... وأنهم يقولون ما لا يفعلون

[الخالدي الكويتي]

{... وأنهم يقولون ما لا يفعلون}

صحيفة الراي العدد (10901)



الأربعاء 2009/5/6


المرشح عدنان عبدالصمد يقول: «لا علاقة لنا نحن التحالف الإسلامي الوطني! بـ (حزب الله!) اللبناني، وقد ربطونا بايران والثورة الإسلامية، وبعد ظهور (حزب الله!) اللبناني، يحاولون ربطنا به، ولا نخفي أننا ندعم أي مقاومة لبنانية كانت أو فلسطينية».


في حوار صريح مع صحيفة النهار


العدد (601)


الأربعاء 2009/5/6


المرشح حسين القلاف يقول:


«بعض المرشحين تجار سياسة بارعين في مجال اثارة النعرات الطائفية لحشد الأصوات لصالحهم»


«الدين والسياسة مترادفان، ومن يناد بفصلهما يبخس حق الإسلام».


«الناخبون يصوتون لأصحاب المواقف، ولكن الناس يميلون للعمامة الخرساء».


تناقض بين الأقوال والأفعال، وتصريحات تحمل الشيء ونقيضه، وذرائع أوهن من بيت العنكبوت، فكيف يقول عبدالصمد انه لا علاقة له بـ (حزب الله!) الارهابي المهزوم، وهو -أي عدنان عبدالصمد- أحد الثلاثة الذين تنادوا واتفقوا ورتبوا حفلاً تأبينياً للارهابي المجرم الهالك (عماد مغنية!) أحد زمرة (حزب الله!) الذي يقول عبدالصمد انه لا علاقة له به!. ثم ها هو يُناقض نفسه بقوله: «لا نخفي أننا ندعم أي مقاومة لبنانية أو فلسطينية». ويقول في موضع آخر: «لا علاقة لنا بـ (حزب الله) اللبناني». ألا يعتبر عبدالصمد ومن يدور في فلكه ويرى رأيه أن (حزب الله!) الإرهابي المهزوم (مقاومة لبنانية!)، وأن (حركة حماس!) المندحرة (مقاومة فلسطينية!)، فهل ذلك تلاعب بالألفاظ، أم التفاف على الحقيقة، أم تعارض بين الأقوال والأفعال؟!


ولو انتقلنا إلى المرشح القلاف لرأيناه قد استقال من عضوية المجلس النيابي السابق، وطالب بحل غير دستوري للبرلمان الماضي، ثم ها هو يترشح لعضوية البرلمان، الأمر الذي يعكس تناقضا في المواقف وترددا في المواقع فتارة يدعو لحل المجلس والانقلاب على الدستور، وتارة أخرى يرشح نفسه لعضوية البرلمان! وحتى لا يتهمنا أحد بأننا من جماعة ملا نصر الدين «في اشارة إلى قصة ملا نصر الدين الطوسي وواقعته المشهورة مع ابنه وحماره فعندما ركب وترجّل ابنه نعتوه بالظالم، وعندما ركب الابن وترجل هو نعتوا الابن بالعقوق، وهكذا احتار ملا نصر الدين وادرك ان ارضاء الناس غاية لا تدرك»، فانني اذكره بموقف سابقٍ له معي عندما طالب بشطب اسمي من سجلات جمعية الصحافيين الكويتية واقترح منعي من الكتابة الصحافية بسبب آرائي الشخصية حول ما حدث في قطاع غزة (2009/2008) ومسؤولية قادة (حركة حماس!) المندحرة بتهوراتهم، ورعونتهم، وطيشهم عندما نفذوا اجندة ايران الفارسية فجروا البلاء والدمار على قطاع غزة وألبسوا اهله ثوب الحداد، فهل انضم الى جماعة ملا نصر الدين الطوسي من طالب بشطب اسمي ومنعي من الكتابة الصحافية؟!


تأملوا معي ايها القراء الاعزاء كيف.. يمكن لبريق كرسي البرلمان، وألق العضوية النيابية، والرغبة في تحقيق المكتسبات المالية وإدراك وجاهة المنصب والموقع ان تدفع صاحبها في كثير من الاحيان الى التخلي عن كثير من المبادئ؟! والى التراجع عن المواقف في سبيل الشهرة؟! والى تسمية الاشياء بغير مسمياتها الحقيقية؟! والى اتباع مقولة «كلام الليل يمحوه النهار»؟! ثم تأملوا معي المرشح القلاف عندما يقول ان الدين والسياسة مترادفان، فكيف يجتمع الدين بما فيه من صفاء ونقاء وصدق وامانة وحسن خلق واخلاص وتبتل الى الله وزهد في الدنيا ورغبة فيما عند الله مع مستنقعات السياسة الآسنة ودهاليزها المظلمة المليئة بأساليب المكر والخديعة والغش والتدليس والتحايل، ومعاجمها الخالية من مفردات الصدق والامانة والإخلاص والنقاء؟!


هل ستتمكن - لو أصبحت نائباً في البرلمان - ان تكون شخصين في آن واحد يجمع متناقضين؟!




[email protected]


http://www.alwatan.com.kw/Default.as...&AuthorID=1101

تاريخ النشر 11/05/2009