُيَيْنَة
بِهِ ثُمَّ قَالَ التِّرْمِذِيّ أَيْضًا هَذَا حَدِيث صَحِيح
وَقَدْ رُوِيَ عَنْ عُرْوَة عَنْ الْحَسَن عَنْ عِمْرَان بْن الْحُصَيْن
وَقَدْ رَوَاهُ اِبْن أَبِي حَاتِم مِنْ حَدِيث سَعِيد بْن أَبِي عَرُوبَة
عَنْ قَتَادَة عَنْ الْحَسَن وَالْعَلَاء بْن زِيَاد الْعَدَوِيّ
عَنْ عِمْرَان بْن الْحُصَيْنِ فَذَكَرَهُ وَهَكَذَا رَوَى اِبْن جَرِير
عَنْ بُنْدَار عَنْ غُنْدَر عَنْ عَوْف عَنْ الْحَسَن قَالَ
بَلَغَنِي أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
لَمَّا قَفَلَ مِنْ غَزْوَة الْعُسْرَة وَمَعَهُ أَصْحَابه بَعْدَمَا شَارَفَ الْمَدِينَة قَرَأَ
" يَا أَيّهَا النَّاس اِتَّقُوا رَبّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَة السَّاعَة شَيْء عَظِيم "
وَذَكَرَ الْحَدِيث فَذَكَرَ نَحْو سِيَاق اِبْن جُدْعَان
وَاَللَّه أَعْلَم الْحَدِيث الثَّانِي
" قَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا
اِبْن الطَّبَّاع حَدَّثَنَا أَبُو سُفْيَان يَعْنِي الْمَعْمَرِيّ
عَنْ مَعْمَر عَنْ قَتَادَة عَنْ أَنَس قَالَ نَزَلَتْ "
إِنَّ زَلْزَلَة السَّاعَة شَيْء عَظِيم "
وَذَكَرَ يَعْنِي نَحْو سِيَاق الْحَسَن عَنْ عِمْرَان
غَيْر أَنَّهُ قَالَ وَمَنْ هَلَكَ مِنْ كَثْرَة الْجِنّ وَالْإِنْس وَرَوَاهُ اِبْن جَرِير
بِطُولِهِ مِنْ حَدِيث مَعْمَر .



يَتْبَع التَفْسِير :







التوقيع :
[ أطوع الناس لله أشدهُم بغضًا لمَعصيته ] ..أبو بكر الصديق
[ ليس لأحد عذرا في تعمّد ضلالة حسبها هدى ، و لا ترك حقٍّ حسبه ضلالة ] ..عُمَر بنْ الخطاب
من مواضيعي في المنتدى
»» أنس الوجود تفضلْ هُنا قليلاً
»» توَاقيع مُحمْديّة
»» دلق البرهان في حجة البيان
»» كتيبة رياض الصالحين تنفذ عملية ضد مركز غازبوم في موسكو
»» شهادة ائمة الشيعة ضد الشيعة
 
قديم 21-06-10, 03:28 AM   رقم المشاركة : 2
أسماء حسين
أَوْجَاع أُمَّة







أسماء حسين غير متصل

أسماء حسين is on a distinguished road


http://chadafm.blogspot.com/2008/10/blog-post_8606.html





الْحَدِيث الثَّالِث قَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا
سَعِيد بْن سُلَيْمَان حَدَّثَنَا عَبَّاد يَعْنِي اِبْن الْعَوَّام
حَدَّثَنَا هِلَال بْن حُبَاب عَنْ عِكْرِمَة عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ :
تَلَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الْآيَة
فَذَكَرَ نَحْوه وَقَالَ فِيهِ " إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا
رُبْع أَهْل الْجَنَّة - ثُمَّ قَالَ - إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا
ثُلُث أَهْل الْجَنَّة - ثُمَّ قَالَ - إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا
شَطْر أَهْل الْجَنَّة " فَفَرِحُوا وَزَادَ أَيْضًا "
وَإِنَّمَا أَنْتُمْ جُزْء مِنْ أَلْف جُزْء "
" الْحَدِيث الرَّابِع " قَالَ الْبُخَارِيّ عِنْد تَفْسِير هَذِهِ الْآيَة :
حَدَّثَنَا عُمَر بْن حَفْص حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا الْأَعْمَش
حَدَّثَنَا أَبُو صَالِح عَنْ أَبِي سَعِيد قَالَ :
قَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
" يَقُول اللَّه تَعَالَى يَوْم الْقِيَامَة يَا آدَم
فَيَقُول لَبَّيْكَ رَبّنَا وَسَعْدَيْك فَيُنَادَى بِصَوْتٍ
إِنَّ اللَّه يَأْمُرك أَنْ تُخْرِج مِنْ ذُرِّيَّتك بَعْثًا
إِلَى النَّار قَالَ يَا رَبّ وَمَا بَعْث النَّار
قَالَ مِنْ كُلّ أَلْف - أَرَاهُ قَالَ - تِسْعمِائَةٍ وَتِسْعَة وَتِسْعُونَ
لَهُ فَحِينَئِذٍ تَضَع الْحَامِل حَمْلهَا وَيَشِيب الْوَلِيد
" وَتَرَى النَّاس سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَاب اللَّه شَدِيد "
" فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى النَّاس حَتَّى تَغَيَّرَتْ وُجُوههمْ
قَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
" مِنْ يَأْجُوج وَمَأْجُوج تِسْعمِائَةٍ وَتِسْعَة وَتِسْعُونَ وَمِنْكُمْ
وَاحِد أَنْتُمْ فِي النَّاس كَالشَّعْرَةِ السَّوْدَاء فِي جَنْب الثَّوْر
الْأَبْيَض أَوْ كَالشَّعْرَةِ الْبَيْضَاء فِي جَنْب الثَّوْر الْأَسْوَد
إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا رُبْع أَهْل الْجَنَّة
- فَكَبَّرْنَا ثُمَّ قَالَ - ثُلُث أَهْل الْجَنَّة - فَكَبَّرْنَا
ثُمَّ قَالَ - شَطْر أَهْل الْجَنَّة " فَكَبَّرْنَا وَقَدْ رَوَاهُ الْبُخَارِيّ
أَيْضًا فِي غَيْر هَذَا الْمَوْضِع وَمُسْلِم وَالنَّسَائِيّ فِي تَفْسِيره
مِنْ طُرُق عَنْ الْأَعْمَش بِهِ " الْحَدِيث الْخَامِس "
قَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا عُمَارَة بْن مُحَمَّد
اِبْن أُخْت سُفْيَان الثَّوْرِيّ وَعُبَيْدَة الْعَمِّيّ كِلَاهُمَا
عَنْ إِبْرَاهِيم بْن مُسْلِم عَنْ أَبِي الْأَحْوَص
عَنْ عَبْد اللَّه قَالَ :
قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَعَلَى آلِه وَسَلَّمَ
" إِنَّ اللَّه يَبْعَث يَوْم الْقِيَامَة مُنَادِيًا يَا آدَم
إِنَّ اللَّه يَأْمُرك أَنْ تَبْعَث بَعْثًا مِنْ ذُرِّيَّتك
إِلَى النَّار فَيَقُول آدَم
يَا رَبّ مَنْ هُمْ فَيُقَال لَهُ مِنْ كُلّ مِائَة تِسْعَة وَتِسْعُونَ "
فَقَالَ رَجُل مِنْ الْقَوْم مَنْ هَذَا النَّاجِي مِنَّا
بَعْد هَذَا يَا رَسُول اللَّه قَالَ
" هَلْ تَدْرُونَ مَا أَنْتُمْ فِي النَّاس إِلَّا كَالشَّامَةِ فِي صَدْر الْبَعِير "
اِنْفَرَدَ بِهَذَا السَّنَد وَهَذَا السِّيَاق الْإِمَام أَحْمَد
" الْحَدِيث السَّادِس " قَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا يَحْيَى
عَنْ حَاتِم بْن أَبِي صُفَيْرَة حَدَّثَنَا اِبْن أَبِي مُلَيْكَة
أَنَّ الْقَاسِم بْن مُحَمَّد أَخْبَرَهُ عَنْ عَائِشَة
عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
" إِنَّكُمْ تُحْشَرُونَ إِلَى اللَّه يَوْم الْقِيَامَة حُفَاة عُرَاة غُرْلًا "
قَالَتْ عَائِشَة يَا رَسُول اللَّه الرِّجَال وَالنِّسَاء
يَنْظُر بَعْضهمْ إِلَى بَعْض
قَالَ يَا عَائِشَة إِنَّ الْأَمْر أَشَدّ مِنْ أَنْ يُهِمّهُمْ ذَاكَ "
أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ " الْحَدِيث السَّابِع "
قَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن إِسْحَاق
حَدَّثَنَا اِبْن لَهِيعَة عَنْ خَالِد بْن أَبِي عِمْرَان
عَنْ الْقَاسِم بْن مُحَمَّد عَنْ عَائِشَة قَالَتْ :
قُلْت يَا رَسُول اللَّه هَلْ يَذْكُر الْحَبِيب حَبِيبه يَوْم الْقِيَامَة ؟
قَالَ " يَا عَائِشَة أَمَّا عِنْد ثَلَاث فَلَا أَمَّا عِنْد الْمِيزَان
حَتَّى يَثْقُل أَوْ يَخِفّ فَلَا وَأَمَّا عِنْد تَطَايُر الْكُتُب
إِمَّا يُعْطَى بِيَمِينِهِ وَإِمَّا يُعْطَى بِشِمَالِهِ فَلَا
وَحِين يَخْرُج عُنُق مِنْ النَّار فَيُطْوَى عَلَيْهِمْ
وَيَتَغَيَّظ عَلَيْهِمْ وَيَقُول ذَلِكَ الْعُنُق :
وُكِّلْت بِثَلَاثَةٍ وُكِّلْت بِثَلَاثَةٍ وُكِّلْت بِثَلَاثَةٍ
وُكِّلْت بِمَنْ اِدَّعَى مَعَ اللَّه إِلَهًا آخَر وَوُكِّلْت بِمَنْ لَا يُؤْمِن
بِيَوْمِ الْحِسَاب وَوُكِّلْت بِكُلِّ جَبَّار عَنِيد - قَالَ - فَيَنْطَوِي
عَلَيْهِمْ وَيَرْمِيهِمْ فِي غَمَرَات جَهَنَّم وَلِجَهَنَّم جِسْر
أَرَقّ مِنْ الشَّعْر وَأَحَدّ مِنْ السَّيْف عَلَيْهِ كَلَالِيب
وَحَسَك يَأْخُذَانِ مَنْ شَاءَ اللَّه وَالنَّاس عَلَيْهِ كَالْبَرْقِ
وَكَالطَّرْفِ وَكَالرِّيحِ وَكَأَجَاوِيد الْخَيْل وَالرِّكَاب
وَالْمَلَائِكَة يَقُولُونَ : يَا رَبّ سَلِّمْ سَلِّمْ فَنَاجٍ مُسَلَّم
وَمَخْدُوش مُسَلَّم وَمُكَوَّر فِي النَّار عَلَى وَجْهه
" وَالْأَحَادِيث فِي أَهْوَال يَوْم الْقِيَامَة
وَالْآثَار كَثِيرَة جِدًّا لَهَا مَوْضِع آخَر وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى
" إِنَّ زَلْزَلَة السَّاعَة شَيْء عَظِيم
" أَيْ أَمْر عَظِيم وَخَطْب جَلِيل وَطَارِق مُفْظِع
وَحَادِث هَائِل وَكَائِن عَجِيب
وَالزِّلْزَال هُوَ مَا يَحْصُل لِلنُّفُوسِ مِنْ الرُّعْب
وَالْفَزَع كَمَا قَالَ تَعَالَى
" هُنَالِكَ اُبْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا " .









التوقيع :
[ أطوع الناس لله أشدهُم بغضًا لمَعصيته ] ..أبو بكر الصديق
[ ليس لأحد عذرا في تعمّد ضلالة حسبها هدى ، و لا ترك حقٍّ حسبه ضلالة ] ..عُمَر بنْ الخطاب
من مواضيعي في المنتدى
»» الغلو في التكفير بين أهل السنة والجماعة وغلاة الشيعة الاثني عشرية
»» الفيلم الأكثر انتشاراً : (حقيقة السيستاني)
»» فضيحة محمد الحسيني الشيرازي / صورة
»» عاجل المهدي يخرج من الكعبة
»» الإخوة الشيعة تفضلوا
 
قديم 21-06-10, 03:31 AM   رقم المشاركة : 3
أسماء حسين
أَوْجَاع أُمَّة







أسماء حسين غير متصل

أسماء حسين is on a distinguished road



وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَىٰ
قال مالك بن دينار : دخلت على جارٍ لي وهو في الغمرات يعاني عظيمَ السَّكَراتِ ، يُغمى عليه مرَّةً ويفيقُ أخرى ، وفي قلبه لهيبُ الزَّفرات ، وكان منهمكاً في دنياه ، متخلِّفاً عن طاعة مولاه ، فقلت له : يا أخي تُبْ إلى الله وارجع عن غِيِّكَ ، عسى المولى أن يشفِيكَ مِنْ ألَمِكَ ويعافيك مِنْ مرضِك وسقمِك ويتجاوز بكرمه عن ذنبك . فقال : هيهات هيهات ! قد دنا ما هُو آت ، وأنا ميتٌ لا محالةَ ، فيا أسفي على عمرٍ أفنيته في البطالة . أردتُ أن أتوبَ ممَّا جنيتُ .
فسمعت هاتفاً يهتف من زاوية البيت : عاهدناك مِراراً ، فوجدناك غدَّاراً..
نعوذ بالله من سوء الخاتمة ، ونستغفره مِنَ الذُّنوب المتقادمة .

يا أخي :
أقِبلْ على قِبْلَةِ التوجُّه إلى مولاك وأعرِض عَنْ مواصلة غِيِّك وهواك ، وواصل بقيَّة العمر بوظائف الطَّاعات ، واصبِر على ترك عاجلِ الشَّهوات ، فالفرارَ أيها المكلَّفُ كلَّ الفرارِ من مواصلة الجرائم والأوزارِ ، فالصَّبرُ على الطَّاعة في الدنيا أيسرُ مِنَ الصَّبرِ على النَّار .

قال الفضيل بن عياض لرجل : كم أتت عليك ؟ قال ستون سنة ، قال : فأنت منذ ستين سنة تسيرُ إلى ربك يُوشِكُ أن تَبلُغَ ، فقال الرجل : إنا لله وإنَّا إليه راجعون ، فقال الفضيل : هل تعرف تفسير ما تقول : قال : لا ، قال : أنت لله عبد وإليه راجع ، فمن علم أنه لله عبد ، وأنه إليه راجع ، فليعلم أنه موقوفٌ ، ومن علم أنه موقوف ، فليعلم أنه مسؤول ، ومن علم أنه مسؤولٌ ، فليُعِدَّ للسؤال جواباً ، فقال الرجل : فما الحيلةُ ؟ قال يسيرة ، قال ما هي ؟ قال : تُحسِنُ فيما بقي يُغفرُ لك ما مضى ، فإنك إن أسأتَ فيما بقي ، أُخذتَ بما مضى وبما بقي 0

قال بعض الحكماء : من كانت الليالي والأيام مطاياه ، سارت به وإن لم يسر .

وما هذه الأيامُ إلاَّ مراحِلُ *** يحثُّ بها داعٍ إلى الموتِ قاصدُ
وأعجَبُ شيءٍ لو تأمَّلت أنَّها *** مَنازِلُ تُطوى والمُسافِرُ قَاعِدُ

يا من كلما طال عمره زاد ذنبه ، يا من كلما ابيض شعره بمرور الأيام اسود بالآثام قلبه ، يا من تمر عليه سنة بعد سنة وهو مستثقل في نوم الغفلة والسنة ، يا من يأتي عليه عام بعد عام وقد غرق في بحر الخطايا فعام ، يا من يشهد الآيات والعبر كلما توالت عليه الأعوام والشهور ، ويسمع الآيات والسور ولا ينتفع بما يسمع ولا بما يرى من عظائم الأمور ، ما الحيلة فيمن سبق عليه الشقاء في الكتاب المسطور : (( فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور )) ، (( ومن لم يجعل الله له نور فما له من نور )) .







التوقيع :
[ أطوع الناس لله أشدهُم بغضًا لمَعصيته ] ..أبو بكر الصديق
[ ليس لأحد عذرا في تعمّد ضلالة حسبها هدى ، و لا ترك حقٍّ حسبه ضلالة ] ..عُمَر بنْ الخطاب
من مواضيعي في المنتدى
»» رد أسود السُنة على ماحدث في الملتقى الثقافي من مجون
»» الشيخ الدكتور العريفي في حلقه التوحيد
»» [الْشَّيْخ الْقَفَارِي فِي رِحَاب شَبَكَة الْسُّنَّة ]
»» أنس الوجود تفضلْ هُنا قليلاً
»» قطوفٌ دانية " لاتحزن "
 
قديم 21-06-10, 03:37 AM   رقم المشاركة : 4
أسماء حسين
أَوْجَاع أُمَّة







أسماء حسين غير متصل

أسماء حسين is on a distinguished road





( لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا .... )
ومن قوله تعالى : (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ) :

فإن الاستدلال بها على صحة دين النصارى لمجرد أنهم أقرب إلى ملة الإسلام من اليهود والذين أشركوا ، استدلال باطل ، فهم مع ضلالهم الذي فاق ضلال اليهود ، أصحاب عبادة وتخشع وبكاء مع جهل مطبق في الإلهيات ، بخلاف أقرانهم من أهل الكتاب الأول : يهود ، فهم الأمة الغضبية التي علمت من الإلهيات ما علمت ، وجحدت وكتمت منها ما جحدت وكتمت فكان علمها وبالا عليها إذ لم يتوج بعمل صالح ، فجماع الأمر : إخلاص لله ، عز وجل ، بتصحيح التصور : ربوبية وألوهية ، ولا يكون ذلك إلا بالتزود بخير زاد : علم النبوات الصحيح الصريح فهو صحيح السند إلى رب العالمين صريح ينسجم مع الفطرة السوية والعقل السليم الذي لم يتخبط بين المقالات الأرضية : بنات أفكار العقول الحائرة المضطربة التي نادى أصحابها على أنفسهم بالجهل والحيرة ، فلا يجدي الإخلاص شيئا بلا علم نافع ، إذ العابد الجاهل فريسة سهلة للشيطان ، فالعبادة بلا علم : مظنة الوقوع في البدعة بنوعيها : العلمية وهي أخطرها ، والعملية وهي طريق الأولى ، بل لا يكاد ينفك صاحب البدعة العلمية عن فساد في العمل ، وصاحب البدعة العملية عن فساد في العلم ، فهما قرينان متلازمان .

والعلم بلا عبادة : مئنة من فساد النية وسوء القصد وحظ النفس ، كما يظهر من حال يهود ، أخسر الناس أعمالا .

وبعد العلم النافع : العمل الصالح ، فهو لازمه ، إذ صحة الحكم فرع عن صحة التصور ، فإذا صح تصور العبد لأمر الإلهيات العلمية صح عمله بالحكميات العملية ، وكلاهما قبس من مشكاة النبوات : أعظم نعم رب السماء على أهل الأرض ، فهي الواسطة بين الرب العزيز الغني المنعم الحكيم في قدره وشرعه ، والعبد الفقير إلى تدبير ربه ، كونا وشرعا ، فلا يستقل تصوره القاصر بإدراك سبيل النجاة مفصلا وإن تصوره مجملا ، فلا غنى له عن علم النبوة الذي يفصل ما أجمل من فطرة التوحيد فيبسط أخبارها ويقرر أحكامها .

الشاهد أن الاستدلال بتلك الآية : اجتزاء ببعض النصوص في تحكم واضح ، بل بتر للنص الواحد ينم عن سوء نية مبيت ، أو نقص ، وإن شئت فقل ، عدم استقراء لنصوص الباب في الكتاب المنزل والسنة المطهرة .

فإن ما بعد هذه الآية ينقض استدلال من استدل بها على صحة دين النصارى ، إذ قصر الحكم على الذين وصفهم الله ، عز وجل ، بقوله : (وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آَمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ) ، فهم الذين آمنوا بالرسالة السابقة كما نزلت ، فأداهم ذلك إلى الإيمان بالرسالة اللاحقة ، إذ كانت تصديقا لما بين يديهم من الكتاب الذي لم تطله يد التحريف والتبديل الآثمة .

فصار الضمير في : "سمعوا" : راجعا إلى جنس المذكورين في قوله تعالى : (وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ) ، دون أعيانهم ، إذ لا يلزم من رجوعه إلى الكل رجوعه إلى كل فرد بعينه ، كما لا يلزم من إطلاق الأحكام العامة جريانها على كل فرد بعينه ، فقد يتخلف الحكم في حق بعض المكلفين ، وربما أكثرهم ، لفقدان شرط أو وجود مانع .
وهذا ما اصطلح البلاغيون على تسميته بــ : "العام الذي أريد به خاص" ، فالضمير في : "سمعوا" : عام لجنس من تقدم من الذين قالوا إنا نصارى ، خاص بمن آمن منهم فلا يشمل حكمه كل من قال : أنا نصراني ، وإنما يخص بمن قال أنا نصراني ابتداء ، مصدق بما جاء به محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم انتهاء ، إذ هو لازم التصديق الأول ، فكلا الرسالتين قد خرج من مشكاة واحدة ، فالتفريق بينهما : تفريق بين متماثلين يرده العقل الصريح .

يقول ابن تيمية رحمه الله :
"وأما قوله في أول الآية : {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى} .
فهو كما أخبر سبحانه وتعالى فإن عداوة المشركين واليهود للمؤمنين أشد من عداوة النصارى والنصارى أقرب مودة لهم وهذا معروف من أخلاق اليهود فإن اليهود فيهم من البغض والحسد والعداوة ما ليس في النصارى وفي النصارى من الرحمة والمودة ما ليس في اليهود والعداوة أصلها البغض فاليهود كانوا يبغضون أنبياءهم فكيف ببغضهم للمؤمنين .
وأما النصارى فليس في الدين الذي يدينون به عداوة ولا بغض لأعداء الله الذين حاربوا الله ورسوله وسعوا في الأرض فسادا فكيف بعداوتهم وبغضهم للمؤمنين المعتدلين أهل ملة إبراهيم المؤمنين بجميع الكتب والرسل .

وليس في هذا مدح للنصارى بالإيمان بالله ولا وعد لهم بالنجاة من العذاب واستحقاق الثواب وإنما فيه أنهم أقرب مودة وقوله تعالى : {ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ} .
أي بسبب هؤلاء وسبب ترك الاستكبار يصير فيهم من المودة ما يصيرهم بذلك خيرا من المشركين وأقرب مودة من اليهود والمشركين .
ثم قال تعالى : {وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ} .
فهؤلاء الذين مدحهم بالإيمان ووعدهم بثواب الآخرة والضمير وإن عاد إلى المتقدمين فالمراد جنس المتقدمين لا كل واحد منهم .
كقوله تعالى : {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} :
وكأن جنس الناس قالوا لهم إن جنس الناس قد جمعوا ويمتنع العموم فإن القائل من الناس والمقول له من الناس والمقول عنه من الناس ويمتنع أن يكون جميع الناس قال لجميع الناس إنه قد جمع لكم جميع الناس .
ومثل ذلك قوله تعالى : {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ} :
أي جنس اليهود قال هذا لم يقل هذا كل يهودي" . اهـــ

فإما أن يقال في مثل هذه المواضع أن : "أل" في "الناس" في آية آل عمران ، و "أل" في الناس في "اليهود" في آية التوبة : عهدية تشير إلى معهود ذهني بعينه هو : مشركو قريش في "الناس" الأولى ، و : نعيم بن مسعود ، رضي الله عنه ، قبل أن يسلم في "الناس" الثانية ، أو يقال هي على أصلها : جنسية استغراقية لعموم ما دخلت عليه ، ولكن عمومها غير مراد ، وإنما المراد خصوص من تقدم .
وكذلك الشأن في : "اليهود" في آية التوبة ، فإنه من المعلوم بداهة أن دعوى بنوة العزير ، عليه السلام ، هي دعوى طائفة مخصوصة من اليهود ، إذ لم يعرف عن عامة يهود الغلو في الأنبياء ، عليهم السلام ، بل العكس عرف عنهم الجفاء في حقهم ، والسعي في قتلهم ، والحط من شأنهم بوصفهم بأرذل الصفات التي يتنزه عنها آحاد البشر فضلا عن صفوتهم الذين اختارهم الله ، عز وجل ، لأشرف وظيفة : وظيفة أداء رسالة السماء إلى أهل الأرض .
فــ : "أل" إما أن تكون جنسية استغراقية ، أريد بها خصوص تلك الطائفة ، أو تكون عهدية ذهنية في تلك الطائفة بعينها .

و : "العام الذي أريد به خاص" : مجاز عند طائفة من البلاغيين ، فهو من : المجاز المرسل الذي علاقته : "الكلية" إذ أطلق الكل وأراد البعض ، فلم يكن العموم مرادا ابتداء ، وإنما كان محط الفائدة في الخصوص الذي يدل عليه ، فلم يكن عموم الضمير في : "سمعوا" مرادا ابتداء ليقال بأن النص قد عم كل من قال : أنا نصراني ثم طرء عليه التخصيص بمن آمن برسالة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، بل هم المقصودون ابتداء .

وبعض أهل العلم يجعله من : العام المخصوص فلا يكون مجازا ، فيكون العموم مقصودا ابتداء ثم طرء عليه التخصيص ، والخلاف يكاد يكون لفظيا ، إذ كلا القولين مؤد إلى قصر المدح في الآية الثانية على من آمن برسالة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم سواء أدل النص عليه ابتداء بدلالة العام الذي أريد به الخاص المجازية ، أم دل عليه انتهاء بدلالة العام المخصوص بمن آمن بالرسالة الخاتمة .

وباستقراء نصوص الوحي :
نجد أن العام الذي أريد به الخصوص قد اطرد استعماله في الوحي المنزل ، فمن ذلك :
قوله تعالى : (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ) ، فــ : "أل" في "الناس" : جنسية استغراقية لعموم ما دخلت عليه ، وقد أريد بها خصوص النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كما دل على ذلك السياق الذي وردت فيه ، فقد حسده أهل الكتاب من يهود على اصطفاء الله ، عز وجل ، له ، بالرسالة الخاتمة العامة عليه . وبعض أهل العلم وسع دائرة الخصوص المراد لتشمل عموم المؤمنين برسالة الإسلام ، وبعضهم جعل : "أل" للعهد الذهني كما سبقت الإشارة إلى ذلك ، وإلى ذلك أشار أبو السعود ، رحمه الله ، بقوله : "واللام في الناس للعهد والإشارةِ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين" . اهــــ

وقوله تعالى : (وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ) ، فإن عموم "أل" في : "المشركات" قد أريد به : خصوص ما عدا الكتابيات ، إذ نكاحهن جائز بدلالة الكتاب والسنة ، أو يقال : "أل" عهدية ابتداء فيما سواهن من المشركات من الوثنيات والملحدات ......... إلخ ، أو يقال : هو عموم قد خص بآية المائدة : (الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ) ، أو نسخ منه نكاح الكتابيات فقط ، نسخا جزئيا كما جوز ذلك الأحماف ، رحمهم الله ، فالخطب يسير إذ مؤدى الأقوال واحد ، كما تقدم ، وإنما الغرض هنا الإشارة إلى اطراد هذا المسلك في نصوص الوحي المنزل كما تقدم .

ومنه أيضا :
قوله تعالى : (اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ) ، فدلالة : "كل" على العموم في هذا السياق : دلالة مجازية ، إن قلنا بأنها من العموم الذي أريد به خصوص ما سوى الله ، عز وجل ، الذات القدسية المتصفة بصفات الكمال العلية ، إذ يصح الإخبار عن الله ، عز وجل ، بأنه : "شيء" مصداق قوله تعالى : (قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ) ، ولا إشكال في ذلك إذ المراد هنا إثبات حقيقة الذات القدسية المتصفة بأوصاف الكمال المطلق ، فهي حقيقة وجودية لها كيف لا تدركه عقولنا وإن أدركت معناه ، لا صورة وهمية كما هو لازم مقالة من جردها من أوصاف الكمال من الفلاسفة الذين جعلوها : ذاتا مطلقة بشرط الإطلاق عن أي وصف ، وذلك لا يكون إلا وصف العدم !! ، وسار على طريقتهم من سار من غلاة نفاة الصفات إمعانا في التنزيه ، زعموا ، حتى نفوا صفات الباري ، عز وجل ، بحجة نفي مشابهته للكائنات الحادثة !!! ، مع أن الاشتراك في المعاني الكلية التي تدل عليها الألفاظ الموضوعة للدلالة على معانيها كـــ : "السمع" و "البصر" و "العلم" ......... إلخ لا يلزم منه الاشتراك في الحقائق ، إذ الأولى في الذهن ، والثانية خارجه ، والاشتراك في المعاني الذهنية لا يلزم منه الاشتراك في الحقائق الخارجية .







التوقيع :
[ أطوع الناس لله أشدهُم بغضًا لمَعصيته ] ..أبو بكر الصديق
[ ليس لأحد عذرا في تعمّد ضلالة حسبها هدى ، و لا ترك حقٍّ حسبه ضلالة ] ..عُمَر بنْ الخطاب
من مواضيعي في المنتدى
»» مجلة الصوفيّة
»» Jurer par autre qu’Allah
»» كتيبة رياض الصالحين تنفذ عملية ضد مركز غازبوم في موسكو
»» العائدون إلى الله
»» عار في بيت شيعي ملتزم ( وثيقة )
 
قديم 21-06-10, 03:45 AM   رقم المشاركة : 5
أسماء حسين
أَوْجَاع أُمَّة







أسماء حسين غير متصل

أسماء حسين is on a distinguished road



فَاصلْ مِع أدْعيّة القرآن الكَريمْ

- (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة/201]

2- (رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) [البقرة/250]

3- (رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) [البقرة/286]

4- (رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ) [آل عمران/8]

5- (رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [آل عمران/16]

6- (رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء) [آل عمران/38]

7- (رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنزَلَتْ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَِ) [آل عمران/53]

8- (ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَِ) [آل عمران/147]

9- (رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَاد ِ) [آل عمران/191-194]

10- (رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [الأعراف/23]

11- (رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) [الأعراف/47]

12- ( رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ) [الأعراف/126]

13- (حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) [التوبة/129]

14- (رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) [يونس/85-86]

15- (رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ) [هود-47]

16- (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء) [إبرهيم-40]

17- (رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ) [إبرهيم-41]

18- (رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا) [الإسراء-80]

19- (رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا) [الكهف/10]

20- (رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي) [طه/25-28]

21- (رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا) [طه/114]

22- (لا إِلَهَ إِلا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) [الأنبياء/87]

23- (رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ) [الأنبياء/89]

24- (رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ) [المؤمنون/97-98]

25- (رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ) [المؤمنون/109]

26- (رَّبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ) [المؤمنون/118]










التوقيع :
[ أطوع الناس لله أشدهُم بغضًا لمَعصيته ] ..أبو بكر الصديق
[ ليس لأحد عذرا في تعمّد ضلالة حسبها هدى ، و لا ترك حقٍّ حسبه ضلالة ] ..عُمَر بنْ الخطاب
من مواضيعي في المنتدى
»» أكثر من 20 صورة فاضحة حسين جان حسين جان
»» تصريح واضح من الشيعة بقتل الملك عبد الله / وثائقي
»» أســـئلة قادت شباب الشيعة إلى الحــق
»» البلوتوث الامامي
»» عار في بيت شيعي ملتزم ( وثيقة )
 
قديم 21-06-10, 03:48 AM   رقم المشاركة : 6
أسماء حسين
أَوْجَاع أُمَّة







أسماء حسين غير متصل

أسماء حسين is on a distinguished road





ومن قوله تعالى : ( لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ) :
فإن الاستدلال بها على صحة دين النصارى لمجرد أنهم أقرب إلى ملة الإسلام من اليهود والذين أشركوا ، استدلال باطل ، فهم مع ضلالهم الذي فاق ضلال اليهود ، أصحاب عبادة وتخشع وبكاء مع جهل مطبق في الإلهيات ، بخلاف أقرانهم من أهل الكتاب الأول : يهود ، فهم الأمة الغضبية التي علمت من الإلهيات ما علمت ، وجحدت وكتمت منها ما جحدت وكتمت فكان علمها وبالا عليها إذ لم يتوج بعمل صالح ، فجماع الأمر : إخلاص لله ، عز وجل ، بتصحيح التصور : ربوبية وألوهية ، ولا يكون ذلك إلا بالتزود بخير زاد : علم النبوات الصحيح الصريح فهو صحيح السند إلى رب العالمين صريح ينسجم مع الفطرة السوية والعقل السليم الذي لم يتخبط بين المقالات الأرضية : بنات أفكار العقول الحائرة المضطربة التي نادى أصحابها على أنفسهم بالجهل والحيرة ، فلا يجدي الإخلاص شيئا بلا علم نافع ، إذ العابد الجاهل فريسة سهلة للشيطان ، فالعبادة بلا علم : مظنة الوقوع في البدعة بنوعيها : العلمية وهي أخطرها ، والعملية وهي طريق الأولى ، بل لا يكاد ينفك صاحب البدعة العلمية عن فساد في العمل ، وصاحب البدعة العملية عن فساد في العلم ، فهما قرينان متلازمان .

والعلم بلا عبادة : مئنة من فساد النية وسوء القصد وحظ النفس ، كما يظهر من حال يهود ، أخسر الناس أعمالا .

وبعد العلم النافع : العمل الصالح ، فهو لازمه ، إذ صحة الحكم فرع عن صحة التصور ، فإذا صح تصور العبد لأمر الإلهيات العلمية صح عمله بالحكميات العملية ، وكلاهما قبس من مشكاة النبوات : أعظم نعم رب السماء على أهل الأرض ، فهي الواسطة بين الرب العزيز الغني المنعم الحكيم في قدره وشرعه ، والعبد الفقير إلى تدبير ربه ، كونا وشرعا ، فلا يستقل تصوره القاصر بإدراك سبيل النجاة مفصلا وإن تصوره مجملا ، فلا غنى له عن علم النبوة الذي يفصل ما أجمل من فطرة التوحيد فيبسط أخبارها ويقرر أحكامها .

الشاهد أن الاستدلال بتلك الآية : اجتزاء ببعض النصوص في تحكم واضح ، بل بتر للنص الواحد ينم عن سوء نية مبيت ، أو نقص ، وإن شئت فقل ، عدم استقراء لنصوص الباب في الكتاب المنزل والسنة المطهرة .

فإن ما بعد هذه الآية ينقض استدلال من استدل بها على صحة دين النصارى ، إذ قصر الحكم على الذين وصفهم الله ، عز وجل ، بقوله : (وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آَمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ) ، فهم الذين آمنوا بالرسالة السابقة كما نزلت ، فأداهم ذلك إلى الإيمان بالرسالة اللاحقة ، إذ كانت تصديقا لما بين يديهم من الكتاب الذي لم تطله يد التحريف والتبديل الآثمة .

فصار الضمير في : "سمعوا" : راجعا إلى جنس المذكورين في قوله تعالى : (وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً
لِلَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ) ، دون أعيانهم ، إذ لا يلزم من رجوعه إلى الكل رجوعه إلى كل فرد بعينه ، كما لا يلزم من إطلاق الأحكام العامة جريانها على كل فرد بعينه ، فقد يتخلف الحكم في حق بعض المكلفين ، وربما أكثرهم ، لفقدان شرط أو وجود مانع .
وهذا ما اصطلح البلاغيون على تسميته بــ : "العام الذي أريد به خاص" ، فالضمير في : "سمعوا" : عام لجنس من تقدم من الذين قالوا إنا نصارى ، خاص بمن آمن منهم فلا يشمل حكمه كل من قال : أنا نصراني ، وإنما يخص بمن قال أنا نصراني ابتداء ، مصدق بما جاء به محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم انتهاء ، إذ هو لازم التصديق الأول ، فكلا الرسالتين قد خرج من مشكاة واحدة ، فالتفريق بينهما : تفريق بين متماثلين يرده العقل الصريح .

يقول ابن تيمية رحمه الله :
"وأما قوله في أول الآية : {لَتَجِدَنَّ
أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى} .
فهو كما أخبر سبحانه وتعالى فإن عداوة المشركين واليهود للمؤمنين أشد من عداوة النصارى والنصارى أقرب مودة لهم وهذا معروف من أخلاق اليهود فإن اليهود فيهم من البغض والحسد والعداوة ما ليس في النصارى وفي النصارى من الرحمة والمودة ما ليس في اليهود والعداوة أصلها البغض فاليهود كانوا يبغضون أنبياءهم فكيف ببغضهم للمؤمنين .
وأما النصارى فليس في الدين الذي يدينون به عداوة ولا بغض لأعداء الله الذين حاربوا الله ورسوله وسعوا في الأرض فسادا فكيف بعداوتهم وبغضهم للمؤمنين المعتدلين أهل ملة إبراهيم المؤمنين بجميع الكتب والرسل .

وليس في هذا مدح للنصارى بالإيمان بالله ولا وعد لهم بالنجاة من العذاب واستحقاق الثواب وإنما فيه أنهم أقرب مودة وقوله تعالى : {ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ} .
أي بسبب هؤلاء وسبب ترك الاستكبار يصير فيهم من المودة ما يصيرهم بذلك خيرا من المشركين وأقرب مودة من اليهود والمشركين .
ثم قال تعالى : {وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ} .
فهؤلاء الذين مدحهم بالإيمان ووعدهم بثواب الآخرة والضمير وإن عاد إلى المتقدمين فالمراد جنس المتقدمين لا كل واحد منهم .
كقوله تعالى : {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} :
وكأن جنس الناس قالوا لهم إن جنس الناس قد جمعوا ويمتنع العموم فإن القائل من الناس والمقول له من الناس والمقول عنه من الناس ويمتنع أن يكون جميع الناس قال لجميع الناس إنه قد جمع لكم جميع الناس .
ومثل ذلك قوله تعالى : {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ} :
أي جنس اليهود قال هذا لم يقل هذا كل يهودي" . اهـــ

فإما أن يقال في مثل هذه المواضع أن : "أل" في "الناس" في آية آل عمران ، و "أل" في الناس في "اليهود" في آية التوبة : عهدية تشير إلى معهود ذهني بعينه هو : مشركو قريش في "الناس" الأولى ، و : نعيم بن مسعود ، رضي الله عنه ، قبل أن يسلم في "الناس" الثانية ، أو يقال هي على أصلها : جنسية استغراقية لعموم ما دخلت عليه ، ولكن عمومها غير مراد ، وإنما المراد خصوص من تقدم .
وكذلك الشأن في : "اليهود" في آية التوبة ، فإنه من المعلوم بداهة أن دعوى بنوة العزير ، عليه السلام ، هي دعوى طائفة مخصوصة من اليهود ، إذ لم يعرف عن عامة يهود الغلو في الأنبياء ، عليهم السلام ، بل العكس عرف عنهم الجفاء في حقهم ، والسعي في قتلهم ، والحط من شأنهم بوصفهم بأرذل الصفات التي يتنزه عنها آحاد البشر فضلا عن صفوتهم الذين اختارهم الله ، عز وجل ، لأشرف وظيفة : وظيفة أداء رسالة السماء إلى أهل الأرض .
فــ : "أل" إما أن تكون جنسية استغراقية ، أريد بها خصوص تلك الطائفة ، أو تكون عهدية ذهنية في تلك الطائفة بعينها .

و : "العام الذي أريد به خاص" : مجاز عند طائفة من البلاغيين ، فهو من : المجاز المرسل الذي علاقته : "الكلية" إذ أطلق الكل وأراد البعض ، فلم يكن العموم مرادا ابتداء ، وإنما كان محط الفائدة في الخصوص الذي يدل عليه ، فلم يكن عموم الضمير في : "سمعوا" مرادا ابتداء ليقال بأن النص قد عم كل من قال : أنا نصراني ثم طرء عليه التخصيص بمن آمن برسالة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، بل هم المقصودون ابتداء .

وبعض أهل العلم يجعله من : العام المخصوص فلا يكون مجازا ، فيكون العموم مقصودا ابتداء ثم طرء عليه التخصيص ، والخلاف يكاد يكون لفظيا ، إذ كلا القولين مؤد إلى قصر المدح في الآية الثانية على من آمن برسالة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم سواء أدل النص عليه ابتداء بدلالة العام الذي أريد به الخاص المجازية ، أم دل عليه انتهاء بدلالة العام المخصوص بمن آمن بالرسالة الخاتمة .

وباستقراء نصوص الوحي :
نجد أن العام الذي أريد به الخصوص قد اطرد استعماله في الوحي المنزل ، فمن ذلك :
قوله تعالى : (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ) ، فــ : "أل" في "الناس" : جنسية استغراقية لعموم ما دخلت عليه ، وقد أريد بها خصوص النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كما دل على ذلك السياق الذي وردت فيه ، فقد حسده أهل الكتاب من يهود على اصطفاء الله ، عز وجل ، له ، بالرسالة الخاتمة العامة عليه . وبعض أهل العلم وسع دائرة الخصوص المراد لتشمل عموم المؤمنين برسالة الإسلام ، وبعضهم جعل : "أل" للعهد الذهني كما سبقت الإشارة إلى ذلك ، وإلى ذلك أشار أبو السعود ، رحمه الله ، بقوله : "واللام في الناس للعهد والإشارةِ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين" . اهــــ

وقوله تعالى : (وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ) ، فإن عموم "أل" في : "المشركات" قد أريد به : خصوص ما عدا الكتابيات ، إذ نكاحهن جائز بدلالة الكتاب والسنة ، أو يقال : "أل" عهدية ابتداء فيما سواهن من المشركات من الوثنيات والملحدات ......... إلخ ، أو يقال : هو عموم قد خص بآية المائدة : (الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ) ، أو نسخ منه نكاح الكتابيات فقط ، نسخا جزئيا كما جوز ذلك الأحماف ، رحمهم الله ، فالخطب يسير إذ مؤدى الأقوال واحد ، كما تقدم ، وإنما الغرض هنا الإشارة إلى اطراد هذا المسلك في نصوص الوحي المنزل كما تقدم .

ومنه أيضا :
قوله تعالى : (اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ) ، فدلالة : "كل" على العموم في هذا السياق : دلالة مجازية ، إن قلنا بأنها من العموم الذي أريد به خصوص ما سوى الله ، عز وجل ، الذات القدسية المتصفة بصفات الكمال العلية ، إذ يصح الإخبار عن الله ، عز وجل ، بأنه : "شيء" مصداق قوله تعالى : (قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ) ، ولا إشكال في ذلك إذ المراد هنا إثبات حقيقة الذات القدسية المتصفة بأوصاف الكمال المطلق ، فهي حقيقة وجودية لها كيف لا تدركه عقولنا وإن أدركت معناه ، لا صورة وهمية كما هو لازم مقالة من جردها من أوصاف الكمال من الفلاسفة الذين جعلوها : ذاتا مطلقة بشرط الإطلاق عن أي وصف ، وذلك لا يكون إلا وصف العدم !! ، وسار على طريقتهم من سار من غلاة نفاة الصفات إمعانا في التنزيه ، زعموا ، حتى نفوا صفات الباري ، عز وجل ، بحجة نفي مشابهته للكائنات الحادثة !!! ، مع أن الاشتراك في المعاني الكلية التي تدل عليها الألفاظ الموضوعة للدلالة على معانيها كـــ : "السمع" و "البصر" و "العلم" ......... إلخ لا يلزم منه الاشتراك في الحقائق ، إذ الأولى في الذهن ، والثانية خارجه ، والاشتراك في المعاني الذهنية لا يلزم منه الاشتراك في الحقائق الخارجية .







التوقيع :
[ أطوع الناس لله أشدهُم بغضًا لمَعصيته ] ..أبو بكر الصديق
[ ليس لأحد عذرا في تعمّد ضلالة حسبها هدى ، و لا ترك حقٍّ حسبه ضلالة ] ..عُمَر بنْ الخطاب
من مواضيعي في المنتدى
»» أفلاطون تفضل هُنا
»» رسول الله .. لا تبالي
»» النور يشع في وجه خامنئي
»» الغلو في التكفير بين أهل السنة والجماعة وغلاة الشيعة الاثني عشرية
»» بَكتْ العِـراقُ ودَمعُها هطـّالُ
 
قديم 21-06-10, 03:50 AM   رقم المشاركة : 7
أسماء حسين
أَوْجَاع أُمَّة







أسماء حسين غير متصل

أسماء حسين is on a distinguished road



الشاهد أن العموم في هذه الآية على هذا القول يكون مجازا ، فالمعنى المراد : الله خالق كل شيء مما يصح إطلاق وصف الخلق عليه من الكائنات الحادثة ، فخص العموم بهذا الوصف الذي يخرج الله عز وجل منه .
أو يقال : هو من العموم المخصوص فلا يكون هناك مجاز عندئذ ، ويكون المخصص في هذه الصورة هو العقل فهو يدل بداهة على أن ذات الخالق ، عز وجل ، وأسماءه وصفاته وأفعاله كل ذلك : غير مخلوق .

ومنه أيضا :
قوله تعالى : (تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ) ، فدلالة : "كل" أيضا مجازية على التفصيل المتقدم فلم تدمر السماوات والأرض ، ولم تدمر مساكنهم كما ورد في السياق نفسه : (فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ) ، فيكون المعنى المراد : تدمر كل شيء مما أمرت بتدميره بأمر ربها الكوني ، فلم تؤمر بتدمير السماوات والأرض ولا حتى تدمير مساكنهم .
أو يقال : هو من العموم المخصوص فلا يكون هناك مجاز عندئذ ، ويكون المخصص في هذه الصورة هو الحس ، فالحس قد دل على أن السماوات والأرض ومساكنهم لم تدمر ، والخطب في ذلك ، كما تقدم ، يسير ، إذ الغرض إثبات اطراد هذا الأسلوب البلاغي في نصوص الوحي الذي نزل بلسان العرب .

ومنه قوله تعالى : (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآَنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا) :
فــ "الذين" : اسم موصول وهو : نص في العموم ، وقد أريد به هنا خصوص : الذين كفروا من مشركي قريش ، أو يهود ، كما أشار إلى ذلك الإمام القرطبي ، رحمه الله ، في : "الجامع لأحكام القرآن" : (13/25) ، وكونه يراد به يهود أليق بالسياق الذي ورد فيه إذ نزول القرآن منجما إنما هو في مقابل نزول كتابهم جملة واحدة ، على المشهور من أقوال أهل العلم ، وإن رده بعضهم بأن ذلك غير متصور في تشريع الأحكام التي يلزم منه اقتران الحكم بالواقعة التي شُرِعَ فيها كتشريع قتل النفس توبةً بعد اتخاذ العجل فلا يتصور أن ذلك قد نزل ابتداء ، وإنما الأليق أن يقال بنزوله بعد وقوع تلك الحادثة . والله أعلم .

فصار جمع النصوص والنظر فيها ، وهو الغرض من إيراد تلك الأمثلة ، صار أصلا في مثل تلك المضائق ، يفزع إليه ، إذا ما تمسك مدع بنص ، أو جزء نص عند التحقيق ، لينصر مقالته ، ولو كانت في غاية البطلان ، فاستدلاله محض تحكم بقبول ما يوافق مقالته ورد ما يخالفها .

ولو جمعنا نصوص الباب لتكتمل الصورة ، لوجدنا القرآن والسنة قد نصا على كفر أهل الكتابين من قبلنا الذين بدلوا الرسالة السابقة ، وكفروا بالرسالة اللاحقة ، فهم كفار : كفر نوع وعين ، لا يتوقف في ذلك إلا جاهل أو مداهن يخشى أن توجه إليه تهمة : التطرف والإساءة إلى الآخر !!! ، مع أن ذلك الآخر يجاهر صراحة بكفر المخالف من بقية الملل ، بل وينادي بكفر المخالف من بقية النحل في ملته ، فيكفر الأرثوذكسي الكاثوليكي ، ويراه مبتدعا قد حاد عن الدين الصحيح إلى دين الملك قسطمطين الذي فرض نصرانيته الوثنية على رعايا إمبراطوريته وحكم على المخالف بالكفر والزندقة ، واضطهاد الروم الكاثوليك للمصريين اليعاقبة قبل الفتح الإسلامي الذي خلص المصريين من نير المحتل العنصري الذي يرى جنسه الروماني أرقى من بقية الأجناس وهذا أمر توارثه الأوروبيون ومن بعدهم الأمريكيون إلى يوم الناس هذا مع كونهم من أضل البشر مقالة في الإلهيات ، اضطهادهم للمصريين قبل الفتح الإسلامي خير شاهد على ذلك .

يقول ابن تيمية رحمه الله :
"وقوله ، (أي : "بولص" أسقف صيدا الذي نقض ابن تيمية ، رحمه الله ، رسالته في في "الجواب الصحيح") : {وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ} .
أراد به الإنجيل فإن في هذا من الكذب الظاهر والافتراء على محمد بأنه أراد هذه الأمور ما هو من جنس افترائهم على الأنبياء فإنهم أخبروا أن المسيح هو خالق السماوات والأرض وأن التوراة والزبور وغيرهما من الكتب أخبرت بذلك ثم يأتون إلى ما يعلم كل عاقل أن محمدا لم يرده فيقولون إنه لا يشك فيه أحد وأنه قول ظاهر بين وكل من عرف حال محمد وما جاء به من القرآن والدين يعلم علما يقينيا ضروريا أن محمدا لم يكن يجعل النصارى مؤمنين دون اليهود بل كان يكفر الطائفتين ويأمر بجهادهم ويكفر من لم ير جهادهم واجبا عليه .
وهذا مما اتفق عليه المسلمون وهو منقول عندهم عن نبيهم نقلا متواترا بل هذا يعلمه من حاله الموافق والمخالف إلا من هو مفرط في الجهل بحاله أو من هو معاند عنادا ظاهرا" . اهـــ
"الجواب الصحيح" ، (2/55) .

ويقول في موضع تال :
"فأهل الكتاب بعد النسخ والتبديل ليسوا ممن آمن بالله ولا باليوم الآخر وعمل صالحا كما قال تعالى : {قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} .
وقد تقدم أنه كفر أهل الكتاب الذين بدلوا دين موسى والمسيح وكذبوا بالمسيح أو بمحمد في غير موضع وتلك آيات صريحة ونصوص كثيرة وهذا متواتر معلوم بالاضطرار من دين محمد .
ولكن هؤلاء النصارى سلكوا في القرآن ما سلكوه في التوراة والإنجيل يدعون النصوص المحكمة الصريحة البينة الواضحة التي لا تحتمل إلا معنى واحدا ويتمسكون بالمتشابه المحتمل وإن كان فيه ما يدل على خلاف مرادهم كما قال تعالى : فيهم وفي أمثالهم : {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ}" . اهــــ
"الجواب الصحيح" ، (2/73) .

وذلك ملمح أصيل في مسالك أهل المقالات الحادثة في الاستدلال إذ يعدل عن المحكم الصريح إلى المتشابه المحتمل ، وهل يوجد نص أصح نقلا وأصرح دلالة من قوله تعالى : (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ) ، وقوله تعالى : (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ) ، فقد استوعبا الأرثوذكس والكاثوليك ، وما تفرع عنهما من نحل من باب أولى ، فتكفير الأصل جار على الفرع ، إذ للفرع حكم الأصل بداهة .

ومرة أخرى : أفاد جمع النصوص في نقض حجة المستدل ببعضها دون بعض ، على طريقة : (أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ) .

والله أعلى وأعلم .











التوقيع :
[ أطوع الناس لله أشدهُم بغضًا لمَعصيته ] ..أبو بكر الصديق
[ ليس لأحد عذرا في تعمّد ضلالة حسبها هدى ، و لا ترك حقٍّ حسبه ضلالة ] ..عُمَر بنْ الخطاب
من مواضيعي في المنتدى
»» عاجل المهدي يخرج من الكعبة
»» The Absolute Truth About Muhammad in the Bible
»» تأويل القرآن في مذهب شيعة نجران
»» Jurer par autre qu’Allah
»» الأخوة والأخوات أسود السُنة
 
قديم 21-06-10, 03:54 AM   رقم المشاركة : 8
أسماء حسين
أَوْجَاع أُمَّة







أسماء حسين غير متصل

أسماء حسين is on a distinguished road





وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ
وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ
لما انهزم ما انهزم من المسلمين يوم أحد و قتل من قتل منهم نادى الشيطان : ألا إن محمدا قد قتل ورجع ابن قميئة إلى المشركين فقال لهم : قتلت محمدا وإنما كان قد ضرب رسول الله فشجه في رأسه فوقع ذلك في قلوب كثير من الناس و اعتقدوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قتل وجوزوا عليه ذلك كما قد قص الله عن كثير من الأنبياء عليهم السلام فحصل ضعف ووهن وتأخر عن القتال ففي ذلك أنزل الله تعالى " وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل " أي له أسوة بهم في الرسالة وفي جواز القتل عليه . قال ابن أبي نجيح عن أبيه : أن رجلا من المهاجرين مر على رجل من الأنصار وهو يتشحط في دمه فقال له : يا فلان أشعرت أن محمدا صلى الله عليه وسلم قد قتل ؟ فقال الأنصاري : إن كان محمد قد قتل فقد بلغ فقاتلوا عن دينكم فنزل " وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل " . رواه الحافظ أبو بكر البيهقي في دلائل النبوة . ثم قال تعالى منكرا على من حصل له ضعف " أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم " أي رجعتم القهقرى " ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين " أي الذين قاموا بطاعته وقاتلوا عن دينه واتبعوا رسوله حيا وميتا.
وكذلك ثبت في الصحاح والمسانيد والسنن وغيرها من كتب الإسلام من طرق متعددة تفيد القطع وقد ذكرت ذلك في مسندي الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما أن الصديق رضي الله عنه تلا هذه الآية لما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال البخاري : حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب أخبرني أبو سلمة أن عائشة رضي الله عنها أخبرته أن أبا بكر رضي الله عنه أقبل على فرس من مسكنه بالسنح حتى نزل فدخل المسجد فلم يكلم الناس حتى دخل على عائشة فتيمم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مغطى بثوب حبرة فكشف عن وجهه ثم أكب عليه وقبله وبكى ثم قال : بأبي أنت وأمي والله لا يجمع الله عليك موتتين أما الموتة التي كتبت عليك فقد متها .
وقال الزهري : وحدثني أبو سلمة عن ابن عباس أن أبا بكر خرج وعمر يكلم الناس وقال : اجلس يا عمر قال أبو بكر : أما بعد من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت قال الله تعالى " وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل - إلى قوله - وسيجزي الله الشاكرين " قال : فوالله لكأن الناس لم يعلموا أن الله أنزل هذه الآية حتى تلاها عليهم أبو بكر فتلاها منه الناس كلهم فما أسمع بشرا من الناس إلا يتلوها .
وأخبرني سعيد بن المسيب أن عمر قال : والله ما هو إلا أن سمعت أبا بكر تلاها فعرقت حتى ما تقلني رجلاي وحتى هويت إلى الأرض. وقال أبو القاسم الطبراني حدثنا علي بن عبد العزيز حدثنا عمرو بن حماد بن طلحة القناد حدثنا أسباط بن نصر عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس أن عليا كان يقول في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم " أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم " والله لا ننقلب على أعقابنا بعد إذ هدانا الله والله لئن مات أو قتل لأقاتلن على ما قاتل عليه حتى أموت و الله إني لأخوه و وليه وابن عمه ووارثه فمن أحق به منى






التوقيع :
[ أطوع الناس لله أشدهُم بغضًا لمَعصيته ] ..أبو بكر الصديق
[ ليس لأحد عذرا في تعمّد ضلالة حسبها هدى ، و لا ترك حقٍّ حسبه ضلالة ] ..عُمَر بنْ الخطاب
من مواضيعي في المنتدى
»» جميع الوثائق التي تدين الشيعة من كتبهم وبلسان علمائهم وتحريفهم القرءان وسب الصحابة
»» كتيبة رياض الصالحين تنفذ عملية ضد مركز غازبوم في موسكو
»» سلام عليك أم خطّاب ذاك الشبل
»» أخيراً / الكونجرس يقول كلمة حق
»» هَل تسمعونَ وَجعيْ ..!!
 
قديم 21-06-10, 03:57 AM   رقم المشاركة : 9
أسماء حسين
أَوْجَاع أُمَّة







أسماء حسين غير متصل

أسماء حسين is on a distinguished road


قصة آية\" وقولوا للناس حسناً \"
بقلم أ. تراجي الجنزوري
- من أجلّ نعم الله التي أسبغها علي بني أدم.. وكانت تكريماً له وتشريفاً علي سائر خلق الله هي نعمة البيان.. " الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان "
- وعلي قدر هذه النعمة وجلالها يعظم حقها.. ويستوجب شكرها.. ويستنكر ويستقبح جحودها.
- ومن عظمة هذا الدين أنه كان حريصاً كل الحرص علي أن يحقق بنو الإنسان أعظم وأكبر وأجل ّ فائدة وثمرة من هذه النعمة.. وكيف يجعلون من كلامهم سبيلاً لتحقيق الخير المنشود في هذه الحياة.. وينال بسبب كلامه رضا الله وجنته.. وكيف يصير من خلال كلامه عامل بناء لا عامل هدم.
- "لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس "
- إن الشريعة الإسلامية قد عنيت عناية كبيرة بموضوع الكلمة.. وأسلوب أدائها.. فالمرء مخبوء وراء لسانه ، فكل كلمة تصدر عن إنسان تشير إشارة واضحة إلي عقله وطبيعة خلقه.. وأيضاً وإن طريقة الحديث في جماعة ما تحكم علي مستواهم العام ومدى تغلغل الفضيلة فيهم.
- أن الكلمة في الإسلام لها وزنها وقيمتها ومكانتها.. وكذلك أيضاً هي من الخطورة بمكان.. فدخول الإسلام بكلمة ، والزواج بكلمة ، والطلاق بكلمة ، والرجعة بكلمة ، والبيع والشراء بكلمة ، والفسخ بكلمة ، والصلح بكلمة ، والعقد بكلمة ، ودخول الجنة بكلمة ، ونيل رضا الله بكلمة.. ولما كانت الكلمة بهذه القيمة وتلك الخطورة كانت الشريعة لها بالمرصاد.
- فجعلت الكلمة الطيبة في أعلي عليين ، وأظهرت ثمرتها وأثرها في الدنيا والآخرة وحضت عليها.. وعلى النقيض تماماً ، جعلت الكلمة الخبيثة في سجين.. وأوضحت ثمارها الخبيثة في هذه الحياة ، ويوم يقوم الأشهاد.. وحذرت كل التحذير منها ، ثم رتبت الوعيد لقائلها : "ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون.. ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة..... الآيات "
- ويوضح رسول الله(صلي الله عليه وسلم) وضوحاً تاماً لا شبهة فيه إلي أي مدى تصل الكلمة بصاحبها ، فيقول (صلي الله عليه وسلم : "وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله يرفعه الله بها الدرجات.. وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوى بها في النار سبعين خريفاً".
- فانظر أخي الكريم إلي كلمتك ، وإلي أي مكان ستذهب بك : إما رضا وإما سخط.. وأما جنة وإما نار.

مكانة الكلمة وقيمتها ووزنها
- ولمكانة الكلمة وقيمتها ووزنها كان جلّ هم سلف هذه الأمة هذا الموضوع.. الكلمة
- فما أن يولد لأحدهم ولد إلا ويذهب به إلي المكتب - الكتاب - لكي يتعلم الأدب.. وخاصة أدب الكلمة متى يتكلم ومتى يصمت.
- فها هو أبو الدنيا يوصي أبناء الأمة قائلاً: واجب على كل مؤمن أن يكون عالماً بزمانه.. مقبلاً علي شأنه.. حافظاً للسانه.
إذا أردت أن تحيا سليماًمن الأذى وحظك موفور وعرضك صين
لسانك لا تذكر به عورة امرئ فكلك عورات وللناس ألسن
وعي************ أن أبدت إليك مساوئاً فقل لها يا عين للناس أعين
وعاشر بمعروف وسامح من اعتدي وفارق ولكن بالتي هي أحسن
نصيحة واجبة
- علي المرء أن يسأل نفسه قبل أن يطلق العنان للسانه : هل هناك ما يستدعي الكلام؟ فإن وجد داعياً إليه تكلم ، وإلا فالصمت أولى به.
- بل إن إعراضه عن الكلام حيث لا ضرورة جزيل الأجر
- أيها الأحبة : إن للثرثرة ضجيجا يذهب معه الرشد.. والذين يتصدرون المجالس وينحدر منهم الكلام متتابعاً.. يجزم مستمعيهم بأنهم لا يستمدون كلامهم وحديثهم من وعي يقظ وفكر عميق.
- فالمرء حين يريد أن يستجمع أفكاره ويراجع أعماله يجنح إلي الصمت.
- بل إن الإسلام أوصى بالصمت، وعده وسيلة ناجحة من وسائل التربية المهذبة.. فها هي وصية رسول الله لأبي ذر : " عليك بطول الصمت فإنه مطردة للشيطان ، وعون لك علي أمر دينك"
- وللأسف الشديد تجد كثيراً من المسلمين بعيدين عن هذه الوصية.. فتجد لهم مجالس يتجاذبون أطراف الحديث فيها , والإسلام يكره مجالس الفارغين الذين يقضون أوقاتهم في تسقط الأخبار وتتبع العيوب.. وشغلهم الشاغل هو التسلي بشئون الآخرين.. ومن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه.
- اعلم أخي الحبيب أنه لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه.. ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه.. فأصل الاستقامة في اللسان.
- ولخطورة ذلك تصبح الأعضاء جميعاً كل يوم مستغيثة باللسان تقول : إنما نحن بك أن استقمت استقمنا وإن اعوججت اعوججنا.
- إن من علامات استقامة اللسان : البعد عن اللغو.. الذي هو من أركان الفلاح ودلائل الاكتمال.. ولقد جاء ذكره بين فريضتين من فرائض الإسلام.. الصلاة والزكاة.. وذلك لأهميته.
- " قد أفلح المؤمنون.. الذين هم في صلاتهم خاشعون.. والذين هم عن اللغو معرضون.. والذين هم للزكاة فاعلون".. فعلي قدر تنزه العبد عن اللغو تكون درجته عند الله سبحانه.
- فانظر أخي الحبيب ما هي درجتك عند الله.. فهي علي قدر بعدك عن اللغو.
- يقول الجنيد:" إذا أردت أن تعلم مقامك عند الله.. فانظر فيما أقامك "
- ولقد أصاب أغلب أبناء الحركة الإسلامية شيء من اللغو.. وهو هوس تشجيع كرة القدم حتى أضاع أوقاتا كثيرة منهم ، ونسأل الله العافية.. وأعني بالتشجيع هنا التعصب.
- ولقد كره الإسلام اللغو لأنه يكره التفاهات وسفاسف الأمور.. ثم هو مضيعة للعمر في غير ما خلق الإنسان له من جد وإنتاج وسعي.
- واللاغي أيها الأحبة لضعف الصلة بين فكره ونطقه.. ربما يقذف بالكلمة ، فتكون سبباً في بواره وتدمير مستقبله.. وقد قالوا : من كثر لغطه كثر غلطه.
يموت الفتي من عثرة بلسانه وليس يموت المرء من عثرة الرجل
- وفي الحديث " إن العبد ليقول الكلمة - لا يقولها إلا ليضحك بها المجلس - يهوى بها أبعد ما بين السماء والأرض.. وأن المرء ليزل عن لسانه أشد مما يزل قدميه "
- والإعراض عن اللغو صفة من صفات عباد الرحمن : "والذين هم عن اللغو معرضون".. "وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه"
- فإذا تكلم الواحد فينا فليقل خيراً.. وليعود لسانه علي الجميل من القول.. فإن التعبير بالحسن عما يجول بالخاطر لأدب عال.. أخذ الله به أهل الديانات جميعا.
- ولقد كان القول الحسن من حقيقة الميثاق المأخوذ عن بني إسرائيل علي عهد موسى عليه السلام "وإذا أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله...... وقولوا للناس حسناً "
- وانظر إلي التطبيق العملي لهذا الميثاق.. عندما أرسل الله موسى عليه السلام إلي أكبر طاغية علي ظهر الأرض.. فوصاه بهذه الوصية : "اذهبا إلي فرعون إنه طغى فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى"
- فأين نحن من هذا الأسلوب الراقي في الدعوة إلي الله.. واعقدوا مقارنة بين هذا الأسلوب ، وبين ما يحدث علي الفضائيات في حالة إذا ما خالف أحد العلماء في فتواه مذهب آخرين.. أو وقعت منه زلة أو هنة مع أن الأصل في هذا المقام هو قول سعيد بن المسيب : " ليس من عالم ولا شريف ولا ذي فضل إلا وفيه عيب.. ولكن من الناس من لا ينبغي أن تذكر عيوبه.. فمن زاد فضله علي نقصه وهب نقصه لفضله"
تحذير ووعيد
- هذا التحذير والوعيد أنقله لكم من تفسير د. عمر عبد الرحمن لصدر سورة المطففين.. " ويل للمطففين * الذين إذا اكتالوا علي الناس يستوفون"
- يقول الشيخ الجليل – فك الله أسره - : إن الويل والوعيد في هذه الآية لا يقتصر علي المطففين في الكيل والميزان فقط.. بل يتعداه للتطفيف في الكلمة والوصف ، فلو وصفت مسلماً بفسق أو كفر فهذا من التطفيف في الكلمة والوصف.. ويلحقك الويل والوعيد عياذاً بك اللهم.
- وللأسف.. فقد ينال التطفيف في الكلمة والوصف بعض العلماء , فتجد بعضا من الملتزمين يقدحون في أفاضل العلماء وأكابر الدعاة.
- وفي هذا المنزلق الخطير يقول ابن عساكر رحمه الله : "اعلم وفقني الله وإياك لمرضاته.. وجعلنا وإياك ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته.. أن لحوم العلماء مسمومة ، وأن عادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة.. فمن أطق لسانه في العلماء بالثلب والعيب ، ابتلاه الله قبل موته بموت القلب".. " فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم"
- وفي الختام : أيها الأحباب إن الكلام الطيب العفيف يجمل مع الأصدقاء والأعداء جميعاً وله ثماره الطيبة الحلوة.
- فأما مع الأصدقاء فهو يحفظ مودتهم ويستديم صداقتهم.. ويمنع كيد الشيطان أن يوهي حبالهم ، أويفسد ذات بينهم.. "وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزع بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا".
- وأما حسن الكلام مع الأعداء فهو يطفيء خصومتهم ويكسر حدتهم ويوقف تطور الشر واستطارة شرر الغضب.. "ولا تستوي الحسنة ولا السيئة أدفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه وليَّ حميم".
- ويقول (صلى الله عليه وسلم): "إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم.. فليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق"
- بهذا تطيب الحياة وتحلو ويتمنى كل واحد فينا طول المكث فيها.. يقول عمر (رضي الله عنه) : لولا ثلاث ما أحببت البقاء في الدنيا :
- الأولى: أن أدير الخيل لأمة محمد تغزو في سبيل الله.
- الثانية: أن أكابد التهجد في جوف الليل.
- الثالثة: أن أجالس أقواما ينتقون أطايب الكلام كما ينتقون أطايب الثمر
- أيها الداعي إلى الله:
الحق ثقيل فلا ترسله جبلاً والنصح مر فلا تجعله جدلاً
- فانتقوا أطايب الكلام كما تنتقون أطايب الثمر.
- فها هو العباس بن عبد المطلب يسأله أحدهم : أأنت أكبر أم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال : رسول الله أكبر مني ، ولكني ولدت قبله.
- وها هو يوسف عليه السلام لم يذكر لإخوانه الجرم الذي فعلوه به من إلقائهم له في الجب وذكر ما سواه : "وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي.."
اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه







التوقيع :
[ أطوع الناس لله أشدهُم بغضًا لمَعصيته ] ..أبو بكر الصديق
[ ليس لأحد عذرا في تعمّد ضلالة حسبها هدى ، و لا ترك حقٍّ حسبه ضلالة ] ..عُمَر بنْ الخطاب
من مواضيعي في المنتدى
»» داعية أمريكي للمسلمين: لا تخبئوا الحقيقة في المساجد وانشروها للعالم
»» فيلم الزحف الأسود يافضيحتاه يالشيعة
»» الخميني يصدر فتوى بقبول تحول الجنسين / صوت وصورة
»» فضيحة محمد الحسيني الشيرازي / صورة
»» The Characteristics of the True Believer
 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:52 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "