هل تعلم أن أخر ملوك الفرس أرسل يستغيث بإمبراطور الصين
بعد هزيمته الساحقة على يد العرب المسلمين؟!
بعد الهزائم القاصمة والساحقة التي حدثت لجيوش إمبراطوري الفرس والروم على أيدي العرب المسلمين، في عهد الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قام كل منهما بمراسلة إمبراطور الصين للاستغاثة به وتهويل خطر قوة المسلمين الصاعدة مدعيا أنهم سوف يسيطرون على طريق التجارة الذي يهم الصين.
ويذكر "الطبري " أن يزدجرد ملك الفرس أوفد بعد هزيمته في معركة »نهاوند « مبعوثه إلى ملك الصين، وحمله هدايا كثيرة له، على أمل أن ينجده لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من إمبراطوريته.
وهكذا سافر الرسول إلى الصين ومثل بين يدي ملك الصين ومعه الكتاب والهدايا، وأبلغه برسالة كسرى يزدجرد وحاجته الماسة للمساعدة والنجدة العسكرية، بعد أن دك العرب المسلمون عرشه في المدائن بأقدامهم وسحقوا الجيوش الفارسية.
فرد عليه ملك الصين قائلا: قد عرفت أن حقا على الملوك انجاد الملوك على من غلبهم. فصف لي صفة هؤلاء القوم ( أي العرب ) الذين أخرجوكم من بلادكم، فإني أراك تذكر قلة منهم، وكثرة منكم، ولا يبلغ أمثال هؤلاء القليل الذين تصف منكم فيما أسمع من كثرتكم إلا بخير عندهم وشر فيكم.
- سلني عما أحببت.
- أيوفون بالعهد؟!
- نعم !!
- وما يقولون لكم قبل أن يقاتلوكم!
- يدعوننا إلى واحدة من ثلاث: إما دينهم فإن أجبناهم أجرونا مجراهم أو الجزية فالمنعة أو المنابذة
- فكيف طاعتهم أمراءهم!
- أطوع قوم لمرشدهم.
- فما يحلون وما يحرمون؟!
فأخبره الرسول بذلك!!
ثم سأله ملك الصين: أيحرمون ما حلل لهم أو يحلون ما حرم عليهم?
- لا .
- فان هؤلاء قوم لا يهلكون أبدا حتى يحلوا حرامهم ويحرموا حلالهم. أخبرني عن لباسهم
فأخبره الرسول بذلك.
ثم سأله أيضا عن مطاياهم ( أي دوابهم )
فقال الرسول: الخيل العراب(الأصيلة ) - ووصفها له
فقال ملك الصين: نعمت الحصون هذه.
ثم وصف له الرسول الإبل وبروكها وانبعاثها بحملها
فقال: هذه صفة دواب طوال الأعناق.
وأنهى إمبراطور الصين لقاءه مع مبعوث كسرى بعدم تلبية الطلب، واكتفى بتحميله بهدايا مماثلة كالتي جاء بها. وكتب إلى كسرى يزدجرد إمبراطور الفرس المشرد قائلا:
"انه لم يمنعني أن ابعث إليك بجيش أوله مرو وآخره بالصين الجهالة بما يحق علي . ولكن هؤلاء القوم الذين وصف لي رسولك صفتهم، لو يحاولون الجبال لهدوها ولو خلى سربهم أزالوني ماداموا على ما وصف فسالمهم وارض منهم بالمساكنة ولا تهيجهم ما لم يهيجوك!
المصدر: فهمي هويدي، الإسلام في الصين، سلسلة عالم المعرفة، الكتاب رقم (43 ) –