بسم الله الرحمن الرحيم ..
و بالله وحدهـ نستعين ’’
:
الخوف و الخشية من الله عز وجل ,,
***
قد ذكر بعضا من مخاوف الأنبياء عليهم السلام .. فقد قيل :
بكى آدم عليه السلام على الجنة ثلاثمائة عام , وما رفع رأسه إلى السماء بعدما أصاب الخطيئة ..
وقال وهيب بن الورد :
لما عاتب الله تعالى نوحا عليه السلام في ابنه فقال : " إني أعظك أن تكون من الجاهلين " , سورة هود : 46.
بكى ثلاثمائة عام حتى صارت حتى عينيه أمثال الجداول من البكاء.
وقال أبو الدرداء رضي الله عنه :
كان يسمع لصدر إبراهيم عليه السلام إذا قام إلى الصلاة أزيز من بُعد خوفا من الله تعالى.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت :-
ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم قط مستجمعا ضاحكا , حتى أرى لهواته ( واللهاة : اللحمه المشرفة على
الحلق ) , إنما يبتسم , وكان إذا رأى غيما أو ريحا عرف ذلك فيوجهه, فقلت :-
يا رسول الله الناس إذا رأوا الغيم فرحوا رجاء أن يكون فيه المطر , وأراك إذا رأيته
عُرِفت الكراهة في وجهك ! فقال :
" يا عائشة : ما يؤمنني أن يكون فيه عذاب ؟؟ قد عذب قوم بالريح , وقد رأى قوم العذاب فقالوا:
هذا عارض ممطرنا "رواه البخاري 4551, ومسلم 899.
وكان صلى الله عليه وسلم يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل من البكاء .رواه أبو داود 904, والنسائي 3/13.
**خوف الصحابة رضي الله عنهم ,,
روي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه كان يمسك لسانه ويقول :-
هذا الذي أورد ني الموارد .
وقال :-
يا ليتني كنت شجرة تعضد ثم تؤكل .
وكذلك قال طلحة وأبو الدرداء وأبو ذر رضي الله عنهم .
وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يسمع آية فيمرض فيعاد أياما .
وأخذ يوما تبنة فقال :-
يا ليتني كنت هذه التبنة ,يا ليتني لم أك شيئا مذكورا , يا ليت أمي لم تلدني . وكان فيوجهه خطان أسودان من البكاء .
وقال عثمان رضي الله عنه :-
وددت أني إذا مت لا أبعث .
وقال أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه :-
وددت أن لي إنسانا يكون في مالي , ثم أغلق علي بابي , فلا يدخل
علّي أحد حتى ألحق بالله عز وجل .
....
هذه كانت أمانيهم وكان النبي صلى الله عليه وسلم بين أظهرهم يبشرهم بالجنات ,
ولكن لم يتكلوا ويتكاسلوا لإن قلوبهم إمتلئت إيمانا ,,
فأمتلئت خوفا وخشية ..
/
\
/
** و مضـه : -
عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :-
( من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه , ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه " قالت
عائشة – او بعض أزواجه – إنا لنكره الموت قال : ليس ذاك ولكن المؤمن إذا حضره الموت
بشر برضوان الله وكرامته , فليس أحب إليه مما أمامه , فأحب لقاء الله وأحب
الله لقاءه , وإن الكافر إذا حُضِر بشر بعذاب الله وعقوبته , فليس شيء أكره إليه مما أمامه ,
فكره لقاء الله وكره الله لقاءه )
رواه البخاري , كتاب الرقاق ,باب من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه 6507.
‘‘
اللهم إنا نسألك بأن نخشاك حق خشيتك في الغيب والشهادة..
اللهم وأصلح لنافساد قلوبنا... و وفقنا للعمل الصالح والإخلاص فيه وكرمنا بقبوله منا يا أرحم الرحمين ..
اللهم إنا نسألك بأن نكون ممن بشر برضوانك , فأحببنا لقائك وأحببت لقاءنا ..
آمـــــــيـــــن ..
*
*
المرجع /
لمن أراد المزيد من مواقف الصاحبة والتابعين رضوان الله عليهم فليرجع لكتاب منهاج القاصدين للإمام ابن قدامه رحمه الله تعالى.