منزلة آل البيت عند أهل السنة والجماعة
لا شك أن لآل البيت النبي r منزلة رفيعة ودرجة عالية من الاحترام والتقدير عند أهل السنة والجماعة حيث يرعون حقوق آل البيت التي شرعها الله لهم ، فيحبونهم ويتولونهم ويحفظون فيهم وصية رسول الله r التي قالها يوم غدير خم (أذكركم الله في أهل بيتي) فهم أسعد الناس بالأخذ بهذه الوصية وتطبيقها .
فيتبرأون من طريقة الشيعة الذين غلوا في بعض آل البيت غلوا مفرطا ، ومن طريقة النواصب الذين يؤذونهم ويبغضونهم ، فأهل السنة متفقون على وجوب محبة آل البيت ، وتحريم إيذائهم أو الإساءة إليهم بقول أو فعل ، وكتب أهل السنة ولله الحمد والمنة مليئة وزارخرة بذكر مناقب آل البيت، مثل كتب الحدبث والتراجم وغيرها .
وسأقتصر على ذكر بعض فضائل أمير المؤمنين علي وأولاده وأحفاده رضي الله عنهم أجمعين الذبن يدعي الشيعة العصمة فيهم ويزعمون أن أهل السنة يكرهون وينصبون لهم العداء .
أولا : أمير المؤمنين علي t :
روى البخاري ومسلم من حديث سهل بن سعد أن رسول الله r قال يوم خيبر: (لأعطين هذه الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها . قال : فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو ان يعطاها فقال : أين علي بن أبي طالب ؟ فقالوا : هو يا رسول الله يشتكي عينيه قال : فأرسلوا إليه فأتي به ، فبصق رسول الله r في عينيه ودعا له ، فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية فقال علي : يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا ؟ فقال : انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم .
هذا الحديث فيه فضيلة عظيمة ومنقبة ظاهرة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب t حيث شهد له r بالمحبة في قوله يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ( .
ثانيا : فاطمة رضي الله عنها :
روى البخاري رحمه الله تعالى في )باب مناقب فاطمة رضي الله عنها( عن النبي r قال : ) فاطمة سيدة نساء أهل الجنة ( .
ثالثا : الحسن والحسين y :
روى الترمذي بإسناده إلى البراء بن عازب t أن رسول الله r أبصر حسنا وحسينا فقال : ) اللهم إني أحبهما فأحبهما ( .
في هذا الحديث فضيلة ظاهرة للحسنين y حيث تضمن حث الأمة على حبهما وأن حبهما حب له r .
وروى أحمد بإسناده إلى أبي سعيد الخدري t قال : قال رسول الله r: ) الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ( .
وفي هذا الحديث منقبتان عظيمتان للحسنين y ، حيث شهد النبي r لهما بالجنة ، وأخبر أنهما سيدا شباب أهل الجنة فرضي الله عنهما وأرضاهما .
رابعا : علي بن الحسين – رحمه الله تعالى - :
قال عنه يحيى بن سعيد : (هو أفضل هاشمي رأيته في المدينة) .
وقال الزهري : (لم أر هاشميا أفضل من علي بن الحسين) .
وقال محمد بن سعد : ( كان ثقة مأمونا كثير الحديث عاليا رفيعا ورعا ) .
خامسا : محمد بن علي (الباقر) –رحمه الله تعالى- :
قال ابن سعد : ( كان كثير العلم والحديث ) .
وقال الصفدي : ( هو أحد من جمع العلم والفقه والديانه ) .
وقد اتفق الحفاظ على الاحتجاج به كما نص على ذلك الذهبي .
سادسا : جعفر بن محمد (الصادق) –رحمه الله تعالى- :
قال عنه أبو حنيفة : (ما رأيت أفقه من جعفر بن محمد).
وقال أبو حاتم : ثقة لا يسأل عن مثله .
وقال الذهبي : جعفر بن محمد الصادق سيد العلويين في زمانه وأحد أئمة الحجاز لم يلحق بالصحابة .
سابعا : موسى بن جعفر (الكاظم) –رحمه الله تعالى- :
قال فيه أبو حاتم الرازي : (ثقة صدوق إمام من أئمة المسلمين).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( وموسى بن جعفر مشهود له بالعبادة والنسك ).
قال الذهبي : كان موسى من أجود الحكام ومن العباد الأتقياء .
ثامنا : علي بن موسى (الرضا) –رحمه الله تعالى- :
قال عنه الذهبي : (كان من العلم والدين والسؤدد بمكان ).
تاسعا : محمد بن علي (الجواد) –رحمه الله تعالى- :
كان يعد من أعيان بني هاشم وهو معروف بالسخاء والسؤدد .
قال البغدادي : (وقالوا – أي أهل السنة- بموالاة جميع أزواج رسول الله r وأكفروا من أكفروهن أو أكفر بعضهن . وقالوا بموالاة الحسن والحسين والمشهورين من أسباط رسول الله r ، كالحسن بن الحسن ، وعبدالله بن الحسن ، وعلي بن الحسين زين العابدين ومحمد بن علي بن الحسين المعروف بالباقر .. وجعفر بن محمد المعروف بالصادق وموسى بن جعفر، وعلي بن موسى الرضا ، وكذلك قولهم بسائر أولاد علي من صلبه ، كالعباس وعمر ومحمد بن الحنفية ، وسائر من درج على سنن آبائه الطاهرين .
وقال الإسفرائيني : في بيان منهج أهل السنة والجماعة :
وقد عصمهم الله أن يقولوا في أسلاف هذه الأمة منكرا ، أو يطعنوا فيهم طعنا ، فلا يقولون في المهاجرين والأنصار ، وأعلام الدين ، ولا في أهل بدر ، وأحد ، وأهل بيعة الرضوان ، إلا أحسن المقال ، ولا في جميع من شهد النبي r لهم بالجنة ، ولا في أزواج النبي r وأصحابة وأولاده ، وأحفادة ، مثل الحسن ، والحسين ، والمشاهير من ذرياتهم مثل عبدالله بن الحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد ، وموسى بن جعفر ، وعلي بن موسى الرضا ، ومن جرى منهم على السداد من غير تبديل ولا تغيير ولا في الخلفاء الراشدين ولم يستجيزوا أن يطعنوا في واحد منهم ، وكذلك في أعلام التابعين ، وأتباع التابعين الذين صانهم الله تعالى عن التلوث بالبدع وإظهار شيء من المنكرات .
فهذه عقيدة أهل السنة والجماعة في آل بيت الرسول r ومن أراد التوسع فعليه مراجعة كتب الحديث والسير والتراجم فسيجد بإذن الله أن أهل السنة هم أنصار أهل البيت y أجمعين .
أسأل الله أن يهدي الشيعة إلى طريق الحق والعمل به .
===
حبك يا حسين يجري في عروقي