العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-07-16, 09:12 PM   رقم المشاركة : 1
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


الإسلام دين يدعو إلى العفو والصفح والتسامح

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإسلام دين يدعو إلى العفو والصفح
أن الناس قد يعادي بعضهم بعضاً، لأسباب مختلفة،دينية أو دنيوية، ولكن هذه العداوات،لا تدوم أبد الدهر،فالقلوب تتغير، والأحوال تتبدل،وعدو الأمس قد يصبح صديق اليوم،وبعيد اليوم قد يصبح قريب الغد، وهذه قاعدة مهمة في علاقات الناس بعضهم ببعض،فلا ينبغي أن يسرفوا في العداوة، حتى لا يبقوا للصلح موضعا،وهذا ما نبه إليه القرآن الكريم(إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ)الممتحنة،
بعد هذا قال تعالى(عَسَى اللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)الممتحنة،
فهذا الرجاء من الله سبحانه الذي ذكره بكلمة (عسى) يملأ القلوب أملا بتغيير القلوب من العداوة والبغضاء إلى المودة والمحبة، والله قدير على تغيير القلوب، فهو الذي يقلبها كيف يشاء، والله غفور لما مضى من الأحقاد والضغائن، رحيم بعباده الذين تصفو قلوبهم،
اشتهر بين المسلمين قولهم(وابغض بغيضك هوناً ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما)رواه الترمذي،والبخاري،وصححه الألباني،من حديث ابي هريره رضي الله عنه،
الدعوة إلى الحوار بالتي هي أحسن،وذلك في قوله تعالى(ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)النحل،
فالدعوة بالحكمة،والجدال بالتي هي أحسن،فالمسلمون مأمورون من ربهم أن يجادلوا مخالفهم، بالطريقة التي هي أحسن الطرق، وأقرب إلى القبول،بل يعمل على تقريب القلوب بعضها من بعض،
وهذا من أصول الحوار بالحسنى،وضرورة الحوار بين المتخالفين،
أن المسلمين وحدهم،هم الذين لهم أعلى درجات التسامح الديني،وله درجات ومراتب،
فالدرجة الدنيا من التسامح،أن تدع لمخالفك حرية دينه وعقيدته، ولا تجبره بالقوة على اعتناق دينك أو مذهبك،
والدرجة الوسطى من التسامح، أن تدع له حق الاعتقاد بما يراه من ديانة ومذهب،ثم لا تضيق عليه بترك أمر يعتقد وجوبه أو فعل أمر يعتقد حرمته،فإذا كان النصراني يعتقد بوجوب الذهاب إلى الكنيسة يوم الأحد فلا يجوز أن يمنع من ذلك في هذا اليوم،
والدرجة التي تعلو هذه في التسامح،ألا نضيق على المخالفين فيما يعتقدون حله في دينهم أو مذهبهم،وإن كنت تعتقد أنه حرام في دينك أو مذهبك،وهذا ما كان عليه المسلمون مع المخالفين من أهل الذمة،إذ ارتفعوا إلى الدرجة العليا من التسامح،فقد التزموا كل ما يعتقده غير المسلم أنه حلال في دينه، ووسعوا له في ذلك، ولم يضيقوا عليه بالمنع والتحريم،وكان يمكنهم أن يحرموا ذلك مراعاة لشريعة الدولة ودينها ولا يتهموا بكثير من التعصب أو قليل، ذلك لأن الشيء الذي يحله دين من الأديان ليس فرضاً على أتباعه أن يفعلوه،
فلو أن الإسلام قال للذميين، دعوا زواج المحارم، وشرب الخمر، وأكل الخنازير، مراعاة لشعور إخوانكم المسلمين، لم يكن عليهم في ذلك أيُّ حرج ديني، لأنهم إذا تركوا هذه الأشياء لم يرتكبوا في دينهم منكراً، ولا أخلوا بواجب مقدس،ومع هذا لم يقل الإسلام ذلك، ولم يشأ أن يضيق على غير المسلمين في أمر يعتقدون حله، وقال للمسلمين،اتركوهم وما يدينون،
روح التسامح الديني،عند المسلمين،التي تبدو في حُسن المعاشرة، ولطف المعاملة، ورعاية الجوار، وسعة المشاعر الإنسانية من البر والرحمة والإحسان. وهي الأمور التي تحتاج إليها الحياة اليومية،وهذه الروح لا تكاد توجد في غير المجتمع الإسلامي،
تتجلى هذه السماحة في مثل قول القرآن في شأن الوالدين المشركين اللذين يحاولان إخراج ابنهما من التوحيد إلى الشرك(وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً)لقمان،
وروى أحمد والشيخان(البخاري,ومسلم)عن أسماء بنت أبى بكر قالت،قدمت أمي وهي مشركة، في عهد قريش،فأتيت النبي
صلى الله عليه وسلم،فقلت،يا رسول الله، إن أمي قدمت وهي راغبة، أفـأصِلها،قال(نعم، صِلي أمك)
وروى أبو عبيد،أن رسول الله،صلى الله عليه وسلم،تصدق بصدقة على أهل بيت من اليهود،فهي تُجْرَى عليهم،
وروى البخاري،عن أنس،أن النبي،صلى الله عليه وسلم،عاد يهودياً،وعرض عليه الإسلام فأسلم، فخرج وهو يقول(الحمد لله الذي أنقذه بي من النار)
وروى البخاري،أن النبي،صلى الله عليه وسلم،توفي ودرعه مرهونة عند يهودي في نفقة عياله،
وقد كان في وسعه،صلى الله عليه وسلم،أن يستقرض من أصحابه، وما كانوا لِيَضِنُّوا عليه بشيء ولكنه أراد أن يُعَلِّم أمته،
وقبل النبي ،صلى الله عليه وسلم،الهدايا من غير المسلمين،
والإسلام دين يدعو إلى العفو والصفح عند المقدرة، وأنَّ من يتسامح في حقه ويعفو، ويصفح عن المسيء إليه يكون نبيل الخلق، عظيمَ الشأن، متسامياً عن الدنايا،قال الله،سبحانه وتعالى﴿ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ،وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴾فصلت،
فالإسلام يجيز المعاملة بالمثل،ولكنه يشجع على العفو والمغفرة عند المقدرة، وهذا هو النبل وكرم الخلق، والعظمة الإنسانية، والتسامح في المعاملة، وليس ذلك من الضعف مطلقاً،
وقد أمر الله نبيَّه،صلى الله عليه وسلم،بلِين الجانب،وحسن المعاملة، والتواضع للمؤمنين،كما أمره بالتبرؤ من عملهم إن عصوه فيما أرشد إليه وحثهم عليه،ذلك قول الله،تعالى﴿وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ،فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ ﴾
الشعراء،
ولذا علينا أن نعامل الناس جميعاً بالرفق،واللين،والتواضع، سواء المطيع منهم والعاصي، والمحسن منهم والمسيء،فالإسلام دين التسامح،ودين الرحمة والعفو والعدالة،لا دين القسوة،والغدر، والتعذيب،والظلم،
وما قاله،الشافعي،أيضاً حول الصديق،عندما أنشد،
سامح صديقك إن زلت به قدم،،،،،،،فليس يسلمُ إنسـان من الزللِ
والمشكلة التي يقع فيها البعض أنه وبمجرد أن تزل قدم صديقه، كأن يتفوه بكلمة جارحة في حقه وربما بدون قصدٍ تراه مزمجراً غضباناً،
وربما أشخاص استخدموا القطيعة والجفاء لأصدقاء أعزاء عليهم ولسنين طوال بسبب سوء فهم بينهم،أو بسبب زلة لسان عفوية خرجت من أحدهم،
فالكثير من الناس في حالة الغضب يتناسى،التسامح،أين نحن عن قوله،تعالى(وَأَن تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ)البقرة،
هل يتسامحون ويعذر كل منهم الآخر في حالة الاختلاف، أم يلجأ كل واحد منهم بالتشهير،
وليجعل كل شخصٍ منا قدوة في التسامح،قد نكون من أولئك الذين تحدث عنهم القرآن الكريم،بقوله(وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)آل عمران،
اللهم اهدنا لأحـسن الأخلاق لايهدي لأحسنها إلا أنت،واصرف عنا سيئها ياارب،

نسأل الله أن يرزق قلوبنا العفو والصفح عن جميع الناس،
اللهم اجعلنا من المتسامحين،المتقين،واجعلنا من عبادك الصالحين
،نرجو رحمتك ونخشى عذابك.






 
قديم 30-07-16, 11:23 PM   رقم المشاركة : 2
مهذب
عضو ماسي






مهذب غير متصل

مهذب is on a distinguished road


.
... عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ:

«إِنَّ هَذَا الْعِلْمَ دِينٌ، فَانْظُرُوا عَمَّنْ تَأْخُذُونَ دِينَكُمْ»

صحيح مسلم (1/ 14)








التوقيع :

{وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا (53)}
[الإسراء: 53]


إن كانت الأحداث المعاصرة أصابتك بالحيرة ، فاقرأ هذا الكتاب فكأنه يتكلم عن اليوم :
مدارك النَّظر في السّياسة بين التطبيقات الشّرعية والانفعالات الحَمَاسية
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=174056

من مواضيعي في المنتدى
»» جيش العدل : نطالب بحقوق البلوش والسنة في إيران
»» تنظيم القاعدة : نظرة شرعية إلى تنظيم القاعدة للشيخ عبد السلام بن برجس رحمه الله
»» لا لا ترحل يا بشار !!
»» خطيب جامع طهران يقول / عجعوج سيشارك في المظاهرات ضد الوهابية في السعودية
»» حول مؤتمر الشيشان / مناظرة هدمت شيوخ الصوفية بالسودان مع أحمد داؤد والأسد مزمل فقيري
 
قديم 31-07-16, 10:57 PM   رقم المشاركة : 3
بشائر 13
مراقبة عامة






بشائر 13 غير متصل

بشائر 13 is on a distinguished road


أختي الفاضله
موضع التسامح ودرجاته مع المخالف -دينا واعتقادا ومذهبا- يتقاطع مع موضوع حرية المخالف في الدين الإسلامي، والتعامل مع هذا الموضوع ينبغي أن يكون بالتفصيل والتقعيد المنبني على استقراء أفعال وتصرفات الجيل الأول؛ لأنه قد ورد عنهم رضي الله عنهم ما يدعم وجهة نظر كل فريق، وهذا الاختلاف محمول على عدة محامل ليس هذا مقام بسطها، والتفصيل أليق بهذا الموضوع من الإجمال الذي قد يشكل في ذهن القارئ، ويشكل على بعض الآثار الثابتة، ويشكل على المستقر من عمل الأمة وعلمائها في سائر العصور، كما أن هذا الموضوع متعدد الدرجات والمسائل بما يحتاج معه للتفصيل وأحيانا بحث أعيان المسائل كل مسألة بحسبها.
ونحن لا نختلف أن الأصل هو التعامل بالحسنى وتحبيب الخلق في شريعة ربهم، ولكن لهذا الإحسان عدة زوايا ينظر من خلالها له؛ فقد يكون من الإحسان إلى دين الإسلام وأهله التضييق على الكفر وأهله ومظاهره في ديار الإسلام.
ومن الكتب التي ناقشة هذا الموضوع بإسهاب مع متانة في التأصيل:
(1) الحريات السياسية المعاصرة في ضوء فقه الصحابة رضي الله عنهم، من تأليف د. فهد بن صالح العجلان، من مطبوعات المركز العربي للدراسات الإنسانية.
(2) الاستدلال الخاطئ بالقرآن والسنة على قضايا الحرية، من تأليف د. إبراهيم بن محمد الحقيل، من مطبوعات البيان للبحوث والدراسات.
(3) فضاءات الحرية بحث في مفهوم الحرية في الإسلام وفلسفتها وأبعادها وحدودها، من تأليف سلطان بن عبدالرحمن العميري، من مطبوعات المركز العربي للدراسات الإنسانية.







 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:01 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "