بسم الله و كفى و صلاة و سلام دائمين على خير من اصطفى و على آله و صحبه و من أثرهم اقتفى
أما بعد
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إنما الأعمال بالنيات و لكل امرئ ما نوى
فالنيات هي أول امر لابد يكون صحيحا و صالحا لينال به المرء جزاء السعي و جزاء المراد
و إن الله سبحانه و تعالى قال :كُلُّ نَفۡسٍ ذَآئِقَةُ الۡمَوۡتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوۡنَ أُجُورَكُمۡ يَوۡمَ الۡقِيَامَةِ فَمَن زُحۡزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدۡخِلَ الۡجَنَّةَ فَقَدۡ فَازَ وَما الۡحَيَاةُ الدُّنۡيَا إِلاَّ مَتَاعُ الۡغُرُورِ
فالفوز هو النجاة من النار و الخسران كل الخسران هو ورودها
و كل عاقل يعلم أن الدنيا ما هي إلا إلى زوال و أن الآخرة هي الحياة الحقيقية و الدائمة و هو لابد يفكر و يعمل لأجل الوصول إلى حسن المآل بأن يفوز بالجنة و يزحزح عن النار فهل تراه يتخذ سبيلا غير سبيل الفوز و نيته الوصول إلى الهدف بالنجاة يوم القيامة؟؟؟؟ اي عاقل لا بد يتبع السبيل و المطية التي توصله بأمان و يفوز فيحيى حياة ابدية سرمدية في الجنان و ينال ما وعد الله به عباده المتقين
لكن هل كلنا سيدخلها بسلام؟ أو ينال الفوز بمجرد الكلام؟؟؟؟
إن الله قد اوضح أن للنار أهلها و للجنة اهلها فأهل الجنة المتقون و أهل النار هم الظالمون فهل يظن ظالم أنه يدخل الجنة أو يجعل الظلم سبيلا للوصول لبر الأمان؟؟؟ هذا ما لا يقوله عاقل أو ذي قلب سليم
فأن تقول أنك تريد الجنة و تتبع غير السبيل المؤدي إليها فإما أنك قد فقدت العقل و البصيرة أو أنك ظالم لنفسك غير مؤمن بوجود جنة و نار أو أنك ممن قال الله فيهم : الَّذِينَ ضَلَّ سَعۡيُهُمۡ فِى الۡحَيَاةِ الدُّنۡيَا وَهُمۡ يَحۡسَبُونَ أَنَّهُمۡ يُحۡسِنُونَ صُنۡعًا
فكيف بالذي يقسم و يحلف بالله أن مراده الجنة ثم يريد أن يأتيها من غير سبيلها؟؟؟؟
و إن الله سبحانه و تعالى قد بين سبيله في كلامه و بينه رسوله صى الله عليه و سلم في حديثه فإن كان كلام الله و رسوله لا ترى به الطريق فمن غيرهما يريك إياه و تضمن به الوصول؟؟؟؟ إن هذا لهو عين المحال فكيف بمن يقول أن نيته الوصول و يتبع غير سبيل الرسول؟؟؟؟
و كلامي هنا و غن كان في الأصل موجها للاثني عشرية إلا أننا لسنا بغنى عنه فإن الذكرى تنفع المؤمنين حتى لو كان موجها لمن نراهم على ضلال مبين.
فاسأل زملاءنا الشيعة.
