العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الـمـنـتـدى الــرمــــضـانـــي

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-06-15, 02:42 AM   رقم المشاركة : 1
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


مضى ثلث رمضان

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مضى ثلث رمضان
ما أسرعَ مرور الليالي ومضي الأَيَّام،وَمَا أَعجَلَ انقِضَاءَ الأَوقَاتِ وذهاب الساعات،بالأَمس القريب دخل شَهرُ رَمَضَانَ المُبَارَكُ، وَكَانَ المُسلِمُونَ في شوق عظيم لبلوغه،وكَانَت نُفُوسُهُم في لَهفَةٍ شديدة لإدراكه،ثم هَا هو اليوم قَد مَضَى ثُلثُهُ عَلَى عَجَلٍ،كَلَمحِ البَصَر،
مُنذُ أَيَّامٍ كُنَّا نَدعُو وَنَقُول،اللَّهُمَّ بَلِّغْنَا رَمَضَانَ، وَمُنذُ لَيَالٍ قَلِيلَةٍ هَنَّأَ بَعضُنَا بَعضًا بِبُلُوغِهِ، وَفي تِلكَ اللَّحَظَاتِ الإِيمَانِيَّةِ العَظِيمَةِ، المَملُوءَةِ بِالسَّعَادَةِ الغَامِرَةِ وَالفَرحَةِ العَامِرَةِ، تَنَادَى المُوَفَّقُونَ بِنِدَاءِ السَّمَاء،يَا بَاغِيَ الخَيرِ أَقبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقصِرْ، وَمَضَوا إِلى مَسَاجِدِهِم مُصَلِّينَ خَاشِعِينَ، وَسَارَعُوا إِلى مَصَاحِفِهِم تَالِينَ مُتَدَبِّرِينَ، وَرَفَعُوا أَكُفَّهُم مُبتَهِلِينَ دَاعِينَ، وَنَوَّعُوا أَعمَالَ البِرِّ وَسَلَكُوا طُرُقَ الخَيرِ،
وَاليَومَ نُفَاجَأُ بِثُلُثِ رَمَضَانَ الأَوَّلِ وَقَدِ انقَضَى وَمَضَى،فَيَا سُبحَانَ الله،أَبِهَذِهِ السُّرعَةِ ذَهَبَ ثُلُثُ رَمَضَان،مِن لَيَالي ضَيفٍ خَفِيفِ الظِّلِّ عَظِيمِ الأَجر،
إِنَّنَا وَقَد كَادَ شَهرُنَا يَنتَصِفُ، لا بُدَّ أَن نَقِفَ مَعَ أَنفُسِنَا وَقَفَاتِ مُحَاسَبَةٍ دَقِيقَةً، وَنَسأَلَهَا عِدَّةَ أَسئِلَةٍ جَادَّة، مَاذَا أَودَعنَا في تِلكَ الأَيَّامِ المُبَارَكَة،وَبِمَ أَحيَينَا تِلكَ اللَّيَاليَ النَّيِّرَة،كَيفَ كُنَّا وَكِتَابَ اللهِ الكَرِيمِ، هَل صُنَّا الجَوَارِحَ وَالأَسمَاعَ وَالأَبصَارَ عَمَّا حَرَّمَ الله،هَل دَاوَمْنَا عَلَى صَلاةِ التَّرَاوِيح،
وهَلِ اجتَهَدْنَا في طَلَبِ العِتقِ مِنَ النِّيرَانِ وَأَخَذنَا بِأَسبَابِ دُخُولِ الجِنَان،
لَقَد دَخَلنَا في الثُّلُثِ الثَّاني مِن رَمَضَانَ، وَبَعدَ أَيَّامٍ قَلائِلَ وَلَيَالٍ مَعدُودَات، سَنَستَقبِلُ العَشرَ الأَوَاخِرَ الَّتي هِيَ أَفضَلُ لَيَالي العَامِ، وَالَّتي فِيهَا لَيلَةٌ هِيَ خَيرٌ مِن أَلفِ شَهرٍ، لَيلَةٌ مَن حُرِمَ خَيرَهَا فَقَد حُرِمَ. فَيَا لَسَعَادَةِ مَن عَرَفَ فَضلَ زَمَانِهِ، وَهَنِيئًا لمن مَحَا بِتَوبَتِهِ صَحَائِفَ عِصيَانِهِ، وَيَا فَوزَ مَن أَقبَلَ طَائِعًا يَرجُو عِتقَ رَقَبَتِهِ وَفَكَّ رِهَانِهِ، هَذِهِ أَيَّامُ العِتقِ تَنقَضِي يَوماً بَعدَ يَومٍ، وَتِلكَ لَيَالِيهِ تَذهَبُ لَيلَةً بَعدَ لَيلَةٍ، الأَيَّامُ تَمضِي مُتَسَارِعَةً، وَاللَّيَالي تَذهَبُ مُتَتَابِعَةً، وَالأَعمَارُ تَنقَضِي بِانقِضَاءِ الأَنفَاسِ، وَكُلُّ مَخلُوقٍ سَيفَنى طَالَ الزَّمَانُ أَم قَصُرَ، وَهَذَا شَهرُ الرَّحمَةِ وَالغُفرَانِ يُوشِكُ أَن يَقُولَ وَدَاعاً، وَلَعَلَّ أَحَدَنَا لا يَلقَاهُ بَعدَ عَامِهِ هَذَا، أَلا فَلْنَصُمْ صِيَامَ مُوَدِّعٍ وَلْنُصَلِّ صَلاةَ مُوَدِّعٍ، وَلْنَقُمْ قِيَامَ مُوَدِّعٍ وَلْنَتُبْ تَوبَةَ مُوَدِّعٍ، لِنَرْكَعْ خَاشِعِينَ خَاضِعِينَ، وَلْنَسجُدْ بَاكِينَ مُخبِتِينَ، وَلْنَقِفْ أَمَامَ اللهِ دَاعِينَ مُنِيبِينَ مُتَذَلِّلِينَ، وَلْنَعلَمْ أَنَّ للهِ عُتَقَاءَ مِنَ النَّارِ وَذَلِكَ كُلَّ لَيلَةٍ، وَوَاللهِ لا يَدرِي أَحَدُنَا مَتى يَكُونُ عَتِيقًا للهِ،أَفي أَوَّلِ الشَّهرِ أَم في وَسَطِهِ أَم في آخِرِهِن،
فالصبر الصبر،والمرابطة المرابطة،ولنجاهد النفوس على الطاعة لِنَنَالَ هِدَايَةَ المَولى،سُبحَانَه،لَنَا،فَقَد قَال،جَلَّ وَعَلا(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهدِيَنَّهُم سُبُلَنَا)
ليسأل كل واحد منا نفسه،ماذا حصل منه في اثنَتي عشرة ليلة مضت،هل كان مِنَ المُسَارعين أم من الضائعين،لقد أفلح أناس عرفوا قدر رمضان،فكانوا من صوامه وَقُوَّامِهِ، يَقرَؤُونَ القُرآنَ في كل الأوقات،ويستغرِقون ساعاتهم في تلاوته ويعددون الختمات،يقومون مع القائمين،ويذكرون اللهَ مَعَ الذَّاكِرِينَ، نَهَارُهُم صيام وليلهم قيام،وساعاتهم تبتل ودعاء،وأوقاتهم إنفاق وبذل وعطاء،قد كفوا عن تناول الشهوات،وحفظوا الجوارح عَن تَعَاطِي المحرمات،
رحل ثلث رمضان، وبين صفوفنا الصائم العابد، الباذل المنفق الجواد، نقي السريرة،طيب المعشر،فهنيئاً لهؤلاء العاملين ما ادخروه عند رب العالمين،
وداوموا عَلَى فِعلِ الخَيرِ وَلَو كَانَ قَلِيلاً،فقد كان أحب العملِ إِلى نَبِينا صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّم،مَا دَاوَمَ عَلَيهِ صَاحِبُهُ وَإِنْ قل،قال عليه الصلاة والسلام(اكلفوا من العمل ما تطيقون،فإن الله لا يمل حتى تملوا،وإن أحب العمل إلى الله،تعالى،أَدومه وإن قل) رواه أحمد وغيره،وصححه الألباني،
فَلْيَكُنْ لَنَا بِنَبِيِّنَا أُسوَةٌ وَقُدوَةٌ ﴿ لَقَد كَانَ لَكُم في رَسُولِ اللهِ أُسوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كَانَ يَرجُو اللهَ وَاليَومَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا ﴾
دم على طاعتك وإحسانك فيما بقِي،إِلى متى الكسل والتفرِيط وَالتَّهَاوُن، كَفَى لَهواً وَسَهواً وَنَوماً وَغَفلَةً
لَقَد أَوشَكَ النِّصفُ عَلَى الرَّحِيلِ وَفِينَا مَن آثَرَ النَّومَ عَلَى كَسبِ الطَّاعَاتِ وَفَضَّلَ الرَّاحَةَ عَلَى تَنوِيعِ العِبَادَاتِ، فَأَحسَنَ اللهُ عَزَاءَ مَن قَصَّرَ في ثُلُثِ شَهرِهِ الأَوَّلِ وَجَبَرَ مُصِيبَتَهُ، وَأَحسَنَ لَهُ استِقبَالَ بَقِيَّةِ المَوسِمِ العَظِيمِ،
إِنَّ عَلَينَا أَن نُصلِحَ نِيَّاتِنَا، وَأَن نُرِيَ اللهَ مِن أَنفُسِنَا خَيراً،وَرَحِيلُ الإِنسَانِ مُنتَظَرٌ في كُلِّ لَحظَة،
إِنَّكُم في شَهرٍ كَرِيمٍ وَمَوسِمٍ عَظِيمٍ، فَقَدِّرُوهُ وَاغتَنِمُوهُ، وَلا تَكُونُوا مِنَ الَّذِينَ يُفَرِّطُونَ وَيَتَهَاوَنُونَ
إن شهر الصيام فرصة تعلو فيها الهمم،والصائم يقضي شهراً كاملاً من وقته يناجي ربه ويستغفره ويستهديه ويسأله المزيد من فضله ،
أيها المفرطون في شهر رمضان القائم، هل أنتم على يقين من العيش إلى رمضان قادم،فقوموا بحق شهركم،واتقوا الله في سرِّكم وجهركم، واعلموا أن عليكم ملكين يصحبانكم طول دهركم، ويكتبان كل أعمالكم، فلا تهتكوا أستاركم عند من لا تخفى عليه أسراركم،
إننا مسؤولون عن هذه الأوقات من أعمارنا، في أي مصلحة قضيناها، أفي طاعة الله وذكره، وتلاوة كتابه وتعلم دينه، أم قضيناها في المقاهي وأمام القنوات، أو في اللهو واللعب الذي لا يعود علينا فائدة، بل هو من أسباب البعد عن الله تعالى،
فلنستدرك باقي الشهر، فإنه أشرف أوقات الدهر،
إن شهر رمضان شهر العتق من النيران،فعن أبي أمامة رضي الله عنه قال،قال رسول الله(لله عز وجل عند كل فطر عتقاء)أخرجه أحمد والطبراني وحسنه الألباني،
وفي حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عند أحمد وصححه الألباني(إن لله تبارك وتعالى عتقاء في كل يوم وليلة يعني في رمضان،وإن لكل مسلم في كل يوم وليلة دعوة مستجابة)
هذا أوآن التوبة والاستغفار،والأوبة والانكسار،
إن رمضان فرصة للمذنبين،فالشياطين مصفدة،وشهوات النفس مقيدة،والنفحات ممنوحة،وأبواب الجنة مفتوحة،
قال ابن رجب،فالسعيد من اغتنم مواسم الشهور والأيام والساعات،وتقرب فيها إلى مولاه،فعسى أن تصيبه نفحة من تلك النفحات فيسعد بها سعادة يأمن بعدها من النار وما فيها من اللفحات،
وقد روى الطبراني وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم،قال(افعلوا الخير دهركم وتعرضوا لنفحات رحمة الله فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده)
إن رمضان فرصة حقيقية للاستثمار الرابح مع الله، واللبيب يدرك بصدق أن الفرص تلوح، وقد لا تعود، فاستثمروا ما بقي من حياتكم،وتزودوا لمعادكم قبل مماتكم(واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه، وبشر المؤمنين)
الأيام تمضي متسارعة ، والأعمار تنقضي بانقضاء الأنفاس ، وكل مخلوق سيفنى،وهذا شهر الرحمة والغفران ، يوشك أن يقول وداعاً ، ولعلك لا تلقاه بعد عامك هذا،
غداً يقال،انقضى رمضان ،وأقبل العيد،ولكن شتان،
شتان،بين من يهل عليه هلال شوال وهو معتق من النيران ، قد كتب من أهل الجنان،
وبين من يهل عليه،وقد حرم من الخيرات ، وباء بالخسران،
اللهم اجعلنا ممن عمر هذا الشهر بالعبادة،وأعنا فيه على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، وارزقنا توبة نصوحاً، وعملاً متقبلاً، وصياماً مبروراً، وقياماً مشكوراً.


اسْأل الله سُبحَانَه وتعَالى أن يجعَلنَا مِن المَقبوليِن فِي هذَا الشَّهر الفضِيل،وأن يعْتِق رقَآبَنا فيِه مِن النيِرآن، اللهم آمين،






 
قديم 28-06-15, 01:24 PM   رقم المشاركة : 2
محمد السباعى
عضو ماسي






محمد السباعى غير متصل

محمد السباعى is on a distinguished road


جزاك الله خيرا اختنا الفاضلة







 
قديم 28-06-15, 11:33 PM   رقم المشاركة : 3
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد السباعى مشاهدة المشاركة
   جزاك الله خيرا اختنا الفاضلة

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي محمد السباعي
وجزاك ربي جنة الفردوس






 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:15 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "