يرحلُ من خدموا كتاب الله بهدوء دون ضجة أو صخب ، بينما يرحلُ أهل الغناء والطرب والتمثيل والكرة ويصاحب موتهم صخب إعلامي .
نعلم أن من خدموا كتاب الله دراسة وتدريسا لا ينتظرون فلاشات تصويرهم ، ولا كاميرات اللقاء بهم ، ولكنهم يرجون الثواب من الله .
توفي قبل أيام الدكتور عبد العزيز إسماعيل قد لا يعرف الكثير منا من هو د. عبد العزيز إسماعيل ؟
وبالرغم من عمل الدكتور في المملكة ردحا من الزمن ، وعمله في تفسير من أفضل التفاسير المعاصرة المختصرة لم نقرأ في صحيفة محلية خبرا عن وفاته .
والتفسير الميسر نفدت طبعته الأولى بتقديم الدكتور عبد الله التركي عندما كان وزيرا للشؤون الإسلامية سابقا ، والطبعة الثانية قدم لها الشيخ صالح آل الشيخ الوزير الحالي .
وأنصح الجميع باقتناء "التفسير الميسر" فهو تفسير مختصر ، سهل ودقة العبارة ، وبعيد عن خلاف التفسير في الآية ، وجودة السبك ، تشعر أن كل كلمة موضوعة في مكانها .
ومن أراد القراءة فيه على الشبكة فهذا رابطه ...
رحيل العلامة الدكتور عبد العزيز إسماعيل صاحب التفسير الميسر
عن عمر يناهز 68 عاماً رحل في صمت في ساعة مبكرة من صباح امس في أحد مستشفيات مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية فضيلة العالم الجليل الدكتور عبد العزير أحمد إسماعيل أستاذ الفقه والتفسير والقراءات السابق بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض والخبير بمركز البحوث التابع لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية .
يذكر أن الراحل هو من قام بكتابة التفسير الميسر بالإشتراك مع ثلاثين عالماً من مصر والسعودية والأردن ولكنهم توقفوا عند سورة الأنعام وأكمل الدكتور عبد العزيز تكملة التفسير بمفرده وكما ذكر في مقدمة إهداءه في أحد النسخ أنه كتبه بدموعه وعرقه ودمه ، وتولي طباعته مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف وكان من أسهل وأبسط التفاسير التي ظهرت في العصر الحديث .
يذكر أن الراحل من مواليد محافظة قنا جنوب مصر في عام 1942 وحفظ القرآن الكريم قبل أن يكمل عامه التاسع ثم التحق بالمعهد الإبتدائي الأزهري بقنا ، وانتقل إلي القاهرة لتكملة الدراسة الثانوية وكان من أوائل الجمهورية والتحق بكلية اللغة العربية وكان أول الدفعة ، ثم حصل علي الماجستير والدكتوراة في إعراب القرآن الكريم ، ثم التحق بهيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض بكلية أصول الدين وكان أول من قام بإنشاء قسم للقراءات بالجامعة بعد أن ساهم في نشر القراءات في المملكة العربية السعودية من خلال أستقطاب علماء القراءات في العالم وعلي رأسهم العلامة الراحل الشيخ أحمد عبد العزيز الزيات الذي كان أعلي سند موجود في القراءات علي ظهر الأرض وكان الراحل من أنجب تلاميذه ، وقام بتسجيل القرآن الكريم كاملاً بصوته لإذاعة القرآن الكريم بمكة برواية قالون عن نافع والتي حققت شهرة واسعة في دول شرق أسيا ، وقام كذلك بتسجيل مصحف كامل برواية قنبل عن ابن كثير بإذاعة القرآن السعودية، ولا يزال يذاع.
كما قدم دروساً في اللغة العربية في برنامج حواري في الإذاعة نفسها.
ترك الفقيد للمكتبة الإسلامية مئات الكتب في التفسير والفقه والقراءات وأشرف علي مئات رسائل الدكتوراة في مصر والسعودية وفي العديد من دول العالم .
للكاتب / د.عبدالله زقيل