قال تعالى : يَآأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبۡطِلُوا أَعۡمَالَكُمۡ
و قال تعالى : يَآأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا۟ أَطِيعُوا۟ اللّهَ وَأَطِيعُوا۟ الرَّسُولَ وَأُوۡلِى الأَمۡرِ مِنكُمۡ فَإِن تَنَازَعۡتُمۡ فِى شَىۡءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمۡ تُؤۡمِنُونَ بِاللّهِ وَالۡيَوۡمِ الآخِرِ ذَٰلِكَ خَيۡرٌ وَأَحۡسَنُ تَأۡوِيلاً
و لن أزيد في ذكر آيات الأمر بطاعة الله و طاعة رسوله صلى الله عليه و سلم فهي كثيرة لكن أزيد ما أمر الله نبيه أن يقوله للناس : قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِى يُحۡبِبۡكُمُ اللّهُ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
و ايضا قول الله تعالى على لسان من فاز الفوز العظيم من اصحاب يس : اتَّبِعُوا مَن لاَّ يَسۡأَلُكُمۡ أَجۡرًا وَهُم مُّهۡتَدُونَ
و رسولنا صلى الله عليه و سلم لم يسأل الناس أجرا بل وعدهم بالأجر عند رب العالمين إن اتبعوه
فاسألكم :
1- ما حال كتاب الله عندكم؟؟؟؟ فهل أنتم له قارئين متدبرين؟؟؟؟ و هل منه تأخذون الدين أم تأخذون بأقوال المتأولين و له من المخالفين أو بالتحريف قائلين؟؟؟؟
2- ما حال اقوال رسول الله صلى الله عليه و سلم عندكم؟؟؟ هل لكم في كتبكم ما يثبت نسبته إليه فتطبقوا ما أمركم الله به من الطاعة و الاتباع؟؟؟؟ و هل تقدمون عليه قول المعممين؟؟؟ و حتى لآل النبي صلى الله عليه و عليهم هل نسبة الاقوال إليهم تثبت و قد نقل لكم رواتكم كل طعن في الدين و في كتاب الله و في الرسول و في الآل و في الصحب أجمعين؟؟؟؟؟ فهل هؤلاء عندكم ثقات و هم يهدمون الدين؟؟؟؟؟
3- ما حالكم مع سيرة الآل علي نبينا و عليهم السلام و هل ما تعملون اليوم هم كانوا على طريقه سائرين؟ أم أنكم تفعلون ما يأمركم به كبراؤكم حتى لو ثبت عندكم أن الأئمة لم يكونوا بمثله قائلين؟؟ و كيف تأخذون قول الأئمة ممن يتهمهم بالكذب تحت اسم التقية و يقدم على قولهم فعل الطائفة كما فعلوا مع أمير المؤمنين في تحريم المتعة و الحمر الأهلية و هو عندكم ثابت عنه باليقين؟؟؟؟
4- ما حالكم مع الصالحين؟؟؟ ما حالكم مع من زكاهم الله في كتابه و رضي عنهم و ارضاهم و جعل اتباعهم بإحسان سبيلا للفوز العظيم؟؟؟؟ و ما حالكم و آل البيت جميعا لهم من المحبين و يكفيكم أنهم تسموا باسمائهم و سموا ابناءهم بهم فهل يخفى عليكم تسمية عمر و ابو بكر و عائشة في ابنائهم و هم كثيرون ثم تأتون أنتم فترفضون تلك التسمية بداعي أنهم للآل معادون فهل أنتم بالدين اعلم أم من اتباعهم تدعون و تقولون أنكم لهم شيعة و اقوالهم و افعالهم تخالفون؟؟؟
فهل يستوي من صحت نيته برجاء الفوز فاختار سبيلها الحق لتوصله للفوز الحق و من اختار غير السبيل و جعل الغير مقدما على قول الله و قول الرسول و يقول أنه يريد الوصول؟؟ فاي منطق يرجى به فوز و سلوك طريق غير طريقه فهلا تتعظون فتنظرون بعين العقل الذي حباكم الله به فتصححون المسار لعلكم تنجون من النار.
أخيرا إن المحب لمحبوبه مطيع فهل أنتم للآل محبون و تتبعون غير سبيلهم فهل يفعل هذا غير مجنون؟؟؟؟
اسأل الله ان يرينا الحق حقا و يرزقنا اتباعه و يرينا الباطل باطلا و يرزقنا اجتنابه
و يجعل نياتنا حقا غايتها رضا الله و الفوز فنتبع سبيل المؤمنين و نترك سبيل المضلين
قال تعالى :
* سَأَصۡرِفُ عَنۡ آيَاتِىَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِى الأَرۡضِ بِغَيۡرِ الۡحَقِّ وَإِن يَرَوۡا۟ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤۡمِنُوا۟ بِهَا وَإِن يَرَوۡا۟ سَبِيلَ الرُّشۡدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِن يَرَوۡا۟ سَبِيلَ الۡغَىِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ كَذَّبُوا۟ بِآيَاتِنَا وَكَانُوا۟ عَنۡهَا غَافِلِينَ
قال تعالى :
* وَالَّذِينَ آمَنُوا۟ وَهَاجَرُوا۟ وَجَاهَدُوا۟ فِى سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَوا۟ وَّنَصَرُوا۟ أُولَـٰٓئِكَ هُمُ الۡمُؤۡمِنُونَ حَقًّا لَّهُم مَّغۡفِرَةٌ وَرِزۡقٌ كَرِيمٌ
و اربط بينها و بين هذه الآية
* وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الۡهُدَى وَيَتَّبِعۡ غَيۡرَ سَبِيلِ الۡمُؤۡمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصۡلِهِ جَهَنَّمَ وَسَآءتۡ مَصِيرًا