صدق البحراني:إن نفي التحريف يورث مدح الخلفاء الراشدين لجمعهم كتاب الله والمحافظة عليه
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد ، فكم هو متينٌ ذلك الإلزام الذي سلَّه محقق الشيعة يوسف البحراني على رقاب النافين لتحريف القرآن من علماء الشيعة ..
والذي مفاده أن تبني القول بعدم التحريف يورث الثناء على الخلفاء الراشدين الثلاثة - رضي الله عنهم - لأمانتهم بجمع كتاب الله تعالى والمحافظة عليه ، فقال في كتابه ( الدرر النجفية ) ( 4 / 83 ):[ ولعمري ، إن القول بعدم التغيير والتبديل لا يخرج عن حسن الظن بأئمة الجور ، وأنهم لم يخونوا في الأمانة الكبرى .. ]
والآن تعالوا معي نستعرض بعض أقوال علمائهم النافين للتحريف وما تضمنته من مدح لما قام به عثمان رضي الله عنه بجمعه لكتاب الله تعالى:
1- يقول علامتهم محمد حسين الطباطبائي في تفسير الميزان ( 12 / 116 ):[ والجواب عن الوجه الثالث إن جمعه عليه السلام القرآن وحمله إليهم وعرضه عليهم لا يدل على مخالفة ما جمعه لما جمعوه في شئ من الحقائق الدينية الأصلية أو الفرعية إلا أن يكون في شئ من ترتيب السور أو الآيات من السور التي نزلت نجوما بحيث لا يرجع إلى مخالفة في بعض الحقائق الدينية .
ولو كان كذلك لعارضهم بالاحتجاج ودافع فيه ولم يقنع بمجرد إعراضهم عما جمعه واستغنائهم عنه كما روى عنه عليه السلام في موارد شتى ولم ينقل عنه عليه السلام فيما روى من احتجاجاته انه قرأ في أمر ولايته ولا غيرها آية أو سورة تدل على ذلك وجبههم على إسقاطها أو تحريفها ]. فلله در الخلفاء الراشدين لجمعهم كتاب الله تعالى على الوجه المرضي إذ ليس فيه ما يخالف الحقائق الدينية الأصلية والفرعية
2- قال عالمهم مير محمدي رزندي في كتابه ( بحوث في تاريخ القرآن وعلومه ) ( ص 150-151 ):[ فيبدو من الحديث أن ما فعله عثمان بالقرآن لم يضر بكرامته ، بل هو قرآن كله ، من أخذ به نجا من النار . ويؤيد ذلك : أن عليا ( عليه السلام ) حينما تصدى للخلافة وصار قادرا على رفع ما يضر بالقرآن وبالإسلام - لو كان - نراه لم يقدم على التصرف فيما فعله عثمان ، من اتخاذه قرآنا واحدا يسمى إماما ، ثم إلزامه الناس باتباعه وإتلاف غيره من المصاحف . فلو كان ذلك مضرا لحاول علي ( عليه السلام ) رفع هذا الضرر والعودة إلى السيرة الأولى ].فلله در أمير المؤمنين عثمان - رضي الله عنه - لجمعه كتاب الله تعالى على الوجه المرضي ، حتى أن مَنْ أخذ به نجا من النار .
ولله در أمير المؤمنين عثمان - رضي الله عنه - إذ لم يفعل شيئاً يضر بكرامة كتاب الله تعالى.
3- وأخيراً اعترف مرجعهم الكبير وزعيمهم أبو القاسم الخوئي بأمانة عثمان رضي الله عنه في جمعه لكتاب الله تعالى على الوجه المرضي الخالي من التحريف ، فقال في كتابه ( البيان في تفسير القرآن ) ( ص 218-219 ):[ ولكان من الواجب على علي - عليه السلام - بعد عثمان أن يرد القرآن إلى أصله ، الذي كان يقرأ به في زمان النبي - ص - وزمان الشيخين ولم يكن عليه في ذلك شئ ينتقد به ، بل ولكان ذلك أبلغ أثرا في مقصوده وأظهر لحجته على الثائرين بدم عثمان ، ولا سيما أنه - عليه السلام - قد أمر بإرجاع القطائع التي أقطعها عثمان . وقال في خطبة له : " والله لو وجدته قد تزوج به النساء وملك به الإماء لرددته فإن في العدل سعة ، ومن ضاق عليه العدل فالجور عليه أضيق " . هذا أمر علي في الأموال ، فكيف يكون أمره في القرآن لو كان محرفا ، فيكون إمضاؤه - عليه السلام - للقرآن الموجود في عصره ، دليلا على عدم وقوع التحريف فيه ].
وبعد هذه الاعترافات - من كبار علماء الشيعة - بأمانة الخلفاء الراشدين - رضي الله عنهم - في جمع كتاب الله تعالى وصيانتهم له من التحريف ..
أفلا يتوجب على جميع المسلمين - بمن فيهم الشيعة - أن يلهج لسانهم بالشكر والثناء على الخلفاء الراشدين لأنهم جمعوا كتاب الله تعالى وصانوه وحفظوه للمسلمين كي يتعبدوا به إلى قيام الساعة ؟!
أم سينتكسوا على رؤوسهم راجعين إلى أصلهم في اتهامهم بالعبث والتحريف في كتاب الله تعالى وطمس حق الإمامة خدمةً لزعامتهم وأغراضهم الدنيوية ؟!