صدقت يا اخي موحد :
ورد في هدي الساري مقدمة فتح الباري بشرح صحيح البخاري للامام الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني عند كلامه عن البدعة في الفصل التاسع ( في سياق أسماء من طعن فيه من رجال . . . الخ ) التالي :
(( و أما البدعة فالموصوف بها اما أن يكون ممن يكفر بها أو يفسق . فالمكفر بها لابد أن يكون ذلك التكفير متفقا عليه من قواعد جميع الأئمة كما في غلاة الرافضة من دعوى بعضهم حلول الالهية في علي أو غيره , أو الايمان برجوعه الى الدنيا قبل يوم القيامه أو غير ذلك ))
ابن حجر رحمه الله ينقل لنا هنا اجماع الأئمة في تكفير غلاة الرافضة و منهم : الذين يؤمنون بالرجعة و هذا من عقائد رافضة عصرنا و الذين يسمونهم العامة بالشيعة جهلا .
قد تقول كيف ؟ و ما الدليل أن المقصودن من كلام ابن حجر رحمه الله ليسوا النصيريين , الذين يألهون عليا رضي الله عنه ؟
أقول و بالله التوفيق :
الأفضل أن نفسر كلام ابن حجر بكلام ابن حجر و ليس بفهمنا . و ابن حجر عندي أعلم منا في حقيقة الشيعة و الرافضة و لا أعتقد أن أحدا يدعي غير ذلك .
يعرف ابن حجر رحمه الله في فصل ( في تمييز أسباب الطعن في المذكورين ومنه يتضح من يصلح منهم للاحتجاج به و من لا يصلح و هو على قسمين ) الشيعة و الرافضة المعتقدين بالرجعة بعد أن تكلم في من ضعفهم البخاري رحمهما الله بسبب الاعتقاد و تطرق الى تلك الفرق مبتدئا بالمرجئة و من ثم الشيعة و قال عن الشيعة :
(( محبة علي و تقديمه على الصحابة , فمن قدمه على أبي بكر و عمر فهو غال في تشيعه , و يطلق عليه رافضي , و الا فشيعي , فان انضاف الى ذلك السب أو التصريح بالبغض فغال في الرفض , و ان اعتقد الرجعة الى الدنيا فأشد في الغلو . ))
نفهم من كلام ابن حجر رحمه الله أن غلاة الرافضة هم من يؤمنون بعقيدة الرجعة
و لا يخفى على أحد أن الذين يطلقون على أنفسهم في عصرنا اسم الشيعة الاماميه يفضلون علي على أبابكر و عمر و يسبونهما و يلعنونهما و يبغضونهما . بل يفضلون عليا على الأنبياء و يؤمنون بالرجعة . اذا هؤلاء ليسوا شيعة و انما هم غلاة الرافضة و هم كفار باتفاق قواعد جميع الائمة . و هذا الاجماع نقله لنا ابن حجر العسقلاني رحمه الله و هو أعلم منا و من شيوخ عصرنا .
و انتبه الى نقطة مهمه من كلام ابن حجر : فالشيعي عند ابن حجر ( و هو من يفضل علي على الصحابة الا أبوبكر و عمر و لا يسبهم و لا يبغضهم ) يعتبر ضعيفا في علم الرجال , فما بالك بالرافضي !
الامام الذهبي :
يقول الامام الذهبي في كتابه ( ميزان الاعتدال في نقد الرجال ) عند الكلام عن أبان بن تغلب الكوفي :
فلقائل أن يقول : كيف ساغ توثيق مبتدع و حد الثقة العداله و الاتقان ؟ فكيف يكون عدلا من هو صاحب بدعة ؟
و جوابه أن البدعة على ضربين : فبدعة صغرى كغلو التشيع , أو كالتشيع بلا غلو و لا تحرف ؛ فهذا كثير في التابعين و تابعيهم مع الدين و الورع و الصدق . فلو رد حديث لهؤلاء لذهب جملة من الآثار النبوية ؛ وهذه مفسدة بينه .
ثم بدعة كبرى , كالرفض الكامل و الغلو فيه , و الحط على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما , و الدعاء الى ذلك ؛ فهذا النوع لا يحتج بهم و لا كرامة .
و أيضا فما استحضر الآن في هذا الضرب رجلا صادقا و لا مأمونا , بل الكذب شعارهم , و التقية و النفاق دثارهم , فكيف يقبل نقل من هذا حاله ؟ حاشا و كلا !
فالشيعي الغالي في زمان السلف و عرفهم هو من تكلم في عثمان و الزبير و طلحة و معاوية و طائفة ممن حارب عليا رضي الله عنه , و تعرض لسبهم .
و الغالي في زماننا و عرفنا هو الذي يكفر هؤلاء السادة , و يتبرأ من الشيخين أيضا , فهذا ضال مفتر و لم يكن ابان بن تغلب يعرض للشيخين أصلا , بل قد يعتقد عليا أفضل منهما .
انتهى كلام الامام الذهبي رحمه الله
و هنا ننبه الى نقاط للاهميه :
1 - الامامان ابن حجر و الذهبي - رحمهما الله - عند الكلام عن البدعة و المبتدعة يضربون المثل بالشيعة و الرافضة و ليس ببقية الفرق الضالة و المنحرفة .
2 - يا ترى ما عقيدة رافضة عصرنا , علما بأنهم يسبون الصحابة - رضوان الله عليهم - و يلعنونهم و يبغضوهم و يتهمونهم بالنفاق و الخيانة ؟
3 - حزب الله الرافضي في لبنان من أي صنف ؟ من أين يأخذون دينهم ؟ هل هم موضع للثقة ؟
4 - رافضة ايران من أي صنف ؟ من أين يأخذون دينهم ؟ هل هم موضع للثقة ؟
و ذكر الامام الذهبي في كتابه ميزان الاعتدال في نقد الرجال عند الكلام عن ابراهيم بن الحكم بن ظهير الكوفي :
قد اختلف الناس في الاحتجاج برواية الرافضة على ثلاثة أقوال :
أحدها : المنع مطلقا .
الثاني : الترخص مطلقا الا فيمن يكذب و يضع .
الثالث : التفصيل , فتقبل رواية الرافضي الصدوق العارف بما يحدث , و ترد رواية الرافضي الداعية و لو كان صدوقا .
قال أشهب : سئل مالك عن الرافضة . فقال : لا تكلمهم و لا ترو عنهم , فانهم يكذبون .
و قال حرملة : سمعت الشافعي يقول : لم أر أشهد بالزور من الرافضة .
و قال مؤمل بن اهاب : سمعت يزيد بن هارون يقول : يكتب عن كل صاحب بدعة اذا لم يكن داعية الا الرافضة فانهم يكذبون .
هذا و الله أعلم
و السلام