سني نيوز: محمد الحربي – المدينة المنورة :
يعاني إعلامنا العربي والإسلامي بشكل عام من الضعف في بعض الجوانب المهنية الفنية , وأيضاً في جانب استشراف المستقبل ووضع اللبنات بهندسة ومعمارية تُساهم في تطوير الوضع المجتمعي والأمني في المنطقة العربية والإسلامية .
ولتكون الصورة واضحة للقارئ الكريم لنتذكر معاً كيف كان الصراع بين القنوات والقيادات الإعلامية والإسلامية في الموقف من الذراع العسكري الإيراني في المنطقة العربية " حزب الله " , وكيف أصبح الآن , إذ أن الموقف الآن اتحد ولله الحمد وأصبحت الصورة واضحة , ولكن بعد أن هتك هذا الذراع الأعراضَ وقتل النساءَ والأطفالَ والشيوخ وهجّرهم من بيوتهم .
كان الإعلام العربي سابقاً يتعاطف مع حزب الله ويتسابق لبث خطابات المدعو " حسن نصر الله " التهديدية للكيان الصهيوني ، فسارت القنوات خلف الخطابات الرنانة والكلمات الهجومية والتهديدات العلنية ودعوا المحللين التابعين سراً لهذا الكيان , فخُدع الناس والمجتمع العربي والإسلامي , حتى أن بعضهم كان يُعلِّق شعار " حزب الله " على جدار منزله فخراً وشجاعة , فكشف الله سوءتهم من خلال الصراع الجاري في سوريا , فحُرِّقت شعارات الحزب وتراجع كبار المُفكرين علانيةً عن التأييد السابق , بكل وكان ذلك التراجع قراراً شجاعاً استدعى الوقوف في كل قضية سابقة أو حالية قد اتخذنا منها موقفاً وحسب لنا أو علينا .
والسبب في ذلك أن الإعلام استيقظ من سباته بأصوات الصبايا المغتصبات وصراخ الثكلى والشيوخ بل وسُحب من فراشه حتى استيقظ بالقوة فمَكّن من وثّقوا ألمهم وواقعهم بكاميرات الموبايل من الظهور على الشاشات , واطّلعت الأمة عليه ورأت ماذا يفعل أدعياء الممانعة بالنساء والأطفال الرضع والشيوخ , نعلم جميعاً أن صدمة المخدوع مؤلمة بل وقاتله أحياناً .
كُنا في السابق نحذر من بعض هذه الخدع التي تنطلي على الشعوب والمجتمعات ويتم نصحنا بأن نسكت حرصاً على مصالح الأمه وحرصاً على أن لا يتهمنا الغرب بالطائفية وإقصاء الآخر .
وها نحن اليوم ليتنا نتعظ بما سبق، و لا نُعيد الكرة من جديد!..
واليوم ها هُم علمائنا وبغض النظر عن التأخير , قد اجتمعوا ووقفوا وقفة مشرفة بشأن القضية السورية والشيعة الداعمين للموقف الإيراني والروسي والصيني , فكان النداء إلى الجهاد بالمال والنفس والدعوة إلى النفير العام للأمة الإسلامية وإلى النصح لمن بيده القرار من المسؤولين في بلدان المسلمين كافة وأن حزب الله وإيران يقودان حرباً على الإسلام والمسلمين , فرح المسلمون واستبشروا بهذا الإتحاد على هذا البيان وهم ينتظرون الموقف الواقعي على الأرض , فالأيام القادمة هي الحاسمة فيما سيحدث مستقبلا .
علمائنا الآن في موقف حاسم مع الشعوب الإسلامية بعد هذا المؤتمر , إن كانت الأيام القادمة مثل سابقها من الأيام فالشعوب لم ترحم ولم تخشى أصحاب السلطة وهم بيدهم السوط والجلاد فكيف بالعلماء والدعاة الذين أسمعونا في هذا المؤتمر خطابات الشجب والانفعال والمطالبة بالنفير العام للأمة والجهاد , الدور القادم الآن على العلماء والعمل على أرض الواقع فالتاريخ لا يرحم ولا يكذب , نرجو من الله تعالى بأن تكون الأيام القادمة خيرٌ من سابقتها وأن يكون هذا المؤتمر ليس كغيره من المؤتمرات الماضية , والله من وراء القصد