العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-06-09, 10:12 AM   رقم المشاركة : 1
ضماري
عضو







ضماري غير متصل

ضماري is on a distinguished road


كشف الشبهات في دعاء الأموات

بسم الله الرحمن الرحيم




قال الله تعالى(انما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها وله كل شيء وأمرت أن أكون من المسلمين وأن أتلو القران فمن اهتدى فانما يهتدي لنفسه ومن ضل فقل انما أنا من المنذرين وقل الحمدلله سيريكم اياته فتعرفونها وما ربك بغافل عما تعملون)


1- هل الدعاء عبادة:


قال تعالى(وقال ربكم ادعوني أستجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين)


وقال تعالى(ومن اضل ممن يدعو ا من دون الله من لايستجيب له الى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون واذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين)


2-أمر الله باخلاص الدعاء له ونهى عن دعاء غيره:


قال تعالى(قل امر ربي بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد وادعوه مخلصين له الدين كما بدأكم تعودون).وقال تعالى(وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا.وأنه لما قام عبدالله يدعوه كادو يكونون عليه لبدا . قل انما أدعو ا ربي ولا أشرك به أحدا . قل اني لا أملك لكم ضرا" ولا رشدا" قل اني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحدا" الا بلاغا" من الله ورسالاته ومن يعص الله ورسوله فان له نار جهنم خالدين فيها ابدا" )


3-كان المشركون في زمن النبي صلى الله عليه واله وسلم يعتقدون أن الله هو الخالق المدبر النافع الضار وحده وانما يدعون غيره معه ليقربوهم الى الله زلفى ويشفعوا لهم ومع ذلك كفرهم الله


:قال تعالى (قل لمن الأرض ومن فيها ان كنتم تعلمون سيقولون لله قل أفلا تذكرون .قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم سيقولون لله قل افلا تتقون . قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه ان كنتم تعلمون سيقولون لله قل فأنى تسحرون )


وقال تعالى (ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله فأنى تؤفكون . الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له ان الله بكل شيء عليم .ولئن سالتهم من نزل من السماء ماء فأحيا به الأرض من بعد موتها ليقولن الله قل الحمدلله بل أكثرهم لا يعقلون .وما هذه الحياة الدنيا الا لهو ولعب وان الدار الاخرة لهي الحيوان لو كانو يعلمون . فاذا ركبو في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم الى البر اذا هم يشركون) وقال تعالى (واذا مس الناس ضر دعوا ربهم منيبين اليه ثم اذا أذاقهم منه رحمة اذا فريق منهم بربهم يشركون). وقال تعالى (ولئن سالتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله .قل أفرايتم ما تدعون من دون الله ان أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون). وقال تعالى (قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير . ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن أذن له حتى اذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير )


وقال تعالى (أم اتخذوا من دون الله شفعاء قل أولو كانوا لايملكون شيئا" ولايعقلون قل لله الشفاعة جميعا له ملك السموات والأرض ثم اليه ترجعون . واذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالاخرة واذا ذكر الذين من دونه اذا هم يستبشرون . قل اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون)


4- وأنكر على من دعا الأولياء والموتى :


قال تعالى (والذين تدعون من دونه لا يستطيعون نصركم ولاأنفسهم ينصرون).وقال تعالى (ان الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم ان كنتم صادقين) وقال تعالى (قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا . اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه ان عذاب ربك كان محذورا"). وقال تعالى (والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا" وهم يخلقون. أموات غير أحياء ومايشعرون أيان يبعثون). وقال تعالى (يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير ان تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير)


وقال تعالى (له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء الا كباسط كفيه الى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه وما دعاء الكافرين الا في ضلال)


وقال تعالى (ولا تدع من دون الله مالا ينفعك ولا يضرك فان فعلت فانك اذا" من الظالمين .وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الاهو وان يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم.قل ياأيها الناس قد جاءكم الحق من ربكم فمن اهتدى فانما يهتدي لنفسه ومن ضل فانما يضل عليها وما أنا عليكم بوكيل .واتبع ما يوحى اليك واصبر حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين)


وهذه هي عقيدة ال البيت رضي الله عنهم وشيعتهم الأوائل



وللحديث بقية تبين ذلك ان شاء الله تعالى

وصلى الله على سيدنا محمد وال بيته الطاهرين


م






 
قديم 07-06-09, 10:22 AM   رقم المشاركة : 2
ضماري
عضو







ضماري غير متصل

ضماري is on a distinguished road


قال تعالى (واذا سألك عبادي عني فاني قريب أجيب دعوةالداع اذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون)
وصح عن النبي صلى الله عليه واله وسلم (الدعاء هو العبادة) وفي رواية (الدعاء مخ العبادة ).وروي في الكافي عن الباقر رضي الله عنه من أئمة ال البيت في قول الله عز وجل (ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين) قال (هو الدعاء وأفضل العبادة الدعاء) وقال الصادق رضي الله عنه (هي والله الدعاء قد أمر الله سبحانه بالدعاء ووعد بالاجابة وهو لا يخلف الميعاد وتوعد بالنار على تركه فقال (ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين) وعنه رحمه الله قال ادع ولا تقل قد فرغ من الأمر فان الدعاء هو العبادة ثم تلا الاية السابقة .
وفي التهذيب للطوسي أن الصادق عليه السلام لما سئل عن رجلين أحدهما أطال القراءة في الصلاة و الاخر أطال الدعاء .فقال:الدعاء أفضل أما سمعت الله يقول (ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين)هو والله العبادة هو والله أفضل .ثم كرر القسم على ذلك مرارا.
ويقول أمير المؤمنين علي عليه السلام(وألجيء نفسك في الأمور كلها الى الاهك فانك تلجئها الى كهف حريز ومانع عزيز) نهج البلاغة
ويقول الياسري رحمه الله وكان من علماء الشيعة الاثني عشرية توفي سنة 1997م أن القران وكلام أئمة ال البيت متفقان على الأمر بافراد الله وحده بالعبادة وأن ذلك الدعاء هو رأس العبادة .
ويقول اية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله أحد المرجعيات العلمية في المذهب الشيعي يصف حال المؤمن العارف بربه :فلا يسأل غيره(أي الله سبحانه)فيما يريد سؤاله,ولا يطلب حاجته من غيره,ولا يدعوأحدا سواه,ولايشرك أحدا معه في رجائه,ولا يتفق معه في دعائه,فهو المدعو في وحدانية الدعاء.
وأورد ماروي عن زين العابدين الامام علي بن الحسين رحمه الله ورضي عنه(اللهم يامنتهى مطلب الحاجات,ويا من عنده نيل الطلبات000ويامن يستغنى به ولا يستغنى عنه,ويا من يرغب اليه ولايرغب عنه000تمدحت بالغنى عن خلقك وأنت أهل الغنى عنهم ,ونسبتهم الى الفقر وهم أهل الفقر اليك,فمن حاول سد خلته من عندك,ورام صرف الفقرعن نفسه بك,فقد طلب حاجته من مظانها,وأتى طلبته من وجهها,ومن توجه بحاجته الى أحد من خلقك ,أوجعله سبب نجحه دونك فقد تعرض للحرمان,واستحق من عندك فوت الاحسان000ويقول اخر دعائه متضرعا لله 000ولا توجهني في حاجتي هذه وغيرها الى سواك
يقول السيد فضل الله في تعليقه على هذا الدعاء:واذا كان الانسان كل انسان في موقع الحاجة الى الله فكيف يتوجه الانسان الواعي الى مثله ليرفع حاجته اليه,وهل ذلك الا لون من ألوان الغفلة عن حقبقة الفقر الانساني أمام حقيقة الغنى الالهي ,بالاضافة الى أنها زلة من زلل الخاطئين ,وعثرة من عثرات المذنبين ,لأنها خطيئة تتصل بالانحراف عن خط الاستقامة في التصور التوحيدي للانسان ,وبالخلل في الوعي الايماني للحقيقة الالهية في معنى وجود الانسان وحركته ,وفي سعة قدرة الله وشموليتها


وهكذا تتبلور لدى الانسان مسألة الاستعانة بالله وحده بعيدا عن الاستعانة بغيره0.انتهى وللحديث بقية ان شاء الله تعالى
وفقنا الله واياكم الى توحيده والقيام بحقه وحفظنا واياكم من الشرك دقه وجله وحشرنا واياكم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين . امين






 
قديم 07-06-09, 10:38 AM   رقم المشاركة : 3
ضماري
عضو







ضماري غير متصل

ضماري is on a distinguished road


صفات من يتوجه اليه بالدعاء والتضرع :

هو خالق السموات والأرض من يملك النفع والضر :
قال تعالى (قل أرأيتم ما تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السموات ايتوني بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم ان كنتم صادقين )
أي بكتاب من قبل القران يدل على دعائهم أوبقية من علم الأنبياء السابقين .
اذا لايوجد مايؤيد دعاء غير الله في القران ولا في سنة النبي صلى الله عليه واله وسلم ولا في الكتب السابقة ولا في اثار الأنبياء السابقين
وقال تعالى(قل أرأيتم شركاءكم الذين تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السموات أم اتيناهم كتابا فهم على بينة منه بل ان يعد الظالمون بعضهم بعضا الا غرورا. ان الله يمسك السموات والأرض أن تزولا ولئن زالتا ان أمسكهما من أحد من بعده انه كان حليما غفورا)
وقال تعالى (قل أندعوا من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا ونرد على أعقابنا بعد اذ هدانا الله كالذي استهوته الشياطين في الأرض حيران له أصحاب يدعونه الى الهدى ائتنا قل ان هدى الله هو الهدى وأمرنا لنسلم لرب العالمين .وأن أقيموا الصلاة واتقوه وهو الذي اليه تحشرون )
وقال تعالى (قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير . ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن أذن له حتى اذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير )
ومن يدعو من دون الله شيئا اما يدعوه لاعتقاده انه يملك التصرف في شيء من السموات أو الأرض أوأن له اشتراك مع الله في التصرف أو أنه يعين الله في ذلك أو أنه يرجو شفاعته عند الله لحصول مطلوبه .وكل هذه المبررات والحجج نفاها الله سبحانه وردها في هذه الاية (قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين)
وقد نهى الله نبيه عن دعاء غير الله واتباع أهواء المشركين وأن من يفعل ذلك فهو ضال غير مهتدي مع أنه قد يفعل ذلك من غير اعتقاد أنها تستقل بالنفع أو الضر أو التأثير . مع العلم أن هذه المعبودات انما هي رموز للأولياء والصالحين .
قال تعالى (قل اني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله قل لا أتبع أهواءكم قد ضللت اذا وما أنا من المهتدين )
هل كان المشركون في زمن النبي صلى الله عليه واله وسلم يدعون الله :
قال تعالى(هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى اذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين)
وقال تعالى (قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعا وخفية لئن انجانا من هذه لنكونن من الشاكرين.قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب ثم أنتم تشركون . قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض انظر كيف نصرف الأيت لعلهم يفقهون .وكذب به قومك وهو الحق قل لست عليكم بوكيل .لكل نبأ مستقر وسوف تعلمون)
وقال تعالى عنهم (واذ قالوا اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون)وقال الله لهم في غزوة بدر (ان تستفتحوا فقد جاءكم الفتح )واستفتاحهم هو دعاؤهم الله أن ينصرهم على النبي صلى الله عليه واله وسلم وأصحابه وهو قول أبي جهل اللهم أقطعنا للرحم واتانا بما لا نعلم فأحنه الغداة.أي فأهلكه في هذا اليوم .وكانوا يقولون في تلبيتهم :لبيك لا شريك لك الا شريكا هو لك تملكه وما ملك فهم يدعون الله ويعتقدون أنه مالك كل شيء ومالك الهتهم وما تملك فلا استقلال لها بملك أو تأثير .كما مر معنا في ايات سابقه وسيأتينا في مبحث مستقل ان شاء الله تعالى .
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه ولا تجعله ملتبسا علينا فنضل فنهلك . وصلى الله على محمد وال بيته الطيبين الأطهار













 
قديم 07-06-09, 10:53 AM   رقم المشاركة : 4
ضماري
عضو







ضماري غير متصل

ضماري is on a distinguished road


شبهة وجواب

شبهة :
فان قيل ان دعاء الأموات ليس من العبادة في شيء ولا من الشرك با لله لأن العبادة لا تتحقق الا اذا اعتقد في غير الله القدرة الكاملة الذاتية والا ستقلال بالنفع والضر والربوبية ونفوذ المشيئة لا محالة .
جواب :
ان هذا القول يصادم النصوص الواضحة من الكتاب والسنة وأقوال الأئمة التي سمت دعاء المسألة عبادة كما مر معنا ونكرره للتذكير
قال تعالى (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين)






 
قديم 07-06-09, 10:58 AM   رقم المشاركة : 5
ضماري
عضو







ضماري غير متصل

ضماري is on a distinguished road


وقال تعالى (ومن أضل ممن يدعومن دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون واذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين )
وقدتقدم في أول الموضوع .
فان لم يكن الدعاء من العبادة فلا عبادة يمكن تصورها ,لأن الدعاء يتضمن أنواعا من العبادات وليس عبادة واحدة فقط ,فهو يتضمن التضرع والافتقار والرجاء والتوكل والخشية والتوجه الى الله والاقبال عليه والانطراح بين يديه ,وحسن الظن بالله والمراقبة لله ,كما أنه يتضمن سؤاله وذكره وثناءه وهذا كله هو لب العبادة.
كما أن العبادة بجميع أنواعها تتضمن السؤال والطلب .وما وقع من وقع في هذه الشبهة الا لحصره العبادة في بعض الأعمال فمن عرف أنواع العبادة وذاق طعم العبودية فيها عرف أن هذه الشبهة لا تتطرق الى الأذهان الا لقلة العلم ,وعدم معرفة مقاصد الشرع ومفهوم العبادة في الشرع ,وبسبب الخلط بين دلالات الألفاظ والمصطلحات المتشابهة
وأما أن العبادة لا تتحقق الااذا اعتقد في غير الله القدرة الكاملة الذاتية والاستقلال بالنفع والضر فهذا ترده الايات السابقة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد وقد كان المشركون الذين في زمن النبي صلى الله عليه واله وسلم ومن قبلهم لا يعتقدون أن من يدعونهم يستقلون بالنفع والضر بل ليقربوهم الى الله زلفى قال تعالى (ألا لله الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى . ان الله يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون .ان الله لا يهدي من هو كاذب كفار )
وقال تعالى (ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله )فهم يعتقدون أنها لا تنفعهم ولا تضرهم من دون الله ولذلك قال الله لهم كيف تعبدون ما لا ينفعكم ولا يضركم ولو كانوا يعتقدون فيها ذلك لأبطل هذا الاعتقاد أولا .وانما الذي حملهم على عبادتها هو اعتقاد أنها تشفع لهم عند الله.
وقفة تأمل وتدبر في هذه الايات من سورة الشعراء :
قال تعالى (واتل عليهم نبأ ابراهيم .اذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون .قالوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفين .قال هل يسمعونكم اذ تدعون .أو ينفعونكم أو يضرون .قالوا بل وجدنا اباءنا كذلك يفعلون .قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون .أنتم واباؤكم الأقدمون فانهم عدو لي الا رب العالمين الذي خلقني فهو يهدين .والذي هويطعمني ويسقين . واذا مرضت فهو يشفين والذي يميتني ثم يحيين والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين .رب هب لي حكما وألحقني بالصالحين ...) الى أن قال (وبرزت الجحيم للغاوين .وقيل لهم أين ما كنتم تعبدون .من دون الله هل ينصرونكم أو ينتصرون .فكبكبوا فيها هم والغاوون .وجنود ابليس أجمعون .قالوا وهم فيها يختصمون .تالله ان كنا لفي ضلال مبين .اذ نسويكم برب العالمين .وما أضلنا الا المجرمون .فما لنا من شافعين .ولا صديق حميم .فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين .ان في ذلك لاية وما كان أكثرهم مؤمنين .وان ربك لهو العزيز الرحيم)
فهم مع أنهم يعلمون أنها لا تنفع ولا تضر سووا بينهم وبين رب العالمين في ما هو من خصائصه من الدعاء والعبادة وكانوا يرجون شفاعتهم .ولوأنهم سووا بينهم وبين الله في كل شيء ما احتاجوا الى سؤال شفاعتهم عند الله .
وقد تقدم في أول البحث اقرار المشركين بربوبية الله تعالى وتفرده بالخلق والملك والتدبير .قال تعالى (قل لمن الأرض ومن فيها ان كنتم تعلمون .سيقولون لله .قل أفلا تذكرون .قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم سيقولون لله قل أفلا تتقون .قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه ان كنتم تعلمون سيقولون لله قل فأنى تسحرون )
وقال تعالى (ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله فأنى تؤفكون .الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له ان الله بكل شيء عليم .ولئن سألتهم من نزل من السماء ماء فأحيا به الأرض من بعد موتها ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعقلون .وما هذه الحياة الدنيا الا لهو ولعب وان الدار الاخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون .فاذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم الى البر اذا هم يشركون )
والله اعلم .وصلى الله على محمد واله وسلم .
يتبع ان شاء الله تعالى.






 
قديم 07-06-09, 06:19 PM   رقم المشاركة : 6
ضماري
عضو







ضماري غير متصل

ضماري is on a distinguished road


شبهة:

قالوا ان الأنبياء والشهداء والأولياء أحياء في قبورهم يسمعون كلامنا ويجيبون دعاءنا.
جواب :
ان حياة الأنبياء والشهداء في قبورهم حق وصدق دل عليه الكتاب والسنة.قال تعالى (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون .فرحين بما اتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون.يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين ).
وقال صلى الله عليه واله وسلم (الأنبياء أحياء في قبورهم )وقال(ان من أفضل أيامكم يوم الجمعة ,فيه خلق ادم ,وفيه قبض ,وفيه النفخة ,وفيه الصعقة ,فأكثروا علي الصلاة فيه فان صلاتكم معروضة علي ,قالوا: يا رسول الله كيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت ,قال: ان الله حرم على الأرض أجساد الأنبياء ).وقال (ان لله ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتي السلام ),وقال (ما من أحد يسلم علي الا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام ).
والجواب عن الاستدلال بهذه الأدلة من وجوه :

الوجه الأول :
أن الله تعالى أخبرنا أنهم أحياء عند ربهم يرزقون وينعمون ولم يأمرنا بدعائهم والتوجه اليهم فلا يلزم من حياتهم عند ربهم أن نتوجه اليهم لقضاء الحاجات وكشف الكربات ,وانما أخبرنا بما لهم وماهم فيه من الحبرة والسرور لنقتدي بهم ونسلك طريقهم .
والذي أخبرنا بحالهم هو الذي أمرنا باخلاص الدعاء له ونهانا أن ندعوا معه غيره سبحانه وتعالى .فنؤمن بهذا ونؤمن بهذا كل من عند ربنا .قال تعالى (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الا الله . والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا وما يذكر الا أولوا الألباب .ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك أنت الوهاب .ربنا انك جامع الناس ليوم لا ريب فيه ان الله لا يخلف الميعاد).وقال تعالى (أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم الا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون الى أشد العذاب .وما الله بغافل عما تعملون ).
الوجه الثاني:
أن هذه الحياة التي يحيونها حياة برزخية تختلف عن ما قبلها من الحياة الدنيا كما تختلف عن ما بعدها من الحياة الاخرة ,وهي غيب لا يعلم كنهها الا الله ,وأما الانسان فلا يدرك حقيقتها الابعد وفاته ,فلا تقاس هذه الحياة البرزخية على حياتنا الدنيا ولا تخضع لقوانينها .
فالموتى بالنسبة لهذه الدار الدنيا أموات غير أحياء منتقلون منها منقطعون عنها وهم عند ربهم أحياء حياة لا نشعر بها ولا نعلم حقيقتها ,قال تعالى (ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون )وقال تعال لنبيه (انك ميت وانهم ميتون )وقال (وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفان مت فهم الخالدون .كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنةوالينا ترجعون ).


الوجه الثالث:
قد دلت الأدلة من الكتاب والسنة على أن الأنبياء فضلا عن من دونهم غائبون عن هذه الدار لا يعلمون من أخبارها الا ما أخبروا به قال تعالى عن عيسى عليه السلام (واذ قال الله يا عيسى ابن مريم ءأنت قلت للناس اتخذوني وأمي الهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق ان كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك انك أنت علام الغيوب .ما قلت لهم الا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد).
وقال صلى الله عليه واله في حديث الحوض (ان أمتي يأتون يوم القيامة غرا محجلين من أثر الوضوء وأنا فرطهم على الحوض .ألا ليذادن رجال من أمتي عن الحوض فأناديهم هلم هلم فيقال انهم قد أحدثوا بعدك فأقول سحقا سحقا)وفي رواية (انك لا تدري ما أحدثوا بعدك ).
فقول عيسى عليه السلام (وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد )وقول الملائكة لنبينا صلى الله عليه واله (انك لا تدري ما أحدثوا بعدك )دليل على أنهما كانا غائبين عن أتباعهما غير مطلعين عليهم ولا حاضرين معهم .
ومما يدل على ذلك عرض الصلاة والسلام عليه, وقوله (ان لله ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتي السلام ) وقال (ما من أحد يسلم علي الا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام )ولو كانت روحه حاضرة أو مطلعة لما احتاج الى رد روحه وتبليغ الملائكة .
الوجه الرابع:
أن الأصل عدم سماع الموتى للأحياء الافي حالات خاصة قد دل عليها الدليل ,وهذه الحالات تؤكد هذا الأصل ولا تنقضه ,لأنه لو كان الأصل سماعهم لما كان هناك حاجة لذكر هذه الحالات ,وانما ذكرت لخروجها باذن الله عن الأصل الذي تقرر في كتاب الله تعالى .
قال تعالى (وما يستوي الأعمى والبصير . ولا الظلمات ولا النور .ولا الظل ولا الحرور .وما يستوي الأحياء ولا الأموات .ان الله يسمع من يشاء وما أنت بمسمع من في القبور .ان أنت الا نذير ).وقال تعالى (فانك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء اذا ولوا مدبرين ).وقال تعالى (يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى .ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير .ان تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير .يا أيها الناس أنتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد ).
وقد ذكرت حالات يسمع فيها الميت سماعا مقيدا محدودا لا يقاس عليه, لأن الأمور الغيبية لا يعلم كنهها الا الله فلا يصح القياس عليها .فقد ورد في الحديث (ان العبد اذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه انه ليسمع قرع نعالهم )فمعلوم في السنة أن هذا الوقت ترد فيه الروح في الجسد للاختبار بسؤال الملكين ثبتنا الله واياكم وجميع المسلمين بالقول الثابت .وهذا سماع مقيد محدود قريب فأين هو ممن يدعي سماع الميت سماعا مطلقا للقريب والبعيد للسر والعلن في أي وقت شاء ,بل يعتقد البعض في بعض الموتى أنه يسمع في وقت واحدمناجات الملايين على اختلاف لغاتهم ولهجاتهم وحاجاته وهل يليق هذا الوصف الا بالله جل شأنه .ومن ادعى في أي ميت هذا النوع من السماع فعليه الدليل المطابق للدعوى .
وفي حديث قتلى غزوة بدر من المشركين عندما خاطبهم النبي صلى الله عليه واله فقال :يا فلان ويا فلان ويا فلان هل وجدتم ما وعد ربكم حقا فاني قد وجدت ما وعدني ربي حقا فقال له أصحابه :يا رسول الله كيف يسمعون وأنى يجيبون وقد جيفوا ؟قال (والذي نفسي بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ولكنهم لا يقدرون أن يجيبوا ).
فتعجبهم من مخاطبة الموتى دليل على أنه خلاف الأصل المتقرر عندهم أن الموتى لا يسمعون .وجواب النبي صلى الله عليه واله يدل على خصوصية هذه الحالة به فقال (ما أنتم بأسمع لما أقول منهم) , ولم يقل :لما يقال لهم .
وغير هذه الاثار مثلها في التقييد والخصوصية والا لوكان الميت يسمع كل ما يقال له لما احتاج الى ذكرهذه الحالات .فعلم من ذلك أن هذه الحالات تؤكد الأصل السابق وتؤيده.


الوجه الخامس :
هؤلاء الشهداء في زمن النبي صلى الله عليه واله ومنهم شهداء أحد وأحبهم اليه عمه حمزة أسد الله, ومن الشهداء حبه وابن عمه جعفر الطيار ,ومن قبلهم الأنبياء عليهم السلام معروف فضلهم ومكانهم ومعروفة قبور كثير منهم,لم يثبت أن النبي صلى الله عليه واله أمر أحدا من أصحابه أن يدعوهم أويستغيث بهم ولم يفعله أحد من أصحابه وعلى راسهم أهل بيته عليهم السلام لا في حياته ولا بعد مماته,بل الثايت أنهم كانوا يزورونهم للدعاء والاستغفار لهم فالذي يحتاج أن يدعوا له الأحياء كيف يحتاج الأحياء أن يدعوه ويستغيثوا به ,والله الغني الرحيم اللطيف بعباده قد فتح أبوابه للسائلين من غير وسائط ودعاهم لسؤاله ووعدهم بالاجابة فقال (واذا سألك عبادي عني فاني قريب أجيب دعوة الداع اذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون )وأمرهم باخلا ص الدعاء له فقال (فادعوا الله مخلصين له الدين )وقال (وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين )وأنكر على من أشرك به في دعائه فقال (فاذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم الى البر اذا هم يشركون )فهؤلاء يخلصون في الدعاء حينا ويشركون حينا اخر .
وأما الاستدلال بقوله تعالى (ولو أنهم اذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما )فالجواب:أن هذه الايةوردت في قوم معينين من المنافقين في زمن النبي صلى الله عليه واله دعوا الى حكم الله وحكم رسوله فأعرضوا واحتكموا الى الطاغوت ,فظلموا أنفسهم ولم يجيئوا تائبين ليستغفر لهم رسول الله صلى الله عليه واله,ومن قرأالايات التي قبلها اتضح له المعنى المطابق.
قال تعالى (ألم تر الى الذين يزعمون أنهم امنوا بما أنزل اليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا الى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا .واذا قيل لهم تعالوا الى ما أنزل الله والى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا .فكيف اذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاءوك يحلفون بالله ان أردنا الا احسانا وتوفيقا .أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا .وما أرسلنا من رسول الا ليطاع باذن الله ولو أنهم اذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما )
وليس في الاية لفظ عام حتى يقال ان العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ,بل الألفاظ الدالة الواقعة في هذه الاية كلها ضمائر ,والضمائر لا عموم لها.
ثم ان أعلم هذه الأمة بالقران ومعانيه وهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه واله وفي مقدمتهم ال بيته عليهم السلام لم يفهم أحدمنهم من هذه الاية الا المجيء اليه في حياته ليستغفر لهم ,فلما استأثر الله عز وجل بنبيه ونقله من بين أظهرهم الى دار كرامته لم يكن أحد منهم يأتي الى قبره ويقول :يا رسول الله فعلت كذا وكذا فاستغفر لي .فهل عطل أولئك الأخيار الأبرار وهم خير القرون على الاطلاق عطلوا هذا الواجب الذي ذم الله سبحانه التخلف عنه وجعله من أمارات النفاق؟
ومما يدل على بطلان هذا الاستدلال قطعا ,أنه لا يشك مسلم أن من دعي الى رسول الله صلى الله عليه واله في حياته وقد ظلم نفسه ليستغفر له فأعرض عن المجيء مع قدرته عليه كان مذموما غاية الذم مغموصا بالنفاق وليس كذلك من دعي الى قبره ,ومن سوى بين الأمرين فقد جاهر بالباطل ,فلم يقل أحد ممن يعتد به ان من الواجب على من ظلم نفسه أن يذهب الى قبر النبي صلى الله عليه واله ويسأله أن يستغفر له ,والاية تدل على الوجوب (وما أرسلنا من رسول الا ليطاع باذن الله ولو أنهم اذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما).وقد أرشد رسول الله صلى الله عليه واله أصحابه أن يطلبوا من أويس القرني التابعي وأين منزلته من منزلة رسول الله صلى الله عليه واله ,ففي الحديث (ان خير التابعين رجل يقال له أويس وله والدة وكان به برص فمروه فليستغفر لكم )وفي رواية (يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد ثم من قرن كان به برص فبرأ منه الا موضع درهم ,له والدة هو بها بر ,لو أقسم على الله لأبره ,فان استطعت أن يستغفر لك فافعل ).
وهذا دليل واضح على أن الفرق هو تغير نوع الحياة وقدرة الحي على الدعاء للمعين بخلاف من حياته برزخية ,فاذا كان هذا في حق الرسول صلى الله عليه واله وهو أحسن حالا وأعظم جاها على الاطلاق فكيف بمن يطلب الدعاء ممن دونه .



شبهة:
يستدلون بقوله تعالى (قال ياأيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين) على جواز طلب ما لا يقدر عليه الا الله من المخلوق .
الجواب:
1-ان سليمان عندما طلب من الملأ الذين معه كان فيهم الجن والشياطين ,وهم اتاهم الله تعالى قدرة يستطيعون احضار مثل هذا وقد سخرهم الله له فهو قد طلب منهم ما يقدرون عليه .
2-ان سليمان ليس داعيا بل هو امر لأنه ملك يأمر رعيته بما يقدرون عليه.



شبهة :
احتجوا بقوله تعالى (فاستغاثه الذي من شيعته )على جواز الا ستغاثة بالأموات والغائبين كما احتجوا أيضا بالأحاديث الواردة في مطلق الاستغاثه والاعانة مثل ما ورد في حديث الشفاعة الكبرى وقصة هاجر :أغث ان كان عندك غوث وما قال جبريل لابراهيم لما ألقي في النار :ألك حاجة .
جواب :
الاستغاثة في الشرع والعقل على نوعين مختلفين في الدافع اليها والأثر المترتب عليها ولا يمكن قياس أحدهما على الاخر في الحكم . فالفرق في حال المستغيث والمستغاث فيه والمستغاث به .
النوع الأول:الاستغاثة الجائزة وهي الاستغاثة بالحي الحاضر فيما يقدر عليه مثله وهي ما كان من الأسباب الظاهرة العادية من الأمور الحسية المباحة التي لم يرد النهي عنها في الشرع .
النوع الثاني :الاستغاثة الممنوعة ,وهي الاستغاثةبالمخلوق في الأمور التي اختص الله بها كهداية القلوب ومغفرة الذنوب والفوز بالجنة والنجاة من النار ونزول الأرزاق وتفريج الهموم وتنفيس الكروب وغيرها .
وقد دل الشرع والعقل على الفرق بين من يطلب الدواء المناسب للمرض من باب العمل بالأسباب الحسية المباحة التي أمر الشرع بها وجعلها من تمام التوكل على الله مع تعلق القلب بالله وبين من يطلب الشفاء الذي اختص الله به من المخلوق (واذا مرضت فهو يشفين ).وبين من يسعى في طلب الرزق ويبذل الأسباب الممكنة المباحة وبين من يسأل المخلوق تحقق الرزق وانزاله الذي اختص الله به (ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين ).
فالأول سعي في الأسباب التي جعلها الله قدرا وشرعا مع تعلق القلب بالله.فالقلب ممتلئ بالثقة بالله والافتقار اليه والذل له والجوارح ممتثله بالسعي في الأسباب المباحة التي جعلها الله ,فالعبودية خالصة لله في القلب والجوارح.
وأما الثاني فسؤاله وطلبه غاية في السؤال والطلب ,وفي ذلك من الذل واظهار الفاقة والعبودية ما لا ينبغي أن يكون لمخلوق أو يقصد به غير الله.


وأماسؤال الميت فان كان فيما يقدر عليه الحي ويباشره فهو قدح في العقل وان كان في الأمور التي اختص الله بتدبيرها فهو قدح في العقل والتوحيد .
فمن سأل ميتا أن يسقيه كأسا من الماء أويحمل له متاعا اتهم في عقله ,ومن سأل ميتا أن يرزقه ولدا أويشفيه من مرض فقد أخل بافراد الله بالتدبير وافراده بالعبادة,فانه ماسأل الميت الا لاعتقاده بأن له تأثيرا في تدبير الخلق اما على وجه الاستقلال أوالمشاركة أوالاعانة والتفويض أوالشفاعة المطلقة لمن يشاء عندما يشاء كيفما يشاء وكلها قد نفاها الله ولم يثبتها لأحد من خلقه لا ملك مقرب ولا نبي مرسل قال تعالى (قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير.ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن أذن له حتى اذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير ).
وبهذا يتبين أن المنع ليس من مطلق الاستغاثة والاستعانة والطلب بل يختلف الحكم فيها باختلاف الطالب والمطلوب ونوع الطلب فلا يعني اشتراكهم في اللفظ اشتراكهم في المعنى والحكم .
وهذا مثل الكسب للمال ,فمطلق الكسب مباح شرعا وعقلا وأما نوعه فيختلف باختلاف المال وطريقة الكسب ,فان كان عن طريق البيع الصحيح أو الارث الشرعي أوغيرهما من الأسباب المباحة فهو مباح وان كان عن طريق السرقة أو الربا أوغيرهما من الطرق المحرمة شرعا فهو حرام فاختلف الحكم رغم الاشتراك في لفظ المال والكسب


شبهة:
قال تعالى (لهم ما يشاءون عند ربهم )استدل بعضهم بهذه الاية على جواز دعاء الأولياء في قبورهم لأن الأولياء اذا أرادوا شيئا وطلبوه فلا بد أن يحصل ويتحقق فاذا كان الأمر كذلك فاذا دعاهم أحد فانهم يشاءون له الاجابة.
جواب:
والجواب عن هذه الشبهة من وجوه:
1-يلزم على تفسير الاية بقول هؤلاء الذين فسروها بالمشيئة المطلقة للأولياء أن الأولياء في قبورهم لهم التصرف المطلق في الكون فهم لا يشاءون شيئا الا كان ,ولا يقول بهذا مسلم لأن المشيئة المطلقة من خصائص الله.
2-ان الايةليست في الأولياء فقط بل تشمل جميع المؤمنين كما يدل عليه أول الاية ,قال تعالى (والذين امنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير)فيلزم على قولهم أن كل المؤمنين لهم المشيئة المطلقة في القبور ويتصرفون في الاجابة فيجوز دعاءهم لقضاء الحاجات وتفريج الكربات,وهؤلاء يخصون الدعاء بالأولياء فقط ولا يقولون بذلك في عامة المؤمنين.
3- دلت الأدلة النقلية والعقلية أن الموتى ليس لهم تصرف في الأمور الدنيويةوليس لمشيئتهم تأثير على ما يجري في الدنيا والالسارت الأحداث في هذه الدنيا على ما يحبون لا على ما يكرهون.




4-لو سلمنا أن المراد من الاية أن لهم المشيئة المطلقة في القبور للزم أنهم يعلمون ما يجري في الدنيا وهذا يخالف النصوص الدالة على خلاف ذلك.
5- سياق الاية يدل على أنها جزاء في الجنة, يدل على ذلك قوله تعالى في الاية (في روضات الجنات لهم ما يشاءون عند ربهم ).
6-ان التفسير الصحيح والواضح للاية هو مايدل عليه سياق الاية وتدل عليه ايات أخر مثل هذه الاية تماما وهي واضحة أن هذه المشيئة هي في الجنة وأنهم ما يشاءون ويشتهون شيئا من النعيم في الجنة الا حصل لهم ومن تلك الايات قوله تعالى (وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد .هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ . من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب .ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد).وقوله تعالى (قل أذلك خير أم جنة الخلد التي وعد المتقون كانت لهم جزاء ومصيرا .لهم فيها ما يشاءون خالدين كان على ربك وعدا مسئولا)وقوله تعالى (ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون .يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون .وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون ).
فيتبين مما سبق أن المراد من الاية ليس مشيئة مطلقة وانما هي مشيئة خاصةبما يشتهونه في الجنة.
















 
قديم 07-06-09, 11:29 PM   رقم المشاركة : 7
أبو أحمد السلفي
عضو ماسي






أبو أحمد السلفي غير متصل

أبو أحمد السلفي is on a distinguished road


بارك الله فيك اخي الكريم
على هذا الموضوع المفيد حقا







 
قديم 07-06-09, 11:59 PM   رقم المشاركة : 8
صلاح الدين حمزة
عضو نشيط







صلاح الدين حمزة غير متصل

صلاح الدين حمزة is on a distinguished road


جزاك الله خير الجزاء ووفقك الى ما فيه رضاه







 
قديم 08-06-09, 10:34 AM   رقم المشاركة : 9
ضماري
عضو







ضماري غير متصل

ضماري is on a distinguished road


شبهة:استدلوا بما روي مرفوعا(حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم ,ووفاتي خير لكم تعرض أعمالكم بهةعلي,فما رأيت من خير حمدت الله,وما رأيت من شر استغفرت الله لكم ).
كمفهذا الحديث قد احتجوا به على جواز دعاء النبي صلى الله عليه واله و سلم والطلب منه لعلمه بذلك,ثم لم يكتف هؤلاء بالنبي بل عدوا الحكم على غيره,لأن هذا الحديث هو عمدة من يدعي أن الموتى يعلمون بندائهم ودعاء الأحياء لهم لأن شفاعتهم ووساطتهم للسائلين فرع عن علمهم بسؤالهم وحوائجهم,وقد بلغ الأمر ببعضهم الى القول بأن مخاطبته صلى الله عليه وسلم بعد موته أبلغ لأن أعمال أمته تعرض عليه في قبره.
الجواب:
يناقش هذا الحديث من ناحية الاسناد ومن ناحية المتن.
أما من ناحية الاسناد:فقد أخرج هذا الحديث البزار في مسنده من طريق عبدالمجيد بن أبي رواد عن سفيان الثوري عن عبدالله بن السائب عن زاذان عن عبدالله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال(ان لله ملائكة سياحين يبلغون عن أمتي السلام )قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم(حياتي خير لكم...)
قال البزار :لا نعلمه يروى عن عبدالله الا بهذا الاسناد.
وهذا الحديث يشتمل على شطرين وقد رواه كثيرون فاقتصروا على الشطر الأول ,وخالفهم عبدالمجيد بن أبي رواد فزاد الشطر الثاني
فالشطر الأول قد روي عن سفيان بهذا الاسناد من طرق متعدده,فهو مشهور مستفيض عن الثوري قد رواه عنه جمع, منهم عبد الرحمن بن مهدي ,ويحي بن سعيدالقطان ,ووكيع الجراح وعبدالله بن المبارك ومعاذ بن معاذ وعبدالرزاق بن همام وعبدالله بن نمير ومحمد بن يوسف الفريابي وأبواسحاق الفزاري وفضيل بن عياض ,وتابع الثوري الأعمش والحسين الحلقاني ومحمد بن عبدالرحمن بن أبي ليلى والعوام بن حوشب وشعبة ,كل هؤلاء تابعوا الثوري فرووه عن عبدالله بن السائب عن زاذان عن ابن مسعود به واقتصروا على الشطر الأول .
والحاصل أن الذين رووا الحديث عن الثوري مقتصرين على الشطر الأول هم عشرة ثقات وهم أوثق أصحاب الثوري بل أوثق تلك الطبقة على الاطلاق ,وخالفهم ابن أبي رواد فزاد الشطر الثاني (حياتي خير لكم)فهذه الرواية شاذه أو منكره لأن ابن أبي رواد هناك من ضعفه قال ابن حبان:كان يقلب الأخبار ويروي المناكير عن المشاهير فاستحق الترك.
وللحديث طريقان اخران أحدهما عن أنس وله عنه طريقان فيهما متهمان بالكذب ,أحدهما أبي سعيد الحسن بن علي العداوي اتهمه بالكذب ابن عدي وابن حبان وقال الدارقطني :كذاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على الرسول مالم يقل ,والثاني محمد بن عبدالملك الأنصاري قال فيه العقيلي منكر الحديث,وقال ابن حبان:منكر الحديث جدا يروي عن الثقات ما ليس من حديثهم,لا يجوز الاحتجاج به بحال.والطريق الاخر عن بكر بن عبدالله المزني مرسلا,والمرسل من أقسام الحديث الضعيف لا يحتج به.
والحاصل أن الحديث بجميع طرقه ضعيف.
وأما من ناحية المتن فمن وجوه:
1-أنه ثبت في الأحاديث الصحيحة أن الأعمال تعرض على الله يوم الاثنين ويوم الخميس فيغفرالله عزوجل في ذلك اليوم لكل امرئ لا يشرك بالله شيئا الاامرءا كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال أخروا هذين حتى يصطلحا,وفي حديث اخرذانك يومان تعرض فيهما الأعمال على رب العالمين وأحب أن يعرض عملي وأنا صائم فاذا ثبت بهذا عرض الأعمال على الله سبحانه وتعالى كل اثنين وخميس يكون القول بثبوت هذا العرض على النبي صلى الله عليه وسلم تشريكا للمخلوق بالخالق وتشبيها للمخلوق بالخالق,مع أن النبي صلى الله عليه وسلم نفسه في حياته كان يحب أن تعرض أعماله على الله وهو صائم فكيف يقال :ان الأعمال تعرض عليه؟.
2- ان هذا الحديث يخالف الأحاديث الصحيحة الثابته,منها حديث الحوض (انك لا تدري ما أحدثوا بعدك)فهذا الحديث يدل دلالة واضحة على عدم علم النبي صلى الله عليه واله وسلم بما أحدثه هؤلاء بعده صلوات الله وسلامه عليه ,فيناقض حديث عرض الأعمال الذي يدل على علمه بأعمال أمته,فهذا ضعيف وذاك متواتر,ومن المعروف أن القطعي لا يعارض بالضعيف وانما يكون مردودا.
3-ان العرض انما ثبت في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم دون سائر الأعمال,واذا ثبت عرض الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فيقال :لماذاخص الصلاة اذا كانت كل الأعمال تعرض عليه فيكون التخصيص بدون فائدة.
4-ثم انه لوثبت عرض الأعمال لا يصح الاستدلال به على جواز دعاء الرسول وذلك لأمور :
أ-أن ذلك قد يكون مثل ما كان يقع في حياته من الأخبار التي تصله عن بعض الصحابة الذين غابوا عنه,ولم يثبت أن أحدا من هؤلاء الصحابة ممن وقعوافي الشدة والكرب أنهم استغاثوا به .فهذا خبيب بن عدي عندما أرادوا قتله قال:
لقد جمع الأحزاب حولي وألبوا قبائلهم واستجمعوا كل مجمع

الى أن قال:
الى الله أشكواغربتي ثم كربتي وما أرصد الأحزاب لي عند مصرعي
فذا العرش صبرني على ما يرادبي فقد بضعوا لحمي وقد ياس مطمعي
ولم يقل خبيب الى رسول الله أشكوا .
ب-أن الله حذر من دعاء الملائكة والأنبياء في قوله تعالى(قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا.أولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه ان عذاب ربك كان محذورا),فنهى سبحانه عن دعاء الملائكة مع الاخبارلنا أن الملائكة يدعون لنا ويستغفرون,ومع هذا فليس لنا أن نطلب ذك منهم ,وكذلك الأنبياء والصالحون فانهم وان كانوا أحياء في قبورهم وان قدر أنهم تعرض عليهم أعمال الأحياء فليس لأحد أن يطلب منهم ذلك.
ولأن ما تفعله الملائكة ويفعله الأنبياء والصالحون بعد الموت هو بالأمر الكوني القدري لا يؤثر فيه سؤال السائلين,فلا يزاد فيه ولا ينقص منه, قال تعالى (لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون.يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون الا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون)ولما قال الرسول صلى الله عليه واله وسلم لجبريل ما يمنعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا فنزلت(وما نتنزل الا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك وما كان ربك نسيا.رب السموات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا).
وأما شهادته على أمته يوم القيامة فلا يلزم أن تكون على أعمالهم بالتفصيل وانما هي خاصة بالشهادة بايمانهم به وبما جاء به وبأنه بلغهم.
وقد جا في الحديث (شهيدا عليهم ما دمت فيهم ),وهي مثل شهادة باقي الأنبياء على أممهم ,وقد صرح في قصة عيسى أنها شهادة مقيدة ببقاء عيسى بين أظهرهم ولا تعم ما بعد الموت,قال تعالى (وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد) ثم ان هذه الشهادة مثل شهادة هذه الأمة على الأمم السابقة ,ولم يلزم من ذلك اطلاع هذه الأمة على تفاصيل أحوال الأمم السابقة.






 
قديم 10-06-09, 12:03 PM   رقم المشاركة : 10
ضماري
عضو







ضماري غير متصل

ضماري is on a distinguished road


شبهة:
قالوا:نحن مذنبون بعيدون عن الله وليس لنا قدر ولا جاه عندالله فلذا نجعل أحبابه وأولياءه وسطاء بيننا وبينه لما نعلم من أن لهم عندالله جاها ومنزلة وقدرا فلا يرد شفاعتهم ووساطتهم كما أن الملوك يتشفع لديهم بالمقربين لديهم من الوزراء والندماء,وفي ذلك سلوك للأدب مع الله لعدم أهليتنا لخطاب الله تعالى وعدم معرفتنا لآداب خطابه ,كما أن في ذلك سرعة لقضاء حوائجنا .
الجواب:من وجوه:
الوجه الأول: أن هذا بعينه هو قول عبّاد الأنبياء والصالحين من عهد قوم نوح الى أن بعث اليهم خاتم النبيين,كما حكى الله عنهم ذلك في كتابه الكريم, قال تعالى (ويعبدون من دون الله مالايضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله)وقال تعالى(والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلاليقربونا إلى الله زلفى),وقال تعالى(فلولا نصرهم الذين اتخذوا من دون الله قربانا ءالهة بل ضلوا عنهم وذلك إفكهم وما كانوا يفترون).
فهذه النصوص المحكمة صريحة في أن المشركين لم يقصدوا الا الجاه والشفاعة والتوسل بمعنى جعلهم وسائط تقربهم إلى الله,وتقضى حوائجهم منه تعالى,وقد أنكرالقران هذا أشد الإنكاروأخبرأن أهله هم أهل النار وجمهور هؤلاء المشركين لم يدّعوا الاستقلال ولا الشركة في توحيد الربوبية بل أقروا واعترفوا بأن ذلك لله وحده,في غير موضع من كتابه.
فقوله تعالى (ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى)نص قاطع في أن عبادتهم لغير الله ليست إلا لشيء واحد وهو طلب القربى والزلفى إلى الله وذلك لأن الآية وردت بصيغة القصر والحصر وهي النفي والاستثناء ,ففي الآية حصر غرض عبادة الأولياء في التقريب إلى الله.وقوله تعالى في الآية الأخرى (قربانا ءالهة)والقربان:ما يتقرب به الى المعبود,وانماقيل للآلهة قربانا لما أنها غيرمقصودة لذواتها.
الوجه الثاني:أن هذا الاعتقاد فيه مفاسد ومحاذير تهدم العقيدة وتزلزل أركانها,من ذلك إساءة الظن بالله تعالى وبعلمه وسمعه وجوده وكرمه وذلك أن الذي ظن أن الرب سبحانه وتعالى لا يسمع له ولا يستجيب له إلا بواسطة تطلعه على ذلك ,أوتسأل ذلك منه فقد ظن بالله ظن السؤ فإنه إن ظن أنه لا يعلم أولا يسمع إلاباعلام غيره له واسماعه,فذاك نفي لعلم الله وسمعه وكمال ادراكه وكفى بذلك ذنبا,وإن ظن أنه يسمع ويرى ولكن يحتاج إلى من يلينه ويعطفه عليه فقد أساء الظن بإفضال ربه وبره واحسانه وسعة جوده,وهذا بخلاف الملوك فإنهم محتاجون إلى الوسائط لعجزهم وقصور علمهم فأما من لا بشغله سمع عن سمع وسبقت رحمته غضبه, وكتب على نفسه الرحمة فما تصنع الوسائط عنده؟
فمن اتخذ واسطة بينه وبين الله تعالى فقد ظن به أقبح الظن وذلك يمتنع في العقول والفطر,لأنه قد ثيت في العقول والفطر أن الله سبحانه هو المدبر لأمور الخلائق بدون الاستعانه بأحد وأنه لاتخفى عليه خافيه في الأرض ولا في السماء ,وأنه يسمع ضجيج الأصوات باختلاف اللغات على تفنن الحاجات,لا يشغله سمع عن سمع ولا تغلطه المسائل,ولا يتبرم بإلحاح الملحين .وأي عقل يترك هذا الرب الجليل,ويترك الالتجاء إلى بابه ويطلب الوسطاء فإنه عقل مختل.فمن شم رائحة العلم وعرف شيئا مما جاءت به الرسل عرف أن هذا الذي قاله هؤلاء من جنس عبادة الأصنام والأوثان وهومناقض لما دل عليه القران والسنة ,ولا يستريب في ذلك عاقل, وأن من أعرض عن الله وقصد غيره,وأعد ذلك الغيرلحاجته وفاقته, واستغاث به ونذرله ولاذ به,فقدأساء الظن بربه وأعظم الذنوب عند الله هو إساءة الظن به,فإن المسيء به الظن قد ظن خلاف كماله المقدس ,فظن به ما يناقض أسماءه وصفاته,ولهذا توعد سبحانه وتعالى الظانين به ظن السوء بما لم يتوعد به غيره كما ذكره تعالى(ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم وأعدلهم جهنم وساءت مصيرا),
وقال تعالى (وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين),وقال تعالى عن خليله إبراهيم عليه السلام(إذقال لأبيه وقومه ماذا تعبدون.أئفكاءالهة دون الله تريدون.فما ظنكم برب العالمين).أي فما ظنكم أن يجازيكم إذالقيتموه قد عبدتم غيره ,وما ظننتم بأسمائه وصفاته وربوبيته من النقص حتى أحوجكم ذلك إلى عبودية غيره,فلوظننتم به ما هو أهله من أنه بكل شيء عليم وعلى كل شيء قدير وأنه غني عن كل ما سواه,فقير إليه كل من عداه ,وأنه قائم بالقسط على خلقه,وأنه المنفرد بتدبير خلقه لا يشرك فيه غيره,والعالم بتفاصيل الأمورفلا تخفى عليه خافيه من خلقه, والكافي لهم وحده لا يحتاج إلى معين ,والرحمن بذاته فلا يحتاج في رحمته إلى من يستعطفه
وهذا بخلاف الملوك وغيرهم من الرؤساء فإنهم محتاجون إلى من يعرفهم أحوال الرعية وحوائجهم من الوسطاء الذين يعينونهم على قضاء حوائجهم,وإلى من يسترحمهم ويستعطفهم بالشفاعة,فاحتاجوا إلى الوسائط ضرورة لحاجتهم وعجزهم وضعفهم وقصور علمهم.فأما القادر على كل شيء,الغني بذاته عن كل شيء, العالم بكل شيء ,الرحمن الرحيم الذي وسعت رحمته كل شيء,فإدخال الوسائط بينه وبين خلقه تنقص بحق ربوبيته وإلهيته وتوحيده,وظن به ظن السوء ,وهذا يستحيل أن يشرعه لعباده ,ويمتنع في العقول والفطر , وقبحه مستقر في العقول السليمه فوق كل قبيح,فالله أقرب إلينا من حبل الوريد فلا حاجة إلى الوسطاء بين الله وبين عباده,ولذا فقد أمرالله سبحانه عباده المؤمنين أن يدعوه ويطلبوا منه ما يريدونه رأساً بلا وسائط ,فقال تعالى ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين),وقال تعالىوإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع اذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون).
إن هؤلاء القبوريين في جعلهم الصالحين واسطة بين الخلق وبين الحق تعالى لدفع المضرات وجلب الخيرات مشبهة مرتين بتشبيهين من جهتين اثنتين, فمرة شبهوا المخلوق بالخالق في صفات الكمال فصاروا مشبهة حيث رفعوا المخلوقين فوق منزلتهم ووصفوهم بصفات الله من العلم والقدرة والسمع والإغاثة ونحوها فعبدوهم من دون الله تعالى ,ومرة شبهوا الخالق بالمخلوق في صفات النقص ,حيث إنهم قد قاسوا رب العالمين,بالملوك والسلاطين الذين لايتوصل إليهم إلابالأمراء والوزراء ,ومن المعلوم أن أصل الشرك هو التشبيه والتشبه.
الوجه الثالث : إن هذه الواسطة باطلة من أصلها,إذ فيها قياس الله على الملوك,وهذا من أفسد القياس ,وهوقياس مع الفارق من عدة أوجه:
1-أن الملوك لأجل جهلهم بحقائق الأمور وعدم علمهم بأحوال الرعية يحتاجون إلى وسائط من الأمراء والوزراء والندماء والوجهاء والعرفاء ليبلغوهم أحوال الرعية,ويرفعوا إليهم حوائجهم,بخلاف عالم الغيب والشهادة الذي لا تخفى عليه خافية,فمن ظن أن الله تعالى مثل الملوك فهو كافر.
2-أن الملوك عاجزون عن تدبيرأمورهم والقيام على حقوق رعاياهم ودفع أعدائهم,فهم في حاجة إلى أعوان وأنصارمن الوزراء ليعينوهم في تدبير مملكتهم وسياسة رعاياهم وحفظ بلدانهم وأوطانهم,بخلاف رب الكائنات,الخالق,الحي,القيوم,القادر,المالك,الغني,ال قاهر,القوي,العزيز,فمن أن الله تعالى مثل الملوك فهو كافر.
3-أن الملوك ليسوا مريدين لنفع الرعية والإحسان إليهم ورحمتهم إلابمحرك يحركهم من خارج,فاحتاجوا في ذلك إلى الشفعاء والنصحاء ينصحون ويشفعون عندهم للمضطرين والمكروبين من رعاياهم ,ليقوموابقضاء حوائجهم بهذا الترغيب والنصيحة والشفاعة,بخلاف الله رب العالمين الذي هو أرحم الراحمين,وأرحم بخلقه من الوالدة بولدها.
4-أن الملوك مضطرون إلى قبول شفاعة أمرائهم ووزرائهم لحاجتهم إليهم في حفظ البلاد وسياسة العباد,فالملوك يقبلون شفاعة أمرائهم ووزرائهم لحاجتهم إليهم في حفظ البلاد وسياسة العباد,فالملوك يقبلون شفاعتهم بإذنهم وبدون إذنهم لمن يرضون عنه ولمن يسخطون عليه,بخلاف رب العالمين فإنه غني ,حي, قيوم, لم يتخذ صاحبة ولا ولدا,ولم يكن له شريك في الملك,ولم يكن له ولي من الذل ,وهو مالك الأكوان,ليس له لأحد فيهما من شرك,ولا له من خلقه من ظهير.فتبين أن قياس الخالق على المخلوق قياس مع الفارق.






 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:18 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "