طلب مني بعض الفضلاء الحديث عن مشاركتي الأخيرة في قناة ( المستقلة ) حول موضوع الحوثيين ، في مواجهة مجموعة من الزيدية المتعاطفين معهم ، فأجبته بأن فكرة المقابلة جاءت من جهة قناة المستقلة وبمبادرة منهم، حيث طلب مني د. الهاشمي المشاركة ، فقبلت ؛ نظراً لأهمية الموضوع . وقناة المستقلة قناة رائدة حرة، لها مبادرات جيدة، وصاحبها د. محمد الهاشمي رجل واعٍ مدرك لمسؤلياته الإعلامية، ويجيد إدارة الحوار وحاضر البديهة، فالقناة تُعد منبراً إعلامياً متميزاً لا يحسن بنا التأخر عنه ، وفعلاً جاءت المقابلة جيدة والحوار ممتع ومفيد بحسب آراء الناس وتفاعلهم .
ورأيي أن مثل هذه الحوارات مفيدة ، فأهل السنة على الحق ، وواجبهم أن يعرضوه على الناس ، ومخالفوهم على الباطل ولا حجة لهم، ولا خوف منهم ، فهي مثمرة من ناحية كشف عقائد المخالفين التي تقوم على الشبهات والظنون والمخالفة للدليل ، وكثير من الناس لا يعرف الباطل عند الآخرين إلا عندما ألقي عليه الضوء في تلك الحوارات ، إضافة إلى أن بعض الفرق يخفون عقائدهم ( المغالية ) ، ويتظاهرون بما عليه الآخرون ، لكن عندما تُشرح مذاهبهم وعقائدهم يظهر الحق بدليله، ويعرف الناس المستور من تلك العقائد والشرائع الباطلة.
وقد يعترض البعض بأن في تلك الحوارات تمكينًا لأهل البدع من بث شبهاتهم بين عامة المسلمين بطريقة إبرازية تبجيلية ، مما قد يُضلل بعضًا منهم . فهي تسيئ من حيث تظن أنها تُحسن صُنعًا . قد يكون هذا الاعتراض واردًا . لكن إذا قيست المصالح والمفاسد أرى أن المصالح أكثر ، لا سيما إذا كان المحاورون أكفاء ، والمدير للنقاش في مستوى جيد ومناسب ، فالحق قوي بدليله ، ولا نخشى من مجادلة أحد.
أخيرًا ، فقد ظهر لي والله أعلم أن المشاركين من الزيدية هم من فرقة الجارودية ، وهؤلاء من أقرب فرق الزيدية للرافضة في الطعن في الصحابة الذين لم يُقدموا بيعة علي رضي الله عنه على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما. ولا شك أن الجارودية يجدون دعماً من الاثني عشرية متمثلاً في دعم إيران لحركة الحوثي في اليمن ، التي تتمثل مذهباً متشدداً من الخليفتين الراشدين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ومن معاوية رضي الله عنه أيضاً . وواجبنا جميعًا بيان الحق لهم ولغيرهم من المخالفين ، ومناصحتهم حتى يعودوا للجادة . ولعلي في مقالات قادمة أكتب هنا مشاركاتي الشفهية حول موضوع حلقات " المستقلة " .
والله الموفق .
الدكتور / عبدالعزيز بن إبراهيم العسكر