بقي الكلام في اللعن على أعدائهم (أبو بكر وعمر) , فقيل لا يزيد في عذابهم والحق خلافه بالتقريب المذكور , وإنما يترائى من منافاته لقاعدة العدل لأنه كيف يكون فعل شخص سبباً لزيادة عذاب غيره مع أنه لا إختيار له فيه - فالجواب عنه من وجهين -:
الأول : ان الله تعالى قرر لهم عذابين بإزاء أفعالهم وآخر بإزاء لعن اللاعنين , وأسمعهم أنه إذا فعلوا ذلك الفعل القبيح أن يعذبهم بهما , وبعد هذا فأين هذا الظلم .!
الثاني : ان لعنهم من باب شكاية المظلوم من ظالمه , فإنهم ظلموا جميع المسلمين لأن منهم قد ثارت الفتن أولاً , ومنهم إستتر الإمام العدل [ وبقي الناس في ظلم الجهالة ([1]) ] , فقد ظلمونا نحن معاشر المسلمين ولعمري ان ظلمهم علينا أشد من ظلمهم على أهل البيت (ع) , لأن فوائدهم كانت تصل إلينا , وإني كلما أشكلت علي مسألة أوجبت على نفسي لعنهم والبراءة منهم , لأنهم سبب إستتار الحجة , بل وفي كل فساد وقع وفي الخبر أن القائم (المستتر
) يحيهم ويلزمهم بكل ذنب وفساد وقع في هذه الدنيا حتى قتل قابيل هابيل ورمي أخوة يوسف له في الجب ورمي إبراهيم في النار وسائر ما وقع ...... الخ
= شرح الصحيفة الساجدية - نعمة الجزائري : الدعاء الثاني
= نور الأنوار في شرح الصحيفة - نعمة الجزائري ص : 58 - 59
([1]) وكذا كتاب الأمالي وقرب الإسناد والبصائر المحاسن لما أشتغل أصحابنا في جمع , وقليلاً مايوجد في هذه الكتب شيئ لم يكن مثله في الكتب الأربعة المشهورة وفائدتها تقوية أخبار الكتب الأربعة غالباً , ونرجوا من الله تعالى ظهور صاحب الأمر (المستتر) حتى يتخلـص العالـمون من هذه الهمــــوم .
روضة المتقين - المجلسي الأول 14 : 104
05-06-14, 11:08 AM
ابن نرجس (جديد)
العرض الشجري