العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 31-12-07, 05:21 PM   رقم المشاركة : 1
الغضنفر
عضو فعال






الغضنفر غير متصل

الغضنفر is on a distinguished road


كشف المستور: فرحة الزهراء عند روافض العراق



كشف الكاتب العراقي محمد شريف، في كتابه الجديد "الكوميديا الشيعية الشعبية" والذي ينشره موقع المثقف على حلقات، عن مراسيم احتفاء رافضة العراق بما يسمى "فرحة الزهراء" والذي يعتبر عندهم يوم عيد مثل عيد الغدير، فهو اليوم ـ حسب زعمهم ـ الذي تم فيه بقر بطن الخليفة الراشد العادل عمر بن الخطاب عليه السلام والرضوان، وهو اليوم الذي فرحت فيه الزهراء بإغتيال أحد اقرب المقربين إلى ابيها عليه وعليها صلوات الله وسللامه.
ويؤكد الكاتب الذي ينتمي إلى الشيعة، بأن عوام الرافضة تحتفي بذلك اليوم بالنيل من هذا الرمز الخالد والطود الشامخ الفاروق عمر رحمه الله، وذلك بعمل مسرحيات واهازيج شعبية يتم عبرها شتم هذا البطل الذي دانت له الملوك والجبابرة بعد ان اعز الله به الإسلام إستجابة لدعوة النبي صلى الله عليه وسلم.
بيد من الملاحظ أن الكاتب نفسه لا يزال تحت عقدة الشخصية الشعبيةن فلديه أشياء يعتبرها هو من المسلمات، ونحن نعتبرها من الخرافات التي لا اساس لها من الصحة، مثل قوله في أحد الفقرات أن أهل الشام وحتى عهد قريب كانوا يحتفلون بالنيل من شخصية الإمام علي رضي الله عنه وكرم وجهه، وهذا ما اعتبره انا من السقطات التي وقع فيها الكاتب، ولم يلتزم فيها بالحيادية..
كذلك أيرادي لهذه الطوام في هذا الموقع المشرف من باب "الزموهم" ومن باب فضح اصحاب هذا الدين العجيب المتلون الذي لا يعيش إلا في الظلام، هذا الدين الذي ابتكره يهودي، واحتضنه مجوسي، وشعاره نصراني، ونهجه وثني، ومتبعيه من العوام مجرد خراف تساق للذبح، لذا كان ولابد من اطلاع اخوتي الكرام على تفاصيل هذا الاحتفال الذي يجد كل ترحاب من الدهاقنة والكهنة القابعين في النجف الاقرف وقم المدنسة.. لذا اخترت هذه الفقرات من البحث الذي لاشك أن صاحبه بذل جهدا كبيرا في استخلاصه، ولا شك أن صاحبه ـ وان كان لا زال واقعا تحت عقدة الشيعي ت إلا أنه بكل أمانة نقل لنا جزءا من هذه الطوام..

فرحة الزهراء

محمد شريف
تعريف: فرحة الزهراء هي ممارسة شعبية سنوية يجري تمثيلها بين العامة الشيعة في شهر ربيع الأول وفي اليوم التاسع منه تحديدا ويعتبرونه من الأعياد ويعرف شعبيا بعيد البقر أي بقر بطن عمر بن الخطاب (4) الذي حوله الوجدان والذاكرة الشعبية الشيعية إلى رمز للبطل السلبي بأن يرتدي أحدهم - غلام ما أو رجل ما وأحيانا نادرة جدا امرأة ما - زيا ساخرا على أنه عمر بن الخطاب والعامة تُسميه – عُمير - بالتصغير. ثم يجري من زقاق لآخر والأطفال يركضون حوله ويهزجون، أو ينتقل من منزل إلى منزل آخر وتتلقاه العوائل بصخب وسخرية وأهزوجات كوميدية. وهي ممارسة شعبية أندثرت بالعراق المعاصر تقريبا ولكن ذكرياتها طازجة في التراث الشعبي الشيعي وأنشوداتها وأغانيها المرحة لا زالت موجودة في قصائد يرتلها ابطال الغناء الشيعي الشعبي كالملا باسم الكربلائي(5). وهي الضد والنقيض لطقوس شعبية مشابهة بالشكل ومختلفة في الأتجاه في التراث السني الشعبي الشامي في السخرية من شخصية الإمام علي بالطريقة ذاتها التي كان يمارسها عبادة المخنث في بلاط المتوكل العباسي. ولا زال كبار السن وعجائز اهل الشام يتذكرونها. وسيأتي الإشارة لذلك في هذه الدراسة. وهذه الطقوس الشعبية تبين لنا عمق الجروح التراثية في الوجدانات الشعبية وليس صحيحا ما يقوله بعض الباحثين أن تلك الممارسات كانت وافدة بفعل الخصومة الصفوية والعثمانية.
يورد لنا الآبي في مدونته نثر الدر وكذا ابن عبد ربه في العقد الفريد نادرة شعبية على لسان بهلول المجنون مفادها ( قيل لبهلول يوماً : تأخذ درهماً وتشتم فاطمة؟ قال: لا. ولكن هاتوا نصف درهم حتى اشتم عائشة وأزيدكم اباها) وإذا عرفنا أن الآبي توفي في حدود عام 421 للهجرة يتبين لنا أن تحول السيدة فاطمة الزهراء والسيدة عائشة بنت أبي بكر إلى رموز منمطة في الذهن الشعبي وخصوماته المذهبية كان قديماً كما سنزيد الأمر بياناً عند تعرضنا للحكاية الشيعية الشعبية المرحة وأبطالها.
وكل ذلك يدفع نظريات بعض الباحثين من أن هذا النمط من النشاط الشعبي وطقوسه كان وافدا بفعل الخصومة بين الاسرة الصفوية والعثمانيين . فقد ظلت (بلاد فارس في أجزاء كبيرة منها تدين بالمذهب السني واستمر ذلك حتى سنة 1500 ميلادية عندما أعلن التشيع مذهبا رسمياً فيها بقيام الدولة الصفوية) العلامة ثيودور نولدكه ـ دراسات في الفرق والعقائد ص326 . والتراث الشعبي الشيعي يحتفظ بذاكرته الكثير من شؤون وحكايات السيدة فاطمة الزهراء الدرامية الحزينة بزمن اسبق بكثير من ظهور الاسرة الصفوية على مسرح التأريخ. إن الكثير من الأمور تأسست في منتصف القرن الثالث للهجرة وما بعده وهو زمن التشكل الطائفي للتسنن والتشيع الشعبيين وسيأتي مزيد بيان عن ذلك في ثنايا هذه الدراسة.
وسنتحدث عموما عن كوميديا فرحة الزهراء في المسرح الشعبي الشيعي من جانبين: الأول: وصف وبيان هذا المسرح الكوميدي وأهزوجاته الساخرة شعبيا كما هي في تقاليد التشيع الشعبي العراقي . الثاني : المنشأ التأريخي لهذا الفلوكلور الشعبي الشيعي .

مقومات كوميديا فرحة الزهراء المسرحية الساخرة
يتقوم العمل المسرحي عموما بالممثل والنص المحكي والعقد الضمني بين الممثل والجمهور على أن عمله تمثيلي وهناك أعمال مسرحية صامتة ينتفي فيها وجود نصوص محكية أو ندرتها ولا يهمنا التعرض لهذه التفاصيل ألان. إلا أن ما نود بيانه أن تلك المقومات متوفرة في كوميديا فرحة الزهراء ففيها ممثل وجمهور ونصوص محكية ساخرة وماكياج وتنكر. ويمكن أن نذكر مقومات مسرح كوميديا فرحة الزهراء بالأتي:
أولا: الممثل: يقوم بتمثيل شخصية الخليفة عمر بن الخطاب باسم عُمير والعامة الشيعة لا يطلقون على عمر بن الخطاب إلا عُمير بالتصغير تحقيرا ولم يرد أسمه كعمر إلا لضرورة لحن الأهزوجة أحيانا نادرة.
ثانياً: الجمهور وهم نساء وأطفال ورجال من عامة الناس .
ثالثاً: الماكياج والتنكر حيث يرتدي الممثل زيا ساخرا فيه لحية مصطنعة يتم نتفها مع دشداشة مقلمة - نوع من الثياب كالجلابية - ومخططة بألوان ما وتكون عادة رثة وممزقة مع سبف خشبي يحمله الممثل بيده ليطرد عنه الصبيان الساخرين منه. ثم ذيل والذيل هو ذنب الحيوان كذنب الفرس والبعير ونحوها ويكون هذا الذيل - الذنب- عادة من التنك - صفائح رقيقة من الحديد مطلية بالقصدير - مخيط في ثوب الممثل من جهة دبره وكذلك ربط عصا رفيعة وطويلة كقضيب من أمامه. وهي صورة كوميدية ساخرة ولاذعة. وأحيانا يشترك ممثلون آخرون مع البطل بأن يرتدوا ثياب الشرطة ويطاردوه في الأزقة. وكثيرا ما يتعرض البطل لمواقف مخزية عند اشتداد الحماس فيضربونه ضربا مؤلما أو يتعرض دبره للهجومات!
رابعاً: النص المحكي: والنصوص المحكية مشتركة بين الممثل والجمهور حسب نوع التمثيل الكوميدي وشكل العمل المسرحي والحكاية التي يتم تمثيلها والتي تكون ساحة عرضها واقعية في الأزقة والشوارع والمنازل والمقاهي الشعبية.
إن هذه الصورة الهزلية الساخرة مستوحاة من نصوص تأريخية تصف حال الخليفة عمر بن الخطاب في مرحلة ما قبل الإسلام، فُجمعت جمعا هزليا ساخرا، فقد روى خليد بن دعلج عن قتادة قال خرج عمر من المسجد ومعه الجارود العبدي فإذا بامرأة برزت على ظهر الطريق فسلم عليها عمر فردت عليه السلام وقالت هيهات يا عمر عهدتك وأنت تسمى عميراً في سوق عكاظ ترعى الضأن بعصاك فلم تذهب الأيام حتى سميت عمر ثم لم تذهب الأيام حتى سميت أمير المؤمنين فاتق الله في الرعية واعلم أنه من خاف الوعيد قرب عليه البعيد. ومن خاف الموت خشي عليه الفوت.
فقال الجارود: قد أكثرت أيتها المرأة على أمير المؤمنين. فقال عمر: دعها أما تعرفها فهذه خولة بنت حكيم امرأة عبادة بن الصامت التي سمع الله قولها من فوق سبع سماوات فعمر والله أحق أن يسمع لها). الأستيعاب في معرفة الاصحاب لابن عبد البر عند ترجمته لخولة بنت ثعلبة والأمر عينه في الاصابة والوافي في الوفيات وبدائع السلك لابن الأزرق ص222 وتأريخ المدينة ج2ص394 . ويقال أن بعض الصحابة أشتهروا بلبس النمرة وهي كساء اسود وقيل كساء مخطط ويوصف أحيانا بكتب الأدب بأنه من ثياب الأرعاب(5). وشوهد النبي وبعض الصحابة كعمر بن الخطاب وأبي ذر يرتدونه أحيانا. وتذكر بعض النصوص أن عمر بن الخطاب قبل الإسلام اشتغل لفترة بطرد الصبيان من قوافل قريش التجارية ويبدو أن مثل هذه النصوص دخلت للذهن الشعبي العامي عبر الخطباء والحكواتية الشيعة. ومن الجدير بالذكر أن بعض النصوص تعتبر مناقبا وفضائلا لعمر بن الخطاب في التراث السني وتراها الشيعة منقصة وعيوبا!

نماذج من مسرح كوميديا فرحة الزهراء
يقوم البطل الشعبي المسرحي عُمير بحركات بهلوانية مضحكة وبيده سيفه الخشبي ويطارده الصبيان والنسوان وهم يرددون أهزوجة شعبية ساخرة تقول: (عُمير أجعل يا صبيان والزهره خيار النسوان) .وهو يفر منهم بين الأزقة. والبطل الكوميدي الهارب يردد عُمير عُمير عُمير. وهذه المسرحية الشعبية وأهزوجتها معروفة بالجنوب العراقي.
معاني المفردات الشعبية: الزهره تلفظ شعبي لاسم السيدة فاطمة الزهراء بنت النبي الكريم. وخيار النسوان في تعبير أهل العراق اي خيرة النساء إشارة إلى بعض الأحاديث النبوية التي تنص على أن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة أو نساء العالمين. وأجعل مفردة شعبية عراقية تعني انثى الكلب التي تتكاثر عليها الكلاب الذكور جنسيا. ويبدو أنها مأخوذة مع تغيير معناها من مفردة جٌعل الفصيحة والْجُعَل الرجل الأسود الدميم أو اللجوج والرقيب وضربٌ من الخنافس أو عظيمها. وفي نادرة المأمون العباسي ورد وصف عمر بن الخطاب على لسانه بها فيروي لنا ابن خلكان في ترجمة يحيى بن أكثم واليافعي في مرآة الجنان،عن محمد بن منصور قال: كنا (مع المأمون في طريق الشام فأمر فنودي بتحليل المتعة، فقال يحي بن أكثم لي ولأبي العيناء: بكرا غداً إليه، فإن رأيتما للقول وجهاً فقولا، وإلا فاسكتا إلى أن أدخل، قال: فدخلنا عليه وهو يستاك ويقول وهو مغتاظ: متعتان كانتا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى عهد أبي بكر رضي الله عنه وأنا أنهي عنهما، ومن أنت يا جعل حتى تنهي عما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضي الله عنه؟ فأومأ أبو العيناء إلى محمد بن منصور وقال: رجل يقول في عمر بن الخطاب ما يقول نكلمه نحن؟) وفيات الأعيان ج5ص197.
ويرد بالنصوص الشعبية الساخرة مفردة آخرى هي أم الجعولة فيروى أن رجلا كبيرا من مدينة الثورة ببغداد، كان يمثل دور عُمير رغم أن العادة الشعبية الشيعية جرت على أن البطل ينبغي أن يكون غلاما إلا إننا نرى أحيانا الممثل يكون رجلا كبيرا يفعل ذلك تبركا حسب معتقده الشعبي. وكان هذا الممثل العجوز يرتدي الملابس النسائية ويربط بلحيته الحقيقية لحية من صوف تكون طويلة جدا. ثم يرتدي فوق الملابس النسائية صاية رجالية - نوع من الثياب- ثم يردد بصوت عال: يعمير يا بو جعوله... ويركض بين الأزقة وفجأة يظهر مجموعة ممثلين وهم يرتدون زي البوليس وبعد القبض عليه ينهال الصبيان عليه ضربا ونتفا للحيته الصوفية.
معنى: أم الجعولة في اللهجة الشعبية العراقية هي أنثى الكلب التي لديها جراء كثيرة تسير خلفها دلالة على ممارساتها الجنسية الواسعة. وعندما ترد بتعبيرهم أبو الجعولة فالمراد منه المأبون. ولا يخفى دلالة زي البطل وهو يرتدي ملابس النساء علامة على التخنث والأبنة .
وفي مدينة العمارة بميسان جنوب العراق كان البطل الشعبي عُمير يهرول بشكل كوميدي ساخر مع حركات مرحة والصبيان يضربونه أو يرمونه بالقشور وهم يرددون : (سوي للخليفة محمرة يطلكَ وزروره مدمره) وهو يمشي متبخترا بحركاته الكوميدية.
معاني المفردات الشعبية: سوي اي إصنع يقول ابن منظور في لسان العرب: والعامَّة تقول سوَّيت الشيءَ أي صنعتهُ.وكيف أسُوِّي أي كيف أفعل. ومحمرة اي الدجاجة المطهية. يطلكَ اي يطلق من طلق المرأة عند الولادة. زروره اي الافخاذ جمع فخذ وهو ما بين الساق والورك. مدمره اي متسخه بلهجة أهل العراق وتستعمل أيضا بمعناها الفصيح لديهم اي بمعنى الهلاك والتخريب. والمراد من هذه الأهزوجة في بلاغة العامة الإتهام بالأبنة والتخنث أيضا.

لفت نظر
مما يُلفت النظر في التراث الشعبي الشيعي إتهام الخليفة عمر بن الخطاب بالتخنث والأبنة. فالعامة تردد ذلك في الكثير من أدبها الشعبي وحكاياتها. ويبدو أن ذلك دخل للذهن الشعبي ووجدانه بفعل الخطباء الشيعة أو ما يعرف بالروزخونية. وللتهمة اصل في الخصومة المذهبية الشيعية السنية. فالسيد نعمة الله الجزائري وهو أحد محدثي الشيعة وأقرب إلى روح العامة أورد في كتابه الأنوار النعمانية ج1ص63 بعض الاخبار التي تفيد أن: (إن عمر بن الخطاب كان مُصاباً بداء في دُبُرِهِ لا يهدأُ إلا بماءِ الرجال) يرويه عن بعض المصادر والمدونات السنية في قوله: (ومنها: ما قاله المحقق جلال الدين السيوطي في حواشي القاموس عند تصحيح لغة الأُبْنَة، وقال هناك: (وكانت في جماعة في الجاهلية، أحدهم سيّدنا عمر). وأقبح منه ما قاله الفاضل ابن الأثير، وهما من أجلاء علمائهم، قال: (زعمت الروافض أن سيِّدنا عمر كان مخنَّثاً. كذبوا، ولكن كان به داء دواؤه ماء الرجال). المصدر نفسه./ أنظر لمحات عن الجدل المذهبي وخصوماته حول ذلك في كتاب (لله ثم للتأريخ :كشف الأسرار وتبرئة الأئمة الأطهار) - السنة - ومؤلفه يطلق على نفسه اسم حسين الموسوي وكتاب ( لله وللحقيقة ) – الشيعة - ومؤلفه الشيخ علي آل محسن من أهالي السعودية. وحاولت مراجعة الكثير من المصادر السنية حول ذلك فلم أعثر له على اثر لذلك ويبرر علماء الشيعة ذلك بإن مقصات الرقابة تحذف ذلك فينبغي العودة للمخطوطات أو الطبعات القديمة ! وأما مرويات الشيعة ففيها الكثير من تهم الأبنة كالتعبير بالمنكوح في آجانته وغيرها مما سيأتي بيانه عند التعرض للأمثال الشعبية الشيعية كالمثل الذي يقول كلمن ما والاه الصوج من أمه) اي كل من لم يوال عليا فالسبب في ذلك أن أمه لم تكن طاهرة الذيل.
كما عرفنا فإن المسرح الشعبي الشيعي الساخر في كوميديا فرحة الزهراء يعتمد على ممثل يقوم بدور البطل الشعبي السلبي عُمير وجمهور وتنكر هزلي ونصوص مرحة ساخرة تُثير الضحك والمرح في النفوس فتحقق إرضاءً للذات الشيعية الشعبية التي نمطت شخصية عمر بن الخطاب التأريخية الحاكمة والشديدة (1). هذه الشدة التي باتت مضرب الامثال في التراث العربي حتى قيل لِدرة عمر أهيب من سيف الحجاج (2). وباتت في المخيال الشعبي السني درة العدالة ورمز الإباء. إلا أن الشخصية الشيعية التي تحمل جروحا غائرة في ذاكرتها من صورة عمر بن الخطاب كما ترسمها في ذهنها ابدعت تراثا شعبيا هزمها وأنتقم منها وأهانها في مخياله الشعبي وحكاياته. فمشاعر الجماعة السلبية لا بد أن تجد تصريفا لها يحقق لها توازنها الروحي والنفسي أمام واقعها المرير وفقدانها للأمان فأختارت شخصية عُمير الشعبية . أفليس عمر بن الخطاب هو اصل المصائب؟ أس البلاء وكل تجليات الفساد الآخرى نابعة منه في الوجدان الشيعي؟ أفليس هو أشد تعسا وعذابا من الشيطان؟ تروي لنا بعض مصنفات الشيعة أن الشيطان يغل بسبعين غلا من حديد جهنم في حين يُساق عمر بن الخطاب وفي عنقه مائه وعشرون غلا فيستغرب الشيطان ويتعجب فيقترب من عمر ويسأله: (ما فعل الشقي حتى زاد عليَ بالعذاب وإنما أغويت الخلق وأوردتهم موارد الهلاك؟ فيقول عمر للشيطان: ما فعلت شيئا سوى أني غصبت خلافة علي بن أبي طالب (
ويعلق السيد نعمة الله الجزائري على هذا النص بقوله: (والظاهر أنه أستقل سبب شقاوته ومزيد عذابه ولم يعلم أن كلَ ما وقع في الدنيا إلى يوم القيامة من الكفر والطغيان واستيلاء أهل الجور والظلم، إنما هو من فعلته هذه) الأنوار النعمانية ج1 ص 81 طبعة تبريز. وينبغي أن ننبه إلى أننا نتحدث عن المعتقدات الشيعية الشعبية وليس الرسمية لئلا نُتهم بالتجني على التراث الشيعي. فعقائد الشيعة الرسمية تطلب من مدوناتهم العقائدية وليس من مصنفاتهم الروائية التي تضم الدر والحجر والسخيف واللطيف والغث والسمين والجهل والعلم والحكمة والخرافة والحديث الصحيح والحديث الموضوع كسائر مدونات المسلمين. والمشهور بين علماء الشيعة الأثني عشرية أن الأحاديث والروايات غير المتواترة أوما يعرف بالآحاد لا قيمة لها في الأعتقادات حتى ولوكانت بأعلى درجات الوثاقة وإن كانت حجة في الفقه والشرعيات.
وتحقيق الأنتصارات بخلاف الواقع نراه في السير والملاحم الشعبية التي تحقق أحلامها وأمانيها بشكل مخالف لواقع لا ترتضيه فتحطمه وتُعيد بناءه بالشكل الذي يرضيها .والرموز الدينية القدسية دخلت بالماثور الشعبي لعمقها القدسي وبركاتها وأهميتها الوجدانية في عمليات إعادة البناء الخيالية هذه فنجد سيرة بني هلال وتغريبتهم كانت بسبب دعاء السيدة فاطمة الزهراء . قال الراوي (بعد وفاة الزير أبي ليلى المهلهل... وأتفق أن هلالا زار مكة في أربعمائة فارس وطافوا حول البيت وتشرف بمقابلة النبي المختار فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن ينزل في وادي العباس وكان النبي يحارب بعض العشائر المعادية له فعاونه الأمير هلال ومده بالعساكر وكانت فاطمة الزهراء راكبة على جمل في الهودج فلما رأت هول القتال ومصارعة الابطال حولت راحلتها لتبتعد عن القتال فشرد بها الجمل في البر فدعت على الذي كان السبب بالبلاء والشتات. فقال لها ابوها: أدعي لهم بالأنتصار فهم بنوهلال الاخيار وهم لنا من جملة الأحباب والأنصار فدعت لهم بالنصر فنفذ فيهم دعاؤها بالتشتيت والنصر ...ألخ) سيرة بني هلال الطبعة التجارية الشعبية لدار كرم بدمشق ص2. فأنتصارات بني هلال وتغريبتهم الشهيرة كانت بسبب نفوذ دعاء السيدة فاطمة الزهراء فيهم. فما هي دلالات ذلك شعبيا يا ترى؟ ولسنا ألان بمعرض بحث ذلك .

نصوص السخرية في كوميديا فرحة الزهراء
سبق وأن تحدثنا عن شكل العمل المسرحي الشعبي في كوميديا فرحة الزهراء وهي متشابهة في التراث الشعبي الشيعي العراقي سواء بالناصرية أوبميسان أوالحلة وكربلاء لذلك سنقوم بعرض بعض الأهزوجات الساخرة التي اشتهرت كنصوص محكية في هذا العمل المسرحي الشعبي .

أولاً: شكَينا بطنك يا عمر بالمنجلي بيوم تاسع من ربيعي الاولي.
معاني المفردات:شكَينا من شكَ تلفظ عراقي لشق. من شقَّ الشّيءَ يشُقُّهُ شَقًّا صدعهُ وفرَّقهُ. وانشق الشئ انصَدَعَ .
المنجلي: المنجل والياء اضيفت شعبيا لضرورة اللحن في الأهزوجة وهي مفردة فصيحة والمنجل آلةٌ يدويّة لِحَشِّ الكلأ أولِحَصْد الزَّرع .
ربيعي الأولي: شهر ربيع الأول وإضافة الياء لضرورة اللحن .
وهذه الأهزوجة لها أصل في مدونات الشيعة (3) .فهنلك خلاف في ضبط تأريخ وفاة الخليفة عمر بن الخطاب. وأغلب مدونات أهل السنة أن وفاته كانت في 26 من شهر ذي الحجة عام 23 للهجرة. وفي مدونات الشيعة خلاف حول صحة ذلك تتبعه وناقشه الشيخ حبيب الله الخوئي في الجزء الثالث ص75 وما بعدها من كتاب منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة، بعد أن يقول: وينبغي التذييل بأمور: الأول كيفية قتل عمر وقاتله ويوم قتله، أما الأولى فقاتله ابولؤلؤة فيروز غلام المغيرة بن شعبة ثم يروي الحكاية المشهورة عن ذلك ثم يقول ما نصه: (ولكنّ المشهور بين العوام في الأقطار والامصار هو أنّه في شهر ربيع الأول قال الكفعمى في المصباح في سياق أعمال شهر ربيع الاول: إنّه روى صاحب مسار الشّيعة أنه من أنفق في اليوم التّاسع منه شيئا غفر له ويستحب فيه إطعام الاخوان، وتطييبهم والتّوسعة والنّفقة ولبس الجديد والشكر والعبادة وهو يوم نفى الغموم وروي أنّه ليس فيه صوم وجمهور الشيعة يزعمون أنّ فيه قتل عمر بن الخطاب وليس بصحيح .
قال محمّد بن ادريس في سرائره من زعم أنّ عمر قتل فيه فقد أخطأ باجماع أهل التّواريخ والسّير، وكذلك قال المفيد (ره) في كتاب التّواريخ وإنّما قتل يوم الاثنين لأربع بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين من الهجرة نصّ على ذلك صاحب الغرة وصاحب المعجم وصاحب الطبقات وصاحب كتاب مسار الشّيعة وابن طاوس بل الاجماع حاصل من الشّيعة وأهل السّنة على ذلك انتهى .
أقول: قد عرفت أنّ المشهور بين جمهور الشّيعة هو أنّه في شهر الرّبيع فدعوى الاجماع على كونه في ذي الحجّة ممنوعة ويدل على ذلك ما رواه في الأنوار من كتاب محمّد بن جرير الطبري قال: المقتل الثّاني يوم التاسع من شهر ربيع الأوّل أخبرنا الأمين السّيد أبو المبارك أحمد بن محمّد بن أردشير الدّستاني قال: أخبرنا السيد أبو البركات محمّد الجرجاني، قال: أخبرنا هبة اللّه القمي اسمه يحيى، قال: حدّثنا أحمد بن إسحاق البغدادي، قال: حدّثنا الفقيه الحسن ابن الحسن السّامري أنّه قال: كنت أنا ويحيى بن أحمد بن جريح، فقصدنا أحمد ابن إسحاق القمي وهو صاحب الامام العسكري عليه السّلام بمدينة قم، فقرعنا عليه الباب فخرجت علينا من داره صبيّة عراقيّة فسألناها عنه، فقالت: هو مشغول وعياله فانه يوم عيد، قلنا: سبحان اللّه الأعياد عندنا أربعة: عيد الفطر وعيد الضّحى النّحر والغدير والجمعة، قالت: روي سيّدي أحمد بن إسحاق عن سيّده العسكرى عن أبيه علي بن محمد عليهم السلام أنّ هذا يوم عيد وهو خيار الأعياد عند أهل البيت عليهم السلام وعند مواليهم، قلنا: فاستأذني بالدّخول عليه وعرّفيه بمكاننا، قال: فخرج علينا وهو متزر بمئزر له ومحتبي بكسائه يمسح وجهه، فأنكرنا عليه ذلك، فقال: لا عليكما إنّنى كنت أغتسل للعيد فانّ هذا اليوم «عيد ظ» وهو اليوم التاسع من شهر ربيع الأوّل فادخلنا داره وأجلسنا على سرير له .
ثمّ قال: إني قصدت مولاى أبا الحسن العسكري عليه السّلام مع جماعة من إخواني في مثل هذا اليوم وهو اليوم التّاسع من ربيع الأوّل فرأينا سيّدنا قد أمر جميع خدمه أن يلبس ما يمكنه من الثياب الجدد وكان بين يديه مجمرة يحرق فيها العود، قلنا يابن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: هل تجد في هذا اليوم لأهل البيت عليهم السّلام فرحا؟ فقال عليه السّلام: وأىّ يوم أعظم حرمة من هذا اليوم عند أهل البيت وأفرح؟ وقد حدّثني أبي عليه السّلام أنّ حذيفة (رض) دخل في مثل هذا اليوم وهو اليوم التّاسع من ربيع الأوّل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم، قال حذيفة: فرأيت أمير المؤمنين مع ولديه الحسن والحسين مع رسول اللّه صلوات اللّه عليه وعليهم يأكلون والرّسول يتبسم في وجوههما ويقول كلا هنيئا مريئا لكما ببركة هذا اليوم وسعادته فانّه اليوم الذي يقبض اللّه فيه عدوّه وعدوكما وعدو جدّكما ويستجيب فيه دعاء امّكما، فانّه اليوم الذي يكسر فيه شوكة مبغض جدّكما وناصر عدوّكما، كلا فانّه اليوم الذي يفقد فيه فرعون أهل بيتي وهامانهم وظالمهم وغاصب حقّهم، كلا فانّه اليوم الذي يفرح اللّه فيه قلبكما وقلب امكما. قال حذيفة: فقلت يا رسول اللّه في امّتك وأصحابك من يهتك هذا الحرم؟ قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: جبت من المنافقين يظلم أهل بيتي ويستعمل في امتي الرّيا ويدعوهم إلى نفسه ويتطاول على الامّة من بعدي ويستجلب أموال اللّه من غير حلّه وينفقها في غير طاعته ويحمل على كتفه درّة الخزى ويضلّ النّاس عن سبيل اللّه ويحرّف كتابه ويغيّر سنتى ويغصب ارث ولدي وينصب نفسه علما ويكذّبني ويكذّب أخي ووزيري ووصيي وزوج ابنتي ويتغلّب على ابنتي ويمنعها حقّها وتدعو فيستجاب اللّه لها الدّعاء في مثل هذا اليوم) إلى آخر النص الطويل الذي نقلنا قسما طويلا منه لأرتباطه بالبحث ولم نستطع أختصاره فنشوه معناه ودلالته وتأمل بقوله: ويحمل على كتفه درة الخزى فدِرة عمر باتت جزءا من النصوص وعلامة عليه!!






التوقيع :
الحمد لله
من مواضيعي في المنتدى
»» كتاب الامتاع: للحقير المنحط الرافضي المعفن (صالح الورداني)
»» صناعة الكراهية رأس الحسين أنموذجا
»» نصيحة للأخ سبيدرمان
»» ألم أقل لكم أن الشتيم الزنيم (السيد مهدي) معلم (تقية) كبير
»» نريد عاجلا شجرة نسب الهالك المجوسي (الخميني) والأرمني (الخوئي)
 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:22 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "