التجاوزات في معرض الكتاب ( عرض لبعض الكتب المباعه )

[محمد العيد]

التجاوزات في معرض الكتاب

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد:
قمت بجولة في معرض الكتاب أيام 10 – 11 – 14 – 19 /2 / 1428هـ فرأيت تجاوزات كثيرة ، ومن باب النصح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كتبت هذا التقرير المختصر مع العلم أنه لايتطرق للمخالفات التي في الروايات إلا لماما ولأني كُفيت المؤنة فقد ذكر ذلك كثير من الأخوة الفضلاء:
تنبيهات :
1رأيت التوراة تباع وكذلك الإنجيل ( إنجيل برنابا ) ولكن نسيت دور النشر التي تباعان فيهما.
2 بعض الكتب التي في هذا التقرير اقتنيتها وهي موجودة لدي.
3 لم أتعرض للملاحظات التي تتعلق بمسألة اختلاط الرجال بالنساء وضيق الممرات مما يكون سببا في بعض التحرشات وغيرها.
ذكر المخالفات :
أولاً :
عرض كتب الشيعة الإمامية الاثنا عشرية والتي رأيت منها مايلي:
1 كتب الهالك الخميني وهي:

أ****- تحرير الوسيلة 4مجلدات .
ب****- التعادل والترجيح مجلد.
ت****- شرح دعاء السحر مجلد.
ث****- أنوار الهداية في التعليقة على الكفاية مجلدين.
ج****- مناهج الوصول إلى علم الأصول مجلد.
ح****- كتاب الطهارة 4مجلدات .

2 كتاب الغيبة لمحمد بن الحسن الطوسي مجلد.
3 تفسير الصافي 8 مجلدات .
4 كتاب الغدير للأميني 11 مجلد .
5 الصحيفة الكاملة السجادية مجلد صغير مطبوع على هيئة المصحف.
6 تفسير الميزان للطبطبائي 20 مجلد.
7 مجمع البيان للطبرسي.
وجميع هذه الكتب تباع في ( المجمع العلمي للتقريب بين المذاهب / إيران / رقم / 615 ) وقد قام البائع بوضعها تحت الطاولة حتى لايراها الناس.
ملاحظات على الكتب السابقة :
لن أطيل في ذكر الملاحظات على كل ماسبق وأكتفي بملاحظتين على كتابين :

الأولى : كتب الخميني .
دأب الهالك الخميني في حال حياته التأليب على السنة والدعوة إلى قتلهم وتكفيرهم وتكفير حملة لواء الدين من الأمراء والعلماء السنة وهذا لايخفى على كل من له أدنى إطلاع على حياة هذا المخذول المرتبطة بقيام دولة الرافضة – الثورة الإسلامية – زعموا – وأذكر مثالا على ذلك حيث قال عن ولاة الأمر آل سعود – وفقهم الله - ونقله صاحب كتاب زُلال ما قبل الظهور إعداد وتأليف تراب إمامي : ( ومن جملتهم آل سعود خونة الحرم الإلهي العظيم ( لعنة الله وملائكته ورسله عليهم ) ينبغي التذكير بذلك – وبصورة قارعة – وإرسال اللعن والدعاء عليهم ).
مع ما تقدم من تصريحه بكثير من عقائد الرافضة من سب وتكفير الصحابة ، والاعتقاد بالتحريف ، والغلو في آل البيت .... وغيرها فكيف من هذه حاله وهذه مواقفه تباع كتبه في معرض الكتاب ؟ أليس هذا مما يسيئ للوطن؟

الثانية : من الكتب التي في المجمع كتاب الغيبة للطوسي وفيه في ص 295 – 296 أورد حديثا جاء فيه عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : من يضمن لي موت عبد الله أضمن له القائم ، ثم قال : إذا مات عبد الله لم يجتمع الناس بعده على أحد ولم يتناه هذا الأمر دون صاحبكم إن شاء الله ، ويذهب ملك سنين ويصير ملك الشهور والأيام فقلت : يطول ذلك ؟ قال : كلا.
والمقصود بالقائم الوارد في الرواية مهدي الرافضة المزعوم وعبد الله الملك عبد الله بن عبد العزيز خادم الحرمين وحددوا ذلك بتاريخ 9 / 12 / 1428هـ

ثانياً :
عرض كتب الإسماعيلية الباطنية الذين اتفق جميع المسلمين على كفرهم وخروجهم من الملة والتي رأيت منها مايلي:
1) تاريخ الدعوة الإسماعيلية للدكتور مصطفى غالب ( إسماعيلي ) ويؤرخ لأئمة الإسماعيلية ودعاتهم حتى عام 1953م ويثني عليهم وعلى عقائدهم ويذكر مؤلفاتهم .
2) كتاب الافتخار للداعي أبو يعقوب السجستاني تحقيق الدكتور مصطفى غالب ويؤصل للعقيدة الإسماعيلية .
3) راحة العقل للداعي أحمد حميد الدين الكرماني تحقيق الدكتور مصطفى غالب ويعتبر هذا الكتاب من أصول كتب الإسماعيلية ومؤلفه من منظريهم الكبار ويتكلم كتابه في العقيدة الإسماعيلية بشكل موسع .
4) الرسالة الجامعة لأحمد بن عبد الله بن محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق تحقيق الدكتور مصطفى غالب وتعتبر تلخيصاً لرسائل اخوان الصفا وخلان الوفا.
5) الثائر الحميري الحسن بن الصباح للدكتور مصطفى غالب يثني في هذا الكتاب على رئيس الحشاشين وعلى تنظيمه .
6) افتتاح الدعوة للقاضي أبي حنيفة النعمان بن محمد التميمي المغربي – كان سُنياً مالكياً فارتد وأصبح رافضياً باطنياً – ويتحدث فيه عن بداية الدعوة الإسماعيلية ويعرض لتاريخ الدعيّ عبيدالله المهدي ويثني عليه .
7) المجالس المستنصرية ولم يُذكر اسم مؤلفه ويتحدث عن بعض عقائد الإسماعيلية والأحكام الفقهية.
وهذه الكتب لدى ( دار الخيال / لبنان / رقم / 208 ) ما عدا الكتابين الأخيرين فنسيت الدار التي باعتهما.

ثالثاً :
عرض كتب الإباضية وخاصة كتب العقائد منها والتي رأيت منها مايلي:
1) الأباضية تاريخ ومنهج ومبادئ لزكريا بن خليفة المحرمي وتطرق فيه لمعتقد الأباضية بشكل مختصر وقرر فيه نفي رؤية الله يوم القيامية ، وخلود صاحب الكبيرة ، ونفي كثير من الصفات عن الباري.
2) الحجج المقنعة في نفي رؤية الله تعالى لمفتي عمان أحمد بن حمد الخليلي رد فيه على فتوى الشيخ ابن باز رحمه الله في مسألة إثبات رؤية الخالق يوم القيامة وأثبت فيه أن الله لا يُرى يوم القيامة .
3) الحق الدامغ لمفتي عمان أحمد بن حمد الخليلي قرر فيه ثلاث مسائل هي : نفي رؤية الله يوم القيامية ، وخلود صاحب الكبيرة ، القول بخلق القرآن .
4) مشارق أنوار العقول لنور الدين السالمي وهو عبارة عن شرح منظومة في العقيد ة الأباضية .
5) الفكر العقدي عند الأباضية حتى نهاية القرن الثاني الهجري تأليف الدكتور مسلم بن سالم بن علي الوهيبي – رسالة دكتوراة – ينتصر فيها للأباضية .
وهذه الكتب لدى ( جناح المكتبات العُمانية /عُمان / رقم / 103 ) .

رابعاً :
عرض كتب غلاة الصوفية بالإضافة لكتب بعض الطُرق الصُوفية والتي رأيت منها مايلي:
1) فصوص الحكم لابن عربي الطائي الصوفي مجلد .
2) الفتوحات المكية لابن عربي الطائي الصوفي 9 مجلدات ، ويشتمل الكتابان على الكفر الأكبر المخرج من الملة ومؤلفها كفّره جمع من أهل العلم وتقوم كتبه على فلسفة الحلول والاتحاد ، ويوجدان في( دار صادر /لبنان / رقم / 226 ) .
3) أوراد الطريقة الشاذلية اعتنى بها محمود بيروتي وهي عبارة عن الأذكار المبتدعة التي يقولها المنتسبون لهذه الطريقة البدعية .
4) عنوان التوفيق في آداب الطريق لابن عطاء الله السكندري الشاذلي وتحتوي على شرح لقصيدة في آداب الطالب إذا أراد الارتقاء في درجات التصوف ومنها :
وراقب الشيخ في أحواله فعسى *** يرى عليـك من استحســانه أثرا
وقدم الجد وانهض عند خدمته *** عساه يرضى وحاذر أن تكن ضجرا
ففي رضاه رضى الباري وطاعته *** يرضى عليك فكن من تركه حذرا
ص 45 هنا يقدس الشيخ ويربط رضا الله برضا شيخه وهي تندرج تحت المبدأ الذي يكرره مشايخ الصوفية ( كن بين يدي الشيخ كالميت بين يدي المغسل ).
5) دلائل الخيرات لأبي عبد الله محمد بن سليمان الجزولي وهذا الكتاب مشتمل على كثير من الخرافات والأدعية الملفقة وهو من كتب الأدعية المشهورة لدى الطرق الصوفية .
6) الدلالات الواضحات على دلائل الخيرات ليوسف بن إسماعيل النبهاني بعناية بسام عبدالوهاب الجابي وهو اختصار للكتاب المتقدم.
وهذه الكتب لدى ( دار الألباب للطباعة والنشر والتوزيع /سوريا / رقم / 805 ) .
بالإضافة إلى وجود كم كبير وهائل من الروايات الماجنة والساقطة التي فيها دعوة للفجور والرذيلة وكتب مشاهير الملاحدة مثل داروين ، نصر أبو زيد ، ...

وبعد هذا العرض أقف وقفات سريعة عل الله ينفع بها :
1) تسعى الدولة ممثلة في أجهزتها الرسمية إلى محاربة الغلو في الدين وبيع هذه الكتب والسماح بتداولها لايخدم هذه القضية بل يزيدها تعقيداً ورسوخاً لدى معتنقيها .
2) إن الكتب التي تدعو إلى الجنس ومحاربة الفضيلة ، والاستهزاء بالخالق ، وبالدين وأهله ، يوجد لدى أصحابها إنحراف فكري يجب علاجه ومن يسمح ببيع هذه الكتب يكون عوناً لهم على نشر هذا الفكر المنحرف وهذا غلو آخر يستوجب الحجر على أصحابه .
3) نشر مثل هذه الكتب وبيعها في المعرض لاتخدم المواطنين والبلد بل تخدم الغرب فمثلاً كتاب كفاحي للسفاح هتلر يدعو للثورة على ولاة الأمر وتهييج الشعوب على حكوماتها.
4) أن كل بلد له خصوصياته فإيران لاتسمح ببيع كتب السنة وكذلك عُمان فكيف يُسمح لهم بنشر كتبهم في بلاد التوحيد ومهبط الوحي التي هي وقف لأهل السنة والجماعة .
5) أن منع الكتب التي تدعوا وتفسد العقائد والأديان ، مقدم على سجن اللصوص والسُرّاق لاستصلاح الأبدان ، ومن هذا فيجب محاسبة من سمح بهذه الكتب.
6) همسه لوزير الثقافة والإعلام ولوكيل الوزارة الدكتور السبيل وهي :
أ****- ما الفائدة من نشر هذه الكتب والسماح ببيعها في المعرض؟
ب****- أليس هذه الكتب مما تسيء للدين والوطن فلماذا لم تمنع وقد صرح الدكتور السبيل كما نشرته صحيفة الحياة في 19/02/2007م أن معرض الرياض الدولي للكتاب سيكون خالياً من الرقابة، سوى على الكتب التي تسيء للدين والوطن.
ت****- ثم هذه الرقابة التي تم رفعها منعت بعض الكتب مثل كتب المفكر محمد قطب ، وسيد قطب ، والشيخ سفر الحوالي ، ...فهي رقابة تكيل بمكيالين.
ث****- هل مسألة السماح بهذه الكتب توافق السياسة الإعلامية التي قامت عليها بلاد الحرمين المملكة العربية السعودية ؟
7) واختم مذكراً أن المرء مهما طال بقاءه فإنه مفارق لهذه الدُنيا ثم حساب وجزاء فإما إلى جنة ونعم القرار وإما إلى نار وبئس الدار ، دخل بعض التابعين على الصحابي الجليل أبي ذر رضي الله عنه فلم يجد في بيته متاعا فقال له : أين متاعك يا أباذر فقال رضي الله عنه : إن حبيبي صلى الله عليه وسلم أخبرني أن أمامنا عقبة كئود ولن يجتازها إلا المخف ، أسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين وأن يهدي ضالهم ويثبت مطيعهم والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .

كتبه
الغافقي
( محمد بن سعد العيد )
19 / 2 / 1427هـ