نصير عثمان البغدادي
الثلاثاء 18 أكتوبر 2011
معادلات الشأن العراقي للدكتور طه الدليمي
(الحلقة الأولى)
نصير عثمان البغدادي:: خاص بالقادسية
حينما كنا نتعلم المواد العلمية أيام الدراسة كالرياضيات والفيزياء والكيمياء ، كانت تثيرنا حينها نظريات ومعادلات سميت باسم أول من تأمل فيها وأسس لها ، كنظرية فيثاغورس للمثلثات وإنشتاين في نظريته النسبية ونيوتن وقانونه في الجاذبية وأرخميدس وقانون الأجسام الطافية وغيرهم ، وهذه النظريات قامت بعد تجارب عدة تعامل فيها الباحثون بشتى الوسائل وسلكوا فيها كل ما هو متاح من سبل ثم توصل كل واحد منهم إلى معادلته لتكتب باسمه ويخلد التاريخ بعد ذلك نظريته ، وليس لمن بعده أن يلغي هذه النظرية إلا إذا جاء بنظرية تخالف ذلك لها تصديق من الواقع ومرت بنفس مراحل الاختبار ليستعيض الناس بعد ذلك بالبديل .
وفي تجارب التعامل مع الفرق والملل والنحل قواعد ومعادلات وقوانين هي قريبة من سابقاتها العلمية اكتشفها دعاة وعلماء خاضوا فيها تجارب طويلة تمخضت عنها هذه المفاهيم ولشيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – قصب السبق في وضع قوانين ومعادلات وقواعد لكثير من هذه الملل والطوائف وتبعه غير واحد من المجددين .
ولأن الله جل وعلا نصر دينه بالعلماء المجددين والدعاة الربانيين لتتحقق بهم مقاصده سبحانه في إكمال مسيرة الدين الحق حتى قيام الساعة فإنني أنظر لفضيلة شيخنا الدكتور طه الدليمي على أنه من أولئك القلائل الذين فتح الله عز وجل عليهم ليذبوا عن هذا الدين تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين ، وخصوصاً تجربته المريرة والطويلة مع شيعة العراق التي جعلت له رصيد كبير من المعادلات والقوانين والقواعد والتي استوحيتها من كتاباته وطروحاته ، وأظن أنها نظريات لابد من الإعلان عنها ودراستها فهي أرفع مكاناً وأشرف منزلة من نظريات العلوم التطبيقية التي صدَّرتُ لها هذا المقال ، كون معادلات الدكتور طه الدليمي تختص ببيان الحق وأهله وكشف الباطل وأعوانه وهل هناك أشرف وأعظم من معرفة الحق الذين من أجله خلقت السماوات والأرض ؟
من هنا أردت أن أسجل هذه المعادلات لتكتب باسم صاحبها فهو المستحق الأول لأن تنسب إليه ، لتسمى بعدها قوانين الدكتور طه الدليمي :
المعادلة الأولى :
نحن السنة متصالحون مع التاريخ والشيعة متصارعون مع التاريخ .
المعادلة الثانية :
نحن السنة نملك شخصية أبوية تنحو إلى الجمع ، فهي تتطير من كل شي حتى ولو بالإشارة إلى التقسيم .
المعادلة الثالثة :
حينما يكون لك خصوم يتكلمون بهويتهم الخاصة وأنت تتكلم باسم الجميع ابتُلِعت منهم جميعاً .
المعادلة الرابعة :
الأكراد مشروعهم غير ثأري بخلاف الشيعة مشروعهم ثأري .
المعادلة الخامسة :
التعايش مع الشيعة وَهْمٌ .
المعادلة السادسة :
ما بقي من حل إلا بالبحث في الدستور عن نقاط من الممكن أن تعيننا على العيش آمنين .
المعادلة السابعة :
مفهوم الفدرالية ... هو الإتحاد وليس التقسيم .
المعادلة الثامنة :
الفدرالية في السياسة : هي نظام سياسي يتقاسم فيه المركز مع الأطراف إدارة البلد وحكم البلد بدلاً من أن تتركز السلطة في المركز في يد مستبد .
المعادلة التاسعة :
الأمان أصل كل الخير، الأمان هو الخير والرزق والحضارة .
المعادلة العاشرة :
يجب التفريق بين اللامركزية السياسية واللامركزية الإدارية ، لأن اللامركزية الإدارية يمكن إلغائها في أي وقت بخلاف اللامركزية السياسية فإن الدستور يحميها فلا تتغير إلا بتغير الدستور .
المعادلة الحادية عشر :
الدول الفدرالية مستقرة أكثر من المركزية .
المعادلة الثانية عشر :
الدول الفدرالية أكثر تقدماً من الدول المركزية .
المعادلة الثالثة عشر :
الدولة الإسلامية في اغلب عهودها فدرالية وحتى في زمن النبي صلى الله عليه وسلم بل حتى في القتال والجهاد كان النبي صلى الله عليه وسلم فدرالي بحيث وزع الكتائب على القبائل وكل شيخ قبيلة يقود قبيلته ، بل في الإسلام النصراني إذا دفع الجزية فإنه يحكم دولته ضمن الدولة الإسلامية ويمكن أن نتساءل لماذا أخذ الإسلام بالفدرالية ؟والسؤال يجاب عنه بسؤال كيف يمكن أن تحكم إمبراطورية فيها 50-60 دولة وهذه الدول متعدد القوميات والثقافات واللغات والأديان والمذاهب بنظام واحد ؟ أنت حينها تكون قد وضعت ألغام في هذه الإمبراطورية للتهشم والزوال.
المعادلة الرابعة عشر :
المركزية هي المتهمة بتقسيم البلدان .
المعادلة الخامسة عشر :
الفدرالية قضاء مبرم على الطائفية .
المعادلة السادسة عشر :
الفدرالية قضاء مبرم على البطالة .
المعادلة السابعة عشر :
ملايين من العراقيين ستكون لهم الأقاليم ملاذات آمنة .
المعادلة الثامنة عشر :
الشيعة بلعوا العراق بهويتهم التي جعلوها أكبر من العراق والسنة بلعهم العراق لأنهم وطنيون لا يعبرون عن هويتهم فأنتم أيها السنة ضحايا العراق الذي لا وجود له الآن ... وهذه معادلة ظالمة يجب أن تنتهي .
المعادلة التاسعة عشر :
الشيعي يحكمه من ينتخبه لأن من ينتخبه الشيعي تكون بيده السلطة والصلاحيات، والسني يحكمه من لم ينتخبه لأن السني سينتخب أناس لا سلطة لهم ولا صلاحيات .
المعادلة العشرون :
المالكي لا يحكم الشيعة في الجنوب إنما تحكمهم مرجعياتهم وأحزابهم ، والأكراد لا يحكمهم المالكي إنما يحكمهم قادة أحزابهم ، إذن المالكي يحكم المنطقة السنية فقط