العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-10-10, 09:47 PM   رقم المشاركة : 1
أبو تميـم
مشترك جديد






أبو تميـم غير متصل

أبو تميـم is on a distinguished road


طاغوت التاويل


(التأويل) لو خُلق من هذا اللفظ إنسانًا لكانَ أقبح مخلوقٍ تنفر منهُ النفوس حتى لو كان إبليس بينهم لأجابوه: عليه السلام !.

فمَا في جدالهِم ثمرةٌ تُرتجى أو فائدةٌ تُكتسب ، بيْد أنهَّم لا يضلونَ إلا بعلمٍ وعلى بينةٍ !، و إنما أصفُ لكم الضَّلال لأمنعَ المهتدي أن يزِلَّ والجاهلَ أنْ يطغَى ، وما كشفتُ لكم من مقدِّماتٍ باطلةٍ مما تلوتهُ عليكم من قبلُ هي علِّةُ زيغهِم ، فلا يغتر بعد ذلكَ بمقالاتهِم غِرٌّ ، ولا يلتفت إلى شبههِم من به مسكة عقلٍ ؛ لأنَّك إنْ تأتي بعودٍ من القشِّ تقتلعُ بهِ جبلاً من أصولهِ خيرٌ لكَ من الخوضِ معهُم ، فإنيِّ لم أرَ قوماً يأكلُ الدليلُ الواحدُ ما يملكونَ من أدلةٍ كهؤلاء ، وهم مخذولونَ بحولِ الله وقوَّتهِ ، إذْ ليسَ فيهم عاقلٌ يُحسن المناظرة ، أو حاذقٌ يُجيد الكذب ، ولو اتَّفق بأن كانَ لهم عاقلٌ أو حاذقٌ لكانَ أشدّ أعدائهِم ، وأغلظَ خصومهِم ! ، وذلكَ من تقدير اللهِ في حفظ دينهِ ، ونُصرة أوليائهِ.
وعجبي إذْ يُسمُّون أنفسهُم علماء! ، مع أنهَّم أعرف النَّاسِ بجهلهِم ، وحقيقٌ إنْ كان لابدَّ من نعتهِم ووسمهِم أن نصفهم بغلطاتٍ بشريِّة يُخرجها القضاءُ والقدرُ بشكلٍ علميٍّ!.

إنكَ لتستغرب أيَّها القارئ الكريم إذْ لا تجدُ لهذهِ اللفظة (التأويل) بالمعنى الذي يستعملونه معنىً لغويًا ولا شرعيًا ، وهكذا شأنُ كلُّ لفظٍ ومصطلحٍ حادثٍ يُيسِّر لهم سبيلَ الهلاكِ ، ولو اقتصروا على ما أتى بهِ الشارعُ الحكيمُ لكانَ لهم فيهِ غُنية ونجاةٌ.
ولا يغرنَّك أيَّها القارئ ما يزعمهُ بعضهُم: أنَّ السلفَ الصالحَ استعمَلوا لفظَ (التأويل) بالمعنى الذي ذكرتُ لكَ ، فهذا لا يعدو أنْ يكونَ افتراءً عليهِم أو جهلاً مركبًا ، فالتأويلُ الذي معناهُ: صرفُ اللفظ عن ظاهرهِ إلى معنىً يحتملهُ لدليلٍ. لم يأتِ له ذِكرٌ في الشَّرعِ ولا في اللغةِ ، فتأمَّلْ ذلكَ.

ثمَّ إن غايةَ ما يرمي بهِ أهلُ التأويلِ السلفَ الصالحَ ، أنَّهم ظاهريَّة !.
وقد ظهرَ لي من نورِ هذهِ الكلمة ما لم أكنْ أراهُ من قبلُ ، حتى لكأنهَّا (المجهر) فلا تعرفُ الجراثيم الخفيَّة إلا بها !.
وقصدُهم منهَا: محاربةُ القرآنِ والأحاديثِ النبويَّة وجميع الآثارِ المرويَّةِ ، وتبديلهَا بكلامِ (أرسطو) وأذنابهُ من الزنادقةِ ، بلْ بكلِّ كلام لا يقومُ عليهِ نصٌّ شرعيٌّ ، فدسُّوا الدسائسَ الخفيَّة في أطرافِ تلكَ الكلمة الصحيحة لإقصاءِ الظاهرية الجامدة –زعموا- بالعلمِ الباطنِ! ، فمن النقيضِ إلى النقيضِ.
فإذا خالف نصٌّ شرعيٌّ مقدماتهم الفاسدة سواء كانت عقليَّة محضة ، أو ذوقيَّة فجَّة أو كشفيَّة ، تهافتوا إلى مصطلحهِم (التأويل) فلا تجدهُم يُقيمون للنصِّ الشرعيِّ وزنًا.

هبكَ أيَّها المؤوّل تُكلِّم طفلاً وتقولُ له: بعتُك أسدًا.
فهلْ سيفهَم هذا الطفل أنه رجلاً شجاعاً ؟! ، إنَّ هذا يأباهُ سياق الكلامِ ، وتمجُّه أُذن الأصمِّ !.
فكيفَ إنْ قال: المراد بالأسدِ هو الرجل الأبخر !.
ولقد ضربتُ بالطفلِ المثال ، فلو كانَ شيخًا لكتبَ هذه الكلمات على جلْدةٍ ثم صفعَ بها وجهَ المؤوّل كيما يعقل تأويلهُ.

ولذلك لا تجد المؤوّل يُقيم للنصِّ الشرعي وزنًا ، وإنما اتَّخذوا مذهبَ التأويلِ سلامةً من ألسنة أهلِ العلم ، وتلبيسًا على النَّاسِ ، وإلا فالعقل الذي يتَّكئُونَ عليهِ يأبى ذلكَ كلَّه ، ولو قلنا بأنَّ العقل يقبلهُ لبطلتْ أكثرُ أدلةِ الشرعِ ، لأنها من قبيلِ الظواهرِ ، وهذا لازمٌ باطلٌ باتفاقٍ ، فبطلَ الملزوم ، وكذلك يلزمُ عليهِ فقْدُ الثقةِ باللغاتِ ، واختلال استعمال الناسِ لها في معاملاتهِم ومحاكماتهِم وأحكامهِم وشهاداتهِم ، فلا يسلم حينئذٍ قاضٍ من تأويلِ السارقِ والمدينِ والزاني ...الخ ، بل حتَّى القضاة لا يسلمون من أنفسهِم فيتحدثون بما لا يدرونَ ويهرفونَ بما لا يعرفونَ !!. والبصيرُ بهذهِ المسألة التي تفرَّق فيها طوائف شتى من أهل التأويل ، يُدركَ هذا ويعرفهُ حقَّ المعرفةِ.

ولا يأتينَّ آتٍ يحتجُّ بالمذهبِ الظاهري كدليلٍ على أن الأخذ بظاهرِ الألفاظِ جمودٌ على النصِّ الشرعيِّ ، فإنَّ مذهبَ الظاهريةِ لهُ قواعد بُنيَ عليهَا مذهبه ، وشتَّان بينهما ، والفرقُ بين الأخذِ بظواهر النصوصِ الشرعيِّة والمذهب الظاهري يعرفهُ اللبيبُ العاقلُ ، فإنَّ أهلَ المذهب الظاهري يتمسَّكون بما يعتقدونهُ ظاهرًا وهو ليسَ كذلكَ في الحقيقةِ ، وإنما هي قواعد بنوا عليهَا جمودهم ، كالاعتقادِ بأنَّ ظاهرَ اللفظِ هو الحقيقة اللغويَّة ، وهذا غير صحيحٍ دائمًا ؛ لأنَّ ظاهرَ اللفظِ هو الذي يتبادرُ إلى الذهنِ سواء كانَ حقيقةً لغوية أو عرفيِّة أو شرعيِّة أو مجاز مطلق ؛ ولأنَّ أهلَ الظاهرِ لا يلتفتونَ إلى المقاصدِ والقرائنِ والمعاني ، ولا يعترفونَ بالقياسِ وسدِّ الذرائعِ والاستصلاحِ وغيرها من الأدلةِ الشرعيةِ التي تنحى منحَى التفكُّر في علِّةِ الأحكامِ المنصوصِ عليهَا ، مما أدَّى بهم إلى تضخيمِ دلالةِ النصِّ حينًا وهضمهِ أحيانًا أُخرى ، فتنبَّه لهذا الفرق الذي تخبَّط فيهِ كثيرٌ وخلَطوا.

ويبقى الحمْل الثقيل على دعاةِ الأمَّة ، أن يُحذِّروا الناسَ من تخيُّلات أهل التأويل وأوهامهِم ، فإنَّ لهم قدرة طاغية على الثرثرةِ ، فإذا فتَّشت عنها لم تجدْها إلا بلاء للناسِ في دينهِم وأخلاقهِم ، ولا أجدُ الناس يُؤتون إلا من هذا الباب.

اسألُ اللهَ أنْ يعصمنا عن ردِّ الحقِّ ، وأن يُرينا إيَّاهُ ويرزقنا اتِّباعهُ ، ويكشفَ لنا الباطل ، ويصرفنا عنهُ ، إنه وليُّ ذلك والقادر عليهِ.








 
قديم 15-10-10, 09:49 PM   رقم المشاركة : 2
عاصفة الاسلام
موقوف






عاصفة الاسلام غير متصل

عاصفة الاسلام is on a distinguished road


حسبي الله ونعم الوكيل

اللهم عليك بالمنافقين

وعجل بهلاكهم قبل اليهود
والشيعة والمسيح وجميع المشريكين

امين ____ امين







 
قديم 17-10-10, 08:17 PM   رقم المشاركة : 3
أبو تميـم
مشترك جديد






أبو تميـم غير متصل

أبو تميـم is on a distinguished road


الأخ الكريم / عاصفةُ الإسلام.

أشكرُ لك مرورك الطيِّب.







التوقيع :
AbO_TaMeM

(انبساطكَ لنا نعمةٌ ، وانقباضكَ عنَّا نقمةٌ)
من مواضيعي في المنتدى
»» الأسبابُ الجالبةُ لمحبِّة التشيُّع (الاستبراص) "لولا تشاركونــــــا"
»» طاغوت التاويل
 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:38 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "