العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الـمـنـتـدى الــرمــــضـانـــي

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-07-16, 04:52 PM   رقم المشاركة : 1
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


ما يجب على المسلم بعد شهر رمضان

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما يجب على المسلم بعد شهر رمضان
كعادته يأتي سريعًا ويمضي سريعًا، وها نحن،نودع شهر رمضان المبارك، بنهاره الجميل،ولياليه العطرة، ها نحن نُودِّع شهرَ القرآن،والصبر والتقوى،شهر العزة والكرامة، شهر الصدقة والرحمة، شهرَ المغفرة والعتق من النار،
تفكروا في سرعة مرور الأيام والليال، وتذكَّروا بذلك قربَ انتقالِكم من هذه الدنيا، فتزوَّدوا بصالح الأعمالِ، حَلَّ بكم شهرُ رمضان المبارك بخيراتهِ وبركاتهِ، وعشتُم جميع أوقاته، ثم انتهى وارتحَلَ سريعاً شاهداً عنه ربه لمن عرف قدره واستفاد من خيره بالطاعة، وشاهداً على من تجاهل فضله،وأساء فيه بالإضاعة؛ فليحاسب كلٌّ منَّا نفسَه ماذا قدَّم في هذا الشهر، فَمَنْ قدَّم فيه خيراً فليحمَدِ الله على ذلك، وليسألْهُ القبولَ والاستمرارَ على الطاعة،
ومَنْ كان مفرطاً فيه فليتُب إلى الله، وليبدأ حياة جديدة يستغلُّها بالطاعة، بدلَ الحياة التي أضاعَها في الغفلة والإساءة، لعلَّ الله يكَفّر عنه ما مضى ويوفقَه فيما بقي من عمره،
قال تعالى(إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا)الفرقان،
وقال النبي،صلى الله عليه وسلم(وأتبع السيئةَ الحسنةَ تَمْحُها)،
إنَّ شهرَ رمضان كما وصفه رسول الله،صلى الله عليه وسلم(شهرٌ أولهُ رحمةٌ، وأوسطُه مغفرةٌ،وآخرُه عتقٌ من النار)
وذلك لأنَّ الناس مع هذا الشهر لهم حالاتٌ مختلفة،
فمنهم،من وافاه هذا الشهر وهو مستقيمٌ على الطاعة، محافظٌ على صلاة الجمع والجماعة، مبتعدٌ عن المعاصي، ثم اجتهد في هذا الشهر بفعل الطاعات،فكان زيادة خير له، فهذا تناله رحمة الله،لأنَّه محسنٌ في عمله،وقد قال تعالى(إِنَّ رَحْمَتَ اللَه قريب من الْمُحْسِنِينَ)الأعراف،
ومنهم،من وافاه هذا الشهر، فصام نهاره،وقام ما تَيسَّرَ من ليله،وهو قبل ذلك محافظٌ على أداء الفرائض وكثيرٍ من الطاعات، لكن عنده ذنوبٌ دون الكبائر،فهذا تناله مغفرة الله، قال تعالى(إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلا كَرِيمًا)النساء، وقال النبي،صلى الله عليه وسلم(الصلوات الخمسُ، والجمعة إلى الجمعة،ورمضانُ إلى رمضان كفارة لما بينَهُنَّ إذا ما اجُتنبت الكبائر)
ومنهم،من وافاه شهر رمضان وعنده ذنوبٌ كبائر، لكنها دونَ الشركِ، وقد استوجبَ بها دخول النار، ثم تاب منها، وصام هذا الشهر، وقام ما تيسر منه، فهذا يناله الإعتاق من النار بعد ما استوجب دخولها،
ومنهم،من وافاه الشهر وهو مقيمٌ على المعاصي من فعل المحرمات، وترك الواجبات، وإضاعة الصلاة، فلم يتغيَّر حاله، ولم يتب إلى الله من سيئاته،أو تاب منها توبةً مؤقَّتة في رمضان، ولمَّا انتهى عاد إليها، فهذا هو الخاسر الذي خسِرَ حياته،وضيَّع أوقاته، ولم يستفد من هذا الشهر إلا الذنوب والآثام،
إنَّ عبادة الله واجبة في كل وقت وليس لها نهاية إلا بالموت،قال تعالى(وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ)الحجر،
إن هذا الإنسان مقطوع الصلة بالله،إذا كان مقصوراً على شهر رمضان،فهو عمل مردود على صاحبه مهما أتعب نفسه فيه،لأنه عمل مبتور لا أصل له ولا فرع، وإنما ينتفع برمضان أهل الإيمان الذين هم على الاستقامة في كل زمان، يعلمون أن ربّ الشهور واحد،
وهو في كل الشهور مطلع على أعمال عباده وشاهد، ولقد بلغ الجهلُ ببعض المنتسبين إلى الإسلام أن اعتقد أنه إذا صلَّى الجمعة كَفته عن العبادة في بقية الأسبوع، فيضيع الصلوات الخمس، وبعضهم يعتقدُ أنَّ صيام رمضان والتعبُّد فيه يكفيه عن التعبدِ في بقية السنة، فيترك الصلوات أحد عشرَ شهراً، ويُصلي في شهر واحد، والبعض الآخر يعتقدُ أنَّه إذا حجَّ مرة في عمره كَفَّرَ الحجُّ عنه ما مضى وكفاه عن العمل في المستقبل، وربما يستدِلُّ خطأً على ذلك بما جاء في الحديث أنَّ هذه العبادات كفارات لما بينهن، ولو استكمل الحديث وتأمَّلَه لوجد أنَّ التكفير المذكور فيه مشروطٌ باجتناب الكبائر، والله تعالى يقول(إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ)النساء،
فدلت الآية على أن ترك الصلاة لا يكفَّرُ إلا بالتوبةِ، ويشترطُ لصحة التوبة ثلاثة شروط،
أحدها،ترك الذنوب تركاً نهائياً، أما من تاب بلسانه وهو مقيمٌ على الذنوب،فتوبته غير صحيحة ولا مقبولة،
والثاني، أن يندم على ما حصل منه من الذنوب،فإن لم يندم ويخجل من الله على ما حصَل من المعاصي،فإن توبته غير صحيحة،
والثالث،وهذا مهم جداً،أن يعزم على أن لا يعودَ إلى المعاصي طول حياته إلى الممات،
أما من تاب من المعاصي في وقت محدَّدٍ كشهر رمضان، وفي نيته أن يعود عليها في وقت آخر، كبعد رمضان فتوبتُه غير مقبولة، وشهر رمضان خير عون لمن يريدُ أن يتوبَ توبةً صحيحة،لأنه يستطيع فيه السيطرة على نفسه وهواه، ويستطيع فيها ترك مألوفاته وشهواته، ويستطيع فيه فعل الطاعات بسهولة،فهو يسهل فعل الطاعات، وينبه ذوي الغفلات،
والمُوفق في هذا الشهر من استفاد من مروره عليه،فتعوَّد فعل الطاعات،والابتعاد عن المعاصي والمحرمات، وصار منطلقاً له في المستقبل في الاستمرار على ما اعتاده فيه من فعل الخير، والمخذول من يعتبر شهر رمضان سجناً ثقيلاً يستطيل أيامه، وينتظر نهايته لينطلق إلى العصيان، وطاعة النفس والشيطان،
فتابعوا فعل الخيرات بعد رمضان، فإنَّ من علامةِ قبول الحسنة فعل الحسنة بعدها، وما شهرُ رمضان إلا منشِّطٌ على الخير ومبدأ للتوبة والعمل الصالح، ونهاية العمل تكون بالموت لا بخروج رمضان، وإن من علامة قبول التوبة والأعمال في رمضان أن يكون الإنسان بعد رمضان أحسن حالاً في الطاعة عما قبل رمضان،
ومن علامة الردّ والخذلان أن يكون الإنسان بعد رمضان أسوأ حالاً مما قبله،
حافظوا على ما كسبتم في رمضان من الحسنات ولا تُفسدوه بالرجوع إلى المعاصي والسيئات،
فتهدموا ما بنيتُم،وتبطلوا ما قدَّمتم، فإن السيئات إذا كَثُرت أهلكت الإنسان، ورجحت بحسناته في الميزان (وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ)
وإنَّ مِنْ متابعةِ الإحسانِ بعدَ رمضان صيامَ السِّتِّ من شوال،كما في صحيحِ مسلمٍ،عَن أبي أيوب الأنصاري،رضي الله عنه،قال،قال رسول الله،صلَّى الله عليه وسلم(مَنْ صامَ رمضانَ،وأتبعهُ ستًّا مِنْ شوالَ، كانَ كصيامِ الدَّهرِ كُلِّهِ)
وأَنَّ الله يَجزي على الحسنةِ بعشرِ أمثالِهَا، فصيامُ رمضان مضاعفاً بعشرةِ شهورٍ،وصيامُ الستِّ بستينَ يوماً،فحصلَ منْ ذلِكُم أجرُ صيام سنةٍ كاملة،
ووقتها في شوال، وهي مستحبة وغيرُ واجبةٍ، ويصح صومها متفرقةً في أوَّل الشهر ووسطه وآخره، والأَولى المبادرةُ بالقضاءِ قبلَ صيام الست،قال تعالى﴿ وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى ﴾طه،
اللهمَّ إنَّا نسألك الثبات والاستقامة في رمضان، وبعد رمضان،وأعد علينا ياالله شهر رمضان أعواماً عديدة وأزمنةً مديدةً، يا رب العالمين
نسأل الله العزيز القَدير أن يتقبل مِنَا ومِنكم الصيام والقِيام،وأن يعود علينا رمضان أعواماً عديدة ،وكل عامٍ وأنتم بِخير،واطال الله في اعماركم في طاعته.








 
قديم 05-07-16, 02:48 AM   رقم المشاركة : 2
محمد السباعى
عضو ماسي






محمد السباعى غير متصل

محمد السباعى is on a distinguished road


جزاك الله خيرا







 
قديم 10-07-16, 02:02 AM   رقم المشاركة : 3
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد السباعى مشاهدة المشاركة
   جزاك الله خيرا

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي محمد السباعى
وجزاك ربي جنة الفردوس






 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:01 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "