العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام > كتب ووثائق منتدى الحوار العام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-06-10, 08:43 PM   رقم المشاركة : 11
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road



لماذا تستغـفر الحيوانات للعالم؟


أولاً:

كرامة من الله تعالى له على تعليمه الناس شريعة الله تعالى.

ثانيا:

أن نفع العالم قد تعدي حتى انتفعت به الحيوانات،
فإنه يأمر بالإحسان إليها:

«فإذا قتلتم، فأحسنوا القتلة،
وإذا ذبحتم، فأحسنوا الذبحة»([1]).

ويبين ما يتعلق بها من أحكام،
فألهمها الله الاستغفار للعلماء
مجازاة على حسن صنيعهم بها وشفقتهم عليها.


«وفضل العالم على العابد
كفضل القمر على سائر الكواكب»([2]).


قال القاضي رحمه الله :

شبه العالم بالقمر والعابد بالكواكب،
لأن كمال العبادة ونورها لا يتعدى من العابد،
ونور العالم يتعدى إلى غيره ([3]).



أيهما أفضل العبادة أم الاشتغال بالعلم والتعليم؟


قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :


الإنصاف أن يقال
كلما زاد على ما هو في حق المكلف فرض عين
فالناس فيه على قسمين :


من وجد في نفسه قوة على الفهم والتحرير،
فتشاغله بذلك أولى من إعراضه عنه وتشاغله بالعبادة
لما فيه من النفع المتعدي،

ومن وجد في نفسه قصوراً فإقباله على العبادة أولى
لعسر اجتماع الأمرين،

فإن الأول لو ترك العلم
لأوشك أن يضيع بعض الأحكام بإعراضه،

والثاني لو أقبل على العلم وترك العبادة
فاته الأمران لعدم حصول الأول
وإعراضه به عن الثاني والله الموفق ([4]).


قال النووي رحمه الله:

يجزي [يعني للمعتكف] أن يقرأ القرآن ويقرئه غيره،
وأن يتعلم العلم ويعلمه غيره،
ولا كراهة في ذلك في حال الاعتكاف.


قال الشافعي وأصحابنا:

وذلك أفضل من صلاة النافلة،
لأن الاشتغال بالعلم فرض كفاية فهو أفضل من النفل،
ولأنه مصحح للصلاة وغيرها من العبادات،
ولأن نفعه متعد إلى الناس،

وقد تظاهرت الأحاديث بتفضيل الاشتغال بالعلم
على الاشتغال بصلاة النافلة.


وكان الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله

يترك صيام النافلة في بعض الأيام ويقول:

لأنه يضعف عن القيام بحوائج الناس.



~~~~~~~~~~~~~~~~~~~


([1]) رواه مسلم (1955).

([2]) رواه الترمذي (2682) وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (70).

([3]) تحفة الأحوذي (6/481).

([4]) فتح الباري (13/267).






من مواضيعي في المنتدى
»» إيران تلجأ لدول أفريقية لتهريب المخدرات للمملكة
»» صناعة السينما السعودية لماذا التحريم؟
»» بوش غير المأسوف عليه
»» المفتي العام: عَضْل الفتيات معصية وكبيرة من كبائر الذنوب
»» الأحواز المحتلة عام 1925م - قضية العرب المنسية
 
قديم 23-06-10, 11:57 PM   رقم المشاركة : 12
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


الجهاد في سبيل الله.


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قيل للنبي صلى الله عليه وسلم

ما يعدل الجهاد في سبيل الله عز وجل ؟

قال : «لا تستطيعوه»

قال: فأعادوا عليه مرتين أو ثلاثاً
كل ذلك يقول: «لا تستطيعونه»


وقال في الثالثة :
«مثل المجاهد في سبيل الله
كمثل الصائم القائم
القانت بآيات الله لا يفتر من صلاة ولا صيام
حتى يرجع المجاهد إلى أهله»([1]).



عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال :
قيل يا رسول الله :

أي الناس أفضل ؟

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
«مؤمن يجاهد في سبيل الله بنفسه وماله»،


قالوا : ثم من ؟

قال : «مؤمن في شعب من الشعاب
يتقي الله ويدع الناس من شره»([2]).



وإنما كان المجاهد أفضل من المؤمن المعتزل للناس،
لأنه بذل نفسه وماله في سبيل الله،
مع ما في جهاده من النفع المتعدي،
فإنه بالجهاد يدخل الناس في دين الله أفواجاً،
ويذل الكفر وأهله،
وتحمي حوزة الدين، وتحفظ حرمات المسلمين،
وغير ذلك من المصالح العظيمة التي تحصل بالجهاد.


ولذلك كان من أسباب خيرية هذه الأمة
على ما سواها من الأمم أنها أنفع الأمم لغيرها،

فإن هذه الأمة تنفع غيرها من الأمم
بأنفع الأشياء على سبيل الإطلاق،
ألا وهو السعي في هدايتها إلى الإسلام،
ثم ما يترتب على ذلك من دخولهم الجنة،
ونجاتهم من النار.



عن أبي هريرة رضي الله عنه:
{ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ }


قال : خير الناس للناس،
تأتون بهم في السلاسل في أعناقهم
حتى يدخلوا في الإسلام ([3]).




وقال ابن حجر رحمه الله:
(خير الناس للناس) أي : أنفعهم لهم،
وإنما كان ذلك لكونهم كانوا سببا في إسلامهم ([4]).



ونقل ابن حجر رحمه الله
عن ابن الجوزي رحمه الله قوله :

معناه أنهم أسروا وقيدوا،
فلما عرفوا صحة الإسلام دخلوا طوعاً،
فدخلوا الجنة ([5]).



~~~~~~~~~~~~~~~~~~

([1]) رواه البخاري (2635) ومسلم (1878).

([2]) رواه البخاري (2634) ومسلم (1888).

([3]) رواه البخاري (8/4281).

([4]) فتح الباري (8/225).

([5]) فتح الباري (6/145).






من مواضيعي في المنتدى
»» للتحميل كتاب: الدكتور علي جمعة إلى أين؟
»» الشيخ عمر القزابري يؤم المصلين برواية ورش عن نافع
»» أطراف الصراع في إيران هل من عودة إلى الماضي
»» شعب مورو المسلم مظلوم
»» اعترافات كنت قبوريًا
 
قديم 26-06-10, 02:06 AM   رقم المشاركة : 13
أسير السنة
موقوف






أسير السنة غير متصل

أسير السنة is on a distinguished road


جزاك الله خيراً وبارك فيك







 
قديم 09-11-10, 12:35 AM   رقم المشاركة : 14
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


جزاكم الله تعالى خيرا أخانا الكريم

وبارك الله فيكم وأحسن إليكم






من مواضيعي في المنتدى
»» الرافضة في الهند
»» مقترحات سلفية للمعضلة الشيعية
»» هل إيران عدوَّة لأمريكا وإسرائيل فعلاً ؟
»» خلال عامين .. 300 ألف شخص يعتنقون الإسلام بأوروبا
»» ما تعليقك على هذه الصورة ؟
 
قديم 09-11-10, 12:40 AM   رقم المشاركة : 15
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


الحراسة في سبيل الله:


ومما يتعدى نفعه الحراسة في سبيل الله :

عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :


«ألا أنبئكم بليلة أفضل من ليلة القدر؟

حارس حرس في أرض خوف لعلة أن لا يرجع إلى أهله» ([1]).




عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :



«عينان لا تمسهما النار

عين بكت من خشية الله

وعين باتت تحرس في سبيل الله»([2]).



«عينان لا تمسهما النار» أي لا تمس صاحبهما،
فعبر بالجزء عن الجملة ([3]).







قصة عباد بن بشر رضي الله عنه في حراسة المسلمين:




عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما قال :


خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى نجد،
فغشينا داراً من دور المشركين، قال : فأصبنا امرأة رجل منهم،


قال: ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم راجعاً،
وجاء صاحبها وكان غائباً فذكر له مصابها
فحلف لا يرجع حتى يُهريق في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم دماً،



قال : فلما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعض الطريق
نزل في شعب من الشعاب وقال :



«من رجلان يكلانا في ليلتنا هذه من عدونا»




قال : فقال رجل من المهاجرين ورجل من الأنصار نحن نكلؤك يا رسول الله،

قال : فخرجا إلى فم الشعب دون العسكر،

ثم قال الأنصاري للمهاجري :
أتكفيني أول الليل وأكفيك آخره أم تكفيني آخره وأكفيك أوله ؟
قال : فقال المهاجري بل أكفني أوله وأكفيك آخره





فنام المهاجري وقام الأنصاري يصلي،

قال : فافتتح سورة من القرآن فبينا هو يقرأ فيها إذ جاء زوج المرأة،
فلما رأى الرجل قائماً عرف أنه ربيئة القوم - أي حارسهم ([4])-


فينتزع له بسهم فيضعه فيه،
قال : فينزعه فيضعه وهو قائم يقرا في السورة التي هو فيها
ولم يتحرك كراهية أن يقطعها،


قال : ثم عاد له زوج المرأة بسهم آخر فوضعه فيه
فانتزعه فوضعه وهو قائم يصلي ولم يتحرك كراهية أن يقطعها،


قال ثم عاد له زوج المرأة الثالثة بسهم فوضعه فيه
فانتزعه فوضعه ثم ركع فسجد ثم قال لصاحبه : أقعد فقد أوتيت،




قال : فجلس المهاجري فلما رآهما صاحب المرأة هرب
وعرف أنه قد نذر به
قال : وإذا الأنصاري يموج دماً من رميات صاحب المرأة،





قال فقال له أخوه المهاجري


يغفر الله لك ألا كنت آذنتني أول ما رماك ؟





قال، فقال :


كنت في سورة من القرآن قد افتتحتها أصلي بها


فكرهت أن أقطعها


وأيم الله لولا أن أضيع ثغراً


أمرني به رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظه


لقطع نفسي قبل أن أقطعه ([5]).







~~~~~~~~~~~~~~~~~~


([1]) رواه الحاكم (2424) وصححه ووافقه الذهبي.

([2]) رواه الترمذي (1639) وصححه الألباني.

([3]) تحفة الأحوذي (5/22).

([4]) غريب الحديث لابن قتيبة (1/151).

([5]) رواه أحمد (14451) وأبو داود (193) وصححه الألباني.






من مواضيعي في المنتدى
»» متى يشرق نورك أيها المنتظر للشيخ الفاضل عثمان الخميس
»» التنصير يزحف على المغرب بوجه مكشوف
»» قتلوا الحسين وما يزالون يلطمون ويطبرون وينوحون
»» فلنعامل شيعة الخليج كما يعامل ملالي طهران أهل السنة / صالح الغانم
»» المفتي العام: عَضْل الفتيات معصية وكبيرة من كبائر الذنوب
 
قديم 09-11-10, 12:41 AM   رقم المشاركة : 16
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


بناء المساجد:



- قال الله تعالى :

]إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ

وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ

فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ[

[التوبة:18].


- عن عثمان بن عفان رضي الله عنه
قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول :


«من بنى مسجداً يبتغي به وجه الله

بنى الله له مثله في الجنة» ([1]).



- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :


«إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته

علما علمه ونشره،

وولدا صالحاً تركه،

ومصحفاً ورثه،

أو مسجداً بناه،

أو بيتا لابن السبي بناه،

أو نهرا أجراه،

أو صدقة أخرجها من ماله في صحة وحياته

يلحقه من بعد موته» ([2]).



- وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعاون مع أصحابه
في بناء المسجد النبوي



فعن أبي سعيد رضي الله عنه في ذكر بناء المسجد قال :
كنا نحمل لبنة وعمار لبنتين لبنتين


فرآه النبي صلى الله عليه وسلم فينفض التراب عنه ويقول :


«ويح عمار تقتله الفئة الباغية

يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار»


قال يقول عمار رضي الله عنه :

أعوذ بالله من الفتن ([3]).






~~~~~~~~~~~~~~~~~~

([1])رواه البخاري (439) ومسلم (533) .

([2]) رواه ابن ماجة (238) وحسنة الألباني في صحيح الترغيب الترهيب (77)

([3]) رواه البخاري (436)






من مواضيعي في المنتدى
»» أغزوت الروم
»» نظام ولاية الفقيه وظلم أهل السنة في إيران
»» سوسيولوجيا الدماء الدينية ثنائية المسيح والحسين
»» 5 ملايين طفل مشرّد في شوارع بغداد
»» هل يستطيع الرافضة إثبات إيمان وعدالة علي رضي الله عنه؟؟؟
 
قديم 09-11-10, 12:42 AM   رقم المشاركة : 17
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


النصيحة:


عن تميم الداري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

«الدين النصيحة»

قلنا : لمن؟

قال :

«لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم» ([1]).



قال ابن حجر رحمه الله :

وهذا الحديث من الأحاديث التي قيل فيها إنها أحد أرباع الدين ([2]).


وقال النووي رحمه الله :

هذا حديث عظيم الشأن وعليه مدار الإسلام.
وأما ما قاله جماعات من العلماء أنه أحد أرباع الإسلام
أي أحد الأحاديث الأربعة التي تجمع أمور الإسلام فليس كما قالوا،
بل المدار على هذا وحده... والله أعلم ([3]).


والنصيحة لله:

وصفه بما هو أهل له، والخضوع له ظاهراً وباطناً،
والرغبة في محابه بفعل طاعته،
والرهبة من مساخطه بترك معصيته والجهاد في رد العاصين إليه.


والنصيحة لكتاب الله:

تعلمه، وتعليمه، وإقامة حروفه في التلاوة،
وتحريرها في الكتابة، وتفهم معانية، وحفظ حدوده،
والعمل بما فيه، وذب تحريف المبطلين عنه.


والنصيحة لرسوله :

تعظيمه، ونصره حياً وميتاً، وإحياء سنته بتعلمها وتعليمها،
والاقتداء به في أقواله وأفعاله، ومحبته ومحبة أتباعه.



والنصيحة لأئمة المسلمين:

إعانتهم على ما حملوا القيام به، وتنبيههم عند الغفلة،
وسد خلتهم عند الهفوة، وجمع الكلمة عليهم،
ورد القلوب النافرة إليهم،
ومن أعظم نصيحتهم دفعهم عن الظلم بالتي هي أحسن.



والنصيحة لعامة المسلمين :

إرشادهم لمصالحهم في آخرتهم ودنياهم،
وكف الأذى عنهم فيعلمهم ما يجهلونه من دينهم،
ويعينهم عليه بالقول والفعل، وستر عوراتهم، وسد خلاتهم،
ودفع المضار عنهم، وجلب المنافع لهم،
وأمرهم بالمعروف، ونهيهم عن المنكر برفق وإخلاص،

والشفقة عليهم، وتوقير كبيرهم، ورحمة صغيرهم،
وتخولهم بالموعظة الحسنة، وترك غشهم وحسدهم،

وأن يحب لهم ما يحب لنفسه من الخير،
ويكره لهم ما يكره لنفسه من المكروه،
والذب عن أموالهم وأعراضهم،

وغير ذلك من أحوالهم بالقول والفعل،
وحثهم على التخلق بجميع ما ذكرناه من أنواع النصيحة،
وتنشيط هممهم إلى الطاعات

وقد كان في السلف رضي الله عنهم من تبلغ به النصيحة إلى الإضرار بدنياه.

~~~~~~~~~~~~~~~~~~


([1]) رواه مسلم (55)

([2]) فتح الباري (1/138)

([3]) شرح النووي على مسلم (2/37)







من مواضيعي في المنتدى
»» قراءة صوتية لتفسير العلامة السعدي رحمه الله تعالى
»» شاهد صورًا تشاهدها للمرة الأولى عن فلسطين
»» القول السديد في مقاصد التوحيد
»» هل في كتب الصوفية بالسعودية سحر وشعوذة ؟..( وثائق وصور)
»» بوش غير المأسوف عليه
 
قديم 09-11-10, 12:43 AM   رقم المشاركة : 18
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


الإصلاح بين الناس:


قال الله تعالى :

]لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ

إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ

وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللهِ

فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا[.


قال السعدي رحمه الله أي :

لا خير في كثير مما يتناجى به الناس ويتخاطبون،
وإذا لم يكن فيه خير، فإما لا فائدة فيه كفضول الكلام المباح،
وإما شر ومضرة محضة كالكلام المحرم بجميع أنواعه.


ثم استثنى تعالى فقال :

]مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ[ من مال أو علم أو أي نفع كان،

بل لعله يدخل فيه العبادات القاصرة كالتسبيح والتحميد ونحوه،


كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :

«إن بكل تسبيحة صدقة، وكل تكبيرة صدقة،

وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة،

وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة،

وفي بضع أحدكم صدقة»([1]).


]أَوْ مَعْرُوفٍ[ وهو الإحسان والطاعة
وكل ما عرف في الشرع والعقل حسنه،

وإذا أطلق الأمر بالمعروف من غير أن يقرن بالنهي عن المنكر
دخل فيه النهي عن المنكر،

وذلك لأن ترك المنهيات من المعروف،
وأيضا لا يتم فعل الخير إلا بترك الشر.

وأما عند الاقتران فيفسر المعروف بفعل المأمور،
والمنكر بترك المنهي.


]أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ[ والإصلاح لا يكون إلا بين متنازعين متخاصمين،

والنزاع والخصام والتغاضب يوجب من الشر والفرقة ما لا يمكن حصره،

فلذلك حث الشارع على الإصلاح بين الناس في الدماء والأموال والأعراض،

بل وفي الأديان كما قال تعالى :

]وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا[

[آل عمران:103]


وقال تعالى:

]وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا

فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى

فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ

فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا

إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ[

[الحجرات:19].


وقال تعالى :

]وَالصُّلْحُ خَيْرٌ[

[النساء :128]،


والساعي في الإصلاح بين الناس

أفضل من القانت بالصلاة والصيام والصدقة،

والمصلح لابد أن يصلح الله سعيه وعمله.


كما أن الساعي في الإفساد لا يصلح الله عمله ولا يتم له مقصوده

كما قال تعالى :

]إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ[

[يونس:81].


فهذه الأشياء حيثما فعلت فهي خير كما دل على ذلك الاستثناء
[وذلك لما فيها من النفع المتعدي]

ولكن كمال الأجر وتمامه بحسب النية والإخلاص

ولهذا قال :

]وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ

فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا[([2])

[النساء:114].


وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

«إن أفضل الصدقة إصلاح ذات البين»([3]).


وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

«ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة

قالوا بلى يا رسول الله

قال إصلاح ذات البين»([4]).


ومما لاشك فيه أن منزلة الصيام والصلاة عظيمة،

فهما ركنان من أركان الإسلام،

والمراد هنا : صلاة النافلة وصيام النافلة،

إذا إصلاح ذات البين خير من صلاة وصيام النوافل،

لأن أجرهما وثوابهما محصور على صاحبه بينما إصلاح ذات البين :
نفع متعد إلى الآخرين.

فمن يشغل وقته بإصلاح ذات البين
أفضل ممن يشغل وقته بنوافل الصيام والصلاة.



~~~~~~~~~~~~~~~~~~

([1]) رواه مسلم (2376).

([2]) تيسير الكريم الرحمن (202).

([3]) رواه عبد بن حميد في مسنده (335) وصححه الألباني السلسلة الصحيحة (2639).

([4]) رواه أبو داود (4919) والترمذي (2509) وصححه الألباني في صحيح الجامع (2595).






من مواضيعي في المنتدى
»» المشروع الإيراني الصفوي الفارسي / مقدماته وأخطاره ووسائل التصدي له
»» موقف شيخ الإسلام ابن تيمية من التكفير
»» الصفار والتطفيف في الميزان
»» أحد المرجعيات الشيعية يعتبر ولاية الفقيه المطلقة شركاً
»» المنظومة الهائية / للشيخ حافظ حكمي رحمه الله تعالى
 
قديم 09-11-10, 12:44 AM   رقم المشاركة : 19
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


الشفاعة ونصرة المظلومين:


فيتوسط المسلم لأخيه في جلب منفعة أو دفع مضرة،
وهذا من نفع المسلمين بالجاه.



عن أبي موسى رضي الله عنه قال :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاءه السائل
أو طلبت إليه حاجة قال :

«اشفعوا تؤجروا
ويقضي الله على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم ما شاء »([1]).



قال النووي رحمه الله:

(فيه: استحباب الشفاعة لأصحاب الحوائج المباحة،
سواء كانت الشفاعة إلى سلطان ووال ونحوهما،
أم إلى واحد من الناس،
وسواء كانت الشفاعة إلى سلطان في كف ظلم، أو إسقاط تعزير،
أو في تخليص عطاء المحتاج، أو نحو ذلك؛


وأما الشفاعة في الحدود فحرام،
وكذا الشفاعة في تتميم باطل، أو إبطال حق، ونحو ذلك؛
فهي حرام)([2]).


ودل قوله صلى الله عليه وسلم :

«ويقضي الله على لسان نبيه ما شاء»


أن الساعي مأجور على كل حال،
وإن خاب سعيه ولم تنجح طلبته([3]).



وكان النبي صلى الله عليه وسلم يبذل جاهه
لمنفعة المسلمين ومصلحتهم؛
فكان يشفع لهم حتى في أمورهم الخاصة،


فلما عتقت بريرة رضي الله عنها وكان زوجها عبداً
اختارت فسخ النكاح، فحزن عليها زوجها، وكان يحبها كثيراً،
حتى كان يمشي خلفها في طرقات المدينة وهو يبكي،

وسأل النبي صلى الله عليه وسلم أن يشفع له عندها
حتى ترجع إليه ففعل النبي صلى الله عليه وسلم


وقال لها : «لو راجعتيه فإنه أبو ولدك».

قالت: يا رسول الله، أتأمرني؟

قال: «لا، إنما أنا شافع».

قالت: لا حاجة لي فيه ([4]).



~~~~~~~~~~~~~~~~~~


([1]) رواه البخاري (1432) ومسلم (2627).

([2]) شرح النووي على مسلم (16/177).

([3]) شرح البخاري لابن بطال (3/434).

([4]) رواه البخاري (4979).







من مواضيعي في المنتدى
»» المالكي وعقارات لندن في زمن التشرّد والكوليرا العراقية
»» مناظرة الشيخ عبد الرحمن عبدالخالق ويوسف الرفاعي شيخ الرفاعية بالكويت
»» صوت المعيقلي يقود فلبينيا للإسلام
»» قصيدة / أمّن يجيبُ المضطّر !!
»» نظام الملالي إرهابي
 
قديم 09-11-10, 12:45 AM   رقم المشاركة : 20
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road



قضاء حوائج الناس والقيام بأعمالهم

وإغاثتهم عند نزول الكرب بهم:


إن خدمة الناس ومسايرة المستضعفين دليل على طيب المنبت،

ونقاء الأصل، وصفاء القلب، وحسن السريرة،

والله يرحم من عباده الرحماء،

ولله أقوام يختصهم بالنعم لمنافع العباد،

وجزاء التفريج تفريج كربات، وكشف غموم في الآخرة.


عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«المسلم أخو المسلم،

لا يظلمه، ولا يسلمه،

من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته،

ومن فرج عن مسلم كربة

فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة،

ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة»([1]).

زاد أبو نعيم :

«ومن مشى مع مظلوم يعينه

ثبت الله قدميه يوم تزل الأقدام» ([2]).



عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

«من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا،

نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة،

ومن يسر على معسر، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة،

ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة،

والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه،

ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما

سهل الله له به طريقاً إلى الجنة» ([3]).




قال النووي - رحمه الله:

(هو حديث عظيم جامع لأنواع من العلوم والقواعد والآداب...

ومعنى (نَفَّس الكربة): أزالها،

وفيه: فضل قضاء حوائج المسلمين،

ونفعهم بما تيسر من علم أو مالٍ أو معاونة

أو إشارة بمصلحة أو نصيحة وغير ذلك)([4]).


وببذل المعروف والإحسان تحسن الخاتمة، وتصرف ميتة السوء:

فعن أم سلمة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

«صنائع المعروف تقي مصارع السوء،

وصدقة السر تطفئ غضب الرب،

وصلة الرحم تزيد في العمر»([5]).



والله تعالى ينعم على العبد لقيامه بمصالح المسلمين وحوائجهم

فإذا لم يقم بها سلبه الله هذه النعم.


فعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إن لله عبادا اختصهم بالنعم لمنافع العباد،

يقرهم فيها ما بذلوها، فإذا منعوها نزعها منهم،

فحولها إلى غيرهم»([6]).


قال ابن عباس رضي الله عنهما :

(من مشى بحق أخيه ليقضيه فله بكل خطوة صدقة)([7]).


~~~~~~~~~~~~~~~~~~


([1])رواه البخاري (2442) ومسلم (2310).

([2]) رواه أبو نعيم في الحلية (6/348) وحسنه الألباني في صحيح الجامع (176).

([3]) رواه مسلم (2699).

([4]) شرح النووي على مسلم (17/21).

([5]) رواه الطبراني في الأوسط (6/163) وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (890).

([6]) رواه الطبراني (5/228)وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (2617).

([7]) أخرجه أبو عبد الله المروزي في كتاب البر والصلة (163).






من مواضيعي في المنتدى
»» عمائم الحكم في طهران يعلو الفساد أعلاها
»» أسطورة كسر الضلع
»» دفاع حسن نصر الله عن إيران
»» سوف أعتذر نيابة عن العريفي إذا
»» فضيحة الشيخ طنطاوي
 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:09 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "