العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-02-12, 09:37 PM   رقم المشاركة : 1
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


Arrow الصوفية والعلمانية ... العفن والطُفيل

الصوفية والعلمانية ... العفن والطُفيل


  • تاريخ النشر: 21 ربيع الآخر 1432 (26‏/3‏/2011)


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد،


يعيش العلمانيون في بلاد المسلمين حالة من الذعر والهلع لامتلاك الإسلاميين مساحة ضئيلة من الخريطة الإعلامية،



التي كانت حكرا على العلمانيين طوال قرن أو أكثر من الزمان.



وخلال فترة احتكارهم للإعلام كانوا يصورون لأوليائهم من شياطين الإنس والجن



أنهم قد نجحوا في القضاء على الدين قضاء مبرماً،



وأن الدين لم يعد له وجود إلا في الزوايا والخبايا.



ولكنهم فوجئوا مع وجود نافذة إعلامية صغيرة للإسلاميين أن الناس مازالوا



-والفضل لله وحده-



مقبلين على التدين،



بل إن شئت قل:



مقبلين على التدين السني النقي



القائم على الرجوع إلى الكتاب والسنة لفهم سلف الأمة.






فوجئ هؤلاء أن عامة القوم -وأكثرهم من المستمعين إلى الغناء والموسيقى-



إذا أراد أحدهم أن يشاهد برنامجا دينياً،



يفضل برامج الذين يفتون بحرمة الغناء الذي هو واقع فيه،



فيفضله على برامج الذين يسوغون باطله،



وهذا يدل على أن الحق مازال له سلطان في القلوب،



رغم أن سلطان الهوى



مازال أكبر من الناحية العملية في قلوب كثير من الناس.





أسقط في أيدي العلمانيين وراحوا يستدعون كل ذي سلطة



على منع أي نافذة إعلامية للإسلاميين،



ولو كان الأمر بيدهم لرجعوا بالعالم كله إلى عصر ما قبل ثورة الاتصالات



حتى لا يروا حسرتهم بأعينهم،



فنسأل الله أن يميت من لم يرد هدايته منهم كمدا وحسرة.






وعلى الرغم من كثرة اتهام العلمانيين لأهل السنة بالجمود



-رغم ما يتمتع به أهل السنة بفضل الله -تبارك وتعالى-



من المرونة في حدود الساحة التي أتاحها الشرع-



إلا أن العلمانيين في زماننا هم الجامدون حقاً على تراث الجيل الأول منهم في بلادنا،



الذين كانوا بدورهم مجرد مترجمين لآراء المستشرقين.





الحاصل أن هؤلاء القوم لا يعرفون في مواجهة الدين إلا الطريقة التي حفظوها عن أوليائهم،



وهي مواجهة كانت أمام دين النصارى المحرف المبدل



الذي هو بحق دين الخرافة والمتناقضات،





فتسلل العلمانيون الأوروبيون الأوائل من ثغرة الخرافة ليهدموا الدين كله،



لا دين النصارى المحرف المبدل،



بل مبدأ العبودية لله والإيمان بالرسل والرسالات والإيمان بالغيب،



وعلى خطاهم سار أقرانهم في بلاد المسلمين،



ولم يجدوا كبير عناء في تكرار التجربة ومحاكاة أساتذتهم.





فالصوفية آنذاك هم التيار السائد



وهو مذهب قد حاكى النصارى



في معظم بدعهم وخرافاتهم وتقديسهم للأموات



وارتمائهم على عتبات القبور،



ولم يكن العلمانيون الأوائل في حاجة إلى تذكير الناس



بخطر هذا الدين المحرف على دنياهم،



ففي كل حي لا بد أن يوجد من أصابه العمى



لما اكتحل بتراب قبر السيدة،



أو من مات بالكوليرا لما شرب من مشروبات الموالد الملوثة،



بل إن أحد كبار متقدميهم أصاب العمى عينيه



من جراء شيء كهذا



فتعدى العمى عينيه إلى قلبه.






هكذا كسب العلمانيون الجولة الأولى بسرعة أو هكذا ظنوا،



ولكن الله قيض لدعوة التوحيد أن تنتشر،



وأن تبدد ظلمات الخرافة الصوفية،



ومعها تبددت كل مسوغات العلمانية وخسرت الصوفية المعركة،



وفي نفس التوقيت خسرت العلمانية المعركة،





لأن العلمانية أشبه بكائن طفيلي خبيث


يعيش على عفن الخرافة






فمتى هلك الأصل هلك الفرع لا محالة.






وهذه الصورة تنطبق على كل صور العلمانية حتى العلمانية الأوروبية،



على الرغم مما قد يبدو للناظر لأول وهلة من أن العلمانية في الغرب



قد صارت بناء شامخاً ثابتاً،



وذلك لأنها تستند على خلفية دين الخرافة بجذورها في أعماقه



إلى درجة لا تمكنه من أي نوع من المواجهة،




إلا أن هذا البناء العلماني الشامخ في بلاد أوربا يترنح بفضل الله -عز وجل-



أمام الإسلام دين الفطرة،



الذي بدأ يجد طريقه إلى عقول وقلوب الأوروبيين.






وأما العلمانية في بلاد المسلمين



فهي وإن استولت على عقول كثير ممن يسمون بالمثقفين



في أواخر القرن العشرين،



إلا أنها انحسرت بسرعة عن أوساط المثقفين،



بل أصبحت أوساط المثقفين يغلب عليها الإسلاميون بصفة عامة



(ومن جمود العلمانيين أنهم مازالوا يسمون أنفسهم بالمثقفين،



استناداً على تراث تاريخي يوم كان خريجو الجامعات بالعشرات



والمئات على أقصى تقدير،



وكان معظمهم مثقفا ثقافة علمانية).





انحسر التيار العلماني فعلياً منذ أواسط القرن العشرين



لاسيما منذ فترة السبعينيات منه،



ولكنه بقي مسيطراً على الإعلام يلقي من خلاله الكذبة ويصدقها



بأن جموع الشعب مع المثقفين،



وأن الإسلاميين شرذمة قليلة في الزوايا والخبايا بلا أي رصيد.





وأفاق العلمانيون على أن الزوايا الصغيرة المكانية



التي حصروا فيها الإسلاميين



قد تحولت إلى زوايا صغيرة أيضاً ولكنها إعلامية،



ولم يعد في وسعهم أن يزعموا أن الناس منصرفين عن الإسلاميين.





وبسرعة بحثت طفيليات العلمانية



على أي جيفة صوفية خرافية



يشبعونها نقداً وتجريحاً



ثم يرفعون رايات النصر على جثمانها المتعفن،



فلم يعدموا فتوى شاذة هنا، وكلاما ساقطا هناك،



ووجدوا استسلاما عجيباً من الصوفية،



الذين لا يطيقون سماع مجرد نقد علمي شرعي



لما عندهم من غلوٍ في الصالحين



إذا كان صادراً من دعاة السنة،



متهمين إياهم بازدراء الأولياء وعدم محبتهم



وعدم محبة النبي-صلى الله عليه وسلم-،



بينما لما تعلق الأمر بالعلمانية سارعوا برفع الراية البيضاء



بأن قصصهم لا تناسب العصر،



وكأنهم علموا بالضبط مراد العلمانيين فأعطوه إياهم مذعنين.





ونحن نقول لكلا الفريقين لو كانت هذه الأقوال من دين الله



لناسبت كل عصر ولما سببت جرحاً لمن تكلم بها.






ونقول لطفيليات العلمانية:




لا يغرنكم انتصاركم أو في واقع الأمر نموكم الطفيلي



على خرافات الصوفية العفنة،



فإن هذا لا ينفعكم في مواجهة الوحي الصادق



من كتاب الله والسنة الصحيحة الثابتة.




بل نقول إن كليكما قد أسقط الآخر



وصب في رصيد دعاة الحق،






وسبحان الله



وصدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- القائل



«وإن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر»



(رواه البخاري).






15-جماد ثاني-1428هـ 30-يونيو-2007 م




المصدر: موقع صوت السلف










من مواضيعي في المنتدى
»» خيانات المشروع الإيراني
»» ظاهرة الهجوم على العلماء في الإعلام السعودي
»» للأطباء من أهل السنة والجماعة فقط
»» الكفر وضوابط تكفير الأعيان
»» وداعاً بوش للشيخ عائض القرني
 
قديم 15-02-12, 10:32 PM   رقم المشاركة : 2
مناصرة الدعوة
مشرف سابق








مناصرة الدعوة غير متصل

مناصرة الدعوة is on a distinguished road


مقال تخط حروفه بماء الذهب بارك الله فيمن نقل والواقع يصدق ما قد كتب .







التوقيع :

قضتِ الحياةُ أنْ يكونَ النّصرُ لمن يحتملُ الضّربات لا لمنْ يضربُها !
~
ستنصرون .. ستنصرون .. أهل الشام الطيبون .

العلم مقبرة التصوف
من مواضيعي في المنتدى
»» مناقشة لما أثاره عبدالله المالكي في عقاب المبتدع – عبد الوهاب آل غظيف
»» من هم الإرهابيون !؟ أَهُم " السَّلفيون " !؟ أم " الروافض " !؟
»» حقيقة شريط المعمم عمران حسين عن تنبئه بالثورات العربية والرد عليه !للشيخ حامد العلي..
»» فضيلة الشيخ عثمان الخميس الصوفية وما أدراك ما الصوفية
»» هذه هى الصوفية
 
قديم 15-02-12, 11:19 PM   رقم المشاركة : 3
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


جزاكم الله تعالى خيرا أختنا الكريمة

وبارك الله فيكم








من مواضيعي في المنتدى
»» المشروع الإيراني والمشروع الأمريكي
»» هل ضريحا الحسين والسيدة وهميان
»» د.السميط.. أسلم على يديه 11مليونًا ولا زال مقصرًا!
»» بُرْدَةُ اَلتَّوْحِيْد
»» المالكي وعقارات لندن في زمن التشرّد والكوليرا العراقية
 
قديم 16-02-12, 12:59 AM   رقم المشاركة : 5
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


الطريقة العزمية تكرم النصراني ( ساويرس )


الذي آذى النبي صلى الله عليه وسلم وزوجاته ..!!


لمتابعة القضية ومشاهدة التطورات لهذه الفضيحة

تفضل بزيارة الحملة


















من مواضيعي في المنتدى
»» مرجع إيراني بارز يلمح إلى محاسبة المرشد الأعلى وإمكانية عزله
»» ما بين قمر العراق وقمر إيران
»» أين زكاة الأثرياء ؟
»» تساؤلات مشروعة للوبي الإيراني في مصر
»» إيران في الطريق إلى باب المندب
 
قديم 16-02-12, 01:32 AM   رقم المشاركة : 6
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


الصوفية القبورية والعلمانية ... علاقة التكافل



رحل الاستعمار عن بلادنا ، و لكنه ترك ذيوله ينفذون مخططاته و يرعون مصالحه ،

و يضمنون أن تبقى هذه الشعوب في سباتها كي لا تقض مضاجعهم.


و ما كان يفيق هذه الأمة و ينهض بها إلا دينها ،

لذلك كان الحل عندهم في زرع طابور خامس منبهر بالثقافة الغربية ،

يتبنى العلمانية على أن يصبح هؤلاء هم الحكام

والنخبة التي تقود المجتمع و تحركه.



في كل العصور التي حكمت فيها الأنظمة العلمانية البلاد الإسلامية ،

والقرن العشرون في مجمله كان كذلك ،

كانت مهمة هذه الأنظمة هي القضاء على الإسلام وانتزاعه من قلوب الناس.

و لما كانت هذه المهمة صعبة وشبه مستحيلة

عند التعامل مع دين متين و هو الإسلام.




و كي تسهل المهمة

كان عليهم إنزال الناس من قلعتهم الحصينة

وإدخالهم في قلعة مشابهة ظاهرياً

ولكنها قلعة من ورق يسهل اختراقها.


و كانت هذه القلعة الورقية هي الصوفية.


وجد العلمانيون فيها ضالتهم فأخذوا يزينونها و يشجعونها

وفي نفس الوقت يضيقون على الإسلام الحقيقي

حتى ينتقل الناس إلى الصوفية.




و لكن ما لا أستطيع إغفاله

هو وجود علاقة تكافل بين الصوفية القبورية البدعية و العلمانية ،

لذلك فحديثي يخص هذه الصوفية القبورية القائمة على البدع.


و يمكن شرح هذه العلاقة التكافلية فيما يلي :


العلمانية تفضل النموذج الصوفي الجاهل القائم على الخرافة

والموالد والفتة والكشك ،

وتقدمه على أنه هو الإسلام الحقيقي ،

وهي بذلك تقول بطريقة غير مباشرة لكل ذي عقل ،

إن الإسلام يتناقض مع العلم و الحداثة و.. و.. و..




و في نفس الوقت لا تستطيع أن تقول أنها تهاجم الإسلام

( لأنها تعتبر الصوفية هي الإسلام ...

و أحياناً تسمى زوراً - الإسلام الوسطي او المعتدل -

كنوع من المكياج أو التجميل ).



أي أنها محاولة صنع خصم ضعيف يسهل مهاجمته ،

و حصره في روحانياته ليتحول إلى فلكلور أو موروث شعبي

قبل أن يختفي هو تلقائياً .


وهو ما فعل مع المسيحية من قبل.


و في نفس الوقت يقوم النظام العلماني بقمع الإسلام الحقيقي

تحت شعار التطرف والإرهاب والغلو في الدين

والتشدد والأصولية والراديكالية.


و بنفس القدر يغذي الاتجاه الصوفي كي لا يثير الشبهات.




أما على الجانب الصوفي ،


فالصوفي فرح بهذا الغطاء

و هذه الحماية التي يقدمها له النظام العلماني ،

حيث يقمع هذا النظام

أي محاولة لتبصير الناس بالإسلام الحقيقي.



و يظل الصوفي قانعاً

بما يرميه إليه النظام العلماني من الجهلة و السذج ،



بينما لا يجد المتعلم أمامه

سوى العلمانية بعد تغييب الإسلام.


علاقة تكافلية ،

تتغذى فيها العلمانية على خرافات و جهل الصوفية ،

و تتمتع فيها الصوفية بحماية القبضة الأمنية العلمانية

المسيطرة على الدولة

مشكلة درعاً يحميها من الإسلام الحقيقي.



و رغم ذلك سينتصر الإسلام الحق في النهاية ،


فأيهما سيمضغ أولاً الصوفية القبورية أم العلمانية ؟


فبسقوط واحدة ستتهاوى الأخرى


:::::::::::::::::::::::


منقووول باختصار








من مواضيعي في المنتدى
»» متون علمية وكتب صوتية
»» الكلاب عند الصوفية !
»» في دعم الأحواز ينتهي الخطر الإيراني
»» بين بابا الفاتيكان.. ومرشد الثورة في إيران
»» إيران اليوم ليست كالأمس
 
قديم 16-02-12, 07:54 PM   رقم المشاركة : 7
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


التّحالفُ اللّاعقلانيّ .. بين الصوفية والعلمانية



بقلم :د.طارق عبد الحليم






،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

( لفحة )

هذا التجمع، بين غَرضِ الصّوفيّ وغَرضِ العِلمانيّ،

لا يفسّره إلا أمرٌ واحدٌ، هو إفلاسُهما جميعاً.

فالعِلمانيّ، لو وجد له في الشارع من "المثقفين" كما يدّعي،

ما يجعل له قوة ووجود،

ما لجأ إلى صاحب الخرافة واللامعقولية،

لنصرته، وتكثير عدده،

والصوفيّ، لو كان آمن بتلك المزاعم التي يروّجها

عن مذهبه بين أتباعه،

من زُهد وتقشّف وبُعد عن الدنيا،

ما لجأ إلى العِلمانيّ،

يُعينه على أمر الدنيا التي تعيش حقيقة في قلبه،

وإن غابت عن طَرف لسانه.




والصوفية الذين تَحالفوا مع الشّيطان،

من أتباعِ أبو العزايم، قبّح الله وجهَه،

هم منْ صَالَح النظام السابق وركب موجته

ووالى وعادى عليه،

فهم، حقيقة، فلول من فلول الحزب الوطني،

يُساندهم فلول سياسية من بعض رجال "سرقة" الأعمال،






من مواضيعي في المنتدى
»» الذب الأحمد عن زوجة نبينا أحمد صلِّ الله عليه وسلم
»» حكم الزواج من امرأة صوفية ؟
»» الداعية المصري الشيخ محمد حسان يصاب بأزمة قلبية مفاجئة
»» المخابرات الإيرانية تعتقل أحوازية
»» قناة الأطفال الشيعية هادي تي في
 
قديم 16-02-12, 09:35 PM   رقم المشاركة : 8
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


الصوفية والعلمانية والماسونية



د. أحمد خيري العمري




لم يأت حين من الدهر، منذ أن عُرِف ابن عربي،

دون أن يكون للرجل مريدوه ومعجبوه وأتباعه..

وذلك أمر طبيعي جداً طالما ظل للتصوف مساحة في عالمنا،

وهي مساحة ظلت تمد وتجزر، لكنها بقيت موجودة

وبقي في جزء معين منها، مكانٌ لابن عربي..


وابن عربي مختلف عليه دونما شك،

والآراء حوله تتدرج من اعتباره (الشيخ الأكبر)

إلى (من شك بكفره فقد كفر)!.

وقد كفّرته طائفة من العلماء منهم العز بن عبدالسلام وابن حجر العسقلاني

وابن كثير وابن تيمية،

ونقل عن الإمام الذهبي قوله:

« ومن أردأ تواليفه كتاب الفصوص

وإن كان لا كفر فيه فليس في الدنيا كفر! »،

بل إن السيوطي الذي لم يكفره وانتقد من كفّره

عدّه مبتدعا وحرّم النظر في كتبه!..



وبغض النظر عن التكفير أو التبجيل،

فإن التيار الإسلامي العام رفض «شطحات» ابن عربي

حتى لو لم يكفره من أجلها،

وهي شطحات ظلت هجينة عن التراكم الفكري الإسلامي وناشزة عن مجمله،

وكان وضوح نشاز بعض هذه الشطحات محرجاً للمدافعين عنه،

وقائمة الدفاع تتضمن القول إن الشطحات مدسوسة عليه (كالعادة!)

وأنه قال في كتبه أشياء أخرى تناقض هذه الشطحات،

أو أنهم يعتذرون عن ذلك بتعقيد لغته وغموضها وبالتالي عدم فهمها كما يجب،


والفصل في كفر ابن عربي - كشخص - أو إيمانه أمر لا يخصنا حتماً،

بل يخص الذي يعلم ما في صدورنا جميعاً،

هذا مع العلم أن الكثير من الطرائق الصوفية السائدة حالياً

قد نأت بنفسها عن شطحاته، أو على الأقل عن البعض من مؤلفاته.


إلى هنا والأمر عادي جداً،

فلغة الرجل المميزة رغم تعقيدها وغزارة مؤلفاته

منحت له مكانة معينة ضمن رفّ معين، له بالتأكيد رواده ومحبوه.




لكن غير العادي إطلاقاً،

هو هذا الاهتمام الجديد بابن عربي من قبل تيار بعيد ليس عن التصوف فحسب،

بل عن الدين ككل، تيار ظل يدعي العقلانية بمفهومها الغربي الديكارتي

الذي لا يؤمن بغير التجربة ومعاييرها الواضحة،

لكنه فجأة صار حريصاً على ابن عربي وذوقياته

التي لا يمكن إخضاعها لأي معيار ومن أي نوع..


هذا الاستحضار الليبرالي-العلماني لابن عربي

تجلّى في كتابات لكُتَّاب ليبراليي التوجه

(هاشم صالح، وعبدالوهاب المؤدب، ونصر حامد أبو زيد، وسواهم

وهو استحضار لا يمكن أن يكون بريئاً البتة،

بمعنى أن ابن عربي يبدو هنا غريباً وشاطحاً حتى أكثر من ذي قبل،

فقبل كل شيء، فإن انتماء ابن عربي إلى منظومة التصوف،

ولو في طرف الغلو والشطط منها،

سيكون أمراً مفهوماً داخل هذه المنظومة ككل،

أما استحضاره داخل المنظومة الليبرالية،

فأمر يشبه إقسار «كارل ماركس» أو «سيغموند فرويد»

داخل منظومة الفكر الإسلامي..


والحقيقة أن (شطحات) ابن عربي التي كفّره من كفره من أجلها،

هي بالذات ما يريده هؤلاء الليبراليون من ابن عربي المستحضر ليبراليا،

أي إن موقفهم هنا لا يشبه موقف المدافعين التقليديين

الذين يعتذرون عن شطحاته بهذا العذر أو ذاك،

بل في الواقع هم حريصون على (تكريس) هذه الشطحات وتأكيدها،

بل والتركيز عليها والدفاع عنها.



ولا شك أن ما يفعله الليبراليون ذكي جداً،

فهم يدركون أن القارئ المعاصر لا يملك النفس اللازم لقراءة مجلدات الفصوص والفتوحات،

بالذات مع لغة ابن عربي التي تميل إلى الغموض والتعقيد أحيانا،

لذلك فهم يقدمون وجبة سريعة معاصرة من ابن عربي

تحتوي على انتقاءات معينة مما قال،

وهي انتقاءات مدروسة لخدمة منظومتهم الليبرالية،

وتجعل من ابن عربي (حلقة وصل)

بين تراكم (محسوب في نهاية الأمر على التراث الإسلامي)

وبين منظومة غربية يحاول الليبراليون منذ عقود إدخالها إلى العقل المسلم

وبوسائل شتى وبنجاحات متفاوتة،

ويبدو ابن عربي اليوم وسيلة أخرى من تلك الوسائل،

خاصة أن اسمه مدعوم (غربياً)

من قبل دوائر عديدة ومؤسسات بحثية ومراكز دراسات.



يبدأ الليبراليون نهجهم هذا بما يعدونه «مسلمة» لا جدال فيها

بينما هي ليست كذلك إطلاقاً،

ألا وهي اعتبار ابن عربي (قمة نضج الفكر الإسلامي!

في مجالاته العديدة من فقه ولاهوت وفلسفة وتصوف

وعلم تفسير القرآن وعلوم الحديث واللغة والبلاغة)

(أبو زيد، هكذا تكلم ابن عربي، ص 24).


هكذا مرّة واحدة وبحسم نهائي يعتبر ابن عربي

قمة نضج الفكر الإسلامي في كل هذه المجالات!

ما الدليل على كل هذا؟

سيلقمنا أبو زيد بمستشرقين اثنين يوافقانه على رأيه،

أحدهما ياباني والآخر إسباني،

وما داما ينتميان إلى المنظومة الغربية،

فإنه يستغل عقدة نقصنا تجاههما،

ويمرر الأمر كما لو كان (متفقاً عليه)

بينما هو على الأغلب في النقيض من ذلك.



سيقول أبو زيد أيضا بلا مواربة:

«إن استدعاء ابن عربي يمثل طلباً ملحاً بسبب سيطرة بعض الاتجاهات والرؤى السلفية

على مجمل الخطاب الإسلامي في السنوات الثلاثين الأخيرة»

(أبو زيد، ص26)،

وبعبارة أخرى فإن صورة ابن عربي (المتطرفة تسامحا وبلا حدود)

هي البديل عن» صورة الإرهابي حامل البندقية والسكين»

(المتطرفة عنفا وبلا حدود أيضا)

«أبو زيد، ص 27»..

كما لو أن علينا دوما الاختيار بين واحد من الطرفين

بلا خيار ثالث مستمد من ثوابت وسط للأمة الوسط..



وهكذا سيتم إعادة إنتاج ابن عربي أو تحضير روحه من قبره

في السوق الدمشقية القديمة، في حفلة زار عولمية الملامح

من أجل أن ينضم صوته لجوقة المصفقين لها ولقيمها..

(حتى لو قيل ضمن ما قيل أشياء ضد العولمة ذرا للرماد في العيون).






من مواضيعي في المنتدى
»» السيستاني والمتعة
»» حضرا لعقد القران فعادا بزوجتيهما
»» من لطائف العلامة السعدي في الدعوة والأخلاق
»» تحية ودفاع عن عرضه صلى الله عليه وسلم
»» في تصعيدٍ خطير رجال خامنئي يصفون مرجعيات قم بالطابور الخامس للأعداء
 
قديم 16-02-12, 09:37 PM   رقم المشاركة : 9
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


وبين كل ما قاله ابن عربي، سيتم التركيز على أمور دون غيرها،

ربما كانت أساسية في تكفيره بالنسبة إلى مناهضيه،

لكن هذه المرة ليس لتكفيره،

بل باعتباره النموذج الذي يجب ترويجه.


وهكذا سنرى أبيات ابن عربي التي كثيراً ما عُدت سبباً لكفره،

تتحول لتصير مُعلَّقة من معلقات الليبراليين الجدد..


لقد صار قلبي قابلاً كل صورة *** فمرعى لغزلان وديرٌ لرهبان


وبيت لأوثان وكعبة طائف*** ألواح توراة ومصحف قرآن


أدين بدين الحب أنى توجهت *** ركائبه فالحب ديني وإيماني


هذه الأبيات يحتفي بها الليبراليون لأنها ببساطة


«تؤدي إلى تحويل الاعتقاد القرآني إلى اعتقاد نسبي

عن طريق إعطاء الصدقية لجميع الأديان والاعتقادات الأخرى

بما فيها الاعتقاد الوثني»

(هاشم صالح، الانسداد التاريخي، ص 171)،



« وهو يؤدي إلى المصالحة مع فلسفة التنوير

على طريقة سبينوزا وفولتير وروسو»،

بل الأكثر من هذا يهلل هؤلاء إلى أن هذا ما دفع

«المسلمين المستنيرين! لى تقبل الرسالة الماسونية! »

(هاشم صالح، ص 171).



إذن فالهدف من كل هذا الاحتفاء معلن وصريح:


تحويل الاعتقاد القرآني إلى اعتقاد نسبي يضع كل المعتقدات،


حتى الوثنية، وأسهل منها الليبرالية، في سلة مقبولة واحدة!.




لكن هذا الانفتاح غير المشروط على كل العقائد الذي نظَّر له ابن عربي،

سيكون له فيما كتبه شخصياً شواهد «عملية» مناقضة،

فحينما تكون هناك مواجهة عسكرية بين المسلمين وغيرهم

تنتهي بهزيمة المسلمين نجد أن ابن عربي

(لا يحتمل رؤية الزور وأهله يعزون والدين القويم ذليل،

ويحلم بأن يقام دين محمد، ودين المبطلين يزول)،

وهو موقف إنساني وطبيعي تماما،

لكن الليبراليين هنا يعتذرون لنا، بالنيابة عن الشيخ الأكبر

«عن هذا التناقض الذي حول التسامح إلى تعصب»

(أبو زيد، ص 71)



فمجرد الرغبة بانتصار الإسلام يصبح تعصباً يستحق الاعتذار بالنسبة إلى هؤلاء!

ولعل هؤلاء كانوا يفضلون لو أن ابن عربي خرج لاستقبال الغزاة بالورود،

بالضبط كما روّجوا للغزاة الجدد

ولطريقة استقبال مثلى تحقق عمليا قراءتهم المعاصرة لنظرية ابن عربي في التسامح!.






من مواضيعي في المنتدى
»» الكلاب عند الصوفية !
»» خبر صغير وشر مستطير
»» حنجرة نصر الله وحنجرة القاشوش / أمير سعيد
»» الوهابية دعوة للفهم والدراسة / بقلم أحمد الصويان
»» الشيعة ولعبة تغيير المناهج الدراسية السنية
 
قديم 16-02-12, 09:37 PM   رقم المشاركة : 10
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


رؤية ابن عربي للكفر والإيمان،

سيتم أيضاً تجييرها لصالح المنظومة الليبرالية عبر الوجبة السريعة

دون أن نتمكن من معرفة إن كانت هذه رؤية ابن عربي حقاً،

أم أنها القراءة الليبرالية لها،

وهكذا «فالكفر بمعنى عدم الاعتراف بوجود إله لا وجود له عند ابن عربي،

فالكفر بمعنى إنكار وجود الباري ليس إلا صفة عارضة ظهرت ظهور الشرائع السماوية

على أيدي الرسل الذين صدقهم البعض -وكذبهم البعض-

ولولا نزول الشرائع ما كان للكفر أن يظهر

ولكن ذلك لا ينفي حقيقة أن العالم كله مؤمن في الباطن»

(أبو زيد، ص 78).



إذن لا كفر هناك حقاً،

حتى المشرك الذي يعبد الأوثان والأشجار

والكواكب ليس كافراً

حسب هذه المنظومة لأنه

«يعبد تجلياً من تجليات الله! ».

ماذا عن الملحد الذي يزعم مطلق الكفر

ويرفض الانتماء لأي دين؟..

حتى هذا «مؤمن رغم أنفه»

حسب ما تحاول القراءة الجديدة لابن عربي إقناعنا


«أي إنسان لا بد أن يكون مؤمناً بشيء ما،

بمذهب فكري ما، وهذا في باطنه ليس إلا إيماناً

بمجلى من مجالي الحقيقة الإلهية المطلقة»

(أبو زيد، ص 19)..


حتى الإلحاد،

حتى الموقف الفكري الواضح

الذي يتضمن الإنكار الصريح لوجود الله - تعالى -


يعد إيماناً وفق هذه الرؤية!..




ماذا يريد الليبراليون أكثر من هذا؟

فكل ما سينتجونه، مهما كان بعيداً،

بل ومناقضاً ومحارباً للدين وللقيم الدينية،

سيكون إيماناً رغم كل النصوص الدينية،

بل إن هذا المفهوم سينفي مفهوم الكفر من أساسه

رغم تعارض هذا النفي مع القرآن الكريم ووضوح مفهوم الكفر فيه،

لكن ستحصره القراءة الليبرالية لابن عربي في هامش ضيق

واضح أن ابن عربي لم يقصده،

ولكنهم يقوّلونه رغم أنفه

(لا مجال للتكفير عند شيخنا،

فالخطأ يقع فقط حين يزعم الزاعم أياً كان أن منظوره للحقيقة

هو المنظور الكامل والنهائي!)

(أبو زيد، ص96).



سيبدو ابن عربي هنا دمية صامتة

يحاول الليبراليون عبرها أن يقولوا كل ما يريدون قوله

دون أن يتمكنوا من ذلك،

بالضبط سيكون وسيلة لشرعنة التفلت الفكري ومن ثم السلوكي

باعتباره رمزاً محسوباً على التراث الإسلامي

حتى لو كفّره أكثر من خمسين عالما

من رموز هذا التراث!..




خلال كل ذلك،

سيتضح إلى أي مدى يكون استعداد الليبراليين للتضحية بأبسط مبادئ العقلانية

في سبيل تمرير جزء من منظومتهم،

فمن أجل أن نروج لابن عربي،

سنسكت عن خرافات وترّهات كتبها ابن عربي بمنتهى الجدية

مثل لقائه المتعدد بالخضر، وعن بساط طائر.. إلخ،

وكلام آخر يستحق قائله أن يرسل إلى مشفى الأمراض العقلية

لكي يجد حلاً لمشاكله،


لا أن يعد (قمة نضج الفكر الإسلامي)،

ولكن العقلانية لا تهم،

والتفكير السليم لا يهم،

ونبذ الخرافات لا يهم،


المهم أن نقبل الآخر، أن نتماهى معه،

أن نقبل ما ينتجه من أفكار ولو كانت لا تقبل أبسط ثوابتنا..

وأن نرتكز على ذلك كله على شخص محسوب على التراث الإسلامي..






من مواضيعي في المنتدى
»» تساؤلات مشروعة للوبي الإيراني في مصر
»» انكشاف الأغطية في مهاجمة خامنئي لتيار السلفية
»» مساجد تفتح وكنائس تغلق ... الإسلام يكتسح فرنسا
»» مطوية عن الصوفية / دار القاسم
»» نظام الملالي إرهابي
 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:49 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "