العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-11-14, 05:42 PM   رقم المشاركة : 1
بعيد المسافات
عضو ماسي






بعيد المسافات غير متصل

بعيد المسافات is on a distinguished road


مشاريع الحداثة فشلت في تحقيق النهضة في العالم العربي

أغلب الحداثيين وجدوا في مفاهيم "الحداثة" تزلُّفا للحضارة الغربية وتظاهرا بفهمها


د. خضر الشيباني ومقدم المحاضرة د. يحيى أبو الخير.

"لا نقول إلا ما قاله نزار قباني: لقد لبسنا قشرة الحضارة والروح جاهليّة".. بهذه الجملة استهل الدكتور خضر الشيباني محاضرته التي عرج من خلالها على إشكاليات التراث والحداثة في العالم العربي، مضيفا أن خلاصة القضية نستطيع أن نوجزها في عبارة مفادها أن "مشاريع التنمية" و"طموحات النهضة" في العالم العربي باءت بالفشل الذريع، فبعد كل الانقلابات والتغيرات والمغامرات ودعاوى المؤامرات وشجون الربيع العربي، نستطيع أن نقول إن العالم العربي في أسوأ حال عبر تاريخه الحديث على أقلّ تقدير.
وأضاف الشيباني خلال محاضرة "إشكالية التراث والحداثة .. أين الخلل؟"، في سبتية مركز حمد الجاسر صباح أمس في الرياض قائلا:"إن كل مشاريع الحداثة والتحديث بأشكالها الأدبية والفكرية والسياسية والمادية فشلت في أن تحقق للأمة "مشروع النهضة" و"مكاسب التنمية"، فطوال قرنين من الزمن كانت القضيةُ الكبرى في المجتمعات العربية هي "قضيةُ النهضة"، وكانت الأسئلةُ الكبرى هي "أسئلةُ النهضة"، وانتصب سؤال يتكرّر على مدى قرنين: (لماذا تأخّرنا، وتقدّم غيرنا؟)؛ وانبثقت عن كلّ ذلك تلك "الإشكاليّةُ الكبرى" التي انتصبت في أعماق الوجدان والعقل العربي، وعُرفت باسم "إشكاليةُ التراثِ والحداثة"، أو "إشكاليةُ الأصالةِ والمعاصرة". وأوضح الشيباني أنه انطلاقا من هيمنة "ثقافة الغالب" فإن الغالبيّة من الحداثيين - بانتماءاتهم المختلفة - وجدوا في مفاهيم "الحداثة" تزلُّفا للحضارة الغربية وتظاهرا بفهمها والتفاعل معها فكان حالهم مثل حال السيدة القرويّة التي أرادت أن تُبرز معاصرتها وحداثتها عندما سألوها: (من أين تشتري أحذيتها)، فأجابت بثقةٍ واعتزاز: (اشتري أحذيتي من ماكدونالدز).
وتابع: "تمخّض عن هذه التّدافعات والتّيارات والمُحاولات - منْذ مطْلع القرْن التّاسع عشر الميلاديّ - ثلاث مدارس رئيسة: الأولى "المدرسة التُّراثيّة"، وهي اتِّجاه رافِض لكلِّ جديد، ومُتَقيِّد بـ"التُّراث"، ويرى في كلِّ جديدٍ وافدٍ من الغرْب تهْديدا للهُويّة والدِّين والأخْلاق، والثانية "المدرسة الحداثيّة"، وهي اتِّجاه رافِض لـ"التُّراث" إذْ يراه عقبة تعوق اللحاق بالرّكْب الحضاريّ المُنْطَلِق بخطوات "العلْم" المتسارعة، وتحدّيات "العصْر" المُتفاقِمة، أما الثالثة فهي "المدرسة التَّوفيقيّة""، وهي اتِّجاه يرى ضرورة الجمْع بين "الحُسْنَيين"؛ فيحْرص على الحِفاظ على "الهُويّة الإسْلاميّة" وقِيَمها وتُراثها، وفي الوقْت نفْسه يسْعى إلى الاسْتفادة من المُعْطيات العلْميّة والإنْجازات التِّقنيّة والأنظمة السياسيّة والرؤى الفكريّة في "النّموذج الغرْبيّ".
وأضاف: "في الواقع فشلت كلُّ هذه المدارس في تحقيق أيِّ إنجاز يُذكر على طريق "النهضة"؛ فعلى الرّغم من التقدّم المذهل في أنماط حياة المجتمعات العربية، وأشكال تعليمها، وتنوّع برامجها، إلاّ أنها بقيت رهينة لعطاءات الآخرين، وحبيسة لأنماطٍ استهلاكيّةٍ على المستويات الفكريّة والماديّة والاجتماعيّة وغيرِها، وهي تسير الآن بخطى حزينة على طريق الفتن الطائفيّة والنزاعات السلطويّة والصراعات الفئويّة والاعتماد المطلق على قرارات الآخرين.
وتحدث المحاضر عن مآزق الخطابين التراثي والحداثي قائلا إن من أبرز مآزق "الخطاب التراثي" الخلْط بين "التراثيّ" و"الأصيل"؛ فليس كلُّ شأنٍ "تراثيّ" أصيلا، وليس كلُّ أمرٍ "تراثيّ" مقدّسا وجديرا بالمحافظة عليه، إضافة إلى "النّزعة التبسيطيّة" التي تهيمن على تفكير "الخطاب التراثيّ" عبر تبسيط التحديات المعقّدة والتداخلات المتشعّبة التي تواجه العالَم بشكلٍ عام، والمجتمعات العربيّة بشكلٍ خاصّ، وهذه النّزعةُ جعلته خطابا هائما عائما غائما.
وتابع هناك - مثلا - طرح شعارات مثل "الإسلامُ هو الحل" أو "العودةُ إلى ما كان عليه السّلف" أو "الإسلامُ صالح لكلّ زمانٍ ومكان"، أو اختزالها في عناوين عامّةٍ كـ"الصراع بين الحق والباطل"، و"الإيمان والكفر"، أو "نظريّة الفسطاطين"، وهكذا تتلاشى في هذه الأطروحات الأبعادُ الثقافيّة والحضاريّة والزمانيّة والمكانيّة والبرامج العمليّة التنفيذيّة، وتغيب أوجهُ القصور الحقيقيّة المتمثّلةُ في التخلّف الإنتاجيّ والعجز العلميّ والتقنيّ والتنظيميّ والاجتماعيّ.






التوقيع :
بسم الله توكلت على الله
الواحد الاحد الفرد الصمد ..

http://www.youtube.com/watch?v=HodzzrTyoAY
من مواضيعي في المنتدى
»» بالفيديو.. أمن المسجد الحرام يحقق أمنية حاج من ذوي الاحتياجات
»» خبيرة أمريكية: فيديو ذبح المصريين مفبرك وهذه هي الأدلة
»» رجل دين إيراني يصف سوريا بالمحافظة الإيرانية الـ35
»» "مسلم وارلد": موقع مسيحي يروج تصريحات "كاذبة" لمفتي المملكة
»» بعد اختراق موقع الرابطة العراقية شاهد ماذا يقول الرافضة لاحول والاقوة إلا بالله
 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:48 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "