الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه
وبعد:
فإنَّ كتاب المنتقى للأمام الذهبي ـ رحمه الله ـ من الكتب النفيسة التي يحرص عليها كل سني يحب أن يطلع على خبايا ورزايا القوم " الرافضة" والرد عليهم بالأدلة النقلية والعقلية .
وأصل الكتاب هو إختصار لكتاب شيخ الإسلام ابن تيمية ـ عليه رحمات رب البرية ـ
"منهاج السنة" أو "منهاج الاعتدال في نقض كلام أهل الرفض والاعتزال" ، الذي رد فيه شيخ الإسلام على" ابن مطهر الحلي" صاحب كتاب " منهاج الكرامة في معرفة الإمامة" الذي تتلمذ على نصير الكفر ووزير الملاحدة " النصير الطوسي" فنشأ على بغض الصحابة وحمل في قلبه الغل والحقد الدفين ، أخزاه رب العاليمن .
وقد وقع " الحلي " بين يدي عالم إن خاصم خَصَم ، وإن حاكم حكم ، وإن بارز هزم وإن قارع قسر ، يُفحم من يجادله ويغلب من ينازله ، ويحطم من يجاذبه
هو شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله الذي شهد له كل قاص ودان بقوة حجته ، ووضوح محجته ، فرد فيه على خزعبلات " الحلي " وكشف عوره وكشف أستاره ،بنقض تلك الشبه الواهية:
[poet font="Simplified Arabic,4,darkblue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/8.gif" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
شبـــه تهافــت كالزجــاج "="تخالها حقاً وكل كاسر مكسور
[/poet]
لذلك كله قام العلامة المحقق والجبل المحدث الحافظ أبو عبد الله الذهبي " رحمه الله " بختصار كتاب شيخه " ابن تيمية " فنتقى منه وأختصر ، وجمع واعتصر ، فجزاه الله خيراً وغفر له ورحمه .
وقد كنت قد طالعت هذا الكتاب وسطرت منه بعض الفوائد والفرائد في كراس عندي
فأحببت أن أسديها لكم خالصة نقي ، والله من وراء القصد ولا حول ولا قوة إلا بالله
1) سبب تصنيف " ابن مطهر الحلي " لكتابه.
قال الذهبي رحمه الله : " فصنفه للملك المعروف الذي سماه فيه " خُدا بَنْدَه".
قال محقق الكتاب الأستاذ " محب الدين الخطيب " رحمه الله في كيفية وصول "ابن مطهر الحلي" إلي هذا الملك:
غضب يوماً من زوجته ـ أي "خدا بنده" ـ فطلاقها ثلاثاً ، ثم أراد أن يردها إلي عصمته فقال فقهاء أهل السنة والجماعة : أنه لا سبيل إلي ذلك حتى تنكح زوجا غيره ، وصعب عليه ذلك ، فأشار عليه رجال حاشيته من الشيعة بأن يدعو فقيها من علماء " الحلة " هو ابن المطهر هذا الذي ألف شيخ الإسلام في الرد عليه ، وأكدوا للسلطان أن ابن المطهر هو الذي يخرجه من هذه الورطة.
فلم حضر ابن المطهر واستفتاه السلطان فيما وقع منه من الطلاق ثلاثاً سأله : هل طلقت بمحضر شاهدين عدلين؟ قال السلطان: لا ، فأفتى له ابن المطهر بأن الطلاق لم تتحقق شروطه ، ولذلك لم يقع ، وله أن يعاشر زوجته كما كان يعاشرها قبل الطلاق ، فسر " خد بنده " بهذه الفتوى ، واستخلص ابن المطهر لنفسه وجعله من بطانته.
[المنتقى ص 20]
وفي هذا النص عبر وفوائد كثيرة لعلكم تذكرون بعضها
نكمل إن شاء الله