العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-12-11, 09:33 AM   رقم المشاركة : 21
جاسمكو
عضو ماسي






جاسمكو غير متصل

جاسمكو is on a distinguished road


إثبات الكلام لله تعالى وأن القرآن من كلامه تعالى

قوله : ) وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً)(1)، ) وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً)(2)...........................
(1)ذكر المؤلف رحمه الله الآيات الدالة على كلام الله تعالى وأن القرآن من كلامه تعالى.
الآية الأولى والثانية: قوله: (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً) {النساء: 87} (ومن أصدق من الله قيلاً) {النساء: 122}.
(ومن) : اسم استفهام بمعنى النفي ، وإتيان النفي بصيغة الإستفهام أبلغ من إتيان النفي مجرداً ؛ لأنه يكون بالاستفهام مشرباً معنى التحدي؛ كأنه يقول : لا أحد أصدق من الله حديثاً ، وإذا كنت تزعم خلاف ذلك؛ فمن اصدق من الله؟
وقوله: (حديثاً) و (قيلاً): تمييز لـ(أصدق).
وإثبات الكلام في هاتين الآيتين يؤخذ من: قوله: (أصدق)؛ لأن الصدق يوصف به الكلام ، وقوله: (حديثاً( لأن الحديث هو الكلام، ومن قوله في الآية الثانية: )قيلاً( ؛ يعني : قولاً ، والقول لا يكون إلا باللفظ.
ففيهما إثبات الكلام لله عز وجل، وأن كلامه حق وصدق ، ليس فيه كذب بوجه من الوجوه.
)وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ )(1).....................................
(1)الآية الثالثة: قوله: وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ ){المائدة: 116}.
قوله : (يا عيسى) : مقول القول، وهي جملة من حروف : (يا عيسى ابن مريم).
ففي هذا إثبات أن الله يقول : وأن قوله مسموع، فيكون بصوت ، وأن قوله كلمات وجمل ، فيكون بحرف.
ولهذا كانت عقيدة أهل السنة والجماعة : أن الله يتكلم بكلام حقيقي متى شاء ، كيف شاء، بما شاء ، بحرف وصوت، لا يماثل أصوات المخلوقين.
"متى شاء" : باعتبار الزمن.
"بما شاء" :باعتبار الكلام؛ يعني: موضوع الكلام من أمر أو نهي أو غير ذلك.
"كيف شاء" : يعني على الكيفية والصفة التي يريدها سبحانه وتعالى. قلنا: إنه بحرف وصوت لا يشبه أصوات المخلوقين.
الدليل على هذا من الآية الكريمة (وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم): هذا حروف.
وبصوت؛ لأن عيسى يسمع ما قال.
لا يماثل أصوات المخلوقين ؛ لأن الله قال: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) {الشورى: 11}.
)وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً )(1) وقوله ) وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً)(2)..................................
(1)الآية الرابعة: قوله: (وتمت كلمة ربك صدقاً وعدلاً) {الأنعام: 115} .
(كلمة)؛ بالإفراد، وفي قراءة (كلمات) ؛ بالجمع ، ومعناها واحد؛ لأن ]كلمة[ مفرد مضاف فيعم.
تمت كلمات الله عز وجل على هذين الوصفين: الصدق والعدل، والذي يوصف بالصدق الخبر، والذي يوصف بالعدل الحكم، ولهذا قال المفسرون : صدقاً في الأخبار، وعدلاً في الأحكام.
فكلمات الله عز وجل في الأخبار صدق لا يعتريها الكذب بوجه الوجوه ، وفي الأحكام عدل لا جور فيها بوجه من الوجوه.
هنا وصفت الكلمات بالصدق والعدل . إذا ؛ فهي أقوال ؛ لأن القول هو الذي يقال فيه : كاذب أو صادق.
(2)الآية الخامسة : قوله: (وكلم الله موسى تكليماً) {النساء:164}.
(الله) : فاعل ؛ فالكلام واقع منه.
(تكليماً) : مصدر مؤكد ، والمصدر المؤكد –بكسر الكاف-؛ قال العلماء: إنه ينفي احتمال المجاز. فدل على أنه كلام حقيقي؛ لأن المصدر المؤكد ينفي احتمال المجاز.
أرأيت لو قلت : جاء زيد. فيفهم أنه جاء هو نفسه، ويحتمل أن يكون المعنى جاء خبر زيد، وإن كان خلاف الظاهر ، لكن إذا أكدت فقلت: جاء زيد نفسه. أو : جاء زيدٌ انتفى احتمال المجاز.
فكلام الله عز وجل لموسى كلام حقيقي ، بحرف وصوت سمعه ، ولهذا جرت بينهما محاورة ؛ كما في سورة طه وغيرها.
) مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ)(1) وقوله )وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ )(2) )وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيّاً) (3)............................................
(1)الآية السادسة : قوله : (منهم من كلم الله) {البقرة:253}.
(منهم) ؛أي: من الرسل
(من كلم الله) : الاسم الكريم (الله) فاعل كلّم، ومفعولها محذوف يعود على (من) ، والتقدير: كلمه الله.
(2)الآية السابعة: قوله: وقوله: (ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه) .
{الأعراف:143}.
*أفادت هذه الآية أن الكلام يتعلق بمشيئته ، وذلك لأن الكلام صار حين المجيء. ، لا سابقاً عليه، فدل هذا على أن كلامه يتعلق بمشيئته.
فيبطل به قول من قال: إن كلامه هو المعنى القائم بالنفس ، وإنه لا يتعلق بمشيئته ؛ كما تقوه الأشاعرة.
وفي هذه الآية إبطال زعم من زعم أن موسى فقط هو الذي كلم الله ، وحرف قوله تعالى: (وكلم الله موسى تكليم) إلى نصب الاسم الكريم؛ لأنه في هذه الآية لا يمكنه زعم ذلك ولا تحريفها.
(3)الآية الثامنة: قوله: وقوله: (وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجيا) .{مريم:52}.
(وناديناه) : ضمير الفاعل يعود إلى الله ، وضمير المفعول يعود إلى موسى؛ أي: نادى الله موسى.
(نجياً) : حال ، وهو فعيل بمعنى مفعول ؛ أي : مناجي.
والفرق بين المناداة والمناجاة أن المناداة تكون للبعيد ، والمناجاة تكون للقريب وكلاهما كلام.
وكون الله عز وجل يتكلم مناداة ومناجاة داخل في قول السلف: "كيف شاء".
فهذه الآية مما يدل على أن الله يتكلم كيف شاء مناداة كان الكلام أو مناجاة.
)وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (1) ) وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ)(2)...........
(1)الآية التاسعة: قوله: (وإذ نادى ربك موسى أن ائت القوم الظالمين) {الشعراء:10}.
(وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى ) ؛ يعني: واذكر إذ نادى.
والشاهد قوله: (وإذ نادى ربك موسى) : فسر النداء بقوله: (أن ائت القوم الظالمين).
فالنداء يدل على أنه بصوت، و (أن ائت القوم الظالمين) : يدل على أنه بحرف.
(2)الآية العاشرة: قوله: (وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة) {الأعراف:22}.
(وناداهما): ضمير المفعول يعود على آدم وحواء.
(ألم أنهكما عن تلكما الشجرة): يقرر أنه نهاهما عن تلكما الشجرة ، وهذا يدل على أن الله كلمهما من قبل، وأن كلام الله بصوت وحرف، ويدل على أنه يتعلق بمشيئته ؛ لقوله: (ألم أنهكما) ؛ فإن هذا القول بعد النهي، فيكون متعلقاً بالمشيئة.
)وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ) (1)...................................
(1)الآية الحادية عشرة: قوله: ]ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين[ {القصص:65}.
يعني : واذكر يوم يناديهم، وذلك يوم القيامة ، والمنادي هو الله عز وجل:]فيقول[.
وفي هذه الآية إثبات الكلام من وجهين: النداء والقول.
وهذه الآيات تدل بمجموعها على أن الله يتكلم بكلام حقيقي، متى شاء ، بما شاء ، بحرف وصوت مسموع، لا يماثل أصوات المخلوقين.
وهذه هي العقيدة السلفية عقيدة أهل السنة والجماعة.


إثبات أن القرآن كلام الله تعالى


ذكر المؤلف رحمه الله الآيات الدالة على أن القرآن كلام الله. وهذه المسألة وقع فيها النزاع الكثير بين المعتزلة وأهل السنة ، وحصل بها شر كثير على أهل السنة ، وممن أوذي في الله في ذلك الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله إمام أهل السنة، الذي قال فيه بعض العلماء: "إن الله سبحانه وتعالى حفظ الإسلام (أو قال: نصره) بأبي بكر يوم الردة، وبالإمام أحمد يوم المحنة".
والمحنة: هو أن المأمون عفا الله عنا وعنه أجبر الناس على أن يقولوا بخلق القرآن ، حتى إنه صار يمتحن العلماء ويقتلهم إذا لم يجيبوا ، وأكثر العلماء رأوا أنهم في فسحة من الأمر، وصاروا يتأولون:
إما بأن الحال حال إكراه ، والمكره إذا قال الكفر وقلبه مطمئن بالإيمان؛ فإنه معفو عنه.
وإما بتنزيل اللفظ على غير ظاهره؛ يتأولون، فيقولون مثلاً: القرآن والتوراة والإنجيل والزبور؛ هذه مخلوقة . وهو يتأول أصابعه.
أما الإمام أحمد ومحمد بن نوح [141] رحمهما ؛ فأبيا ذلك، وقالا: القرآن كلام الله منزل غير مخلوق . ورأيا أن الإكراه في هذا المقام لا يسوغ لهما أن يقولا خلاف الحق؛ لأن المقام مقام جهاد ، والإكراه يقتضي العفو إذا كانت المسألة شخصية؛ بمعنى أن تكون على الشخص نفسه، أما إذا كانت المسألة لحفظ شريعة الله ؛ فالواجب أن يتبرع الإنسان برقبته لحفظ شريعة الله عز وجل فالواجب أن يتبرع الإنسان برقبته لفظ شريعة الله.
لو قال الإمام أحمد في ذلك الوقت : إن القرآن مخلوق ، ولو بتأويل أو لدفع الإكراه ؛ لقال الناس كلهم : القرآن مخلوق! وحينئذ يتغير المجتمع الإسلامي من أجل دفع الإكراه، لكنه صمم ، فصارت العاقبة له، ولله الحمد.
المهم أن القول في القرآن جزء من القول في كلام الله على العموم ، لكن لما وقعت فيه المحنة، وصار محك النزاع بين المعتزلة وأهل السنة ؛ صار الناس يفردون القول في القرآن بكلام خاص، والمؤلف رحمه الله من الآن ساق الآيات الدالة على أن القرآن كلام الله في آيات متعددة.
)وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ)(1)................................
(1)الآية الأولى : قوله: (وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله) {التوبة:6}.
(أحد) : هذه اسم ، و (وإن) : أداة الشرط ، والاسم إذا ولي أداة الشرط ؛ فقد ولي أداة لا يليها إلا الفعل، فاختلف النحويون في هذا: فقال بعضهم: إنه فاعل لفعل محذوف يفسره ما بعده ، وعليه يكون ]أحد[ فاعل لفعل محذوف ، والتقدير: وإن استجارك أحد من المشركين؛ فأجره، ومثلها: ]إذا السماء انشقت (1) [ الانشقاق : 1 ] ؛ فـ ( السماء ) : فاعل لفعل محذوف ، والتقدير : إذا السماء انشقت .
القول الثاني: وهو قول الكوفيين وهم في الغالب أسهل من البصريين: أن (أحد) فاعل مقدم، والفعل استجارك مؤخر ، ولا حاجة للتقدير.
القول الثالث: أن ورود الأسماء بعد أدوات الشرط في القرآن كثيراً يدل على عدم امتناعه، وعلى هذا القول يكون الإسم الواقع بعد أداة الشرط مبتدأ إذا كان مرفوعاً، فيكون (أحد) : مبتدأ ، و (استجارك) : خبر المبتدأ.
والقاعدة عندي أن ما كان أسهل من أقوال النحويين؛ فهو المتبع، حيث لا مانع شرعاً من ذلك.
قوله : (استجارك) ؛ أي: طلب جوارك، والجوار: بمعنى العصمة والحماية.
(حتى يسمع) : (حتى) : للغاية ؛ والمعنى: إن أحد استجارك ليسمع كلام الله ؛ فأجره حتى يسمع كلام الله ؛ أي: القرآن، وهذا بالاتفاق.
وإنما قال: (فأجره حتى يسمع كلام الله) ؛ لأن سماع كلام الله عز وجل مؤثر ولا بد كما قال تعالى: (إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد){ق:37}، وكم من إنسان سمع كلام الله فآمن ، لكن بشرط أن يكون يفهمه تماماً.
وقوله : (كلام الله) : أضاف الكلام إلى نفسه ، فقال: (كلام الله) ، فدل هذا على أن القرآن كلام الله، وهو كذلك.
وعقيدة أهل السنة والجماعة في القرآن ؛ يقولون : إن القرآن كلام الله ، منزل ، غير مخلوق منه بدأ ، وإليه يعود. قولهم : (( كلام الله )) : دليله : قوله تعالى هنا : ( فأجره حتى يسمع كلام الله ) [ التوبة : 6 ] ، وبما يأتي من الآيات .
قولهم : "منزل": دليله قوله تعالى: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن) {البقرة:185} ، وقوله: (إنا أنزلناه في ليلة القدر) {القدر: 1} ، وقوله: (وقرأنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلاً) {الإسراء:106}.
وقولهم: "غير مخلوق" : دليله: قوله تعالى: (ألا له الخلق والأمر) {الأعراف:54} ؛ فجعل الخلق شيئاً والأمر شيئاً آخر؛ لأن العطف يقتضي المغايرة ، والقرآن من الأمر؛ بدليل قوله تعالى: (وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا) {الشورى:52}؛ فإذا كان القرآن أمراً ، وهو قسيم للخلق؛ صار غير مخلوق ؛ لأنه لو كان مخلوقاً؛ ما صح التقسيم. وهذا دليل سمعي.
أما الدليل العقلي؛ فنقول: القرآن كلام الله، والكلام ليس عيناً قائمة بنفسها حتى يكون بائناً من الله، ولو كان عيناً قائمة بنفسها بائنة من الله ؛ لقلنا: إنه مخلوق ، لكن الكلام صفة للمتكلم به، فإذا كان صفة للمتكلم به، وكان من الله؛ كان غير مخلوق؛ لأن صفات الله عز وجل كلها غير مخلوقة.
وأيضاً ؛ لو كان مخلوقاً ؛ لبطل مدلول الأمر والنهي والخبر والاستخبار ؛ لأن هذه الصيغ لو كانت مخلوقة. لكانت مجرد أشكال خلقت على هذه الصورة لا دلالة لها على معناها؛ كما يكون شكل النجوم والشمس والقمر ونحوها.
وقولهم: "منه بدأ"؛ أي: هو الذي ابتدأ به، وتكلم به أولاً. والقرآن أضيف إلى الله وإلى جبريل وإلى محمد ، صلى الله عليه وسلم .
مثال الأول: قول الله عز وجل: (فأجره حتى يسمع كلام الله) {التوبة:6} ، فيكون منه بدأ؛ أي: من الله جل جلاله ، ومنه: حرف جر وضمير قدم على عامله لفائدة الحصر والاختصاص.
ومثال الثاني-إضافته إلى جبريل-: قوله تعالى: (إنه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين) {التكوير : 19-20} .
ومثال الثالث- إضافته إلى محمد عليه الصلاة والسلام -: قوله: (إنه لقول رسول كريم وما هو بقول شاعر) {الحاقة: 40-41} ، لكن أضيف إليهما لأنهما يبلغانه، لا لأنهما ابتدأاه.
وقولهم: "وإليه يعود" : في معناه وجهان:
الأول: أنه كما جاء في بعض الآثار : يسرى عليه في ليلة ، فيصبح الناس ليس بين أيديهم قرآن ؛ لا في صدورهم ، ولا في مصاحفهم ، يرفعه الله عز وجل[142].
وهذا-والله أعلم-حينما يعرض عنه الناس إعراضاً كلياً؛ لا يتلونه لفظاً ولا عقيدة ولا عملاً ؛ فإنه يرفع ؛ لأن القرآن أشرف من أن يبقى بين يدي أناس هجروه وأعرضوا عنه فلا يقدرونه قدره، وهذا-والله أعلم-نظير هدم الكعبة في آخر الزمان[143] ؛ حيث يأتي رجل من الحبشة قصير أفحج أسود ، يأتي بجنوده من البحر إلى المسجد الحرام، وينقض على الكعبة حجراً حجراً، كلما نقض حجراً ؛ مده للذي يليه . . . . وهكذا يتمادون الأحجار إلى أن يرموها في البحر، والله عز وجل يمكنهم من ذلك، مع أن أبرهة جاء بخيله ورجله وفيله فقصمه الله قبل أن يصل إلى المسجد لأن الله علم أنه سيبعث هذا النبي وتعاد إلى المسجد هيبته وعظمته، ولكن آخر الزمان لن يبعث نبي بعد محمد عليه الصلاة والسلام، وإذا أعرض الناس عن تعظيم هذا البيت نهائياً ؛ فإنه يسلط عليه هذا الرجل من الحبشة ؛ فهذا نظير رفع القرآن . والله أعلم.
الوجه الثاني: في معنى قولهم : "وإليه يعود" : أنه يعود إلى الله وصفاً ؛ أي أنه لا يوصف به أحد سوى الله فيكون المتكلم بالقرآن هو الله عز وجل، وهو الموصوف به.
ولا مانع من أن نقول: إن المعنيين كلاهما صحيح.
هذا كلام أهل السنة والجماعة في القرآن الكريم.
ويرى المعتزلة أن القرآن مخلوق، وليس كلام الله!
ويستدلون لذلك بقول الله تعالى: )اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ){الزمر:62} ، والقرآن شيء ، فيدخل في عموم قوله: (كل شيء) ، ولأنه ما ثم إلا خالق ومخلوق ، والله خالق ، وما سواه مخلوق.
والجواب من وجهين:
الأول : أن القرآن كلام الله تعالى، وهو صفة من صفات الله ، وصفات الخالق غير مخلوقة.
الثاني: أن مثل هذا التعبير (كل شيء) عام قد يراد به الخاص ؛ مثل قوله تعالى عن ملكة سبأ : ]وأوتيت من كل شيء[ {النمل:23}، وقد خرج شيء كثير لم يدخل في ملكها منه شيء؛ مثل ملك سليمان.
فإن قال قائل: هل هناك فرق كبير بين قولنا : إنه منزل ، وقولنا :إنه مخلوق؟
فالجواب : نعم؛ بينهما فرق كبير، جرت بسببه المحنة الكبرى في عصر الإمام أحمد.
فإذا قلنا : إنه منزل. فهذا ما جاء به القرآن ؛ قال الله تعالى: )تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ ){الفرقان:1}.
وإذا قلنا: إنه مخلوق. لزم من ذلك:
أولاً: تكذيب للقرآن ؛ لأن الله يقول: ]وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا[ {الشورى:52}، فجعله الله تعالى موحى إلى الرسول عليه الصلاة والسلام ، ولو كان مخلوقاً ؛ ما صح أن يكون موحى ؛ فإذا كان وحياً لزم ألا يكون مخلوقاً؛ لأن الله هو الذي تكلم به.
ثانياً: إذا قلنا: إنه مخلوق ؛ فإنه يلزم على ذلك إبطال مدلول الأمر والنهي والخبر والاستخبار ؛ لأن هذه الصيغ لو كانت مخلوقة ؛ لكانت مجرد شكل خلق على هذه الصورة؛ كما خلقت الشمس على صورتها ، والقمر على صورته، والنجم على صورته. . وهكذا ، ولم تكن أمراً ولا نهياً ولا خبراً ولا استخباراً ؛ فمثلاً : كلمة (قل) (لا تقل) (قال فلان) (هل قال فلان) كلها نقوش على هذه الصورة ، فتبطل دلالتها على الأمر والنهي والخبر والاستخبار ، وتبقى كأنها صور ونقوش لا تفيد شيئاً.
ولهذا قال ابن القيم في "النونية" : "إن هذا القول يبطل به الأمر والنهي؛ لأن الأمر كأنه شيء خلق على هذه الصورة دون أن يعتبر مدلوله ، والنهي خلق على هذه الصورة دون أن يقصد مدلوله، وكذلك الخبر والاستخبار".
ثالثاً: إذا قلنا: إن القرآن مخلوق، وقد أضافه إلى نفسه إضافة خلق؛ صح أن نطلق على كل كلام من البشر وغيرهم أنه كلام الله؛ لأن كل كلام الخلق مخلوق، وبهذا التزم أهل الحلول والاتحاد ؛ حيث يقول قائلهم:
وكل كلام في الوجود كلامه سواء علينا نثره ونظامه
وهذا اللازم باطل، وإذا بطل اللازم بطل الملزوم.
فهذه ثلاثة أوجه تبطل القول بأنه مخلوق.
والوجه الرابع : أن نقول: إذا جوزتم أن يكون الكلام-وهو معنى لا يقوم إلا بمتكلم – مخلوقاً ؛ لزمكم أن تجوزوا أن تكون جميع صفات الله مخلوقة ؛ إذ لا فرق ؛ فقولوا إذا: سمعه مخلوق ، وبصره مخلوق. . . . وهكذا.
فإن أبيتم إلا أن تقولوا: إن السمع معنى قائم بالسامع لا يسمع منه ولا يرى، بخلاف الكلام ؛ فإنه جائز أن الله يخلق أصواتاً في الهواء فتسمع !! قلنا لكم : لو خلق أصواتاً في الهواء، فسمعت ؛ لكان المسموع وصفاً للهواء ، وهذا أنتم بأنفسكم لا تقولوه ؛ فكيف تعيدون الصفة إلى غير موصوفها ؟!
هذه وجوه أربعة كلها تدل على أن القول بخلق القرآن باطل، ولو لم يكن منه إلا إبطال الأمر والنهي والخبر والاستخبار ؛ لكان ذلك كافياً.
) وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ)(1). .......................
(1)الآية الثانية: قوله: (وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون) {البقرة:75}.
هذا في سياق قوله تعالى: (أفتطمعون أن يؤمنوا لكم) ؛ يعني: لا تطمعون أن يؤمنوا لكم ؛ أي : اليهود.
(فريق منهم) : طائفة منهم، وهم علماؤهم.
(يسمعون كلام الله) : يحتمل أن يراد به القرآن ، وهو ظاهر صنيع المؤلف، فيكون دليلاً على أن القرآن كلام الله . ويحتمل أن يراد به كلام الله تعالى لموسى حين اختار موسى سبعين رجلاً لميقات الله تعالى، فكلمه الله وهم يسمعون ، فحرفوا كلام الله تعالى من بعدما عقلوه وهم يعلمون. ولم أر الاحتمال الأول لأحد من المفسرين.
أيا كان ؛ ففيه إثبات أن كلام الله بصوت مسموع ، والكلام صفة المتكلم ، وليس شيئاً بائناً منه؛ فوجب أن يكون القرآن كلام الله لا كلام غيره.
(ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون) : (يحرفونه) : أي : يغيرون معناه.
وقوله: (من بعد ما عقلوه وهم يعلمون) : هذا أشد في قبح عملهم وجرأتهم على الله سبحانه وتعالى: أن يحرفوا الشيء من بعد ما عقلوه ووصل إلى عقولهم وهم يعلمون أنهم محرفون له؛ لأن الذي يحرف المعنى عن جهل أهون من الذي يحرفه بعد العقل والعلم.
) يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ )(1).........................................
(1) الآية الثالثة ]يريدون أن يبدلوا كلام الله قل لن تتبعونا كذلكم قال الله من قبل[ {الفتح:15}.
في هذه الآية إثبات أن القرآن كلام الله؛ لقوله: (يريدون أن يبدلوا كلام الله قل لن تتبعونا كذلكم قال الله من قبل).
والضمير يعود على الأعراب الذين قال الله فيهم: )سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ ) {الفتح: 15}؛ فهؤلاء أرادوا أن يبدلوا كلام الله ، فيخرجوا مع الرسول عليه الصلاة والسلام ، ولكن الله تعالى إنما كتب المغانم لقوم معينين ، للذين غزوا في الحديبية ، وأما من تبعوه لأخذ الغنائم فقط؛ فلا حق لهم فيها.
وفي الآية ايضاً إثبات القول لله تعالى ؛ لقوله : (كذلكم قال الله من قبل) .
)وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ)(1) .....................................
(1) الآية الرابعة: قوله: (واتل ما أوحي إليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته {الكهف: 27}.
قوله: (ما أوحي إليك) ؛ يعني : القرآن ، والوحي لا يكون إلا قولاً ؛ فهو إذا غير مخلوق.
وقوله: (من كتاب ربك) : أضافه إليه سبحانه وتعالى ؛ لأنه هو الذي تكلم به، أنزله على محمد ، صلى الله عليه وسلم بواسطة جبريل الأمين.
(لا مبدل لكلماته) ؛ يعني : لا أحد يبدل كلمات الله ، أما الله عز وجل ؛ فيبدل آية مكان آية ؛ كما قال تعالى: )وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ){النحل: 101}.
وقوله: (لا مبدل لكلماته) : يشمل الكلمات الكونية والشرعية:
أما الكونية: فلا يستثنى منها شيء ، لا يمكن لأحد أن يبدل كلمات الله الكونية: إذا قضى الله على شخص بالموت؛ ما استطاع أحد أن يبدل ذلك. إذا قضى الله تعالى بالفقر؛ ما استطاع أحد أن يبدل ذلك.
إذا قضى الله تعالى بالجدب؛ ما استطاع أحد أن يبدل ذلك.
وكل هذه الأمور التي تحدث في الكون ؛ فإنها بقوله ؛ لقوله تعالى: )إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ){يس:82}.
- أما الكلمات الشرعية؛ فإنها قد تبدل من قبل أهل الكفر والنفاق، فيبدلون الكلمات: إما بالمعنى، وإما باللفظ إن استطاعوا، أو بهما.
وفي قوله: ]لكلماته[ دليل على أن القرآن كلام الله تعالى.
)إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) (1) )وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ )(2).....
(1)الآية الخامسة: قوله: ()إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) {النمل:76}.
الشاهد قوله: ]يقص[ ، والقصص لا يكون إلا قولاً ؛ فإذا كان القرآن هو الذي يقص ؛ فهو كلام الله ؛ لأن الله تعالى هو الذي قص هذه القصص؛ قال الله سبحانه وتعالى: )نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ ){يوسف:3} ، وحينئذ يكون القرآن كلام الله عز وجل.


التوحيد : شرح العقيدة الواسطية
موقع الشيخ محمد بنصالح العثيمين

http://www.ibnothaimeen.com/all/books/article_17954.shtml







 
قديم 12-12-11, 09:40 AM   رقم المشاركة : 22
جاسمكو
عضو ماسي






جاسمكو غير متصل

جاسمكو is on a distinguished road


الضحك


وقوله صلى الله عليه وسلم:" يضحك الله إلى رجلين يقتل إحداهما الآخر كلاهما يدخل الجنة" متفق عليه (1)............................................... ............
(1) هذا الحديث في إثبات الضحك ، وهو قوله صلى الله عليه وسلم :" يضحك الله إلى رجلين ؛ يقتل إحداهما الآخر؛ كلاهما يدخل الجنة"[163].
وفي بعض النسخ:" يدخلان" ، وهي صحيحة ؛ لأن ( كلا) يجوز في خبرها – سواء كان فعلاً أو اسماً – مراعاة اللفظ ومراعاة المعنى، وقد اجتمعا في قول الشاعر يصف فرسين:
كلاهما حين جد الجري بينهما قد أقلعا وكلا أنفيهما رابي
الحديث يخبر فيه النبي عليه الصلاة والسلام أن الله يضحك إلى رجلين؛ عند ملاقاتهما يقتل أحدهما الآخر؛ كلاهما يدخل الجنة بعد ذلك، فتزول تلك العداوة؛ لأن إحداهما كان مسلماً ، والآخر كان كافراً، فتله الكافر، فيكون هذا المسلم شهيداً، فيدخل الجنة، ثم من الله على هذا الكافر، فأسلم ، ثم قتل شهيداً، أو مات بدون قتل؛ فإنه يدخل الجنة، فيكون هذا القاتل والمقتول كلاهما يدخل الجنة، فيضحك الله إليهما.
ففي هذا إثبات الضحك لله عز وجل، وهو ضحك حقيقة، لكنه لا يماثل ضحك المخلوقين؛ ضحك يليق بجلاله وعظمته، ولا يمكن أن نمثله، لأننا لا يجوز أن نقول : إن لله فماً أو أسناناً أو ما أشبه ذلك ، لكن نثبت الضحك لله على وجه يليق به سبحانه وتعالى.
· فإذا قال قائل: يلزم من إثبات الضحك أن يكون الله مماثلاً للمخلوق.
فالجواب: لا يلزم أن يكون مماثلاً للمخلوق؛ لأن الذي قال " يضحك": هو الذي أنزل عليه قوله تعالى: ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)(الشورى: من الآية11).
ومن جهة أخرى؛ فالنبي عليه الصلاة والسلام لا يتكلم في مثل هذا إلا عن وحي؛ لأنه من أمور الغيب، ليس من الأمور الاجتهادية التي قد يجتهد فيها الرسول عليه الصلاة والسلام، ثم يقره الله على ذلك أو لا يقره، ولكنه من الأمور الغيبية التي يتلقاها الرسول عليه الصلاة والسلام عن طريق الوحي.
· لو قال قائل: المراد بالضحك الرضى؛ لأن الإنسان إذا رضي عن الشيء؛ سر به وضحك، والمراد بالرضى الثواب أو إرادة الثواب؛ كما قال ذلك أهل التعطيل.
فالجواب أن نقول: هذا تحريق للكلم عن مواضعه؛ فما الذي أدراكم أن المراد بالرضى الثواب؟!
فأنتم الآن قلتم على الله ما لا تعلمون من وجهين:
الوجه الأول: صرفتم النص عن ظاهره بلا علم.
الوجه الثاني: أثبتم له معنى خلاف الظاهر بلا علم.
ثم نقول لهم : الإرادة؛ إذا قلتم : إنها ثابتة لله عز وجل ؛ فإنه تنتقض قاعدتكم ؛ لأن للإنسان إرادة؛ كما قال تعالى : (َ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَة)(آل عمران: من الآية152) ، فللإنسان إرادة، بل للجدار إرادة؛ كما قال تعالى : ( فَوَجَدَا فِيهَا جِدَاراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضّ)(الكهف: من الآية77)؛ فأنتم إما أن تنفوا الإرادة عن الله عز وجل كما نفيتم ما نفيتم من الصفات، وإما أن تثبتوا لله عز وجل ما أثبته لنفسه، وإن كان للمخلوق نظيره في الأسم لا في الحقيقة.
والفائدة المسلكية من هذا الحديث:
هو أننا إذا علمنا أن الله عز وجل يضحك؛ فإننا نرجو منه كل خير. ولهذا قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله ! أو يضحك ربنا؟ قال : "نعم" قال: لن نعدم من رب يضحك خيراً[164]
إذا علمنا ذلك ؛ انفتح لن الأمل في كل خير ؛ لأن هناك فرقاً بين إنسان عبوس لا يكاد يُرى ضاحكاً، وبين إنسان يضحك.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم دائم البشر كثير التبسم عليه الصلاة والسلام.
* * *
وقوله صلى الله عليه وسلم :" عجب ربنا من قنوط عباده وقرب غيره؛ ينظر إليكم أزلين قنطين، فيظل يضحك ؛ يعلم أن فرجكم قريب" (1) حديث حسن............................................... ...............
(1)هذا الحديث [165] في إثبات العجب وصفات أخرى.
· العجب : هو استغراب الشيء، ويكون ذلك لسببين:
السبب الأول: خفاء الأسباب على هذا المستغرب للشيء المتعجب منه؛ بحيث يأتيه بغتة بدون توقع، وهذا مستحيل على الله تعالى ؛ لأن الله بكل شيء عليم ، لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء.
والثاني: أن يكون السبب فيه خروج هذا الشيء عن نظائره وعما ينبغي أن يكون عليه بدون قصور من المتعجب؛ بحيث يعمل عملاً مستغرباً لا ينبغي أن يقع من مثله.
وهذا ثابت لله عز وجل ؛ لأنه ليس عن نقص من المتعجب، ولكنه عجب بالنظر إلى حال المتعجب منه.
قوله:" عجب ربنا من قنوط عباده": القنوط: أشد اليأس.
يعجب الرب عز وجل من دخول اليأس الشديد على قلوب العباد.
" وقرب غيره": الواو بمعنى (مع) ؛ يعني : مع قرب غيره.
و(الغير) أسم جمع غيرة؛ كطير : أسم جمع طيرة، وهي اسم بمعنى التغيير، يغير الحال إلى حال أخرى بكلمة واحدة، وهي : كن .فيكون.
وقوله: ينظر إليكم أزلين" أي : ينظر الله إلينا بعينه.
" أزلين قنطين": الأزل: الواقع في الشدة: و"قنطين": جمع قانط، والقانط اليائس من الفرج وزوال الشدة.
فذكر النبي صلى الله عليه وسلم حال الإنسان وحال قلبه؛ حاله أنه واقع في شدة، وقلبه قانط يائس مستبعد للفرج.
"فيظل يضحك" : يظل يضحك من هذه الحال العجيبة الغريبة؛ كيف تقنط من رحمة أرحك الراحمين الذي يقول للشيء: كن . فيكون؟!
" يعلم أن فرجكم قريب"؛ أي : زوال شدتكم قريب.
في هذا الحديث عدة صفات:
-أولاً: العجب ؛ لقوله :" عجب ربنا من قنوط عباده".
وقد دل على هذا الصفة القرآن الكريم ؛ قال الله تعالى: (بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ)(الصافات:12)على قراءة ضم التاء.
ثانياً: وفيه أيضاً بيان قدرة الله عز وجل؛ لقوله :" وقرب غيره"، وأنه عز وجل تام القدرة، إذا أراد غير الحال من حال إلى ضدها في وقت قريب.
ثالثاً: وفيه أيضاً من إثبات النظر؛ لقوله:" ينظر إليكم".
رابعأً: وفيه إثبات الضحك؛ لقوله :" فيظل يضحك".
خامساً: وكذلك العلم ؛ " يعلم أن فرجكم قريب".
سادساً: والرحمة، لأن الفرج من الله دليل على رحمة الله بعبادة.
وكل هذه الصفات التي دل عليها الحديث يجب علينا أن نثبتها لله عز وجل حقاً على حقيقتها ، ولا نتأول فيها .
والفائدة المسلكية في هذا : أن الإنسان إذا علم ذلك من الله سبحانه وتعالى ؛ حذر من هذا الأمر، وهو القنوط من رحمة الله ، ولهذا كان القنوط من رحمة الله من الكبائر:
قال الله تعالى : (قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ) (الحجر:56)
وقال تعالى وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ)(يوسف: 88).
فالقنوط من رحمة الله ، واستبعاد الرحمة: من كبائر الذنوب، والواجب على الإنسان أن يحسن الظن بربه؛ إن دعاه أحسن الظن به بأنه سيجيبه، وإن تعبد له بمقتضى شرعه؛ فليحسن الظن بأن الله سوف يقبل منه، وإن وقعت به شدة؛ فليحسن الظن بأن الله سوف يزيلها؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم :" واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا"[166]
بل قد قال الله تعالى : (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً) (5) (إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً) (الشرح:5،6) ، ولن يغلب عسر يسرين؛ كما يروى عن ابن عباس رضي الله عنهما.
* * *
وقوله صلى الله عليه وسلم :" لا تزال جهنم يُلقى فيها ، وهي تقول: هل من مزيد ؛ حتى يضع رب العزة فيها رجله( وفي رواية : عليها قدمه) فينزوي بعضها إلى بعض، فتقول : قط قط" (1) متفق عليه ..............





(1)هذا الحديث [167]في إثبات الرجل أو القدم:


*قوله:" لا تزال جهنم يلقى فيها": هذا يوم القيامة؛ يعني : يلقى فيها الناس والحجارة؛ لأن الله تعالى يقول: ( فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ )(البقرة: من الآية24)، وقد يقال: يلقى فيها لاناس فقط، وأن الحجارة لم تزل موجودة فيها، والعلم عند الله.
*" يلقى فيها" : في هذا دليل على أن أهلها- والعياذ بالله- يلقون فيها إلقاء لا يدخلون مكرمين، بل يدعون إلى نار جهنم دعاً؛ ( كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ)(الملك: من الآية8) .
*قوله:" لا وهي تقول: هل من مزيد؟" : (هل) للطلب؛ يعني: زيدوا. وأبعد النجعة من قال: إن الاستفهام هنا للنفي، والمعنى على زعمه: لا مزيد على ما في، والدليل على بطلان هذا التأويل:
*قوله:" حتى يضع رب العزة فيها رجله" وفي رواية :" عليها قدمه": لأن هذا يدل على أنها تطلب زيادة، وإلا لما وضع الله عليها رجله حتى ينزوي بعضها إلى بعض؛ فكأنها تطلب بشوق إلى من يلقى فيها زيادة على ما فيها.
*قوله:" حتى يضع رب العزة": عبرَ برب العزة؛ لأن المقام مقام عزة وغلبة وقهر.
وهنا (رب) ؛ بمعنى : صاحب، وليست بمعنى خالق؛ لأن العزة صفة من صفات الله، وصفات الله تعالى غير مخلوقة.
*وقوله:" فيها رجله" ، وفي رواية :" عليها قدمه": (في) و (على) : معناهما واحد هنا، والطاهر أن (في) بمعنى (على)؛ كقوله: ( وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ )(طـه: من الآية71)؛ أي : عليها.
أما الرجل والقدم؛ فمعناهما واحد، وسميت رجل الإنسان قدماً؛ لأنها تتقدم في المشي؛ فإن الإنسان لا يستطيع أن يمشي برجله إلا إذا قدمها.
*قوله :" فينزوي بعضها إلى بعض"؛ يعني : ينضم بعضها على بعض من عظمة قدم الباري عز وجل.
*قوله: " وتقول : قط قط"؛ بمعنى : حسبي حسبي؛ يعني : لا أريد أحداً.
في هذا الحديث من الصفات:
أولاً: إثبات القول من الجماد؛ لقوله:" وهي تقول" ،وكذلك : " فتقول : قط قط" ، وهو دليل على قدرة الله الذي أنطق كل شيء.
ثانياً: التحذير من النار ؛ لقوله:" لا تزال جهنم يلقى فيها ، وهي تقول: هل من مزيد؟"
ثالثاً: إثبات فضل الله عز وجل؛ فإن الله تعالى تكفل للنار بأن يملأها كما قال : ( لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ)(هود: من الآية119)؛ فإذا دخلها أهلها ، وبقي فيها فضل، وقالت : هل من مزيد؟ وضع الله عليها رجله، فانزوى بعضها إلى بعض، وامتلأت بهذا الانزواء.
وهذا من فضل الله عز وجل؛ وإلا فإن الله قادر على أن يخلق أقواماً ويكمل ملأها بهم، ولكنه عز وجل لا يعذب أحداً بغير ذنب؛ بخلاف الجنة، فيبقى فيها فضل عمن دخلها من أهل الدنيا، فيخلق الله أقواماً يوم القيامة ويدخلهم الجنة بفضله ورحمته.
رابعاً:أن لله تعالى رجلاً وقدماً حقيقية ، لا تماثل أرجل المخلوقين ويسمي أه السنة هذه الصفة: الصفة الذاتية الخبرية؛ لأنها لم تعلم إلا بالخبر، ولأن مسماها أبعاض لنا وأجزاء ، لكن لا نقول بالنسبة لله: إنها أبعاض وأجزاء ؛ لأن هذا ممتنع على الله عز وجل.
وخالف الأشاعرة وأهل التحريف في ذلك ، فقالوا:" يضع عليها رجله"يعني : طائفة من عباده مستحقين للدخول ، والرجل تأتي بمعنى الطائفة؛ كما في حديث أيوب عليه الصلاة والسلام[168] أرسل الله إليه رجل جرد من ذهب؛ يعني : طائفة من جراد.
وهذا تحريف باطل؛ لأن قوله :" عليها": يمنع ذلك.
وأيضاً ؛ لا يمكن أن يضيف الله عز وجل أهل النار إلى نفسه؛ لأن إضافة الشيء إلى الله تكريم وتشريف.
وقالوا في القدم: قدم ؛ بمعنى : مقدم ؛ أي: يضع الله تعالى عليها مقدمه؛ أي: من يقدمهم إلى النار.
وهذا باطل أيضاً؛ فإن أهل النار لا يقدمهم الباري عز وجل، ولكنهم (يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعّاً)(الطور:13) ، ويلقون فيها إلقاء؛ فهؤلاء المحرفون فروا من شيء ووقعوا في شر منه؛ فروا من تنزيه الله عن القدم والرجل، لكنهم وقعوا في السفه ومجانبة الحكمة في أفعال الله عز وجل.
والحاصل أنه يجب علينا أن نؤمن بأن لله تعالى قدماً، وإن شئنا ؛ قلنا : رجلاً؛ على سبيل الحقيقة؛ مع عدم المماثلة، ولا نكيف الرجل؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا بأن لله تعالى رجلاً أو قدماً، ولم يخبرنا كيف هذه الرجل أو القدم ، وقد قال الله تعالى : (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْأِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ) (لأعراف:33).
والفائدة المسلكية من هذا الحديث : هو الحذر الشديد من عمل أهل النار؛ خشية أن يلقى الإنسان فيها كما يلقى غيره.
وقوله صلى الله عليه وسلم :" يقول الله تعالى : يا آدم! فيقول : لبيك وسعديك. فينادي بصوت: إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثاً إلى النار....(1) متفق عليه


الكلام و الصوت


(1)هذا الحديث[169] : في إثبات الكلام والصوت:

* يخبر النبي عليه الصلاة والسلام عن ربه أنه يقول: يا آدم "! وهذا يوم القيامة، فيجب آدم: لبيك وسعديك".
* " لبيك ، بمعنى: إجابة مع إجابة، وهو مثنى لفظاً ، ومعناه: الجمع، ولهذا يعرب على أنه ملحق بالمثنى.
* " وسعديك"؛ يعني: إسعاداً بعد إسعاد؛ فأنا ألبي قولك وأسألك أن نسعدني وتعينني.
* قال :" فينادي"؛ أي : الله ؛ فالفاعل هو الله عز وجل.
* وقوله : " بصوت":هذا من باب التأكيد؛ لأن النداء لا يكون إلا بصوت مرتفع؛ فهو كقوله تعالى ( وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ )(الأنعام: من الآية38)؛ فالطائر الذي يطير؛ إنما يطير بجناحيه، وهذا من باب التأكيد.
* وقوله:" إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثاً إلى النار": ولم يقل: إني آمرك! وهذا من باب الكبرياء والعظمة؛ حيث كنى عن نفسه تعالى بكنية الغائب: فقال:" إن الله يأمرك"؛ كما يقول الملك لجنوده: إن الملك يأمركم بكذا وكذا؛ تفاخراً وتعاظماً ، والله سبحانه هو المتكبر وهو العظيم.
وجاء في القرآن مثل هذا: )إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا )[النساء: 58]، ولم يقل: إني آمركم.







 
قديم 12-12-11, 10:32 AM   رقم المشاركة : 23
جاسمكو
عضو ماسي






جاسمكو غير متصل

جاسمكو is on a distinguished road


هل الملل صفة من صفات الله تعالى ؟

ورد في الحديث الصحيح قولـه - صلى الله عليه وسلم -: ((عليكم بما تطيقون، فوالله؛ لا يمل الله حتى تملوا)). رواه البخاري (43)، ومسلم (785)
وفي رواية لمسلم: ((فوالله؛ لا يسأم الله حتى تسأموا)).
قال أبو إسحاق الحربي في ((غريب الحديث)) (1/338): ((قولـه: ((لا يَمَلُّ الله حتى تملوا)): أخبرنا سلمة عن الفراء؛ يقال: مللت أمَلُّ: ضجرت، وقال أبو زيد: ملَّ يَمَلُّ ملالة، وأمللته إملالاً، فكأنَّ المعنى لا يملُّ من ثواب أعمالكم حتى تملُّوا من العمل))اهـ.
وقد اختلف أهل العلم هل يؤخذ من هذا الحديث إثبات صفة الملل لله - عز وجل - أم لا؟ ودونك أقوالهم:
القول الأول: يستفاد من هذا الحديث إثبات ملل يليق بالله تبارك وتعالى، على وجه المقابلة مثل الاستهزاء والمكر.
1-قال ابن عبد البر((وقد بلغني عن ابن القاسم أنه لم ير بأسا برواية الحديث إن الله ضحك؛وذلك لأن الضحك من الله والنزول والملالة والتعجب منه ليس على جهة ما يكن من عباده))[التمهيد]
2- قال الشيخ محمد بن إبراهيم في ((الفتاوى والرسائل)) (1/209): ((((فإنَّ الله لا يَمَلُّ حتى تملُّوا)): من نصوص الصفات، وهذا على وجه يليق بالباري، لا نقص فيه؛ كنصوص الاستهزاء والخداع فيما يتبادر)).
3-قال الشيخ ابن عثيمين وقد سئل - رحمه الله - في ((مجموعة دروس وفتاوى الحرم)) (1/152): هل نستطيع أن نثبت صفة الملل والهرولة لله - تعالى -؟ فأجاب: ((جاء في الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قولـه: ((فإنَّ الله لا يَمَلُّ حتى تملوا)).
فمن العلماء من قال: إنَّ هذا دليل على إثبات الملل لله، لكن؛ ملل الله ليس كملل المخلوق؛ إذ إنَّ ملل المخلوق نقص؛ لأنه يدل على سأمه وضجره من هذا الشيء، أما ملل الله؛ فهو كمال وليس فيه نقص، ويجري هذا كسائر الصفات التي نثبتها لله على وجه الكمال وإن كانت في حق المخلوق ليست كمالاً.
ومن العلماء من يقول: إنَّ قولـه: ((لا يَمَلُّ حتى تملوا))؛ يراد به بيان أنه مهما عملت من عمل؛ فإنَّ الله يجازيك عليه؛ فاعمل ما بدا لك؛ فإنَّ الله لا يمل من ثوابك حتى تمل من العمل، وعلى هذا، فيكون المراد بالملل لازم الملل.
ومنهم من قال: إنَّ هذا الحديث لا يدل على صفة الملل لله إطلاقاً؛ لأنَّ قول القائل: لا أقوم حتى تقوم؛ لا يستلزم قيام الثاني، وهذا أيضاً: ((لا يمل حتى تملوا))؛ لا يستلزم ثبوت الملل لله - عز وجل -.
وعلى كل حال يجب علينا أن نعتقد أنَّ الله - تعالى -مُنَزَّه عن كل صفة نقص من الملل وغيره، وإذا ثبت أنَّ هذا الحديث دليل على الملل؛ فالمراد به ملل ليس كملل المخلوق))اهـ.
3- قال الشيخ صالح آل الشيخ في ((شرح الطحاوية)) هناك أفعال تضاف إلى الله - جل وعلا -، ولا نشتقّ منها صفة نصف بها الرب - جل وعلا -، فباب الأفعال أضيق من باب الصفات، () فليس كل فعل أطلق أو أضيف إلى الله - جل وعلا - من فعله - سبحانه - نشتق منه صفة من الصفات، كذلك ليس كل ما جاز أن يُخبَر به عن الله - جل وعلا - جاز أن نجعله اسما له - سبحانه -، أو أن نجعله صفة له - سبحانه -، وكذلك ليس كل صفة له - جل وعلا - يجوز أن نشتق منها اسم، مثل مثلا الصُّنع الله - جل وعلا - قال في آخر سورة النمل ?صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ?[النمل: 88] فالصنع هذا صفة ?صُنْعَ اللَّهِ?، ?صُنْعَ اللَّهِ? هذا صفة لكن لا يجوز أن نشتق منها الصانع، لأنه كما ذكرنا الشروط لا بد أن تكون:
أولا: جاءت في الكتاب والسنة.
والثاني: أن يكون يدعى بها، واسم صانع لا يدعى به الرب - جل وعلا -، لا نقول يا صانع اصنع لي كذا؛ لأنه لا يتوسل إلى الله به.
والثالث: أنه ليس مشتملا على مدح كامل مطلق غير مختص.
باب الأفعال مثل "اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ"[البقرة: 15]، "وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ"، وهنا "وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ" [الأنفال: 30]، "اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ" جاء إضافة الأفعال هذه إلى الله - جل وعلا -، ما نقول نشتق منها صفة فيوصف الله بالمكر ويوصف الله بالاستهزاء وأشباه ذلك، هذا غلط؛ لأن باب الأفعال كما ذكرنا أوسع من باب الصفات، وباب الصفات أضيق؛ لأن المكر منقسم "وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ" جاء هنا إضافة "يَمْكُرُ" إلى الله - جل وعلا - ?يَمْكُرُ اللَّهُ? لكن المكر صفة منقسمة إلى:
— المكر الذي هو بحق، وهو ما دلّ على كمال وقهر وجبروت وهو المكر بمن مكر به - سبحانه -، أو مكر بأوليائه، أو مكر بدينه، هذا مكر حق.
— وإلى مكر مذموم وهذا ما كان على غير وجه الحق.
فإذا كان كذلك، ما نقول أن من صفة الله الاستهزاء، كذلك الملل لا نقول من صفات الله الملل، وأشباه ذلك «إِنّ الله لاَ يَمَلّ حَتّى تَمَلّوا» أُطلق الفعل لكن لا نشتق منه الصفة؛ لأن الصفة منقسمة، وكذلك من الصفة إلى الاسم، وهذا فيه قواعد ذكرها ابن القيم - رحمه الله - في أول ”بدائع الفوائد“.

القول الثاني: وهو قول من أول الحديث وأخرجه عن ظاهره.
1-قال الحافظ ابن حجر العسقلاني: ((. قَوْله: (لَا يَمَلّ اللَّه حَتَّى تَمَلُّوا) هُوَ بِفَتْحِ الْمِيم فِي الْمَوْضِعَيْنِ، وَالْمَلَال اِسْتِثْقَال الشَّيْء وَنُفُور النَّفْس عَنْهُ بَعْد مَحَبَّته، وَهُوَ مُحَال عَلَى اللَّه - تعالى -بِاتِّفَاقٍ. قَالَ الْإِسْمَاعِيلِيّ وَجَمَاعَة مِنْ الْمُحَقِّقِينَ: إِنَّمَا أُطْلِقَ هَذَا عَلَى جِهَة الْمُقَابَلَة اللَّفْظِيَّة مَجَازًا كَمَا قَالَ - تعالى -(وَجَزَاء سَيِّئَة سَيِّئَة مِثْلهَا) وَأَنْظَاره، قَالَ الْقُرْطُبِيّ: وَجْه مَجَازه أَنَّهُ - تعالى -لَمَّا كَانَ يَقْطَع ثَوَابه عَمَّنْ يَقْطَع الْعَمَل مَلَالًا عَبَّرَ عَنْ ذَلِكَ بِالْمَلَالِ مِنْ بَاب تَسْمِيَة الشَّيْء بِاسْمِ سَبَبه. وَقَالَ الْهَرَوِيُّ: مَعْنَاهُ لَا يَقْطَع عَنْكُمْ فَضْله حَتَّى تَمَلُّوا سُؤَاله فَتَزْهَدُوا فِي الرَّغْبَة إِلَيْهِ. وَقَالَ غَيْره: مَعْنَاهُ لَا يَتَنَاهَى حَقّه عَلَيْكُمْ فِي الطَّاعَة حَتَّى يَتَنَاهَى جُهْدكُمْ، وَهَذَا كُلّه بِنَاء عَلَى أَنَّ " حَتَّى " عَلَى بَابهَا فِي اِنْتِهَاء الْغَايَة وَمَا يَتَرَتَّب عَلَيْهَا مِنْ الْمَفْهُوم. وَجَنَحَ بَعْضهمْ إِلَى تَأْوِيلهَا فَقِيلَ: مَعْنَاهُ لَا يَمَلّ اللَّه إِذَا مَلَلْتُمْ، وَهُوَ مُسْتَعْمَل فِي كَلَام الْعَرَب يَقُولُونَ: لَا أَفْعَل كَذَا حَتَّى يَبْيَضّ الْقَار أَوْ حَتَّى يَشِيب الْغُرَاب. وَمِنْهُ قَوْلهمْ فِي الْبَلِيغ: لَا يَنْقَطِع حَتَّى يَنْقَطِع خُصُومه ; لِأَنَّهُ لَوْ اِنْقَطَعَ حِين يَنْقَطِعُونَ لَمْ يَكُنْ لَهُ عَلَيْهِمْ مَزِيَّة. وَهَذَا الْمِثَال أَشْبَه مِنْ الَّذِي قَبْله لِأَنَّ شَيْب الْغُرَاب لَيْسَ مُمْكِنًا عَادَة، بِخِلَافِ الْمَلَل مِنْ الْعَابِد. وَقَالَ الْمَازِرِيّ: قِيلَ إِنَّ حَتَّى هُنَا بِمَعْنَى الْوَاو، فَيَكُون التَّقْدِير لَا يَمَلّ وَتَمَلُّونَ، فَنَفَى عَنْهُ الْمَلَل وَأَثْبَتَهُ لَهُمْ. قَالَ: وَقِيلَ حَتَّى بِمَعْنَى حِين. وَالْأَوَّل أَلْيَق وَأَجْرَى عَلَى الْقَوَاعِد، وَأَنَّهُ مِنْ بَاب الْمُقَابَلَة اللَّفْظِيَّة. وَيُؤَيِّدهُ مَا وَقَعَ فِي بَعْض طُرُق حَدِيث عَائِشَة بِلَفْظِ " اِكْلَفُوا مِنْ الْعَمَل مَا تُطِيقُونَ، فَإِنَّ اللَّه لَا يَمَلّ مِنْ الثَّوَاب حَتَّى تَمَلُّوا مِنْ الْعَمَل " لَكِنْ فِي سَنَده مُوسَى بْن عُبَيْدَة وَهُوَ ضَعِيف، وَقَالَ اِبْن حِبَّان فِي صَحِيحه: هَذَا مِنْ أَلْفَاظ التَّعَارُف الَّتِي لَا يَتَهَيَّأ لِلْمُخَاطَبِ أَنْ يَعْرِف الْقَصْد مِمَّا يُخَاطَب بِهِ إِلَّا بِهَا، وَهَذَا رَأْيه فِي جَمِيع الْمُتَشَابِه))
2-وقال النووي: ((. قَوْله - صلى الله عليه وسلم -: (فَإِنَّ اللَّه لَا يَمَلّ حَتَّى تَمَلُّوا) هُوَ بِفَتْحِ الْمِيم فِيهِمَا، وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى: (لَا يَسْأَم حَتَّى تَسْأَمُوا) وَهُمَا بِمَعْنًى قَالَ الْعُلَمَاء: الْمَلَل وَالسَّآمَة بِالْمَعْنَى الْمُتَعَارَف فِي حَقّنَا مُحَال فِي حَقِّ اللَّه - تعالى -، فَيَجِب تَأْوِيل الْحَدِيث. قَالَ الْمُحَقِّقُونَ: مَعْنَاهُ لَا يُعَامِلكُمْ مُعَامَلَة الْمَالِّ فَيَقْطَع عَنْكُمْ ثَوَابه وَجَزَاءَهُ، وَبَسَطَ فَضْله وَرَحْمَته حَتَّى تَقْطَعُوا عَمَلكُمْ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ لَا يَمَلّ إِذَا مَلَلْتُمْ، وَقَالَهُ اِبْن قُتَيْبَة وَغَيْره، وَحَكَاهُ الْخَطَّابِيُّ وَغَيْره، وَأَنْشَدُوا فِيهِ شِعْرًا. قَالُوا: وَمِثَاله قَوْلهمْ فِي الْبَلِيغ: فُلَان لَا يَنْقَطِع حَتَّى يَقْطَع خُصُومه. مَعْنَاهُ: لَا يَنْقَطِع إِذَا اِنْقَطَعَ خُصُومه، وَلَوْ كَانَ مَعْنَاهُ يَنْقَطِع إِذَا اِنْقَطَعَ خُصُومه لَمْ يَكُنْ لَهُ فَضْل عَلَى غَيْره))

القول الثالث: وهو قول من أجرى الحديث على ظاهره ولكن قال أنه لا يستفاد منه الملل وإنما هو من باب المزاوجة أو المشاكلة، و أو وضع الفعل موضع الفعل،، أو قالوا بأن الملل هنا بمعنى الانقطاع، اتفق هؤلاء مع أصحاب القول الثاني في أن الملل صفة نقص مطلق ليس بها كمال.
1- قال ابن الأثير)) النهاية في غريب الأثر [جزء 4 - صفحة 790]
[إكْلَفُوا من العمل ما تُطِيقُون فإن اللّه لا يَمَلُّ حتى تَمَلُّوا] معناه: أن اللّهَ لا يَمَلُّ أبداً مَلِلْتم أو لم تَمَلُّوا فجرى مَجْرَى قولهم: حتى يَشيبَ الغُرَابُ ويَبْيَضَّ الْفَأر
وقيل: معناه: أنّ اللّه لا يَطَّرِحُكم حتى تَتْركوا العمل (في الهروي زيادة: [له]) وتَزْهَدوا في الرغبةِ إليه فَسَمَّى الفِعْلَيْن مَلَلاً وكِلاهُما ليسا بِمَللٍ كعَادَةِ العَرَبِ في وَضْعِ الفِعْلِ موضعَ الفِعْلِ إذا وَافَقَ معناهُ نحو قولهم:
ثم أضْحَوْا لَعِبَ الدَّهْرُ بهمْ...وكَذَاكَ الدَّهْرُ يُودِي بالرِّجالْ
فجعل إهْلاكَه إيَّاهُم لَعِباً
وقيل: معناه: أن اللّه لا يَقْطع عنكم فَضْلَه حتى تَمَلُّوا سُؤالَه.فَسَمَّى فِعْل اللّه مَلَلاً على طريق الازْدِواج في الكلام كقوله - تعالى -: [وجزاءُ سَيّئةٍ سَيِّئةٌ مثلُها] وقوله: [فَمن اعتدَى عليكم فاعتَدُوا عليه] وهذا بابٌ واسعٌ في العَربيةِ كثيرٌ في القرآنِ))[النهاية]
2-قال ابن قتيبة: ((قالوا رويتم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال إكلفوا من العمل ما تطيقون فإن الله - تعالى -لا يمل حتى تملوا فجعلتم الله - تعالى -يمل إذا ملوا والله - تعالى -لا يمل على كل حال ولا يكل
قال أبو محمد ونحن نقول إن التأويل لو كان على ما ذهبوا إليه كان عظيما من الخطأ فاحشا ولكنه أراد فإن الله - سبحانه - لا يمل إذا مللتم ومثال هذا قولك في الكلام هذا الفرس لا يفتر حتى تفتر الخيل لا تريد بذلك أنه يفتر إذا فترت ولو كان هذا هو المراد ما كان له فضل عليها لأنه يفتر معها فأية فضيلة له وإنما تريد أنه لا يفتر إذا افترت وكذلك تقول في الرجل البليغ في كلامه والمكثار الغزير فلان لا ينقطع حتى تنقطع خصومه تريد أنه لا ينقطع إذا انقطعوا ولو أردت أنه ينقطع إذا انقطعوا لم يكن له في هذا القول فضل على غيره ولا وجبت له به به مدحة وقد جاء مثل هذا بعينه في الشعر المنسوب إلى بن أخت تأبط شرا ويقال إنه لخلف الأحمر
صليت مني هذيل بخرق لا يمل الشر حتى يملوا
لم يرد أنه يمل الشر إذا ملوه ولو أراد ذلك ما كان فيه مدح له لأنه بمنزلتهم وإنما أراد أنهم يملون الشر وهو لا يمله))[تأويل مختلف الحديث]

المصدر المختار الاسلامي
الناشر دليل انه الله
http://www.islamweb.net

==============

الموسوعة العقدية » الكتاب الثاني: الإيمان باللهتوحيد الربوبية، والألوهية، والأسماء والصفات – الشرك وأقسامه) » الباب الثالث: توحيد الأسماء والصفات » الفصل الثالث: المسائل المتعلقة بالصفات » المبحث الثالث: صفات الله الواردة في الكتاب والسنة » - الملل

- الملل
ورد في الحديث الصحيح قولـه صلى الله عليه وسلم: ((عليكم بما تطيقون، فوالله؛ لا يمل الله حتى تملوا))
وفي رواية لمسلم: ((فوالله؛ لا يسأم الله حتى تسأموا))
قال أبو إسحاق الحربي في (غريب الحديث): قولـه: ((لا يَمَلُّ الله حتى تملوا)): أخبرنا سلمة عن الفراء؛ يقال: مللت أمَلُّ: ضجرت، وقال أبو زيد: ملَّ يَمَلُّ ملالة، وأمللته إملالاً، فكأنَّ المعنى لا يملُّ من ثواب أعمالكم حتى تملُّوا من العمل))اهـ
قلت: وهذا ليس تأويلاً، بل تفسير الحديث على ظاهره؛ لأنَّ الذين أوَّلُوه كالنووي في (رياض الصالحين) باب الاقتصاد في العبادة، والبيهقي في (الأسماء والصفات) فصل: ما جاء في المِلال؛ قالوا: معنى لا يَمَلُّ الله؛ أي: لا يقطع ثوابه، أو أنه كناية عن تناهي حق الله عليكم في الطاعة وقال الشيخ محمد بن إبراهيم: ((فإنَّ الله لا يَمَلُّ حتى تملُّوا)): من نصوص الصفات، وهذا على وجه يليق بالباري، لا نقص فيه؛ كنصوص الاستهزاء والخداع فيما يتبادر وقد سئل الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-: هل نستطيع أن نثبت صفة الملل والهرولة لله تعالى؟ فأجاب: جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قولـه: ((فإنَّ الله لا يَمَلُّ حتى تملوا)) فمن العلماء من قال: إنَّ هذا دليل على إثبات الملل لله، لكن؛ ملل الله ليس كملل المخلوق؛ إذ إنَّ ملل المخلوق نقص؛ لأنه يدل على سأمه وضجره من هذا الشيء، أما ملل الله؛ فهو كمال وليس فيه نقص، ويجري هذا كسائر الصفات التي نثبتها لله على وجه الكمال وإن كانت في حق المخلوق ليست كمالاً ومن العلماء من يقول: إنَّ قولـه: ((لا يَمَلُّ حتى تملوا))؛ يراد به بيان أنه مهما عملت من عمل؛ فإنَّ الله يجازيك عليه؛ فاعمل ما بدا لك؛ فإنَّ الله لا يمل من ثوابك حتى تمل من العمل، وعلى هذا، فيكون المراد بالملل لازم الملل ومنهم من قال: إنَّ هذا الحديث لا يدل على صفة الملل لله إطلاقاً؛ لأنَّ قول القائل: لا أقوم حتى تقوم؛ لا يستلزم قيام الثاني، وهذا أيضاً: ((لا يمل حتى تملوا))؛ لا يستلزم ثبوت الملل لله عَزَّ وجَلَّ
وعلى كل حال يجب علينا أن نعتقد أنَّ الله تعالى مُنَزَّه عن كل صفة نقص من الملل وغيره، وإذا ثبت أنَّ هذا الحديث دليل على الملل؛ فالمراد به ملل ليس كملل المخلوق اهـ







 
قديم 16-02-12, 10:09 AM   رقم المشاركة : 24
جاسمكو
عضو ماسي






جاسمكو غير متصل

جاسمكو is on a distinguished road


حقيقة توحيد الربوبية عند الشيعة .



توحيد الربوبية هو توحيد الله بأفعاله، فهو الرازق المحيي المميت المالك المتصرف ... . وصرف شيء من صفات الرب للمخلوق شرك بالخالق . ولم يعرف عن أمة من الأمم أنها أنكرت أن يكون هناك رباً سوى الله، وإنما جعلت بعض الأمم المشركة أن ثم خالقاً خلق بعض الخلق . ولكن ماهي نظرت الشيعة الإمامية تجاه الرب، وهل صرفت له ما يستحقه من الصفات ؟ هذا سوف يتبين في المسائل التالية :

أ- خلعهم على بعض الأئمة صفة الربوبية :
جاء في [مرآة الأنوار (ص59)، وهو بصائر الدرجات للصفار ] : أن علياً -زعموا- قال : (أنا رب الأرض الذي يسكن الأرض به ) .
قلت : وأين هذا القول من قوله تعالى : {... فقالوا ربنا رب السموات والأرض لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا} . أو قوله تعالى : { قل من رب السموات والأرض قل الله قل أفاتخذتم من دونه أولياء لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا..}الآية .

ب- قولهم : بأن الدينا والآخرة كلها للإمام يتصرف بها كيف يشاء .
ففي أصول الكافي : (1/407-410) : باب : (أن الأرض كلها للإمام ) . ومما جاء فيه من الروايات (1/409): عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: (أما علمت أن الدنيا والآخرة للإمام يضعها حيث يشاء ويدفعها إلى من يشاء جائز له ذلك من الله ..) .
قلت : من دعاء المؤمنين أنهم يقولون : {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار } . فمن هو الرب الذي يدعى ؟ أهو الله الخالق الرازق المحيي المميت ؟ أم هو علي رضي الله عنه –تعالى عما يقول الظالمون علواً كبيراً - ؟ .
ثم إنك تلحظ في تلك الرواية قوله : (ويدفعها إلى من يشاء جائز له ذلك من الله ) . حيث ترى تستراً خفياً ، الغرض منه إيجاد مسوغ لمثل هذه الرويات، التي تنشر الكفر الصريح !! .

ت- قولهم : بإسناد الحوادث الكونية إلى الأئمة .
حيث تطالعنا الرواية المشهورة : (فعن سماعة بن مهران قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فأرعدت السماء وأبرقت ، فقال أبوعبد الله عليه السلام : أما إنه ما كان من هذا الرعد ومن هذا البرق فهو من أمر صاحبكم ، قلت : ومن صاحبنا؟ قال: أمير المؤمنين عليه السلام ) [المفيد/ الاختصاص ص 327، وبحار الأنوار : (27/33)، والبرهان : (2/482) ] .
قلت : هذا مما تنطق به كتب الشيعة، فأمر السماء والرعد والبرق ليس بيد الله ، بل هو بيد أمير المؤمنين !! . ولذا تجدهم إذا أرعدت السماء أو أبرقت ينادون باسم علي !، فكفر بالله صريح، وخروج عن الصراط المستقيم، وبعد عن سنة المصطفى الذي أمر بالتسبيح عند سماع الرعد { ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال}. فبالله عليكم كيف يتجرأ قلم أو ينطق لسان بمثل هذا ، ألم يقرأوا قوله تعالى: {هو الذي يريكم البرق خوفاً وطمعاً وينشيء السحاب الثقال } .
بل لم يق الأمر عند هذا الحد حتى جعلوا تسيير السحاب بأمر علي رضي الله عنه ! ، ففي أحد رواياتهم : (... ما كان من سحاب فيه رعد صاعقة وبرق فصاحبكم يركبه ، أما أنه سيركب السحاب، ويرقى في الأسباب أسباب السموات والأرضين السبع ، خمس عوامر وثنتان خراب ) [الاختصاص: ص199، وبحار الأنوار : 27/32] .
قلت : وإنا لنجد حرجا في سوق مثل هذه الروايات، ولكن ما لنا من بيان الحق بد، ولعل الشيعة يرجعون، ولعلهم يعلمون ما في كتبهم من الكفر المبين . أسأل الله أن يهديهم إلى الحق المبين . آمين .

ث- قولهم بحلول جزء من الإله في الأئمة :
تزعم الشيعة الإمامية أن أئمتهم أُعطوا قدرات مطلقة من الله ، جعلت لهم ما لله من القدرات . قال أبو عبد الله : (ثم مسحنا بيمينه فأفضى نوره فينا )[أصول الكافي: 1/440] ، وأخرى : (... ولكن الله خلطنا بنفسه ) [أصول الكافي : 1/435] .
ولذا تجد عند الشيعة الإمامية كم هائل من الروايات التي تضفي علىالأئمة صفات الخالق ، ثم هي مدعمة ببعض العبارات التي توهم القارئ بأن تلك القدرات من الله، وهذا أسلوب مخادع موهم، وإلا فالنصوص المحكمة لم تدع مجالاً للشك بأن لله صفاته التي لا ينازعها فيها أحد من الرزق والإحياء والإماته ...إلخ . ولعلك تعجب مثلي أن ترى أن من الصفات التي خُعلت على علي رضي الله عنه زوراً وبهتاناً ، أن جعلوا له صفة إحياء الموتى . فهم يزعمون أن علياً أحييى موتى مقبرة الجبانة بأجمعهم [بحار الأنوار : 41/194] ، وضرب الحجر فخرجت منه مائة ناقة [بحار الأنوار : 41/198]، وقال سلمان –كما يفترون- : (لو أقسم أبو الحسن على الله أن يحيى الأولين والآخرين لأحياهم ) [بحار الأنوار : 41/201 ]. ومع أن له تلك الصفة إلا أنه لم يقدر إلى إنجاء نفسه من الموت !! ، أليس هذا عجيباً وغريباً ؟ .فأين عقولكم يا شيعة ! .
وكالعادة تجد روايات أخرى تناقض هذا الكفر الصريح ، ففي رجال الكشي أن جعفر بن محمد قال : (فو الله ما نحن إلا عبيد الذي خلقنا واصطفانا ، ما نقدر على ضر ولا نفع ، وإن رحمنا فبرحمته، وإن عذبنا فبذنوبنا ، والله ما لنا على الله من حجة ، ولامعنا من الله براءة وإنا لميتون ومقبورون ومنشورون ومبعوثون وموقوفون ومسؤولون . ويلهم ما لهم لعنهم الله فقد آذوا الله، وآذوا رسول الله في قبره ، وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي صلوات الله عليه ...) [رجال الكشي : ص 225-226] .
ولا حاجة بنا أن نقول ما ذا فعلوا بمثل هذه الروايات ، فباب التقية لم يدع للحق مقالاً . نسأل الله السلامة .

ج- التطير عند الشيعة الإمامية .
ثبت عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (الطيرة شرك، الطيرة شرك، ثلاثاً ) [رواه أبو داود (3910) وغيره] . والطيرة من الشرك، وهو ينافي التوكل على الله، الذي هو عبادة لله .
وكتب الشيعة فيها التشاؤم والتطير ببعض الأيام والرويات فيها متناقضة متضاربة . فقد جاء في من لا يحضره الفقيه (1/95، ووسائل الشيعة 8/253) قال أبو عبد الله : (لا تخرج يوم الجمعة فإذا كان يوم السبت وطلعت الشمس فاخرج في حاجتك ) ، وقال : (السبت لنا ، والأحد لبني أمية) [من لا يحضره الفقيه : 2/342، وسائل الشيعة : 8/253] .
قلت : واضع هذه الرواية لا شك أنه يهودي حيث فضل يوم السبت وعظمه، واليهود تعظم يوم السبت . وجعل الجمعة يوماً مشئوماً ، وهو عيد المسلمين ! .
ويناقضها من حيث الوضع الرواية التالية : قال أمير المؤمنين -زعموا- : ( يوم السبت يوم مكر وخديعة، ويوم الأحد يوم غرس وبناء، ويوم الاثنين يوم سفر وطلب، ويوم الثلاثاء يوم حرب ودم، ويوم الأربعاء يوم شؤم يتطير فيه الناس، ويوم الخميس يوم الدخول على الأمراء وقضاء الحوائج، ويوم الجمعة يوم خطبة ونكاح ) [علل الشرائع : ص 199، والخصال : 2/82، عيون الأخبار: ص 137] .
قلت : وعلى هذا لا يكون عند الشيعي سوى أربعة أيام يجد فيها الراحة والأنس والعمل، لأن الرواية السابقة جعلت يوم السبت والثلاثاء والأربعاء أيام شؤم ! .
لكن ومع هذا جاءت روايات أُخر تنفي هذا التطير وتحذر منه : قال أبو عبد الله : (لا طيرة) [روضة الكافي : 196، وسائل الشيعة : 8/262]، وقال: (كفارة الطيرة التوكل ) [روضة الكافي: 198، وسائل الشيعة : 8/262] . وهناك روايات أخرى لما أرى ذكرها خشية الإطالة . ولا نحتاج مع هذا أن نذكركم أنهم يفسرون هذا التناقض بالتقية !! فما ذا بعد الحق إلا الضلال







التوقيع :
دعاء : اللهم أحسن خاتمتي
وأصرف عني ميتة السوء
ولا تقبض روحي إلا وأنت راض عنها .
#

#
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله :
العِلمُ قَالَ اللهُ قَالَ رَسولُهُ *قَالَ الصَّحَابَةُ هُم أولُو العِرفَانِ* مَا العِلمُ نَصبكَ لِلخِلاَفِ سَفَاهَةً * بينَ الرَّسُولِ وَبَينَ رَأي فُلاَنِ

جامع ملفات ملف الردود على الشبهات

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=83964
من مواضيعي في المنتدى
»» جواب هل احدث علي و عائشة حدثا في الدين
»» الإباضية يعلمون الناس السحر ..!!!
»» حقيقة البوطي بقلم الصوفي محمد ابوالهدي اليعقوبي
»» الطعن في ضبط أبي هريرة لرواية الحديث
»» 100 سؤال حول الصحابة
 
قديم 16-02-12, 10:11 AM   رقم المشاركة : 25
جاسمكو
عضو ماسي






جاسمكو غير متصل

جاسمكو is on a distinguished road


مميزات المنهج السلفي في إثبات وحدانية الله تعالى

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?p=1485335







التوقيع :
دعاء : اللهم أحسن خاتمتي
وأصرف عني ميتة السوء
ولا تقبض روحي إلا وأنت راض عنها .
#

#
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله :
العِلمُ قَالَ اللهُ قَالَ رَسولُهُ *قَالَ الصَّحَابَةُ هُم أولُو العِرفَانِ* مَا العِلمُ نَصبكَ لِلخِلاَفِ سَفَاهَةً * بينَ الرَّسُولِ وَبَينَ رَأي فُلاَنِ

جامع ملفات ملف الردود على الشبهات

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=83964
من مواضيعي في المنتدى
»» شيعة العراق يهبون لنصرة الأسد مع تزايد الانقسام الطائفي
»» الرد على المدعوة ميرفت عمد حول الولاية و غيرها من الاكاذيب
»» جواب شبهة انفضاض الصحابة عن النبي خلال خطبة الجمعة
»» إيران تعدم 5 أحوازيين بتهمة الدعاية ضد النظام
»» مثال حي عن البركة يرويها اب لابنه مختصرة و عجيبة
 
قديم 17-02-12, 12:46 AM   رقم المشاركة : 26
جاسمكو
عضو ماسي






جاسمكو غير متصل

جاسمكو is on a distinguished road


موقف الشيعة الاثنى العشرية من صفتي الوجه و اليدين

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=145041







التوقيع :
دعاء : اللهم أحسن خاتمتي
وأصرف عني ميتة السوء
ولا تقبض روحي إلا وأنت راض عنها .
#

#
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله :
العِلمُ قَالَ اللهُ قَالَ رَسولُهُ *قَالَ الصَّحَابَةُ هُم أولُو العِرفَانِ* مَا العِلمُ نَصبكَ لِلخِلاَفِ سَفَاهَةً * بينَ الرَّسُولِ وَبَينَ رَأي فُلاَنِ

جامع ملفات ملف الردود على الشبهات

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=83964
من مواضيعي في المنتدى
»» الرد على ما هي الفرقة الناجية ؟ الشيخ الاثناعشري علي آل محسن
»» كيف تم اختراق موقع قناة العربية و تم استعادته بعد اعلانها ملاحقتهم قضائيا
»» "Sufism" Exposed فضح الصوفية
»» حزب الله : تشييع جنازة علي حسين ناصيف وهو يقتل اهل السنة في سوريا
»» ملف قرائن صلة دين الشيعة الاثناعشرية و اليهود
 
قديم 06-03-12, 01:41 PM   رقم المشاركة : 27
جاسمكو
عضو ماسي






جاسمكو غير متصل

جاسمكو is on a distinguished road


المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوالعبدين البصري




التجسيم والتشبيه عند الشيعة لا عند أهل السنة يا حيدري!!!

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهده
وبعد فإنه قد كثر في الآونة الأخيرة من ذلك المعتوه الذي يظن نفسه على شيء وهو في الحقيقة ممن يصدق فيه قول الشاعر
قال حمار الحكيم يوماً *** لو أنصف الدهر كنت أركب
لأنني جاهل بسيط *** وصاحبي جاهل مركب
نعم جاهل جهل مركب لأن هذا المسكين يهرف بما لا يعرف!!! فيصرخ التجسيم والتشبيه عند ابن تيمية والشاب الأمرد معبود ابن تيمية وإتباعه وكل يوم يأتي بكلام لشيخ الإسلام لا يستطيع هو ولا أمثاله فهمه!
فيصرخ به كالممسوس يلبس به على العوام المساكين يظن بذلك انه يلقى الشبه على أهل السنة!!! وما يدري ذلك الجويهل ان في أهل السنة رجلاً يردون باطله وسيأتون لشبهه شبهةً شبهة وينقضونها فنسي المسكين أن عندنا (الخميس) وهو في لغة العرب الجيش!!! وعندنا دمشقية وهو أسد كسابقه ويوجد من يدندن حول نقطة البحث!!! التي أفجعت القوم وعندنا ليوث غرفة انصار محمد وغرف اهل السنة في البالتوك؟؟!!
وعندنا وعندنا الكثير الكثير بفضل الله ورحمته فماله يصيح ويجعجع الوهابية مجسمة وابن تيمية يعبد الشاب الأمرد و0000الخ من خرافاته اما يدري المسكين أن كتبهم مملوءة بالتجسيم والتمثيل والكفر الصريح0
ان الذي بيته من زجاج لا يرمي الناس بالحجارة يا (حيدري) هذا من كان بيته من زجاج فما بالك بمن لا بيت عنده أصلاً ولكن ما دام انك بدأت وأردت فإليك التشبيه ومن يعبد الشاب الأمرد يا غبي0

1_التجسيم عند الشيعة


أصول الكافي 1/104 باب النهي عن الجسم والصورة ح1
وفي التوحيد لابن بابويه القمي ص98
بسنده عن علي بن أبي حمزة قال: قلت لأبي عبد الله سمعت هشام بن الحكم يروي عنكم أن الله جسم صمدي نوري ، معرفته ضرورة يمن بها على من يشاء من خلقه فقال سبحان من لا يعلم أحد كيف هو إلا هو ليس كمثله شيء وهو السميع البصير لا يحسد ولا يحس
ولا يجس ولا تدركه الأبصار ولا الحواس ولا يحيط به شيء ولا جسم ولا صورة ولا تخطيط ولا تحديد.
وقد أشار صحاب المقالات والفرق بين الفرق للبغدادي ص65
إلى ما ذهب إليه هشام فقال زعم هشام بن الحكم أن معبوده جسم ذو حدٍ ونهاية وأنه طويل، عريض، عميق وأن طوله مثل عرضه
وقال البغدادي والأشعري في مقالاتهما - مقالات الإسلاميين 1/107
وذكر أبو الهذيل في بعض كتبه أن هشام بن الحكم قال له : "أن ربه جسم"
ويقول شيخهم المفيد في كتابه:- الحكايات ص78-81 "
بعد أن سأله أحد الشيعة وهذا نصه:" وإنما خالف هشام وأصحابه ،جماعة أبي عبد الله بقوله في الجسم ، فزعم أن الله تعالى " جسم لا كالأجسام " أخرج الكليني في كافي أصول الكافي 1/ 105ح4
وابن بابويه القمي الملقب "بالصدوق في - التوحيد للقمي ص99ح6 .
عن محمد بن حكيم قال : وصفت لأبي إبراهيم قول هشام الجواليقي وحكيت له قول هشام بن الحكم : إنه جسم فقال : أن الله لا يشبهه شيء أي فحش أو خناء أعظم من قول من يصف خالق الأشياء بجسم أو صورة أو بخلقة أو بتحديد أو أعضاء تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا
وقال الكليني في أصول الكافي 1/105عن محمد بن الفرج الرخجي قال:"القميين مشبهة مجبرة"
قال الإثني عشري الشريف المرتضى في رسائله ( 3 / 311 ) : وأن القميين كلهم من غير استثناء لأحد منهم إلا أبا جعفر بن بابويه ( رحمة الله عليه ) بالأمس كانوا مشبهة مجبرة ، وكتبهم وتصانيفهم تشهد بذلك وتنطق به .


2- نـــزول اللــه


قال محسن الكاشاني في تفسير الصافي الجزء4صفحه232رواية9.. "السحاب يأوي على الشجر ويضرب بالسياط والله ينزل بعد الصيحة الاولى.(.موقع تابع للسستاني) وكذالك في تهذيب الاحكـام للصدوق الجزء3صفحة3رواية رقم3..الله ينزل في ليلة الجمعة"..(موقع السستاني)
الأصول الستة عشر-عدة محدثين صفحة54: زيد عن عبد الله بن سنان قال سمعت ابا عبدالله(ع)يقول ان الله ينزل في يوم عرفة في اول الزوال إلى الارض على جمل افرق يصال بفخديه اهل عرفات يمينا وشمالا ولا يزال كذلك
الكافي- جزء1صفحة126 ذكر الكليني
"علي بن محمد،عن سهل بن زياد،عن محمد بن عيسى قال:"كتبت إلى أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام:جعلني الله فداك يا سيدي قد روي لنا:أن الله في موضع دون موضع على العرش استوى،وأنه ينزل كل ليلة في النصف الاخير من الليل إلى السماء الدنيا، وروي:أنه ينزل عشية عرفة ثم يرجع إلى موضعه،فقال بعض مواليك في ذلك: إذا كان في موضع دون موضع روى زيد النرسي في كتابه عن عبدالله بن سنان قال سمعت أبا عبد الله (ع) يقول إن الله ينزل في يوم عرفه في أول الزوال إلى الأرض على جمل
أفرق يصال بفخذيه أهل عرفات يميناً وشمالا ، فلا يزال كذلك حتى إذا كان عند المغرب ونفر الناس وكل الله ملكين بحيال المازمين يناديان عند المضيق الذي رأيت : يارب سلّم سلّم ، والرّب يصعد إلى السماء
ويقول جل جلاله : آمين آمين رب العالمين ، فلذلك لا تكاد ترى صريعاً ولا كبيراً )
هذه الرواية في كتاب الأصول الستة عشر ص54 ط دار الشبستري قم الطبعة الثانية سنة 1405
هذا الكتاب الذي ينكرونه الشيعة في المعجم الفقهي الذي جمعه علي الكوراني الذي يتحدث دائما ضد التجسيم وهو ممن ساهموا في نشر هذه الرواية التجسيم في كتاب الأصول الستة عشر:صفحة رقم54....زيد عن عبد الله بن سنان قال سمعت ابا عبد الله (ع)"يقول ان الله ينزل في يوم عرفة في اول الزوال إلى الارض على جمل افرق يصال بفخديه اهل عرفات يمينا وشمالا ولا يزال كذلك"توثيق رواية أن الرب ينزل على جمل من كتبهم"الرواية التي وردت في الأصول الستة عشر كما في كتاب زيد النرسي ووردت تجد هذه الرواية في كتاب الأصول الستة عشر ص54 ط دار الشبستري قم الطبعة الثانية سنة 1405 هذا بحار الانوار الجزء3صفحـة331السطر12
..الامام يقول عن النزول..روايات قد صحت أخبارهـا..(موقع السستاني)


3- اليـــديــــن


الكافي الجزء1 صفحة209رواية5.."أن الله غـرس الجنة((بيده))..هل هذا هو التجسيم..؟؟؟
(موقع السستاني)ذكر الكليني في كتاب الكافي 2/ 126وايضا ذكر المجلسي بحار الانوار 7/ 1
عن ابي جعفر قال قال رسول الله صلى الله عليه واله(( المتحابون في الله يوم القيامة على ارض زبرجدة خضراء في ظل عرشه عن يمينه وكلتا يديه يمين وجوههم اشد بياضا واضوأ من الشمس الطالعة يغبطهم بمنزلتهم كل ملك مقرب وكل نبي مرسل يقول الناس من هؤلاء فيقال هؤلاء المتحابون في الله ))
تفسير الصافي الجزء1سورة البقرة صفحة108سطر14يقول المفسر قال:" فاغترف جل جلاله من الماء العذب الفرات غرفة بيمينه(وكلتا يديه يمين) فصلصلها فجمدت قال الكليني في الكافي 1/365 كتاب الحجة. باب مولد النبي ووفاته."الله مسح أهل البيت بيمينه فأفضى نوره فيهم"
الكافي 1/365 كتاب الحجة. باب مولد النبي ووفاته."الله مسح أهل البيت بيمينه فأفضى نوره فيهم"
الكافي المجلد الثاني كتاب الإيمان و الكفر الله له يدين واحده يمين والاخرى شمال


4- الـــوجـــه


كتاب الأنوار النعمانية الجزء4صفحه249وفي نفس الدعاء السابق صفحه29
يقول.."وشوقته إلى لقائك ورضيته بقضائك ومنحته بالنظر إلى وجهك"
وفي دعاء مناجاة العارفين صفحه299حيث قال..وانحسرت الابصار دون النظر إلى سبحات وجهك"وفي دعاء مناجاة المفتقرين صفحه298حيث قال.. وشوقي إليك لا يبله إلا النظر إلى وجهك"كتاب نور البراهين لنعمة الله الجزائري الجزء1صفحة"249"عن ابي الحديد سألت معاد العنبري فقلت:ألله وجه؟
قلت:نعم حتى عددت جميع الاعضاء أنف وفم وصدر وبطن واستحييت أن أذكر الفرج فأومأت بيدي إلى فرجي من
جاء في "لالئ الأخبار الجزء4صفحة410-411لمحمد التوسيركاني
هذا الحديث-وهو حديث طويل-ونصه
أن أهل الجنة يسمعون صوته تعالى ويخاطبهم وينظرون إليه وهما ألذ الأشياء عندهم
قال(عليه لسلام)في حديث يذكر فيه إشتغال المؤمنين بنعيم الجنة فبينما هم كذلك إذ يسمعون صوتاً من تحت العرش: يا أهل الجنة كيف ترون منقلبكم؟ فيقولون:خير المنقلب منقلبنا وخير الثواب ثوابنا قد سمعنا الصوت واشتهينا النظر وهو أعظم ثوابنا . فيأمر الله الحجاب فيقوم سبعون ألف حاجب فيركبون على النوق والبرازين وعليهم الحلى والحلل فيسيرون في ظل العرش حتى ينتهوا إلى دار السلام وهي دار الله دار البهاء والنور والسرور والكرامة فيسمعون الصوت فيقولون يا سيدنا سمعنا لذاذة منطقك وأرنا وجهك فيتجلى لهم سبحانه وتعالى حتى ينظرون إلى وجهه تبارك وتعالى
المكنون من كل عين ناظر فلا يتمالكون حتى يخروا على وجوههم سجدا فيقولون سبحانك ما عبدناك حق عبادتك من كتاب دعاء السجاد -قال في دعاء المتوسلين صفحه297حيث قال وأقررت أعينهم بالنظر إليك يوم لقائك وقال في دعاء المحبين صفحه296 حيث قال..ولا تصرف عني وجهك
وفي نفس الدعاء السابق صفحه294 يقول..وشوقته إلى لقائك ورضيته بقضائك ومنحته بالنظر إلى وجهك
وفي دعاء مناجاة الزاهدين صفحه305حيث قال..وأقرر أعيننا يوم لقائك برؤيتـك
وفي دعاء مناجاة المفتقرين صفحه298حيث قال..وشوقي إليك لا يبله إلا النظر إلى وجهك
وفي دعاء مناجاة الذاكرين صفحه302حيث قال..ولا تسكن النفوس إلا عند رؤياك
وفي دعاء مناجاة العارفين صفحه299حيث قال. وانحسرت الابصار دون النظر إلى سبحات وجهك


5- الأئمة وجه الله وعين الله


كتاب الكافي1/113وكتاب التوحيد باب النوادر هم لسان الله.. ووجه الله ..وعين الله ..وجنب الله هم يد الله القادرة....أليس هـذا تجـسيم وشرك يا حيدري؟؟؟

6- انا قلب الله

25 - يد : الدقاق عن الاسدي عن النخعي عن النوفلي عن علي بن الحسين عمن حدثه عن عبدالرحمان بن كثير عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن أميرالمؤمنين عليه السلام قال : أنا علم الله ، وأنا قلب الله الواعي ولسان الله الناطق ، وعين الله الناظرة ، وأنا جنب الله ، وأنا يدالله .توحيد الصدوق : 154 و 155 .

7- الهرولة والمشي

مستدرك‏الوسائل ج5 ص4..
مَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعاً تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعاً وَ مَنْ أَتَانِي مَشْياً أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً وَ مَنْ أَتَانِي بِقِرَابِ الْأَرْضِ خَطِيئَةً أَتَيْتُهُ بِمِثْلِهَا مَغْفِرَةً مَا لَمْ يُشْرِكْ بِي شَيْئاً

8- الــــعـــرش

جاء في تفسير البرهان الجزء4صفحه487...
عن عبدالله بن عجلان السكوني قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول بيتُ علي وفاطمة حجرةُ رسول الله(ص)وسقف بيتهم عرشُ ربّ العالمين وفي قعر بيوتهم فُرجةٌ مكشوطة إلى العرش معراج الوحي والملائكة تنزلُ عليهم بالوحي صباحاً ومساء وكل ساعة وطرفة عين والملائكة لا ينقطع فَوْجُهم فوجٌ ينزلُ وفوج يصعد وأنّ الله تبارك وتعالى كشف لإبراهيم عليه السلام عن السماوات حتى أبصر العرش وزاد الله في قوّة ناظره وأن الله زاد في قوة ناظر محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين
العرش فبيوتُهم مسقفةٌ بعرش الرحمن ومعارجُ الملائكة والروح فيها بإذن ربّهم من كل أمرٍ سلامٌ..قالَ قلتُ:مِنْ كُلِّ أمرٍ سلامٌ؟قالَ:بكلِّ
أمرٍ..فقلتُ:هذا التنزيلُ؟قال:نعم
كتاب الاختصاص- الشيخ المفيد صفحة18صحف الانبياء..عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى..عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا قال:يجلسه على العرش معه
الكافي جزء1صفحة126
علي بن محمد،عن سهل بن زياد،عن محمد بن عيسى قال:كتبت إلى أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام:جعلني الله فداك يا سيدي قد روي لنا:أن الله في موضع دون موضع على العرش استوى،وأنه ينزل كل ليلة في النصف الاخير من الليل إلى السماء الدنيا، وروي:أنه ينزل عشية عرفة ثم يرجع إلى موضعه،فقال بعض مواليك في ذلك:إذا كان في موضع دون موضع

9- الله يزور قبور اهل البيت

الكافي الجزء4صفحــة580..
الله سبحانه وملائكته يزورون قبر الأمام علي رضوان الله عليه..والعياذ بالله.(.موقع السستاني)
بحار الأنوارالجزء25صفحـة361 رواية رقم19..
الله والملائكة يزورون الحسين..(موقع السستاني)
كامل الزيارات صفحة122..
الله والملائكة يزورون الحسين..وانظر للحاشية إمكانية رؤية الله لأن الأئمة افضل من موسى..موقع تابع للسستاني كمال الزيارات صفحة122
قال أبو عبدالله عليه السلام:لمّا أتى الحِيرةَ هل لك في قبر الحسين؟قلت:وتَزورُه جُعِلتُ فِداك؟قال:وكيف لا أزورُه واللهُ يَزورُه في كلِّ ليلة جُمُعة يهبط مع الملائكة إليه والأنبياء والأوصياء ومحمّد أفضل الأنبياء ونحن أفضل الأوصياء فقال صَفوانُ:جعلت فِداك فنَزوره في كلِّ جمعة حتّى نُدركَ زيارة الرّبِّ؟قال:نَعَم يا صَفوان ألزم ذلك تكتب لك زيارةُ قبر الحسين عليه السلام وذلك تفضيل00000الخ
"الكافي الجزء7صفحة580
تهذيب الأحكام للطوسي الجزء6صفحة20وسائل الشيعة الجزء14صفحه375بحار الأنوار الجزء25صفحة361كامل الزيارات38
"أن أبا عبد الله عتب على من أتاه ولم يزر قبر علي بن أبي طالب قائلا"لولا أنك من شيعتنا ما نظرت إليك ألا تزور من يزوره الله والملائكة والأنبياء00000

10- الله يصافح الحسين ويجلسه الى جواره على سرير

روى شيخهم العالم العلاّم ميرزا محمد تقي الملّقب بحجة الاسلام هذه الرواية نقلا من مدينة المعاجز عن دلائل الطبري قال أخبرني أبو الحسين محمد بن هارون عن أبيه عن أبي علي محمد بن همام عن أحمد بن الحسين المعروف بابن أبي القاسم عن أبيه عن الحسين بن علي عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر قال
قال: أبو عبدالله (ع) لما منع الحسين(ع) وأصحابه الماء نادى فيهم من كان ظمآن ... ! جميع الانبياء ! ومن ورائهم المؤمنون ومن ورائهم الملائكة ينظرون ما يقول الحسين(ع) ... حتى يأتي كربلاء فلا يبقى أحد سماوي ولا أرضي من المؤمنين إلاّ حفّوا بالحسين(ع) حتى أن الله تعالى يزورالحسين(ع) ويصافحه ويقعد معه على سرير, يا مفضل هذه والله الرفعة التي ليس فوقها شيئ ثم قال في تعليقه على الرواية ما نصه يقول محمد تقي الشريف مصنف هذا الكتاب هذا الحديث من الأحاديث المستصعبة!! التي لا يحتملها إلاّ ملك مقرب أو نبي مرسل أو مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان"؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
أو خرافي قد سئم من الهذيان0

11- ان ربــكـم لـــيس بـــأعــور

المجلسي في بحار الأنوار [ 193-194] ج52
يا أمير المؤمنين متى يخرج الدجال ؟ فقال له علي عليه السلام "اقعد فقد سمع الله كلامك . . . الى ان قال ينادي بأعلى صوته يسمع ما بين الخافقين، من الجن والانس والشياطين يقوم: إلي أوليائي أنا الذي خلق فسوى، وقدر فهدى، أنا ربكم الاعلى.وكذب عدو الله إنه الاعور يطعم الطعام، ويمشي في الاسواق، وإن ربكم عزوجل ليس بأعور،ولا يطعم ولا يمشي ولا يزول [تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا].

12- لله يكشف عن ساقه عند الشيعة

ذكر المجلسي في كتابه –بحار الانوار –ج4-ص7 –رواية رقم 15
عن ابي عبد الله عليه السلام في قوله عزوجل(يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ [القلم : 42] قال تبارك الجبار – ثم اشار الى ساقه فكشف عنهاالازار0

13- الله وضع القدم على النار وقولها : قط قط

استدلال الشيعة بالحديث ولم ينكرها مفسر الميزان الطبطبائي قال الطباطبائي . في تفسيره . الميزان .
( 18/362) بعد أن أورد حديث أنس الذي أخرجه السيوطي في الدرر عن أنس قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تزال جنهم يلقى فيها وتقول هل من مزيد حتى يضع رب العزة فيها قدمه فيزوي بعضها إلى بعض وتقول قط قط وكرمك ولا يزال في الجنة حتى ينشئ الله لها خلقاً آخر فيسكنهم في قصور الجنة .
(قال ما نصه("أقول: وضع القدم على النار وقولها: قط قط مروي في روايات كثيرة من طرق أهل السنة : كما احتج بهذا الحديث " فيلسوف الشيعة الملقب" بصدر المتألهين " محمد بن ابراهيم صدر الدين الشيرازي في تفسيره " القرآن الكريم" ( 1/58وص 156 )
فقال ما نصه) ألا ترى صدق ما قلناه النار لا تزال متألّمة لما فيها من النقيص وعدم الامتلاء حتى يضع الجبّار قدمه فيها كما ورد في الحديث وهي إحدى تينك القدمين المذكورتين في الكرسي (كما احتج بهذا الحديث السيد محمدي الري شهري (الشيعي ) في موسعته الكبيرة " ميزان الحكمة " (2/178-179) في باب " هل من مزيد " .
ملاحظة
كتب التفسير ليس كتب ردود حتى تنكر او يؤل ورورد الاستشهاد بالحديث مع العلم ان الطبا طبائي لم ينكر 0

14- جلسة الــرب

وسائل الشيعة الجزء12-كتاب الحج صفحه104و128
باب مايستحب من كيفية الجلوس وما يكره منها
عن أبي حمزة الثمالي قال:رأيت علي بن الحسين(ع)قاعدا واضعا إحدى رجليه على فخذه فقلت:إن الناس يكرهون هذه الجلسة ويقولون:إنها جلسة الرب.

15- كلام الله مخلوق

عقد المجلسي في كتابه بحار الانوار –في كتاب القرآن –
بابا بعنوان(با ان القرآن مخلوق) ذكر فيه احد عشر رواية على هذاالمعتقد

16- صفات الله عين ذاته قال: محمد رضى المضفرفي كتابه عقائد الامامية – 7عقيدتنا في صفات الله – ص39
ونعتقد ان صفاته تعالى الثبوتية الحقيقية الكمالية التي تسمى بصفات -الجمال والكمال – كالعلم والقدرة والغنى والارادة والحياة(هي كلها – عين ذاته- ليست صفات زائدةعليها – وليس وجودها الاوجود الذات – فقدرته من حيث وجود حياته وحياته قدرته – بل هوقادر من حيث هو حي وحي من حيث هو قادر )

17- الله جزء قول محمد صادق الصدر

قال في كتابه - كتاب مسائل وردود ص 137الجزء الثالث مؤسسة الأمير للطباعة والنشر -مسألة ( 5 )
السؤال : / هل ذات الله سبحانه وتعالى وجود جزئي لها تحقق خارجي في كل انحاء الوجود ؟
الجواب :/ بسمه تعالى :
الله سبحانه وتعالى موجود في عالم الخارج . وعالم الخارج هو عالم الجزئيات ولا يمكن ان يكون حاوياً على الكليات فيتعين ان تكون ذات الله سبحانه وتعالى من الجزئيات بهذا المعنى , الا انه شيء لا كالأشياء ولا تتصوره العقول
ومن هنا وكما اشار السيد الحسني في الفكر المتين الجزء الثالث الى هذا الأشكال
بأن الله واجب الوجود والجزئيات والكليات كليهما من الممكنات ( ممكن الوجود ) ومن البديهي ان كل ممكن يرجع في وجوده الى واجب وواجد الوجود وهو الله سبحانه .
ثم اذا كان الله تعالى جزئي حسب كلام السيد الصدر ونحن نعلم ان الجزئي انما هو مصداق للكلي وكل جزئي لا بد من وجود كلي يقع هذا الجزئي تحت مصاديقه فيا ترى ماهو الكلي المنطبق على الله تعالى ( الجزئي)

18- الشاب الامرد في مصادر الشيعة

بحار الأنوار-العلامة المجلسي ج3ص307-تفسير القمي-علي بن ابراهيم القمي ج1ص20-تفسير نور الثقلين-الشيخ الحويزي ج3 ص130-تفسير نور الثقلين-الشيخ الحويزي ج5ص155-مجمع البحرين-الشيخ الطريحي ج2ص116
روي أن رسول الله صلى الله عليه وآله رأى ربه في صورة شاب امرد
إبن أبي الحديد- شرح نهج البلاغة - الجزء ( 3 ) رقم الصفحة ( 226 و 227)
وقال بعضهم أن الله أمرد جعد قطط ، في رجليه نعلان من ذهب ، وأنه في روضة خضراء على كرسى تحمله الملائكة " .
- وقال بعضهم : " إنه ينزل على حمار في صورة غلام أمرد ، في رجليه نعلان من ذهب ، وعلى وجهه فراش من ذهب يتطاير" .
وفي اصول الكافي-ج1-ص101
وبحار الانوار للمجلسي – ج4- ص 40
عن ابراهيم بن محمد الخزاز ومحمد بن الحسين قالا دخلنا على ابي الحسن الرضا –ع- فكحينا له ما روي ان – محمدا راى ربه في هيئة الشاب الموافق في سن ابناء ثلاثين سنة رجلاه في خضرة – وقلنا ان هشام ابن سالم – وصا حب الطاق والميثمي يقولون انه اجوف الى السرة والباقي صمد ...الخ

19- ردشبهة الشاب الامرد

قال شيخ الإسلام إبن تيمية في كتابه الاستقامة. جزء 2 و صفحة 195و196و 197
في معرض رده على أهل الحلول والاتحاد فقال
ومن هؤلاء من يزعم أن د حية الكلبي كان أمردا . . .وفيهم من يتأول قوله صلى الله عليه وسلم رأيت ربي في أحسن صورة وفي صورة كذا وكذا ويجعلا لأمرد ربه وهؤلاء الحلولية والاتحادية منهم من يخصه بالصور الجميلة ويقول مظاهر الجمال ومنهم من يقول بالاتحاد المطلق والحلول المطلق لكن هو يتخذ لنفسه من المظاهر ما يحبه فهو كما قال الله تعالى (أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً) [الفرقان : 43]وقال (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ) [الجاثية : 23] إنتــهى

20- رد ابن تيمية على رواية ابن عباس وأم الطفيل (الشاب لامرد)

قال ابن تيمية في مجموعة الرسائل الكبرى ج1ص287 الوصية الكبرى ط.دار إحياء التراث العربي
" وكذلك الحديث الذي رواه أهل العلم أن – النبي- قال : رأيت ربي في صورة كذا وكذا .يروى من طريق ابن عباس ومن طريق أم الطفيل وغيرهما ،وفيه أنه وضع يده بين كتفي حتى وجدت برد أنامله على صدري ، وهذا الحديث لم يكن ليلة المعراج ، فإن هذا الحديث كان في المدينة ،وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم نام عن صلاة الصبح ثم خرج إليهم ، وقال : رأيت ربي كذا وكذا وهو من رواية من لم يصلي خلفه إلا بالمد ينة كأم الطفيل وغيرها،والمعراج إنما كان من مكة باتفاق أهل العلم ،وبنص القرآن والسنة المتواترة ،كما قال تعالى )سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) [الإسراء : 1] فـعلم أن هـذا الـحديـث كان رؤيـا منام بالـمديـنة كماجاء مفسرافي كثير من طرقه أنه كان رؤيا منام ، مع أن رؤيا الأنبياء وحي ولم يكن رؤيا يقظة ليلة المعراج ،وقد اتفق المسلمون على أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم0لم ير ربه بعينيه في الأرض ،وأن الله لم ينزل له إلى الأرض وليس عن النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم قط حديث فيه أن الله نزل له إلى الأرض بل الأحاديث الصحيحة أن الله يد نو عشية عرفة ...الخ ".
قال ابن تيمية رحمه الله في مناهج السنة – ج2 – 632
في معرض رده على ابن المطهر الحلي حيث ذكر حكاية عن شيوخ اهل بغداد ان الله ينزل في الثلث الاخير من اليل على هيئة شاب امرد ... الخ
فقال ابن تيمية"ان هذه الحكاية وأمثالها دائرة بين امرين اما ان تكون – كذبا محضا ممن افتراها علي شيوخ اهل بغداد – واما ان تكون قد وقعت لجاهل مغمور ليس بصاحب قول ولا مذهب وادنى العامة اعقل منه وافقه ... وليس من العلماء المعروفين من يقول بهذا الهذيان ...قالت عائشة رضي الله عنها في – صحيح البخاري"من زعم ان محمد راى ربه فقد اعظم الفرية ولكن قد رأى جبريل في صورته – وخلقه ساد مابين الأفق

21- انكار شيخ الأسلام حديث الامرد في كتبه اشد الانكار مع التضعيف

إذ قال شيخ الأسلام إبن تيمية في كتابه الأستقامة في معرض رده على أهل الحلول والأتحاد :
الاستقامة [ جزء 2 - صفحة 195 "ومن هؤلاء من يزعم ان دحية الكلبي كان امردا وان جبريل كان يأتي النبي صلى الله عليه وسلم في صورة امرد ويقول له ما احب ان تأتيني الا في صورة امرد وفيهم من يتأول قوله صلى الله عليه وسلم رأيت ربي في أحسن صورة وفي صورة كذا وكذا ويجعل الأمرد ربه وهؤلاء الحلولية والاتحادية منهم من يخصه بالصور الجميلة ويقول مظاهر الجمال ومنهم من يقول بالاتحاد المطلق والحلول المطلق لكن هو يتخذ لنفسه من المظاهر ما يحبه0
فهو كما قال الله تعالى( أرايت من أتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا) سورة الفرقان 43وقال (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون) سورة الجاثية 23 إنتهى
أقول: سبحان الله العظيم كم ظُلم شيخ الإسلام أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية الحراني.. إنه والله رجل عظيم دمر الإثني عشرية والصوفية وسائر فرق الباطل في عقر دارهم بحججه الجلية فماذا ينتظر منهم إلا البغض لأنهم ليسوا بقادرين على الرد على تلك الحجج .
قال: في مجموع فتاوى ابن تيمية - (ج 3 / ص 387))"وَكَذَلِكَ الْحَدِيثُ الَّذِي رَوَاهُ أَهْلُ الْعِلْمِ أَنَّهُ قَالَ : { رَأَيْت رَبِّي فِي صُورَةِ كَذَا وَكَذَا } يُرْوَى مِنْ طَرِيقِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَمِنْ طَرِيقِ أُمِّ الطُّفَيْلِ وَغَيْرِهِمَا وَفِيهِ { أَنَّهُ وَضَعَ يَدَهُ بَيْنَ كَتِفَيَّ حَتَّى وَجَدْت بَرْدَ أَنَامِلِهِ عَلَى صَدْرِي } هَذَا الْحَدِيثُ لَمْ يَكُنْ لَيْلَةَ الْمِعْرَاجِ ، فَإِنَّ هَذَا الْحَدِيثَ كَانَ بِالْمَدِينَةِ . وَفِي الْحَدِيثِ : { أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَامَ عَنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ ثُمَّ خَرَجَ إلَيْهِمْ وَقَالَ : رَأَيْت كَذَا وَكَذَا } وَهُوَ فِي رِوَايَةِ مَنْ لَمْ يُصَلِّ خَلْفَهُ إلَّا بِالْمَدِينَةِ كَأُمِّ الطُّفَيْلِ وَغَيْرِهَا ، وَالْمِعْرَاجُ إنَّمَا كَانَ مِنْ مَكَّةَ بِاتِّفَاقِ أَهْلِ الْعِلْمِ ، وَبِنَصِّ الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ الْمُتَوَاتِرَةِ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : { سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى } فَعُلِمَ أَنَّ هَذَا الْحَدِيثَ كَانَ رُؤْيَا مَنَامٍ بِالْمَدِينَةِ كَمَا جَاءَ مُفَسَّرًا فِي كَثِيرٍ مِنْ طُرُقِهِ { إنَّهُ كَانَ رُؤْيَا مَنَامٍ } مَعَ أَنَّ رُؤْيَا الْأَنْبِيَاءِ وَحْيٌ لَمْ يَكُنْ رُؤْيَا يَقَظَةٍ لَيْلَةَ الْمِعْرَاجِ . وَقَدْ اتَّفَقَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَم يَرَ رَبَّهُ بِعَيْنَيْهِ فِي الْأَرْضِ وَأَنَّ اللَّهَ لَمَّا يَنْزِلْ لَهُ إلَى الْأَرْضِ وَلَيْسَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَطُّ حَدِيثٌ فِيهِ { أَنَّ اللَّهَ نَزَلَ لَهُ إلَى الْأَرْضِ (000000
يستدل الرافضة بهذا الكلام على أن شيخ الإسلام ابن تيمية يصحح حديث الشاب الأمرد
قلت هذا كذب وبهتان فإنه قال ( يُروى ) هكذا بصيغة التمريض فالحديث عنده ضعيف
ثم إن شيخ الإسلام وضع هذا الحديث مع جملة من الأحاديث الضعيفة في فصل جمع فيه الروايات الضعيفة في الصفات بعنوان : الْفَصْلُ الْأَوَّلُ : أَحَادِيثُ رَوَوْهَا فِي الصِّفَاتِ زَائِدَةً عَلَى الْأَحَادِيثِ الَّتِي فِي دَوَاوِينِ الْإِسْلَامِ مِمَّا نَعْلَمُ بِالْيَقِينِ الْقَاطِعِ أَنَّهَا كَذِبٌ وَبُهْتَانٌ بَلْ كُفْرٌ شَنِيعٌ . وَقَدْ يَقُولُونَ مِنْ أَنْوَاعِ الْكُفْرِ مَا لَا يَرْوُونَ فِيهِ حَدِيثًا" فهو حديث ضعيف عنده
خاصة إذا علمنا ما قاله شيخ الإسلام في كتابه الإستقامة في معرض رده على اهل الحلول والإتحاد مستنكرا قول بعضهم بأن الله هو الأمرد والعياذ بالله00000وتقدم
قلت فشيخ الإسلام بعد أن ضعف الحديث بقوله يُروى الذي هو صيغة تمريض وتضعيف للحديث بوضعه الحديث في الْفَصْلُ الْأَوَّلُ : أَحَادِيثُ رَوَوْهَا فِي الصِّفَاتِ زَائِدَةً عَلَى الْأَحَادِيثِ الَّتِي فِي دَوَاوِينِ الْإِسْلَامِ مِمَّا نَعْلَمُ بِالْيَقِينِ الْقَاطِعِ أَنَّهَا كَذِبٌ وَبُهْتَانٌ بَلْ كُفْرٌ شَنِيعٌ . وَقَدْ يَقُولُونَ مِنْ أَنْوَاعِ الْكُفْرِ مَا لَا يَرْوُونَ فِيهِ حَدِيثًا ) عاد وشرحه على فرض صحته فوضح انه رؤيا منام على فرض صحته حيث قال: وَكَذَلِكَ الْحَدِيثُ الَّذِي رَوَاهُ أَهْلُ الْعِلْمِ أَنَّهُ قَالَ : { رَأَيْت رَبِّي فِي صُورَةِ كَذَا وَكَذَا } يُرْوَى مِنْ طَرِيقِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَمِنْ طَرِيقِ أُمِّ الطُّفَيْلِ وَغَيْرِهِمَا وَفِيهِ { أَنَّهُ وَضَعَ يَدَهُ بَيْنَ كَتِفَيَّ حَتَّى وَجَدْت بَرْدَ أَنَامِلِهِ عَلَى صَدْرِي } هَذَا الْحَدِيثُ لَمْ يَكُنْ لَيْلَةَ الْمِعْرَاجِ ، فَإِنَّ هَذَا الْحَدِيثَ كَانَ بِالْمَدِينَةِ . وَفِي الْحَدِيثِ : { أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَامَ عَنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ ثُمَّ خَرَجَ إلَيْهِمْ وَقَالَ : رَأَيْت كَذَا وَكَذَا } وَهُوَ فِي رِوَايَةِ مَنْ لَمْ يُصَلِّ خَلْفَهُ إلَّا بِالْمَدِينَةِ كَأُمِّ الطُّفَيْلِ وَغَيْرِهَا ، وَالْمِعْرَاجُ إنَّمَا كَانَ مِنْ مَكَّةَ بِاتِّفَاقِ أَهْلِ الْعِلْمِ ، وَبِنَصِّ الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ الْمُتَوَاتِرَةِ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : { سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى } فَعُلِمَ أَنَّ هَذَا الْحَدِيثَ كَانَ رُؤْيَا مَنَامٍ بِالْمَدِينَةِ كَمَا جَاءَ مُفَسَّرًا فِي كَثِيرٍ مِنْ طُرُقِهِ { إنَّهُ كَانَ رُؤْيَا مَنَامٍ }
ثم عقب بقوله : مَعَ أَنَّ رُؤْيَا الْأَنْبِيَاءِ وَحْيٌ لَمْ يَكُنْ رُؤْيَا يَقَظَةٍ لَيْلَةَ الْمِعْرَاجِ . وَقَدْ اتَّفَقَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَم يَرَ رَبَّهُ بِعَيْنَيْهِ فِي الْأَرْضِ وَأَنَّ اللَّهَ لَمَّا يَنْزِلْ لَهُ إلَى الْأَرْضِ وَلَيْسَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَطُّ حَدِيثٌ فِيهِ { أَنَّ اللَّهَ نَزَلَ لَهُ إلَى الْأَرْضِ }
ثم بعد بيانه لعدد من الأحاديث الضعيف والموضوعة في الصفات قال موضحا معنى هذه الرؤيا المنامية في الحديث على فرض صحته : وَقَدْ يَرَى الْمُؤْمِنُ رَبَّهُ فِي الْمَنَامِ فِي صُوَرٍ مُتَنَوِّعَةٍ عَلَى قَدْرِ إيمَانِهِ وَيَقِينِهِ ؛ فَإِذَا كَانَ إيمَانُهُ صَحِيحًا لَمْ يَرَهُ إلَّا فِي صُورَةٍ حَسَنَةٍ وَإِذَا كَانَ فِي إيمَانِهِ نَقْصٌ رَأَى مَا يُشْبِهُ إيمَانَهُ وَرُؤْيَا الْمَنَامِ لَهَا حُكْمٌ غَيْرُ رُؤْيَا الْحَقِيقَةِ فِي الْيَقَظَةِ وَلَهَا " تَعْبِيرٌ وَتَأْوِيلٌ " لِمَا فِيهَا مِنْ الْأَمْثَالِ الْمَضْرُوبَةِ لِلْحَقَائِقِ . راجع مجموع فتاوى ابن تيمية –(ج 3 / ص 390)
فشيخ الإسلام يرى أن الحديث ضعيف وعلى فرض صحته هو رؤيا منام وليست صورة حقيقة الله سبحانه وتعالى وإنما هي أمثال تضرب لحقائق فقال: ( وَرُؤْيَا الْمَنَامِ لَهَا حُكْمٌ غَيْرُ رُؤْيَا الْحَقِيقَةِ فِي الْيَقَظَةِ وَلَهَا " تَعْبِيرٌ وَتَأْوِيلٌ " لِمَا فِيهَا مِنْ الْأَمْثَالِ الْمَضْرُوبَةِ لِلْحَقَائِقِ .)
راجع مجموع فتاوى ابن تيمية (ج 3 / ص 390)
قلت: أي أن المؤمن قد يرى في منامه ما يقع في قلبه أنه الله وليس كذلك بل هو مثل يضرب على حب او بغض الله له كما وضح شيخ الإسلام رحمه الله ولذلك سبق أن قال بعد بيانه أن الحديث رؤيا منام : وَقَدْ اتَّفَقَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَم يَرَ رَبَّهُ بِعَيْنَيْهِ فِي الْأَرْضِ وَأَنَّ اللَّهَ لَمَّا يَنْزِلْ لَهُ إلَى الْأَرْضِ وَلَيْسَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَطُّ حَدِيثٌ فِيهِ { أَنَّ اللَّهَ نَزَلَ لَهُ إلَى الْأَرْضِ } راجع مجموع فتاوى ابن تيمية –(ج 3 / ص 387)
أي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يرى صورة الله الحقيقة وإنما رأى في منامه أمثالا مضروبة لحائق وهذا معنى قوله: (مَعَ أَنَّ رُؤْيَا الْأَنْبِيَاءِ وَحْيٌ لَمْ يَكُنْ رُؤْيَا يَقَظَةٍ لَيْلَةَ الْمِعْرَاجِ . "راجع مجموع فتاوى ابن تيمية –(ج 3 / ص 387)
قلت وبهذا اجاب شيخنا العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله حيث قال: ( ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وآخرون أنه يمكن أنه يرى الإنسان ربه في المنام، ولكن يكون ما رآه ليس هو الحقيقة؛ لأن الله لا يشبهه شيء سبحانه وتعالى، قال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}[1]، فليس يشبهه شيء من مخلوقاته، لكن قد يرى في النوم أنه يكلمه ربه، ومهما رأى من الصور فليست هي الله جل وعلا؛ لأن الله لا يشبهه شيء سبحانه وتعالى، فلا شبيه له ولا كفو له. ) إنتهى
ينظر كلامه في مجموع فتاوى ابن باز ج6 ص 348 ردا على السؤال الخامس وهو في موقعه رحمه الله بتمامه0
اقول وبالله التوفيق ان كان الحيدري شجاعاً ولا أظنه كذلك فليرد على هذه النصوص التي هي في كتبهم والكلام له ولكل من لف لفه من اهل الكذب والتدليس
سبحانك اللهم وبحمدك وأشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين0
قال: الشَّيْخ عَبْد الكَرِيْم الخُضَيْر حفظه الله تعالى: نسب عدم الإنصاف إلى الدهر، وهذا يوجد في كلام الشعراء كثيراً، وهو مخالفة ظاهرة، لكن قد يقول قائل: إن القائل حمار وهو غير مكلف، قال حمار..؛ لأن فاعل قال من؟ حمار الحكيم، وهو غير مكلف، وما دام غير مكلف فالأمر فيه سعة، يقول ما شاء، نقول لا، مثل ما قال الأخ يصير جاهلاً مركباً. ( شرح متن الورقات في أصول الفقه)
قلت أعوذ بالله من هذا الكفر فأهل السنة لا يثبتون له إلا ما أثبته لنفسه في كتابه أو على لسان رسوله




عند أهل السنة والجماعة
يثبتون لله ما اثبته لنفسه في كتابه او على لسان رسوله من غير تحريف ولا تكييف ومن غير تمثيل و لا تعطيل







التوقيع :
دعاء : اللهم أحسن خاتمتي
وأصرف عني ميتة السوء
ولا تقبض روحي إلا وأنت راض عنها .
#

#
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله :
العِلمُ قَالَ اللهُ قَالَ رَسولُهُ *قَالَ الصَّحَابَةُ هُم أولُو العِرفَانِ* مَا العِلمُ نَصبكَ لِلخِلاَفِ سَفَاهَةً * بينَ الرَّسُولِ وَبَينَ رَأي فُلاَنِ

جامع ملفات ملف الردود على الشبهات

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=83964
من مواضيعي في المنتدى
»» قراءة تحليلية: عن الشيعة في الكويت في المجلس.. «الأولى» مركز القوة
»» الرد على شبهة رافضية عن زواج عمر من ام كلثوم و وفاة ام سليط
»» ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها تنقل روايات و فضائل ال البيت و علي رضوان الله عليهم
»» اغضاب سيدنا علي لسيدتنا فاطمة الزهراء لاكثر من مرة
»» اكرام يزيد لابناء عمومته من اهل البيت وشهادة ابن الحنفية في يزيد رحمه الله
 
قديم 06-03-12, 03:48 PM   رقم المشاركة : 28
نصراوي الرياض
عضو فضي






نصراوي الرياض غير متصل

نصراوي الرياض is on a distinguished road


اللحين يجيك رافضي مسوي ذكي وبيقولك الخوئي في كتابه الاخير اللي نزل عام 2012 يقول فيه ان الكتب هذي

غير صحيحه الله يعين بس ويصبرنا عليهم والله يا اخوان مجرد الصبر على جهلهم هذا لحاله والله اجر عظيم







 
قديم 19-03-12, 05:06 PM   رقم المشاركة : 29
جاسمكو
عضو ماسي






جاسمكو غير متصل

جاسمكو is on a distinguished road


العقيدة الشيعية من شبكة الكافي العقائدية صفعه لكل صاحب تقية
------------------------------------------------------

لاينكرها إلا جاهل يجهل من يتبع
أو صاحب تقيـــه
حقيقة التوحيد الخالص وركنه
البراءة من أعداء ومخالفي آل محمّد عليهم السّلام
الكفر بالأربعة (لعنهم الله) وموالاة آل محمّد (عليهم السّلام)

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=147315







التوقيع :
دعاء : اللهم أحسن خاتمتي
وأصرف عني ميتة السوء
ولا تقبض روحي إلا وأنت راض عنها .
#

#
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله :
العِلمُ قَالَ اللهُ قَالَ رَسولُهُ *قَالَ الصَّحَابَةُ هُم أولُو العِرفَانِ* مَا العِلمُ نَصبكَ لِلخِلاَفِ سَفَاهَةً * بينَ الرَّسُولِ وَبَينَ رَأي فُلاَنِ

جامع ملفات ملف الردود على الشبهات

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=83964
من مواضيعي في المنتدى
»» اساليب الشيعة في الطعن باعراض مخالفيهم و تشويه سمعتهم و الاساس العقائدي لها
»» الرد على الميلاني / الشيعة الازورية الحسن و الحسين ليسوا ابناء علي
»» الجزائر:القرضاوي: "حزب الله" هو حزب للشيطان والمالكي من "الجبابرة في الأرض"
»» ملف الرد على الرافضة عن ازدواجية وقوفهم مع شيعة البحرين و ضد الثورة في سوريا
»» الحوثيين يسعون لبسط سيطرتهم في دماج للتحرش بالسعودية مجددا
 
قديم 23-03-12, 02:33 AM   رقم المشاركة : 30
جاسمكو
عضو ماسي






جاسمكو غير متصل

جاسمكو is on a distinguished road


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله ...

مذهب أهل السنة والجماعة في أسماء الله وصفاته هو المذهب الحق الموافق لصحيح المنقول وصريح المعقول، وهو مبني على ثلاثة أصول: الإثبات لما أثبته الله لنفسه، ونفي مماثلته تعالى لخلقه، ونفي العلم بالكيفية.
فأما الإثبات فدليله قوله تعالى: (فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا والله بما تعملون خبير)، ونظائر هذه الآية، فمن الإيمان الإيمان بما وصف الله به نفسه أو صفه به رسوله.
ودليل نفي التمثيل قوله تعالى: (ولم يكن له كفواً أحد)، (ليس كمثله شيء) ، ونحو ذلك.
ودليل نفي العلم بالكيفية قوله تعالى: (ولايحيطون به علماً) ، وقوله تعالى: (ولاتقف ما ليس لك به علم)، وقوله تعالى: (قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً وأن تقولوا على الله ما لاتعلمون).
ومعلوم أن الأسماء والصفات التي جاءت مضافةً إلى الله أيضاً جاءت مضافة إلى العباد، بل بعض الصفات المضافة إلى الإنسان تأتي مضافة إلى الحيوان، كالوجه واليد والرأس والعين، ومعلوم أنه لايلزم من الاتفاق بين الإنسان والحيوان في هذه الأسماء أن يكون الإنسان مماثلاً للحيوان وإلاّ لصح أن يقال الإنسان كالقرد والخنزير والحمار أو غيرها من الحيوانات التي تضاف إليها تلك الصفات، ولكن لما كانت هذه المخلوقات مشاهدة كانت كيفياتها معلومة.
وكذلك بعض الصفات المضافة للإنسان كالوجه واليد والعين، أو المضافة إلى بعض الحيوان كالجناح، جاءت مضافة للملائكة، كما قال تعالى: (والملائكة باسطوا أيديهم)، وقال: (جاعل الملائكة رسلاً أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء).
ومعقول من معنى اليد المضافة للملائكة والإنسان أنها التي يكون بها الأخذ والعطاء والفعل والقبض والبسط.
ويكون بالجناح الطيران.
ولم يلزم من ذلك أن أيدي الملائكة كأيدي الناس والحيوان، ولا أجنحتهم كأجنحة هذه الطيور، فمعناها معقول وكيفيتها مجهولة، هذا مع أن الجميع مخلوق.
فصفات الملائكة مباينة لصفات الإنسان والحيوان ومعانيها مفهومة للمخاطبين، وشأن الله أعظم من ذلك، فكل موصوف صفاته مناسبة له، فإن كان الله لايماثل شيئاً من مخلوقاته ولايماثله شيء من خلقه فكذلك صفاته، فهو سبحانه ليس كمثله شيء لافي ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله.
ومذهب أهل السنة في هذا الباب هو الصراط المستقيم، وكل من خالفهم فقد انحرف عن الصراط بدرجات متفاوتة، ومذهب أهل السنة مستقيم لاتناقض فيه ولا اضطراب، والمذاهب المخالفة متناقضة فيثبتون الشيء وينفون نظيره، وينفون الشيء ويثبتون نظيره، وهذا لازم لكل من نفى شيئاً مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا مخرج لهم عن هذا التناقض إلاّ بالرجوع إلى الحق بإثبات كل ما أثبته الله لنفسه، وأثبته له رسوله على الوجه اللائق به سبحانه، أو ينتهي به الأمر إلى غاية الإلحاد بنفي وجود الله سبحانه وتعالى.
والمعطلة لجميع الصفات من الجهمية والمعتزلة بنوا مذهبهم على شبهات زعموها حججاً عقلية عارضوا بها نصوص الكتاب والسنة، وزعموا أن ما دلت عليه هذه الحجج هو الحق الذي يجب اعتقاده، وأن ظواهر النصوص كفر وباطل، فأوجبوا لذلك صرفها عن ظاهرها، بشتى التأويلات التي لادليل عليها، فجمعوا بين التعطيل لصفات الرب وتحريف كلامه وكلام رسوله.
وأما الأشاعرة فقد شاركوا الجهمية والمعتزلة في كثير من باطلهم في هذا الباب، فنفوا أكثر الصفات وأثبتوا القليل منها، وحجتهم فيما نفوه هي حجة الجهمية والمعتزلة في نفي جميع الصفات، فشاركوهم في المذهب والاستدلال، وما أثبتوه من الصفات لم يسلم من التخليط، كما في مسألة كلام الله تعالى ومسألة الرؤيا، فكانوا بهذا الإثبات والنفي متناقضين أظهر تناقض، فما يحتجون به على ما نفوه يقتضي نفي ما أثبتوه، وما احتجوا به فيما أثبتوه يقتضي إثبات ما نفوه، فلزمهم إما إثبات الجميع أو نفي الجميع، ولكنهم اختلفوا في موقفهم من نصوص الصفات التي نفوها.
فمنهم من يوجب في هذه النصوص التأويل وذلك بصرفها عن ظاهرها إلى معاني محتملة مرجوحة، ومعاني بعيدة بغير حجة يجب المصير إليها، وسبيلهم في هذا سبيل الجهمية والمعتزلة فيجمعون بين التحريف والتعطيل والحكم على النصوص بأن ظاهرها هو التمثيل الباطل، ومنهم من يوجب في هذه النصوص التفويض وحقيقته أن هذه النصوص لا تدل على معنى مفهوم فلا يفهمها أحد لا الرسول ولا الصحابة فضلاً عن غيرهم، ولازم هذا المعنى بل حقيقته أن نصوص هذه الصفات ليس فيها بيان للناس، ولا هدى ولاشفاء ولا تكون من أحسن الحديث، فإن ما لا معنى له، وما لا يفهمه أحد لا يحصل به شيء من ذلك، وليس أهل التفويض من الأشاعرة وغيرهم بأقل ضلالاً وانحرافاً من أهل التأويل، فإنهم يشتركون في ما نفوا من الصفات، فيشتركون في التعطيل، ويشتركون كذلك في أن هذه النصوص لايجوز اعتقاد ظاهرها، فظاهرها غير مراد عندهم، ولا ريب أن من كان يعتقد أن ظاهرها التشبيه فإنه لا يجوز أن يكون هذا الظاهر مراداً، ولكن أهل السنة يأبون ذلك، فالله سبحانه وتعالى أعلم وأحكم من أن يكون ظاهر كلامه هو تمثيله بخلقه، فإنه تعالى لم يخبر بما أخبر به من أسمائه وصفاته إلاّ مع تنزيهه عن مماثلة خلقه كما في قوله تعالى: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)، فأثبت لنفسه السمع والبصر ونفى أن يماثله شيء من خلقه، ومعاني أسمائه سبحانه وصفاته معلومة للمخاطبين فإن الله أنزل هذا القرآن بلسان عربي مبين، وبهذه النصوص المفهومة عرف المؤمنون ربهم بأنه ذو سمع حقيقة وسع الأصوات، وذو بصر حقيقة فلا يغيب عنه شيء، وذو حياة حقيقة فلا تأخذه سنة ولانوم، وهو الحي الذي لايموت، وهو ذو قدرة تامة فلا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، وذو علم محيط بكل شيء فلا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء، وهو تعالى منزه عن أضداد هذه الصفات من الصمم والعمى والموت والعجز، وكما أنه سبحانه موصوف بهذه الصفات بمعانيها المفهومة للمخاطبين كذلك القول في سائر ما وصف الله به نفسه، من الاستواء على العرش والنزول إلى السماء الدنيا كل ليلة في الثلث الأخير من الليل، والمحبة والرضا والغضب والفرح والضحك مما جاء في القرآن أو في السنة، معانيها معلومة وكيفياتها غير معقولة لنا، مع الجزم بأن ما يختص به الرب من هذه المعاني ليس مماثلاً لما يختص به المخلوق، حتى الوجود؛ الله موجود، والعبد موجود، وليس وجود الخالق كوجود المخلوق، ولا وجود المخلوق كوجود الخالق وإن كان كل منهما هو وجود ضد عدم، ولايلزم من الاتفاق في معنى كلي اتفاقهما فيما يختص بالخالق أو يختص بالمخلوق.
والتعبير عن الأسماء والمعاني التي في معاجم اللغة منه ما هو تفسير بما يختص بالمخلوق، كتفسير الغضب بغليان دم القلب، أو تفسير الرحمة بأنها رقة، وما أشبه ذلك، ومنها ما هو تفسير بالمعنى العام الذي يصلح أن يضاف إلى الخلق وأن يضاف إلى المخلوق، كما إذا قيل العلم ضد الجهل، والحياة ضد الموت، والسمع إدراك الأصوات، والبصر إدراك المرئيات، وكثير من المعاني يصعب التعبير عنها بحد جامع مانع لكنها معقولة، مثل المحبة والبغض، بل الحياة والسمع والبصر إنما تفسر بذكر أضدادها ومقتضياتها اللازمة لها، ولايعني ذلك نفي حقائقها فتثبت المحبة مثلاً وما تستلزمه من الثواب، والبغض وما يستلزمه من العقاب، ونفي الحقيقة وإثبات لازمها تعطيل مع ما فيه من التناقض، فإن إثبات اللازم يقتضي إثبات الملزوم، ونفي الملزوم يقتضي نفي اللازم.
وقد جاء عن أئمة أهل السنة القول الفصل المتضمن للحق الخالص فمن ذلك قول الإمام مالك لما سئل عن الاستواء: الاستواء معلوم، والكيف غير معقول.
وقال غيره في نصوص الصفات: تمر كما جاءت بلا كيف،أي لايتعرض لها بالتأويل، بل يؤمن بها، والإيمان بها يتضمن الإيمان بألفاظها وبمعانيها فإن ما لامعنى له لايقال فيه: بلا كيف.
فيجب الإيمان بأنه تعالى كما وصف نفسه وكما وصفه رسوله وكل ما جاء من ذلك فهو حق على حقيقته اللائقة به سبحانه، فكما تقول الله تعالى حي والمخلوق حي وليس الحي كالحي، والله تعالى سميع بصير وليس السميع كالسميع ولا البصير كالبصير، نقول كذلك إنه تعالى يحب ويرضى ويبغض والمخلوق يوصف بهذه الصفات وليس ما يضاف لله من هذه الصفات مثل ما يضاف للمخلوق، فنعرف ربنا بأنه يحب أولياءه ويرضى عنهم ويبغض أعداءه ويسخط عليهم، كذلك نؤمن بأنه يفرح بتوبة عبده كما أخبر أعلم الخلق به، وفرحه يتضمن محبته والرسول صلى الله عليه وسلم أخبر بذلك ترغيباً في التوبة إلى الله، فإن الذي ينبغي للعبد أن يسارع إلى ما يحبه مولاه ويفرح به، وفرحه تعالى بتوبة عبده ذلك الفرح يدل على عظيم كرمه وإحسانه وهو تعالى أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين.
فنسأله تعالى أن يرحمنا وأن يتوب علينا.


السؤال الثاني : نريد تقويمك شيخنا لهذا لجواب وهو أن يقال:

<<إن السؤال عن معاني هذه الكلمات عي، لأنه إنما يكون هذا السؤال عن كلمة غريبة في اللغة وإلا فالسمع والوجود واليد والرجل والساق والرضا والغضب كلمات واضحة جلية للسامع وأئمة الأشاعرة لما أرادوا أن يوضحوا الواضح اضطربوا في هذا غاية الاضطراب حتى أن الغزالي في المنخول ص94 بعد أن زيف جميع تعاريف من سبقه لـ"العلم" قال: ((والمختار أن العلم لا حد له إذ العلم صريح في وصفه مفصح عن معناه ولا عبارة أبين منه، وعجزنا عن التحديد لا يدل على جهلنا بنفس العلم))إلخ ما قال وأمثال هذه النصوص عن هؤلاء كثيرة . أما كيفية هذه الصفات وكنهها فهو مجهول لنا ولعل السائل إنما يسأل عن الكيف بصورة السؤال عن المعنى للتلبيس.
أما المعاجم فإما أن تعطي بالنسبة لهذه الألفاظ الواضحات:
1- مفردة مرادفة للمعنى الكلي لـ "اللفظ" المراد البحث عن معناه أو ما يضاده في المعنى كأن يقال "القدم" هي "الرجل" و "العلم" هو "الإدراك" و"الرضا" ضد "الغضب" واللفظ المستفاد هنا كما هو واضح إما أن يكون أخفى من اللفظ الأول أو أنه مساوي له في الظهور وهنا سيعيد هذا السائل السؤال بالنسبة لمعنى اللفظ الآخر .
2- أو تعطي هذه المعاجم بعض الأمثلة من حقائق هذا المسمى في الخارج لتقرب معناه الكلي من الذهن لكن لا يجوز أن يعتقد قط بأن كيفية صفات الله سبحانه تماثل كيفية صفات المخلوقين المذكورة تعالى الله سبحانه عن كل نقص وعيب.
فإن قيل فما هو المعنى المشترك لصفات ربنا سبحانه والذي قلتم بأنه واضح وجلي للسامع و الذي فارق به أهل السنة المفوضة المبتدعة قيل هو المعنى المتبادر الذي يفهم من خلاله أحكام الصفة والأفعال التي يصح تعلقها بها ولوازمها و آثارها ويفهم من خلاله -ولولاه لما فهمناهذا-ما يقارب اللفظ في المعنى وما يرادفه وما يضاده ونحو هذا. وهذا المعنى هو الذي يُفهم من لفظة الصفة في سياقها الوارد ويفهمه كل من سلمت فطرته من تغيير ممن يفهم بتلك اللغة ".
فما تعليقكم يا فضيلة الشيخ على هذا الجواب؟>>.


الجواب:

الذي أرى أنه جواب سديد، ومداره على أن هذه الصفات المسؤول عنها واضحة المعنى مفهومة وأنها أوضح من كثير مما تفسر به، كما ورد الاستشهاد بذلك بما قال الغزالي في العلم، ويمكن أن يقال مثله في الحياة والمحبة والرحمة والفرح، ولهذا يلجأ بعض أهل اللغة أصحاب المعاجم إلى تفسيرها بذكر أضدادها، أو يقولون: معروف.
والموردون للسؤال من الأشاعرة عليهم أن يوردوا هذا السؤال على أنفسهم فيما أثبتوه فما يجيبون به هو جوابنا عن هذا السؤال فيما نفوه، فإن كان ما أثبتوه لله من الحياة والقدرة والسمع والبصر أثبتوها بمعانيها المعقولة المفهومة على الوجه اللائق به سبحانه، والمعقول من معاني هذه الأسماء أن الحياة ضد الموت، والعلم ضد الجهل، والقدرة ضد العجز، والسمع ضد الصمم، والبصر ضد العمى، فليقولوا مثل ذلك في سائر ما نفوا من صفات الله، سواء كانوا من أهل التأويل أو التفويض، وهذا هو المطلوب.
وإن نفوا ما نفوا من الصفات فراراً من محذور فما زعموه لازماً من إثبات تلك الصفات هو لازم لهم فيما أثبتوه فلابد لهم من إثبات الجميع لله على ما يليق به أو نفي الجميع وحينئذ يخرجون عن مذهبهم المضطرب إما إلى الحق المستقيم، أو إلى ما هو أبطل مما ذهبوا إليه، ومن أراد الحق واجتهد في طلبه وتحريه هدي إليه، "فمن تدبر القرآن طالباً الهدى منه تبين له طريق الحق فإن الله لايخلف الميعاد، قال تعالى: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين)".
أما المعنى المشترك فهو القدر الذي يثبت لكل من يصدق عليه الاسم العام، ويسمى المتواطئ لأن أفراده تتفق في معناه إما مع التساوي أو مع التفاوت، فالأول كالإنسان فإنه اسم للنوع البشري. والثاني كالنور فإنه يصدق على نور الشمس، ونور السراج الضئيل، ومن هذا القبيل لفظ الوجود والموجود فإنهما يصدقان على كل وجود وكل موجود مع التباين العظيم كما في وجود البعوضة والعرش، وأعظم من ذلك التباين بين وجود الواجب ووجود الممكن، فالقدر المشترك هو مسمى الاسم المطلق فالوجود ضد العدم، والموجود ضد المعدوم، فهذا القدر لايختلف فيه موجود وموجود أو وجود ووجود والله أعلم.

السؤال الثالث: إذا صح أن يقال في صفات مثل الحياة والقدرة والغضب والرضا أن السؤال عنها عيٌّ حيث إن المرء لا يستطيع أن يعبر عن معاني هذه الصفات الخاصة به فهل يقال مثل ذلك في اليد والساق والضحك لاسيما وأن المرء يستطيع أن يعبر عن معاني هذه الصفات؟

الجواب:

السؤال عن هذه الصفات على وجهين؛ سؤال عن حقائقها وكيفياتها، وهذا هو السؤال الذي قال فيه الإمام مالك: "والسؤال عنه بدعة"، لأنه سؤال عما لاسبيل إليه، ولا يمكن أحداً الجوابُ عنه.
والثاني سؤال عن معانيها، وهذه الصفات مع وضوحها لايكون السؤال عنها إلاّ من متعنت متكلف، كالذي يسأل عن الماء والشمس والإنسان، ولا نقول إن هذه الألفاظ لايمكن التعبير عن معناها. بل كل لفظ يمكن تفسيره إما بمرادفه أو بذكر ضده أو بذكر بعض آثاره وما يحصل به، والمقصود هو إفهام المراد وتقريبه.
ولاريب أن المسميات منها أمور معنوية مدركة بالعقل، وأمور حسية تدرك بالحس، ومعلوم أن تصور الأمور المحسوسة أكما من تصور الأمور المعقولة، هذا ومن الأمور العقلية ما تكون معرفته والقطع به أعظم من المحسوس، وهذا يرجع إلى تفاوت المدارك، والقضايا من حيث الظهور والخفاء.

السؤال الرابع: هل من إشكال إذا قال قائل: اليد صفة لله بها يقبض و بها يبسط ... و هي يد حقيقية فليست القدرة أو القوة ... و لا يعرف حقيقتها إلا الله، وأننا إذا رأيناها يوم القيامةعرفناها، كما في الحديث أن الله سبحانه وتعالى يتجلى للمؤمنين بالوصف الذي كانوا يعرفونه به في الدنيا ، و إننا لا نعرف ما وراء ذلك؟

الجواب:

إذا قال قائل اليد صفة لله تعالى يقبضها ويقبض بها ما شاء ويبسطها ... وهي يد حقيقة.. إلى آخر ما ذكر فلا إشكال فيه، أما رؤية اليد، فالرؤية لم ترد إلاّ مجملة أو إلى وجهه الكريم، فنثبت هذا والباقي نسكت عنه.

السؤال الخامس:

ما قولكم شيخنا فيمن يقول أنا لا أثبت إلا ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم أو ما أثبته أهل القرون الثلاثة الأولى و لا أزيد على ذلك حرفاً وإن كان صحيح المعنى إذ يسعني ما وسعهم، فيقول في قوله استوى أي علا وارتفع، ويقول إن الساق صفة حقيقية قد جعل الله كشفها يوم القيامة علامة يعرفه بها عباده المؤمنون، ويقول في القدم إنهما قدمان وإن الكرسي موضعهما وأنه سبحانه يضع قدمه في النار حتى تقول قط قط ، فهل يجب عليه ما هو فوق ذلك؟

الجواب:

هذه الجملة تحتاج إلى تفسير، فكيف يكون صحيح المعنى ولم يثبته الله تعالى لنفسه ولا أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم؟ لكن ينبغي أن يعلم أنه ليس كل ما صح أن يخبر به عن الله صح أن يكون اسماً له أو صفة يثنى بها عليه، فإن باب الأخبار أوسع من باب التسمية والنعت والثناء، وذلك كلفظ الشيء والموجود وواجب الوجود والقديم، فإن هذه الألفاظ يصح إطلاقها على الله على وجه الإخبار، فيقال: الله شيء وموجود وهو سبحانه واجب الوجود وهو قديم، وهذه وإن لم ترد ألفاظها فقد ورد ما يستلزمها ويتضمنها، بل لفظ شيء قد جاء في القرآن كما في قوله تعالى: (قل أي شيء أكبر شهادة قل الله)، وجاء في السنة: "لاشيء أغير من الله".
ثم إن قوله: (وما أثبته أهل القرون) قد يفهم منه أنهم قد يثبتون ما لم يرد به نص من كتاب أو سنة، وليس المعول في إثبات الصفات على مجرد الإجماع، بل كل ما اتفق عليه أهل السنة فقد جاءت به النصوص، كما ذكر شيخ الإسلام رحمه الله في القاعدة الثانية من العقيدة التدمرية.
ثم إن بعض الفرق حدثت في القرون الثلاثة، فإن كان يريد الصحابة والتابعين فالمعنى صحيح، والله أعلم.

السؤال السادس:

هل الرجوع لكتب اللغة التي تعني بالأصول اللغوية للكلمات مفيد في معرفة المعنى الكلي المشترك للصفة ككتاب معجم مقاييس اللغة لابن فارس رحمه الله؟ وقد ورد في هذا الكتاب أن أصل الضحك هو "دليل الانكشاف والبروز " فهل يقال بأن هذا هو أصل معنى الضحك الذي نثبته ونفهمه فقط خصوصاً وأنه قد أدخل في هذا المعنى ضحك السحاب وضحك الزرع!؟ إن كان الجواب بنعم فلما قال الأعرابي "لن نعدم من رب يضحك خيراً"؟ ثم أليس هذا المعنى أخفى من لفظ الضحك نفسه الذي يفهمه كل أحد بحسب ما يضاف إليه؟

الجواب:

ما ذكره ابن فارس من معنى كلي للضحك ليس بصحيح، فلا يصح أن يقال ضحك الله انكشاف، بل الانكشاف لايفسر حقيقة الضحك، لكن هذه محاولة من ابن فارس ويظهر أنه قال ذلك بناء على أن ضحك الإنسان يتضمن انكشاف موضع الضحك، فيكون هذا التفسير أقرب لما يناسب المخلوق، وأما ضحك الرب فإنه معنى الله أعلم بحقيقته، لكن دلت موارده على أنه يتضمن الرحمة والرضا، كما في حديث يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر، وحديث فيظل يضحك يعلم أن فرجكم قريب، ولهذا قال الأعرابي: لن نعدم من رب يضحك خيراً.

السؤال السابع:

إذا كان المعنى المشترك الكلي هو أصل معنى اللفظ في لغة العرب وكان المنقول عن العرب أكثر من معنى لإطلاق اللفظ فكيف السبيل لمعرفة المعنى المشترك الكلي ؟ فمثلاً ذكر بعض أهل اللغة أن اليد هي الكف وذكر بعضهم أنها من أطراف الأصابع إلى الكف وآخرون أنها من أطراف الأصابع إلى المنكب وغيرهم أنها من أطراف الأصابع إلى الكتف ، وقد ثبت عن بعض الصحابة فمن بعدهم إطلاق اليد وإرادة من أطراف الأصابع إلى المنكب.

الجواب:

هذه التفسيرات من بعض أهل اللغة لليد راجعة إلى اختلاف المراد بها في مختلف سياقات الكلام، فتارة يراد بها هذا، وتارة يراد بها هذا، وتارة يراد بها هذا، فالسياق هو الذي يحدد المراد من هذه المعاني، وقد تحدد المراد أدلة خارجة عن السياق الذي ورد فيه لفظ اليد، ويد الإنسان يعلم بالحس أن لها أصابع وكفاً وذراعاً ومرفق وعضداً، ويعرف المراد من هذه بحسب ما يرد فيه ذكر اليد، ولايشتبه هذا على أكثر الناس، فإذا قيل فلان له يدان، شمل ذلك كل ما يدخل تحت هذا الاسم، وإذا قيل: لمسه بيده كان المتبادر أنه لمسه بكفه، وإذا قيل: قطعت يده، فالغالب أنه يراد قطع الكف، ولما أخبر سبحانه أنه خلق آدم بيديه وأنه يأخذ السماوات والأرض بيده، علمنا أن لله يدين يخلق بهما ويبسطهما ويقبضهما ويقبض ما شاء بهما، ولا نزيد على هذا إلاّ ما جاء به الدليل، كإثبات الأصابع له سبحانه وتعالى، ولا يجوز لنا أن نتخيل كيفية يده، فإن ذلك مما يستحيل الوصول إليه، ولايحيطون به علماً.


يتبع

==============

السؤال الثامن: هل يصح قول إن المعنى المشترك الكلي للصفات هو الظاهر المتبادر إلى ذهن الموحد سليم الفطرة الذي يفهم لغة العرب ؟ وما دخل التوحيد والفطرة في هذا الأمر ؟ وهل كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا سمعوا آيات الصفات قبل إسلامهم يتبادر إلى ذهنهم أمر مغاير لما يتبادر إليها بمجرد إسلامهم ؟

الجواب:

الحمد لله لاريب أن الصحابة ممن من الله عليهم بالإسلام وغيرهم من أهل اللسان يفهمون معاني هذه الأسماء وهذه الألفاظ، فيعقلون معنى الحياة والسمع والبصر والعلم والقدرة والغضب والاستواء والعزة والرحمة والإرادة ومعنى الوجه والعين واليد وغير ذلك مما جاء مضافاً إلى الله تعالى.
ولكن من لم يؤمن بالقرآن ويدخل في الإسلام قد يكذب بذلك كله أو بعضه، وما يقر به قد تكون له تصورات تدور في خياله ويتوهمها، فقد يتصور تكيفاً أو يتصور تمثيلاً، ومنشأ ذلك الجهل ووساوس الشيطان، كما قد يتلقى شيئاً من ذلك من أبويه فيكون مقلداً لهما، ولمن قبلهما (إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون)، وأما من من الله عليه بالإيمان بالله ورسوله، ودخل في الإسلام، فإنه يفهم معاني هذه الأسماء والألفاظ فهماً بريئاً من آثار الجاهلية، بل يفهمها على الوجه الموافق لبيان الله ورسوله، فإنه تعالى لما أخبر عن نفسه بهذه الأسماء وهذه الصفات بين أن ليس كمثله شيء وليس له ند ولا كفؤ ولاسمي، وبين تعالى أن العباد لايحيطون به علماً، فأثبت الصحابة والمؤمنون من بعدهم ما أثبته الله لنفسه كما دلت عليه نصوص الكتاب والسنة، فآمنوا بأنه تعالى ثابتة له هذه الصفات، ولكنها لاتماثل صفات المخلوقين، ولايحيطون بها علماً، فلا يعلمون حقائقها وكيفياتها، فهم يعلمون ويؤمنون بأنه تعالى حي قيوم سميع بصير عليم قدير، وأنه يتكلم ويغضب ويرضى إلى غير ذلك مما وصف الله به نفسه ووصفه به رسوله، ويفهمون معاني هذه الصفات، فالحياة ضد الموت، والسمع ضد الصمم وهو إدراك الأصوات، والبصر هو إدراك المرئيات، فيفهمون من معنى أنه سميع بصير أنه سميع لأصوات العباد، وأنه تعالى يراهم كما قال لموسى وهارون عليهما السلام: (إنني معكما أسمع وأرى)، وهم يؤمنون بأنه لا يلزم من إثبات هذه الصفات مماثلته تعالى لخلقه.
وإن كان بين أسمائه وصفاته، وأسماء بعض العباد وصفاتهم قدر مشترك، فإن توهم التشبيه بسبب ثبوت القدر المشترك هو من الباطل الذي قام عليه مذهب أهل التعطيل، حيث زعموا أن إثبات الصفات لله يستلزم التشبيه، وتفرع عن هذه الشبهة شبهات، وحصل الافتراق بين الأمة في هذا الباب، وعصم الله أهل السنة والجماعة فلزموا ما كان عليه الصدر الأول، قبل أن تحدث المحدثات، وتثار الشبهات، والله أسأل أن يهدينا إلى الحق بإذنه إنه يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم، والله أعلم.

السؤال التاسع: ما الحيلة فيمن تشوهت فطرته ، وكيف سيفهم المعنى الصحيح للصفات الخبرية؟

الجواب:

من تشوهت فطرته فالحيلة أن يدعى ويعلم ويدعى له، وإذا صحت نيته في معرفة الحق فحري أن يهديه الله، وأن يلهمه الصواب، أما إن غلب عليه التعصب للمذهب والآراء والآباء والشيوخ فالأحرى به ألا يوفق لمعرفة الحق وقبوله، قال الله تعالى: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين)، وقال تعالى: (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون)، ولا يملك هداية القلوب إلاّ الله: (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء)، فالداعي إلى الله لا يملك إلاّ البلاغ كما هو شأن الرسل صلوات الله وسلامه عليهم: (فهل على الرسل إلاّ البلاغ المبين)، (إن عليك إلاّ البلاغ)، وقال تعالى: (وما أرسلنا من رسول إلاّ بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وهو العزيز الحكيم).

السؤال العاشر: هل المعنى المشترك الكلي لصفة ما هو المعنى الموجود في كل من يتصف بهذه الصفة على الحقيقة؟ وهل يكفي في معرفة هذا المعنى المشترك بين موصوفين بنفس الصفة مجرد اتصاف كل منهما بها، أم لا بد من شيء زائد إذ قد يكون في صفة أحدهما من المعاني ما ليس في نفس الصفة في الآخر؟ وإن كان الجواب نعم فما هو هذا الشيء الزائد؟

الجواب:

القدر المشترك هو مسمى الاسم المطلق، أي غير المضاف، ومسمى الاسم المطلق غير موجود في الخارج، لكنه ثابت لكل من صح إطلاق هذا الاسم عليه، كمطلق الوجود فإنه ثابت لكل موجود، وهذا حكم جميع الأسماء المتواطئة، أي المتفقة في معنى هذا الاسم العام، لكن إذا أضيف الاسم المطلق دل على القدر المشترك مقيداً بما يختص به المضاف إليه، فوجود الله هو وجودٌ واجبٌ قديمٌ لايجوز عليه الحدوث ولا العدم، ووجود المخلوق وجود ممكن محدث يجوز عليه العدم، وبهذا يعلم أنه لايوجد في الخارج إلاّ ما هو معين مختص، فكل من المسميين أو الموصوفين بصفة لايشركه فيها الآخر، لكنه يشركه في مطلق هذا الاسم وهذا الوصف؛ فالعالمان كل منهما مستقل بعلمه مختص به، لكنهما مشتركان في مطلق العالِمية، أو مطلق عالِم، والمعنى المطلق للعالم أو العالمية مشترك بينهما، لكن هذا المشترك لايوجد إلاّ في الذهن، فعلم أن لا اشتراك بينهما في أمر موجود في الخارج، وقس على هذا سائر الأسماء المتواطئة، وهي الأسماء العامة سواء تفاضل المعنى في أفرادها أو تساوى، والله أعلم.

السؤال الحادي عشر: هل صواب أن يقال إن المعنى المشترك الكلي الذي نثبته لصفات الله عز وجل هو الذي يفهم من خلالــه أحكام الصفات وأفعالها التي يصح تعلقها بها ولوازمها وآثارها ؟

أو أن يقال إن المعنى المشترك الكلي هو الذي يفهم من خلال أحكام الصفة وأفعالها وآثارها ولوازمها التي أخبرنا الله عنها ويكون موجوداً في كل من يتصف بهذه الصفة ؟
إذ على الثاني فإننا قد فهمنا من إخبار النبي عليه السلام عن صفة الأصابع أن الله عز وجل يقلب قلوب العباد بين أصبعين منها، وفهمنا من حديث الحبر أن الله سبحانه يضع الأرضين على إصبع والسماوات على إصبع والجبال على إصبع ... الحديث، فمعنى التقليب موجود في أصابع الإنسان فعلمنا بخبر النبي عليه السلام أنه معنى مشترك، ومعنى وضع الأشياء على الأصابع موجود في أصابع الإنسان فعلمنا بالخبر كذلك أنه معنى مشترك.
أما على الأول فإنه لو لم يأت الشرع بأي شيء عن صفة الأصابع سوى ذكر أن لله أصابع فإننا سنفهم من خلال المعنى المشترك ـ بعد أن نعرف ما هو أولاً ـ أحكام الأصابع والأفعال التي يصح تعلقها بها ولوازمها وآثارها، فهل يمكن إن صح هذا الأول أن يقال من معاني صفة الأصابع لله أنه يصح أن يشير بها سبحانه وأن هذا معنى مشترك بينها وبين أصابع الإنسان؟

الجواب:

تقدم أن المعنى المشترك أو القدر المشترك هو مسمى الاسم المطلق، فيثبت هذا المعنى لكل ما يصدق عليه هذا الاسم، وكل ما يثبت من الأحكام للمعنى المشترك يكون ثابتاً للمسمى بهذا الاسم، فلوازم القدر المشترك تثبت لكل من ثبت له القدر المشترك، فلوازم القدر المشترك مشتركة، لأن ثبوت الملزوم يقتضي ثبوت اللازم، وأحكامها من وجوب أو جواز أو امتناع هي كذلك مشتركة، فمثلاً الإنسان اسم لكل آدمي، فالقدر المشترك ثابت لكل فرد من بني آدم، وهذا القدر يستلزم وجوباً الآدمية والحيوانية والحدوث والإمكان، وثانياً: يستلزم امتناع أن يكون ملكاً أو جنياً والفرض أنه إنسان، وامتناع أن يكون واجب الوجود، ثالثاً: ويستلزم جواز أن يكون مؤمناً أو كافراً، عالماً أو جاهلاً، قادراً أو عاجزاً، فما ذكر من هذه الأحكام من وجوب أو جواز أو امتناع هي مشتركة بين من يسمى بهذا الاسم: (الإنسان)، ويقال مثل ذلك في كل اسم يطلق على الخالق والمخلوق، وكل صفة تطلق على الخالق والمخلوق؛ كالموجود والوجود، والحي والحياة، والسميع والسمع، والبصير والبصر، والعالم والعلم، وكل ما يستلزمه الاسم المطلق أي المجرد عن الإضافة وجوباً وجوازاً وامتناعاً فإنه مشترك، فإن كان الملزوم مشتركاً كان اللازم مشتركاً، فإن ثبوت الملزوم يقتضي ثبوت اللازم ولابد، فثبوت هذه الأسماء أو هذه الصفات يستلزم نفي ضدها، فهذا اللازم مشترك فيجب نفي ضد هذه الأسماء والصفات عن كل من ثبتت له.
ومطلق العلم أو السمع أو البصر يستلزم الحياة، فكل من ثبتت له هذه الصفات ثبت له هذا اللازم، فهذا اللازم مشترك لأنه من لوازم القدر المشترك للعلم والسمع والبصر.
وعلى هذا فالأصابع جاءت مضافة إلى الله ومضافة إلى الإنسان، فالقدر المشترك أن الأصابع التي يكون بها الفعل لليد، وعلى هذا فالله تعالى يفعل بيده وبأصابعه ما شاء على ما يليق به مما أخبرنا به أو لم يخبرنا به، فمما أخبرنا به في كتابه أو لسان رسوله صلى الله عليه وسلم: خلق آدم بيديه، وأخذه السماوات والأرض بيديه، وجعله ما شاء على أصابعه، وكون القلوب بين أصبعين من أصابعه يقلبها كيف يشاء، وكل ذلك يثبت لله على ما يليق به، لايماثل صفات المخلوقين وأفعالهم.
والإنسان يفعل بيديه وبأصابعه ما يناسب قدرته وإرادته، فمطلق اليد والأصابع، والفعل باليد وبالأصابع ثابت للخالق والمخلوق، كل على ما يليق به، كما يقال ذلك في جميع الصفات التي تضاف إلى الخالق أو تضاف إلى المخلوق.
والإشارة بالأصابع تدخل في جنس الفعل فيكون جوازها من لوازم القدر المشترك، وما ثبت جوازه على الرب فإنه لايجوز إثباته أو نفيه إلاّ بدليل، وثبوت مطلق الفعل لايستلزم القدرة على كل فعل، ولهذا اختص الرب بأنه فعال لما يريد وأنه على كل شيء قدير، واختص المخلوق بقصور القدرة وقصور الإرادة فلا يقدر على كل ما يريد، ولايفعل كل ما يريد، واختص الرب بكمال القدرة وكمال الإرادة، واختص المخلوق بالنقص في القدرة والفعل والإرادة، والله أعلم.

السؤال الثاني عشر: ما الجواب المناسب إذا قال المخالف في ما ورد في ضحك ربنا سبحانه: نحن لا نعرف الضحك إلا هذا الذي نشاهده في الإنسان وهو المتبادر للفظ الضحك بإطلاق فإما أن تشبهوا الله بالإنسان وإما أن تثبتوا الضحك كصفة فقط ويقال ما نعلمه من معنى ضحك الله هو فقط أن هذا الضحك دليل على إرادة الرحمة والإحسان كما قال الأعرابي: ((لن نعدم من رب يضحك خيراً))؟

الجواب:

ما ورد في هذا السؤال هو شبهة كل من نفى حقائق الصفات الفعلية من المحبة والرضا والغضب والفرح والضحك، بل هي شبهة كل من نفى صفات الله أو شيئاً منها، وهي أنهم لايعقلون من هذه الصفات إلاّ ما يشاهدونه ويعلمونه من أنفسهم فيلزم عندهم من إثبات هذه الصفات لله تشبيهه بالمخلوق، ففروا من ذلك بنفي حقائق الصفات عن الله، ورأوا أنها لاتثبت لله إلاّ على نحو ما هي ثابتة للمخلوق فيجب نفيها، ثم وقفوا من النصوص الدالة على إثبات هذه الصفات لله أحد موقفين:
إما التفويض والتجهيل، وأنه لاسبيل إلى فهم معانيها، وإما تأويلها بصرفها عن ظواهرها.
فالجهمية والمعتزلة طردوا هذا في جميع الصفات، والأشاعرة ونحوهم فرقوا بين الصفات بلا فرقان، فلزمهم التناقض في إثباتهم ونفيهم وتأويلهم، كما أن التناقض لازم للجهمية والمعتزلة كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "كل واحد من النفاة لما أخبر به الرسول من الصفات لا ينفي شيئاً فراراً مما هو محذور إلا وقد أثبت ما يلزمه فيه نظير ما فر منه".
فيقال لصاحب هذا السؤال يلزمك أن تقول مثل هذا في سائر صفات الله الفعلية بل والذاتية ليس هذا خاصاً بالضحك والفرح، وأهل السنة -ولله الحمد- يؤمنون بكل ما أخبر الله به عن نفسه، وما أخبر به عنه رسوله صلى الله عليه وسلم، وينزهونه عن مماثلة المخلوقات، ولايكيفون صفاته بل يفوضون العلم بالكيفيات فيقولون: لايعلم كيف هو إلاّ هو.
ولايعلم كيفية صفاته إلاّ هو على حد قول الإمام مالك وغيره: الاستواء معلوم، والكيف مجهول.
وقول الإمام مالك هذا منهج يحتزى في جميع الصفات، فيقال: النزول معلوم، والكيف مجهول، والغضب معلوم، والكيف مجهول، والفرح معلوم والكيف مجهول، والضحك معلوم والكيف مجهول، ومعلوم أن الفرح ضد الحزن، والضحك ضد البكاء، كما قال تعالى: (وأنه هو أضحك وأبكى)، فالله يوصف بالفرح دون الحزن، وبالضحك دون البكاء، وفرحه تعالى وضحكه من توابع محبته وتعجبه، كما في حديث لله أشد فرحاً بتوبة عبده من أحدكم ...الحديث، وحديث يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر... الحديث، فمُورِد هذا السؤال في خصوص الضحك يلزمه أن يقول بقول الأشاعرة في ما نفوه ثم فوضوا أو تأولوا ما جاء في النصوص، بل يلزمه أن يقول ما قاله في صفة الضحك بقول المعتزلة والجهمية في جميع الصفات فإن الشبهة واحدة كما تقدم، والتناقض لازم له على كل تقدير، ولا يخلصه إلاّ الإيمان بكل ما جاء عن الله ورسوله على منهج السلف الصالح والصحابة والتابعين لهم بإحسان والله أعلم.

السؤال الثالث عشر: قال ابن فارس في المقاييس الضحك دليل الانكشاف والبروز، وقد قال أبو رزين رضي الله عنه لما علم من النبي صلى الله عليه وسلم أن الله يضحك ، لن نعدم من رب يضحك خيراً، فهل يصح أن يقال إن الضحك صفة فعلية متعلقة بمشيئة الله وإرادته و أنها تدل على عَجَب الله من خلقه أو فرحه بهم وأن من آثار معرفة العبد بها أن يعلم إرادة الخير منه سبحانه لخلقه بدليل إقرار النبي عليه السلام أبا رزين على فهمه؟ وهل اعتقاد أن ضحك الرب يُرى دون اعتقاد ما يلزم من ذلك مما لم يأت به الخبر كالفم والأسنان يكون تشبيهاً؟

جوابه يراجع فيه ما سبق؛ السؤال الثاني عشر، والسؤال الرابع.

السؤال الرابع عشر: هل أصل معنى اليد هو الكف ؟وما الظاهر المتبادر من يد الله على حسب لغة العرب شيخنا الكريم؟ وما معنى الصفات التالية: الساق، الضحك، الإصبع.

الجواب:

يرجع في جواب هذا السؤال إلى الأسئلة المتقدمة؛ الثاني عشر لمعرفة الكلام في الضحك، والأول والسابع والحادي عشر لمعرفة الكلام في الضحك واليد، وأما الساق فقد دلت السنة الصحيحة عليها كما في صحيح البخاري: "ينادي مناد ليذهب كل قوم إلى ما كانوا يعبدون"، وفيه "حتى يبقى من كان يعبد الله"... "قال: فيأتيهم الجبار"... "فيكشف عن ساقه، فيسجد له كل مؤمن" ..الحديث.
وأما الآية فقد اختلف فيها فمنهم من فسرها بالساق التي هي لربنا، ومنهم من فسرها بالشدة، والآية محتملة، لكن مع ورود الحديث يترجح حمل الساق على الصفة، ويُفَسِّر الآية، فإن الحديث والآية متطابقان.
والقول في الساق كالقول في اليد والأصابع؛ نثبت المعنى، من غير تعطيل ولا تمثيل ولا تكييف.
ونعلم أن الساق من شأن الرجل، كما أن الأصابع المذكورة في حديث الحبر من شأن اليد، والجميع عند أهل العلم والإيمان ليس فيه أي إشكال، وإنما تشكل على الذين يسبق إلى أذهانهم توهم التشبيه، فيلجأون إلى التعطيل مع التفويض، أو التأويل الذي حقيقته التحريف.
ومن عوفي فليحمد الله، وليسأل الله الهدى لما اختلف فيه من الحق بإذنه، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.

السؤال الخامس عشر والأخير: بالنسبة للطول والعرض في حق الله سبحانه، هل يقال بأن هذه الألفاظ مجملة فإن كان المقصود بان الله لا يرى منه شيء دون شيء ويعلم منه شيء دون شيء ويتميز منه شيء دون شيء وأنه يشار إليه وأن المخلوقات كلها في قبضته ((وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ)) وكما قال عبد العزيز الماجشون : (( والله ما دلهم على عظيم ما وصف من نفسه ، وما تحيط به قبضته الا صغر نظيرها منهم عندهم ، إن ذلك الذى ألقى فى روعهم وخلق على معرفته قلوبهم )) فهذا المقصود حق والألفاظ مبتدعة وإن كان المقصود شيء آخر كأن يقبل أن ينقسم ويتفرق ونحو هذا فهذا باطل ينافي كمال الصمدية وإن كان شيء آخر فليبين. وهل "المقدار" مصطلح شرعي للتعبير عن المعنى الأول الصحيح استنباطاً من الآية السابقة يا شيخنا؟

الجواب:

قال الله تعالى: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)، وقال تعالى: (ولايحيطون به علماً)، وقال تعالى: (لاتدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار)، ففي هذه الآيات دلالة على ما يجب الإيمان به، وهو مذهب أهل السنة والجماعة، من أنه تعالى لامثل له، فليس كمثله شيء في ذاته، ولا في صفاته، ولا في أفعاله، ولايحيط العباد به علماً ولا رؤية، وذلك يدل على امتناع العلم بكيفية ذاته، أو كيفية صفاته، فلا يعلم كيف هو إلاّ هو، ولا يعلم كيفية صفاته إلاّ هو، فالعباد لايعلمون من شأن الله إلاّ ما علمهم، ولا يرونه إلاّ كيف شاء، وما ورد في السؤال من ذكر الطول والعرض هو مما لايجوز التكلم به لانفياً ولا إثباتاً، لأنه يدخل في باب كيفية ذات الباري سبحانه وتعالى، والتفكير فيه هو من التفكير فيما لاسبيل إلى الوصول فيه إلى شيء، ونقول في مثله لا تُفكِر، ولا تسأل، ولا تحكم، كما قال ابن عباس رضي الله عنهما: تفكروا في مخلوقات الله، ولاتفكروا في ذات الله. ونقول آمنا بالله الحي القيوم، العلي العظيم، الكبير المتعال، لا علم لنا إلاّ ما علمناه، ونعوذ به أن نقفوا ما ليس لنا به علم، أو نكون من المتكلفين، (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)، هذا ما تيسر والله أعلم.
ارجوا ان ترى الحق وتتبعه .







التوقيع :
دعاء : اللهم أحسن خاتمتي
وأصرف عني ميتة السوء
ولا تقبض روحي إلا وأنت راض عنها .
#

#
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله :
العِلمُ قَالَ اللهُ قَالَ رَسولُهُ *قَالَ الصَّحَابَةُ هُم أولُو العِرفَانِ* مَا العِلمُ نَصبكَ لِلخِلاَفِ سَفَاهَةً * بينَ الرَّسُولِ وَبَينَ رَأي فُلاَنِ

جامع ملفات ملف الردود على الشبهات

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=83964
من مواضيعي في المنتدى
»» ملف أمثلة على أكاذيب الشيعة الاثناعشرية وهو بمثابة دين لهم
»» حسن نصرالله يعد بالنصر في معركة سوريا
»» الدروس الإيرانية للربيع العربي
»» الشيخ حسن مشيمش: من قيادي في حزب الله إلى «عميل»
»» اسماء قتلة الخليفة الشهيد عثمان رضي الله عنه
 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:13 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "