بسم الله الرحمن الرحيم
الموضوع الأول : كلمة عن أحمد بن محمد التجاني وعن مصدر الطريقة التجانية :
هو أبو العباس أحمد بن محمد بن المختار بن أحمد بن محمد التجاني ،ولد عام 1150 من الهجرة بقرية عين ماضي التي وفد إليها جده محمد ، فاستوطن بها وتزوج من قبيلة فيها تدعى تجاني أو تجانا ، فكانت أخوالا لأولاده ، وإليها نسبوا. نشأ أبو العباس بهذه القرية وحفظ بها القرآن ورحل في طلب العلم إلى بلاد عدة ، وتأثر في أسفاره بمن التقى به من مشايخ الطرق الصوفية ، وأخذ الطريق عن عدة منهم ، ثم انتهت به رحلاته إلى أبي صيفون . وهناك زعم أنه قد جاءه الفتح ، وأنه لقي النبي صلى الله عليه وسلم يقظة لا مناما ، وأنه أذن له في تربية الخلق على العموم والإطلاق ، وأخذ عنه الطريقة الصوفية مشافهة ، وأمره أن يترك كل طريق أخذه عن مشايخ الصوفية اكتفاء بما أخذ عنه صلى الله عليه وسلم مشافهة ، وعين له النبي صلى الله عليه وسلم الورد الذي يلقنه مريديه وهو : الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وذلك سنة 1196 من الهجرة ، وكمل له الورد بسورة الإخلاص على رأس المائة ؛ ولذا سميت الطريقة الأحمدية والمحمدية كما سميت التجانية نسبة إلى القبيلة التي صاهرها جده محمد فنسبوا إليها . وزعم أحمد التجاني بعد شهرته أنه شريف ، ينتهي نسبه إلى الحسن بن علي بن أبي طالب ، ولم يشأ أن يعول في إثبات ذلك على وثائق مكتوبة ولا على أخبار الأعيان والآحاد ، بل زعم أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يقظة وسأله عن نسبه ، فأجابه بقوله : أنت ولدي حقا ، وكررها ( ثلاث مرات ) ، ثم قال له : نسبك إلى الحسن صحيح . ا هـ ملخصا من الباب الأول من [ جواهر المعاني ] لعلي حرازم ومن الفصل الثامن والعشرين من كتاب [ الرماح ] لعمر بن سعيد الفوتي . * هذا وإنه لم يثبت عن الخلفاء الراشدين ولا سائر الصحابة رضي الله عنهم أن أحدا منهم - وهم خير الخلق بعد الأنبياء - ادعى أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يقظة ، ومن المعلوم من الدين بالضرورة : أن التشريع قد أكمل في حياته صلى الله عليه وسلم ، وأن الله قد أكمل للأمة دينها ، وأتم عليها نعمته قبل أن يتوفى رسوله صلى الله عليه وسلم إليه ، قال تعالى : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا )
فلا شك أن ما زعمه أحمد التجاني لنفسه من رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة ، وأنه أخذ عنه الطريقة التجانية يقظة مشافهة . وأنه عين له الأوراد التي يذكر بها ويصلى على رسوله بها - لا شك أن هذا من البهتان والضلال المبين .