العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-04-11, 09:06 PM   رقم المشاركة : 1
محب المهاجرين و الأنصار
عضو نشيط








محب المهاجرين و الأنصار غير متصل

محب المهاجرين و الأنصار is on a distinguished road


Unhappy المنهج الشرعي في التعامل مع الأخطاء

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة و السّلام على رسولنا محمد وعلى آله و أصحابه أجمعين .

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.






المنهج الشرعي في التعامل مع الأخطاء

الشيخ/عبد العزيز بن ناصر الجليل


لما كان الخطأ لا ينفك عن الطبيعة البشرية، ولما كان الاجتماع الإنساني ضرورة حياتية، فإن البشرية بمقتضى ذلك تكون في أمس الحاجة لمنهج قويم في التعامل مع الأخطاء الناتجةعن ذلك الاجتماع الإنساني لحل المشاكل.

ويجدر بنا أن نذكر هنا المنهج العادل والطريقة المثالية لمعالجة الخطأ، وذلك حسبما رسمه لنا من أمرنا الله عز و جل بأن تكون لنا أسوة حسنة فيه، محمد رسول الله صلى الله عليه وما أكثر المواقف العادلة في سيرته صلى الله عليه وسلم، بل إن سيرته صلى الله عليه وسلم كلها عدل، ونكتفي هنا بمثال واحدألا وهو موقفه صلى الله عليه وسلم من صنيع حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه في فتح مكة، ويحسن أن نذكر القصة بتمامها، ليتضح لنا ذلك القسطاس المستقيم الذي انتهجه الرسول صلى الله عليه وسلم في معالجة هذا الخطأ؛ رغم شناعته وخطورته:

روى الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه، عن علي رضي الله عنه، قال: «بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا مرثد والزبير ـ وكلنافارس ـ قال: «انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ، فإن بها امرأة من المشركين معها كتاب من حاطب بن أبي بلتعة إلى المشركين»، فأدركناها تسير على بعير لها حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلنا: الكتاب، فقالت: ما معي من كتاب، فأنخناها فالتمسنا فلم نر كتابًا، فقلنا: ما كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم، لتخرجن الكتاب أو لنجردنك، فلما رأت الجد أهوت إلىحجزتها ـ وهي محتجزة بكساء ـ فأخرجته، فانطلقنا بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عمر: يا رسول الله، قد خان الله ورسوله والمؤمنين، فدعني فلأضرب عنقه.

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما حملك على ما صنعت؟»، قال حاطب: والله ما بي ألا أكون مؤمنًا بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم، أردت أن تكون لي عند القوم يد يدفع الله بها عن أهلي ومالي، وليس أحد من أصحابك إلا له هناك من عشيرته من يدفع الله به عن أهله وماله، فقال صلى الله عليه وسلم: «صدق، ولا تقولوا إلا خيرًا».

فقال عمر: إنه قد خان الله والمؤمنين، فدعني فلأضرب عنقه، فقال: «أليس من أهل بدر؟ لعل الله اطلع على أهل بدر،فقال: اعملوا ما شئتم فقد وجبت لكم الجنة، أو فقد غفرت لكم)، فدمعت عينا عمر، وقال: الله ورسوله أعلم»[متفق عليه، رواه البخاري (3983)، ومسلم (2494)].

من هذه الحادثة نستطيع أن نحدد ثلاث مراحل للمعالجة العادلة للخطأ، مهما كانت ضخامته:

المرحلة الأولى:
مرحلة التثبت من وقوع الخطأ:

وفي هذه الحادثة قد تم التثبت عن طريق أوثق المصادر ألا وهو الوحي، حيث أخبر الله عز و جل الرسول صلى الله عليه وسلم بخبر الكتاب الذي أرسله حاطب مع المرأة، وأين هي المرأة.

المرحلة الثانية:
مرحلة التثبت من الأسباب التي دفعت إلى ارتكاب الخطأ:

وهذا الأمر متمثل في قوله صلى الله عليه وسلم لحاطب: «ما حملك على ما صنعت؟» وهذه المرحلة مهمة؛ لأنه قد يتبين بعد طرح هذا السؤال أن هناك عذرًا شرعيًّا في ارتكاب الخطأ، وتنتهي القضية عند هذا الحد، فإذا لم تنته عند هذا الحد مثل ما ظهر في قضية حاطب، وأن العذر الذي أبداه لرسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن مقنعًا لكنه طمأن رسول الله صلى الله عليه وسلم على صدق حاطب، وأنه لا زال مسلمًا، نقول: إذالم يكن العذر مقنعًا من الناحية الشرعية، فإنه يصار إلى:

المرحلة الثالثة: وفيها يتم جمع الحسنات والأعمال الخيرة لمرتكب الخطأ وحشدها إلى جانب خطئه:

فقد ينغمر هذا الخطأ أو هذه السيئة في بحر حسناته: وهذا هو الذي سلكه الرسول صلى الله عليه وسلم مع حاطب رضي الله عنه؛ حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر عندما استأذن في قتل حاطب: «أليس من أهل بدر؟» فقال: «لعل الله اطلع على أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم فقد وجبت لكم الجنة،أو غفرت لكم».

وقد ذكر الإمام ابن القيم رحمه الله كلامًا جيدًا حول هذا الموضوع؛ حيث قال في رده على من قال: إن الله يعافي الجهال ما لا يعافي العلماء:

(فالجواب: أن هذا الذي ذكرتموه حق لا ريبة فيه، ولكن من قواعد الشرع والحكمة أيضًا أن من كثرت حسناته وعظمت وكان له في الإسلام تأثير ظاهر، فإنه يحتمل له ما لا يحتمل من غيره، ويعفى عنه ما لا يعفى عن غيره؛ فإن المعصية خبث، والماء إذا بلغ القلتين لم يحمل الخبث؛ بخلاف الماء القليل فإنه يحمل أدنى الخبث.

ومن هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم لعمر: «وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم»، وقد ارتكب مثل ذلك الذنب العظيم ، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه شهد بدرًا، فدل على أن مقتضى عقوبته قائم لكن منع من ترتيب أثره عليه ما له من المشهد العظيم؛ فوقعت تلك السقطة العظيمة مغتفرة في جنب ما له من الحسنات.

ولما حض النبي صلى الله عليه وسلم على الصدقة فأخرج عثمان رضي الله عنه تلك الصدقة العظيمة، قال: «ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم» [رواه الترمذي، (4066)، وحسنه الألباني في صحيح سنن الترمذي، (3701)]، وقال لطلحة لما تطأطأ للنبي صلى الله عليه وسلم حتى صعد على ظهره إلا لصخرة: «أوجب طلحة» [رواهالترمذي، (4103)، وحسنه الألباني في صحيح سنن الترمذي، (2939)].

وهذا موسى كليم الرحمن عز و جل ألقى الألواح التي فيها كلام الله الذي كتبه له، ألقاها على الأرض حتى تكسرت، ولطم عين ملك الموت ففقأها، وعاتب ربه ليلة الإسراء في النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: شاب بعث بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر مما يدخلها من أمتي، وأخذ بلحية هارون وجره إليه وهو نبي الله، وكل هذا لم ينقص من قدره شيئًا عند ربه، وربه تعالى يكرمه ويحبه، فإن الأمر الذي قام به موسى، والعدو الذي برز له، والصبر الذي صبره، والأذى الذي أوذي به في الله أمر لا تؤثر فيه أمثال هذه الأمور، ولا تغير في وجهه ولا تخفى منزلته.

(وهذا أمر معلوم عند الناس مستقر في فطرهم أنه من له ألوف من الحسنات؛ فإنه يسامحبالسيئة والسيئتين ونحوهما، حتى إنه ليختلج داعي عقوبته على إساءته وداعي شكره علىإحسانه؛ فيغلب داعي الشكر داعي العقوبة، كما قيل:

وإذا الحبيب أتى بذنب واحد *** جاءت محاسنه بألف شفيع

والله سبحانه يوازن يوم القيامة بين حسنات العبد وسيئاته، فأيهما غلب كان التأثير له، فيفعل بأهل الحسنات ـ الذين آثروا محابه ومراضيه، وغلبتهم دواعي طبعهم أحيانًا ـ من العفو والمسامحة ما لا يفعله مع غيرهم) [مفتاح دار السعادة، ابن القيم، ص(192)].

ومعالجة الأخطاء لو سلكنا فيها ذلك المسلك النبوي السابق تفصيله لما وقع كثير من المسلمين فيما وقعوا فيه اليوم من كيل التهم، والتشهير، وتتبع العثرات، والذي لا يستفيد منه إلا الشيطان وأولياؤه، ولا يفرح الشيطان بشيء كفرحه بالفرقة والاختلاف بين المسلمين، فقد روى الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه عن جابر رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلةأعظمهم فتنة؛ فيجيء أحدهم فيقول فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئًا، قال: ثميجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته، قال: فيدنيه منه ويقول:نعم أنت»، قال الأعمش: أراه قال: (يلتزمه) [رواه مسلم، (7284)].

فإذا كان فرح الشيطان بالفرقة بين الزوجين بهذه الدرجة؛ فكيف يكون فرحه بالفرقة بين دعاة المسلمين؟ ولوأن أحدنا إذا سمع شائعة عن مسلم أو طائفة ما قام بالتثبت منها، فإنه يصبح أمام أحدأمرين:

إما أن تكون الشائعة لا أصل لها، وأنها مجرد ظنون وأوهام كاذبة، فيقضي عليها في مهدها.

وإما أن يكون الأمر صحيحًا بعد التثبت فيصار إلى المرحلة الأخرى، ألا وهي البحث عن الأسباب والدوافع التي أدت إلى وجود هذا الخطأ؛ إما من صاحب الشأن، إن كان ذلك ممكنًا، أو سؤال من يعرفه، أو من التمعن فيما كتبه إن كان ذلك مكتوبًا ... إلخ.

وهذا هو مراد الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال لحاطب: «ما حملك على ما صنعت؟»، وإذا اتضح الدافع المؤدي إلى وجود هذا الخطأ وكان مقنعًا من الناحية الشرعية فإن الأمر ينتهي عند ذلك، وإن لم يكن مقنعًا، فإنه يصار إلى المرحلة الثالثة، ألا وهي النظر إلى حسنات هذا الشخص وبلائه وجهاده، لعل له حسنات عظيمة ينغمر فيها هذاالخطأ ويصبح ضئيلًا، في الوقت الذي يسعى لتعديل الخطأ والمناصحة فيه بمحبة وإخلاص وحكمة.


المصدر: موقع لواء الشريعة.


منقول من موقع فضيلة الشيخ العلامة حمود بن عقلاء الشعيبي - رحمه الله







التوقيع :
اللهُمَّ من شنَّ على المُجاهدينَ حرباً ، اللهُمَّ فأبطِل بأسه.ونكِّس رأسَه. واجعل الذُلَّ لِبَاسَه. وشرِّد بالخوفِ نُعاسَه. اللهُمَّ مَن كانَ عليهم عينا ًفافقأ عينيه. ومن كانَ عليهِم أُذُناً فصُمَّ أُذُنيه. ومن كانَ عليهِم يداً فشُلَّ يَديْه. ومن كانَ عليهِم رِجلاً فاقطع رِجليْه.ومن كانَ عليهم كُلاًّ فخُذهُ أخذَ عزيزٍ مُقتدرٍ يا ربَّ العالمين.
من مواضيعي في المنتدى
»» لقاء مع أمّ عمارة حفظها الله أم الشهيد نحسبه كذلك أبو العيناء رحمه الله
»» عود أولادك أن يدعوا لك
»» من هو الخارجي، التكفيري والمرجئ؟! وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ
»» اسأله يعجز الشيعه عن الرد عليها
»» الحمد لله ... مات ابني !
 
قديم 10-04-11, 03:08 AM   رقم المشاركة : 2
حـوريه البدر
مشرف سابق







حـوريه البدر غير متصل

حـوريه البدر is on a distinguished road


يُرفع رفع الله قدرك في الدارين وضاعف أجرك....







التوقيع :
اللهـــم أعــــز الإسلام والمسلميـــن
وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ
وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ
من مواضيعي في المنتدى
»» وجهة نظر أرجو من الجميع قراءتها..
»» لعــن أعداء آل البيت أكثر ثـــواب من الصلاة على محمد وآل محمد
»» صوماليات يستنجدن لإغاثة أبناءهن وهن صائمات
»» وصية نايف بن عبد العزيز للعلماء والدعاة نحن مستهدفون في عقيدتنا فدافعوا عنها
»» إجــهاض قضــايا الأمـــة بإشغالـــها بالخلافات الهامـــــشية ..!
 
قديم 10-04-11, 11:31 AM   رقم المشاركة : 3
محب المهاجرين و الأنصار
عضو نشيط








محب المهاجرين و الأنصار غير متصل

محب المهاجرين و الأنصار is on a distinguished road


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة و السّلام على رسولنا محمد وعلى آله و أصحابه أجمعين .

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.




اللهم آمين و إياكِ أختي الفاضلة.

بارك الله فيكِ .

و نفع الله بك.

في أمان الله.







التوقيع :
اللهُمَّ من شنَّ على المُجاهدينَ حرباً ، اللهُمَّ فأبطِل بأسه.ونكِّس رأسَه. واجعل الذُلَّ لِبَاسَه. وشرِّد بالخوفِ نُعاسَه. اللهُمَّ مَن كانَ عليهم عينا ًفافقأ عينيه. ومن كانَ عليهِم أُذُناً فصُمَّ أُذُنيه. ومن كانَ عليهِم يداً فشُلَّ يَديْه. ومن كانَ عليهِم رِجلاً فاقطع رِجليْه.ومن كانَ عليهم كُلاًّ فخُذهُ أخذَ عزيزٍ مُقتدرٍ يا ربَّ العالمين.
من مواضيعي في المنتدى
»» القولُ المسطورُ في نسفِ ما ورد عن " يَعْفُور "
»» الحمد لله ... مات ابني !
»» ذكور أم رجال ؟؟؟!!! ......... ( الرجولة الحقيقية ........الغائبة)
»» زوجت زوجى لمن يحب هل هناك من تفعل مثلى‏ ؟
»» حكم معارضة الحاكم
 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:57 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "